شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | استشارات نفسية استشارات دعوية استشارات اجتماعية استشارات علمية

أختي والنِّت..

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/5/2008 ميلادي - 16/5/1429 هجري

الزيارات: 7146

السؤال:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الطيِّب المبارك، وعلى كل ما تقدِّمونه لنا مِن إفادة، أكرَمكم الله..!

أوَدُّ - لو تكرَّمتم - أن تفيدوني وأكون شاكرةً لجهودكم..!

المشكلة تتعلق بأختي؛ فأختي أكبَر منِّي سنًّا، وقد تجاوزت الثلاثين بسنوات، وهي الآن غير متزوجة وتبحث عن زوج من النِّت مِن مواقع الزَّواج..

أنَا شخصيًّا لا أحب مثل هذه المواقع؛ لأنها تتضمن أشياء ربَّما تكون غير شرعية، فمِن خلال هذه المواقع يتعرَّف الطرفان ويتحدَّثان عبر الشَّات، وهنا الخلوة.. وهلُمَّ جرًّا.. إضافة إلى عدم التأكُّد مِن الشخص الذي يجلس وراء الجهاز..

أختِي مقتنعة بالفكرة كزَواج عبر النت، والمشكلة الأكبر هي أنَّ كلَّ مَن في البيت تَقريبًا يُدرِكون ما تفعَل، وأختِي لا تكلِّم أحَدًا فينا، يَعنِي هي مقاطِعَةٌ لنا، مِن أمي إلى أختي الصغرى، مع أن أمي تتذمَّر على فِعلِها دومًا.. المهم أن أختي كأنها تعيش حياتها بمفردها في البيت الذي يضمنا جميعًا، لا تكلم أحدًا إلا أختي الكبرى المتزوِّجة.. حتى إنها في بعض الأحيان لا تجتمع معنا للأكل..

أنا شخصيًّا لا أعرف كيف أتصرَّف كلمتُها مرَّة عندما رأيتُها جالسة لوحدها، وأردت أن أخرِجَها من عُزلتِها ومقاطعتها لنا جميعًا، وأفهمتها أننا كلنا نحبُّها، ولكن دون فائدة.. إن تكلَّمَت مع أحد فللضرورة القصوى جدًّا، حتى إنها أخبرت أختي الكبرى أنَّها تريد أن تفتعل المشاكل بيننا وبينها؛ لا لشيء إلا لأنها تريد ذلك!

أوَدُّ منكم المشورة وجزاكم الله خيرًا، وآسفة على الإطالة..!

الجواب:

أختي الكريمة،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

بدايةً، اسْمُك جميل، وسواء أكان اسْمَك الحقيقي أم اسمًا من اختيارك، فأتَمنَّى أن تنالي نصيبَك الوافر من عين السلسبيل في الجنة بإذن الله؛ فكما يقال: لِكلٍّ مِن اسْمِه نَصِيب!

يُمثِّل سنُّ الثلاثين للمرأة فصلاً صعبًا من فصول حياتها، وخصوصًا حين يتعثَّر زواجها، والسبب في ذلك نظرة المجتمع الخاطئة والظالمة لهذا السن رغم جماله ودِفئِه؛ حيث تصبح المرأة في هذه المرحلة العمرية أكثر نضجًا ورشدًا وإنتاجًا، ويكفي أن النساء في الجنة {عُرُبًا أتْرَابًا} [الواقعة: 37]، و(عرُبًا) بضم الراء وسكونها جمع عَرُوب، وهي المتحبِّبَة إلى زوجها عِشقًا له، و(أترَابًا) جمع تِرْب، أي: مُستوِيات فِي السِّن، وقد استنتج بعض المفسِّرين من حديث أبي هرَيرَة أنَّ أعمار أهلِ الجنَّة نِساءً ورجالاً هو سِنُّ الثَّالِثَة والثَّلاثِينَ!

عن أبِي هرَيرَة عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جردًا مردًا بيضًا جعادًا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم طوله ستون ذراعًا في سبعة أذرع))، أورده البغوي في تفسيره، وكذلك ورد الحديث في تفسير "فتح القدير".

بالنسبة لشقيقتك يبدو لي أنها تعاني من الاكتئاب Depression!

فالانطواء، والانسحاب، والوحدة، والعزلة، ورفض الطعام، وانحرافات المزاج، والنَّرجسيَّة، جميعها أعراض تنم عن اكتئاب؛ نتيجة لخيبات الأمل والإحباطات المتتالية، والخبرات الصادمة في حياتها الماضيَة،كذلك المعاملة الوالدية القاسية، وغيرها من الأسباب التي لم تذكريها!

والاكتئاب حين يصل بالشخص إلى هذه الحال، يكون بذلك قد انتقل به من مجرَّد حالة حُزْنٍ عَابِرَة إلى مرَض مثله مثل أيِّ مرض عُضْوي آخر بحاجة للمساعدة الطبية المتخصصة!

وغالبا ما يعالج الاكتئاب في العيادات النفسية بطريقتين:

• العلاج الدوائي: باستخدام مضادات الاكتئاب، وقد أحرز الطب النفسي خطوة جيدة في هذا المجال؛ حيث لم تعد تسبب هذه الأدوية الإدمان لها كما كانت من قبل، لكن يجب الاستمرار عليها لعدة شهور تصل في المتوسط إلى ستة أشهر.

• العِلاج النَّفسِي: مِن خلال الخضُوع لجلسات نفسيَّة تَمتَد فِي العادَة مِن أسبوعين كحد أدنى إلى ثَمانيَة أسابِيع..

والطَّريقَتَان مكمِّلتان لبعضهما ولا تتم إلا تحت إشراف طبيب نفسي أو أخصائي نفسي إكلينيكي..

وإذا لم يتوجَّه الشخص المكتئب إلى العيادة النفسية لتلقي العلاج، فهناك بعض الوسائل المتاحة لعلاج الاكتئاب البسيط، وتعتبر مكملاتٍ للعلاج النفسي، ولكن ليست بديلاً عنه، ومنها:

- العلاج الروحي: يقول تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، ويتم العلاج الروحي بالوسائل التالية:

1- تقوية الإيمان بالقضاء والقدر؛ فالله عز و جل يقول: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51]، وعن سلمان أنه سئل عن الإيمان بالقدر قال: "تعلَّم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليُصيبَك"؛ رواه البيهقي في "السنن".

2- معالجة القضاء بالدعاء، فعن سلمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يَرُدّ القضاءَ إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البِرِّ))؛ رواه الترمذي، ولعل أفضل الدعاء هنا هو دعاء الهم والحزن: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي))، ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدَّين وغلبة الرجال))، ودعاء موسى عليه السلام: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 25-28]، أيضًا: "اللهم رَضِّني بقَضائِك حتى لا أحبَّ تأخير أمرٍ قدَّمتَه، ولا تقديم أمر أخَّرتَه".

3- ملازمة الاستغفار، قال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم -: ((من لزم الاستغفار جعل اللّه له من كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كلِّ همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب))؛ رواه أبو داود.

4- تلاوة القرآن الكريم، فقد قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].

5- الثقة بالله وعدم القنوط من رحمته، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

فَكَمْ  للهِ  مِنْ  لُطْفٍ   خَفِيِّ        يَدِقُّ خَفَاهُ عَنْ  فَهْمِ  الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أتَى مِنْ بَعْدِ  عُسْرٍ        فَفَرَّجَ  كُرْبَةَ   العَبْدِ   الشَّقِيِّ
وَكَمْ  أمْرٍ  تُسَاءُ  بِهِ  صَبَاحًا        وَتَأتِيكَ  المَسَرَّةُ  فِي   العَشِيِّ
إذَا ضَاقَتْ بِكَ الأحْوَالُ يَوْمًا        فَثِقْ  بِالوَاحِدِ   الفَرْدِ   العَلِيِّ

- العلاج العطري: باستخدام الزيوت العطريَّة، مثل: زيت اليوكالبتوس، إبرة الراعي، الياسمين، العرعر، اللافندر (الخزامى)، خشب الصندل، نجيل الهند، الورد، البابونج، القصعين (المريمية)، والبرغموت، وأنا شخصيًّا أفضل استخدام زيت الورد أو زيت الخزامى.

ومن أفضل الطرق لاستخدام الزيوت العطرية:

• إضافة 4-5 قطرات من الزيت إلى وعاء مملوء بالماء الساخن، وبعد ذلك سيعمل البخار المتصاعد على نشر الرائحة العبقة في أرجاء الغرفة.

• أو حرق الزيت في فواحة تتقد بداخلها شمعة صغيرة، ويا حبذا لو كانت شمعة معطرة بزيت الخزامى.

• أما للاستعمال الشخصي: فمن الممكن وضع بضع قطرات من الزيت على منديل نظيف، ثم تنشق العطر.

• أو إضافة الزيت وخاصة الخزامى إلى دهان الجسم المفضل ثم تدليك الجسم به.

• كذلك من الممكن إضافة 6-8 قطرات من الزيت إلى الحمام الدافئ مساءً.

أنتِ من المغرب، ولا يخفى على الجميع فوائد الحمامات المغربية الجمالية، والأجمل استخدام النساء المغربيات للورد والخزامى خلال الحمام، أو باستعمال الصابون العُشبِي المكون من أحد هذه الأعشاب العطريَّة، لذا باستطاعتك استخدام هاتين العشبتين كوسيلة جمالية واستشفائية في الوقت نفسه.

ما رأيُك لو قدَّمت المجموعة كهديَّة لأختك؟!

- العلاج العشبي: عن طريق تناول منقوع أحد الأعشاب التالية التي عُرِفت بخواصها المضادة للاكتئاب، مثل: لسان الثور، الترنجان (بلسم الليمون Lemon Balm)، زهرة الآلام، رعي الحمام، المردقوش (البردقوش)، وذلك بإضافة ملعقة صغيرة من العشبة لكل كوب ماء مغلي وتركه لينتقع 20 دقيقة مع الحرص على إغلاق فوهة الكوب بغطاء حتى لا تتطاير الخواص المفيدة للعشبة.

- العلاج الغذائي: تعمل بعض الأطعمة على رفع الروح المعنوية، وعلاج الاكتئاب، ومثال على ذلك: تناول السمك، الشوكولاتة، الموز، اللوز، عسل النحل، القرفة، وكذلك الأغذية المحتوية على فيتامين B.

- ممارسة الرياضة: بانتظام لمدة نصف ساعة 5 مرات في الأسبوع، لإطلاق هرمون الأندورفين في الجسم، وهو ما يعرف بهرمون السعادة؛ لأنه مضاد طبيعي للإحباط والاكتئاب، اقترحي على أختك الكبرى مثلاً إهداء شقيقتكُنَّ اشتراكًا في نادي رياضي لشهرين أو ثلاثة أشهر، والأفضل لو اشتركتُن جميعًا لخَلْق جوٍّ حماسي مشبَع بالود والمحبَّة.

وَلكن تبقى أكثر خدمة يُمكن أن تُقدِّمِيها لأختِك، أن تكونِي صديقة لها؛ لأنَّه ليس بيدها أن تجد زَوجًا محبًّا، وَلكن بالمُستطاع إيجاد الأخت الصَّدِيقَة الَّتِي تقاسمها بسمة الفَرَح ودَمعَة الألَم.

لَقد حَاوَلتِ معها مرَّة واحدة، لكنها ليست كافية، إنها أشبه بقطرة ماء سقطت على صخرة صَلدَة، ولكي تنكسر لا بدَّ أن يستمِرَّ التَّقطِير لأيام عديدَة أو لعِدَّة أسابِيعَ.

حاولِي إيجادَ نِقاطٍ مُشتَرَكة بينكما، اهتمامات واحدة حتى وإن كانت بَسيطَة، ولكن بدون منافسة أو غيرة أو ارتداء ثوب الوعظ معها..

إياكِ أن تكوني الأخت الواعظة؛ لأن هذا لن يُجدي في حالة أختِك!!

مشكلة أختك أنَّها جعلت الزواج هدف حياة، وهي تعاقب الجميعَ لأنَّها لم تصل إلى هذا الهدف! لذلك تُمثِّل لها مواقعُ الزواج خيطَ الأمل الأخير، و إذا تَمزَّق هذا الخيط أو انقطع تمزَّق قلبُها معه، وقد تتمزَّق حياتها برمَّتها!

ونحن لا نريد أن نمزق قلبًا مزَّقته الأقدار المؤلمة والأحزان المريرة من قبل، فوصول المرأة لهذه السن دون زواج ورفقة رجل يحبُّها وتحبُّه، ليس بالأمر الهين حقًّا، وخصوصًا إن لم تجد الدعم النفسي والعاطفي من أهلها، ومن الأم على وجه الخصوص.

إنَّ تأخُّر سِنِّ الزَّواج إلى ما فوق الخامسة والثلاثين، مشكلة حقيقية تعانِي منها الكثير من الفتَيات على وجه الأرْض، لكن إذا نظرنا إلى الموضوع مِن زاويَة خاصَّة، نَجد أنَّ المغْرِب من الدول العربيَّة الَّتي يَرتَفِع فيها متوسِّط سِنِّ الزَّواج بشَكْلٍ مُلْفِت، فَفِي مُقابلة أجرَتْها مجلة "تَحت العشرين" مع الدكتور أبو زيد المقرئ الإدريسي الأستاذ بكلية الآداب في الدار البيضاء ونائب البرلمان المغربي ضمن الكتلة الإسلامية لحزب العدالة والتنمية، قال فيها: "متوسط الزواج في المغرب يزيد كل عام بمقدار نقطة وهذا شيء مخيف، فلو وقفنا الآن على متوسط سن الزواج في المدينة فلربما وجدناه يتوقف عند الـ30 أو الـ35"!

وبالعودة إلى أختك نجد أنَّ الإنترنت ومواقع الزواج تشكل لها نافذة الأمل وبوابة للحياة والأحلام.

لذا اجعلي الإنترنت همزة وصل حوارية بينكما، وليس مفترقًا للطرق، وانظري إلى الموضوع من زاويته المضيئة، إذ بإمكانك الاستفادة من ارتباطها به على النحو التالي:

1- تبادلي الرسائل الإلكترونية معها، وكأنكما صديقتان تمامًا، اكتبي لها مثلاً بأنك تحبينها وبحاجة إليها باعتبارها أختَك الأكبر سنًّا؛ ولأنَّها وضعَت حاجزًا مِن الصَّمْتِ بينكما، فأنتِ مضطرَّة الآن للحديث معها بهذه الوسيلة، ولا تيأسي - سترُدُّ عليكِ إن عاجلاً أو آجلاً.

2- استخدمي الماسنجر أيضًا كوسيلة حوارية، لا بأس من جنون العقلاء أحيانًا!

3- أرسلي إليها بطاقات المعايدة والتهنئة الإلكترونية، بمناسبة أو حتى بدون مناسبة.

4- تبادلي معها المواقع الإلكترونية المتخصِّصة التي تتوقَّعين أن تستأثر على اهتمامها كمواقع الجمال والطِّب البديل على سبيل المثال لا الحصر، وشجِّعيها على الاشتراك فيها أيضًا، وليس مجرَّد تصفُّحِها والمرور عليها فقط.

5- اطلبي منها أن تساعدَك في البحث بأحَد مُحرِّكات البحث الشَّهيرة مثل Google عن موضوع معيَّن بِحجَّة انشغالك مثلاً، ولا تنسَيْ أن تشكريها كثيرًا في حال قدَّمَت لك المساعدة.

وليس بالإنترنت فحسب يمكنك فكُّ قيودها، بل بالهاتف الجوال mobile أيضا، ألستِ من الآن فصاعدا صديقة لأختك؟

إذن اكتبي لها رسائل قصيرة SMS من حين لآخر، وإذا كان هاتِفاكما مزوَّدين بكاميرا فتبادلي معها رسائل الوسائط MMS فالكلمات كثيرًا ما تكون مؤثِّرة إذا ما اقترنت بصُوَرٍ معبِّرَةٍ.

لا تَنسَي الْهَديَّة؛ وأفضَل الهدَايا برأيي هي الَّتِي تكون مُنقِذة؛ بمعنى أن يكون المُهدَى إليه بقمَّة الحاجة إليها حتى لو كانت رخيصَةً جدًّا، كبطاقة تعبئة رصِيدٍ للهاتف مَثلاً، أو حتَّى أدوات نظافة كغسول منظف للوجه أو قطعة صابون!

فتِّشي أنتِ عن احتياجات أختِك، وستَرَين كيف سترتسم الابتسامة الخجلَى بين الثَّنايا!

ومَتَى ما انكسر الحاجز المكهرَب بَينكما، تستَطِيعِين بَعدَ ذلك نصحَها بِالحكمَة والموعِظة الحسنة، وساعديها بنَفسِك لإيجاد رجل تقضِي معه بقيَّة عمْرها، هذا ليس عيبًا أبدًا، وسِّعِي علاقاتك الاجتماعية؛ فلربما ظهر نصيبها بينهم، وليكن لأختِك الكبرى الدور الأكبر في ذلك، فثِقَة أختِك بِها أوسع المداخل إليها، وتواصلي أنتِ معها لإنقاذ أختك من براثن الاكتئاب، وبإذن الله تبلغين مُرادك.

أمَّا عن فكرة الزواج بالإنترنت، فقد قرأت فتوى - ولستُ متأكدة من صحَّتها - للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بجواز الزواج - ولكن بتحفُّظ - عبر شركات الزواج المتخصصة بما فيها الشركات التي تطلق مواقعها عبر الإنترنت!

لكنني أفضل لكِ الرجوع لقسم الفتاوى في الموقع هنا!

والفكرة بصفة عامَّة ليست سيئة بل قد تكون أحيانًا سببًا من أسباب الزواج، وإن كنَّا نتحفَّظ على المخالفات الشرعيَّة التي قد تصدر عن بعض المواقع، لكن بالإمكان إيجاد البديل من المواقع الإسلامية الجادَّة ثم إرسالها لأختِك، وصدِّقيني سيأتي يوم وتَمَلُّ بنفسها إن لم تجد الفائدة، فمقصدها شريف، وليس من أجل قضاء وقت الفراغ، ودعينا نَمنَحُها الثِّقة، خصوصًا وأنها تفعل ذلك أمام مرأى ومسمع الجميع، أليس كذلك؟!

شجِّعي والدتك على أن تدعو لها بدلاً من الدعاء عليها، واشرحي لها الأمر كما فهمتِه منِّي، فتعاون والدتك أمر مهم وأساسي، ودعاؤها قد يكون بابًا من أبواب الفرج لَكُنَّ جميعًا!

رزقك الله الحكمة والحنان، وألَّف بين قلوبكنَّ جميعًا، ووهبكِ وأخواتك الأزواج الصالحين، وردِّدْن دائمًا هذا الدعاء: "اللهم ارزقني زوجًا صالحًا تقيًّا نقيًّا مخموم القلب"!

وأنا بانتظار تطور علاقَتِكن بأختِك، وتقدُّم صحَّتِها النَّفسِية أيضًا، وفَّقَكِ الله ورعاك.

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة