• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يهجم علي ملل خانق دون سبب
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    حيرة بين فتاتين
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    تأثير الغش في مستقبلي الدراسي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية
علامة باركود

أعتقد أن التحرُّش هو أخف الأضرار

فريق مستشاري الموقع


تاريخ الإضافة: 2/9/2007 ميلادي - 19/8/1428 هجري

الزيارات: 6556

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله،
يعاني كثيرٌ منَ الشباب - وأنا واحدًا منهم - حدوث انتصابٍ مستمرٍّ في بداية مرحلة المراهقة، عند حدوث أقلِّ إثارةٍ جنسيَّةٍ؛ فيقع الشابُّ في حيرةٍ: هل يُقْدِمُ على عَلاقةٍ محرَّمةٍ، أو يتَّجه للعادة السرِّية، أو يلجأ إلى التحرش بمن يدرك من نساء وفتيات؟!

أمَّا العادة السرية؛ فالمشكلة أن تأثيرها سيِّءٌ جدًّا على الأعصاب وضعف التركيز، لما تتطلَّبه من استحضار صورةٍ جنسيَّةٍ في مخيِّلة الشَّخص عند ممارستها، وأمَّا التحرُّش الجنسيِّ؛ فقد يكون بالقول أو الفعل.

أرجو معرفة: هل يوجد حلٌّ غير هذه الحلول الثلاثة؟؟

أنا أعرف أن هناك حلٌّ، وهو قوَّة الإرادة، وغضُّ البصر عن النساء، لكنْ مَنْ يقدر على ذلك إلا أقل القليل؟

فالشَّخص قد يتعرَّض للإثارة، ولو كان الأمر قليلاً؛ فمن الممكن أن يقاوم نفسه، لكن الأمر يزداد كل يوم؛ فماذا يفعل؟!

بصراحة شديدة أنا أفضِّل الحلَّ الثالث.
الجواب:

أجاب عن هذه الاستشارة كلٌّ من الشيخ خالد عبدالمنعم الرفاعي والأستاذ محمد عبدالله الحازمي


إجابة الشيخ خالد عبدالمنعم الرفاعي:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ وَالاه، ثمَّ أمَّا بعد:
فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون على ما وصل إليه حال المسلمين من رِدَّةٍ في الأخلاق وانقلابٍ في المفاهيم، وصَدَقَ الرَّسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث يقول: ((لتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قبلكم شِبْرًا بشِبْرٍ، وذِراعًا بذِراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُم)). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَنْ؟))؛ رواه البخاريُّ.
لقد اتَّبع المسلمون أساليب الغَرْب الوقحة، وتركوا شريعة الله - تعالى – السَّمْحَة، التي تأمر بالفضيلة، وتحثُّ على مكارم الأخلاق.
وقد أمر الله - تعالى - بِغَضِّ الأبصار عن محارم النَّاس وعوراتهم؛ فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30-31].

ومعلومٌ أنه لمَّا حرَّم الله - سبحانه وتعالى - النَّظر بين الجنسَيْن؛ كانت العلاقات المحرَّمة والعادة السِّرِّية والتحرُّش وغيرها - أوْلَى بالتَّحْريم، وهذا أمرٌ لا يَشْتَبِهُ على مسلمٍ سليم الحسِّ، وحُرْمَة ذلك معلومةٌ منَ الدِّين بالضَّرورة والبَدَاهَة العقليَّة، ومُرتَكِبُها آثمٌ بارتكابه هذا الفعل، مُسْتَحِقٌّ لما أعدَّهُ الله للظَّالمي أنفسهم، المجتَرِئين علي ربِّهم - منَ العقوبة في الدُّنيا والآخِرة.
كما أنَّ العقل الرَّاجح والفِطْرة السَّليمة - التي لم تَفْسَد بالشَّهوات، ولا باتِّبَاع الهوى - يستقبحان تلك الأفعال الشَّنيعة، ويَنْفُران منها ومن مرتكبيها.

فضلاً عن أن هذه الأفكار وإشاعتها في هذا العصر تتسبَّب في مفاسدَ عديدةٍ، لا تخفى على أحدٍ، ولا يجهلها إلاَّ متجاهلٌ؛ منها نشر الفاحشة وفُشُوِّها، وإثارة الغرائز، واقتحام حصون العفَّة والحصانة، إلى غير ذلك من المفاسد والمضارِّ التي شهد بها مَنْ أباحوا ذلك، وهذه المفاسد نتيجةٌ حتميَّةٌ لكلِّ أمرٍ أو نهيٍ بُنِيَ على خلاف شرع الله تعالى، الذي شرعه ليكون مصلحةً للنَّاس كلِّهم، في حاضرهم ومستقبلهم.

فَرِقَّةُ الدِّين، وضعف الوازع عند ‏كثيرٍ منَ المسلمين - ساعد الكثير على الفساد، والواجب العمل على منع الأسباب المُفْضِيَة إليه؛ فنحن المسلمين مأمورون بتسيير الواقع وتَكْيِيفِهِ على مُقْتَضَى الشَّرع، لا مسايرته وموافقته، وتَرْك ديننا وقِيَمِنا.

وأما دعوى عدم القدرة على غضِّ البصر لكثرة المثيرات، فغير صحيحٍ، فإنَّ الله تعالى قال: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، ولأنَّ الأمر إراديٌّ، وما يحدث هو أن مَنْ لا يستطيع هذا قد عَوَّد نفسه على الأمر؛ فأصبح عادةً، وهو بإمكانه التعلُّم والتغلُّب على ذلك؛ لأنَّ غَضَّ البصر خُلُقٌ، والأخلاق إمَّا أن تكون فِطْرِيَّةٌ جِبِلِّيَّةٌ، أو أن تُكْتَسَبَ بالمجاهدة والتعلُّم. فمَنْ لم يُفْطَر على غَضِّ البصر فَلْيَتَخَلَّق به، وليصبر عليه؛ كما قال : ((إنما العلم بالتعلُّم، وإنما الحِلْم بالتَّحَلُّم))، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، ومَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، ومَنْ يَتَصَبَّر يُصَبِّرَه الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع منَ الصَّبر))؛ رواه البخاريُّ.

ثم إن غض البصر ترك محض فالمطلوب عدمُه بخلاف الأوامر التي لا تحصلُ إلاّ بعمل وإيجاد شرائطه ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : ((إذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)) ؛ متفق فقيَّد الأوامر بالاستطاعة بخلاف ترك الحرام

قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم: والتحقيق في هذا أنَّ الله لا يكلِّفُ العبادَ مِنَ الأعمال ما لا طاقةَ لهم به ، وقد أسقط عنهم كثيرًا من الأعمال بمجرَّدِ المشقة رخصةً عليهم ، ورحمةً لهم ، وأمَّا المناهي ، فلم يَعْذِرْ أحداً بارتكابها بقوَّةِ الدَّاعي والشَّهوات ، بل كلَّفهم تركها على كلِّ حال، وأنَّ ما أباح أنْ يُتناول مِنَ المطاعم المحرَّمة عند الضرورة ما تبقى معه الحياة ، لا لأجل التلذذ والشهوة ، ومن هنا يعلم صحة ما قاله الإمام أحمد: إنَّ النهي أشدُّ من الأمر".

وإليك بعض الوسائل التي تُعينُ على غَضِّ البصر:
1- استحضار اطِّلاع الله عليكَ، ومراقبة الله لكَ؛ فإنه يراكَ، وهو محيطٌ بكَ.
2- الاستعانة بالله، والمثول بين يديه، ودعائه.
3- أن تعلم أنَّ كلَّ نعمةٍ عندكَ هي منَ الله تعالى، وهي تحتاج منكَ إلى شكرٍ، فنعمة البصر من شكرها حِفْظُها عمَّا حرَّم الله ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
4- مجاهدة النَّفس، وتعويدها على غَضِّ البصر، والصَّبر على ذلكَ، والبُعْد عن اليأس.
5- اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها الفتنة، ومن ذلك الذَّهاب إلى الأسواق، والجلوس في الطرقات؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إيَّاكم والجلوس في الطُّرُقات)). قالوا: ما لنا بدٌّ، إنما هي مجالسنا؛ نتحدَّث فيها. قال: ((فإذا أبَيْتُم إلا المجالس؛ فأعطوا الطَّريق حقَّها)). قالوا: وما حقُّ الطَّريق؟ قال: ((غَضُّ البصر، وَكَفُّ الأذى...)) الحديث، متَّفقٌ عليه.
6- أن تعلم أنه لا خِيارَ لكَ في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال، ومهما دعاكَ داعي السُّوء، ومهما تحرَّكت في قلبكَ العواطف والعواصف، فإنَّ النَّظر يجب غَضُّه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة، وليس لك أن تحتجَّ بفساد الواقع، وتبرِّر الخطأ بوجود ما يدعو إلى الفتنة؛ فإن الله تعالى قال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا} [الأحزاب: 36.
7- الإكثار من نوافل العبادات، فإنَّ الإكثار منها مع المحافظة على القيام بالفرائض - سببٌ في حفظ جوارح العبد؛ قال الله تعالى في الحديث القدسي: ((وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنَّوافل حتى أحبُّه، فإذا أحببته؛ كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يَبْطِشُ بها، ورِجْله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه)) الحديث، رواه البخاريُّ.
8- احرص على صحبة الأخيار؛ فإن الطَّبْعَ يُسْرَق من خِصال المخالَطين، والمرء على دين خليلِه، والصَّاحب ساحبٌ، والرَّجل على دين خليله؛ كما صحَّ عنِ الصَّادق المصدوق. 
9- تذكر الملائكةَ الذين يُحصون عليك أعمالكَ؛ قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10-12].
10- الزَّواج، وهو من أنفع العلاج؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((منِ استطاع الباءَةَ فليتزوَّج، فإنَّه أغضُّ للبَصَر، وأَحْصَنُ للفَرْج، ومَنْ لم يستطعْ فعليه بالصَّوْم؛ فإنه له وِجاءٌ))؛ متَّفقٌ عليه.
11- أداء المأمورات كما أمر الله، ومنها: الصَّلاة؛ قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45].
12- محاسبة النَّفس بين الحين والآخَر، ومجاهدتها على غَضِّ البصر، واعلم: أنَّ لكلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ.
13- تذكَّرِ الألمَ والحسرةَ التي تَعْقُبُ هذه النَّظرة، وتكديرَ القلب، فكَسْرَة شهوة النَّفس بالمعاصي أمرٌ مستحيلٌ، كما قال القائل:
فَلاَ تَرُمْ بِالْمَعَاصِي كَسْرَ شَهْوَتِهَا        إنَّ  الطَّعَامَ  يُقَوِّي  شَهْوَةَ  النَّهَمِ
هذا ونسأل الله تعالى أن يهديَ قلبكَ، ويشرحَ صدركَ، ويغفرَ ذنبكَ، ويطهِّر قلبكَ، ويُحْصِنَ فَرْجَكَ، ويُعِذْكَ من شرِّ مَنِيِّكَ، ويُيَسِّرَ أمركَ، وأن يصلح أحوال المسلمين، وأن يرزقهم الرُّشدَ في دينهم،، والله تعالى أعلم.

إجابة الأستاذ محمد عبدالله الحازمي:
الأخ الكريم،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

أشكركَ على طرح مثل هذه المشكلة، التي يعانيها بعض شباب وشابات المسلمين، ومحاولتكَ لإيجاد الحلِّ المناسب لها دليلٌ على شعوركَ بالمسؤوليَّة تجاه مجتمعكَ وأمَّتكَ.

ولكنَّ الحلول الثلاثة التي طرحتَها تفتَقِدُ إلى السَّند الشَّرعيِّ لها، وتدخل في دائرة المحرَّمات التي نهى الله عنها، بما فيها الحلُّ الذي فضَّلتَه، وإن كانت تتفاوتُ في الدَّرجات من حيث عِظَم حُرْمَتِها؛ قال تعالى : {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32]. 

يقول الإمام ابن كثير –رحمه الله -: "يقول تعالى ناهيًا عباده عن الزِّنا وعن مقاربته، وهو مخالَطة أسبابه ودواعيه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً}؛ أي: ذنبًا عظيمًا. {وَسَاءَ سَبِيلاً}؛ أي: وبئس طريقًا ومَسلكًا". [تفسير ابن كثير: جـ 5/ ص 72].

ويقول الإمام البَيْضاويُّ: "{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَا}؛ أي: بالعزم والإِتيان بالمقدِّمات، فضلاً عن أن تباشروه". {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً}؛ فِعْلَةٌ ظاهرةُ القبح زائدَتُهُ. {وَسَاء سَبِيلاً}؛ وبئس طريقًا طريقُهُ، وهو الغَصْبُ على الإبضاع المؤدِّي إلى قطع الأنساب وهَيَجِ الفِتن". [تفسير البيضاوي: جـ 3/ ص420].

ويقول السَّعديُّ في تفسير هذه الآية: "والنَّهيُ عن قُربانه أبلغُ منَ النَّهي عن مجرَّد فعله؛ لأنَّ ذلك يشمل النَّهي عن جميع مقدِّماته ودواعيه؛ ((فإن مَنْ حام حول الحمى يوشِك أن يقع فيه))، خصوصًا هذا الأمر الذي في كثيرٍ منَ النفوس أقوى داعٍ إليه. 
ووصف الله الزِّنا وقبَّحه بأنَّه: {كَانَ فَاحِشَةً}؛ أي: إثما يُسْتَفْحَشُ في الشَّرع والعقل والفِطْرة؛ لتضمُّنه التجرُّئ على الحرمة في حقِّ الله، وحقِّ المرأة، وحقِّ أهلها أو زوجها، وإفساد الفِراش، واختلاط الأنساب، وغير ذلك من المفاسد. 
وقوله: {وَسَاءَ سَبِيلاً}؛ أي: بئس السبيلُ سبيلَ مَنْ تجرَّأ على هذا الذَّنب العظيم". [تفسير السَّعدي: جـ1/ ص 457]. 

والتحرُّش الذي ذكرتَ هو من مقدِّمات الزِّنا، وقد نهى الله عنه، كما هو واضحٌ في الآية السابقة، ولا يرضاه أحدٌ لقريبته أبدًا، كما أنك لا ترضاه لقريبتكَ.
ولذا؛ فإذا أردتَ أن تبحث عن حلٍّ لأيِّ مشكلةٍ؛ فاحرص أن يكون ذلك الحلُّ نابعًا من الشَّريعة الإسلاميَّة، وموافِقًا لها؛ حتى تنال رضا الرَّحمن، وتخرج من المحظورات التي نهى الله عنها.

وبناءً على ذلك؛ فإنَّ الحلول الصَّحيحة لتلك المشكلة تتلخَّص في الآتي:
الأول: الحلُّ الذي ذكرتَ، وهو غضُّ البَصَر الذي أمر الله - عزَّ وجلَّ - به في سورة النور؛ حيث قال - سبحانه وتعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 30-31].
يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله -: "هذا أمرٌ منَ الله تعالى لعباده المؤمنين؛ أن يغضُّوا من أبصارهم عمَّا حرَّم عليهم، فلا ينظروا إلاَّ إلى ما أباح لهم النَّظر إليه، وأن يغضُّوا أبصارهم عنِ المحارم، فإن اتَّفق أن وقع البصر على مُحرَّمٍ من غير قصدٍ؛ فليصرف بصره عنه سريعًا؛ كما رواه مسلمٌ في "صحيحه"، من حديث يونس بن عُبَيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زُرْعَة بن عمروٍ بن جَرِير، عن جدِّه جَرِير بن عبد الله البَجَلي - رضيَ الله عنه - قال: سألتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن نظرة الفُجْأَة، فأمرني أن أصرفَ بَصَري" [تفسير ابن كثير: جـ6/ ص41].
ويقول العلامة ابن القيِّم – رحمه الله -: "فإنَّ كلَّ الحوادث مبدؤها من النَّظر، كما أنَّ معظم النار مبدؤها من مستصغَر الشَّرَر، فتكون نظرةً، ثم خَطْرَةً، ثم خُطُوَةً، ثم خطيئةً. ولهذا قيلَ: مَنْ حفظ هذه الأربعة أحْرَزَ دينه: اللَّحظات، والخَطَرات، واللَّفَظات، والخُطُوات". [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي: 170].

الثَّاني: هو ما نصَّ عليه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في قوله: ((يا مَعْشَرَ الشَّبَاب، مَنِ استطاع مِنكم البَاءَةَ فليتزوَّجْ، ومَنْ لم يستطعْ فعليه بالصَّوْم؛ فإنَّه له وِجَاءٌ))؛ أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ.
فالزواج أفضل حلٍّ للشابِّ المسلم المقتدِر؛ لأنه يصون النَّفس من الوقوع في المحرَّمات، ويكبح جماح الشَّهوات، وهو سببٌ للاستقرار النفسيِّ والعاطفيِّ، وإنِّي أنصحُ كلَّ شابٍّ لديه مقدرةٌ ألاَّ يتردَّد أبدًا في الزَّواج، وألاَّ يعمل على تأجيل ذلك مهما كانت الأسباب.

ولكنْ؛ إذا لم يستطعِ الشابُّ أن يتزوَّج؛ فقد وضع له النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حلاًّ مناسبًا، وهو الصَّوْم؛ لأنه يقرِّب العبدَ من ربِّه، ويُضْعِفُ الشَّهْوَة، ويقلِّل من التَّفكير في الجوانب الجنسية، فإذا تعوَّد الشابُّ على صيام النَّوافل، وكانت نيَّته صادقةٌ، فإنَّه موفَّقٌ - بإذن الله - إلى الابتعاد عن تلك المحظورات.

الثَّالث: امتثال أوامر الله وفعل الطَّاعات
، فلو كان الشابُّ المسلم محافظًا على الصَّلوات وتلاوة القرآن الكريم؛ فبدأ يومه بصلاة الفجر جماعةً، ثم تلا ما تيسَّر من القرآن الكريم، وحافظ على الأذكار، فإنَّ ذلك يكون سببًا في حفظه من الوقوع في المحرَّمات؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]. 

يقول الإمام ابن كثير – رحمه الله -: "ثمَّ قال تعالى آمِرًا رسولَه والمؤمنين بتلاوة القرآن، وهو قراءته وإبلاغه للنَّاس: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}.
يعني: أنَّ الصلاة تشتمل على شيئين: على ترك الفواحش والمنكرات، أي: إن مواظبتها تحمل على ترك ذلك" [تفسير ابن كثير: جـ 6/ ص280].

الرَّابع: اللجوء إلى الله - عزَّ وجلَّ - والدعاء بالهداية والثَّبات على دِينه؛
فعن أنسٍ - رضيَ الله عنه – قال: كان رسول اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُكْثِرُ أن يقول: ((يا مُقَلِّبَ الْقُلُوب، ثَبِّتْ قَلْبِي على دينكَ)). فقلتُ: يا رسول اللَّه، آمَنَّا بكَ وبما جئتَ به؛ فهل تخافُ علينا؟ قال: ((نعم، إنَّ القُلُوبَ بين أُصبُعَيْن من أصابع الله، يُقَلِّبُها كيف يشاءُ))؛ أخرجه أحمد والتِّرْمِذِيُّ.

الخامس: الابتعاد عن المواطن التي يَكْثُرُ فيها النِّساء المتبرِّجات
، وعدم الذَّهاب إليها؛ إلاَّ لحاجةٍ ماسَّةٍ، وهذا يقلِّل منَ الوقوع في المحظورات، ويُبْعِدُ عنِ الفتنة.

السادس: العمل على نشر تعاليم الدِّين الصحيحة بين النِّساء
، وتبصيرهنَّ بأهمية الحجاب، وعدم مزاحمة الرِّجال، وتنبيههنَّ إلى خطر التَّبرُّج والسُّفور، كلٌّ بقَدْر استطاعته؛ قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].

وفَّقك الله لكلِّ خير، وأصلح الله شباب وشابَّات المسلمين،، والله الموفِّق والمُعين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • صرخة فتاة تعرضت للتحرش(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • بطلان تبرير الشرك حتى لو اعتقد الداعي أن الميت لا ينفعه بنفسه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم من اعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشرًا وأنه يعلم الغيب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعتقد أنه حان الوقت لأن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ومضات قرآنية.. كما أعتقد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعتقد أني لست فتاة جذابة(استشارة - الاستشارات)
  • من نواقض الإسلام : من اعتقد أن هدي غير النبي أكمل من هديه (3)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • من نواقض الإسلام : من اعتقد أن هدي غير النبي أكمل من هديه (2)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • من نواقض الإسلام : من اعتقد أن هدي غير النبي أكمل من هديه (1)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • فقدان البكارة والخاطب!(استشارة - الاستشارات)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب