الجبن والخوف من مواجهة الآخرين

نُرَحِّب بك أخي في شبكة الألوكة، ونتمنَّى أن تكونَ هذه الأحكام التي حكمتَها على نفسك خاطئة، بل نحن واثقون من أنك تُقَلِّل مِن شأنك جدًّا.

أخي الكريم، لكي نعرفَ ماذا نفعل يجب علينا أن نفهمَ أنفسنا جيدًا، ونُشَخِّصها تشخيصًا صحيحًا، ونضع الإيجابيات في كفةٍ، والسلبيات في كفةٍ، ومِن ثَمَّ نُرَكِّز على الإيجابيات، ونُقَلِّل مِن السلبيات، وهذه الخطوة تُساعدنا على تطوير ذاتنا.

أخي الفاضل، أنت لستَ أقل مِن الآخرين، ولكنك لديك قلق كبير يُؤَثِّر على تفكيرك، وربما يكون هذا التفكيرُ لديك أنت فقط، في حين أن الآخرين ينظُرون إليك نظرةً عادية جدًّا، بل وكبيرة أيضًا، وهذا يظهر في قولك: (جاءتْ قريبة لي وأخبرتْني أن أحد الشباب تحرَّش بها)، وهذا يدلُّ على ثقتِها بك وبشَخْصِك وأنك تستطيع مساعدتها، ففضلًا لا تحكمْ على نفسك بهذه المشاعر السلبية.

وهناك عدةُ نصائح تُساعدك على التغلُّب على هذه المشاعر - بإذن الله - وهي:

• اتخذْ صُحبةً صالحةً في مختلف مجالات حياتك، وكوِّنْ علاقات قويةً معهم، فمِن الممكن أن تتحققَ في المسجد مثلًا، وبعد الصلاة في حلقات التلاوة، وستشعر بأنها علاقة قائمة على الودِّ والمحبةِ والمساواة، ولن تشعرَ معهم بالخجل أو التوتُّر.

• مارِس الرياضةَ، وخصوصًا الرياضات الجماعيّة التي ستساعدك بدَوْرِها على إزالة الخوف.

• ابحثْ عن أعمال تطوُّعيةٍ، وهي بفضل الله باتتْ كثيرةً ومتوفرةً، وتعطي ثقة بالنفس وشعورًا بالرضا.

• اجتهدْ في تجاهُل هذه المشاعر قدْرَ المستطاع.

• ابتسمْ وواجِه الناس بوجهٍ بشوشٍ، ولا تنسَ أن: ((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة).

• مارسْ تمارين الاسترخاء؛ فهي تزيل التوتُّر.

واعلمْ أن الشعور بالخوف شعورٌ طبيعيٌّ كلُّنا يَمُرُّ به، ولكن باختلاف درجاته ورُدود الفعل بين الهُروب أو المواجَهة.

ويمكن أيضًا اتباع عدة خطوات لمُواجَهَة ذلك:

• كتابة كلّ ما تخاف منه؛ حيث إنَّ الكتابة تُخَفِّف مِن حدة خوفك منها.

• اجتهدْ أن تُواجِه وتفعل كل ما تخاف منه بالتدريج، وستتولَّدْ لديك الشجاعة.

• تذكَّرْ دائمًا النجاحات التي قمتَ بها سابقًا، وأنا متأكِّدة أنها كثيرة، ولو كانتْ صغيرة مِن وجهة نظرك، ولكن تفكيرك فيها سيعطيك ثقةً في نفسك.

• ساعِد الآخرين على مُواجَهة خوفهم، وكن قائدًا لهم، وادْعمهم، وتقبَّل الدعمَ منهم أيضًا.

• استمتعْ بحياتك، وكن مستعدًّا لكل مواقف الحياة؛ مِن فرحٍ وحزنٍ، وألمٍ ونجاح، وغيرها.

وأخيرًا أسأل الله أن يُعينك ويُوفقك لكل خيرٍ