• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / المشكلات بين الأزواج
علامة باركود

زوجي لا توجد فيه صفات حسنة، أأطلب الطلاق؟

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/4/2012 ميلادي - 22/5/1433 هجري

الزيارات: 25636

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

لدي مشكلة مع زوجي، وعلى وشك الطلاق.

 

أما صفاته فهي: ضعيف الشخصية أمام أهله وإخوته، بالرغم مِن حالتنا المادية الضعيفة، فإنه يعطي إخوته وأهله، ولا يعطيني مثلما يعطيهم، ويبخل على أسرته! مقصر جدًّا في الصلاة، بل يكاد يكون لا يصلي في بعض الأحيان، نصحتُه أكثر من مرة، وأتيتُ له ببرامج دينيَّة تتكلم عن الموت، ولكنه لا يتعظ!

غير نظيف، ولا يهتمُّ بنفسه، نصحتُه أكثر من مرة بأنَّ هذا شيءٌ قبيح، ولكنه لا يقتنع، اشتريتُ له (صابونًا) وبعضَ أدوات التنظيف، فألقاها ولَم يهتم بها، يظهر عليه عدم الاغتسال وعدم نظافة الجسد!

كذاب، وكل كلامه كذب، ولا يفي بوعوده، ولا ينفق عليَّ ولا على بيته وأولاده.

- يشتمني، وإذا رددتُ عليه بنفس كلامه، ضربني، ولا يأتي البيت إلا وقت النوم، وكأن بيتي أصبح شقَّةً مفروشة، ينام ليلاً وإذا استيقظ خرَج ولا يأتي إلا عند النوم... وهكذا، يمنعني من الخروج، مع أنه لا يأتي البيت إلا قليلاً، أصبحتُ أكرهه ولا أحب رؤيته.

 

أنقذوني، وأخبروني ماذا أفعل قبل أن أقرر الانفصال، فهو لا يريد أن يتغيَّر؟!

 

الجواب:

بسم الله الموفق للصواب

وهو المستعان

 

النِّساء شقائق الرجال، فكما أنه يكره الشيء منها، فكذلك هي تكرهه، وربما صبر هو على ما يكره، وهي لا تصبر! "صيد الخاطر"، ابن الجوزي.

أيتها العزيزة، مشكلات زوجكِ كالأدواء، و((لكلِّ داءٍ دواءٌ، فإذا أُصيب دواء الداء برأ - بإذن الله عزَّ وجلَّ))؛ رواه مسلم، وإنِّي لأتمنى منكِ أن تجرِّبي الحلولَ التي سأطرحها، وطرُق التعامل المختلفة مع كلِّ مشكلة على حِدَة، مع منْحِ زوجكِ الفرصة الكافية للتغيير قبل أن تفكِّري في إنهاء هذه الحياة، وأن تتذكري أنَّ الموت سيُفرِّق بينكما يومًا، فلا تستعجلي الفراق بطلَب الطلاق!

مُشكلات زوجكِ:

1- يُنْفِق على أهله ما لا ينفقه عليكِ، وعلى أولادكِ مع فاقتِه واحتياجه.

2- يضيِّع الصلاة.

3- عدم مُبالاته بأناقته ونظافته الشخصيَّة.

4- كَذُوب، وكثير الإخلاف لوعده.

5- إهانته لك بالضرب وقبيح الكلام.

6- منْعكِ من الزيارات في مقابل كثرة خُرُوجه من المنزل.

 

أولاً: نفقته على أهله، وتقصيره معكِ:

مُعظم الناس يحبون أهليهم، ويُؤْثِرونهم على أنفسِهم، ولو كان بهم خصاصة، فليس العجَب في كرم زوجكِ مع أهله، وحبه الذي تصفينه بـ"ضعف الشخصية"، ولكن العجب في عَجزكِ عن امتلاك قلبٍ عطاف كقلب زوجكِ، رغم الحميمية التي تجمعكِ به كزوجةٍ! فالخللُ ها هنا فيكِ أنتِ وليس في زوجكِ! هذه واحدة.

وأمَّا الثانية، فإنَّ الإيثار الذي يتَّصف به زوجُكِ هو خُلُق في نهاية الرفعة، فإيثارُه حسنة يُثاب عليها، لا عيب يعيَّر به!

والثالثة وهي الأهم: أنكِ تحسبين هذا الإيثار تفْضيلاً لأهله عليكِ، ولكني أؤكِّد لك أن هذا الإيثار يعكس ظلالاً مِن حبِّ زوجكِ لك؛ فقد جعلكِ في منزلةِ روحه ونفسِه، وكما تعلمين فإنَّ زوجكِ مُقَصِّرٌ في حقِّ نفسه بإهمال نظافته واحتياجاته، وأنتِ عنده كروحه، فلحقكِ منه هذا التقصير، ولو أنه كان كريمًا مع نفسه وبخيلاً عليكِ لاختلف الأمرُ! ولكنه كما ترينَ مقصِّرٌ في حقِّ نفسه غاية التقصير، ولعله فَهِم الحياة كما فَهِمها الصحابيُّ الجليلُ أبو الدرداء - رضي الله عنه وأرضاه - مِنْ قبلُ؛ ففي "صحيح البخاري" عن عَوْن بن أبي جُحَيْفة عن أبيه قال: آخى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلةً، فقال لها: ما شأنكِ؟ قالتْ: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجةٌ في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كُلْ، قال: فإنِّي صائمٌ، قال: ما أنا بآكلٍ حتى تأكلَ، قال: فأكل، فلما كان الليلُ ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نَمْ، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نَمْ، فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، فصلَّيَا، فقال له سلمان: إنَّ لربكَ عليكَ حقًّا، ولنفسكَ عليكَ حقًّا، ولأهلكَ عليكَ حقًّا، فأعط كلَّ ذي حقٍّ حقه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((صدَق سلمان)).

ولعلَّ زوجكِ بحاجةٍ إلى صديق كسلمان - رضي الله عنه وأرضاه - يقول له: "إنَّ لربكَ عليكَ حقًّا، ولنفسكَ عليكَ حقًّا، ولأهلكَ عليكَ حقًّا، فأعطِ كل ذي حقٍّ حقه"، فإما أن تقومي أنتِ بهذا الدور بمهارةٍ وذكاء، أو أن تستعيني بشخصٍ عاقلٍ كي يفعل ذلك.

تُدركين - أيتها العزيزة - أنَّ زوجكِ لا يملك من المال ما يكفي لإسعادكِ، وقد قال الله - تعالى -: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ﴾ [التوبة: 91]، ولكنكِ تستطيعينَ إسعاده وإسعاد نفسكِ بالتدبير والادِّخار، وحُسن التصرُّف في المال، فقد قال الشاعر:

 

إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مَنْزِلِ المَرْءِ حُرَّةٌ
مُدَبِّرَةٌ ضَاعَتْ مُرُوءَةُ دَارِهِ

 

فإذا بدأتِ بالتخطيط مع زوجكِ لادِّخار المال، أمكنكِ - بعَوْن الله تعالى - تأثيث بيتكِ بالكامل، ثم تأتي بعد ذلك مسألة شراء الأهمِّ فالمهم، فإذا رغبتِ مثلاً في تأثيث غرفة نومكِ فلا تضعي في تصوُّركِ شراء غرفة النوم كاملة! ففي مثْلِ وضْعكِ الماديِّ لا بد مِن شراء قطعةٍ واحدة في كلِّ مرة، ولتَبْتَدِئي بتوفير المال لشراء القطعة الأهم كل شهر أو ثلاثة أشهر، ففي مثال غرفة النوم يكون سرير النوم هو أهم قطعة في الغرفة، أليس كذلك؟

إذًا، خطِّطي لشراء السرير فقط، ثم اذهبي مع زوجكِ إلى السوق لرؤية أسِرَّة النوم وأسعارها، وتابعي بعد ذلك التخفيضات في الإعلانات والجرائد اليوميَّة، وابدَئي في ادِّخار المال الذي يُمَكِّنكِ من شراء هذا السرير للمدة التي يمكن فيها شراء سرير؛ شهرًا مثلاً أو ثلاثة أشهر أو ستة أشهر، فهي حياة طويلة، والتخطيطُ ينبغي أن يكونَ متوافِقًا مع هذا الزمن الطويل - إن شاء الله تعالى - فخطِّطي على مهلك إلى حيثُ انقضاءُ المدة، ثم بعد شراء السرير ادَّخِري لشراء خِزانة الملابس... وهكذا، حتى تنتهي مِن تأثيث غرفة النوم بكافَّة تفاصيلها، الكبيرة منها والصغيرة، من السرير والخزانة إلى الشُّموع والورد، ولو استَغْرَق الأمر سنةً أو سنتين، ففي آخر الأمر سيُيَسِّر الله لكما الحياة بصبركما، وحسن توكُّلكما وتخطيطكما، والأمر نفسه ينسحب على المطبخ، وغرفة الضيوف، والحمامات، وكل ركنٍ في منزلكِ.

 

ثانيًا: تفويت الصلاة:

لا أميل إلى الطرُق الوعظيَّة التي تستعملينها مع زوجكِ، بل أعول كثيرًا على الطرُق الذكية غير المباشرة، المسبوكة في قالب الحبِّ والمودة لحل المشكلات بين الأزواج، بما فيها المشكلات الدينية، لكن المشكلة الحقيقيَّة التي تواجهني معكِ أنكِ لا تحبِّين زوجكِ! فكلُّ ما في استشارتكِ يوحي بذلك، حتى مفرداتها ولُغتها، وإن لَم تحبِّي زوجكِ وتحترميه، فلن يتقبَّل منكِ أية نصيحة؛ لأنه يدركُ أنكِ لا تحبينه، فالأرواحُ جنودٌ مجنَّدة، ونحن نعرف مشاعر بعضنا دون حاجة إلى الإفصاح عنها، ولا تحسبي هذا الكلام فارغًا أو مبالغًا فيه، فالذي قاله هو النبيُّ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أعني: ((الأرواح جنودٌ مجندة)).

 

منَ الطرُق المختلفة التي يمكنكِ انتهاجها لحضِّ زَوجكِ على الصلاة ما يلي:

- استخدام برامج التذكير بالصلاة في الجوال، والبلاك بيري، والآيفون، والحاسوب؛ مثل:

1- برنامج "إلى صلاتي": http://www.ela-salaty.com

2- برنامج "الأذان": http://www.islamicfinder.org/athanDownload.php

3- برنامج "خاشع":http://www.khashee.com/default.asp  

- إعداد ما يحتاج إليه زوجكِ في الصلاة؛ كالثوب، والغترة، والجوربين، والمسواك، ونحو ذلك.

- عند دخول وقت الصلاة، اطلبي من زوجكِ دائمًا أن يدعوَ لكِ ولابنكما في صلاتِه، قبِّلي زوجكِ - قبلة غير مثيرة - وأنت تقولين ذلك!

- تحدَّثي دائمًا عن أثر محافظتِه على الصلاة؛ كوضاءة وجْهِه، وهدوء نفسه، وبركة ماله.

- اربطي شرطيًّا بين الأوقات التي يصلِّي فيها، وتلبية رغباته وحاجاته التي يحبها؛ كطبخ أكلته المفضَّلة، أو ارتداء ثوب أنيقٍ باللون الذي يحبُّه، فإذا سعد بهذه المكافآت، وأثنى عليكِ فذكِّريه أن هذه الأرزاق مِن بركات الصلاة.

- إذا أهمه شيءٌ، وشعرتِ بضيقه، فافرشي له سجَّادة الصلاة، وحثِّيه على اللجوء إلى رب العالمين، فإذا تكاسَل، فاقرئي له آياتٍ من القرآن المجيد، وتخيَّري له الآيات التي تعكس أثرًا مُطمْئِنًا ومريحًا، لبرمجة عقله بأثر الإيمان والقُرب مِن الله - تعالى - في حصول الراحة.

- ارفعي يدكِ إلى الله - تعالى - داعيةً في إمداد زوجكِ بالهداية إلى سُنن الاستقامة، والمحافظة على الصلاة على وقتها.

 

ثالثًا: إهمال نظافته الشخصية:

قال القرطبي - رحمه الله تعالى - عند تفسير قوله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾} [النساء: 19]: "قال بعضهم: هو أن يتصنَّع لها كما تتصنَّع له، وقال يحيى بن عبدالرحمن الحنظلي: أتيت محمد بن الحنفيَّة، فخرج إليَّ في ملحفة حمراء، ولحيته تقطر من الغالية، فقلتُ: ما هذا؟ قال: "إن هذه الملحفة ألقتْها عليَّ امرأتي، ودهنتني بالطيب، وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهنَّ"، وقال ابن عباسٍ - رضي الله عنه -: "إنِّي أحبُّ أن أتزيَّن للمرأة, كما أحب أن تتزيَّن المرأة لي"، وهذا داخلٌ فيما ذكرناه"، فنظافة زوجكِ، واهتمامُه بهندامه مِن حُسن الصحبة والعشرة بالمعروف.

 

ثَمَّة عوامل وراء عدم مبالاة الأزواج بنظافتهم الشخصيَّة؛ منها:

1- اعتياد الزوج على عدم النظافة في بيت أهله.

2- نتيجة عوامل نفسيَّة؛ كالاكتئاب، أو الفصام.

3- نتيجة عوامل اجتماعية ثقافيَّة عرفيَّة.

4- فقدان الدافعية للنظافة والاهتمام؛ بسبب فتور العلاقة الزوجية.

الحل: أن تغتسلي مع زوجكِ، وتُطَيِّبيه بنفسكِ؛ ففي "صحيح البخاري" عن عبدالله بن عبدالله بن جبرٍ، قال: سمعتُ أنس بن مالكٍ، يقول: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - والمرأة من نسائه، يغتسلان من إناءٍ واحدٍ"، زاد مسلم، ووهْب عن شعبة: "من الجنابة"، وعن عائشة قالتْ: "كنتُ أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناءٍ واحدٍ تختلف أيدينا فيه مِن الجنابة "؛ رواه مسلم.

وفي "صحيح البخاري" أيضًا عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها - أنها قالت: "كنتُ أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطوف على نسائِه، ثم يصبح محرمًا ينضخ طيبًا".

وقد فَهِم زوجكُ مقصدكِ من شراء الصابون له، فعدَّها إهانة! ولم يتقبلْها كهدية؛ لذلك أرى دخولكما الحمام معًا بشكلٍ عفوي أفضل مِن شراء ألف صابون، وحتى فيما يتعلق بمسألة تنظيف وجهه من الزهم، فلا ترغميه على فِعْل شيءٍ لَم يتعوَّد عليه، ولكن أشركيه معك في تجربةٍ ماتعةٍ لتنظيف وجهه بقناعٍ منزلي، فلا يتحرج من كونه المقصود بإزالة الزهم والوسخ، فعن الشعبي: إن عمر كان في بيتٍ، فوجد ريحًا، فقال: "عزمت على صاحب الريح لما قام فتوضأ"، فقال جرير: يا أمير المؤمنين، أونتوضأ جميعًا؟ فقال عمر: "نعم السيد كنتَ في الجاهلية، ونعمَ السيد أنت في الإسلام"، "تاريخ الإسلام"، للذهبي.

كذلك، رتِّبي الحمام على نحوٍ يشجِّع زوجكِ على الاستحمام والنظافة، فللحمام دورٌ كبير فيما يعكسه على نفسية المرء، ولستِ بحاجةٍ لأن تكوني مصمِّمة ديكور، أو أن تكوني غنيَّة لتزيِّني حمامكِ، ولكن انظري إلى صور الحمامات، وحاولي محاكاة بعض أفكارها الملهمة، بتجهيز ما تقدرينَ عليه من صابون، وغسول، وشموع، وورود مجفَّفة، وتصَرَّفي فيها بذكاءٍ وفن وجمالٍ وإبداع.

اجعلي أدوات الاستحمام في زاويةٍ من الحمَّام؛ بحيث تكون في متناول يدِه، واعصري معجون الأسنان على فرشته في بعض المرات، حتى إذا رآها استعْمَلَها مباشرةً.

وبمجرد عودته إلى البيت، ضعي ملابسه في سلة الغسيل؛ كي لا يعود إلى ارتدائها مرةً ثانيةً، واسعَي لتجهيز ملابس نظيفة ومطيبة ليرتديها عند خُرُوجه من المنزل، إن كنتِ حريصةً على ألا يخرج من البيت بثيابٍ رثةٍ، وهيئةٍ غير مهندمة.

وامتدحيه إذا أظْهَر بعض الأناقة، وأخذ بعض الزينة؛ فالزوجُ بحاجةٍ إلى سماع كلمات التقدير، والاهتمام والإعجاب.

واحرصي أنتِ على التزيُّن بحليكِ ولباسكِ، وعلى أن تفوحَ منكِ روائح الطيب والعطور، وكَوْن زوجكِ يطلب منكِ أن تتزيَّني، فهذا مؤشِّر على إهمالكِ لزينتكِ في بعض المرات، مما يشجعه على إهمال عنايته بنفسه، وإهمال أشياء جميلة بينكما ستنذوي بلا ريب تحت هذه الرثاثة!

 

رابعًا: الكذب وإخلاف الوعد:

مِن أشنع الخلال كذب الرجال، فكيف إذا اجتمع الكذب وخلف الوعد؟! لكن دعيني أخبركِ بدافعٍ من دوافع الكذب وخلف الوعد وهو المتعلق بالطرف الآخر الموعود بالكذب (أنت في هذه العلاقة)!

قد تتسبَّبين أحيانًا في دفْعِ زوجكِ إلى الكذب، إذا وضعتِه في زاويةٍ ضيقةٍ لا يستطيع الفرار منها، فإنْ كنتِ مثلاً تطلبينَ مِن زوجكِ بعض الأمور التي لا يستطيع أن يوفِّرَها لكِ بسبب قلة المال، وكان حريصًا على ألا تغضبي منه، أو على ألا ترفعي صوتكِ عليه، فسيضطر ساعتئذٍ للكَذِب عليكِ، أو تهدئتكِ ببعض الوعود؛ ليسلمَ من إلحاحكِ وصوتكِ العالي! ثم إذا أتى موعد التنفيذ وهو لا يستطيع إنفاذ وعده لك، فسيضطر إلى الكذب عليكِ؛ للخلاص مِن هذا المأزق، فتكونين أنت الدافع الحقيقي وراء كذب زوجكِ عليكِ، وإخلاف وعوده لك!

أعود ها هنا إلى مسألة حبِّ زوجكِ لكِ الذي لا تقَدِّرينه، ولا تقَدِّرين ظروفه، وفي مثل هذه الحالة سيكون العلاجُ بتقدير حالة زوجكِ المادية، وتحمُّل ظروفه؛ كي لا يشعر أنَّ الكذب ينجي، ويجنِّبه ثوراتكِ، ومشكلاتكِ، وتذمركِ!

 

خامسًا: ضربه وإهانته لك:

لا يُبقي الضرب للحبِّ موضعًا يبيت فيه! ومِن واجب زوجكِ الاعتذار لك، والوعد بعدم تَكْرار هذا الفعل الشنيع، وفي المقابل أرى مِن واجبكِ الاعتذار إليه عنْ رد القبيح بالقبيح، فأنت امرأةٌ مسلمة، والمسلمة تمنعها تربية أهلها، وتحجزها أخلاقها ودينها عن التفَوُّه بكلمةٍ تُسيء بها إلى زوجها، ولستُ أدري ما الحال الذي انتهى إليه أمرُكما الآن، ولكن رأيي أن تدعي الكرامة جانبًا، فمن ملاحظاتي على المشكلات بين الأزواج، أنَّ الحرص على الكرامة ورَدِّ الاعتِبار من أكثر العوامل التي تجْهز على العلاقة المحتَضَرة، ولذلك أُنَبِّه دائمًا على أنَّ كرامة الزوجَيْن واحدة لا تُجَزَّأ، ولستُ أرى من الإساءة إلى كرامتكِ أن تكتبي لزوجكِ رسالة "عتاب" - عتاب وليس اعتذارًا، ثمة فرق! - شريطة أن تكتبيها بحروف الحبِّ، لا بكلمات الحقد وأقبح الشتم، أو رغبة في الانتقام، وتصفية الحساب القديم، وبدور هذا العتاب الجميل - إن شاء الله تعالى - أن يرقَِّق قلب زوجكِ عليكِ، فيعتذر لك، وقد قيل: "إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب"، فإن اعتذر فلا تكابري، بل خُذي منه وعدًا بعدم ضربكِ وإهانتكِ مرةً ثانية؛ ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128].

 

سادسًا: منعك من الزيارات في مقابل كثرة خروجه من المنزل:

طاعةُ زوجكِ أوجب من زيارتكِ لجاراتكِ وأهلكِ، ولو وجد زوجكِ التفهُّم والحب والصبر والاحترام الذي ينشده، فلن يمنعكِ من الخروج، خاصة إذا استعملتِ دهاء المرأة في تدبير أموركِ!

لعلكِ ترين أنِّي متجنية عليكِ، وأقف في صفِّ زوجكِ، وهذا غير صحيح، فقد أنصفتُكِ، وأنصفتُ زوجكِ، فكلٌّ منكما قد أخطأ في حق الآخر، لكني أكثر من العتب على الزوجات؛ لإدراكي أن الأنثى أذكى من الرجل اجتماعيًّا وعاطفيًّا، وقد وصف الله - تبارك وتعالى - هذا الذكاء العاطفي على لسان العزيز بالكيد والدهاء؛ فقال: ﴿ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 28].

ويزداد عجبي حين أقرأ في كُتُب الأدب والتأريخ روائعَ من قصص ذكاء النساء العربيات والأعجميات، الحرائر منهن والجواري في تعامُلهنَّ مع الأزواج والموالي، فأين ذهب هذا الذكاء العاطفي والدهاء الأنثوي؟!

لا ألوم الفتاة التي تجد صعوبةً في التعامل مع أبيها أو أخيها أو مديرها في العمل؛ لأنَّ المسافات الجسدية والنفسية بين الابنة/ الأخت/ الموظفة وبين الأب والأخ والمدير شاسِعة وشائكة، لكني ألوم الزوجة التي تجهل كيفية التعامل مع زوجها، رغم التلاصُق الحميمي بينها وبين زوجها جسدًا وروحًا وفكرًا وعاطفة، فلا تجعلي الحميمية قاصرة على غرفة النوم، بل اجعليها وسيلة من وسائل علاج مشكلاتكِ مع زوجكِ، ففي تلك اللحظات الرائعة يكون زوجكِ ملكَ يديكِ، فاستثمري تلك اللحظات لتغْيِيره إلى الأفضل الذي تنشدينه!

أما كثْرةُ خُرُوجه من المنزل، فتعود معظم أسبابها إلى أسلوب تعاملكِ معه، والذي جعل الحياة في بيت الزوجية ضيِّقة وخانقة، فالبيت الذي يكون محضنًا للمشكلات، والإساءات، والإهانات، والمقارانات بينك وبين أهله وأمور عديدة تعرفينها من نفسك، تجعل زوجكِ يفر بجلده إن لم يفكِّر في تطليقكِ!

لستُ أنصحكِ أخيرًا إلا أن تكوني لزوجكِ ذلك السكن الذي حلم به، والزوجة الصالحة التي شجَّعَه أهله على خطبتها، وجمع المال - على فاقته - للظفر بها، فاصبري على زوجكِ، وعلى القسم الذي كتبَه الله لك معه، واستري منه ما لا يحبه الله - تعالى - ولا يرضاه الناس لأنفسهم، وعسى الله أن يرزقكِ وإياه الحكمة، وحسن الصُّحبة، وأنت وزوجكِ في أصلح حالٍ وأنعم بالٍ، آمين.

 

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل أطلب الطلاق من زوجي السجين؟
  • التنازل عن الذهب مقابل الطلاق
  • أهلي يرفضون الطلاق (1)
  • زوجتي وأهلها يطلبون الطلاق
  • طلقت زوجتي ولا أستطيع أن أنساها
  • أفكر في الطلاق من زوجي
  • طلبت الطلاق وندمت
  • زوجتي تطلب الطلاق فكيف أحافظ على بيتي؟

مختارات من الشبكة

  • أهل زوجي يريدون تزويج زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يريد شراء منزل لأخته(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يضربني ويهينني - هل زوجي مريض نفسي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أهل زوجي يسبونني(استشارة - الاستشارات)
  • أخت زوجي طردتني.. فهل أعود؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أغير زوجي؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مشكلة بسبب أهل زوجي (1)(استشارة - الاستشارات)
  • ابن طليقة زوجي يؤذيني وزوجي لا يفعل شيئا(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي يهتم بزوجته الثالثة أكثر مني(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي وزوجته الأولى(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب