أنا مبتعث.. ما التخصص الذي أختاره؟

بسم الله المُلْهِم للصواب

وهو المُستعان

أيُّها الطالبُ النَّجيب، فهمتُ من كلامكَ أنّ غرضَ ابتعاثكَ للخارج تحصيلُ العلم؛ لِنَيل درجة البكالوريوس من إحدى الجامعات الأمريكيَّة، وعلى فهمي هذا كتبتُ جوابي - بتوفيقه تعالى - فإن كان الغرض المقصود غيرَ ما فهمتُ، وكانت البعثةُ لنيل درجة الماجستير، ثم بدا لكَ أن تكتبَ للألوكة مرَّةً ثانية، فنوِّهْ بذلك حتى نُجيبكَ، وعلى الرَّحْب والسَّعة.

أيّها الفاضل، ثمةَ عواملُ تؤثِّر في اختيار التخصُّص، من أهمِّها:

1 - الموهبة والهواية.

2 - الأهل والأصدقاء.

3 - المُعدَّل في الثانويَّة العامة.

4 - سوق العمل.

وخير السُّبل لاختيار التخصُّص ما سلكَه طالب العلم موفِّقًا فيه بين العوامل الثلاثة: الموهبة، والمُعدَّل، وسوق العمل، وأما شرُّها على الإطلاق، فما وقع عليه اختيار الطالب بناءً على رغبة الأهل، أو مجاملةً للأحباب والأصدقاء، وعلى هذا المعيار أجِدُكَ اليوم مُتحيّرًا، راجيةً أن تجد في هذا العرض المُبسَّط ما يُذهِب عنكَ حيْرتكَ، ويرشدكَ إلى الطريق الذي يصل بكَ إلى الجنّة.

أولاً - الطبّ:

بعكس التعليم الطبِّيِّ في معظم الجامعات العربيَّة والغربيَّة، تبدأ دراسةُ الطبِّ في الولايات المتحدة الأمريكيَّة بعد نَيْل الطَّالب درجة البكالوريوس في تخصُّصٍ علميٍّ مقارب للطبِّ؛ كالأحياء، أو العلوم الطبِّية، أو الكيمياء الحيوية، في أربع سنوات، يُكمِل بعدها الطالبُ دراسته في الطبِّ البشريِّ لمدَّة ثلاث أو أربع سنوات من الدراسة الجادَّة، تُختَم بسنة الامتياز.

أيْ: ما مجموعه تسع أو عشر سنوات من الدِّراسة، مضافًا إليها السَّنة الأولى لدراسة اللغة الإنجليزية، التي عادةً ما يُلزَم بدراستها الطالب الدوليُّ من خارج الولايات المتحدة الأمريكيَّة.

قد يبدو الأمر مُخيِّبًا للأمل، إنَّما ثمة خيار بديل عن دراسة البكالوريوس في الكلِّيات العلميَّة، وهو اللحاق بمرحلة ما قبل الطبِّ Pre - medical؛ حيث تتمُّ تهيئة الطَّلبة لدراسة الطب لمدة سنتين أو ثلاث، يستوجب فيها على الطالب تحصيلُ معدَّل عالٍ، بل عالٍ جدًّا، بالإضافة إلى تحصيل بعض المهارات الشَّخصيَّة، والأنشطة اللامنهجيّة، قبل أن يجتاز أخيرًا اختبار (MCAT) Medical College Admission Test.

الخبر السيِّئ: أنَّ اجتياز هذه المرحلة لا يضمن بالضَّرورة قبولَ الطالب في كُليَّة الطبِّ؛ لشدَّة الطلب والمنافسة!

تلخيصًا لكل ما سبق: فإنَّ على الراغبين بالانضمام إلى كليَّة الطبِّ في أمريكا مراعاةَ النِّقاط التالية:

 • undergraduate academic record

 • scores on the MCAT

 • letters of recommendation

 • extracurricular activities

 • personal qualities and

 • commitment to medicine

في الحقيقة لا تَكْمن صعوبة الطب على الدِّراسة وحسب، بل في إجراءات القبول بشكلٍ أساسيٍّ؛ حيث تُعطى أولويَّة القبول للطلبة الأمريكيِّين، ففي عام 2001م على سبيل المثال - وبحسب موقع جمعية كليات الطب الأمريكية، المعروفة اختصارًا بـ AAMC - تَقدَّم (34859) طالبًا لدراسة الطبِّ في الجامعات الأمريكيَّة، لم يُقبَل منهم سوى (17456) طالبًا أمريكيًّا، و(230) طالبًا دوليًّا فقط.

ثانيًا - القانون:

عِدْلُ الطبِّ مكانةً وإقبالاً بين طلاَّب العلم في الجامعات الأمريكيَّة، تنبع أهميته من استباق معظم رؤساء أمريكا على النَّهل من أصوله، ومن أشهر رجال القانون في البيت الأبيض:

1 - أندرو جاكسون Andrew Jackson

2 - ميلارد فيلمور Millard Fillmore

3 - جروفر كليفلاند Grover Cleveland

4 - بنجامين هاريسون Benjamin Harrison

5 - وودرو ويلسون Woodrow Wilson

6 - ليندون جونسون Lyndon Johnson

وكالطبِّ؛ يحتاج طالب القانون - قبل التخصُّص الأكاديميِّ في الجامعة - إلى التسجيل في برنامج تحضيريٍّ، يُعرَف بمرحلة ما قبل القانون Pre - Law Course؛ يهدف إلى توعية وتثقيف طلبة القانون، وتطوير مهاراتهم القانونيَّة لمدة عامين، قُبيل الدخول في المنافسة على دراسة القانون في الكلِّية؛ حيث تستغرق الدراسة فيها قرابة ثلاث سنوات من التحصيل والاجتهاد؛ للحصول على درجة البكالوريوس في القانون LLB.

إن لم تكن لديكَ الرغبة والمهارة والاهتمام بالشؤون الداخليَّة والخارجيَّة للسياسة الأمريكيَّة، فستكون دراسة القانون في أمريكا مُمِلَّة للغاية؛ لأنكَ ستدرس كلَّ ما يتعلق بالقوانين والأنظمة الأمريكيَّة، هذا فضلاً عن تَمرُّسكَ على تطبيق أنظمة قضائيَّة غير إسلاميَّة، لا تفيد مكاتب المُحاماة السعوديَّة؛ في وقتٍ يتعيَّنُ فيه على المحامي السعوديِّ أن يكون مُلِمًّا بأحكام الشريعة الإسلاميَّة، والإجراءات القضائيَّة خلال مُرافعاته في المَحاكم السُّعوديَّة، ومن ثَمَّ أرى دراسة القانون في الجامعات السعوديَّة أفضل مِهْنيًّا من دراسته في الجامعات الأمريكيَّة.

ويمكنكَ الاطلاع على موقع "مُحامو المملكة"؛ لمزيد فائدة.

ثالثًا - الهندسة:

لِكلِّية الهندسة مساراتٌ تخصُّصية متنوِّعة، يمكنكَ الاختيار من بينها بما يَتوافق مع ميولكَ واهتماماتكَ، وما يحتاج إليه سوقُ العمل، مثل:

1 - هندسة الطيران والفضاء: Aerospace Engineering

2 - الهندسة الزراعيَّة: Agricultural Engineering

3 - الهندسة الطِّبيَّة الحيويَّة: Biomedical Engineering

4 - الهندسة الكيميائيَّة: Chemical Engineering

5 - الهندسة المدنيَّة: Civil Engineering

6 - هندسة كمبيوتر وبرمجيات: Computer Software Engineering

7 - هندسة إدارة المشروعات: Construction Management Engineering

8 - الهندسة الكهربائيَّة: Electrical Engineering

9 - إدارة هندسة: Engineering Management

10 - الهندسة التكنولوجيَّة: Engineering Technology

11 - الهندسة البيئيَّة: Environmental Engineering

12 - هندسة حماية الحرائق: Fire Protection Engineering

13 - الهندسة الصناعيَّة: Industrial Engineering

14 - هندسة المواد: Materials Engineering

15 - الهندسة الميكانيكيَّة: Mechanical Engineering

16 - الهندسة الجُزيئيَّة: Molecular Engineering

17 - الهندسة النوويَّة: Nuclear Engineering

18 - الهندسة البتروليَّة: Petroleum Engineering

19 - إدارة التكنولوجيا: Technology Management

20 - هندسة الاتصالات السلكية واللاسلكية: Telecommunications Engineering

وبإمكانك أن تجد على شبكة الإنترنت دليل الطالب الدوليِّ لدراسة الهندسة في الولايات المتحدة الأمريكيَّة.

ويخلص من كل ما تقدَّم أنَّ رغبتكَ بدراسة الهندسة هي أفضل الاختيارات حتى الآن، إنما يجب عليكَ حرث الشبكة العنكبيَّة بحثًا عن مسارات الهندسة، ومستقبلها المهنيِّ في السعوديَّة، وأسماء الجامعات الأمريكيَّة التي تمنح شهادةً مُعتَرَفًا بها، ولا تنسَ الاستخارة والدعاء على كلِّ حال.

يمكنكَ الاطِّلاع على مواقع الأكاديميين في كليَّات الهندسة على مواقع الجامعات السعوديَّة على الإنترنت؛ حيث تتوافر لديهم كلُّ الأرقام والعناوين الإلكترونية التي تمكِّنكَ - بمشيئة الله - من التواصل مع المهندسين، وسؤالهم عن خبراتهم، ونصائحهم حول ما هو أفضل في هذا المجال.

أنصحكَ أخيرًا بالاطِّلاع على المواقع الإلكترونيَّة التالية؛ نظرًا إلى أهميتها لأيِّ طالبٍ سعوديٍّ

موقع المُبتعَث ، موقع المُلحقيَّة الثقافيَّة السعوديَّة في أمريكا ، موقع وزارة التعليم العالي السعودي لنظام الجامعات المُوصى بها ، منتدى وزارة التعليم العالي.

والله - تعالى - أعلم بالصَّواب، وفوق كل ذي علمٍ عليم.