• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

مشاكل الحياة

أ. ديالا يوسف عاشور

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/8/2010 ميلادي - 12/9/1431 هجري

الزيارات: 8659

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا أنْتمي لعائلةٍ وفيرةِ العَدد، كثيرة المشاكِل، باعتبار أنَّ البناتِ تأخرْنَ في الزواج معَ الفقر، وأبي ليس له دَوْر فعَّال في حياتنا، فكانت أمِّي تقريبًا وحدَها مَن يهتمُّ بنا دائمًا، ويوميًّا المشاكل في بيتنا، وإلى الآن، لا أنسى العراكَ والصياحَ، ولا أنسى بُكائي واختبائي.

 

مارستُ العادةَ السِّريَّة وأنا أجهلها وأنا طفلة، ثم انقطعتُ وعُدتُ أمارسها عندَ سن 15 سنة لمدة ثمانية سنوات، وأثَّر هذا فيَّ فكنتُ طيلةَ هذه المدَّة منطويةً خائفةً من المجتمع.

 

وأصبحتُ متشائمةً، وحتى حين بدأتُ أنتمي إلى نادٍ رياضي رفَض شقيقي، وانقطعتُ خلالَ فترة الجامعة، وهي أحْلى فترةٍ في حياتي، ولن تتكرَّر.

 

أُعْجبت بأشخاص، ولكنَّهم لم يهتمُّوا بي، وهذا أثَّر كثيرًا على شخصيتي، كل صديقاتي مخطوبات، أو لديهنَّ مَن يحبُّهنَّ، إلاَّ أنا.

 

المهم: كنتُ ناجحةً، وأتممت دراستي بنجاح، انقطعتُ عن ممارسةِ العادة السريَّة، وتحجبتُ والتزمتُ في صَلاتي - والحمد لله.

 

واليوم أنا أعمل عملاً حكوميًّا، ولديَّ الكثير من المشاكِل في العمل، ومشاكل العائلة ما زالتْ كما هي.

 

صدقًا لم أعُدْ قادرةً على تحمُّل العيش مع عائلتي، وما زلتُ فاشلةً في الحب، كل مَن أُعجب به لا يهتمُّ بي، مع العلم أني مقبولةُ الجمال.

 

أصبحتُ غير مبالية، ويائسة مِن الحياة، مِن الحب والزواج، كل شخص أتوقَّع مسبقًا أنَّه لن يحبَّني، وسيحبُّ غيري، وكثيرًا ما أفكِّر في الانتحار.

 

حقًّا لم أعُدْ أحبُّ الحياة.

 

أرجو مساعدتي، وجزاكم الله كلَّ خير.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

حياكِ الله عزيزتي، ومرحبًا بك معنا في موقع (الألوكة)، كل هذا الهم تحملينه داخلَ قلْبك، وتسيرين به يوميًّا إلى عملِك، وتعودين به إلى منزلِك، وتُؤمنين به، وتعزِّزين ذلك الشعورَ في نفسك وترسخينه في عقلِك، وتتصرفين بناءً عليه، وتُريدين بعد ذلك أن تستشعري محبَّةَ الجميع؟!

  

تأمِّلي معي هذا (السيناريو) وأعطيني رأيك:

"خرَج الوالد من منزلِه متوجهًا إلى عمله، فقابلتْه بعضُ متاعب العمل العادية، فهذا رئيسُه يطالبه بأشياءَ فوق طاقته، ويُحمِّله أكثرَ مما ينبغي، فكان سوءُ أدائه وتأخُّر إنجاز العمل سببًا لمزيدٍ مِن توبيخ رؤسائه، واستيائهم من أدائه، فعاد إلى بيته محمَّلاً بتلك الهموم، واجمًا متجهمًا، فدخَل البيت ولاحظَه أبناؤه، فأسرعوا إلى غُرَفهم يتوارون عن ذلك الشَّررِ المتطاير مِن عينيه، وبادرتْ زوجته بسؤاله عن حاله، فلمْ يُجب بأكثرَ مِن: أنا مُرهَق من العمل، ولستُ على استعدادٍ لسماع أحاديثكِ الآن.

 

فتوارتْ عن عينيه؛ لتجلسَ مع الأبناء، أو تتحدَّث في الهاتف، أو تنشغل عنه بما يمنعها مِن محاورته مرَّة أخرى، وأسْرع هو إلى غُرفته يبكي حظَّه، أنه حتى أبناؤه وزوجه لا يُكِنُّون له من المحبَّة شيئًا!

 

وقرر في النهاية أنه لا أحدَ يحبُّه في هذه الحياة التي يُفضِّل الموتَ عليها".

 

نهاية مأسوية، لكنَّه كتبَها على نفسه بنفسه، وهو لا يَدري، ما رأيك أنتِ؟

 

في الحقيقة يا أخيتي، نحن نفعَل مثلَ ما فعل هذا الوالد في الكثيرِ من المواقفِ اليوميَّة، نُريد أن نعطي ساعةً لنأخذَ يومًا، نريد ممَّن حولنا أن يتحمَّلونا بكلِّ عيوبنا، ولا نُطيق ذلك منهم!

 

نسارِع في إطلاق الأحكام على أنفسنا ومَن حولنا مِن دون بيِّنَة حقيقيَّة.

 

من قال لك عزيزتي: إنَّ جميعَ مَن حولك لا يحبُّونك؟!

مَن قال لكِ: إنَّ قطار الزواج قد فاتَك؟!

أنتِ إنسانةٌ ناجِحة، وقادرة على تحمُّل ظروف الحياة، والتكيُّف معها، فلماذا تتوقَّعين مِن زوْج المستقبل أن يحبَّ غيرَك؟! أعانه الله على ما ينتظره!

 

لماذا تَظنّين بنفسك كلَّ هذا السوء يا عزيزتي؟!

ارْفُقي بنفسِك، فالأمر أهونُ بكثير ممَّا تتصورين، ما أمْر هذه الحياة كلِّها إلا كما وصفَه الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((لو كانتِ الدنيا تعدِلُ عند الله جَناحَ بَعوضة ما سقَى كافرًا منها شرْبةَ ماء))؛ رواه الترمذي وابن ماجه.

 

وكما قال الله فيها: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 32].

 

كيف يُضحِّي المسلم بنفسه من أجْل تلك الأيَّام التي يقضيها فيها؟!

نعم، هي مجرَّد أيام معدودة، بل هي كعشيةِ يوم واحد؛ ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ [النازعات: 46].

 

تقولين: "ما زلتُ فاشلةً في الحب، كل مَن أعجب به لا يهتمُّ بي، مع العلم أني مقبولةُ الجمال".

 

بل احمدي اللهَ أنَّ قد نجاكِ مِن الوقوع في تلك العلاقات الوهميَّة، التي لا خيوطَ تربط بيْن قلوب أصحابها إلا كخيوطِ العنكبوت؛ ﴿ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 41].

 

أنتِ في نِعمة عظيمة، ومِنَن جليلة، حفظكِ الله مِن علاقات الحبِّ غير الشرعية، وخلَّصكِ من العادة السريَّة، وهداكِ لارتداء الحجاب، والمحافظةِ على الصلاة في ظلِّ مجتمع بعيدٍ عن الله، فقلْبك نظيف نقي - بفضْل الله.

 

تَلِج الكثيرُ من الفتيات عالَمَ الحياة الزوجية بقلوب كسيرة محطَّمة، مِن أثر علاقات الحبِّ المزعوم، والذي لا ينتهي غالبًا إلا بالفشَل، فكلُّ ما بُني على باطِل يكون باطلاً، وأنت ستدخلين إلى عُشِّ الزوجية بقلْب طاهِر، تملئينه بمحبَّة زوجك وأبنائك، لا يُعكِّر صفوَ حياتك – بإذن الله - ماضٍ بغيضٌ، ولا ذكرياتٌ أليمة.

 

إنْ كنتِ قد لاحظتِ قلَّة الصديقات حولك، وعدم تقبُّل الناس لك، فراجعي جيدًا طريقةَ تعاملك مع الناس، هناك مِن الأمور ما يصعُب علينا أن نلحظَه في أنفسنا، قد نكون أحيانًا أشخاصًا غير مرغوب فيهم؛ لثرثرةٍ زائدة، أو سلوك مستفِز، أو حديث ممِل، الأسبابُ كثيرة، ويشقُّ على النفْس مواجهةُ عيوبها، لكن بإمكانك مراقبة نفسك جيدًا، والاطِّلاع على طريقةِ التعامل المُثلَى.

 

أنصحُكِ بقراءة كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثِّر في الناس؟"؛ للكاتب الشهير "ديل كارنيجي"، والكُتب في هذا المجالِ كثيرة، وبإمكانك البحْث عنها على شبكة (الإنترنت)، كما أنَّ هناك أيضًا الكثيرَ من الدورات المتخصِّصة في فنِّ التعامل مع الناس، بإمكانكِ الالتحاق بها، والاستفادة منها بالتطبيق العملي، وهذه بعض الخُطُوات المختصرة، أرجو أن تقرئيها بعِناية، والأهم أن تطبِّقيها على الفور:

 

أولاً: الناس لا يحبُّون إلاَّ مَن يهتمُّ بهم اهتمامًا حقيقيًّا، صادقًا خاليًا من المصالِح الشخصية، فجرِّبي أن تسألي عن صديقات أو زميلات الدراسة، وأن تفتحي معهنَّ حواراتٍ لطيفةً ودودة، تشعرهنَّ بصدق محبتك، وتوضِّحين فيها استعدادَك لتقديم أيَّةِ مساعدة لهنَّ، فالناسُ لن يحبُّونا من دون تقديمِ يدِ العون وإظهار الاهتمام.

 

ثانيًا: يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تبسُّمُك في وجه أخيك لك صَدَقة...))؛ رواه الترمذي وقال: حسن غريب، وصحَّحه الألباني.

 

فما أقلَّ ما يُكلِّفنا التبسمُ، وما أكثرَ ما يثمر!

 

صَدِّقيني - عن تجرِبة - الابتسامةُ لها مفعول السِّحْر في نفوسِ الناس، فمهما يكن بك مِن هَم، جرِّبي أن تتبسمي لأهلك وصديقاتك برِقَّة، وسترين لذلك أثرًا طيبًا فعَّالاً - بإذن الله.

 

ثالثًا: احترام الناس، وإظْهار التقديرِ لهم، والثناء الصادق البعيد عن التملُّق، فمَن منَّا لا يَسعَدُ قلبه بالاحترام، ومَن الذي لا تستهويه كلماتُ الشكر والتقدير؟!

 

حتى الأطفال يَسعَدُون بذلك ويستشعرونه، فلاحِظي نفسَك، وراقبي سلوكك جيدًا مع مَن حولك: هل تصدر منكِ كلماتٌ توحي بعدم الاحترام؟

 

هل تتفوَّهين بما لا يَليق مع مَن تحادثينه؟

هل تُكثرين مِنَ الانتقاد؟

أشْعري مَن حولك بثِقتك فيهم، وتقديرك لهم، وابتعدي تمامًا عن التوبيخِ أو التهكُّم.

 

رابعًا: كوني مستمِعةً جيدة، وهذه مِن أهمِّ القواعد في كسْب محبَّة الناس، واصطياد قلوبهم، فالناس يحبُّون التحدُّثَ إلى مَن يستمع ولا يُظهر التبرُّم، يحبُّون مَن يُصغي باهتمام، لا مَن يتأفَّف، ويعلن بلسانِ الحال: متَى ينتهي الحديث؟

 

بل وزِيدي على ذلك متابعةَ الأحداث مِن حولك، فاسألي مثلاً عن ابنةِ صديقتك المريضة، وعن والدةِ الأخرى، وعن مشكلةٍ كانت تمرُّ بها إحداهنَّ، وهكذا.

 

خامسًا: ابتعدي تمامًا عن الجَدَل، فهو أسرعُ الطرق لكسْب كراهية الناس، وخير معينٍ لهم على النفور منك، بل وضِّحي وجهةَ نظرك بهدوء، وإنْ لم يَتقبَّل الطرَف الآخَر، فالْتزمي الصمت، فقد بلَّغتِ، وليس عليك أكثرُ من ذلك.

 

سادسًا: لا تكوني كتومًا، بل عبِّري عن نفسك بوضوح (Express yourself).

 

ما المانعُ أن تدخلي على والدتك، وتقولي لها: أحبُّك يا أمِّي؟ أو تدعي لوالدك أمامَه، أو تقولي لأختك أو أخيك: أنت أخي الحبيب؟!

 

هذه الكلمات يحتاجها كلُّ مَن حولك، وتؤثِّر فيهم بشكلٍ كبير، واختفاء مثْل هذه الحوارات القصيرة يؤثِّر سلبًا عليك، وعلى مَن حولك، فأَحْسني التعبيرَ عن مشاعرك.

 

سابعًا: كوني شخصيةً متجدِّدة، وابتعدي عن الملَل، والأحاديثِ التي لا تَبعث إلا على السآمة والحُزن، اقرئي وتعرَّفي على الأخبار التي يحبُّها مَن حولك، وحدِّثيهم بها بأسلوب مرِح وجميل، حدِّثي كلَّ شخص بما تظنِّين أنَّه يحبه، وثقِّفي نفسك في الكثير مِن الجوانب؛ حتى لا تلتزمي الصمتَ في المناسبات والاجتماعات، فالناسُ تحب الشخصَ الاجتماعي، وقد انقضتْ أسباب الانطوائية، فلِمَ التقوقُع على النفس الآن؟!

 

ثامنًا: تعرَّفي على زميلاتِك في العمل، وتودَّدي إليهنَّ، ووسِّعي نطاق معارفك، وحاولي تقديمَ بعض الهدايا اليسيرة لهنَّ في المناسبات، وتحمَّلي عيوبهنَّ بصَبْر.

 

تاسعًا: كوني دبلوماسيَّة، فلا تُعلني موقفك السلبي مِن فلانة مهما كان، واحتفظي بما يجبُ الاحتفاظ به، وتحدَّثي بما يجب التحدُّث به، في الوقت المناسب له، بالكيفية المناسبة؛ صعبة؟ تبدو كذلك، لكن بالتجرِبة ستلاحظين سُهولتَها.

 

هذا ما أردتُ أن أقوله بخصوص تقبُّل الناس، وكسْب مودتهم، أمَّا عن حديثك عن الانتحارِ، فقد آلمني بحقٍّ، كيف لمسلمة تعبُد الله، وتُصلي له في اليوم خمسَ مرات أن تُرادوها تلك الفكرةُ الشيطانية؟!

 

من المؤسِف أن يُقبل الغرب الكافر على الحياة، ويُحقِّقوا فيها أعْلى درجات النجاح، ورغم كلِّ ما يواجهون مِن صعوبات يستمرُّون، ونحن - المسلمين - نتمنَّى الموت مع كلِّ بلية تنزل بنا، وكل هَم يسيطر علينا، ألِهذا الحدِّ وصَل بنا الضعف والهوان؟!

 

يقول الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي - رحمه الله -:

"لا عُذرَ للمنتحِر في انتحارِه مهما امتلأ قلبُه بالهمِّ، ونفسه بالأسَى، ومهما ألَمَّت به كوارثُ الدهر، وأزمت به أزماتُ العيش؛ فإنَّ ما قَدِم عليه أشدُّ مما فرَّ منه، وما خَسِرَه أضعافُ ما كسَبه، ولو كان ذا عقلٍ لعَلِم أنَّ سكراتِ الموت تَجْمع في لحظة جميعَ ما تفرَّق مِن آلام الحياة وشدائدها في الأعوام الطوال، وأنَّ قضاء ساعة واحدة فيما أعدَّ الله لقاتلِ نفسه مِن العذاب الأليم أشدُّ من جميعِ ما يشكو منه، وما يُكابده من مصائبِ حياته وأرزائها، لو يُعمَّر ألْفَ سَنَة".

 

فأرجو ألا تخطر هذه الفكرة على عقلك مرة أخرى، وثِقي أنها مِن نزغات الشيطان، الذي أخَذ على نفسه العهدَ بإغواء بني آدم، لكي يكونوا في نارِ جهنمَ معه؛ ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [ص: 82]، فتوقَّفي عن ذلك أُخيتي، واثبتي على ما أنتِ عليه مِن صلاح، وثِقي أنَّ المِنَح مع المِحَن، وأنَّ النصر مع الصبر، وأنَّ القوة في الشدائد.

 

وما أجملَ قول الشاعر:

 

وَلِلنَّجْمِ مِنْ بَعْدِ الرُّجُوعِ اسْتِقَامَةٌ
وَلِلشَّمْسِ مِنْ بَعْدِ الغُرُوبِ طُلُوعُ
وَإِنْ نِعْمَةٌ زَالَتْ عَنِ الحُرِّ وَانْقَضَتْ
فَإِنَّ لَهَا بَعْدَ الزَّوَالِ رجوعًا
فَكُنْ وَاثِقًا بِاللَّهِ وَاصْبِرْ لِحُكْمِهِ
فَإِنَّ زَوَالَ الشَّرِّ عَنْكَ سَرِيعُ

 

ويقول الأستاذ عبد الكريم القصير في كتابه "ابتسم للحياة":

90% مِن متاعِبنا وآلامنا تبدأ منَّا نحن!

كثيرةٌ هي الآلام التي تكتَسي فريقًا من الناس، وتؤدِّي بهم إلى المهالِك، وتكسو وجوهَهم سحابةً غابرةً من الحزن، ويتساءلون دومًا عن ماهيات انبعاث ذلك الضجيج الذي مِن حولهم، ويحسبون أنَّهم سارِقو الحظِّ التعيس، وهم لا يعلمون أنَّ ذلك داخلهم، ويدور في أفلاكهم.

 

فأَحْسِني الظنَّ بربك، وثِقي أنه لا يردُّ قلبًا تعلَّق به ورجَا رحمتَه، وصَدَق في اللجوء إليه، وإنَّما هي ابتلاءات ومِحن؛ ﴿ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154].

 

لم تَذكُري عُمرَك، لكن لا يبدو لي أنَّك كبيرةٌ لدرجة اليأس مِن الزواج، وكَوْن صديقاتك تزوجْنَ لا يعني أبدًا أنَّك كبيرة، فالفتاة في الثلاثين الآن لا يُنظر إليها بنفْس العين التي كان المجتمع يَنظر بها في الماضي، واعْلمي أنَّ الزواج رِزق، كغيرِه من الأرزاق، يهبُ الله مَن يشاء لمَن يشاء متَى شاء، سبحانه هو العليم الخبير!

 

أخيرًا: يقول بعضُ الحكماء: "مَن كانتْ بدايته محرقة، كانتْ نهايته مشرِقة"، فأرجو مِن الله أن يجعلَ كلَّ حياتك إشراقًا ومحبَّة، وأن يرزقَك زوجًا صالحًا تَسْعدين به في الدنيا والآخِرة، ولا ينظر إلى سِواكِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أريد حياة سعيدة دون ملذات محرمة

مختارات من الشبكة

  • عن مشاكل القراء وقراء المشاكل(مقالة - ملفات خاصة)
  • مشاكل نفسية تعيق تقدمي في الحياة(استشارة - الاستشارات)
  • مشاكل تهدد الحياة الزوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أسس قيام حياة زوجية بلا مشاكل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معالجة الزكاة لمشكلة الفقر والمشاكل الاجتماعية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من واجبات المربي والمعلم (5): حل مشاكل الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مشاكل أسرية ومنهجية الحل من حديث: "قم أبا تراب"(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • زوجي لديه مشاكل في الخصية(استشارة - الاستشارات)
  • مشاكل بين الإخوة(استشارة - الاستشارات)
  • مشاكل المراهقة(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب