• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زوجتي تهينني
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    هل أقبل الزواج من جنسيات أخرى؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل بهذا أكون مارست العادة السرية؟
    أ. سارة سعد العبسي
  •  
    كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    علاقة سحاق أم صداقة؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ابتزاز بمقطع مخل
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أمي تضغط علي للقيام بالنوافل
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    تراكم صيام كفارة اليمين
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    أمارس العادة، فهل فقدت عذريتي؟
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    شباب الجامعة معجبون بي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟
    د. محمد حسانين إمام حسانين
  •  
    حجاب أمي وأختي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات علمية / شريعة إسلامية
علامة باركود

لماذا يكرهني ربي؟

لماذا يكرهني ربي؟
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/8/2022 ميلادي - 5/1/1444 هجري

الزيارات: 39077

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

♦ الملخص:

امرأة مرت بمعاناة كبيرة في حياتها، من بيئة غير مستقرة، إلى زواج رغم أنفها، ثم فضيحة وطلاق، وانقطاع عن الناس، وبُعْد عن الله عز وجل، ففقدت كل آمالها وطموحاتها، وهي تريد أن تموت وربُّها راضٍ عنها وتسأل: كيف السبيل إلى ذلك؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

نشأت في بيئة لم تلبِّ احتياجاتي النفسية والعاطفية؛ فقد تركني أبواي ليستمتعوا بحياتهم، تزوَّجتُ في سنٍّ صغيرة رغم أنفي، فحدا بي الأمر إلى أن أخطأت وفُضحتُ، وتلطخت سُمعتي، وخسرت كل من كان يُحبني، وقُطع ما كان بيني وبين أبي وإخوتي، يمر عليَّ الأسبوع ولا أكلم أحدًا إلا أمي وأحيانًا يكون الحديث بالهاتف، أنا وحيدة حرفيًّا، قبيحة، بدينة، مكروهة من الجميع، أشعر أن الله يمقتني ويكرهني، لأن الله عز وجل إن كان يحبني لَما وضعني بهذا الموقف، لا يتقدم أحد لخِطبتي وإن حدث، فإنهم دائمًا لا يناسبونني لكبر سنهم أو لزواجهم السابق، لذا فاحتياجي العاطفي والجسدي للرجل لم يُلبَّ، ولا أدري هل سيكون كسابقه من احتياجاتي التي لم تُشبع، لأن العمر يمضي والزواج والإنجاب مقرون بالعمر، عشت فترة طويلة من الاكتئاب بعد الطلاق، منطوية على نفسي، أشاهد الإباحيات يوميًّا، وأمارس العادة السرية، وأتكلم مع الرجال، وأشتم نفسي بعد كل فعل قبيح أقترفه، ومرت السنون وأنا على هذي الحال، حتى خارت قواي وبهتت روحي، وكنت أتعاطى مضادات اكتئاب كعلاج نفسي بأمر الأطباء، واستمر الأمر مدة سنة أو أكثر، فتحسنَّتُ نسبيًّا بعد أن كنت لا أشعر بشيء أصبحت أشعر، وإذا ما ضحكتُ أضحك ضحكًا حقيقيًّا، لكني لا أزال أشعر أنني غير طبيعية ولست مثل غيري؛ فليس لديَّ همة أو عزيمة أو إرادة لفعل شيء، وليس لديَّ حبٌّ لشيء، حتى إنني لا أحب ذاتي، وأكره اسمي، لم أعمل للدنيا ولا للآخرة، أريد الموت حقًّا مما عنيته في حياتي، فأنا غير منتظمة في الصلاة، أصلي يومين، وأترك الصلاة يومًا، قم أتوب فأرجع، ثم أترك وهكذا دواليك، شككت في الدين وسألت حتى عدتُ إلى رُشدي وإيماني، لكن قلبي مات، تركت الإباحيات منذ زمن، لكن بقي منها كرهي لنفسي وجلدي لذاتي، ضاعت غاياتي وأحلامي وطموحاتي، لا أمل لي في شيء، قرأت كثيرًا كي أحسِّنَ من نفسي، لكن لا فائدة، نفسي تقول لي: إن الأمر لن يتم إلا بإذن الله، لكن لماذا لم يأذن؟ لماذا يكرهني؟ لماذا خلقني؟ لماذا أخشى الحياة؟ أريد أن أموت وربي راضٍ عني فلا يعذبني، فكيف ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمشكلتكِ طويلة ومتشابكة ومؤلمة حقًّا، لكن لنركِّز على أهم ما ورد فيها؛ وهو الآتي:

1- التفريط من الوالدين في تربيتكِ منذ الصغر.

2- شكُّكِ في الدين وفي عدل الله سبحانه.

3- ترككِ للصلاة.

4- وقوعكِ في الفاحشة وافتضاحكِ.

5- جلدكِ لذاتكِ وكرهكِ لنفسكِ.

6- كره الناس لكِ وانعزالكِ عنهم.

7- تعتقدين أن الله يكرهكِ.

8- وتتسائلين: لماذا يكرهكِ؟ ولماذا خلقكِ؟

 

9- تريدين الزواج، لكن لا يتقدم لكِ إلا أشخاص كِبارٌ أو متزوجون، وترفضينهم لهذه الأسباب.

 

10- تقولين: إنكِ لستِ طبيعية، لستِ مثل الناس؛ إذ ليس لديكِ همة ولا عزيمة، ولا إرادة، ولا حب شيء، حتى اسمكِ تكرهينه.

 

11- وأخيرًا تسألين: (أريد أن أموت وربي راضٍ عني بحيث لا يعذبني)، وهذا السؤال منكِ مهمٌّ جدًّا جدًّا، وله دلالات كثيرة وعظيمة، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: لا شكَّ أن والديكِ مخطئانِ بإهمالهما لكِ، ولكن مع ذلك يجب عليكِ برهما والدعاء لهما؛ فالله عز وجل أمر ببر الوالدين، ولو كانا كافرَين، ويأمران ابنهما بالكفر، فكيف بالمسلمَين؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15].

 

ثانيًا: الإهمال في الصغر، والاستعجال في تزويجكِ، ثم طلاقكِ، كلها كان لها نتائج سلبية في حياتكِ، كما ورد في رسالتكِ، لكن أنتِ الآن كبرتِ وعقلتِ وأدركتِ فداحة أخطائكِ؛ ولذا فلا تيأسي أبدًا، وابدأي بخطوات عملية إيجابية تمسح آثار الماضي.

 

ثالثًا: ذكرتِ قضايا خطيرة جدًّا؛ وهي تشكُّككِ في عدل الله سبحانه، وترككِ للصلاة؛ فأما تشكككِ في عدل الله سبحانه، وأن الله يظلمكِ ويكرهكِ، فالجواب عنه أن من أسماء الله الحسنى العزيز والحكيم، وهو الذي يضع الأشياء في مواضعها، فلا يشرع إلا لحكمة، ولا يمنع ولا يعطي ولا يبتلي إلا لحكمه؛ فهو سبحانه حكيم في أقواله وأفعاله وأحكامه، وفي قضائه وقدره؛ قال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4]، وتأملوا الحديث الآتي: في الصحيح عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((يقول الله عز وجل: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلتُهُ بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُه؛ فاستهدوني أهدِكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسُكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمْكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضَرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، لو أن أولَكم وآخرَكم وإنسكم وجِنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئًا إلا كما ينقص المِخيط إذا أُدخل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومَنَّ إلا نفسه))؛ [خرجه الإمام مسلم في صحيحه].

 

رابعًا: ذكرتِ أنكِ تركتِ الصلاة، ومع ذلكِ تشتكين مما تدَّعينه ظلمًا من الله سبحانه - تعالى الله عز وجل عن ذلك - وأنت قد ظلمتِ نفسكِ بأعظم الظلم؛ وهو الشك في الله سبحانه، وفي عدله، وترككِ للصلاة، فكيف تريدين من الله عز وجل أن يوفقكِ وأن ينصركِ، وأن يرزقكِ الزوج المناسب، وأنتِ تبارزينه بالعصيان وبالشك ليلًا ونهارًا؛ والله سبحانه قال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

خامسًا: يبدو أنكِ مصابة بصدمات متتالية لم تستطيعي الصمود أمامها، وأصابكِ بسببها نوعٌ من الإحباط واليأس، والشكوك الخطيرة في الذات الإلهية.

 

سادسًا: ولِما سبق فتحتاجين للعلم الشرعي والمواعظ التي تُذكِّركِ بِعِظم حق الله سبحانه عليكِ من الطاعة وتركِ المعاصي، وبعظمة الله سبحانه وقدرته على كل شيء، وبعدله عز وجل، وتحتاجين لتقوية التوحيد بشكل عام في قلبكِ، وما فيه من بيان حقوق الله على العباد من وجوب إخلاص العبادة له سبحانه، ومن الإيمان بالقدر، والصبر على أقدار الله عز وجل؛ قال سبحانه في بيان الغرض من خلقه للعباد: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال عز وجل في القَدَرِ: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]، وقال سبحانه في بيان رقابته على عباده ومعرفته بكل أعمالهم: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].

 

سابعًا: ومع خطورة كل ما وقعتِ فيه سابقًا من شكٍّ، ومن اتهام لله والعياذ بالله بالظلم، ومن تركٍ للصلاة وفعل للفاحشة، فإن باب التوبة مفتوح لكِ على مصراعيه من ربٍّ رحيم، غفور ودود، سبحانه؛ كما قال عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110].

 

وقال عز وجل بعد أن ذكر المعاصي العظيمة: الشرك والزنا والقتل؛ قال بعدها: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]؛ ليُرغِّب العصاة في التوبة، بل ويبشرهم سبحانه بأنه يقبل توبتهم ويبدل سيئاتهم إلى حسنات؛ فأبشري بالخير وشمِّري للتوبة.

 

ثامنًا: أنتِ بحاجة مُلِحةٍ لجليسات صالحات، تستفيدين منهن عِلمًا وخُلقًا وتقوى، وتقوية للإيمان، أما بقاؤكِ هكذا وحيدةً، فهو يُعرضكِ للوساوس الشيطانية ولذبول الإيمان في قلبكِ.

 

تاسعًا: تحتاجين كذلك للبدء فورًا بالمحافظة على الصلوات كلها في أوقاتها؛ لأن ترك الصلاة فضلًا عن أنه كُفرٌ عند جمعٍ من العلماء، فهو مفتاح لكل الشرور، والمحافظة عليها سياجٌ وناهٍ قويٌّ عن الفواحش والمنكرات، وعن التساهل بالمعاصي كلها؛ كما قال سبحانه: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

 

عاشرًا: لا شكَّ أن تعمُّد المعاصي من الأسباب العظيمة لِما حصل لكِ من المصائب، ومن كرهِ الناس لكِ، بل وكرهكِ لنفسكِ، وأعظم من ذلك ما يحصل للعاصي من بغضِ الله سبحانه له، ومن ثَمَّ بغض الملائكة والناس له، وعدم توفيقه، ومنع الخير عنه، بينما الطاعات تجلب محبة الله والملائكة والعباد؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]؛والود هو المحبة في قلوب الناس، وتأملوا كثيرًا الحديث الآتي: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببْه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضَع له القبول في الأرض))؛ [متفق عليه].

 

والمحبة لا تحصل إلا بتحقيق التوحيد والطاعة لله سبحانه وترك معاصيه.

 

حادي عشر: مما سبق يتبين لكِ أن الله سبحانه لا يكره العبد لذاته، ولكن قد يحصل الكره بسبب الإصرار على ارتكاب المعاصي، فبادري للتوبة قبل الموت.

 

ثاني عشر: أما ما ذكرتِهِ من أنه لا يتقدم لكِ إلا الكبار أو المتزوجون، فأقول: لا تردِّيهم ابتداءً، وما يدريكِ لعل الله سبحانه ادَّخر لكِ خيرًا عظيمًا مع أحدهم، وأنتِ لا تعلمين، بل ترين فيه شرًّا، فاستخيري واعزمي.

 

ثالث عشر: وما ذكرتِهِ من فقدانكِ للهمة والعزيمة والإرادة، فلعلها عقوبات مُعجَّلة؛ بسبب ما اقترفتِهِ من الكبائر العظيمة، خاصة الشك في الله سبحانه، وفي عدله، واتهامه بالظلم تعالى الله عز وجل عن ذلك كله، وكذلك ترككِ للصلاة؛ فبادري للتوبة وأبشري.

 

رابع عشر: أما سؤالكِ الأخير بقولكِ: (أريد أن أتوب وربي راضٍ عني بحيث لايُعذبني)، فأقول: هذا سؤالٌ عظيم جدًّا، ويدل على أنكِ بالرغم من كل ما قارفتِهِ من الآثام، فإن لديكِ رغبة جادة في الأوبة إلى الرب الرحيم؛ ولذا فأبشري بالخير، ومما يُفرحكِ ويُشجعكِ قوله سبحانه: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

 

حفظكِ الله، ورزقكِ توبة صادقة، وغفر الله لكِ، ورزقكِ زوجًا صالحًا.

 

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف يعود إليَّ إيماني وتعلقي بربي؟!
  • معنى الرؤية في حديث: (( رأيت ربي كشاب أمرد ))

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوكل على الله (إني توكلت على الله ربي وربكم)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أبي يكرهني لأجل التزامي(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب