• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

ما أعتب على زوجتي في خلق ولا دين ولكن..

أ. أريج الطباع

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/9/2010 ميلادي - 26/9/1431 هجري

الزيارات: 128423

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم، مضَى على زواجي ما يقارب 9 أشهر، عندما خطَبْتُ الفتاة كان هدَفِي الوحيدُ آنذاك أنْ أظْفر بِذَات الدِّين، وقد بدَتْ لي عندما رأيتُها وقْتَ الخِطْبة بحِجابِها فتاةً مقبولةَ الجمال، ولم أتردَّد كثيرًا وقْتها في المُضِي في عقْد القِرَان؛ نظرًا لأنِّي وجدْتُ أنَّها ذات الدِّين التي أبحث عنها.

 

كان في قلبي شيء من القلَق؛ نتيجةَ اختلاف البيئة الاجتماعية بينَنا؛ إذْ إنَّها تقْطُن في منطقة تُعدُّ أدْنى اجْتماعيًّا من المنْطقةِ والوسَطِ الذي أعيش فيهما، إلاَّ أنَّني تجاهلتُ هذا الشيء بسبب أنَّني وجدتُ فيها ضالَّتي، ألاَ وهو الدِّين.

 

بعد أن عقَدْنا القِرَان، دخلَتْ علَيَّ بدون حجاب، وقد رأيتُها لأوَّل مرَّة بالملابس التي تَظهر فيها أمام مَحارمِها، لم تَكُن الحال آنَذاك كما توقَّعْتُ، حيثُ إنَّني توقَّعت أنْ يَخْفق قلْبي وأنْ أعْجَب بشكْلها، كما هي حال كلِّ محبٍّ مع محبوبته، أو كلِّ خاطب مع مَخطوبته، إلاَّ أنَّ الحال لم تَكُن كذلك، فقد صُدِمْت بأنَّ صفاتٍ جسديةً معيَّنة - و هي تَعني لي الكثيرَ والكثير - لم تَكن على ما كنتُ أتمنَّى في "فتاة أحلامي" منذ أنْ كنتُ مراهقًا، كما أنَّني اكْتشفت مع الوقْت أنَّها لم تنْجح في جذْبِي إليها بما تَجْذب به الفتاةُ الشابَّ؛ من أنُوثة، وحُسْن خطاب، ولِين جانب، وخفَّة ظِل، إلاَّ أنَّني ضغطتُ على نفْسي منذ ذلك الحين، مقْنِعًا إيَّاها بأنَّ هذه الأمور كلَّها أمورٌ ثانوية، وأنَّ الأمْر الأساسي الذي يهمُّ هو دِين الفتاة وخلُقها.

 

استمرَّت الحال على ما هي عليه خِلالَ مرْحلة الخِطْبة، علمًا بأنَّني كنتُ أُقِيم في بلد غير الَّذي تقِيم فيه، وكان التَّواصل بيينا يَجري عن طريق الهاتِف و(الشات) عبْرَ الانترنت، وقد بدأَتْ هي شيئًا فشيئًا تحسُّ بضعْف مَيْلي تُجَاهَها، وافْتقاد ما تحبُّ أنْ ترَى الفتاةُ من خطيبها؛ من إظهار الشَّوق واللهفة، وإطالة الحديث والكلام على الهاتف، وسماع كلام الغَزل و(الرومانس)؛ إذْ إنَّني كنت أشْعر دائمًا بعدم الرَّغبة في إطالة الحديث معها، وبِعَدم وجود ما نتكلَّم فيه كيْ نُطِيل الحديث، بل كنتُ أشعر بِثقل وبمسؤوليَّة عليَّ عندما كنتُ ألْمس في صوْتِها اللاَّرضا من كونِها لا تجد منِّي ما يشْبِع أنوثتها، وقد كانت مِرارًا تعاتبني على سلوكي هذا، وبأنَّها تتمنَّى أنْ تشعر بميلي تُجاهها، وبشوقي إليها، وبحاجتي الدائمة إلى سماع صوتها، إلاَّ أنَّني كنتُ لا أُحْسِن هذا؛ نظرًا لما في قلْبي من عدَم الميل إليها.

 

تكلَّمْت في الموضوع قبل العُرْس بما يَقْرب من الشَّهرين مع والدتي، وبُحْتُ لها بما كنتُ قد كتَمْتُ طِيلةَ مرحلة الخِطبة، وقد كانت مَشُورةُ والدتي بأنْ أمْضي في الزَّواج؛ حيث إنَّها ترى كما يَرى كثيرون أنَّ الحبَّ الحقيقي يأْتِي بعْد الزواج؛ بسبب ما يَحصل بين الزوجين من العِشْرة والأُلْفة، وأشياءَ أخرى تولِّد الحبَّ بينهما، وقد كانت مرْشِدةً لي في نفس الوقت ألاَّ أضْغط على نفْسي كثيرًا، وبأنْ أفْعل ما أجد نفْسي ترتاح إليه إنْ لَزِم الأمْرُ، مع تذْكيرها الدائم لي بأنَّ هذه الفتاة تَجتمع فيها الأمورُ الأساسيَّة الَّتي كنتُ أَنْشُدها؛ من دِين، وحُسْن خلُق، وتقارُبٍ في الأفْكار.

 

أتَى يوم العرْس وأنا أشْعر بِغُصَّة في قلبي؛ حيث لم أكن متلهِّفًا لهذا العرس، ولم أكن أشعر بما يَشعر به المقْبِل على الزواج؛ من لَهْفة لمخطوبته، وشوْقٍ لأوَّل لقاء حَميم بينهما، بل كنتُ أشعر بِثقل هذا الشيء على كاهلي، إلاَّ أنَّني مضيتُ في الأمر وتزوَّجْت.

 

لم يكن هناك لقاء جنْسي في اللَّيلة الأُولى؛ حيثُ إنَّني كنتُ قد قرأتُ أنَّه يفضَّل أنْ يؤجَّل هذا الأمْرُ حتَّى يكون كِلاَ الزَّوجين مُرْتاحين، وحتَّى تكون الفتاةُ قد استأنسَتْ من زوجها، وزال عنها الخوف والارْتباك الذي يصيب معظم الفتيات ليلةَ العرس.

 

كانت هناك محاولات من قِبَلي في اللَّيالي اللاحقة، إلاَّ أنَّني كنتُ أرَى في وجْهها الخوف والخجَل الَّذي أدَّى إلى ارْتِعاشها في بعض الأحيان، بالإضافة إلى عدَم ميْلي الدَّاخلي إليها الَّذي ازْداد بعدما تبَدَّى لي ما كان مستورًا.

 

لم يكن شهْر العسَل بِشَهر عسل بالنسبة إلَيَّ؛ إذْ كانت فترةً لا أحبُّ أنْ أتذكَّرها، ولم تتْرك في نفْسي الأثر الذي يَجِب أن تتركه في نفْس كلِّ متزوِّج جديد، وإنَّما كنتُ فيها في غاية الفتور والخمول، حتَّى إنَّ زوْجتي كانت تَطْلب منِّي أنْ نتمشَّى خارج الفنْدق وأن نُمْضِي أوقاتًا أكثرَ نتكلم فيها، إلاَّ أنَّني كنتُ أتعَذَّر بالتَّعب، وكنتُ أخْلد سريعًا إلى النَّوم عندما نَسْتلقي على الفِراش، وهذا كان يُزْعِجها كثيرًا منِّي؛ إذْ كانت تحبُّ أن نتبادل الكلام والمداعبة قبْل النوم، ولَم أَكُن أرغب في ذلك.

 

عُدْنا من شهر العسل، وانتقلَتْ معي إلى بلَدِ إقامتي، وبدأَتْ حياتُنا الزَّوجية، لم يتغيَّرْ شيء، بل زادَ الأمْرُ سوءًا بالنسبة لزوجتي؛ إذْ إنَّه بالإضافة إلى ما كانت ترَى منِّي منْ ضَعف الميل إليها، فقد بدأت تُحِسُّ بوطْأة الغُرْبة عليها وبالوحْشة؛ نتيجةَ البعْد عن أهْلها وأصدقائها، بالإضافة إلى أنَّها كانت تدرِّس في الجامعة، وكان واجب التحضير للامتحان يشكِّل عبْئًا إضافيًّا عليها.

 

لم تكن علاقتنا الجنسيَّة جيِّدة جدًّا، وإنما ما فَتِئت غير مستقرَّة، وقد ذهَبْتُ إلى أخصَّائي في التناسلية، وقمْتُ بالتحاليل المطلوبة إلاَّ أنَّه أخبرني بأنَّني عضويًّا سليم، وهي كذلك ذهبَتْ إلى الطبيبة النِّسائية وأكَّدَت لها بأنَّها لا تُعاني من أيِّ الْتهابات أو أمراض تدْعو إلى فشَل العلاقة الجنسية، هي تحِبُّ قُبْلة الفَم، ومداعبةَ بعض المناطق، وأنا أشْعر بالاشْمِئزاز من كِلَيهما.

 

كانت أكثرَ الليالي كابوسًا بالنسبة إليَّ؛ إذْ إنَّ زوجتي كانت تحب أن نتكلَّم ونَعِيش (الرومانس) في الفِرَاش قبل النَّوم، إلاَّ أنَّني كنتُ سريع الخلود إلى النَّوم، وكان هذا يَدْفعها إلى البكاء الطويل وحالاتٍ من الغضب الشَّديد مما سَبَّب لي ضغْطًا نفسيًّا كبيرًا جدًّا.

 

لم أُحْسِن يومًا التَّظاهر بشدَّة المَيْل إليها، كما أثَّر هذا على الأَداء الجِنسي في كثير من الأحيان، وبالتَّالي زاد الإحباط والشعور بعدم الاستقرار والقلَق من كِلَينا، إلى أنْ جاء اليومُ الذي قرَّرْتُ فيه أن أَبُوح لها بما كتمْتُ عنها؛ حتَّى تفْهم السَّبب وراء عدَمِ ميْلي المستمِرِّ إليها، جلستُ معها جلسةَ مصارحة عقْلانيَّة، وأخبرتُها بشعوري تُجاهَها منذ بداية الخِطبة، بأنَّني لم أكنْ أجِدُ الميل الكامل إليها كفتاة، وبأنَّني كنت أعْزو هذا دائمًا إلى ضعف خِبْرتي بالنساء؛ نظرًا لأنَّني لم أَكُن على علاقة بأيِّ فتاة قبل الزواج، وبأنَّني أردتُ ألاَّ أتسرَّع في الحُكْم على علاقتنا منذ البداية، وبأنَّني اعْتقدتُ أنَّ الحب يأتي مع الزمن.

 

طبعًا كان هذا الحديثُ صدمةً بالنسبة إليها، وقد دفَعَها إلى البكاء وإلى اسْتنكار مُضِيِّي في الزواج منْها بالرَّغم مِمَّا كنتُ أُوَاجه، كانت صدمة كبيرة لها؛ لأنَّها تحبُّني بصِدْق، وقد استنْكرت عليَّ أنَّني جعلتُها تتعلَّق بي وتحبُّني كثيرًا خلالَ مرحلة الخِطبة؛ لِمَا رأَتْ من حُسن عِشْرتي و"رسائل الجوال" التي كانت تَصِلها منِّي، والَّتي كنتُ أُكْثِر فيها من الغزَل والكلام المعْسول؛ محاوَلَةً منِّي لخوض غِمَار الحب وتوليد ما لم يُوجَد منه بيننا.

 

طلبْتُ منها بعد ذلك أنْ تتحلَّى بالصَّبْر وبأنْ تتْرك الأمْر هذا للزَّمن، وبأنْ نَدعو الله - عزَّ وجل - أن يغيِّر حالَنا؛ إذْ إنَّ هذا ليس بشيء مستحيل، وإنَّ كثيرًا من حالات الزواج لم تَقُم على الحب أصْلاً، وإنما تولَّدَ الحب بعد الزواج.

 

قَبِلتْ هذا منِّي على مضَض، إلاَّ أنَّها لم تستَطِع تحمُّلَه، فبَقِيَت بعد ذلك تَبكي بشكْل يوميٍّ تقريبًا، وأصبحتُ أرى في عينيها نظراتِ اللَّوم والغضب، وقد أصبحَتْ شديدة الحساسية تُجاهي؛ حيثُ إنَّها كلَّما رأَتْ منِّي عدم ميْلٍ إليها ذكَّرَتْني بذلك وبأنَّه ما كان علَيَّ أنْ أتزوَّجها منذُ أنْ شَعرْت بعدم الميل إليها.

 

اتَّفَقنا بعد هذا على عدم إنْجاب الأولاد في الوقْت الحالِيِّ حتَّى تستَقِرَّ علاقاتُنا، وقد مضَى الآن على زواجِنا كما ذكرْتُ أكثرُ مِن 9 أشهر، وقد أصبَح الناس مِن حَولنا مستغْرِبين؛ لِعَدم إنْجابنا للأولاد، كما أنَّني أتقدَّم في السِّن، وبحاجة للإنْجاب سريعًا؛ حتَّى أَكُون أقْدَر على تقبُّلِ الأولاد، وأقْدَر على تفهُّمِهم ومسايرتهم.

 

لسْتُ أدْري لماذا أشْعر باسْتمرار بِهَاجس أو حديثِ نفْس يُخْبرني بأنَّني لن أستمِرَّ مع زوجتي، وبأنَّني يَجب أنْ أتزوَّج فتاة أخْرى أشْعر معها بالسعادة والهناء، وبما يحب أن يَشعر به الرجل مع المرأة.

 

أنَا رجُل أرْجو أن أكون ملتزِمًا؛ إذْ إنَّه ليس لدَيَّ أيُّ علاقات نسائيَّة غيرِ شرْعية، والمَنْفذ الوحيد لي لِحُصول المتْعة بالنِّساء بجميع أبْعادها هو زوْجتي أو الزَّواج، فإنْ لم أَجِد ضالَّتي في الزواج، فماذا أفْعل بنفسي؟

 

أشْعر حاليًّا بإحْباط وبِكَسل كبير، وبعدم إقبالٍ على الحياة، كما أصْبحتُ أشْعر بِرَتابة الحياة وبأنَّني متزوِّج منذ زمَن، أصْبح هذا يؤثِّر سلْبًا علَى عمَلي، وعلى إنجازي بشكل عامٍّ.

 

أحاول دائمًا طرْد هذه الأفكار من ذِهْني وإقناعَ نفْسي بأنَّ زوجتي هي مَن أُرِيد لِحُسن دِينها وخلُقِها، وحُسن تدبيرها للمنْزل، وإيجابياتٍ أخرى كثيرة ترجِّح كِفَّتَها لدَيَّ، إلاَّ أنَّ شكْلها وبَعْضَ صفاتِها الخُلُقيَّة - بضم اللاَّم، مثل شدَّة الغضب وشدَّة الغَيْرة - تَجعلني بعيدًا عنها، شئْتُ أمُ أَبَيْت، وكم حاوَلْت ولا زلْت أحاول أنْ أتجاوزَ هذا الأمْر، إلاَّ أنني لا أستطيع، هي تُحِبُّ منِّي قُبْلة الفم كثيرًا، وأنا لا أحب ذلك، بل أجِدُه مقزِّزًا غالبًا، وتحبُّ منِّي أمورًا في علاقتنا الحميميَّة، لكنِّي لا أحبُّها، وحتَّى إنْ فعلتُها فإنَّما أفعلُها كمَن يَأكل الأكْلَة بدون شهيَّة.

 

في كثير من الأوقات لا أَجِد مادَّة مشْترَكة نتحدَّث فيها؛ أصبحَتْ هي تَغار من والدتِي، ومِن أيِّ أحدٍ تجِدُني أميل تُجاهه أو أُظْهِر له شوقي وحاجتي، لا أنكر أنَّها سكنَتْ مؤخَّرًا قليلاً، إلاَّ أنَّني أعْتقد أنَّ هذا السُّكون بيننا ما هو إلاَّ جَمْر من تحت تراب، لا أرى تغيُّرًا في الأمَد القريب إلاَّ أنْ يريد الله - عزَّ وجلَّ - غير ما هو حاصل حاليًّا.

عقلي يقول لي بأنَّها هِي هي المرأةُ الصالحة الَّتي تحْفظ عليَّ بيتي وحياتي، إلاَّ أنَّ عاطفتي وأهوائي وميُولي الإنْسانية تتَضارب مع عقْلي ولا تَرْضخ له، ولا تقْنع، وهذا يسبِّب لي بعْدًا عن السعادة وجفافًا في حياتي، ما هي نصيحتكم لي؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

هناك مشكِلات كثيرة، الخَلل فيها يكون من البداية، ويصْعب حَلُّها دون بعض الخسائر، فحِينما نبدأ بدايةً خاطئةً يصْعب علينا أن نُعِيد الشريط دون أن نتحمَّل نتيجةَ هذه الأخطاء، وقد يشارِكُنا غيرُنا هذه النتيجةَ للأسَف!

 

حاولتُ أنْ أؤخِّر رَدِّي قليلاً على اسْتشارتك؛ كيْ أَكُون أكثر إنْصافًا وموْضُوعية، ولا أقْسُو في ردِّي، رغْم أنِّي لا زلْتُ إلى الآن أرَى في استشارتك شيئًا من الأنانية؛ فقد كتبتَ متألِّمًا لوضْعك، وأنت السَّبب فيه حقيقة، فلم يَجْبرك أحد عليه، ولم يَخْدعك أحد بتصوير شيء خلافَ الحقيقة، باستثناءِ موقف والدتك - سامَحها الله - وقلَّة خبْرتك، لكنَّك تبْقى رجلاً، وكان بِيَدك الاختيار.

 

ماذا عن المسكينة التي ارْتبطْتَ بها، وعلَّقْتَها بك، وتتخَبَّط حيْرة بَحثًا عن طريقة تَصِل بها إليك؟! حُرِمَت ما تَحلم به أيُّ فتاة في وضْعها، وفوْق ذلك فَقدَتْ لذَّة الأمُومة، وتركْتَها معلَّقة لا تعْرف أهي في سماء أم في أرْض! هل تَستطيع أن تشعر بها أيضًا كشعورك بنفْسك وألَمِك؟ وهل تفكِّر بما سيحلُّ بها؟ وكيف فقَدَتْ هي أيضًا المتْعة والبهْجة في الحياة، ليس أنتَ فحَسْب!

 

آمُل أنْ يكون الوضْع كذلك، وأن تكونَ مشاعِرُك من القوَّة والاحتواء بحيْث تشْمل ألَمَها مع ألَمِك، وتفكِّرَ في حلٍّ يناسبك ويناسبُها أيضًا، وتكون أكثرَ إيجابيَّة، ولا تتركَ الأمور للزمن وحْده.

 

بدايةً، لا أعْرف إنْ كنْتَ قد استخَرْتَ قبل زواجك، لكنْ كرِّر الاستخارة الآنَ أنْت وزَوْجُك، ويجب أن تتوصَّل إلى قرار حازم؛ هل ترْغب في الاستمرار أو لا حلَّ غيرُ الانْفصال؟

 

قرار كهذا لا يَجب أن تبْحَثه وحْدَك، بل لِزَوجك الحقُّ في بحثه معك أيضًا؛ فهي حياتُها كما هي حياتُك الآن، وكونُك صدَمْتَها وصارحتَها مِن قَبل، فلن يكون الأمْرُ أشدَّ صعوبةً من سابقِه.

 

فكِّرْ وحْدَك بداية؛ هل ترغب في الاستمرار؟ وهل قَناعتُك العقليَّة كفيلة بأنْ تجْعلَك تبْحث عن الحلول وتطبِّقها؟ أوْ ستَبْقى تتعذَّب وتعذِّبُها معك؟ لا ينفع أبدًا أن نستمرَّ ونَحن في داخلنا هذا التَّضارب والصِّراع؛ لأنَّنا بلا شكٍّ سنَنقله إلى مَن أمامنا وسنتعذَّب ونعذِّبه!

 

لا تتسرَّعْ في قرار كهذا، وادْرُسْه جيِّدًا، فلا تكرِّر خطَأك بتركيزك على جانب دُون آخَر من البداية، وتذكَّرْ أنَّ الحياة لا تُبْنَى على الحبِّ وحْدَه، وليس هو الأساسَ الوحيد الذي يُقِيم الحياة الزوجية، وقد نَهْدِم - بحثًا عنه - واقعًا مُرِيحًا، ونُحِيله إلى سرابٍ قد لا نَبلغه، لكنْ لا يعَني ذلك أنْ نعيش دون قَلْب.

 

من كتابتك وصلَني أنَّك تفْصِل كثيرًا بين قلْبك وعقْلِك، وأتوقَّع أنَّها مشْكلة عامَّة في شخصيَّتك، وليست وليدةَ هذه المشكلة فحَسْب، كثيرٌ من الناس يُعَانُون من هذه المشكلة للأسف، وقد لا نَشعر بصعوبة ذلك في كثير من جوانب حياتنا، لكنْ مع الوقت سنَصِل إلى درجة يتصارع فيها القلب مع العقل ونضْطرُّ إلى أن نَختار أحدَهما، حاوِلْ أن تتغلب على هذه المشكلة، وتصالِحَ بين قلبك وعقلك، اجْعل قلْبَك عاقلاً وعقْلك نابضًا، كنْ منْصِفًا مع نفسك بألاَّ تقْسُو على جانب على حساب الآخر.

 

مشكلة الناس الَّذين لا يُجِيدون ضبْط مشاعرهم، أو تغييرَها: أنَّها إمَّا أنْ تتحكمَّ فيهم، أو بالعكس؛ يقْتلونها فيَفقدون بَهْجة الحياة، ويَبدو أنَّك لسْتَ من النوع الذي تتْرُك الزِّمام لِمشاعرِك، لكنَّها في نفْس الوقت تتمرَّد عليك؛ خوفًا من خَنْقها فتتعبك، ولا زلْتَ لا تفْهَم نفْسَك وسطَ هذه الدُّوَّامة!

 

المشاعر لا تَأتي من فرَاغ، وللعقل دورٌ كبير في تكوينها، ابْحث عن سببِ مشاعرك وارتباطاتها؛ فهذا سيساعدك كثيرًا.

 

هناك في الدِّماغ جزْءٌ مخصَّص للذَّاكرة العاطفيَّة، قد لا نشْعر به وندْرك تفاصيلَه دائمًا، لكنَّه يؤثِّر علينا كثيرًا؛ تُخْتَزن فيه صُوَر ومشاعر قديمة، تَعود لتؤثِّر علينا في أوقات كثيرة من حياتنا، ويبدو أنَّك منذ وقْت المراهقة كوَّنْتَ في ذاكرتك صورًا كثيرة عاطفيَّة، ورغْم أنَّك لم تجرِّب أيَّ علاقة قبل الآن، لكنَّك جرَّبتَها في مخيلَتِك وبَنَيتَ صورةً ما، يصْعب عليك تغْييرها بسهولة.

 

أحيانًا يكون الخيال أشدَّ خطرًا من الواقع؛ لذلك الرِّوايات الإباحية - كمثال - تكون أكثرَ خطورة حتَّى من المُشاهَدة؛ بسبب هذه الذَّاكرة العاطفيَّة، حيثُ تتخزَّن المشاعر، ويكون لها التأثير على بقيَّة الحياة، ودَومًا يكون للتَّجرِبة العاطفيَّة الأُولى تأثيرٌ كبير، خاصَّة حينما لا ندْرِكه.

 

حاوِلْ أن تكْتشف هذه الارتباطات، وتفْهَم سبب مشاعرِك؛ لتتمكَّن من التعامل معها بذَكاء أكثر، ولتتوافَق مع عقْلِك أكثر، وتحدِّد ما إذا كنتَ قادرًا على التغلُّب عليها أوْ لا.

 

هناك قاعدة في المشاعر تُفِيدك كثيرًا، هي أنَّنا حينما نعْجز عن تغيير مشاعرنا - ولا شكَّ أنَّها هي الأصْعب - فإنَّنا نركِّز على تفكيرنا، وهذا ما سبق أنْ شرحْتُه لك بفَهْم مشاعرك، إضافةً إلى دراسة الإيجابيَّات والسلبيات من قرارك، والتركيز على الإيحاء الايجابي عِوَضًا عن التَّركيز على ما لا يعْجبك فقط، وتَبْقى لدَيْك القدرةُ على التركيز على سلوكِك، فهُو كالدَّائرة؛ أيُّ تغْيير في جزء منها قد يؤثِّر على البقيَّة.

 

أيضًا لفَتَ نظَري ما كرَّرتَه حول علاقتكما الحسِّية، واشْمئزازك من بعْض الأمور، ابْدأ من هنا، وحاوِلْ أن تَصِل إلى التوافق الحسِّي مع زوْجتك بالتَّركيز على الأمُور الَّتي تَمْلِكانِها، هذا سيساعدك كثيرًا، ولا تركِّز على ما ستَقُوم هي به، بل اجْعل دوْرَك هو القائد، تثَقَّفْ في هذه الناحية، وتَساعَدْ معها؛ لِتَصلا إلى مرحلةٍ من التوافق تُريحُكما، تحتاجان إلى حوار وثقافة مشتَرَكة؛ لتصِلا إلى هذا التَّوافق، وقد يَأخذ وقتًا، لكنَّه سيساعدُكما كثيرًا.

 

عادةً ليس الشَّكل هو الذي له التَّأثير الأكْبر في العلاقة، لكنْ كيفيَّتها، ومن الطَّبيعي لِمَن ليستْ لدَيْه الخبْرة بها ألاَّ يتمكَّن من الوصول إلى الرضا والتوافق بسهولة، وهنا يَكْمن دور الطَّرَفين لتجاوز هذه المشكلات.

 

بحالِ بذَلْتَ جهْدَك في كل هذه الأمور، ولم تَستطع أبدًا، فابْحث الحلول مع زوجِك، ولو لم تَجِدا غير الانْفصال حلاًّ، فعَجِّلا به قبل الإنْجاب، وتذكَّرْ أنَّ مِن حقِّ زوجتك أنْ تعيش مشاعر الأمومة أيضًا، فلا تتأخَّرْ عليها كثيرًا به، وأكثِرَا من الدَّعوات أن يُيَسِّر الله لكما الخيرَ في حياتكما، وأن تَخْرجا من هذه المشكلة بأقلِّ خسائر ممكنة.

 

وفي النهاية لا نغْفَل أنَّ في حياتنا كثيرًا من الأمور التي لا نحبُّها ويختارها الله لنا، فتكون لنا خيرًا قد ندْرِكه بعد وقْت، وقد نغفل عنه؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

 

﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

أسأل الله أنْ يوفِّقك للخير ويشْرح صدْرَك له، وأن يعوِّضك وزوْجَك خيرًا، ويكْتب لكما الأجْر والسعادة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحببت أخرى لابتعاد زوجتي عني
  • هل سأظلم زوجتي إذا طلقتها؟
  • رد المهر عند الخلع
  • لا أحب زوجتي.. وأجهل السبب!
  • ماذا أفعل وابن عمها ينوي خطبتها؟
  • في الستين من عمري وأريد السفر للعمل
  • زوجتي مقصرة في حقي

مختارات من الشبكة

  • هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتاة ذات خلق ودين ولكنها ليست جميلة(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • الدين المؤجل والمعجل ودين الله ودين الآدمي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطيبي ذو خلق ودين لكن لا أقبله شكلا(استشارة - الاستشارات)
  • خلق المسلم نحو بيئته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تقدم لي شاب على خلق لكني خائفة(استشارة - الاستشارات)
  • ديننا دين الذوق والنظافة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جواب شبهة: نقصان الدين قبل نزول آية الإكمال واختلاف العلماء على مسائل الدين مع كمالها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مختارات من كتاب: الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان للعلامة بكر أبو زيد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخلط بين الأديان والدين الإبراهيمي "الجديد"(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب