• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات أسرية
علامة باركود

والدي دمر حياتنا

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/11/2010 ميلادي - 25/11/1431 هجري

الزيارات: 12254

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

أودُّ طرْح مشكلة تُواجِهنا منذ زمن: والدي أستاذ جامعي، وعمره ثلاثة وستُّون عامًا، الآن منذ عِدَّة سنوات بدأ بعلاقات متعدِّدة في آنٍ واحد مع فتيات جامعيَّات في العشرينيات مِن عمرهنَّ - وما يزال - اكتشفْنا الأمر، وعلمتْ أمي، سامحْناه مرَّاتٍ عديدةً، في كلِّ مرَّة كنَّا نكتشف أمرَه كان يبكي ويُعاهدنا على التغيير، وفي كل مرة نكتشف أنَّه لم يتغيَّرْ.

 

أغْرقَنا بديون مئات آلاف مِن الدولارات، لم نعرفْ أين صَرفَها، وعلى مَن صرَفها؟!

 

في المرة الأخيرة سدَّدْنا أنا وأخي كلَّ ديونه بعدَ أن كان مصيرُه السجن إذا لم يُسددْها لدائنيه، وعاهَدَنا بأنَّ هذه هي كلُّ ديونه، وبأنه سيُوقِف علاقاته مع النِّساء والفتيات، ولكن بعدَ فترة اكتشفْنَا أنه لم يتغيَّر وأن ديونه عادتْ وزادتْ، وتجاوزتِ الآلاف.

 

عندَها طردتْه والدتي مِنَ المنزل، وبقي ينام في سيَّارته، ومِن ثَمَّ عندَ عمَّتي لثلاثة أسابيع، ولكنَّه عاد إلى المنزل بعدَ أن قام بخَلْع الباب.

 

أمِّي الآن تركتِ المنزل وهي عندَ جَدَّتي.

 

أعمامي في كلِّ مرَّة كانوا يعاتبونه، فهو أبٌ لثلاثة رجال ناجحين جدًّا في المجتمع، لقد وقَفْنا في كل مرَّة إلى جانبه، وكان يَخذُلنا.

 

لم أحسَّ به كأبٍ طيلةَ حياتي، فهو لم يُحدِّثْنا كأبناء له، كان دائمَ الانشغال بمساعدة الفتيات الغريبات، ولم يلتفتْ يومًا إلينا في كلِّ مرة كان يَبكي ويقول بأنَّه يُريد التغيُّر نحوَ الأحسن، وبأنَّه سيقتل نفسَه.

 

استدانَ الأموال مِن كلِّ أصدقائه، حاليًّا هو على علاقة مع فتاةٍ لقيطةٍ غيرِ شرعيَّة، عمرُها ثلاث وعشرون سَنَة، تَحدَّثْنا مع شيخ القرية الذي بدَوْره حدَّثه، والنتيجة يَبكي فقط، ويندم!

 

والآن يُريد عودةَ والدتي إلى المنزل، كأنَّ شيئًا لم يكن!

 

لا أدري: أهو مريضٌ نفسيًّا، أم كاذب محتال؟ إنَّه يُدمِن الجنس مع كلِّ فتاة صغيرة، ولا أدري كيف يتمكَّن مِن الحصول عليهنَّ بهذه السُّهولة؟!

 

وهو أحيانًا يُنكر كلَّ ما يُنسَب إليه، بالرغمِ مِن وجود إثباتات مؤكَّدة، فالكل يراه يخرج معهنَّ.

 

لقد سئمتُ هذا الوضع، وقفْنا بجانبه كثيرًا، وأمِّي تأذَّتْ كثيرًا خمس سنوات وأكْثر، وهي صامتةٌ حتى لا ننفضِح، ولكن الآن الجميعُ يعلم.

 

أُفكِّر في اعتباره قد مات، وطرْده نهائيًّا من حياتنا، عرضْنا عليه المساعدةَ عن طريق طبيب نفسي، ولكنَّه جُنَّ جُنونُه؛ لأنَّنا نعتبِره مريضًا نفسيًّا.

 

أعلمُ بأنَّه إذا كان مريضًا نفسيًّا فهو لا يَعلم، هو إنسان فاسِق في كلِّ ما فعل، لا أُريده في حياتِنا بعدَ اليوم، أمِّي إنسانةٌ عظيمة، علَّمتْنا أن نعيش بكرامتنا، ونَرْفَع رأسَنا بما أُوتينا من عِلم ومعرفة.

 

الرجاء الردُّ والمساعدة، وإذا أردتُم المزيد من التفاصيل، فهي كثيرةٌ، وشكرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

في تعاملنا مع والدِينا هناك قاعدةٌ قرآنية يَجِبُ أن نضعَها في الحُسبان دائمًا، وهي القاعدة المقرَّرة في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون ﴾ [لقمان: 15].

 

لقدْ نزَلَتْ هذه الآية الكريمة في الصحابيِّ الجليل سعْد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه وأرْضاه - حين جاهدتْه والدتُه بعدَ إسلامه على أن تقتُلَ نفسها إنْ لم يَعُدْ في الشرك بعدَ أن نجَّاه الله منه، فجاء الأمرُ الإلهي بالبِرِّ والصِّلة والإحسان إلى الوالدَيْن "المشركين" مع عدم طاعتهما في معصية الله، فما ظنُّك إذًا إنْ كان الوالدان مُسلميْن؟!

 

لقدْ جاهدَكم والدُكم نفسيًّا وعصبيًّا واجتماعيًّا، وأجْرُكم على الله يا أخي الفاضل، ولكن القاعدة الشرعيَّة في التعامل مع والدك هنا هي في قوله تعالى: ﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾، وقد صاحبتُم والدَكم بالمعروف حين سترتُم عليه، وسددتُم دُيونَه، وناصحتموه، وحدَّثتم شيخَ القرية، وهذا جهادٌ عظيم، أجَلْ هو جهاد؛ لأنَّ الله - سبحانه وتعالى - قد سمَّاه بذلك حين قال: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ ﴾، وكذا سماه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - جهادًا؛ فعن عبدِالله بن عمرو قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستأذنه في الجهاد، فقال: ((أحيٌّ والداك؟)) قال: نعم، قال: ((ففيهما فجاهِدْ))؛ متفق عليه، فليس من العجيب إذًا أنْ نَجِدَ الإمام البخاريَّ - رحمه الله - يُصنِّف مثل هذا الحديث في (كتاب الجِهاد والسِّيَر).

 

أفلا تَرْضَوْن أن تنالوا أجْرَ المجاهدين وأنتم قُعودٌ في بُيوتكم؟!

 

يجب أن تُدركَ يا أخي الفاضل، بأنَّ البرَّ لا ينتهي عندَ هذه المرحلة، أو أي مرحلة، فبِرُّ الوالدين مستمرٌّ وموصول، حتى بعدَ موْت الوالدين، فكيف وهُما على قيْد الحياة؟!

 

لذا؛ فمِن الواجب عليكم أن تُكْمِلوا مسيرةَ الجهاد مع والدكم بالبرِّ والصِّلة، والنُّصْح والتخويف بالله؛ فقد رُوِي في الحديث: ((إنَّ أوَّلَ ما دخَل النقصُ على بني إسرائيل كان الرَّجُل يَلْقَى الرجُل، فيقول: يا هذا، اتَّقِ اللَّهَ ودَعْ ما تصنع، فإِنَّه لا يَحِلُّ لك، ثم يَلْقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكونَ أكيلَه وشريبَه وقعيدَه، فلما فَعلوا ذلك ضرَب اللَّهُ قلوبَ بعضهم ببعضٍ، ثم قال: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 78] إلى قوله: ﴿ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 81]، ثم قال: كلاَّ، واللَّهِ لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكرِ، ولتأخذنَّ على يَدي الظالِم، ولتأطرنَّه على الحقِّ أطرًا، ولتَقصُرنَّه على الحقِّ قصرًا))؛ رواه أبو داود.

 

واحْتَسِبوا الأجْرَ عندَ ربِّكم، وثِقوا بأنَّ الله لا يضيع أجرَ مَن أحسن عملاً؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:40]، وقال أيضًا: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه:112]، صدَق الله العظيم.

 

أخي الكريم:

أَعيب عليك أمرَين ها هنا: أولهما: قذْف والدك بالزِّنا بقولكَ: "يُدمِن الجِنس مع كلِّ فتاة صغيرة"، وثانيهما: رميه بالفُسوق حين قلت: "هو إنسان فاسِق"!

 

يجب أن تعلمَ يا أخي الكريم بأنَّ القاذِف بالزِّنا هو الفاسِق؛ لأنَّ الله – تعالى - قد وصفَه بذلك حين قال: ﴿ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ بعدَ قوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 4].

 

وقد جَلَدَ عمرُ بن الخطَّاب - رضي الله عنه - أبا بَكْرَة وشبلَ بن معبد ونافعًا بقذْف المغيرة، ثم استتابَهم، وقال: "مَن تاب قُبِلتْ شهادته".

 

وإنْ زعمتَ بأنَّ لديك إثباتاتٍ وشهودًا، فليس ذلك بمقياس؛ لأنَّ قذف الناس بالزِّنا أمرٌ شدَّد عليه الباري - جلَّ في عليائه - وأنْزَل في ذلك سورةً مُحكَمة؛ لينتهيَ الناس عن رمي بعضِهم بعضًا بالزِّنا.

 

كونُكم ترَوْن والدَكم مصطحبًا إحدى الفتيات، والاختلاء بها بطريقة غير شرعيَّة، فإنَّ ذلك لا يعني بالضرورةِ أنَّه يُمارس الفاحشةَ معها، ولا دليلَ على إثبات الزِّنا شرعًا، إلا أنْ يشهدَ أربعة أنَّهم رأَوْا كالمِيل في المكْحَلة، وهذا أمرٌ ليس بمستطاعٍ، فانتهوا خيرًا لكم؛ ﴿ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 17].

 

أمَّا عن شتْمه بالفسوق، فقدْ قال جماعةٌ من أهل العِلم في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ [الحجرات: 11]: "هو قولُ الرَّجُل للرَّجُل: يا فاسقُ، يا منافِق، يا كافر"، وعن عبدِالملك بن عُمَير عن شيْخٍ من أهل الكوفة قال: سمعتُ عليًّا - رضي الله تعالى عنه - يقول: "إنَّكم سألتُموني عن الرجل يقول للرجل: يا كافرُ، يا فاسقُ، يا حمار، وليس فيه حدٌّ، وإنَّما فيه عقوبةٌ من السلطان، فلا تعودوا فتقولوا"؛ رواه البيهقي.

 

فاستغفرِ الله وتُبْ إليه، ولا تجعلْ للشيطان مَدْخلاً؛ لينزغَ بيْنك وبيْن أبيك، وتذكَّر أمْرَ الله تعالى حين قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].

 

أكان سيُسعدك لو أدْخلَك الله الفردوس الأعْلى من الجنة، وأدْخَل والدك نارًا وقودُها الناس والحجارة؟! بالتأكيد لا، وستتمنَّى لو أنْ تلاقي أحبَّتَك من الدنيا في الآخِرة في غُرَف مِن فوقها غُرَف مبنية تجري مِن تحتها الأنهار، وعسى الله أن يكتبَ لوالدك الهدايةَ، ويتوب علينا وعليكم، ولا يُضيع لكم أجْرًا، اللهم آمين.

 

حتمًا لستُ أبرِّر لوالدك صنيعَه حين أُقدِّم القواعدَ الشرعيَّة على التحليلات النفسيَّة، بل حتى بالتحليل النفسي لن يُعفَى والدك من المسؤولية؛ فالخيانةُ الزَّوجيَّة ليس لها أيُّ مبرِّر لا شرعًا ولا عُرفًا، وخصوصًا بالنسبة للرجل الذي فتَح الله له أربعةَ أبواب لإشباع غرائزِه وعواطفِه ودوافعه حين أباحَ له الزواجَ بأربع، وبرغمِ ذلك يلجأ مَن يلجأ إلى الخيانة والحرام - والعياذ بالله - ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58].

 

كما وأنَّه لا مُبرِّر له كونه أستاذًا جامعيًّا، ويتعرَّض للفتن؛ لأنَّ الله – تعالى - قد أمَر بغضِّ الأبصار، وحِفْظ الفروج، فقال: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور:30].

 

لكن على ما يبدو أنَّ والِدَك فوق كونه شخصًا لا يراعي حُرماتِ الله، ولا يُقدِّم خوفَ الله على شهواته، فإنَّه صاحِب شخصية مُضطرِبة، وغير مستقرَّة نفسيَّا وعاطفيًّا، فالخيانة من الرَّجل هي إثباتٌ مرَضيّ للفُحولة والرُّجولة، ومِن العجيب أن تُقابَل بعدَ ذلك بالبكاء والتباكي كالنِّساء! حقيقة عجيب أمْر والدك!

 

لذا؛ أرَى ضرورةَ عَرْضه على طبيب نفسي؛ حِفاظًا على دِينه قبل الحِفاظ على صحَّته العقليَّة والنفسيَّة، وبما أنَّه يرفض فِكرةَ الذَّهاب إلى طبيب النفسي مكابرةً، فحاولوا الحديثَ مع طبيب نفسي متعاونٍ في نفس الجامعة التي يُدرِّس فيها، وعادةً ما يلحق قسم الطبِّ النفسي بكلية الطب، أو يُمكنكم اللجوء إلى أيِّ معالج نفسي في قِسم علم النفس في نفس الجامعة، واشْرَحوا له الموضوع؛ ﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1].

 

أمَّا فيما يتعلَّق بالمشكلة الحالية بيْن والديْك، فأرْجو الله قبلَ ذلك أنْ يربط على قلْب والدتِكَ العظيمة، ويُعينها على ما ابْتلاها به، ويرْفع قَدْرَها في عِليِّين، ويَبني لها بيتًا في الفِرْدوس الأعْلى من الجَنَّة، اللهمَّ آمين.

 

ذكِّر والدتَك بأنَّ الله إذا أحبَّ عبدًا ابتلاه، فلتصبرْ وتحتسب؛ ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

 

لقدْ فرَّط والدُك في واجباته كزَوْج، وراعٍ مسؤول عن رعيَّته، وفرَّط في أداء حقوقِ زوجتِه، وهو حقٌّ واجب لا يجوز التفريطُ فيه مهما كانتِ الأسباب؛ فعن عوْن بن أبي جُحَيفة، عن أبيه قال: آخَى النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيْن سَلْمان وأبي الدرداء، فزارَ سلمانُ أبا الدرداء، فرَأى أُمَّ الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنُك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجةٌ في الدنيا، فجاء أبو الدرداء، فصَنَع له طعامًا، فقال: كُلْ، قال: فإنِّي صائم، قال: ما أنا بآكِلٍ حتى تأكُلَ، قال: فأكل، فلمَّا كان اللَّيْلُ ذهَب أبو الدرداء يقوم، قال: نَمْ، فنام، ثم ذهَب يقوم، فقال: نَمْ، فلمَّا كان مِن آخرِ الليل، قال سلمان: قُمِ الآن، فصلَّيَا، فقال له سلمان: إنَّ لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فأتَى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكَر ذلك له، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صَدَق سلمان))؛ رواه البخاري.

 

وبرغم أنَّ ما فعلَه والدكم بوالدتكم شيءٌ لا يُحتمل، وجُرْم لا يُغتفر، لكن الخطأ الذي ارتكبتْه والدتكم هنا هو في خروجِها مِن بيتها، وقد أمر الله الزوجاتِ ألاَّ يخرجن من بيوتهنَّ حتى أثناءَ عدَّة الطلاق، فكيف وهنَّ في عِصمة أزواجهنَّ؟! ألم يقلِ الله: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ ﴾ [الطلاق:1]؟!

 

وإذًا؛ فلتعد والدتُكم الكريمة - حفظها الله - إلى بيتِها عزيزةً مكرَّمة، فهذا بيتُها أولاً وآخرًا، وليس في عودتها أيُّ إهانة لها، بل كل العِزَّة والكرامة؛ وحفاظًا على هذه الكرامة فليتعهَّدْ والدك "خطيًّا" بعدم الإساءة إليها بالخيانةِ والاستدانةِ في ظلِّ حَكَم مِن أهله وحَكَم من أهلها؛ ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35]، عسى الله أن يَجْبُر الكُسور، ويَشفي الصدور، ويتجاوز عن الذنوب.

 

أمَّا إنْ تكرَّر الأمر بعدَ ذلك، ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229]، فالعِشرة الطويلة ليستْ مبرِّرًا للرِّضا بحياة زوجيَّة مِلْؤها القهْرُ والذلُّ والخِيانة.

 

وفَّقكم الله لبرِّ والديكم، وجمَع قلوبكم على قلْب رجل واحدٍ، همُّه الفوز وأهله بالجَنَّة، والنجاة وأهله من النار، اللهمَّ آمين.

 

دُمتَ بألْف خير، ولا تنسْنا من صالِح دُعائكَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أيتام .. وأبي على قيد الحياة!
  • كيف أقنع والدي بالموافقة على التخصص؟
  • كيف ننصف أمنا من ظلم أبي؟
  • بيتنا القديم.. ومشكلاتنا النفسية
  • أبي يرفض معاونتنا له في العمل
  • والدي يفضل الإناث على الذكور
  • الشيخوخة والسلوكيات غير الطبيعية
  • سكن الزوجة وأبنائها في بيت مستقل عند ظلم الزوج
  • هل نحن عاقون لوالدنا؟
  • أبي يظلمنا ويفضل أهله علينا
  • معاملة أمي قاسية
  • والدي بخيل معنا ماديا وعاطفيا
  • أعامل ابنتي بقسوة لأنها تشبه والدها
  • أبي لا يهتم بنا
  • والدي يأخذ راتبي الشهري
  • أخذ الأب مكافأة ابنته الجامعية
  • ضاعت حياتي وأشعر أن الله لا يحبني

مختارات من الشبكة

  • كرهت حياتي بسبب والدي(استشارة - الاستشارات)
  • مواقف يحبها المراهق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أريد أن أعيش مع أبي(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أبر والدي بعد موتهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يجوز أن أدعو على والدي؟(استشارة - الاستشارات)
  • هل أترك العمل مع والدي؟(استشارة - الاستشارات)
  • أصبحت رجلا يا والدي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • هل كان والد إبراهيم الخليل كافرا؟ وهل آزر هو والد إبراهيم؟ وهل أسلم أبو طالب؟ (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • أهل زوجتي يغتصبون أملاك والدي(استشارة - الاستشارات)
  • والدي يراسل رجلا شاذا(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب