• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زوجتي تمارس العلاقة المحرمة عبر الإنترنت
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أبي مدمن الأفلام الإباحية
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا أحب الخير لغيري
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    أبوها ذو فضيحة أخلاقية شاذة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تهينني
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    هل أقبل الزواج من جنسيات أخرى؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل بهذا أكون مارست العادة السرية؟
    أ. سارة سعد العبسي
  •  
    كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    علاقة سحاق أم صداقة؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية / المشكلات بين الإخوة والأخوات
علامة باركود

التَّفْرِقة وأسبابها

أ. عائشة الحكمي


تاريخ الإضافة: 21/1/2009 ميلادي - 25/1/1430 هجري

الزيارات: 4780

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
سَبَقَ لي أن راسلتكِ في هذا الموضوع، ولقد قَرَأتُ رَدَّكِ، ولم أقْتَنِع باحتمالاتكِ؛ لأنَّ المَوَاقفَ التى حكيتِ عنها لم يَتَصَادَفْ بأن يكونَ فيها غاضبًا أو مستيقظًا، وقد زادتِ التَّفْرِقةُ هذه الأيام، والجديد أنه يُحَاوِل أن يفرضَ رأيَه عليَّ، والاستهزاء بي قد زادَ؛ ولكن السؤال الآن: لماذا يحاول بَسْط شخصيته عليَّ؟ ولماذا  يُحاوِلُ أن يَسْتَهْزئ بي، ولاحَظْتُ مُؤَخَّرًا أنَّه يَنْتَقِدُني بِكَثْرَةٍ، بسبب أو بدون سبب أمام الناس، فلماذا يُعاملني هكذا؟ هل لأنه حُرِمَ مِن بَسْط شخصيته، أو إبْداء رأيه فى بعض الأُمُور؟ لكن هذه المُعَامَلَة تَظْهَرُ عَلَيَّ أنا فَقَط.

أفِيدُوني أفادكم الله.
الجواب:
مرحبًا وأهلاً وسهلاً بصغيرتي الغاضبة.
هل تذكرينَ قصة (الموجة الصغيرة)، التي كتبتُها لكِ في آخر الاستشارة الماضية؟

أتذكرينَ ماذا قالتِ الموجةُ الصغيرة للموجةِ الكبيرة؟

قالت لها: (أنتِ لا تفهمين)، وهذا ما فعلتِه معي، حين قلتِ: (قرأتُ رَدّكِ ولم أقتنع باحتمالاتكِ)، لم يُفاجِئني الأمرُ إطلاقًا؛ لأني كنتُ متوقعة أن تردي عليَّ هكذا، وإلاَّ ما قَصَصْتُ عليكِ تلكَ القصة الرمزية التي يبدو أنكِ لم تعيها جيدًا.

لقد كان الدَّرس الذي أردتُ لكِ أن تفهميه - ويبدو أنكِ لم تفهميه - أنَّ مَن كان في مثل سنكِ يَرَوْنَ الأمور بمنظار مختلِف، صغيرٍ وضيقٍ ومحدودٍ يختلف تمامًا عن منظار مَن خاضوا تجارب الحياة؛ ولذلك يعتقدونَ دائمًا أنَّ الكبار لا يتفهمون مشاكلهم، ولا يحسون بمشاعرهم.

يا حبيبتي، هناك أمورٌ يصعب عليَّ أن أشرحها لكِ، مهما بذلتُ جهدي لإيصال أفكاري إليكِ كما فعلتُ باستشارتك السابقة؛ لأنكِ ما زلتِ في مرحلةٍ لا تُمَكِّنكِ مِن استيعابها؛ لكن غدًا - وبإذن الله - عندما تكبرينَ، وَتَتَحَقَّق الأمنية الجميلة، ستدركينَ معنى كلِّ كلمة كتبتُها لكِ، فقط احتفظي بهاتينِ الاستشارتينِ في صندوق ذكرياتكِ، ثم أعيدي قراءتها بعد عشر سنوات من الآن - إن كتبَ الله لنا حياة.

أتدرين ماذا ستكون ردة فعلكِ؟ ستنفجرين ضاحكةً على نفسكِ، وكم سيسعدني أنا أن أراكِ تتبسمينَ ضاحكة يومئذٍ.

إنما بحق أسعدني جدًّا تواصلكِ، رغم حزني الكبير؛ لأنَّكِ ما زلتِ غاضبة حتى الآن، أنا واثقة أنكِ قد كتبتِ لي هذه الاستشارة مباشرةً بعد موقفٍ أغضبكِ من أخيكِ، فانفعالاتُكِ الغاضبة باديةٌ بوضوحٍ بين السطور؛ لذا أرجوكِ اهْدَئِي لأَتَمَكَّنَ من استيعاب مشكلتكِ، وَتَتَمَكَّنينَ أنتِ أيضًا من استيعاب كلامي.

يا أمنية، أنا بعيدة عنكِ، يفصل بيننا البحر الأحمر ثم نهر النيل، فمِن أين لي بمعرفة الحقيقة إن لم تخبريني أنتِ بِتَفاصِيلها وأسبابها المحتملة؟

أنا أحاول أن أُفَكِّر معكِ، وأضعَ لكِ الاحتمالات المتعددة لأساعدكِ على التفكير والاستنباط، لا لأفرض عليكِ رأيًا أو حلاًّ أو فرضية، ثقي بذلك.

أتعب كثيرًا مع الاستشارات القصيرة التي لا يَتَحَدَّثُ فيها أصحابها بتفصيل أكبر، صدقيني كلَّما تحدثتِ أكثر، تَمَكَّنْتُ بِدَوْري من فَهم المشكلة بصورة أكبر، وبالتالي تقديم شيء يريحكِ ويساعدكِ.

وما دامتِ استشاراتكِ تصلني أنا، فيجب أن تنسي مقولة: "خيرُ الكلام ما قَلَّ ودَلَّ"، خُذِي حريتكِ في الكلام وأنت تكتبين إليَّ، فأنا أميل بقلبي أكثر إلى الثَّرثارين أمثالي، ربما لأنني أكثر مَن يثرثر في قسم الاستشارات.

على أيَّة حال، لِنَتَّفقَ أولاً على أنه لا يحق لأخيكِ كبيرًا أو صغيرًا أن يَتَصَرَّفَ معكِ على هذا النحو المؤلم، لا يحقُّ له أن ينتقدكِ أمام الناس، ولا أن يستهزئَ بكِ، ولا أن يفرقَ بينكِ وبين أخواتكِ في المعامَلة، كُلُّ هذه الأمور التي يَفْعَلُها معكِ - كما تقولين - لا يصحُّ له أن يقومَ بها لا تربويًّا و لا خلقيًّا.

ثم إنكِ لم تجيبيني بعد على سؤالي: أهو يكبرك مباشرةً؟ إن كان جوابكِ: نعم، فهذا سبب رئيس للمشكلة، بالمناسبة، أين والداكِ يا أمنية؟ أين أبوكِ وأمكِ في كلِّ ما يَحدُث من مشاجرات بينكما؟ هل يشاهدان طريقة تعامله معكِ ولا يحاولان ردعه؟ سكوتهما عنه هو تشجيع صامت له على فعل المزيد.

إن كنتِ تسألينني عن الأسباب فالأسباب كثيرة، وعلى عاتِقِ الوالدينِ يقع معظم اللَّوْم، فالتربية الصحيحة تُجَنِّبُنا كلَّ هذه المشكلات.

نحن - يا صغيرتي - في مجتمع يقدس الابن الكبير كثيرًا، خصوصًا حين يكون مِن جنس الذكور، ويُقَدِّم له كامِل الصلاحيات وأنواع الحماية، وكلُّ هذه الأمور تَخْلُق لنا في آخر الأمر أخًا كبيرًا قاسي القلب، وأحيانًا مثقلاً بالعُقَد.

ثم دعيني أخبركِ بأمر ولا تغضبي منه، فلقد اتَّفَقْنا على أن نكونَ صَدِيقتينِ وأختينِ منذ البداية، أليسَ كذلك؟

أنا أقدِّر مشاعركِ، وأتفهم غضبكِ وعمركِ ومشكلتكِ؛ لكن هذا لا يعني أبدًا أن تَصُبِّي جامَّ غضبكِ عليَّ، ما ذنبي أنا؟

إنْ كنتُ أنا التي تقف إلى صفكِ، وتحادثكِ بحبٍّ ولطفٍ تَتَعَامَلينَ معي بهذه القسوة، وتردُّينَ عليَّ بلهجة غاضبة، وكأنني أنا التي آلمتكِ أو جرحتكِ، فكيف إذًا هي ردات فعلكِ مع أخيك؟

يجب أن تكوني هينة لينة، لا عصبية ومتشنجة على الدوام ومن أبسط الأمور؛ فعن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنما يحرم على النار كلُّ هين، لين، قريب، سهل))؛ رواه ابن حبان، وهو صحيح.

ربما كانت طريقة تعاملكِ مع أخيكِ هي التي تستفزه لِيَتَصَرَّفَ معكِ هكذا؛ إذ مَن منَّا يَتَقَبَّل التعامُل مع شخصٍ عصبيٍّ، متبرم، متجهم الوجه؟

وربما لأنه يراكِ تُستَفَزين بسرعة فهذا الأمر يمتعه، كوني أنتِ أذْكى من ذلك، وتجاهليه، كلاكما لا زال يعيش حياة المُرَاهَقة، ولدى كلِّ منكما طاقة انفعالية هائلة، وهذه إحدى الوسائل السَّلبية لتفريغها بين الإخوة، إذا كنتِ تقولين إنه يُحاوِل بَسْط شخصيته عليكِ؛ لأنه حُرِمَ منها، فرُبما هو يفعل ذلك حقًّا لهذا السبب، بدأها بتجربة على الأرجح وحين لم يتم ردعه من أبويكما، اسْتَمَرَّ على هذه الطَّريقة.

وهذا يدفعني لسؤالك بعض الأسئلة، ومن خلال إجابتكِ ستكتشفينَ بنفسكِ الأسباب الحقيقية لهذه التفرقة: (يجب أن تَتَحَمَّلي الصداع الذي سيأتيكِ نتيجة إصرارك لمعرفة الأسباب).
• كيف هي علاقة أخيكِ بوالديكما؟ أهي جيدة منذ الصغر، أم متوترة ومضطربة؟
• هل يعاملكِ والداكِ بطريقة فيها تدليل ومفاضلة لكِ على أخيكِ، تظنين أنها قد تثير غَيْرته؟
• هل توجد نماذج مشابهة في العائلة يمكن لأخيكِ تقليدها، كأن يكون عمًّا أو خالاً، ونحو ذلك؟
• هل أنت متفوقة في دراستك، وهو عكس ذلك؟ أو أنه متفوق وأنت ضعيفة مثلاً؟
• هل أنتِ الابنة الوحيدة بين عِدَّة إِخْوة؟
• هل أحد الوالدينِ عَصَبي المزاج أو مصاب بمرض يجعله متوترًا على الدوام، كأن يكون مصابًا بالسكري أو ارتفاع الضغط مثلاً؟
• هل يمُنَع أخوكِ من بعض الأشياء التي يطلبها شخص في مثل عمره: كامتلاك جهاز موبايل، أو بلاي ستيشن، أو الخروج والسهر مع أصدقائه... إلخ؟
• كيف ينظر الأقارب إليكما؟ هل يمتدحونكِ؟ هل يمتدحونه؟ كيف يصفون أخاكَ؟ شخصية قوية أم ضعيفة؟ وكيف ينظرون إليكِ؟ فتاة مهذبة أم متبرمة؟

لقد أخبرتكِ سابقًا بأن المشكلات التي تَحْدُث بين الإخوة ظاهرة معروفة، ومنتشرة في معظم البيوت العربية والغربية أيضًا؛ بل أستطيع الجزم بأن أول مشكلة نفسية اجتماعية ظهرت على وجه الأرض بعد نزول آدم وحواء كانت بين (أخوين)؛ هما قابيل وهابيل، حيث وَصَل الخلاف بين الشقيقين إلى درجة القتل، ومع هذا رد هابيل على أخيه قابيل قائلاً: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 28، 29]، ولئن كنتِ تتضايقين لأنه يستهزئ بكِ وينتقدكِ أمام الناس، فماذا يقول يوسف - عليه السلام - وهو نبي مرسل حين اتهمه إخوته بالسرقة؟ {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} [يوسف: 77].

إخوة يوسف في هذه الآية يُكَلِّمُون عزيز مصر - الذي لم يكن سوى يوسف نفسه، وهم لا يعلمون - يقولون له: إذا سرق أخونا هذا - ويقصدون به بنيامين أخاهم غير الشقيق - فقد سرق شقيقه - أي: يوسف - عليه السلام - مِن قبله.

ورغم هذه الاتهامات الباطلة، ماذا تظنين أن تكون ردة فعل يوسف - عليه السلام - وهو في موقف يمكنه من ردعهم وعقابهم وحبسهم؟
لقد كتم أنين الجرح في قلبه، وأضمر في نفسه الألم، ولَمْ يَتَحَدَّث؛ قال - تعالى -: {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} [يوسف: 77].

تعجبني قصص القرآن كثيرًا، وخصوصًا قصص الأنبياء؛ لأنني كثيرًا ما أجد فصول حياتنا ومشكلاتها وحلولها بين طياتها، وحين أضرب لكِ مثالاً مشابهًا من قصص القرآن؛ فلأنه ليس أصدق من الله قيلاً، وإلاَّ فالأمثلة عديدة، وقد تؤلف فيها كتبٌ عدة وليس كتابًا واحدًا.

لكن لتعلمي أنَّ معرفة الأسباب في كثير منَ الأحيان ليس بالأمر المهم في حلِّ المشكلات، خصوصًا فيما يَتَعَلَّق بالمشاعر كالحب والكراهية، شخصيًّا أعرف أن هناك من يتمنى زوال شخص ما من على وجه الأرض، وليس فقط معاداته؛ لكنه ليس مجبرًا على البحث عما في ضمير وقلب وعقل إنسان لا تعجبه طريقته، ولا يُؤمن بأفكاره، وسواء أحبه هذا الشخص من أعماقه أم كرهه من أعمق أعماقه، فلن يضرَّه ذلك في شيء على الإطلاق، لن يقدم لحظة من عمره، كما لن يؤخرها لحظة على الإطلاق، فلمَ يثقل أعصابه وقلبه بالتفكير فيه؟

ما قد يؤثر حقيقة على نفسه، وعلى نفس أي شخص يقع موقعه، هو ردة الفعل الداخلية تجاه تلك التَّصَرُّفات والاستفزازات، كيفية التعامل مع هؤلاء الناس الذين يسببون له الضيق والألم، هو ما يحدد شكل سعادتكِ وراحة بالكِ.

هل يحترق مثلكِ ويستمر في البكاء والتفتيش: لماذا لا يحبني هذا؟ ولماذا يُفَرِّق ذلك بيني وبين غيري في المعامَلة؟ لماذا أنا تحديدًا؟

كإنسان له قلب وروح، لا شك بأنه سيتألم، وربما بكى مع نفسه لبضعة أيام، لكنه بعد وقت سيتوقف بينه وبين نفسه في محاكمة عقلية؛ يضع فيها قلبه ومشاعر الحزن التي تتملكه في كفة ميزان العقل، وعلى الكفة الأخرى يضع موقف هذا الشخص تجاهه، ومكانته في قلبه.

حين يرى أن ثقل أحزانه أكبر بكثير من موقف هذا الشخص أو من أهمية هذا الشخص عنده، فإنه كثيرًا ما يسخر من نفسه قائلاً:
أمعقول أنني ضيعت وقتي في البكاء على شخصٍ كهذا؟ أو موقفٍ كهذا؟ يا لحماقتي.

لا أدري - يا أمنية - إن كنتِ تفهمينَ ما أقوله لكِ، بعد أن صغرتِ عامًا، أتَذَكَّر أن عمركِ خمسة عشر عامًا، فكيف صغرتِ فجأة وأصبحتِ في الرابعة عشرة؟!

على كلٍّ، عندما تكبرينَ قليلاً وتنضجين - يا أمنية - سَتَتَمَكَّنينَ من وضع هذا الميزان العقلي أمام ناظريكِ، وستدركينَ أننا قد أضَعْنا الكثيرَ منَ العمر في محاولةٍ لِفَهْم أمور لا تستحق لحظة من تفكيرنا، لا تستحق لفحة من دموعنا، لا تستحق آهة من صدورنا.

نحن لا نستطيع تغيير الناس ولو حرصنا، ولا أفكار الناس مهما جهدنا، إن لم يحاولوا هم تغيير أنفسهم، وطريقة تفكيرهم، وكلُّ ما أريده منك الآن هو أن تغيري أنتِ طريقة تعاملكِ مع المشكلة، وتصرفاتكِ حيال المواقف التي تُؤْلمكِ من أخيكِ هذا؛ لأنَّ هذا هو الحل الأفضل برأيي.

ثمَّ إنَّنا عندما نسأل - يا صغيرتي - عن حلٍّ لمشكلة، وخصوصًا ونحن صغار فيجب أن نجرِّبَ الحلول أولاً؛ لنحكم عليها بعد ذلك إن كانت مفيدة أم غير مفيدة؟ أما لو ظللنا نسأل أهي مقنعة أم غير مقنعة؟ فبالتأكيد سنضيع على أنفسنا العديد من الفُرَص، والكثير من الحلول من بين أيدينا لعلاج مشكلاتنا؛ لأننا بمحدودية تفكيرنا سنعتقد دومًا أن هذه الحلول غير مقنعة.

خذيها نصيحة من قلب محبٍّ جرَّبَ مواقف الحياة: سامحي كلَّ مَن أساء لكِ؛ إذ لم أجد حتى لحظة كتابة هذه الاستشارة ماءً عذبًا، يمكن أن يطفئَ نيران الغضب والحزن والألم بدواخلنا تجاه مواقف الناس تجاهنا، ومعاملتهم القاسية لنا - أجملَ وأفضل وأحسن من (العفو والتسامح).
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِ} [الأعراف: 199].

أمنية، ماذا تحبين أن أكون لكِ؟ أختًا كبرى؟ صديقة؟ مستشارة نفسية؟
أيًّا ما يكن موقفكِ مني، فأنا في كلِّ أحوالي لا أكِنُّ لكِ إلاَّ كلَّ الودِّ والتقدير، وكل كلمة أصيغها لكِ - سواءٌ بدت لك حانية أم قاسية - فهي لا تصب إلاَّ في مصلحتك والحرص عليك والاهتمام بكِ، ثقي بذلك.

أمنياتي القلبية لك بحياة أسرية سعيدة ومستقرة، وأتمنى ألاَّ يأتي العيد إلاَّ وقد صَفَتِ النفوس، وهدأت القلوب، وأنا بانتظاركِ بأي وقت، والدليل على ذلك أنني أرد عليكِ الآن، وأنا في إجازة لا أستقبل فيها أي استشارات، أرأيتِ إلى أيِّ حدٍّ أهتم لأمركِ؟




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الأسباب والمسببات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلة الرحم في الكتاب والسنة: أهمية صلة الرحم وثمراتها وخطورة قطيعة الرحم وأسبابها وآثارها(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • صدقة السر سبب من أسباب حب الله لك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدقة السر سبب من أسباب رضى الله عنك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلة الرحم سبب عظيم من أسباب الرزق(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • (النعم) أنواعها وأسباب بقائها وأسباب زوالها(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • قيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشكلات الحدود في البيوت والأراضي بين الجيران: صورها وأسبابها وعلاجها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضل بناء المساجد: بناء المساجد سبب من أسباب دخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل ترديد الأذان: التهليل بعد الأذان سبب من أسباب مغفرة الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب