رهاب وتوتر بسبب القولون العصبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ:

فأختي الفاضلة، أسأل الله تعالى أن يَمُنَّ عليك مِن فضلِه، ويُرشدك لما فيه مصلحتك وخيرك.

عزيزتي، بالعودة إلى مشكلتك فهي تتلخَّص في الآتي:

• القولون العصبي.

• الرُّهاب الاجتماعي.

والمشكلتان حلُّهما بإذن الله تعالى بسيط.

أما بالنسبة للقولون العصبي فأرجو منك العودة لهذا الرابط؛ ففيه كلُّ ما يتعلَّق بهذا المرض مِن تعريف لتشخيص لعلاج : http://3colon3.com

أما بالنسبة لخوفك من مُجالَسة الآخرين، وهو ما يعرف بالرُّهاب الاجتماعي، والذي قد يكون سببُه معاناتك من القولون - فعِلاجُه بيدِك أيضًا، وأول خطوة علاجية هي التأكُّد من التشخيص، وعلى ضوء ذلك إن كنتِ متأكِّدة من تشخيصك، فعلاجُ الرُّهاب الاجتماعي يتمثَّل في طبيعة الرهاب الاجتماعي نفسه، وهو أنه ليس جُبنًا، وليس ضعفًا في الشخصية، أو قلة في الإيمان، وأن ما يحدُث لك مِن شعورٍ بالتوتر وسرعة نبضات القلب والرجفة وكذلك اللعثمة أو الصوت المُتَحَشْرِج - عبارة عن مشاعرَ داخليةٍ أكثر مِن أنها حقيقة كاملة، نعم قد يكون هناك رجفةٌ، قد يكون هنالك شيء مِن التلعْثُم، لكن أنت تحسين بها بصورة مضخمة ومبالغ فيها جدًّا، هذه حقيقةٌ لا بد أن نستوعبَها.

النقطة الثانية هي: أنك لن تفشلي - إن شاء الله تعالى - عند المُواجَهات، ومِن أعظم ما يخافه صاحب الرُّهاب الاجتماعي هو فقدانه للسيطرة على الموقف أمام الآخرين، أو تعرُّضه للاستهزاء والاستحقار من جانبهم، هذا لن يحدُث مُطلقًا.

النقطة الثالثة - وهي مهمة - هي: تحقير فكرة الرُّهاب، والدُّخول في برامج حقيقيةٍ لمقاومتها، وذلك من خلال التواصل والتواصُل المستمر، وأن تضعي برنامجًا على الأقل تتواصلين اجتماعيًّا مرتين في اليوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تجعلينها ثلاث مرات، ثم بعد ذلك تجعلينها أربع مرات، وهكذا.

لا بد أن تكونَ هنالك برامج واضحة، أما التجنُّب فهو يزيد من الرُّهاب الاجتماعي، وبفضل مِن الله تعالى وفي مجتمعاتنا المسلمة لدينا فرصة عظيمة جدًّا لأن نتخلَّص من الرهاب الاجتماعي، وذلك من خلال: أن نشارِكَ الناس أفراحهم وأتراحهم، وأن نمارسَ الرياضة الجماعية، وأن نحضر المحاضرات، وأن ننضمَّ لجمعيات البِرِّ والخير والإحسان...، هذا صقل وتطوير مهاراتي عجيب لشخصية الإنسان، يُؤدي إلى زوال الحرَج والخَجَل الاجتماعي.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فهو علاجٌ مساعدٌ، والدواءُ له ميزةٌ أساسية، وهو أنه يُمهِّد للبرامج العلاجية السلوكية إذا أراد الإنسانُ (حقيقةً) أن يتغيَّر.

وأخيرًا لا تنسَيْ الدعاء إلى الله تعالى أن يشفيك ويعافيك؛ فهو القادرُ وهو الشافي، والتَمِسي ساعات الإجابة؛ خاصة في الثُّلُث الأخير مِن الليل، وأكْثِري من الاستغفار، ففيه تفريجُ الهموم والكُرُوب.

والله الموفِّق