• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية / تعليم / الوسائل وطرق التدريس
علامة باركود

تعليم الأطفال والأميين

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/10/2013 ميلادي - 21/12/1434 هجري

الزيارات: 8133

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أسال الله أن يُبَارِك في جُهودِكم، وأن يزيدَكم علمًا، وأن يرزقَكم الفردوسَ الأعلى؛ فإني والله أحبُّكم في الله، ودائمًا أستفيدُ مِن نصائحِكم، وأحبِّذ دائمًا استشارتكم في حلِّ مشاكلي.


أنا فتاةٌ عزباء في منتصف العشرينيات، تخرَّجتُ في الجامعة، وأعمل الآن مُعلِّمة رياض الأطفال، ومعلمة للأميَّات، لديَّ استشارتانِ - بارك الله فيكم:


الأولى: أُرِيد أن أعرفَ كيف أتعاملُ مع صِغارٍ في سن الثالثة؟ وكيفية تعليمهم الحروف والأشكال، والآداب الإسلامية؟ وما هي المَراجِع التي يُمكن الاستفادة منها؟ وكيفيَّة التعامل مع الأُمِّيين، وتعليمهم، والمراجع التي يُمكن الاستفادة منها؟ لأنها أول تجرِبة لي في مجال التعليم.


الثانية: هي أني فتاة أُفشِي أسراري كثيرًا؛ بمعنى أنَّ كلَّ أختٍ أرتاحُ إليها أكون شفَّافة وتلقائية معها لدرجة كبيرةٍ، لا أستطيع أنْ أُخفِي أحاسيسي ومشاكلي الخاصة، ولا أعرف لماذا دائمًا ألجأ للحديث؟


أشعرُ دائمًا بالذنب؛ لأنني لا أُحِبُّ هذا التصرُّف، وأقول: إن الشكوى لغير الله مَذلَّة، وإن ربِّي أقربُ إليَّ مِن أي إنسانٍ، وهو الذي يعلم ما بي - سبحانه - وما أحس به، ولكن سرعان ما أعودُ وألتجئ للحديث مرة أخرى.


أريد أن أتعلم الصمت، وأن يكون كلامي قليلًا، وأن تكون لي خصوصيات وأسرارٌ لا يعرفها أحدٌ، ولكن المشكلة الأقوى أنني عندما أتحدَّث أزيد في الكلام، ولكن ليس دائمًا، لا أكذب ولكني أزيد مِن خيالي، وأقول أشياءَ أحبُّ أن تقعَ، أو ليكونَ حديثي مهمًّا، لا أعرف، ولا أفهم لماذا أفعل هذا؟!


أعيشُ في خيالٍ صنعتُه بنفسي، خيالٍ أحبُّه، أحبُّ العيش فيه، وكلُّ مشكلة تقع في حياتي ألتجِئ لخيالي، وأتخيَّل ما أحببتُ أن يَصِير، أو ما أتمنَّى أن أكونَ فيه، ولكن المشكلة أنه أصبح سِمَة في حديثي، دائمًا ما أشعرُ بالندم وتأنيب الضمير؛ لأنني أقول: إن المسلمةَ لا يجب أن تكونَ هكذا، وأخافُ أن أكونَ كاذبةً عندما أزيدُ مِن خيالي.


أَعِينُوني، بارك الله فيكم؛ فأنا والله لا أفهم نفسي، وأظن أنني مريضةٌ نفسيًّا.

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


حيَّاك الله وبيَّاك، وأحبك كما أحببتِنا فيه, ونسأله تعالى أن يجعل (الألوكة) دائمًا عند حُسن ظنِّكم, ونسعد بثقتِكم, ونرحِّب بكم في كلِّ وقت.


سؤالُك - يا عزيزتي - يتضمَّن ثلاث استشارات في آنٍ, وسأحاول الاختصار مع تحقيقِ الإفادة ما استطعتُ, بَيْدَ أني أتوقَّع ألا أُفلح في الاختصار, فأرجو أن تسامحيني إنْ طال الجواب, وأسأل الله العَوْن والسداد.


أيتها المُعَلِّمة الكريمة، والمربية الفاضلة, يقول ابن المُقفَّع في "الأدب الكبير":


"أفضلُ ما يعلَّم به علمُ ذي العلم، وصلاح ذي الصلاح، أن يستصلح بما أوتي من ذلك ما استطاعَ من الناس، ويرغِّبهم فيما رغب فيه لنفسه من حبِّ الله، وحب حكمته، والعمل بطاعته، والرجاء لحسنِ ثوابه في المعادِ إليه، وأن يُبيِّنَ الذي لهم من الأخْذِ بذلك، والذي عليهم في تركه، وأن يُورِث ذلك أهلَه ومعارفَه ليلحقَه أجرُه من بعد الموتِ".


أحبِّي عملَك, وأحبِّي أطفالك, واستَمتِعي بما تقومين به مِن إنجازٍ، وتذكَّري أنك على ثغرةٍ, يصلح رتقُها بصلاح نيتِك وعلوِّ همتك.


أولًا: نصائح لتعليم الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة:


1- حاولي تقليلَ فرضِ السُّلطة, وتجنَّبي لُغة إعطاء الأوامر قدْر استطاعتك؛ لغَرْسِ روح الاعتمادِ على النفس فيهم، ولكيلا يشعروا بالإكراه البغيض الذي يُنمِّي شعورًا سلبيًّا تُجَاه مراكز التعليم في الكثير مِن المدارس والجهات التعليميَّة في البلاد العربية.


2- بخُصوص الأحْرُفِ والأرقام، فالأفضل أن تكونَ مكتوبةً مع بعض الصوَر الموضحة، على مكعبات جميلة مصنوعة مِن البلاستيك اللين، أو القماش المحشو بالألياف الصناعية؛ لئلا تُسبب لهم الأذى، أو تكون قاسية على أيديهم الرقيقة عند الإمساك بها, فإن استطعتِ توفير أشكال كهذه, فهي مِن أجمل الوسائل لجذْبِ انتباهِهم وترغيبهم في التعلُّم:

فإن لم يَتَسَنَّ لك الحصولُ عليها؛ فلا أقلَّ مِن كتابتِها على لوحاتٍ كبيرةٍ الحجم, ملوَّنة, واضحة, مُزوَّدة بالرسوم أو الصور الجميلة, وهي مُتَوَفِّرة كثيرًا في المكتَبات وبأسعار زهيدةٍ؛ مثل هذه:

 


3- احْرِصي على مُتابَعة كلِّ ما يقومون بحِفْظه أو تعلُّمه؛ فما يرسخُ لديهم في هذا العُمر مِن خطأ لا يسهُلُ تصويبُه فيما بعدُ, وما أكثر ما أدَّى إهمالُ المعلمين وإغفالُهم مَن يولون أنفسَهم عليهم مُعلِّمين - إلى خطايا لا تُغتفر، وبلايا تضرَّر منها الكثير! فتابِعي بِدقَّة طريقةَ نطقِهم, وطريقة إمساك القلم, وانظري فيما يكتبون مِن أحْرُفٍ، وصوِّبي كلَّ ما فيها, وإياك والمسارعةَ بوَضْع علامة (√) دون التيقُّن منها, مرِّري قلمَك على الخطأ، وتحدَّثي مع الطفل حول خطئِه مُذكِّرة إياه به بالتثقيل عليه في الاتجاه الصحيح بقلم أحمر، أو أخضر، أو مميز اللون؛ حتى يتذكَّر خطأه بمجرد أن يرى الصفحة مِن جديدٍ, تأملي حِرص هذه الأم على تصويب ما تكتب ابنتها:


4- لابد أن تربطي التعليم بما يُحبُّ الأطفال مِن أساليبَ ماتعةٍ، وأعمال شائقة، ولا أفضل مِن استخدامِ ألعاب تركيب الصور puzzle games؛ فهي جذَّابة بالنسبة للأطفال في ذلك العُمر, والأجمل أن تكونَ ذاتَ غرَضٍ في التجميع؛ أي أن تكون هناك عَلاقة تربط بين القطعة والأخرى - كالغزال مع العُشْب, أو الأرنب مع الجزرة, أو السمك مع الماء - في صورة واحدة؛ فيَعِي الطفل العَلاقة بين هذه الأشياء ويربط بينها بسهولة، كما يُفضَّل في هذا العمر أن تكونَ قليلةَ العدد وكبيرة الحجم, فيكفي أن تكون الصورة مُقسَّمة على أربعة أجزاء بشكل مُيسَّر.


5- أيضًا لا تُحاولي تحفيظَهم الحروف العربية بصورة جافَّة كسرد الحروف سردًا يُنفِّرهم, بل اختاري نشيدًا يَحوِي الحروف الهجائية، ولا تطلبي منهم حفْظَه, فقط كرِّريه على أسماعهم, وحاولي أن تغنِّيه معهم بأسلوبٍ جميلٍ, قبل أن تبدئي عملية الحفظ العملي, والنتيجة ستروقك كثيرًا, خُذي مثالًا على ذلك هذا النشيد الذي أثبت فاعليته العلمية أمامي:


http://www.youtube.com/watch?v=rDBK3myQ25c


6- يحرص دينُنا الإسلامي على غرسِ الكثير من الأخلاق الفاضلة؛ كالصدق، والأمانة، والتعاوُن, وعليك بربط تلك الأمور عمليًّا ونظريًّا؛ فتقصِّين عليهم القصصَ الإسلامية، وتَضرِبين الأمثلةَ على كلِّ خُلُق مِن سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو صحابته الكرام, وتدعمين قولَك بالسلوك العملي؛ فتحثينهم على التعاون فيها بينهم؛ ذكرتْ إحدى مُعلِّمات رياض الأطفال في اليابان أنها تحرصُ على إمدادِ كلِّ طفلٍ ببعض الألوان فقط دون غيرها, وتعطي البقية لغيره مِن الأطفال لتُعينَهم على التعاون فيما بينهم، وتغرز فيهم روح المساعدة، وأنهم لا غنى لهم عن بعضهم البعض.


7- لا بدَّ أن تنزلي إلى مُستواهم وتدخلي عالمهم برفقٍ, ولن يكون ذلك إلا بتعويد نفسك تحمُّلَ بعض الضوضاء التي تصدر منهم، وحل المشكلات التي تنشأ بينهم بصورة ودِّية، بعيدة عن فرْضِ العُقُوبات التي لا تتحملها أنفسهم؛ كالضرب، أو الوقوف لمدة تُرهِق أجسادهم, وإنما يَكفِيك أن تُشعِريه بالذنب، وأن تُظهِري استياءَك مما فعل المسيء.


8- اعملي على أن يتخلَّل وقتَ الدراسة الممزوجة باللعب وقتٌ للمرح فقط؛ كإنشادِ بعض الأناشيد, أو اللعب معهم, أو غيرها من الأمور التي تمنحهم نشاطًا، وتجدِّد رغبتهم في مُواصَلة الدراسة, كما تُشعِرهم بروحِ الصداقة بينك وبينهم مما يمنحك ثقتهم ومحبتهم.


9- احرِصي على لقاءٍ شهري - أو كلَّ شهرين - يجمعك بأمهاتهم, وناقشي معهنَّ كل ما يطرأ على الأطفال، وحاولي أن تتفهَّمي منهن المزيد عن مُيُول الأطفال وسلوكهم في البيت, وامنحِيهم بعضَ النصائح التي تجعلُ عملَك يسير جنبًا إلى جنب مع رعاية الأم.


10 - مِن أسوأ ما يقع فيه المُربِّي مِن أخطاءٍ عدمُ مراعاةِ الفروق الفردية بين الأطفال؛ فيطلب من الجميع أداءَ العمل بنفس درجةِ مهارةِ أفضلِهم أو أسرعهم أو أذكاهم, ويبقى يُذكرهم به، ويقارن بينهم وبينه، بما يصيبهم بالإحباط، وانعدام الثقة، والحِقْد على ذلك الزميل المُميَّز, والغَيْرة طبعٌ في بني الإنسان, ولا داعي أبدًا لِذكر أفضال المتفوِّقين على سبيل المقارنة, بل يتم تكريمهم دون التلميح حتى إلى تَدَنِّي مستوى غيرهم.


11- حاولي اكتشافَ مُشكلاتِ النطقِ لمن قد يُعَانِي منها، والتي تحول دون إخراج الحروف بصورة صحيحةٍ, وقد يصعب التأكُّد مِن ذلك قبل إتمام الطفل الخامسة من عُمُرِه, لكن يجدرُ لفتُ نظر الأم للانتباه للطفل, والتيقن مِن أنه لا يعاني إحدى المتلازمات الوراثية أو اضطرابات النُّطق؛ لأنَّ إهمال ذلك في الصِّغر يؤدِّي إلى تفاقُم المشكلة ومُضاعفة الجُهد في الكبر, و((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته)).


ومن المراجع التي قد تُفيدك في هذا المجال:


* مقال, جامع, شامل, للشيخ "محمد بن صالح المنجد" - حفظه الله - حول التربية بالقصة، وما يناسب الأطفال منها:
http://www.saaid.net/tarbiah/116.htm


* كتاب: (أضواء تربوية لمعلم التربية الإسلامية)؛ تأليف: "عبدالله سلامة":
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=10497


* تلخيص لكتاب: (تأسيس عقلية الطفل), للأخ الفاضل: "مرضي العنزي":
http://www.saaid.net/tarbiah/228.htm


* وهذه مجموعة طيبة من الكتب التي أرجو أن تجدي فيها ما ينفعك وينفع صغارك:
http://www.saaid.net/tarbiah/k.htm

 

ثانيًا: نصائح لتعليم الكبار لمحو أميتهم:

1) عليك الجمعُ بين مُعاملتهم كأطفال وكبار في آنٍ؛ فلْتَتَذَكَّري أنهم لم يتلقوا دراسة قبل ذلك في أي مجال, ولم يسبق لهم التعرُّف على كثيرٍ من الأمور التي تبدو لك ساذجةً أو تافهةً, فلا لومَ، ولا تقريع، ولا سُخرية، ولا إظهار أي نوع من التعجُّب, ولتيسيرِ ذلك حاولي تجاهلَ أعمارهم تمامًا, وفي الوقتِ ذاته عليك ألَّا تعامليهم معاملة الأطفال؛ من حيث أسلوبُ الحديث، والتدليل الذي لا يليق إلا بالطفل.


2) امنحيهم بين كلِّ عشرِ دقائق فرصةً لراحة قصيرة جدًّا, دقيقتين على الأكثر, يتحادثون فيها، أو يراجعون بعض شؤونهم, أو يرتِّبون أفكارهم, ولا تكدِّسي لهم المعلومات تكديسًا, خاصة إن كانوا من المُسنِّين.


3) أَشعِريهم بالاحترام والتقدير، واعملي على مَحْوِ فكرةِ "احتقار طالبِ محوِ الأمية" السائدة في مجتمعاتنا, وذلك بالاستماع إليهم وتفهُّم مَطالبهم, وليكن لهم كلَّ أسبوع نصفُ ساعة للتحدث عما لا يُرضِيهم، وليُدلُوا بآرائهم حول كيفية سير المنهج وعرض المعلومات عليهم, وإن شئتِ فليكنْ ذلك عن طريق الورق, فيُمنح كلُّ واحد منهم ورقة بها عدَّة أسئلة على غرار التقييم, وليكتب بجوار كل سؤال مثلًا: ممتاز, جيد جدًّا, جيِّد, مقبول, سيِّئ, ثم ليضعْ علامة (√), ثم يُزِيل ما كتب ببعض الاقتراحات إن كان لديه.


4) قد تجدين بعضَهم سريع الملَل، ضيِّق الصدر، قليل الصبر؛ فالتعلُّم في الكِبَر ثقيل على النفس، شديدٌ على القلب, فذكِّريهم بين حينٍ وآخر بفضل العلم وأهميته لهم, بصرف النظر عن تخصصاتهم ومجالات أعمالهم, وترفَّقي بهم مِن حيثُ الكمُّ، وتلطَّفي مِن حيثُ الكيفُ, وحاولي أن تُجدِّدي لهم في أساليب عرضك, ولتشاوريهم في ذلك كله, على نحوِ ما ذكرتُ لك أعلاه.


5) لم توضِّحي إن كانوا رجالًا أو نساء أو مختلطين, فإن كان فيهم رجال, فلا تتعاملي معهم إلا في أضْيَق الحدود, وتجنَّبي محادثتَهم المباشرة، وإن استطعتِ أن تستبدلي بالفصل المختلط فصلًا آخر غير مختلط فأفضل, وإلا فتعليم الرجال يوكل به الرجال, فلا تعصمهم أميتهم أو إياك مِن الفتنة, فكوني على حذَرٍ - رعاك الله - وتذكَّري أنك مأمورة بتجنُّب الخضوع، أو إظهار الزينة، أو التعامل فيما لا حاجةَ لك به.


ثالثًا: الثرثرة والتوسُّع في التخيُّلات أثناء الحديث:


عن سَمُرة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رأيتُ رجلينِ أتياني، قالا: الذي رأيتُه يُشقُّ شِدقَه فكذَّابٌ, يكذب الكذبة تُحمَل عنه حتى تبلغَ الآفاق, فيُصنع به إلى يوم القيامة))؛ رواه البخاري.


فالكذبُ رذيلةٌ لا خلاف في ذلك, وإنما التخيُّلات التي تتوسَّع وتنمو حتى تدخل في الحديث وتنتشر في الكلام عن غير وعيٍ؛ فهذا ما يصطلح عليه النفسيون بالكذب التخيُّلي، أو غير المعقول "Pseudologia Fantastica"؛ حيث يجد الشخص نفسَه متورطًا في كذبةٍ عن غير وعي كامل, ويستمرُّ في حديثِه لا يُفِيق حتى ينتهي, وبعضُهم يشعر بألمٍ نتيجة تأنيب الضمير، ثم لا يلبث أن يعودَ ويكرِّر التأنيب، وهكذا عن غير فائدة!


وللتغلب على تلك الآفة - التي تعترفين بها، وترينها بوضوح، مستبصِرة بخطورتها على غير عادة مَن يقع فيها - فلا بدَّ مِن الوُقُوف على أسبابها؛ لتلافِي ما يُمكنك تلافيه, أليس كذلك؟!


1) مِن أكبر الأسباب الدافعة لارتكاب هذا النوع من الكذب أو الوقوع في أسر تلك التخيُّلات؛ عدمُ الرضا عن الواقع، والشعور بالسخط العام على الحياة وحالك فيها, ومن هنا عليك أن تُصحِّحي من نظرتك إلى نفسك؛ فأنتِ مُعلِّمة ذات نفعٍ عظيم، وإنسانة جديرة بالاحترام, لستِ بحاجةٍ لاستدرارِ عطفِ الناس أو لفتِ انتباههم, لستِ بحاجة للتحدُّث عن نفسك بكلِّ هذا الحد مِن الانفتاح الذي يجلب التوهُّم وينصرف عن الواقع.


2) مِن الأسباب التي توقعك في شَرَك هذا الكذب أيضًا حاجتُك للعاطفة, وهذا الحديثُ مع رؤيةِ ردودِ الأفعال والتأثُّر الذي قد يَظهَر على الوجوه, مع التجاوب ممن تتحدَّثين إليهم يُرضِيك ويُشبِعك عاطفيًّا, لكنه شبعٌ مؤقَّت لا يلبث أن يتحوَّل إلى سكينٍ حادٍّ يقطع قلبك الصادق الراغب في الحياة الكريمة؛ حيث يحاول إيقاظك من هذا الحلم المَرَضِي, فلتَبحَثي عن مصادرَ أخرى للإشباع العاطفي, ولن تعدمي أن تَجدِيها بين أهلك وصديقاتك, فليس الزواجُ المصدرَ الوحيد للإشباع العاطفي, وإنما تعاونك مع أهلِك وتبسُّمك في وجوهِهم, وتقديمُ يدِ العون لهم، قد يفوقُ مفعولُه النفسي الكثيرَ من العقاقير التي لن يسلم متعاطِيها مِن الأعراض الجانبية.


3) مُعظم الذين يُعَانون هذا الكذب لا ينتبهون أبدًا لذلك, ويشعرون وكأنهم مغيَّبون عن الوعي, وأذكر امرأةً كانتْ تحدِّثني وهي أقرب لعمر والدتي منها إلى عُمري, وأخذتْ تتحدَّث عن نفسها وأهلها ومعارفها، ثم طار حديثها إلى ما لا شكَّ في بطلانه, فما تمكنتُ من ضبطِ أعصابي وأوقفتُها أو أيقظتُها مما هي فيه على قولي: هذا غير صحيحٍ بالطبع! وإلى هذه اللحظة لم أنسَ صورة وجهِها وهي تبهتْ في وجهي وكأنها فاقتْ لتوِّها من النوم وفي حالة الذهول الصباحية!


فاحمدي الله أنك واعيةٌ بمشكلتِك، مُدركة خطورتَها, ولستِ بحاجةٍ لوصفات طبيَّة أو عقاقير علاجية, وإن كنتُ لا أعلم أن هناك وصفاتٍ قد تحول دون الوقوع في ذلك, ولكن عليك أن تقدِّمي لنفسِك العون, وتذكريها باستمرار؛ فالأمرُ لن يحتاج منك إلا إلى تقويمٍ لبعض السلوكيات، ومتابعتها أولًا بأول وتصويب ما اعوجَّ منها، دون لوم جارح أو تقريع عنيف.


4) أنتِ بحاجةٍ لتقبُّلِ نفسِك وتفهُّم أخطائك, فليس فينا كاملٌ، وليس بيننا مَلاك!


كلنا مُعرَّض للخطأ وتَكرارِه, وكلُّنا قد يقعُ في نفس الذنب مرَّة ومرتين وأكثر, لكن الرشيد مَن يتفهَّم نقاط ضَعْفه، ويعمل على علاجها, فنحن ذَوو خطأ, لكن خيرنا مَن يتوب!


فجدِّدي التوبةَ كلما وقعتِ في الذنب، وكفِّري عنه بصورةٍ تُرضِيك، وتعيد إليك توازُنك النفسي, ولا تزيدي على ذلك.


5) إن ما يُوقعك في الكذب  - كما أشرتِ - ليستِ الرغبة المباشرة فيه, وإنما الإسهاب في الحديث عن النفس، وما يحدث لك مِن صغيرِ أو كبيرِ حدَثٍ, ولأنك لا تَجِدين ما تقولينه سوى أن تحدِّثيهم عن نفسِك لتكسبي رضاهم ومحبتهم - والناس مشغوفون بمعرفة خصوصيات الغير - فعليك أن تُفكِّري قبل لقاء الصديقات أو الزميلات في أحاديثَ بديلةٍ تَجذِب الانتباهَ، وتُحقِّق لك ما تسعين إليه من إدارة الأحاديث والاستمتاع بإصغائهم, واختاري بعضَها مما يحدثُ في الصف من الأطفال, أو ما تطالعينه من أخبارٍ في الكتب, أو من الطُّرَف التي تُوَاجِهك على أن تتجنَّبي الغِيبة أو السخرية بكافَّة أنواعها ومختلف ألوانها.


6) جَلسات التأمُّل بُعَيد اللقاءات قد تُفِيدك في علاج نفسك سلوكيًّا، دون الحاجة إلى زيارة مختصَّة؛ فبعد كلِّ جلسة تَختَلِين بنفسِك وتُعِيدين التأمُّل فيما تفوَّهتِ به أمام الجميع, وتُسجِّلين في كلِّ مرَّة مدى تقدُّمك في الوصول إلى هدفك "حصر الأحاديث في نطاقٍ أضيق وأبعد عن خصوصياتك"، ولن يُمكنك من ذلك إلا كثرةُ المطالعة والقراءة؛ لتَجِدي ما تُحَاوِرين به جُلَسَاءك دون الحاجة للخوض في شؤون حياتك الخاصة.


7) يَبدُو أن لديك مهاراتٍ وإمكاناتٍ بحاجةٍ لاكتشاف واستخراج؛ فابحثي عن نقاط تميُّزك داخلَ مجال عملك أو خارجه، واعملي على تنميتِها وإبرازها واستغلالها؛ فهذا يُفِيدك كثيرًا في بثِّ الثقة في نفسك واستشعار السعادة غير المعتمِدة على مَن حولك.


أخيرًا:
رُوِي أن قُسَّ بن سَاعَدة وأكثم بن صيفي اجتمَعَا، فقال أحدُهما لصاحبه: كم وجدتَ في ابن آدم من العيوب؟ قال: هي أكثر مِن أن تُحصى، لكني وجدتُ خصلةً إن استعملها سترتَ العيوبَ كلَّها، قال: ما هي؟ قال: حفظُ اللسان.


حَفِظك الله، وطهَّر قلبك ولسانك، وأصلح حالك كله


والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الأطفال
  • ما مصير أختي الصغيرة؟
  • التعلم التنظيمي وخصائصه
  • بنتي وحفظ القرآن
  • إسعاد الأم وإرضاؤها
  • أريد منهجا لتعليم أهلي أمور دينهم

مختارات من الشبكة

  • الهند: وزير التعليم يرفض تعليم أطفال المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أنماط التعليم الشرعي في العصر الرقمي: دراسة مقارنة بين التعليم المباشر والإلكتروني والهجين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استراتيجية التعليم التعاوني ودورها في تعليم اللغة الثانية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أثر مفهوم التعليم المبرمج عند سكينر في تطوير مواقع تعليم اللغة العربية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • دراسة مقارنة لأثر بعض أساليب تعليم الرياضيات على التحصيل بالصف السابع من التعليم الأساسي (PDF)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • التغير في المفاهيم التربوية: التعليم مدى الحياة أم التعليم من أجل المساهمة في وظيفية الحياة؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الهند: جمعية التعليم الإسلامي تنظر في تغيير المنهج التعليمي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مخطوطة شرح تعليم المتعلم طريق التعليم للزرنوجي (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • بلجيكا: جهود واسعة لتعليم المسلمين الجدد تعاليم الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التعليم الديني في نظام التعليم الأذربيجاني(مقالة - المترجمات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب