• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية / شريعة إسلامية
علامة باركود

الإخلاص في طلب العلم والرغبـة في التفوق

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/1/2011 ميلادي - 30/1/1432 هجري

الزيارات: 68191

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كيف أُخْلِص في طلب العِلم، مع الطموح في التفوُّق في دراستي، مع العِلم أنَّ دراستي شرعيَّة؟

 

وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حيَّاكِ الله وبيَّاك، أختي الكريمة، ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، وشكر الله لكِ، وزادكِ الله حِرصًا على الخير ورغبةً فيه، وجنَّبنا وإياكِ الرِّياء، وطهَّر قلوبَنا من شرِّ النِّفاق.

 

الحديثُ عن الإخلاص يطول، وقد أفاضَ العلماء في الكلام عنه، وعن كيفية تحقيقه، وتجنُّب الوسوسة التي كثيرًا ما تُصيبُ أهلَ الخير والصلاح، ومَن يخشَوْن ربَّهم بالغيب، وما كان لمثلي أن يأتيَ بجديد في هذه المسألة، ولكنْ حسبي أنْ يكون حديثي مجرَّدَ تذكرة لي ولكِ، مع بعض الوقفات التي أَسألُ الله أن يجعلَ فيها جوابًا شافيًا لِمَا يدور في نفْسك، ونفْس كلِّ مخلصة تخشى اللهَ، وترجو ثوابَه.

 

لقد توعَّد إبليسُ بني آدم منذُ الأزل فقال: ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82]، وقال: {﴿ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16-17]، وقال: ﴿ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 62]، وفي الحديث: ((إنَّ الشيطانَ يجري مِن ابن آدمَ مجرَى الدَّم))؛ متفق عليه.

 

والصِّراع بين الشيطان، وبين بني آدم إلى قيام السَّاعة، ووسوسته لن تَنتهيَ ما دامتْ أرواحنا في أبداننا؛ فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((قال إبليس: وعِزَّتِك لا أبرحُ أغوي عبادَكَ ما دامتْ أرواحُهم في أجسادهم، فقال: وعِزَّتي وجلالي لا أزالُ أغفرُ لهم ما استغفروني))؛ رواه أحمد، وحسَّنه الألباني.

 

وقد يَئِسَ الشيطانُ مِن بعض عباد الله أن يَدخلَ إليهم مِن مداخل تزيين المعاصي وترغيبهم فيها، فلَجأَ إلى وسوسته في نفوسِهم، فيُسوِّل لهم الحقَّ باطلاً، والباطل حقًّا، ويخلط عليهم عبادتَهم، فلا يستشعرون لها لذَّةً، ولا يذوقون لها حلاوة، ولا شكَّ – عزيزتي، ومِن خلال دراستك الشرعيَّة - أنَّكِ تعلمين أنَّ هذا مدخلٌ عظيم من مداخل الشيطان، يريد أن يُفسدَ به عليكِ عبادتَكِ، وينغِّصَ عليكِ عيشك، فلا تتمادي فيه، فقد يُذهِب بالإيمان كلِّه - نسأل الله العافية والسَّلامة.

 

وعليكِ بالمجاهدة، وعدم الاستسلام.

 

ولكن كيف تكون تلك المجاهدة، وما السُّبُل التي علينا أن نسلكَها لِدَفْع هذا الكَيد العظيم، ورد هذا المكر المبين؟

 

أوَّلاً: احمدي الله أن مَنَّ عليكِ ويسَّرَ لكِ سُبلَ دراسة العِلم الشرعي؛ فإنَّ ذلك يُعينك - بإذن الله - على تحصيل العِلم النافع، والتسلُّح بسلاح العِلم المتين؛ كما رُوِي في الأثر: "فقيه واحدٌ أشدُّ على الشيطان من ألف عابد"، فأنصحُكِ أن تستغلِّي هذه النِّعمةَ على خير وجه، كأن تقومي بجمعِ بعض النصوص التي تتحدَّث عن الإخلاص، وتُرغِّب فيه من القرآن والسُّنَّة، وتقومي بعمل بحثٍ مصغَّر بأسلوبٍ لطيف، سهل المطالعة، يكون مرجعًا لكِ ولغيرك فيما بعدُ، ومن هذه الآيات:

قول الله – تعالى -: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وقوله – تعالى -: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5]، وقوله – تعالى -: ﴿ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ﴾ [الليل: 20]، و قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ ﴾ [النساء: 146].

 

وأترك استخراجَ البقية لكِ أنتِ؛ لتستمتعي بالتدبُّر في هذه الآيات، والوقوف على ما جاء في تفسيرها - إن شاء الله.

 

وأمَّا ما جاء في السُّنَّة، فعن عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّمَا الأعمالُ بالنِّيَّات - وفي رواية بالنِّيَّة - وإنَّمَا لكلِّ امرئٍ ما نوى))؛ متفق عليه.

 

وعن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((قال الله – تعالى -: أَنا أغنى الشُّركاءِ عن الشِّرْك، مَن عمل عملاً أَشركَ فيه معي غيري، تركتُه وشِركَه))؛ رواه مسلم.

 

وعن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه – أيضًا: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((وما تَواضعَ أحدٌ لله إلاَّ رَفعَه))؛ رواه مسلم.

 

وعن سعد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يُحبُّ العبدَ التقيَّ الغنيَّ الخفي))؛ رواه مسلم.

 

فكثرة التأمُّل في هذه الآيات والأحاديث وتَكْرار قراءتها - مِن خير ما يُعين - بإذن الله - على الإخلاص وتصحيح النيَّة، وكلَّما عاد الشيطان إلى وسوسته، فعودي إلى الاطِّلاع على البحث الرائع، الذي ستقومين بإعداده - إن شاء الله - ولا تَنْسَي أنْ تُهدي نسخةً منه للألوكة، فنتشرَّف بعرضه على الموقع.

ثانيًا: عليكِ أن تُفرِّقي بين الفرح بالثناء الحسنِ وحبِّ التفوق، وبينَ العمل لأجْلِ كلام النَّاس، أو لأجْلِ أن يتحدَّثوا عنكِ، والفرق بين الحالتين كبير؛ ولتيسير الأمر وسُهولة التفريق سَلِي نفسكِ: هل سيتغيَّر مجهودي في حالة عِلم النَّاس بما أفعل؟ ولا شكَّ أنَّكِ أعلمُ منِّي بالإجابة.

 

ثالثًا: تنبَّهي أنَّ الشيطان يحاول أن يدخلَ لكِ من مدخلٍ خطير، فيخيِّل لكِ أنَّ حبَّ التفوُّق والرغبة في المنافسة من الرِّياء والسُّمعة، وقد رغَّب الله في التنافس في الخيرات؛ فقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، وقال: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة: 148]، وقد كان عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - يُنافس أبا بكر في فِعْل الخيرات، ويحاول أن يتفوَّق عليه، وحاشاه أن يكونَ قد فعل ذلك رياءً، فقال: "ما سابقتُ أبا بكرٍ إلى خير قطُّ إلاَّ سبقني إليه"؛ رواه أحمد.

 

فحبُّ التفوُّق في حدِّ ذاته ليس من الرِّياء في شيء، وإنَّما قد يُخالطه شيءٌ من الرِّياء إذا تركنا أنفسَنا فريسةً للشيطان وإغوائه.

 

رابعًا: يجدر بمثلك أن تُحسِن التصرُّف مع نفسها ومع غيرها، فقد تواجهين بعض المواقفِ إذا ما حدث التفوُّق - بإذن الله - من بعض النَّاس، كأن يمتدحوا مجهودَكِ، ويُثنوا على ذكائكِ وفطنتك، وغيرها ممَّا يَبثُّ في نفسكِ سُمومَ العُجْب، ويزرع في أرض إخلاصكِ الخضراء حشائشَ النِّفاق السوداء، فواجهيهم بلُطفٍ، واطلبي منهم بإحسانٍ أن يدعوا لكِ بالقَبول، ولا بأسَ أن تختصري لهم القولَ، بحديثٍ مُختصر حولَ الإخلاص وأهميته، وأنَّه كم مِن عملٍ يُرَدُّ على صاحبه؛ لأنَّه لم يكنْ خالصًا لله، ولا ندري أَيقبل الله منَّا أعمالنا أمْ لا؟

 

خامسًا: المجاهدة سلاحُ المؤمن في وجه كلِّ فتنة، فكلَّما طرأ على قلبكِ طارئٌ من الشيطان فذكِّريها بفضل الله عليها، وأنَّه ما مِن توفيقٍ إلاَّ به ومنه – سبحانه - وليس من النَّفْس الضعيفة، وجميلٌ أن تكتبي بخطٍّ واضح بعضَ الآيات والعبارات التي تذكِّر النفس بالإخلاص، وأنَّه لا قيمة للمخلوقين مِن حولنا، وأن اهتمامَهم وثناءَهم علينا لا يُقارَن بما أعدَّه الله - تعالى - لنا من أجر وفضل، وأنَّه لا يَليق بنا أن نُفضِّل ثناءَ النَّاس على ثناء ربِّ النَّاس، فاكتبي بعض الآيات؛ مثل قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79]، وقول الله - تعالى -: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ﴾ [النمل: 40].

 

وقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لن يُدخِلَ أحدًا عملُه الجَنَّةَ))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((لا، ولا أنا، إلاَّ أن يتغمدني اللهُ بفضلٍ ورحمة...))؛ متفق عليه.

 

وكان بعضُ السَّلف يقول لنفسه زاجرًا لها: يا نفسُ ما لكِ والخَلْق؟!

 

فاكتبي ما تستحسنينه بخطٍّ واضح، واجعليه في متناول يدكِ كلَّما احتجتِ إليه، أو كلَّما فرحتِ بثناء النَّاس، وقد نُصاب بمثل هذا أحيانًا، فعلينا أن نُهذِّب أنفسنا، ونُقوِّمَ عِوجَها، وكما قال الشاعر:

 

وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى
حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ

 

سادسًا: يجدر بكلِّ مسلم ومسلمة أن يعقدَ نيَّته قبلَ الخوض في العمل، بأنْ يسألَ نفسه: لِمَ أفعل هذا؟ وماذا أرجو مِن ورائه؟ ومَن الذي يستحقُ الاهتمام؟ وماذا سيعطيني؟ وما نيَّتي الحقيقية في هذا العمل؟

 

فإنْ كان الجواب لطلب المدح والثناء من الناس، ولِيُقالَ: إنَّه متفوق على أقرانه، وإنَّه صاحب عِلم، وله باع في بعض العلوم والفنون - فيجب عليه التوقُّف اليسير على الفوْر، وإعادة تصحيح النيَّة، وتذكير النَّفْس، وتهذيبها ومجاهدتها، حتَّى تعودَ إلى النيَّة الصحيحة، والوِجْهة السليمة.

 

وإن كان الجواب: أنَّه طلبٌ لرِضا الله، وللتسلُّح بالعِلم الشرعيِّ، والاستفادة وإفادة الأُمَّة - فليجتهد، وسيبقى عملاً صالحًا يكون صدقةً جارية؛ كما جاء في الحديث: ((إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلاَّ من ثلاثٍ: صدقة جارية، وعلم يُنتَفع به، وولد صالح يدعو له))؛ رواه الترمذي.

 

فإن كان ذاك الجواب، وهذا الهدف، فبها ونعمت، فاحمدي الله على تلك النِّعمة العظيمة، وسلي الله دوامَها عليكِ، وداومي على شُكرِها.

 

سابعًا: أكثري من القراءة في حياة السَّلف، وسيرتهم، وما كانوا عليه من حِرصٍ شديد على إخفاء العمل، وكيف كان بعضُهم يقوم اللَّيل كلَّه إلاَّ قليلاً، ويُصبح فيَدَّهِن، ويُخفي أثرَ السَّهر والتَّعب، حتى لا يفطن إليه أحد، وكان بعضُهم ينام على السَّرير بجانب امرأتِه يبكي مِن خشية الله، وهي لا تشعر به، وكان بعضُهم يخرج مِن بيته لسنين عديدةٍ كلَّ يومٍ بفطوره الذي تعطيه إيَّاه زوجتُه، فيتصدَّق به وهو صائم، فلا يَدري عنه أحدٌ، ويظنُّون أنَّه قد أكل طعامه.

 

ولو طالعتِ كتبَ السَّلف لرأيتِ عجبًا، ولوقفت على نماذجَ مِن حرصهم على إخفاء العمل، والرغبة في الإخلاص مع علمِهم وعبادتهم، وقد صَدَق الشاعر إذ قال:

 

فَتَشَبَّهُوا إِنْ لَمْ تَكُونُوا مِثْلَهُمْ
إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالْكِرَامِ فَلاَحُ

 

ثامنًا: الدُّعاء مِن أنفع الأدوية، وأحسنِها، والله - تعالى - حييٌّ كريم، يستحيي إذا رَفع إليه العبدُ يديه أن يَردَّهما صفرًا، فأكثري مِن الدُّعاء، والتَّضرُّع إلى الله أن يرزقَكِ الإخلاصَ، وأن يتقبَّلَ منكِ، وأن يَقيَكِ شرَّ الشيطان وشرَّ نفسك، فأكثري مِن ذِكْر الله بوجه عامٍّ حالَ خلوتك، ولا تمنعي ذلك تمامًا أمام النَّاس.

 

تاسعًا: كثيرًا ما يأتي الشيطان للعبدِ، ويُصوِّر له أنَّ كلَّ ما يفعله رياءٌ، وليس إلاَّ لأجْل النَّاس، فيترك العمل خشيةَ الرِّياء، وهذا خطأ عظيم، وقد قال بعض أهل العلم: إنَّ تركَ العمل خشيةَ الرِّياء من الرِّياء، وفي هذه الحالة لا تتركي العملَ أبدًا، ولكن صحِّحي النيَّةَ، وقوِّمِي النَّفْس، وإيَّاك أن يُزيِّنَ لكِ الشيطان ذلك، حتى تتركي العمل، فلو تركَ كلٌّ منَّا عملَه خشيةَ الرِّياء، فمَن الذي ستقوم عليه الأُمَّة؟! ومَن الذي سيُعلِّم الأجيالَ القادمة إن تخاذلنا نحن، وآثرنا أن نبقى مغمورين بحجَّة خشية الرياء؟!

 

قُومِي - أخيتي الحبيبة - وانفضي عنكِ غبارَ الوسوسة، واستعيني بالله، وقولي لنفسك: هيا يا نفسُ، فالأمَّة تنتظر منكِ الكثير، وتذكَّري أنَّكِ على ثغر، فمَن الذي يَسدُّه إن لم تفعلي، ولِمَن تتركين أجرَه؟!

 

همسة أخيرة:

أنتِ بفضل الله لديكِ الكثير، فأسلوبُ عرْضك المختصر، والمفيد في الوقت ذاته لا يدلُّ إلاَّ على عقلٍ متفتِّح، وذهن يقظ، فلا تحرمي أُمَّتَكِ من هذا الخير الذي لديكِ بسبب وسواسٍ عارض، وتأكَّدِي أنَّنا نسعد بالتواصُل معكِ في كلِّ وقت وحين، ونرجو من الله لكِ التوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة.

 

وفقكِ الله لكلِّ خير وفلاح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإخلاص
  • درجاتي متدنية في التخصص الجامعي
  • كفاح من أجل العلم
  • تائهة بين مستقبلي الدراسي والديني
  • ابنتي ضعيفة في مادة الرياضيات
  • أدرس الثانوية العامة ولا أبالي بمستقبلي !
  • إهمال وبرود مشاعر
  • تدنى مستواي الدراسي مع قرب الامتحانات
  • طلب العلم والخوف من الرياء
  • الإخلاص والصبر في طلب العلم

مختارات من الشبكة

  • خطبة بعنوان " الإخلاص "(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص في القول والعمل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص سبيل الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وثمرات أخري للإخلاص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفتوحات الربانية في تفسير الآيات القرآنية: تفسير سورة الإخلاص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر الإخلاص في نفس الداعية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سور الإخلاص والفلق والناس للناشئين(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • إخلاص الإخلاص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص في طلب العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإخلاص دواء الأعمال(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب