أشعر بالفراغ، وأريد الخلوة مع نفسي

أهلاً بك عزيزتي.

ما لا يُدْرَك جلُّه لا يترك كُلُّه، واضحٌ أنك مُنْزعجة، وتريدين أن تقرِّري وتحسمي أمرًا ما، لكنك لم تَذْكري ما هو؟

رُبَّما هو يَشْعر بانزعاجك، ولكنه لم يصارِحْك، وخائفٌ أن تتركيه بسبب عصبيَّته - ربما - لذلك يرفض أن تبتعدي عنه، ويقول لك أنه يحبُّك، ولا يحتمل بُعْدك.

عزيزتي، أحيانًا نحتاج فعلاً أن نكون وَحْدنا؛ نصفِّي فكرنا وعقلنا، ونستعيد التوازن إلى روحِنا، لكنْ كلَّما زادت المسؤوليَّات صار هذا الأمر أصعب، خصوصًا مع وجود الأولاد، وعدم رغبة زوجك في الابتعاد عنك.

لذا؛ قبل أن تقنعي زوجك بالسماح لكِ بالابتعاد لثلاثة أيام، اكتبي في ورقةٍ الإجابة عن الأسئلة التالية:

- كم نسبة حاجتي إلى هذه الخلوة مع نفسي من 0 إلى 100 %؟

- لماذا أريد الابتعاد مؤقتًا؟

- ما الهدف من ابتعادي المؤقت؟

- كيف أتوقع أن تكون نفسيتي وروحي بعد هذه الفترة؟

- كيف سأصل إلى هذه النتيجة خلال فترة ابتعادي؟

الهدف من هذه الأسئلة هو معرفة مدى احتياجك إلى هذه الخلوة، ومدى استفادتك منها، ووَضْع آلية سابقة لتحقيق الفائدة المرجوَّة من خلالها.

أمَّا زوجك، فربما يظنُّ أن سبب ابتعادك هو عدم رغبتك في رؤيته، أو توقُّفك عن حبِّه، أو أنكِ تفكِّرين في الطلاق والانفصال؛ لذلك هو خائف من الفكرة ويرفضها.

ويُمكنك التأثير عليه عن طريق اللَّمسات الحانية، والكلمات الحلوة الرَّقيقة، والتَّأكيد على أنَّ هدفك من الإجازة ليس الابتعادَ عنه لأنك لا تريدينه أو تكرهينه، ولكن لتصفِّي عقلك مما يشتِّتُه، وحتى تشتاقا إلى بعضكما أكثر، وتشتعل المشاعر والعواطف بينكما من جديد، وربما تربطين الأمر بتغيير وتجديدٍ في مظهرك، فيتحمَّس للأمر ويوافق.

وإن اطَّلعتِ على هذا الموضوع في الألوكة "الإجازة الزوجيَّة.. أسلوب جديد لإنعاش الحياة الزوجية"؛ فستستفيدين من آراء الذين جرَّبوا الأمر، والخُبَراء الباحثين في هذا الموضوع، وستُساعدك على اتِّخاذ القرار، وإقناع زوجك.

رابط الموضوع:

http://www.alukah.net/Social/0/517/

عزيزتي، إن وافق زوجك الآن قد لا يوافق مجدَّدًا؛ لذا حاولي أن توجدي لنفسك أمورًا بديلة تساعدك على تصفية ذهنك والتفكير براحة، مثل هوايةٍ تنشغلين بها، وتفرِّغين أفكارك المزعجة خلالها، أو خلال فترة الصَّباح عندما يذهب زوجك وأطفالك إلى العمل والمدرسة، أو غيرها من الأوقات التي تُلائم حياتك، أيضًا استخدمي الكتابة دائمًا؛ إمَّا على شكل مذكِّرات يوميَّة، أو قصص قصيرة، أو شِعر، بالأسلوب والطريقة التي تُناسبك وتلائمك؛ لأنَّها تساعد على إخراج المشاعر المزعجة، وتفريغ التوتُّر، وتصفِّي الذهن مما يزعجه، ويكدر صفْوَه.

وهذه الأمور مهمة جدًّا حتَّى لا يتراكم الانزعاجُ، والمشاعر السلبيَّة والقلق والإحباط، فتؤثِّر كلُّها عليك سلبًا، وتجعلك تنفجِرين فجأة في زوجك وأولادك، ويحدث بينكما خلافٌ كبير بلا سبب واضح!

إن كان هناك أمر يزعجكِ ويضايقكِ في زوجك، فمِن الأفضل أن تُصارحيه بحبٍّ ولطف، وبكلمات رقيقة، وخالية من النقد أو الاتِّهام أو التجريح، وفي جوٍّ هادئ؛ حتَّى يحاول أن يغيِّر هذا الأمر، أو يعدله، أو تتَّفقا على حلٍّ وسط يرضيكما.

وأخيرًا: أدعو الله لكِ بالسعادة والتوفيق، والحياة الهانئة المستقِرَّة.

وتابعينا بأخبارِك.