• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زوجتي تهينني
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    هل أقبل الزواج من جنسيات أخرى؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل بهذا أكون مارست العادة السرية؟
    أ. سارة سعد العبسي
  •  
    كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    علاقة سحاق أم صداقة؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

كيف أقنع من حولي بنقابي؟

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/9/2010 ميلادي - 18/10/1431 هجري

الزيارات: 16820

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كتبت رسالتي هذه وكلي أَمَل أن أجد حلاًّ لمشكلتي، يُمكن أن تكون مُشكلتي نادرة.

 

رغم أنِّي من دولةٍ خليجية ومن عائلة عربية، لكنْ أعيش هذا الواقع المر، أنا فتاةٌ عمري 20 سنة أدرس هندسةً معمارية، مُتفوقة وطَموحٌ لدرجة عالية، أمي تُوفِّيت وأنا في الحاديةَ عَشْرَةَ من عمري، نشأْتُ في وسط مُسلم، ولكن لا يُطبِّق كلَّ التعاليم الإسلامية، منذ صِغَري أحلم بأنْ أكونَ فتاةً متدينة ترتدي الحجاب الشرعي، مطبقةً لكتاب الله بكل ما فيه، حافظة للقرآن، حاولت وحاولت... في البداية كان هذا الشعور داخليًّا، أتمنى ولكن لا أقدر على التطبيق، خصوصًا لأنَّ النساء من أقاربي لا يلبسْنَ الحجاب الشرعي الكامل، بل يخرجن من البيت مُتبرجات تهمهن المعاكسات، ولا يوجد منهن واحدة حافظة للقرآن، كان يتقدَّم لخطبتي الكثيرُ، ولكنَّ عماتي يعترضن، وينتهي الأمر كأنَّه لم يبتدئ، وأنا راضية؛ لأني أعلم أنَّه لن يصيبني إلا ما كتبه الله لي.

 

في يوم من الأيام عرفتُ مِن والدي أنَّه صديقٌ لأخٍ ينوي التقدمَ لخطبتي ما أن ينتهي من الدراسة، وهو شابٌّ متدين، حافظٌ للقرآن وإمام مسجد، فرحت كثيرًا؛ لأنِّي شعرت أن هذا الشاب جاء ليُغيِّر حياتي، وينقذني مما أنا فيه.

 

الجميع كان موافقًا في بداية الأمر، ولكن كالعادة تتدخُل إحدى عماتي؛ لتمنع هذا الأمر وتنهيه قبل أن يبدأ، مثلاً تُشوِّه منظرَ هذا الشاب أمامَ أبي، وتقول: لو كان يملك المال الكثير، أو لو كان ذا منصبٍ اجتماعي، لكان أجدرَ بالقَبول؛ لأنَّه بهذه الظروف لن يسعدني.... ولو... وكثيرٌ من الأمور التي لا تَهمني أنا شخصيًّا... كان هذا الموقف "خطبة هذا الشاب" دافعًا لي في تغيُّر جزء كبير من حياتي، فتمسَّكت بأفكاري أكثر، وارتديت الحجابَ الشرعي، وتَحمَّست لحفظ القرآن، وحافظت على السُّنن، والتزمتُ بحضور الدُّروس الدينية، وغير ذلك الكثير والحمد لله.

 

مُشكلتي هي الوَسَط الذي أعيش فيه، كل شي يُحيط بي، وخصوصًا أقاربي والجامعة، سأذكر بعضَ المواقفِ التي أعانيها، فعندما ارتديت النِّقابَ، وذهبت إلى الجامعة، تعرَّضت للكثير من الكلام الجارح منها: عندما قال لي الدكتور: هل أنتِ في حفلة تنكرية حتى تلبسي هذا الزي؟! وابتعَدَت كلُّ زميلاتي عنِّي - السُّنيَّات منهن، والشيعيَّات - وأطلقن عليَّ اسمَ وهابية ومتشددة ومتخلفة... وكنت أصبِّر نفسي بكلمة لم يبقَ لي سوى القليل، وأنْهي الدراسة الجامعية.

 

وكنت وحيدةً ظاهريًّا، أمَّا داخليًّا فإنِّي سعيدة؛ لأنِّي أستغلُّ الوقتَ بالأذكار وقراءة القرآن، أمَّا عن أقاربي فأطلقوا عليَّ: (حليمة السعدية)، وأنا والله لي الشرف أن أكون مثلَها أو جزءًا منها، وأتمنى ذلك، فهي مُرْضِعة الرسول، ومنهم من يقول: ستصبح لديكِ انتكاسة، وترجعين كما كنتِ سابقًا من دون النِّقاب، ومنهم من حاولوا تغيِير أفكاري، ولكنَّهم لم يتمكنوا، فغيَّروا أفكارَ والدي أقربِ الناس إلَيَّ، فهو الآن ينصحني بترك النِّقاب، والاكتفاء بالحجاب فقط؛ بحجه أنَّي مهندسة ووظيفتي تتطلب مني خلعه، وأنه لا أحَدَ يسمح بتوظيف امرأة منقبة، بعدما كان في قمة السعادة؛ لأني لبست النقابَ، واقتنعت بنفسي وبإصرار مني.

 

أتحدث عن نفسي: أنا لا أريدُ وظيفةَ مهندسة إذا كانت تُجبِرني على خلع النِّقاب، أريد أنْ أحافظَ على نقابي، أريد أنْ أكونَ قريبة من ربي، فأنا والله في قمة سعادتي في هذا اللباس وهذه الحياة، ترتاح نفسي إذا كنتُ في الدروس الدينية بين المتدينات، برغم أنِّي أصغرهن سنًّا، وفارق العمر بيني وبينهن كبير جدًّا، أشعر بسعادة يَجهلها من حولي، أتمنى أن أغيِّرهم وأجعلهم يشعرون بهذه السعادة، ولكني واحدة، وكلما حاولت يصدونني.

 

ابنة عمي كانت متدينة لابسة النقاب، وما أن تزوَّجت حتى تركت تديُّنَها والنقاب، وأصبحت مثل عماتي قلبًا وقالبًا، بعدما كانت مثل أخت لي، أصبحت ضِدِّي وضد نقابي، تظن أنَّ كل ما أفعله هو غير صحيح، وأنه لا بد أنْ يأتِيَ يوم وأتخلى فيه عن نقابي وتفكيري، وأنا والله أتمنى موتي ولا يأتي هذا اليوم الذي سأفكر فيه هكذا.

 

أصبحت خائفةً جدًّا، ما أريده هو أنْ أقنعَ والدي بالنقاب، وأغيِّر تفكيره في أنَّ النقابَ حاجزٌ بيني وبين مستقبلي، فهناك الكثيرات ممن يُحافِظْن عليه، وفي الوقت نفسه يعملن ويكملن طُمُوحاتهن.

 

أيضًا أريد أنْ أجعله مُتمسكًا بهذا الشاب الذي يُريدني، ولا تؤثر عليه آراء عماتي، أريد أن أنقذَ أختي، وأغيِّر تفكيرَها، أريد أنْ أنعمَ بالراحة في ظلِّ نقابي وحشمتي، لا تهمني صديقاتي ولا عماتي ولا أحد، سوى نقابي الذي يَحفظني ويُرضي ربي، أرجو منكم مساعدتي وتوجيهي، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

ذكرتِني بأيامٍ مَضَت، كنتُ أنشد فيها هذه الأبيات وأتغنى بها في صباحي ومسائي:


أُخْتَاهُ يَا أَمَةَ الْإِلَهِ تَحَشَّمِي
لاَ تَرْفَعِي عَنْكِ النِّقَابَ فَتَنْدَمِي
صُونِي جَمَالَكِ إِنْ أَرَدْتِ كَرَامَةً
كَيْ لاَ يَصُولَ عَلَيْكِ أَدْنَى ضَيْغَمِ
لاَ تُعْرِضِي عَنْ هَدْيِ رَبِّكِ سَاعَةً
عَضِّي عَلَيْهِ مَدَى الْحَيَاةِ لِتَنْعَمِي
مَا كَانَ رَبُّكِ جَائِرًا فِي شَرْعِهِ
فَاسْتَمْسِكِي بِعُرَاهُ حَتَّى تَنْعَمِي
وَدَعِي هُرَاءَ الْقَائِلِينَ سَفَاهَةً
إِنَّ التَّقَدُّمَ فِي السُّفُورِ الْأَعْجَمِ

 

أعدتُ قراءةَ رسالتك أكثرَ من مرة, لا أخفي عليك مدى إعجابي بها، عبارات صادقة، روح نقية، همة عالية، ثبات على الحق.

 

بارك الله فيكِ - أيتها اللؤلؤة المكنونة - وزادك ثباتًا ويقينًا.

 

كم هي صعبة الحياة بين أناس يُحاربونك، ويَسعَونَ جاهدين لصدك عن طريق الحق! لكن كم هو كبير أجرِ الصَّبْرِ على أذاهم والتصدي لأفعالهم!

 

ورد عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال لعائشة - رضي الله عنها -: ((إنَّ لك من الأجر على قَدْرِ نَصَبِك ونفقتك))؛ رواه الحاكم، وصححه الألباني.

 

ويدخل في هذه المشقة النفسية والجسدية, فالألَمُ النفسي قد يفوقُ الجسديَّ في بعض الأحيان؛ لهذا جمع بينهما في الحديث: ((ما يُصيب المؤمن من وَصَبٍ ولا نَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حزن، ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يُشاكُها، إلا كَفَّرَ الله بها من خطاياه))؛ متفق عليه.

 

فتذكري أنَّ الأجرَ يستحق الصبرَ, والجنة لا تُنال بسهولة؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من خاف أدلج, ومن أدلج بلغ المنزل, ألاَ إنَّ سِلْعَةَ الله غالية, ألا إنَّ سِلْعَةَ الله الجنةُ))؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.

 

في الحقيقة, لا أرى أنَّكِ بحاجة لمساعدة، فقد علمتِ - بفضلٍ من الله - الحقَّ من الباطل, وتبيَّن لك الفرقُ الشاسعُ بين الطريقين, وتَجلَّت أمامَ عينيك الحقيقةُ بأكملها, وأصبحتِ على يقين يحسُدك عليه الكثير من الناس, ولهذا سأجعل رَدِّي مُقتصرًا على بعض ما ورد من عبارات في رسالتِك, فإن أَشكل عليك أمر, فلا مانعَ من مُراسلتنا في أي وقت شئتِ.

 

تقولين - بارك الله فيكِ -:

1 - "شعرت أن هذا الشاب جاء ليغير حياتي، وينقذني مما أنا فيه".

لا تنتظري من ينقذك، قد يكون مُعينًا لك على الحق, لكن لن ينقذَك سوى إيمانِك ويقينك؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا فاطمة بنت محمد، أنقذي نفسك من النار))؛ رواه مسلم، واعلمي أن لديك من القوة واليقين ما يَكفيك؛ لتخلصي نفسَك ومَن حولك من ظُلُمات المعاصي ومَرارة البُعد عن الله.

 

2 - "لكن عماتي يعترضن، وينتهي الأمر وكأنَّه لم يبتدئ، وأنا راضية؛ لأنِّي أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبه الله لي".

 

الرضا بالقضاء والقدر لا يتنافى مع الإيجابية, ولا يُضَادُّ الأخذَ بالأسباب، وكان خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يضربُ أروع الأمثلة في الأخذ بالأسباب مع التوكُّل على الله والإيمان بالقضاء والقدر، فقد كان يُؤمن بأنَّ الله يَحفظ نبيه، ومع ذلك سَدَّ الفتحةَ التي كانت في الغار؛ خشية على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يصابَ منها بسوء, فإيمانك بقضاءِ الله وقدره لا ينافي جهرَك بالحق؛ لهذا أنصحُك ألاَّ تستحي من التحدُّث بكفاءة هذا الشاب، وأن تذكِّري والدَك - حفظه الله - بأنَّ صاحبَ الخُلُق والدِّين مقدمٌ على غيره.

 

3 - "تعرَّضت للكثير من الكلام الجارح، منها: عندما قال لي الدكتور: هل أنتِ في حفلة تنكرية، حتى تلبسي هذا الزيَّ؟".

 

هل هذا أشد أو ما تعرَّض له الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!

 

تخيَّلي الموقفَ عندما جمع قومَه وعشيرتَه؛ ليخبرهم بأنَّ الله أرسلَه إليهم نذيرًا, وعندما انتهى كان أول من تكلَّم عَمه، وكان بالدعاء عليه: تبًّا لك، ألهذا جمعتنا؟!

 

بل تذكَّري موقفَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما كان يسجُد أمامَ الكعبة، ويضعونَ على ظهره سلا الجَزور.

 

لعلَّك تقولين: هذا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فدَعيني أذكِّرك بموقفٍ ليس للصَّحابة، ولا للتابعين، ولا لسلف الأمة الذين مضى عهدُهم وانقضى زمانهم.

 

هذه قصة إحدى الأخوات المصريَّات, ولعلَّكِ سَمعت عن مِحنَة النقاب، وما تَعرَّضتْ له الأخوات الملتزمات بحجابِهِنَّ في مصر من بلاء وفتنة؛ حيث تَم منع كل منتقبة من اجتياز اختبار آخر العام, حتى تكشفَ وجهها.

 

فتمسَّكت بعضُهُن وضَعُفَت البقية, وتقول صاحبة القصة: تَمسَّكت أنا وزميلاتٌ لي بالنِّقاب وقلن: والله، لن يَمنعنا من لبسه بَشَرٌ اليومَ.

 

ودخلن اللجنةَ فمنعهن المسؤولون, ورفضوا إعطاءَهن ورقةَ الاختبار, فلم يستسلمن، بل ذهبْنَ بكل ثقة وثبات؛ ليرفعنَ القضيةَ ضِدَّ الجامعة، وينتظرن النتيجةَ التي كانت على غير المتوقع؛ حيث كسبتْ هي وزميلاتُها القضيةَ، وتَم إعادة الاختبار لهن جميعًا, ومرَّت المحنة العصيبة بسلام.

 

ما ظنُّك بالكلام الذي سَمِعَتْه أثناءَ هذه المحنة؟ وعندما عادت لبيتها دون تأدية الاختبار ماذا تتوقعين من كلام قد قاله أهلها؟

 

الصبر مُرٌّ, لكنَّ ثَمرته أحلى من العسل.

 

4 - "أتمنى أن أغيرَهم وأجعلهم يشعرون بهذه السعادة، ولكني واحدة وكلَّما حاولت يصدونني".

 

التمني وحْدَه لا يكفي يا عزيزتي، لا بُدَّ من العمل، لا بد مِنَ اتِّخاذ الخطوات الإيجابية.

 

فكري: لماذا أهلُ الباطل لا يَستحيون من عَرْضِ بضاعتهم الفاسدة علينا، بينما نخاف ونستحيي نحن من قول كلمةِ حقٍّ؟!

 

لماذا نخشى السُّخرية والانتقاد، بينما أهلُ الضلالِ لديهم من الجُرأَة ما يَشْحَذ هِمَمهم، ويقوي عزمهم؟!

 

يقول أحدُ الدعاة, وكان في بلدٍ أجنبي يَحضُر مُؤتَمرًا إسلاميًّا: لَمَّا دخلت الفندقَ لأستريحَ دَقَّ باب الغرفة, فلم أفتحْ، وكان الصوتُ لامرأة, فقَرَّرْت ألا أفتحَ لها مهما كان - خشيةَ الفتنة - فلما ألَحَّت، عزمتُ على ألا أُجيبَها، وكأنِّي لا أسمعُها, فلما يئستْ منِّي, وضعتْ فَمَها على الباب، وألصقته عليه، وأخذت تقرأ عليَّ بعضَ تعاليمِ دينها الكفريَّة وتدعو إليه.

 

ثم قالت: لقد ارتحتُ الآن؛ لأنِّي لم أقصِّر.

 

لم تستحِ المرأةُ من وضع فَمِها على باب الغرفة؛ لإصرارِها على تَحقيق الهدف.

 

عليكِ أن تكوني أكثرَ إيجابية، كلَّما قال لك والدُك: اخلعي النقاب, أجيبيه بصِدْق: ألستَ تُحِبُّنِي وتحبُّ الخير لي يا أبي؟

 

ألست تتمنى لي ولنفسك الجنة؟

ألاَ تعلم أنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى؟ ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ [القصص: 60], ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾} [القصص: 80].

 

لا تقولي: أنا واحدة وهم كُثُر؛ ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249], ولا تقولي: سيسخرون منِّي، فالله - تعالى - قد رد على هذه الطوائف، ونهاهم عن تلك الفعلة القبيحة؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات: 11].

 

أنتِ قوية بإيمانك، وهم ضعفاء ببُعدهم عن الله، تذكَّري ذلك جيدًا.

 

وأمَّا عن أختك، فمِنَ الأفضلِ أن تُحاولي كسبَها كبداية، فمن السهل دعوتُها وترغيبها في الحجاب، بمُناصحتها بالرِّفق واللِّين، وإحاطتها بالرعاية النفسية الجيدة، وإمدادها بالحنان والمحبة التي تعاني فَقْدَها بفقد الوالدة - رحمها الله.

 

تقرَّبي إليها نفسيًّا، ولا تُكثري من اللَّوم والتوبيخ، وغَلِّفِي نصائحَك بحنانٍ ورِقَّة, شاركيها اهتماماتِها، واسأليها عن مُشكلاتِها وناقشيها في كثيرٍ من أمورها الخاصَّة.

 

لا تُخاصميها ولا تعنِّفيها، وإن أبدت رفضًا لدعوتك، فاصبري، واستمري في معاملتها بلطف.

 

لكن أذكرك بضرورة التسلُّح بالعلم الشرعي؛ ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108], ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]؛ لأنَّ الجهل عدوُّ الداعية, والعلم سلاحه الفتَّاك، فتسلحي به؛ لتكون لك عندهم كلمة مسموعة.

 

5 - "أريد أن أنعمَ بالراحة في ظل نقابي وحشمتي".

 

قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدُّنيا سجن المؤمن وجنة الكافر))؛ رواه مسلم.

 

وقال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه: "ما جعل الله لمؤمن راحةً دون الجنة"

 

وسُئِلَ الإمامُ أحمد - في مِحنتِه -: متى الراحة يا إمام؟ فأجاب: مع أول قدمٍ تضعها في الجنة.

 

والله - عزَّ وجلَّ - قبل كلِّ هذا يقول: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4], ويقول - جلَّ وعلا -: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214].

 

فلا تنتظري في هذه الدار الراحةَ والسعادة والطمأنينة, ولكن استشعري نعمةَ الله عليك، وتثبيته لك في بيئةٍ تدعو إلى الفساد.

 

بالنسبة للعمل بالنقاب, فلا أظنه سيكون مانعًا لك من العمل, وكل ما في الأمر أنَّ بعضَ جهات العمل قد تُفضِّل غيرَ المنتقبات, أما منعك من العمل، فهذا غير موجود في بلادِكم ولله الحمد, وكم من مهندسة وفي تخصُّصك نفسه تتمتع بكامل حجابِها ولله الحمد! وإن قل العدد, لكن يبقى الأملُ وتبقى الثقة في رحمة الله.

 

النقطة الأخير التي أوَدُّ التطرق إليها, هي تقدُّم هذا الشاب لخِطبتك, لا شكَّ أنَّها من نعم الله عليك، والتي قلَّت في زماننا, فلا يَمنعنك الخجلُ من البَوْح بما يَحِقُّ لك, فإنْ كانت بعضُ عماتك تُؤثِّر سلبًا على والدك, فليكن لك جهدٌ ملحوظ في التأثير الإيجابي, كأنْ تُكرِّري عليه قولَك بأنَّ تقدُّمَ شابٍّ له جميعُ الصفات الحسنة دينيًّا ودنيويًّا نعمةٌ من الله، ولا يَجب التفريطُ فيها, وبيِّني له أنَّ هذا الشاب صاحب الدين والخُلُق حافظٌ لكتابِ الله, ويَؤُمُّ الناسَ في الصلاة، يُرجَى أنْ يَحفظَ ابنته، ويكون له كولدِه, فكم من زوج ذي مال لكن يَمنع زوجتَه من التواصُل مع أهلها، أو يسيء عشرتها! أو غيرها من الأمور التي لا حرجَ في التحدُّث مع الوالد بشأنها, خاصَّةً إن كان هناك من يؤثر عليه سلبًا, وتقرَّبي إلى والدك كثيرًا، وحافظي على بِرِّه، والإحسان إليه، وذِكْر فضله عليكم، وصبره على تربيتِكم, وأكثري من الدُّعاء له بصلاحِ الحال، وحُسْنِ الخاتمة، وأن يُرِيَه الله - تعالى - الحقَّ حقًّا ويرزقه اتباعه، ويريه الباطلَ باطلاً ويرزقه اجتنابه.

 

وفي النهاية، تذكَّري قول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2], فلا عماتك ولا خالاتك ولا الناس أجمعون في أيديهم أنْ يَمنعوكِ شيئًا كتبه اللهُ لك, ولكن - كما أسلفنا - هي مُجرد أسباب نأخذ بِها متوكِّلين على الله مُعتصمين به, مستشعرين مَعِيَّتَه - سبحانه - وأسأله أنْ يَحفظك، ويثبتك على الحق، ويرزقك الزوجَ الصالح التقيَّ النقي، وأن يرزقك سعادة الدَّارين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • والدي يرفض زواجنا من الغرباء
  • كيف أعود إلى بلدي بالنقاب؟
  • تنتابني مشكلات نفسية بسبب الحجاب
  • ارتداء النقاب بعد الزواج
  • هل النقاب يمنع الزواج ؟
  • يطلبون من زوجتي أن تكشف وجهها!
  • هل أكشف وجهي لخطيبي من جديد؟

مختارات من الشبكة

  • كيف أقنع أبي وأمي بخجلي وقت الخطبة(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أقنع والدي بمسألة السكن؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أقنع والدي بأن يشتري لي هاتفا؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أقنع خاطبي بإكمال دراستي؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أقنع والدي بالموافقة على التخصص؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أقنع والدي بالموافقة على الخاطب؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أقنع زوجي بتأجير مسكن خاص(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • كيف أقنع خطيبي باستمراري في العمل؟!(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • كيف أقنع زوجي بالعدول عن فكرة الزواج الثاني؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أقنعها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب