• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات نفسية / مشكلات نفسية / العصبية والغضب
علامة باركود

الحوار مفقود بيني وبين زوجي

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/1/2012 ميلادي - 4/3/1433 هجري

الزيارات: 320850

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مشكلتي وزوجي تكمن في أبسط الأشياء؛ فأنا لا أستطيع أن أناقشه إلاَّ والصراخ والانفعال يسود حديثَنا دائمًا، في السابق كنت أنفَعِل من كلامه كثيرًا، أما الآن فقد خيَّم على حياتي الصمت، فصرت أسكت، يتكلم ولا أستطيع أن أرد، فأحيانًا وجهة نظري تختلف عنه، ويعمُّ حديثنا الخلاف، ودائمًا يقول لي: أنتِ دائمًا تقولين لي: "أنا خطأ في كلِّ شيء"، أذهب عند أهلي في كل أسبوع مرَّة، واعتادَ هو على هذا الشيء، بالرغم من أنَّه يذهب معنا، ونقضي يومنا برفقته، وأصبح يعايرني، ويقول لي: "لا أريدك أن تذهبي لبيت أهلك، أنا من يقرر ذهابك من عدمه، ومتى ما شئتُ"، وبصراحة قلبي يشتعلُ نارًا على حياتي، فلم أقصِّر معه من كلِّ النواحي، ودائمًا يربط مشاكلَ سابقة بكلِّ مشكلة جديدة؛ مشاكل أهله وأهلي رغم استقلاليتنا في مَنْزلٍ منفرد عن الجميع لأكثر من أسبوع، والغضبُ قائم بيننا، صرتُ لا أتقبَّله، ولا أريد أن أسمعه؛ لأنه لا يناقش أيَّ شيء معي، ينسى أيَّ شيء فعَلَه بي كأنه لم يكن، يفرِّط فيّ، ويهدِّد بالطلاق، ويريدني أن أبدأ حياة جديدة بدون اعتذار، قلبي يؤلمني، صرتُ شاردة بكلِّ مشاعري، خيَّم على حياتي الحزنُ، أريد أن أُناقشه في أمور كثيرة، ولكن لا يسمعني، بالرغم من أنني أحبُّه كثيرًا، ولا أريد فراقه، مع العلم بأن زوجي طيِّب وحساس وحنون وكريم وشديد الغضب.

 

الجواب:

بِسْمِ اللهِ الهادي للصواب

وهو المُستعان

  

أيَّتُها العزيزة،

للصَّمتِ في العَلاقات الاجتماعيَّة مَعانٍ عِدَّة؛ أحدها: أنَّ بابًا في القَلْب قد أُغلِق للتَّوّ، بعد أن لم يبقَ منه نافذة إلاَّ قد دخلَها الأذَى والألَم، وعندئذٍ يصبحُ الصَّمتُ وسيلةً لا شُعوريَّة لحِمايةِ الذَّات من ألَمٍ مُتوقَّع؛ إذْ لا يلجأ إليه أحدٌ إلاَّ إذا انقبضتْ نفْسُه عمَّن رَمَاه بصُماتِه وسُكاتِه، وعَجز قَلْبُه عن التَّغاضي عن أخطائِه، بعد بذلِه المُحاولاتِ اليَائِسة لتغيير الطَّرَف الآخَر المُسبِّب للألَم.

 

أَلَيْسَ عَجِيبًا أَنَّ بَيْتًا يَضُمُّنِي
وَإِيَّاكَ لاَ نَخْلُو وَلاَ نَتَكَلَّمُ

 

يحمينا الصَّمتُ مُؤقتًا، ولكنَّ آثارَه على العَلاقات الاجتماعيَّة مُدمِّر؛ لأنَّ طولَ الصَّمتِ يحفرُ بيننا وبين الآخَرين خندقًا عاطفيًّا يوشكُ أنْ يوقِع صاحبَه في العُزلة، وقد قال الجاحظُ في "البيان والتَّبيين": "وإذا تركَ الإنسانُ القولَ ماتتْ خواطرُه، وتبلَّدتْ نفسُه، وفسدَ حِسُّه".

ولكنِّي أقول لكِ: أبشري - أيَّتُها العزيزة - وأمِّلي ما يَسرُّكِ؛ فالحِوارُ بين الأزْوَاج مَهارة مُتعلَّمة، وما دمتِ تُحبِّين زوجَكِ، وراغبة في إصلاحِ هذه العَلاقة، ودَفْعها إلى الأفضل، فبإذن المَوْلى - سُبحانه وتعالى - ستتغيَّر حياتكِ الزَّوجيَّة مثلما تُحبِّين وتأملين.

خلال تعامُلنا مع الأَجْهزة والبَرامج الحَدِيثة، يواجُهنا دائمًا الأمر "تحديث Update"؛ للحفاظ على عمَل تلك الأَجْهزة والبَرامج بكفَاءة، وإذا تجاوزْنا هذا الأمر، ولَم نقُمْ بتحديث هذه البرامِج، توقَّفَ عملُها، وتوقَّف نشاطُنا معها وتعطَّلت أعمالُنا؛ أليس كذلك؟!

كذلك الأمر في الحياةِ الزوجيَّة؛ فهي بحاجةٍ ماسَّة إلى "تحديثٍ" مُستمِرٍّ، وتجدُّدٍ، الفَيْنةَ بعد الفَيْنة، والتَّجديد من طبيعةِ الكَوْن؛ فالَّليل ليس سَرْمَدًا إِلى يَوْمِ القِيَامَة، وكذلك النَّهار ليس سَرْمَدًا، والشِّتاء يعقبه الرَّبيع، والقَمَر يسير ثمانيةً وعشرين منزلاً، في ثمانٍ وعشرين ليلةً من كلِّ شَهْر، والبَحْر يموجُ ليلَ نهار، وفيه يقول الرَّافعيُّ في كتابه "أوراق الوَرْد": "وأعرف للبَحْر في نَفْسي كلامًا؛ فهو يُوحي إِليَّ: أنْ تَجَدَّدْ، تَجَدَّدْ في آمالِ قلبِكَ كأمواجي لِكيْلا تَمَلَّ فتيْئسَ؛ وتحرّكْ، تحرّكْ في نَزَعاتِ نفسِكَ كتيّاري؛ لئلاّ تَرْكُدَ فَتفْسُدَ، وتَوَسَّعْ، تَوَسَّعْ في مَعاني حياتِك كأعماقي؛ لئلاَّ تَمتلئَ فتتعكَّرَ، وتَبَحَّرْ، تَبَحَّرْ في جَوِّكَ الحُرِّ كرِياحي؛ لِئلاّ تَسْكُنَ فتَهْمَدَ"، فلنجدِّد مشاعرَنا، وأساليبَ تَعامُلنا، وطُرق تَفْكيرنا؛ لنحتفظَ بِبَريقِ الحياة في أنْفُسنا مُتلألئًا لا يَنْطفئ.

والتَّجديد أو "التَّحديث" في الحياة الزَّوجيَّة يَعني: أنَّ على الأزواجِ تغييرَ أساليبِهم التي لَم تعُد تؤثِّر بإيجابيَّة في حلِّ مُشكلاتهم الزَّوجيَّة، واستعمال طُرقٍ جديدةٍ بدل الطُّرق القَديمة التي بهتَ وَقْعُها على الطَّرف الآخَر:

أوَّلاً: من أهمِّ عَوامِل الإصْغاء: الْتِفاتُ مَن نُحاوره إلينا، والالتفاتُ في الحياة الزَّوجيَّة يبدأ بجَذْب خُيوط البصَر عند الرَّجل؛ لأنَّ البصرَ من أوَّل الحواسِّ التي يَعتمد عليها الرِّجال في الحُكم على النِّساء، وهذا يفسِّر معنى الأمر الإلهي للرِّجال بغضِّ أبصارِهم عمَّن لا تحلُّ لهم من النِّساء: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]، كما يفسِّر الحِكمة النَّبويَّة من الرُّؤيَّة الشَّرعيَّة ((انظُرْ إلَيْها؛ فإنَّ في أعْيُنِ الأنْصارِ شَيئًا))؛ رواه أحمد وغيره، وتعَدُّ هيئة المرأة - مَلْبَسها، ولَوْن شَعْرها، وزينتها... إلخ - من أوائل الأشياء التي تَلفتُ نظرَ الرَّجل إليها، فإنِ اعتادَ رُؤية المَرْأة على هيئةٍ واحدةٍ لا تتغيَّر، كفَّ عن النَّظر إليها؛ لأنَّ العامل المُتغيِّر الذي يجذبُه إليها قد توقَّف عن عمله في الجَذْب، فهو بحاجةٍ إلى "تحديث".

من هُنا ينبغي لكِ أن تُغيِّري في نفسكِ؛ لجذبِ نظر زوجكِ إليكِ، فإذا كانت الثِّياب التي تَبْتَذِلينها في بيتكِ قِصارًا مثلاً، فجرِّبي لُبْسَ الثِّياب الطَّويلة، وإذا كنتِ تَلْبَسين قميصًا واسعَ الأكمام فالبسي قميصًا لا كُمَّينِ له، وإذا اعتدتِ على صَبْغ شعركِ بلون الصُّهْبة فغَيِّري لَونَه إلى حالِه الطَّبيعيّ؛ السَّواد أو الشُّقرة، وهكذا، فالقصد من التَّغيير هنا هو الجَذْب؛ بغضِّ النَّظر عن طبيعة هذا التَّغيير، فأنا لا أدعو إلى ارتداء لِباسٍ مُعيَّن أو اعتمادِ لَوْن مُعيَّن، كلا؛ بل أدعو إلى إحداثِ تغييرٍ فيما اعتدتِ على ارتدائِه وابتذاله أمام زوجكِ.

 

ثانيًا: اختيارُ الوَقْت المُناسِب؛ فلا تُحاوري زَوْجكِ في ساعةِ انشغالِه، أو إرهاقِه، أو جُوعِه، أو عندَ رغبتِه في النَّوْم أو الخُروج من المَنْزل، أو بعدَ إغلاقِه خطًّا هاتفيًّا مع شخصٍ أثارَ انفعالَه، أو أثناء ارتباطِه بعمَل، ولا بعدَ عَوْدته من العمَل، ولا خِلال العمَل؛ فكلُّ هذه الأوقات لا تصلُح للنِّقاش، وفَتْح قنوات الحِوار، وليس باستطاعتي تَحْديد أوقاتٍ مُعيّنة لكُما؛ فالأمرُ يعتمد على أوقاتِ هُدوء زوجكِ واسترخائه، ومتى وجدتِه هادئًا، ذا مزاجٍ صافٍ، ولديه الاستعداد للكلام والإصغاء، كان ذلك هو الوَقْت المُناسب - إنْ شاءَ الله تعَالى.

 

ثالثًا: زوجُكِ ليس خَصْمًا، وليس رجلاً غريبًا، ولا هو رئيسكِ في العمَل، وليس أباكِ أو أخاكِ؛ بل هو شَطْر نفسِكِ، فلا تُحاوريه برسميَّة ولا بحذَرِ المُذنِب، ولا تُناقشيه وأنتِ بعيدة بجسمكِ عنه، ولكن خَاطِبيه بجميعِ حَواسكِ، اجعلي يديْكِ على عُنُقه حين تُكلِّمينه، وشبِّكي أصابعكِ بين أصابعه في بعض الأوقات، وأدْني عُنُقَكِ من عُنُقِه أحيانًا، فإذا استجاب لحديثكِ، فضمِّيه إلى نفسكِ، ولا تَقْصرا هذا المُلامسات الحسيَّة على العَلاقة الحَميمية؛ فإنَّ مِن أكبر الخَطأ قَصْرَ الُّلغة الحِسيَّة على المِخَدَّة والفِراش.

 

رابعًا: هيِّئي ذهنَ زوجكِ للحِوار قبل الحِوار، قولي له: إنَّكِ بحاجةٍ إلى الحديثِ معه؛ فهو زوجكِ وحبيبكِ، ووالد أبنائكِ، استعملي دائمًا تعبير "من حقِّي أن تُصغي إليّ" عِوضًا عن تعبير "من واجبكَ أن تُصغي إليّ"، فإذا أقبل إليكِ بوجهِه، وقال لكِ: "تكلَّمي، قُولي"، فتكلَّمي ساعتئذٍ، أمَّا إذا أشاحَ بوجهِه عنكِ أو طلبَ تأجيلَ الحِوار إلى وقتٍ آخر، فلا بأس، احْترمي رغبتَه والتمسي له العُذْر، لكن اطلُبِي منه أن يُحدّد لكِ وقتًا يناسبكما معًا، واختمي هذا المَوقف بتعبيرٍ عاطفيٍّ؛ "قُبلة، أو عِناق مثلاً"، ولا تقومي وأنتِ غاضبة أو مُستاءة، لا تجعليه يَشعُر بذلكَ، فما دام أنَّه قد قطَع وعدًا بالإصغاء، فشجِّعي هذا الوَعْد بالقبول والمُراعاة والمَودَّة، بل بكثيرٍ من المَودَّة أيَّتُها الزَّوجة العزيزة.

 

خامسًا: انتبهي إلى نَبْرة صَوْتكِ، فمهما عَلا صَوْتُ زوجكِ عليكِ، فحافظي دائمًا على ضبطِ نفسكِ، وهُدوء صوتكِ؛ إذْ بدور هذا الهُدوء أنْ ينعكسَ إيجابًا على صوْتِ زوجكِ، أُؤكد على هذه النُّقطة؛ لأهميِّتها، ولأنَّكِ قد أفسدتِ على نفسكِ الحِوار مع زوجكِ بالانفعال: "في السابق كنت أنفعل من كلامه كثيرًا".

 

سادسًا: احرصي على استعمَال لُغةٍ عاطفيَّة في خِطابكِ مع زَوْجكِ: "حبيبِي، اسمه مُرخَّمًا، أبو فلان خُصوصًا عند فتح الحِوار عن موضوع يختصُّ بالأبناء... إلخ".

 

سابعًا: إذا جلسَ معكِ للحِوار، فاسأليه عن مَشاعِره، أصغي جيِّدًا إلى لُغته؛ فكَما أنَّكِ بحاجةٍ إلى مَن يُصغي إليكِ، فزوجكِ أيضًا بحاجةٍ إلى من يُصغي إليه، ومن شأنِ هذا التَّنفيس العاطفيّ أن يُدفئ لُغة الحِوار بينكما، ولو كان حِواركما مُجرَّد حديثٍ عن مُشكلاتِ الأبناء.

 

ثامنًا: اختاري مَوْضوعًا واحدًا للحوار في كلِّ مرَّة، ولا تجمعي كُلَّ مُشكلاتكِ في وقتٍ واحد لتتحدَّثي بشأنها؛ فالعُمر يجمعكما - إن شاءَ الله تعالى - وبإمكانكِ تأجيلُ بعض الكَلام إلى وقتٍ آخر في بعض المرَّات، ولا بأس ببدءِ حِوار قَصيرٍ في أوَّل الأمر، ومتى تعوَّدتما على الحوار بعقلانيَّة؛ أمكنكِ وقتئذٍ إطالةُ الوَقْت معه.

 

تاسعًا: ابدئي بالنِّقاط الإيجابيَّة، ولا تبتدئي بسَرْد السَّلبيَّات والمُشكلات، تدرَّجي في بَسْط الأمور؛ ليتهيَّأ زوجكِ لتقبُّل ما هو أعمق وأكثر تشابكًا.

 

عاشرًا: لا تُحاوري زوجكِ وفي نفسكِ الرَّغْبةُ لإثبات أنَّكِ صاحبةُ الحقِّ والرَّأي الصَّواب، فما بينكما ليس مُناظرةً بين خَصْمين، ولا هي مَعْركة كلاميَّة يفوزُ فيها أحدُكما ويخسرُ الآخَر، ولكنَّه حوار بين زوجيْن تجمعُهما المَودَّة والرَّحمة؛ لذلك أرى أنَّكِ قد أخطأتِ كثيرًا حين كررتِ على مسامع زوجكِ أنَّه المُخطئ، حتى بات يُذكِّرك بترك ذلك! هذا الأسلوب قاتلٌ للحِوار، والنَّتيجة ما تعرفين!

 

حادي عشر: حين يتَّهِمُكِ زوجكِ بالقُصور، فلا تُضيِّعي وقتكِ في الدِّفاع عن نفسكِ، وكأنَّكِ في مَحْكمة، بل استعملي تعبيرَ "معَكَ حقّ، ولكن"، فهذا الأسلوب كفيل بإخماد البركان الثَّائر في فمِه، فعلى سبيل المِثال حين يقول لكِ: "أنتِ مُهملة مع الأولاد"، قولي له: "معكَ حق، أنا مُقصِّرة معهم بسبب أعمال المنْزل، ولكن حاول أنتَ أن تساعدني في تربيتهم".

 

ثاني عشر: حينَ تتحاوران في مَسْألةٍ مُعيَّنة؛ كزيارة أهلكِ مثلاً، فإنَّ الحوارَ بينكما قد يتشعَّب في مَسائِل ومَواضيع أخرى: كانخفاضِ مُستوى الأبناءِ في المَدْرسة، أو ميزانيَّة البَيْت، فإذا شعرتِ أن الموضوع الأصلي للحِوار قد غابَ بين هذه الحِوارات المُتشعِّبة، فنبِّهي زوجكِ لوقفِ الحَديث عن تلك المَواضيع؛ من أجل الترَّكيز على حل المُشكلة موضع النِّقاش، مع وَعْد منكِ بفتح تلك المواضيع للحِوار في وقتٍ آخر.

 

ثالث عشر: ابحثا دائمًا عن النِّقاط المُشتركة، والآراء المُتَّفقة فيما بينكما، والحُلول الوُسْطى، وكونا مُستعدَّيْن دائمًا لتقديم بعضِ التَّنازلات والتَّضحيات.

 

رابع عشر: إذا احتدَّ النِّقاش بينكما، وشعرتِ أنَّ الطَّريق قد سُدَّ، فأنهي هذا الحِوار بلُطف، وعلى نحوٍ إيجابيّ، أخبريه مثلاً بأنَّكِ ستفكِّرين في كلِّ كلمةٍ قالها لكِ، واتركي بينكما خطَّ رجعة للعودة، واستكمالِ الحِوار مرَّة ثانية، متى هدأَت النُّفوس الثَّائِرة والأعصاب المُتوتِّرة.

 

خامس عشر: قد تقودُ الُّلغة العاطفيَّة والأساليب الحِسيَّة في بعض الأحيان إلى حالةٍ عاطفيَّة عند زوجكِ، فكوني واعية لأيِّ إشارة منه تُظهِر لكِ ذلك منه، ومتى شعرتِ بأنَّه قد فقد تركيزَه فيما تقولين، وأصبحتْ غايتُه الاقتراب منكِ جسديًّا، فلا تدفعيه بعيدًا عنكِ لأنَّه لم يهتم بمُشكلتكِ؛ فهذا ليس دَليلاً على عدَم الاهتِمام؛ بل هو دليل على شدَّة التَّقارب والحُب بينكما، ولئن كان الحوار الزَّوجيّ مُهمًّا، فالإشباع الجنسيّ أكثر أهميَّة، فأجِّلي الحِوار إلى وقتٍ آخر، واستمتعي بزوجكِ.

 

بالنِّسبة لأبرز العُيوب التي ذكرتِها عن زوجكِ، فسألُخِّصها في نِقاط، وأضع بإزائها حُلولاً مُقترَحة للتَّعامل معها، وبالله التَّوفيق:

أوَّلاً - رَبْط المُشكلات السَّابقة بالمُشكلة الحاليَّة:

يحتمل أن يَكون لِهذا التفكير سببان؛ فجائزٌ أن تَكون هذه سِمَة في شخصيَّة زوجكِ؛ فثمَّة أشخاص يعملون دائمًا على إثارةِ المَسائِل القَدِيمة، ونَبْش الأمور الميِّتة، ونَكْءِ الجِراحِ القَدِيمة، وجائزٌ أنَّ هذه المُشكلات لم تزَل مُتورِّمة بداخلِه، والجِراح النَّفسيَّة - أيَّتُها العزيزة - أشبه بالجِراح الجسديَّة، تحتاج منَّا إلى بعض الوَقْت كي تُشفى وتبرأ، ولكنَّ زوجَكِ الكريم لا يَفْتأ ينكأ جراحَه مع كلِّ مُشكلة، ولحلِّ هذه المُشكلة أنصحكِ بالتَّالي:

- إذا أثارَ مُشكِلة قَدِيمة، فاطلُبِي منه أن يَشرحَ لكِ المُشكلة من وُجهة نظرِه، اسأليه عن موطن الخطأ في تصرُّفكِ، وما كان شُعوره تُجاه ما حدَث؟ دعيه يعبِّر عمَّا يجولُ في نفسِه، ولا تقِفي موقفًا دفاعيًّا؛ فالموضوع لَم ينتهِ عند زوجكِ وحده، لكنه انتهى بالنِّسبة لكِ، ولا داعي لتبرئة ساحتكِ والدِّفاع عن نفسكِ الآن؛ فالغاية من هذا التَّنفيس الانفعاليّ السَّماحُ لتلكَ المَشاعِر الدُّخانيَّة في صدره أن تصعدَ وتتبدَّد، وتَبْديلها بهواءٍ عاطفيّ رَطْب وسليم؛ كي ينسى ويتمكَّن من إغلاقِ الملفَّات المَفْتوحة في خَاطِره، فكُوني مُتعاطِفة مع زوجكِ، وإنِ اتَّهمَكِ أو أساء في التَّعبير عن مشاعره.

- اطلبي منه أن يشرحَ لكِ الطَّريقة التي ينبغي لكِ أنْ تتبعيها إذا تكرَّر مثلُ هذا الموقفِ ثانيةً، وأكِّدي له بأنَّكِ ستحرصين على عدم تكرار ذلكَ الخطأ، طَمْئنيه لينسى.

- اشكُريه لأنَّه فتحَ لكِ قلبه؛ فالشُّكر استحسانٌ منكِ للثِّقة التي منحكِ إياها.

 

ثانيًا - عدَم الاِعْتذار:

الشَّخْص الذي لا يعتذِر يفتقر عادةً إلى اللَّباقة والكِياسَة الاجتماعيَّة، وتعوُد أسبابُ هذه المُشْكلة إلى طريقة التَّنشئة الاجتماعيَّة؛ فلعلَّ زوجكِ قد نشأ في بيئةٍ لا يَعتذر فيها الرِّجال لنسائهم! فإذا كانت المَسألة مُتجذِّرة في الطُّفولة، فلا بُدَّ من التَّغافل قليلاً، والصَّبر طويلاً، وتصدير سُلوك الاعتذار لزوجكِ من خلال تكرارِ الاعتذار إليه إذا أخطأتِ في حقِّه؛ فلعلَّه أن يكتسِبَ منكِ ما لَم يكتسِبْه من أهلِه، وإذا اعتذرَ فشجّعي هذا الخُلق الجميل بقَبول اعتذارِه ومُعانقته، وتَرْك الَّلوْم على ما صدَر منه سابقًا؛ كي لا يندم على هذا الاِعْتذار.

 

ثالثًا - العَصبيَّة وسُرعة الانفعال:

لكُلِّ شخصٍ منَّا مِنْطقةُ نُفوذ يُسيطِر عليها، هي المِنْطقة التي يقفُ فيها أو يجلِس عليها، فالرَّجل بداخل السَّيَّارة تكون سيَّارتُه هي مِنطقةَ نُفوذِه، والرَّجل داخل مكتبِه يكون مكتبُه هو مِنْطقة نفوُذه، ولتهدئة شخصٍ غَاضب ينصحُ المُختصَّون بلُغة الجسَد أن ينتقلَ الشَّخص من مِنْطقة نُفوذه إلى مِنْطقة نُفوذ الشَّخص الغَاضِب لتهدئتِه، فإذا كنتِ مثلاً تجلسين على كُرسيّ، ويقفُ زوجكِ قربَ الباب، أو يجلس على السَّرير، فانهضي من مكانكِ، واجلسي إلى جِوارِه إن كان جالسًا، أو قِفي حيثُ يَقِفُ إن كانَ واقفًا، فهذا القُرْب يعمل على كسْر الحَاجِز الماديّ والنَّفسيّ الذي يحولُ بينكِ وبين زوجكِ.

ثم تعمَّدي أن تُقلِّلي من مكانتكِ أو طُولكِ؛ فهي الوسيلة الفِطريَّة التي تتبعها مُعظَم الكائناتِ الحيَّة عند الشُّعور بالخَوْف أو مُواجهة الخَطر، ولا تتعالَيْ على زَوْجكِ أو تَقِفي بتحدٍّ، أو تنظري إليه بنَظراتٍ عِدائيَّة، ولكن كُوني له أُنثى؛ فمن شأن ذلك أن يُطفئ بداخلِه رُوحَ السَّيطرة والنُّفوذ التي يخشى من فقدِها، وقد قال البحرُ ابنُ عباس - رضي الله عنه -: "لَم يمِلْ إلى الغَضَب إلا من أعيَاهُ سُلْطانُ الحُجَّة".

ورد في "المُوشَّى" أنَّ عِنان جارية النَّاطفيِّ كتبَتْ على منديلٍ وجّهَت به إلى أبي نُواس، وكانت تحبُّه:

 

أَمَا يُحْسِنُ مَنْ أَحْسَ
نَ أَنْ يَغْضَبَ أَنْ يَرْضَى
أَمَا يَرْضَى بِأَنْ صِرْتُ
عَلَى الأَرْضِ لَهُ أَرْضَا

 

وانظُري إلى زوجكِ بمودَّة وغُنْج:

 

وَالطَّرْفُ يَعْشَقُ مَنْ فِي طَرْفِهِ غُنُجُ

 

ودعيِه يتكلَّم ويفجِّر براكينه، فإذا سكتَ هُنيهة فابتسمي له بحنان، وكلِّميه برفقٍ أن يَهدأ ويسترخي؛ فإنَّ أكثر ما يمكن أن يؤثِّر في أعصابِ زوجكِ أن تكوني أمامَه أُنثى حقيقيَّة.

 

مُتِّعتِ بزوجكِ، وجنَى غرْسكِ، ورُزقتِ حُبَّه ورضاه عنكِ، آمين.

والله - سُبحانه وتعالى - أعلم بالصَّواب، والحمدُ لله وحده.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل أنا زوجة فاشلة؟
  • زوجتي تتهرب مني
  • حاجز بيني وبين زوجي
  • زوجي دمرني نفسيا
  • زوجي يتجسس علي
  • الاحترام ينهار بيني وبين زوجي
  • زوجي منشغل عني باستمرار
  • جوانب الاختلاف بيني وبين زوجي كثيرة

مختارات من الشبكة

  • الحوار المفقود (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحوار وسيول الجدال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نتائج الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • أدب السؤال في الحوار(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حكم الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الصدق والأمانة في الحوار(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب