• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات تربوية / مشكلات المراهقين
علامة باركود

أخي والصحبة السيئة

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/8/2009 ميلادي - 10/8/1430 هجري

الزيارات: 13204

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السَّلام عليْكم ورحْمة الله،
أريد أن أعرض عليْكم مشكلةً ليستْ لي ولكن لأخي الأصغر بـ (4) سنوات، لديه 18 سنة، أصغر إخوتي والوحيد على ثلاث بنات.

كان متفوِّقًا في دراستِه، ودائمًا من الأوائل على مدرسته، وفي الصَّفِّ الثَّالث الإعْدادي كان الأول وله ترتيبٌ على الإدارة.

ولكن منذ أن دخل المرْحلة الثانوية، تغيَّر حاله؛ نتيجةً لصحبته التي انضمَّ إليْها بِحكم أنَّهم معه في الفصل، وأصبح مستهترًا وغيْر حريصٍ على التفوُّق.

في السَّابق كان من أحد أسباب تفوُّقه - بعد فضل الله سبحانه - زملاؤه؛ حيثُ كان يُحدِّثُني كثيرًا عن الحوارات التي تدور بيْنهم وتنمّ عن غَيْرة من بعضِهم البعض، ولماذا زميلي هذا متفوِّق؟ وأنا لازم أطلع الأول عليه... ولكن الآن شلَّته الفاسدة التي معه لا تحثُّه على التفوُّق إطلاقًا.

ممَّا سبَّب مشاكل كثيرة عندنا في المنزل من ناحية والدي ووالدتي، ومن حين لآخَر مشاكل معه نريدُه أن يكون الأفضل، وهذا هو حال الوالدَين دائمًا، وخاصَّة أنَّه الولد الوحيد - كما ذكرت - على ثلاث بناتٍ متفوِّقات: دكتورة ومهندستين.

في هذه الإجازة:
1- يرْجِع إلى المنزل متأخِّرًا جدًّا - أحيانًا الثَّانية صباحًا - ويستيْقِظ مبكِّرًا جدًّا؛ ليذهب إلى المركز الرياضي للتَّدريب تقريبًا خارج المنزل، غير حريص في هذه الأوقات على الصَّلاة.

2- بدأ يكذِب عليْنا، فعِندما نسألُه: هل صلَّيتَ العِشاء مثلاً؟ يقول: نعم.
وعلِمت منه في ساعة صفاء - كما يقولون - أنَّه يصلي على الرَّسول في سرِّه، وبهذا يبعد عن الحرج من كذبه.

3- أحيانًا والدتي تعْطيه أموالاً ليشتري لها بعْض احتياجاتِها ولا يرجع لها الباقي، كما يقولون: "بيخنصر من ورائها".

4- عنيف معنا، يلوح بيده أثناء حديثه مع والديَّ، ولا يُعاملهما باحترام إطلاقًا.

4- عندما كان أبي ينصحه يقول: "أنتم لا يعجبكم أحد، كل النَّاس عندكم سيئة، وأنا صاحبي فلان يشرب السجائر، وأنا قادر أن أكون مثله وأنا أعرف مصلحتي جيدًا".

المشكلة هنا أن أبي وأمي يتمنَّيان له أن يكون إنسانًا ملتزِمًا ومتفوِّقًا، بالإضافة إلى أنَّ أبي يُريده داخلَ البيْت أطول فترةٍ مُمكنة، فعندما يَحتاجه يَجده؛ لأنَّه كما يقول: ذِراعه اليَمين.

العقاب: ونتيجة لذلك قال لي اليوم: إنَّه سيتَّخذ من اليوم إجراءات مشدَّدة بعد أن نصحه أكثر من مرَّة إن لَم يبتعِد عن شلَّته هذه! خاصَّة أنَّ أبي يقول: إنَّها أفسد شلَّة في المدْرسة بِحُكم عملِه مديرًا لها.
- سيحْرِمه من مصروفِه اليَومي.
- سيحرِمُه من بعض الأشياء المقرَّر شراؤها له هذا الصَّيف.
- سيُخاصمه ويعتبره كأنَّه غير موجود.

أعلم أنَّها فترة مراهقة، بالإضافة إلى الأسلوب الخاطئ من جانِب والدتي في معاملتِه من البداية، فقد كانت معْظم طلباتِه مُجابة، ولكن أبْحث عن الحلِّ الآن.

سؤالي: هل من طريقةٍ لإصْلاحه؟

وهل من الممكن إبعادُه عن هذه الشلَّة بشكلٍ لا يشْعُر معه أنَّنا نتحكَّم فيه؟

وكيف أقنع والدي أنَّه مازال هناك متَّسع من الوقت للنُّصح (مع العلم أنَّه يقول: إنَّه "خلاص عياره فلت" وسيفشل، كما حصل لغيره)؟

وكيف نحببه في الصَّلاة والالتِزام في هذه السّنّ؟

وهل مشاكله هذه من الفراغ؟

وكيف نملؤه دون أن نُشعِرَه بتسلُّطنا وتحكُّمنا في اهتماماته؟

ملاحظات:
لا يَشْرب دخانًا ولا يُحبه، ويذمُّ من يفعل ذلك.

لا يجلس على النت سوى للألعاب، مثل الفيفا، وهذا قليل جدًّا.

أثناء جلوسِه أمام التِّلْفاز دائمًا أمام القنوات الرياضيَّة باستِمْرار.

يُحب الدين ودائمًا يستمع معنا إلى القنوات الدينيَّة، كالرَّحمة والحكمة وصفا.

لا يستمِع إلى أغانٍ أو قنوات فاسدة؛ لأنَّنا منعناها من التلفاز، فقط القنوات الدينيَّة والرياضيَّة والإخباريَّة.

طيّب ويعرف في الدِّين عندما تتكلَّم معه بجدية، جميع جيرانِنا يَحسدوننا عليه، ويشيدون بخُلقه وكل الشارع يحبه.

أطلتُ في وصف المشْكلة؛ لأنني أريد حلاًّ، وأُريدُه يعود لحالتِه كما كان متفوِّقًا ملتزمًا، ويرتاح أبي، ويعود الهدوء للبيت.

شكرًا لمجهوداتِكم، وجزاكم الله خيرًا، وجعلَنا الله وإيَّاكم من المصْلِحين.

ابنتكم.

الجواب:

وعليْكم السَّلام ورحمة الله وبركاته،
حيَّاك الله بنيَّتي العزيزة (نقطة مضيئة)، ومرحبًا بك في موقع "الألوكة"، وأضاء الله حياتَك بنور الإيمان وطاعة الرَّحمن.

شكَر الله لك حُسْنَ تنسيقِك وعرضك للمشكلة، وما أتْبعْتِ من ملاحظات غاية في الأهمية بالنسبة لي، مع حسن تفهُّمك لوضع أخيك وما يمرُّ به في تِلْك المرحلة الحرِجة من عمره.

كما يبدو - ولأنَّك حديثة عهْد بتلك المرحلة - فإنَّك تتفهَّمين الكثير مما يمرُّ به أخوك من تغيُّرات، وما يعيش فيه من صراعات؛ لكن هناك بعض الإضافات التي أودُّ أن تطَّلعي عليْها، وتضعيها في الحسبان عند التعامل مع مشكلته.

• يظنُّ الكثير من النَّاس أنَّ الطفل بمجرَّد البلوغ يكون قد اكتمل نموُّه نفسيًّا وجسديًّا، وأصبح لديْه من التَّوازن ما يُعينه على حسن التصرُّف؛ ولكنَّ الدراسات العلميَّة أثبتتْ أنَّ الطبيعة المتقلِّبة لسلوك المُراهق تَرجع إلى عدم الانتظام الشعوري في القشرة الجبهيَّة من الدماغ، وأنَّ الفصوص الجبهيَّة لا تؤدي وظيفتَها بشكل مكتمل عند المراهقين، وهو ما يفسِّر سلوكَهم الاندفاعي وسوء تصرُّفاتِهم، وفعل عكس ما يعلمون أنَّه مناسب.

• بعد عمليَّة البلوغ تحْدُث بعض التغيُّرات في عادات النَّوم، كتغيُّر الوقت الذي يتم فيه إفراز هرمون النَّوم (MELATONIN)، ممَّا يؤدِّي إلى صعوبة القدرة على النَّوم مبكِّرًا عند الكثير من المُراهقين، وفي نفس الوقت يَحتاج المُراهق إلى عدد ساعات من النوم أكثر ممَّا يحتاجه الكبار، والَّتي تصل إلى تسع ساعات يوميًّا، ومع صعوبة حصولهم على القدر الكافي من النوم والراحة، فقد يصاب المُراهق في الغالب بفقْد القدرة على التَّركيز؛ ممَّا يؤدِّي إلى سرعة استِثارتِهم نفسيًّا، وشعورهم الدَّائم بالتوتُّر والإرْهاق، مع سرعة الغضب لأتفه الأسباب، وصعوبة السيطرة على المشاعر، وتغيُّر الحالة المزاجيَّة، وزيادة السلوك العدواني، وقلَّة التَّحصيل الدراسي، وغيرها من ردود الأفعال السيِّئة المترتِّبة على قلَّة النَّوم.

• من العجائب التي تتميَّز بها تلك المرحلة: أنَّ غالب المُراهقين يستمتع بالإقدام على فعل بعض المخاطر؛ ليس لسبب إلاَّ لأنَّها تُشعِره بالمتعة، كالذهاب مع الأصدقاء لبعض الأماكن التي بها خطورة، وعندما يُسألون عن السبب يجيب أغلبهم: لا نعرف! مجرَّد شعور بالمتعة والاستقلاليَّة.

• يرغب المُراهق في الغالب في التَّواصل مع أقرانه؛ حيث يشتركون في الظُّروف المحيطة وأسلوب التَّفكير، كما أنَّهم - في الغالب - يعانون من نفس المشْكلات ويمرُّون بنفس التَّغيُّرات، ولا يَجِدون حرجًا في البوْح بِما لديْهم؛ فهم يعْلمون أنَّهم لن يَجِدوا توبيخًا ولا تعجُّبًا ممَّا يعترفون به، على عكس ما يَحدث مع الأهل.

• يعيش المُراهق صِراعًا قويًّا بين الرَّغبة في الاستِقْلال والشُّعور بالقُدْرة على تسْيِير الأمور، وبين الحاجة المُلحَّة لدعم الأهل، مما يصيبُ - في الغالب – بالإحباط، ويزيد من الحدَّة في التَّعامل وردِّ الفعل السيِّئ.

فكيف تتعاملون مع هذا الأخ؟ وكيف يمكن إصلاحه؟
أوَّلاً: كونك قريبةً إليْه في العمر سيجعل الأمر سهْلاً عليْك - بإذْن الله - فأنصحك عند التَّحدُّث إليه أن تذكري له أنَّك مثله في الكثير من الأمور؛ لغرض التقرُّب إليْه وتَحفيزه على التحدُّث إليْك، فكرِّري على مسامعه:
- لقد مررتُ بكلِّ هذا قبلُ منذ فترة غير بعيدة.
- أشْعُر بكل ما تقول وأفهمُه لأني مثلك.
- أتفهَّم تمامًا هذا الشعور فقد انتابنِي كثيرًا.

ثانيًا: أشعريه برجولتِه وسعادتِك بما أنعم الله به عليْك من أخٍ قريب إليك في العمر، يتفهَّم احتياجاتك، وأشركيه في بعض مشكلاتك واستمعي إلى مقترحاتِه، وبيِّني له أنَّك تعملين بنصائحه، ولا تنسَي الثَّناء غير المبالغ فيه، فهو - كما يبْدو – ذكي، وقد يتفطَّن لهذه المجاملات، فيشعر بالاستِخْفاف به وبعقله، فعلى سبيل المثال:

احكي له موقفًا تمرِّين به في الجامعة، أو مشكلة واجهتْك ولا تعرفين كيفيَّة حلِّها، واستعْرِضي معه أبْعاد المشكِلة، وبيِّني له اهتمامك بها ورغبتَك الحقيقيَّة في مساعدته، أو حتَّى سماع أفكاره، قائلةً له: أنت ستتعرَّض لمثل هذه المواقف عمَّا قريب - إن شاء الله - فأود لو تشاركني حلَّها، أو كثيرًا ما يصيب رأيك.

ثالثًا: حاولي - وبالتَّعاوُن مع أفراد الأسرة - أن تشْعِروه بروح التَّماسك الأسري، وأنَّ القرارات المصيريَّة الخاصَّة بأي فرد يتمُّ التناقش حولَها في وجود الجميع، وسماع رأيهم مع عدم إغفال رأيِه، والاستماع إليه وتشجيعه على طرْح ما لديه، والتحدُّث حول القرار على اعتِبار أنَّه يهم الجميع، فالجميع داخل الأسرة كفرد واحد.

رابعًا: البعد تمامًا عن التحدُّث إليه بأسلوب فظٍّ، وعدم تعنيفِه نهائيًّا، ولو اختلفت الآراء، فيجب على الكبار توضيح أنَّ الأمر قد لا يُحالِفه النَّجاح، ولكن لا ينبغي التلفُّظ بالكلِمات التي تشعره بالنَّقص وخيْبة الأمل، كقول:
- أنتَ لا زِلْت صغيرًا.
- لا تريد أن تفهم.
- لا أعرف كيف يعمل عقلك!
كلُّ هذا ينبغي الابتِعاد عنه نهائيًّا، ولو طرح الابن أفكارًا غريبة يبدو عليْها البعد عن الواقع.

خامسًا: لتجنّب أسلوبه السيئ مع الوالدين أو أحدِهما؛ ينبغي إشعارُه بالمسؤوليَّة الملقاة على عاتقه، وبإمكانك هنا تصْحيح بعض المفاهيم لديْه؛ كالتفريق بين الاستقلاليَّة والتعدِّي على الغير؛ فالشعور بالاستقلاليَّة لا يستلزم التعدِّي على الوالد، أو التفوُّه بغير المناسب من الكلمات، وعليْك أن تستغلِّي ساعات (الصفاء) التي يَجلسها معك في محاورتِه بالحسنى حول أهميَّة مراعاة حقوق الوالد، وفضل البر به، متجنِّبة النّصح المباشر قدر المستطاع.

سادسًا: يبدو على أخيك أنَّه يُعاني من الشُّعور بضعف الانتماء الأسري، مما يزيد من مخاطبتِه لوالده بأسلوبٍ غير لائق، وتصلُّب رأيه، وتمسّكه به، والتمرّد الشديد، وهنا عليْك بتوْجيهه الوجهة السليمة بمدِّ جسْر من التَّعاوُن بيْنكما، جسر قوي مبني على الصَّداقة، وإشْعاره بروح الانتِماء الأسري، كاهتمام الجميع بأمْرِه وإشْعاره أنَّ ما يهمُّه يهمُّهم، وما يؤلمه يؤْلِمُهم؛ لأنَّه يقوم مقام والدِه في الكثير من المهامّ الَّتي أصبح قادِرًا عليْها الآن، فهو يُعدُّ بِمثابة أهم فرْدٍ في الأسرة بعد الوالد.

سابعًا: تثقيفه إسلاميًّا بكثرة سماع المحاضرات والدُّروس الدينيَّة، والَّتي ستؤثِّر عليْه - إن شاء الله.

فقد ذكرت - بارك الله فيك - أنَّه يستمع للقنوات الإسلاميَّة، ويهتمّ بها، وهذه بادرة خير - بفضل الله - فأكثروا من الاستماع إليْها معه، ولا بأس من مناقشة بعض الأفكار التي تطرح بها وكيفية تطبيقها عمليًّا.

ثامنًا: لابدَّ أن يشعُر بالحريَّة داخل البيت وخارجَه، ولا بدَّ من إشعارِه أيضًا بالثِّقة فيه، وفي قدرته على التَّعامُل مع المنكر، وعدم التأثر به، ويُستَحْسَن هنا أن تُرْسِلي بعض الرَّسائل الإيجابيَّة له من خلال بعض الكلِمات والعبارات التي تشعره بالثِّقة فيه وفي خُلقه، كقولك له: أنت واعٍ وتعلم الصَّواب من الخطأ، أو تستطيعُ أن تحمي نفسَك من الأخطار بما أمدَّك الله من وعْي وإدْراك، وغيرها من الكلمات المشجِّعة، والتي تُشْعِره بالحريَّة ولا تحوجه للتَّحايُل في الكلام.

تاسعًا: جعْل المناخ داخل المنزل قريبًا من المناخ خارجه، والتأمُّل في أسباب رغبتِه في مرافقة أولئِك الأصدقاء وتَهيِئة جوٍّ مُماثل لما يكونون عليه؛ فإن كان يُحب المرح معهم، فحاولي ممازحتَه والتلطُّف معه، ومشاركته في بعض الألعاب التي يحبُّها، أو حتَّى الذَّهاب معه إلى الأماكن التي يفضِّلون الذَّهاب إليْها، ما لم يكن ذلك محرَّمًا.

عاشرًا: لابدَّ من المناقشة الموضوعيَّة والواقعيَّة، فلا تحرموه من أصدقائه إلاَّ بتوضيح مُبرِّرات لذلك؛ فإن تبيَّن تأثيرهم الضَّار عليه في جانب من الجوانبِ مثلاً فيناقش في هذا الأمر، وإن صعب عليه مفارقتهم فيُنْصَح بتخفيف التَّعامل معهم، مع استغلال الفُرَص لتوضيح خطرهم وعدم الفائدة من مصادقتِهم، ويكون ذلك من خلال مراقبة بعض المواقف التي تحدُث بينهم ومناقشته في كل موقفٍ، على سبيل أخذ رأيِه، وليس على سبيل الإجْبار والتحكُّم.

حادي عشر: مشكِلة الصَّلاة أكبر المشكِلات التي تواجِهه على الإطلاق، فينبغي أن تتناقشي معه حول هذا الأمر بشكل أكثر جدّيَّة، وبإمكانك أن تَدْخُلي إلى قلبه من المدخل الذي يغلب على ظنِّك أنَّه قد يؤثر فيه، فإن كان عاطفيًّا مثلاً، فأكثري من التحدُّث معه حول بعض نهايات الشَّباب المؤلمة، وموت الفجأة الذي أصبح كثيرًا في عصرنا، وأنَّ الموت يأْتي فجأة بلا سابق نذير، وأنصحك بمشاركتِه سماع بعض المحاضرات الَّتي تتحدَّث عن ترك الصلاة، كشريط: "لماذا لا تصلي" للشيخ (محمد حسين يعقوب)، وشريط: "عقوبة تارك الصلاة" للشيخ (سعيد بن مسفر).

ويجب ألاَّ تملِّي من نصحه في هذا الأمر؛ فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

وبإمكانِك أن تطلعيه على هذه الفتوى بعنوان: "غير منتظم في صلاتي".
من خِلال إرْسالها إليْه على بريده الإلكتروني.

ثاني عشر: العمل على إيقاظ الضَّمير في نفسه، فما يختبئ على الأهل من أمره لن يختبئ على مَن لا يَخفى عليه شيء في الأرض ولا في السَّموات، فذكِّريه بقول الله - عزَّ وجلَّ -: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]، وقوله - عزَّ وجلَّ -: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ} [الطارق: 8 - 10].

جاء في تفسير الطبري: "يوم تُخْتَبَرُ سرائر العباد، فيظهر منها يومئذٍ ما كان في الدُّنيا مستخْفيًا عن أعيُن العباد من الفرائض التي كان الله ألْزَمه إيَّاها، وكلَّفه العمل بها".

وأكثري من الحديث معه بلُطْف حول الآخرة والموت وقصص أهل القبور.

ثالث عشر: مدّ يد العون وإشعاره بالوقوف بجانبه في كل وقت، فإذا تعرَّض لبعض المواقف مع الأهل أشْعِريه أنَّك بجانبه، وحاولي الدِّفاع عنْه بالطُّرق المشروعة إذا ما حدث موقفٌ بينه وبين الوالد، أو حاولي مثلاً منْع عقاب كان سيَقَعُ عليْه، فيشْعر بالتَّعاون داخل البيت، ويذْهب عنه الإحْساس بالوحدة والغُربة.

رابع عشر: إظهار إيجابيَّاته وإن قَلَّت، ولكن ليس إلى حدِّ أن يُصاب بالإعجاب، فحدِّثي والدَك أمامه مثلاً عن بعض المواقف الطيِّبة التي يقوم بها، وبعض الأعمال النبيلة التي تدلُّ على خيريَّته، أو اذكري مساعدة قدَّمها لك تدل على كريم خلقه، وتبيِّن رجولته وشجاعته، وتُشْعِره بحاجتكم إليه، أو ذكِّريه بسابق عهده في التفوُّق، وبراعته التي أظهرَها تلك الفترة من عمره.

خامس عشر: العطف والحنان من أهمِّ ما يحتاج المُراهق - وإن كان في المرحلة المتأخِّرة من المُراهقة - والحنان لا يعني أبدًا تلبية كل حاجاته دون مناقشة؛ بل يعني إخباره وإشعاره بالحب والعطف من الجميع، ولا مانع من أن يَحتضِنَه والده ويربت على كتفِه مثلاً، داعيًا له بالخير والصَّلاح، وغيرها من الوسائل التي يُجيدها الوالدانِ في إشعاره بالحب والحنان.

سادس عشر: عدم التَّهويل عند ارتكابه الخطأ، فيُكتفى بإظهار ذلك الخطأ، وأنَّه قد يضرُّه مستقبلاً، دون تهويل الأمر إلى حدٍّ يجعله يشعر باللامبالاة، ويسهل عليه تكرار تلك الأخطاء، فبعض المُراهقين يستمتِع برؤية الفزع في عيون الكبار، ويدرك بذلك أنَّه استطاع أن يؤثِّر عليهم كما يؤثِّرون عليه، فيوضَّح الخطأ ويبيَّن بدون تهويل وتضخيم للمشكلة، وإعطائها أكبر من حجْمها.

تسألين - بارك الله فيك -:
• هل من طريقة لإصلاحه؟
في الخطوات السَّابقة تجِدين الطرق، بإذْن الله تعالى.

• وهل من الممكن إبعاده عن هذه الشِّلة بشكل لا يشعر معه أننا نتحكم فيه؟
نعم، من الممكن - إن شاء الله - مع الدُّعاء له، وتفضِّلي بِمراجعة النقطة العاشرة.

• وكيف أقنع والدي أنَّه مازال هناك متَّسع من الوقت للنُّصح (مع العلم أنَّه يقول: إنَّه "خلاص عياره فلت" وسيفشل، كما حصل لغيره)؟
يكون ذلك بالتحدُّث إلى والدك على انفِراد، ومناقشة خطوات العلاج، وتوْضيح خطورة المرْحلة التي يمر بها، وأهمية تحرِّي الدِّقَّة في التَّعامل معه، وحاولي إقْناع الوالد بأن يُغَيِّر من أسلوب الشدَّة والعقاب، وأن يضاعف له جرعات الحنان والعطف، وإظهار أهميَّته في البيت، تقول الدكتورة شيريل فينشتاين: "تأْتي المستويات الأعلى من الضَّغط على المُراهق جرَّاء التَّهديد الدَّائم، مثل قول: بهذا المستوى لن تتخرَّج أبدًا، فإذا شعر بأنَّه قليل الحيلة أو بتحكُّم الآخرين فيه، فإنَّه يصبح أكثر عدوانيَّة من أجل التكيّف".

ويفضل أن يكثر من التحدث إليه بعيدًا عن المشكلات التي يسبِّبها، ولكن يناقشه حول ما يعاني من مشكلات واحتياجاته وأمنياته، وبإمكانه أن يحدثه حوْل شبابه ومغامراته في مثل عمرِه، وما تعلَّمه من هذه الفترة؛ ليتَّخذ من هذه الأحاديث طريقًا إلى قلبه ومصادقته، وكما قيل: "لاعب ابنك سبعًا، وأدِّبْه سبعًا، وصاحبه سبعًا"، وقد نسَب بعضُهم هذا القوْل لعمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه.

• وكيف نحبِّبُه في الصَّلاة والالتِزام في هذه السّنّ؟
مع كثرة الدُّعاء له، وتراجع النقطتان الحادية عشرة والثانية عشرة.

• وهل مشاكلُه هذه من الفراغ؟ وكيف نملؤه دون أن نُشعره بتسلُّطنا وتحكُّمنا في اهتماماتِه؟
نعم، الفراغ قد يكون نعمةً وقد يكون بلاء في نفس الوقت؛ فهو نعمة لمن أحسن استغلالَه وعرف قيمته، والرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((نعمتانِ مغْبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاس: الصحَّة والفراغ))؛ رواه البخاري.

وهو بلاء عظيمٌ لِمن ترك نفسَه فريسةً للشَّيطان ووساوسه، وأنصحُك بتأمُّل حاله وما يُحب، فإن كان يُحبُّ القِراءة فحاولي إهداءَه بعض الكتُب النَّافعة وشاركيه قراءتها، وإن كان يحب اللعب على الكمبيوتر - كما ذكرت - فتابعي معه تلك الألعاب وناقشيه فيها، وليكُن الأمر باعتدال والبُعْد عن الإسراف، وأيضًا مُمارسة الرياضة في هذا العمر أمر محمود، على أن يحصُل على القدر الكافي من النَّوم والرَّاحة؛ حتَّى لا تزيد من إرهاق جسده، وتؤثِّر سلبًا على أعصابه، المهم أن تحاولوا ملء وقْت فراغه غير تاركين له وقتًا للشيطان.

وفَّقك الله وجعلك هادية مهدية، وأصلح حالك ونفع بك، ونسعد بالتواصل معك في أي وقت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أخي مجموعة مشكلات في شخص واحد
  • النهي عن المنكر في العمل
  • كيف نبعد أخي عن الحرام؟
  • كيف نتعامل مع أخي ؟
  • أخاف على أخي من الانحراف
  • أخي أعماه الحب
  • طفل نحيف جدا
  • أخي يحب بنت عمه
  • أخي متقلب كالبحر
  • فضحت معصية أخي عند أمي

مختارات من الشبكة

  • الأخ سند أخيه وعضده وقوله تعالى {سنشد عضدك بأخيك}(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • استعمالات الأخوة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاملة أبي السيئة لأمي وإخوتي(استشارة - الاستشارات)
  • بيع الرجل على بيع أخيه وسومه على سود أخيه(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • تفسير: (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخي وأصحاب السوء(استشارة - الاستشارات)
  • رسالة إلى أخي صاحب الدش (WORD)(كتاب - موقع الدكتور خالد بن سعود الحليبي)
  • رسالة إلى أخي صاحب الدش (PDF)(كتاب - موقع الدكتور خالد بن سعود الحليبي)
  • أخي الأصغر يشاهد إباحية الشذوذ(استشارة - الاستشارات)
  • أخي يشرب الحشيش(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب