هل خطيبتي جميلة حقا؟

♦ الملخص:

شابٌّ عقد على فتاة، ذات خُلُق ودين، كان مترددًا قبل العقد؛ إذ لم يطمئن لجمالها ولا لصوتها، ثم إنه أعجبه جمالها وصوتها، وبعد العقد عليها جعل يراها جميلة ومناسِبة له تارة، وتارة أخرى يرى أنه يستحق أجمل منها وأكثر تناسبًا معه، وهذا أصابه بالحيرة والتردد في إتمام العرس، ويسأل: ما النصيحة؟

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت قد عزمتُ أن أختار زوجتي بنفسي، وألَّا يختارها لي أحدٌ، فرأيت فتاةً في الشارع أبهرتني وسحرتني، فقلت: هذه هي من أبحث عنها، فتبِعتُها إلى منزلها، وخطبتها من والدها، وطلبت موعدًا للرؤية الشرعية، ولما رأيتها من دون حجاب، رأيتها أقل جمالًا مما رأيتها في الخارج بالحجاب، ولم يعجبني صوتها كثيرًا، كما أنها تنطق السين ثاء، وأما دينها وخُلُقها، فهما مشكوران، فترددت في القبول، ولكن النسوة اللواتي ذهبْنَ معي لرؤيتها، رَأيْنَها جميلة، وأن صوتها ليس به بأس، فطلبت من والدها رؤية ثانية لها؛ حتى أختبر نفسي، هل أنزعج من صوتها؟ وهل سأراها جميلة؟

فلما دخلت عليَّ، شعرت بالطمأنينة، وأعجبني جمالها، وارتحت لصوتها، ولم أرَهُ منفِّرًا، وخرجت من بيتهم فرِحًا، ولم أفكر حينئذٍ في الرفض قط، بل كنت عازمًا على القبول.

مرت الأيام، وتم العقد عليها، وزرتُها مرتين في بيتها، ورغم أننا جلسنا على انفراد وقبَّلتها، فإنني لم أحس بشهوة جنسية تجاهها؛ فهي فتاة نحيفة.

وفي أثناء سفري، كنت على تواصل معها عبر الجوال بالفيديو، فمرات أُراها جميلة جدًّا، وجذابة لأقصى درجة، حتى أشبهها بأجمل نساء الأرض من المشهورات، ومرات أرى عيوبها؛ فأقول: جبهتها كبيرة، وهي تنطق السين ثاء، ثم أخاف أن ينتقل هذا الأمر إلى أولادي، أو أخاف أن يرث أولادي مرضًا لوالدة الفتاة في عينيها، أصابها في الكِبَرِ ولم تعد ترى، ووالدة زوجتي ورثت هذا العمى من عمتها، فأخاف أن ينتقل لولدي، ومرة لا يعجبني شعرها، ومرة أراها دوني في مستوى التفكير والوعي، ومرة لا تعجبني قَسَمات وجهها في ردات فعل معينة، وغالبًا ما أفكر في هذه الأشياء، عندما تضعف نفسي وأشاهد صورَ بعض الممثلات، فأقارن جوانب النقص فيها بنظيرتها عند هؤلاء النساء؛ كالصوت الساحر، والشعر الرطب، وجمال العيون، وأقول بيني وبين نفسي: أنا أستحق أجمل من هذه، أما في أوقات الصفاء والابتعاد عن النظر الحرام، فكنت لا أكلمها في الفيديو إلا والسعادة والابتسامة يملآن وجهي، وأكيل لها كل كلمات المدح والثناء من كل قلبي بلا تصنُّع.

والآن أفكر في وقف هذا الزواج ما دام لم يحصل دخول حتى الآن؛ خشيةَ أن أنفُرَ منها بعد الزواج أو أظلمها، أو أكون تعيسًا؛ بسبب ما قد ينتقل لأولادي من مرض، وفي أوقات أخرى أعود للإعجاب بها؛ إذا ما رأيت صورها ومحادثات الفيديو معها، حتى أصابتني حيرة عظيمة في القرار الذي أتخذه؛ ومما يجعلني أتردد في قرار الانفصال أمران:

1- خوفي من إلحاق الضرر النفسي بها؛ حيث إنها متيَّمة بي، وتراني كل شيء في حياتها، بل قد صرحت لي من قبل أن أعظم مخاوفها أن تفقدني، ويصيبها رعب، كلما فكرت في هذه اللحظة.

2- خشية الندم بعد الانفصال، فأنا كما أخبرتكم مرت عليَّ فترات رأيتها باهرة، ثم عكسها، وهكذا.

فأرشدوني بالله ماذا أفعل؛ فقد بقِيَ على موعد العرس ثلاثة أشهر، وأخاف أن أظلم نفسي أو أظلمها بعد الزواج، لو حصل نفور مني تجاهها؟