• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / الخطوبة
علامة باركود

بلاء أسري ووقوف ضد تعجيل الزواج

بلاء أسري ووقوف ضد تعجيل الزواج
أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/9/2011 ميلادي - 1/11/1432 هجري

الزيارات: 9600

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا أعرف مِن أين أبدأ؟ هل ما أنا فيه قصة حياة أو مشكلة أريد لها حلاًّ؟ وإن لم تكن هكذا، فعلى الأقل أتحدث؛ لكي أجد مَن يسمعني، وأعتذر إذا كنت سأطيل على القارئ.

 

في البداية، إنا فتاة أبلغ 24 عامًا، والحمد لله تربَّيت على الخوف من الله في كل شيء، والتديُّن، وحُسن الخلُق، وأعلم جيدًا أنَّ كل شيء بأمر الله، وأن الله يرزق مَن يشاء بما يشاء عندما يشاء، ومع أني متيقنة من ذلك، إلاَّ أن نفسيتي مدمرة، فلا أعرف هل هذا ضعف إيمان مني أو ماذا؟

 

مشكلتي هي أنني تربيت مع والدتي وجدتي؛ حيث إن والدتي طُلِّقت من أبي وعمري سنتان، وعشت معهم بمفردي، والحمد لله أي شيء كنتُ أريده كان يلبى لي؛ لأني ليس لي أب، ولا أحد يعلم ما يخبأ لي في الغد، وعلى هذا كنت طفلة شقية، بمعنى كلمة شقيَّة.

 

المهم رفضتْ أمي الزواج مِن أجلي، ومع أن أمي لم تحرمني من شيء، إلاَّ أني دائمًا كنت أبكي؛ لأني لا أجد أبي.

 

تزوَّجَت أمي وأنا في الخامسة عشرة، وكنت أعيش مع جدتي، وجاءت خالة أمي؛ لتعيش معنا؛ لأن جدتي مريضة، وأنا أذهب إلى المدرسة، وكانت أمي مشتتة بيننا وبين بيتها، أخبرت أمي أنه يكفيكِ تحمُّل مسؤوليتي إلى هذا الحد، وأنا أذهب إلى والدي الذي لم يعرف عن ابنته شيئًا، ولم يدفع لها قرشًا واحدًا.

 

ووافقت أمي وذهبت إلى أبي، ولم أجد أي ترحيب من زوجته وأولاده، وكانت تعاملني بمنتهى القسوة، وكانتْ تُحاول بكل الطرق أن تكرهني في أبي، أصبح أبي يضربني من كثرة المشاكل بيني وبين إخوتي، واتصلتُ بوالدتي، وجاءت أخذتني، وعشت مرة أخرى مع جدتي، وجدتي الأخرى (أختها)، وأولاد خالة والدتي متزوجون، وكانوا يترددون كثيرًا على البيت منذ صغرهم، كانوا شبه مقيمين عند جدي وجدتي.

 

الآن منهم واحد إمام وخطيب، وأقسم بالله أني لا أغتابه، لكن الحقيقة لا يعمل بما يقول؛ إذ يغتاب كل مَن مر عليه، ويضحك على كل إنسان مر عليه، سواء أمامه أم من ورائه، وكان لا يعاملني بما يرضي الله، كان يضربني كثيرًا كثيرًا؛ بسبب ودون سبب، خاصة في الأشهُر التي كان مطلقًا زوجته فيها، كان يفرغ كل همه فيَّ، وحينما أكون موجودة أنا وبنات أخواته كان يعاملهن أحسن معاملة، ويعاملني أنا بالضرب والسب، ولا يراعي أني أنا التي تعيش معهن، وأنه لو أراد أي شيء أنا التي تفعله.

 

وكل هذه المعاملة بحجة أني ليس لي أب يربيني، وأنه هو المسؤول عني، وكنت أقول له: حرام عليك يا خالي، يقول لي: أنتِ سافلة، وعندما كنت أشتكي لأمي حين تأتي، تقول لي: أكيد عملتِ حاجة سيئة؛ لأنه لكي يربيك لن يضربك من غير سبب.

 

وظللت هكذا حتى توفيت جدتي، وأمي أخذتني؛ لأعيش معها، ولكن بعد مدة 3 أشهر فقط تذمر زوجها؛ لأن الشقة صغيرة، وكان عندي امتحانات في هذا الوقت، ولم يتحمل، وكان يعترك دائمًا، حتى على (صابونة الحمام) لو خلصت بسرعة، مع أن أمي موظَّفة، وهو لا يدفع لي شيئًا، لا في أكل ولا دراسة.

 

ولما توفيت جدتي أغلق المنزل، وأخرج ما فيه من أرز وبط ودقيق وكل شيء، المهم يختلق خلافًا، ثم قال لأمي: "أبوها موجود، خليها تروح عنده"، أمي رفضتْ، وتم الانفصال على ذلك، ورجعنا ثانيًا إلى البيت، وعشنا بمفردنا.

 

أمي كانتْ مُعتقدة أنَّ أولاد خالتها يتعاملون معها على أنها أختهم، فوجئت بعكس ذلك، وصدمت كثيرًا فيهم؛ لأنها فعلت لهم الكثير، وعندما كانت تقع في أي موقف، وتريد من يكون بجوارها، وتطلب منهم المساعدة؛ كانوا يتهربون، وخاصة إذا تقدَّم لي عريس، وتريد رأيهم، وأن يقابلوه؛ لأنَّه ليس في البيت رجُلٌ - فما كانوا يقفون بجوارها، وعندما عرفتهم جيدًا قالت لي: سامحيني أنا تركتهم يظلمونك، أنا آسفة، سامحيني.

 

وبدأنا نتأقلم على ذلك، وبدأ يأتي لي الخُطَّاب، وأمي ترفض، جاء أكثر من 20 عريسًا، ولكن بحكم أننا في الأرياف وتجارب أمي فهي تريد لي شيئًا معينًا؛ حتى تعوض أحلامها في زواجي، ولكن كل الذين تقدموا كانوا فلاحين، وأنا لا أعيب الفلاحين؛ لأني أنا من الفلاحين.

 

ولكن ليس عندنا أرض ولا بهائم - أعزكم الله - ولا أعرف شيئًا عن هذه الحياة، والذين تقدموا كانوا في هذه الحياة، ومع ذلك أنا كنت أوافق وأمي هي التي ترفض وتقول: أنت موافقة على أي شيء هكذا؟! لكن أنا امرأة وليس لي رجل أشاوره، وليس من السهل أن أتخذ قرار زواجك؛ لأن المرأة ليست كالرجل.

 

وكانت ترفض، والآن في انتظار العريس الذي يكون فيه المواصفات التي تريدها، إلى أن ذهبت للعمل في إحدى الجمعيَّات الخيرية، وتعرفت على شيخ ذي قدر ومكانة في المجتمع، ومع الأيام فوجئت به يسألني عن رأيي في التعدُّد بكل عفوية، جاوبت بأنه إذا كان شخصًا ذا خلُقٍ ودين فعلاً فلا مانع عندي؛ لأن هذا شرع ربنا، بعد أيام أخبرني بأنه يريد التقدم لي، وما رأيي؟

 

فوافقت مع أنه يبلغ 40 عامًا، ولديه 4 أولاد، ولكني لم أنظر إلى زوجته وأولاده؛ لأني تقابلت مع زوجته قبل أن يخبرني أصلاً، وهي التي أخبرتني بأنَّها موافقة على أنَّ زوجها يعدد، وأنها ذهبت معه قبل ذلك إلى عروس، ولكن لم يكن هناك نصيب، فلهذا أنا وافقت، خاصة أني وجدت فيه جميع أنواع الحب والحنان التي افتقدتها.

 

وجدت فيه حب الأب والأخ والصديق المخلص، وأهم شيء حب الحبيب الذي طوال عمري كنت أحلم به، وبالفعل تقدم وذهب إلى جميع أقاربي الذين لا يريدون تحمل مسؤولية أحد، ولا مجرد أن يقولوا لنا: كيف حالكم؟

 

وكالعادة رفضت أمي، ورفض الجميع، والسبب أنه متزوج، والكل أجمع على أنه ذو دين وخلق، لا تقال فيه كلمة سيئة، وإنَّما عيبه أنه متزوج، وتم الرفض، وذهب إليه خالي الإمام والخطيب، وقال له: هؤلاء يعيشون وحدهم، سيظلمونك ولن تتحملهم، وصفاتهم كذا وكذا وكذا، وظل يشتم ويسب ويطعن فينا.

 

طيب، بالله حتى لو نحن فعلاً غير كويسين، هل يجوز الكلام في أعراض الناس؟ فضلاً عن أنَّنا أقارب، وبيننا صلة رحم، والكلام مِن مَن؟ من الإمام، مع أننا ربنا وحده الذي يعلم بنا، وبتعاملنا وأخلاقنا.

 

المهم الشيخ لم يصدقه؛ لأنه كان يتعامل معي أنا ووالدتي منذ سنة، وعرف كنه شخصيتنا وتعاملنا، وازداد تعلقه وحبه لي وتحمل من أجلي ومن أجل أن يحصل على الموافقة على زواجنا الكثير، وأنا أحببته فعلاً من كل قلبي، وأصبح عندي أغلى من روحي، وهو لم ييئس، وظل يتقدم مرارًا وتَكرارًا وأمي ترفض.

 

أخذ الرفض أكثر من 15 مرة، وحدثت مشاكل كثيرة؛ بسبب الموضوع، ووقفت أمام الجميع حتى يغيروا رأيهم، ولكن دون أي جدوى، إلى أن أخبرته بأني أحبه، وسأظل أحبه، ولكن لا أستطيع أن أفعل شيئًا، فرد عليَّ وقال: إنه لن ينساني، وسيظل ينتظرني.

 

وأنهينا الموضوع، وتركت العمل، وجلست في البيت، ومن طبعي أني لا أخرج من البيت، تمر أشهر وأنا لا أخرج، والمشكلة هي حبي الشديد له الذي يؤلمني، وأني لا أجد أي شخص في حياتي سوى أمي، فهمُّها الوحيد هو مصلحتي، ولكن بحكم الظروف السيئة التي مرت بها أصبحت عصبية جدًّا، وليس عندها أي استعداد للحوار أو معارضة الرأي.

 

وأخبرت أمي عن مشكلتي أيضًا، وهي معاناتي من الشهوة التي تكاد تقتلني، ولم أعد أستطيع التحمل، إلى متى سيظل الرفض وأنا جالسة هكذا؟ قالت: الناس كلها هكذا، ولست وحْدَك، وماذا يحدث لو لم تتزوجي إلا عندما تبلغين 28 أو 30 سنة؟

 

ماذا أفعل؟ فأنا أحتاج إلى صديقة؛ كي أتحدث إليها، أو أبكي وتسمعني، أحتاج فعلاً إلى شخص يُحبني، وأخيرًا لقيته، أنا نفسي أصرخ، وأظل أصرخ، محتاجة فعلاً إلى أن أحِب وأحَب، وأن أجد الشخص الذي يعوضني عن كل الآلام التي عشتها.

 

أنا أموت في اليوم 100 مرة؛ بسبب حبي له وبعده عني، وبسبب شهوتي القوية، وأعلم أن الزواج رِزْق بيد الله، ولكني متعبة جدًّا، أنا آسفة جدًّا جدًّا على الإطالة، وأرجو ممن يقرأ أن يحاول تفهُّم نفسيتي، شكرًا جزيلاً، أنتظر الرد من فضلكم.

الجواب:

أختي الفاضلة, سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته.

تذكرت وأنا أتابع حديثكِ، وأنتقل معكِ من بلاء إلى بلاء، ومن محنة إلى أخرى, ومن موقف عصيب إلى مثله أو أشد منه، أتعلمين ماذا تذكرت؟

 

تذكرت رحمةَ الله التي وسعت كل شيء, إي وربي تذكرتها، بل استشعرتها.

 

ولعلكِ تتساءلين: وأين هي في حياتي؟!

 

أو تقولين: من يده في الماء ليس كمن يده في النار.

 

لكن الأمر ليس كذلك أبدًا، فقد شعرت بكُلِّ كلمة كتبتِها، واستحضرت كل هم تحملتِه منذ نعومة أظفاركِ وحتى الساعة.

 

ورحمة الله موجودة، لكن قد تكون مخفية، لا يراها كل أحد، ولا يفقهها كل إنسان.

 

وجدتها في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛ متفق عليه.

 

أنتِ الآن تجلسين مع نفسك، تَتَذَكَّرين تلك الأحداث الأليمة, بداية من الطفولة المؤلمة, ومرورًا بالصبا المشتت، وحتى مرحلة الشباب المحزنة, أتظنين أن شيئًا من ذلك يذهب سدًى؟!

 

كل ذلك يكفر الله به خطايا المسلم الصابر المحتسب، الذي لا يتسخط على أقدار الله, ويرفعه به درجات, حتى إذا جاء يوم القيامة وجد لديه من الحسنات ما لم يكن يدري, فتلك رحمة الله التي أعني، وورد عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودَهم كانت قرضت في الدنيا))؛ رواه الترمذي والبيهقي, وحسنه الألباني.

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة))؛ رواه الترمذي، وابن حبان، وأحمد، وصححه الألباني.

 

كما أنَّ رحمته - تعالى - تجلَّتْ في معرفة والدتك بما أحاط بكِ وأنت صغيرة، وأن أقاربها قد ظلموكِ وعاملوكِ بقسوة, بعدما تبين لها حقيقة أخلاقهم وسوء نياتهم، وهذا قد يكون سببًا في ترقيق قلبها، وتراجعها عن بعض شروطها التي كانت قد وضعتها لزواجكِ؛ بسبب ما لاقت في حياتها الزوجية من مِحَن.

 

مشكلتك الآن تنحصر في أن والدتك ترفض تزويجك، إلا بمن تثق به وتأمنه عليكِ، ولا ترضى لكِ بالمزارع ولا المتزوج، وقد تضع شروطًا أخرى من شأنها أن تؤخر زواجكِ الذي تتعجلينه, وفي الحقيقة يا عزيزتي يجدر بي هنا أن أُذكرك بشيء قد يثقل على نفسك, ولكن لا بد لنا من الصراحة التامة والمطلقة؛ لأننا نريد التوصل إلى جذور مشكلاتنا، والوقوف على كل أسبابها, كما أنها أمانة في عنقي.

 

يقول الله - تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30], ويقول: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79]؛ قال السعدي: "{فَمِنْ نَفْسِكَ}؛ أي: بذنوبك وكسبك، وما يعفو الله عنه أكثر".

 

فلا يستبعد أن يكون تعنت الأم, وإن كانت له دوافعه ومقوماته لديها, لكن لا يستبعد أن يكون بذنب فعلتِه، كقولكِ لرجل أجنبي: "أنا أحبك، وسأظل أحبك"!

 

أنا أعلم حاجتك للعاطفة، وأن تستشعري الحب، وأنكِ مرغوبة, وهذه فطرة في البشر أجمعين, لكن شريعة الله واضحة، والحرام بيِّن، وتلك العلاقات وهذه الأقوال بين الرجال والنساء لا تجوز بحال, ولا يحق لفتاة التصريح للأجنبي بمثل هذه المشاعر!

 

الله - تعالى - يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

 

قال السعدي: "لأنه أبعد عن الريبة، وكلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر، فإنه أسلم له، وأَطْهَر لقَلْبِه".

 

كان بعض السلف يقول: "إني لأعصي الله، فأجد ذلك في خُلق دابتي وامرأتي".

 

أي: إنه يجد أثر المعصية، ويعلم أن هذا بذنب فعله، وهذا مِن ورعهم - رحمهم الله - وحرصهم على مرضاة الله، ومراقبة أعمالهم وأحوالهم.

 

فقد يسخر الله لكِ الوالدة، ويلين قلبها، ويدخل الطُّمأنينة إلى نفسها، فتقبل بخاطب لم تكن تقبل به من قبل, سواء هذا الرجل الذي تتمنينه زوجًا أو غيره؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216], فعليكِ ألا تعلقي سعادتك على شاب بعينه, وإن مال إليه قلبكِ وتمنته نفسك بقوة, وفوضي أمركِ إلى الله, فلعله قد اختار لكِ من هو أصلح لكِ منه، والحياة مع زوج متزوج بها ما لا تعلمين من المعاناة مع زوجه الأولى وإن قبلتْ في البداية, فقد تستثار غيرتها بأشياء بسيطة، وتتحول الأمور إلى ما لا يسر, والغيب لا يعلمه إلا الله, لكن هذا يحدث ونراه كثيرًا في واقعنا؛ لهذا أنصحكِ ألا تعلقي الأمر عليه, فإن قبلت والدتك الزواج به, فالحمد لله, وإلا فقولي: قدر الله وما شاء فعل.

 

أما بخصوص الحاجة الفطرية للزواج، فهذا أمر يستشعره الكثير من الشباب، ولا علاجَ له إلا كما أرشد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء))؛ متفق عليه.

 

فالصوم تقرب إلى الله، ووجاء لمن لم يجد إلى الزواج سبيلاً.

 

كما أنصحك بشغل وقت فراغكِ قدر المستطاع، فإن وجدتِ عملاً بلا مخالفات شرعية, فلا تتردَّدي في قبوله, فلعلكِ تتعرفين فيه على صحبة طيبة من أخوات صالحات, كما أنه سيشغل وقت فراغكِ، ويجعلكِ أقدر على التكيف مع تقلبات الحياة, وكذلك أنصحك بالمداومة على القراءة، وهي أنفع وأحسن ما يشغل الإنسان به نفسه, وكما قيل:

 

أَعَزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ

 

وأنصحكِ أخيرًا بالابتعاد عن محاولة إقناع والدتك بالحجة أو المناقشة وكثرة التحاور, فمن تعرض لمثل ما تعرضتْ له من محن يكون أسهل إقناعه باستخدام الوسائل العاطفية، التي تتميز كثيرًا بالصمت واستخدام أساليب أخرى تشد انتباهه وتؤثر فيه، كالتلميح بنظرات العين، ونبرات الصوت، واستجلاب شفقتها عن طريق التودد إليها أكثر، وإبداء السعادة بها وبالاهتمام بها، والثناء الحسن عليها دائمًا, وقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعائشة - رضي الله عنها: ((إن الله يحب الرفق في الأمر كله))؛ متفق عليه.

 

وبالرفق واللين قد ينال الإنسان ما لا يمكن أن يناله بالجدل ومحاولات إثبات الرأي؛ وذلك لما للكلمة الطيبة من أثر ومفعول ساحر قوي يخترق القلوب كالسهام دون حواجز أو عوائق نفسية أو فكرية, ولا يملك الإنسان أمامها إلا الرضا والتسليم, ولا شك أن من أحق الناس بحسن أخلاقنا وطيب أحاديثنا (الأم), يسر الله لكِ كل عسير، وفرج كربكِ، وأصلح حالك في الدنيا والآخرة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مشكلة تأخير الملكة
  • أغار من المتزوجين
  • أريد تعجيل زواجي

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة تيسير الوقوف على غوامض أحكام الوقوف (نسخة ثالثة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • 55 مسلما جديدا بقرية أسري شمال بنين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • شرح حديث: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • شرح حديث: مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • عام أسري جديد(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • من بلاغة الوقف في القرآن الكريم: دراسة تحليلية لبعض وقوف التعانق في آي الذكر الحكيم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • غزوة حنين ووقوف هوازن وثقيف في وجه المسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البلاء والوباء من قضاء الله وقدره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة تحقيق أعلام الواقفين على مفاد عبارات الواقفين (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تحقيق أعلام الواقفين على مفاد عبارات الواقفين(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب