أريد أن أقوي علاقتي بالله

♦ ملخص السؤال:

شاب يقول إن علاقته بالله بدأت تضعف بسبب بعض المتغيرات، ثم اكتشف أنه مَسحور، وشُفي من ذلك، ثم عادتْ علاقته بالله بشكل أقوى، لكنها ضعفَتْ مرة أخرى حتى شعر أن قلبه قد مات، والآن يريد أن يعود كما كان

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ مِن أسرة ملتزمة ولله الحمد، ومحافظ على الصلاة في وقتها في المسجد.

في مرحلة الدراسة المتوسِّطة أُصبتُ بوسواس في ذات الله سبحانه وتعالى، وعانيتُ منه لمدة أربع سنوات، ثم تغيَّرتْ حياتي مع الله عز وجل إلى الأفضل والأجمل، وأصبحتُ قريبًا جدًّا مِن الله تعالى، وكنتُ سعيدًا جدًّا مُنشرح الصدر، وكنت أستمتع بالصلاة، وفي خلال هذه الفترة كنتُ أنصح كل إنسان أراه مقصرًا في الصلاة مِن أهلٍ وجيران وأصدقاء، وأقمتُ حلقة بين المغرب والعشاء لتعليم الأطفال قراءة القرآن الكريم وحفظه، وكان الوالدان فَخورَين بي.

بعد انتهائي من الدراسة سجَّلت في كليه طب الأسنان، لكنني أوقفتُ قَيدي بسبب سوء الأوضاع في بلدي، وجلستُ في البيت بلا عمل ولا دراسة، وكنتُ أنظِّم وقتي لحفظ القرآن الكريم والاطلاع على بعض الكتب الدينية وغيرها.

للأسف تبدَّلتْ حياتي منذ أن امتلكتُ هاتفًا حديثًا، وليتني لم أمتلكه؛ فقد طاوعتُ نفسي والشيطان ونظرتُ إلى الصور المحرَّمة عن طريق الهاتف، وبعد هذه المعصية بدأتْ علاقتي مع الله تضعف، وكنت أشعرُ بضعفٍ إيمانيٍّ في قلبي، إلى أن جاء رمضان وقلت: سيَنصلح حالي بقراءة القرآن والتراويح والصيام، لكنني لم أشعرْ بأي تحسُّن، فقلتُ لنفسي كلمة كلها يأس وقنوط؛ قلتُ: "إن الله سيغفر لجميع الناس إلا أنا"، وأستغفر الله العظيم مِن هذا القول!

في العشر الأواخر من رمضان قطعتُ وعدًا مع الله أنني لن أعودَ إلى النظر إلى الحرام، وقلت: "وعزتك وجلالك لو تغفر لي هذه المعصية لا أعود إليها أبدًا ما حييتُ"، لكنني للأسف انهزمتُ أمام نفسي بعد رمضان، وعدتُ إلى الذنب مرة أخرى، فضعفتْ علاقتي بالله، حتى شعرتُ في يوم بشيء انتُزع مِن صدري، ولم أستطع حتى أن أذكر الله، ومنذ هذا اليوم تغيَّرت حياتي، وبدأ الوالدان يلاحظان تغيُّر حالي.

كنت في هذه الفترة أعاني من ضيق في صدري، وهمٍّ وشرود في الذهن، وأحلام في المنام، فقرَّر والدي أن يأخذني إلى معالج بالرقية الشرعية، فاكتشفتُ أني كنتُ مصابًا بسِحْر، والحمد لله فُكَّ السحرُ.

للأسف صارتْ عباداتي كلها عادات، وصار حالي مُحزنًا؛ فأنا ظاهريًّا ملتزم لكنني في الباطن منكوس، أشعر أن قلبي صار ميتًا، لا يتأثر بالقرآن، ولا يخاف لا مِن وعد ولا وعيد، وأصبحتُ أرى المنكر ولا أغيِّره، ولا آمرُ بالمعروف، ولديَّ جيران لا يُصلُّون في المسجد ولا أنصحُهم!

لا أعرف هل لي مِن توبة بعد الوعد الذي قطعتُه على نفسي مع الله وأخلفته؟ لا أريد خسرانَ الآخرة، وكرهتُ حياتي، ومللتُ مِن هذه الحياه.

فدلُّوني كيف أعود إلى الله؟ وهل يقبلني الله بعد هذا كله؟!