• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مر على زواجي ثلاثة أشهر وما زلت بكرا
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حيرة بين فتاتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    زوجتي تفلتت من قوامتي
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    أمي وإخوتي تركوني وحيدة
    د. شيرين لبيب خورشيد
  •  
    وقعت في محرم قبل الزواج: هل عقد الزواج صحيح؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    قسوة القلب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    زواج بالإكراه
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ممارسة السحر من غير قصد
    أ. منى مصطفى
  •  
    الهوس بالأبراج
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    رجل مطلق يحبني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    إحباط من جميع النواحي
    أ. أحمد بن عبيد الحربي
  •  
    أكل الحقوق بين الإخوة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات نفسية / مشكلات نفسية / الخوف والرهاب
علامة باركود

لماذا نخاف من الموت

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/2/2009 ميلادي - 1/3/1430 هجري

الزيارات: 82597

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:
السلام عليكم ورحْمة الله تعالى وبركاته،
أنا شابَّة في الثَّامنةَ عشرةَ من عمري، أخاف من الموت ومن الموتَى، أخافُ من كل شيءٍ يرتبط بالموت، برغم أني مسلمة، أرجوكم ساعدوني؛ فالخوف يؤثِّر على دراستي، وبدأتُ أتراجع في التحصيل!

أرجوكم ساعدوني، ولكم الأجر والثواب!!
الجواب:

أختي العزيزة...

لقد خلق الله الموت قبل الحياة، وقد تقدَّم ذكْرُه على الحياة في سورة (تبارك - الملك)، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 1-2]؛ لذا فالموت حق على كل حيٍّ، وأمر واقعي محتوم لا مفرَّ منه، وكل نفس ذائقة الموت، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]؛ فهل تعلَمينَ أنه حتى ملَك الموت الموكَّل بقبض الأرواح {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11] سيموت أيضًا، وإن كان آخر مَن يموت يوم القيامة.

جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة، وهو حديث طويل ورد في "فهرس مسند إسحاق": ((فيقول الله له - أي لملَك الموت - وهو أعلم: فمَن بقي؟ فيقول: أنت الحي لا تَموت وبقيت أنا! فيقول الله له: أنت خلقٌ من خلقي، خلقتُك لما قد رأيت فمتْ، فيموت! فإذا لم يبقَ إلا اللهُ الواحد القهار الصمدُ الذي ليس بوالدٍ ولا ولد كان آخرًا كما كان أولاً، قال: خلود لا موت على أهل الجنة، ولا موتَ على أهل النار، قال: ثم يقول الله - عز وجل -: لِمَن الملْك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، ثم يقول لنفسه: لله الواحد القهار)).

بل سأذهب بك إلى أبعد من ذلك... حتى (الموت) نفسه... سيتعرض للموت ذبحًا يوم القيامة!

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُجَاء بالموت يوم القيامة كأنه كبشٌ أمْلحُ - وزاد أبو كريب: فيوقف بين الجنة والنار، واتفقا في باقي الحديث - فيقال: يا أهل الجنة، هل تعرفون هذا؟ فيشرَئِبُّون وينظرون ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: ويقال: يا أهل النار، هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم، هذا الموت. قال فيُؤمَر به فيذبح، قال: ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت))، قال: ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]؛ رواه مسلم.

هذه هي إحدى سنن الله الماضية في الكون، ولو كان للموت علاجٌ؛ لبرأ منه الأنبياء من قبل؛ لذا ينبغي أن نرضى بما كتبه الله وقدره، ولا نجزع من الموت؛ لكني أحب أن أذكِّرك بأننا جميعًا نَخاف من الموت، ولسنا وحدنا فقط... حتى الأنبياء كانوا يَخشون الموت، قال قتادة: "لم يسأل نبيٌّ من الأنبياء الموتَ إلا يوسف"؛ وذلك عندما قال: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101]، وسأضرب لذلك بعض الأمثلة:

1- آدم - عليه السلام -!
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لما خَلَق الله آدمَ مسحَ ظهرَه فسقط من ظهره كلُّ نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أيْ ربِّ، مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً منهم فأعجبه وَبِيصُ ما بين عينيه، فقال: أي رب، من هذا؟ قال: هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب، وكم جعلتَ عُمرَه؟ قال: ستين سنة، قال: أي رب، زِدْه من عمري أربعين سنة، فلمَّا انقضى عمرُ آدمَ جاءه مَلَكُ الموت، فقال: أَوَلَم يبقَ من عمري أربعون سنة؟ قال: أوَلَم تعطِها لابْنِك داود؟ قال: فَجَحَدَ آدم فجحدتْ ذريته، ونسي آدم فنسِيَتْ ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته))؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديثٌ حسن صحيح.

2- إدريس - عليه السلام -!
ورد في "فهرس مصنف ابن أبي شيبة"، عن ابن عباس، قال: "سألتُ كعبًا عن رفع إدريس مكانًا عليًّا؟ فقال: أمَّا رفع إدريس مكانًا عليًّا فكان عبدًا تقيًّا، يُرفع له من العمل الصالح ما يُرفع لأهل الأرض في أهل زمانه، قال: فعجب الملَك الذي كان يصعد عليه عملُه، فاستأذن ربَّه إليه، قال: رب ائذنْ لي إلى عبدك هذا فأزوره، فأذِنَ له فنزل، فقال: يا إدريس، أبشِرْ فإنه يرفع لك من العمل الصالح ما لا يرفع لأهل الأرض، قال: وما علمُك؟ قال: إني ملك، قال: وإن كنتَ ملكًا، قال: فإني على الباب الذي يصعد عليه عملك، قال: أفلا تشفع لي إلى ملك الموت، فيؤخّر من أجَلِي؛ لأزدادَ شكرًا وعبادة، قال له الملك: لا يؤخّر الله نفسًا إذا جاء أجلُها، قال: قد علمتُ ولكنَّه أطيب لنفسي، فحمله الملك عن جناحه فصعد به إلى السماء فقال: يا ملك الموت! هذا عبد تقي نبي يرفع له من العمل الصالح ما لا يرفع لأهل الأرض، وإنه أعجبني ذلك، فاستأذنت إليه ربي، فلمَّا بشَّرته بذلك سألَني لأشفعَ له إليك لتؤخّر من أجله، فيزداد شكرًا وعبادة لله، قال: ومَن هذا؟ قال: إدريس، فنظر في كتاب معه حتَّى مرَّ باسمِه فقال: والله ما بقي من أجل إدريس شيء، فمحاه فمات مكانه!".

3- موسى - عليه السلام -!
عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: ((أرسل ملك الموت إلى موسى - عليهما السلام - فلما جاءه صكَّه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت، فردَّ الله عليه عينَه، وقال: ارجع، فقُل له يضع يده على مَتْن ثور، فله بكل ما غطَّت به يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيَه من الأرض المقدسة رميةً بحجر))، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فلو كنت ثَمَّ لأريتُكم قبره، إلى جانب الطريق، عند الكثيب الأحمر))؛ حديث صحيح رواه البخاري!

هؤلاء أنبياء ويخشَوْن الموت، فكيف بنا نَحن؟! حتَّى وإن كنَّا مسلمين؟!
بل إنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن تمنّي الموت، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يتمنَّيَنَّ أحدكم الموت لضرٍّ نَزل به، فإنْ كان لا بد متمنيًا للموت فليقُل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي))؛ رواه البخاري.

من الطبيعي يا عزيزتي أن نخاف من الموت، فالخوف انفعال فطري، وللموت رهبتُه، لكن حتى هذا النوع من الخوف يجب أن يكون معتدلاً ومؤثِّرًا على نحوٍ إيجابي، أمَّا إذا تجاوز حدود المعقول، وأصبح مؤثِّرًا على نحو سلبيّ في الأداء - كما يحدث معك الآن، فيكون بذلك قد تطوّر من خوف طبيعي إلى خوف مرضي Phobia، ولهذا المرض النفسي قائمة طويلة من الأنواع المعروفة في الطب النفسي بأسمائها اليونانية، ومنها كما أدركتِ أنت بنفسك:
أ- الخوف من الموت Thanato-phobia.
ب- الخوف من الموتى Necro-phobia.

إن كان باستطاعتِك الذهاب للعيادة النفسية لتلقي العلاج، فهناك عدة طرق يتمُّ من خلالها علاجُ المخاوف المرضية، وهي كالتالي:
1- العلاج الدوائي:
أ- علاج الخوف بالأدوية.
ب- علاج الأمراض النفسية المصاحبة لهذا المرض؛ كعلاج الاكتئاب مثلاً.

2- العلاج النفسي:
أ- العلاج السلوكي: وتَستخدم المدرسةُ السلوكية عدةَ طرق لعلاج المخاوف منها:
* أسلوب التخلص من الحساسية Systematic Desensitization وقد استخدم بنجاح مع الخوف.
* أسلوب الغمر Flooding.
* طريقة تقليد نماذج الشجاعة Technique of brave models.

ب - جلسات التحليل النفسي.
جـ - العلاج بالاستبصار.
د - العلاج العقلاني - الانفعالي.

وفي كل الأحوال أتمنَّى أن تأخذي بهذه النصائح، عسى أن يجعل الله فيها الشفاء لكِ بإذنه تعالى:
1- تسلَّحي بالإرادة القويَّة لِمُواجهةِ الخوف، وخاطِبِي نفسَك بِهذه العبارة: "لن أخاف من الموت؛ بل سأُمِيتُ الخوف من الموت!".

2- واجهي مَخاوفك، جرّبي مشاهدة الأخبار كل ليلة في وقت محدد، فإذا كانت الأخبار تبدأ في تمام الساعة التاسعة مساءً، اجلسي أمام التلفاز في الساعة 8:55 وتنفسي بعمق لمدة خمس دقائق، واستمري في متابعة الأخبار (أخبار الشهداء والقتلى)، وفقًا للجدول الزمني التالي ولمدة أسبوع كامل:
اليوم
مدة المشاهدة
السبت
5 دقائق
الأحد
5 دقائق
الاثنين
10 دقائق
الثلاثاء
10 دقائق
الأربعاء
10 دقائق
الخميس
15 دقيقة
الجمعة
15 دقيقة

3- حين تتهجَّم عليك فكرةُ الموت، وتسيطر عليك مشاعرُ الخوف، اتركي كلَّ شيء في يدك، وأغمضي عينيك، ثم ركِّزي على تنفُّسك، ركزي على اللحظة التي يدخل فيها هواء الشهيق ويخرج منها هواء الزفير، حين تستطيعي اكتشاف تلك اللحظة بين الشهيق والزفير ابدئي بعملية التنفس الصحيح على النحو التالي:

اسحبي الهواء من أنفك وأنت تَعُدين في داخلك إلى (7)، ثم احبسي تنفسك وأنت تعدين إلى (4)، ثم أطلقي هواء الزفير من فمك وأنتِ تعدين في داخلك إلى (8) مع الحرص على إصدار صوت آه ه ه وأنت تزفرين، كرري ذلك لمدة خمس دقائق، ثم أحضري كوبًا زجاجيًّا واملئيه بالماء، اقرئي هذه الآية على الماء واستشعري معناها بكل جوارحك: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30]، وواظبي على عملية التنفس وشرب الماء يوميًّا لمدة لا تقل عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولو أردت فاستمري عليه العمر كله!

التفسير العلمي لذلك:
عند الخوف ترتَخي عضلاتُ الشُّعَب الهوائيَّة فتقلُّ سُرْعة التَّنفُّس، وتكفّ الغُدد اللُّعابيَّة عنِ الإفراز؛ فيحدُث جفافٌ في الفم، لذلك يصبح الجسم بحاجة ماسة للأكسجين الذي نستطيع الحصول عليه بطريقتين هنا:
أ- التنفس الصحيح العميق.
ب- شرب الماء، فجزيء الماء كيميائيًّا مكون من ذرتين هيدروجين وذرة أوكسجين (H2O)، وهذا بالضبط ما يحتاجه الجسم لاستعادة توازنه التنفسي ونشاطه وطاقته الحيوية المفقودة خلال مشاعره بالخوف، أما القراءة عليه فهذا أمر مشروع معروف وقد أظهرتْ دراسة مؤخَّرًا لعالم ياباني، مدى تأثير قراءة آيات القرآن على تكوين جزيئات الماء، وبالتَّالي القدرة الشفائيَّة - بإذن الله - لهذه الخاصية عليه، أما آيات الحياة تَحديدًا فقد أخذت هذه الطريقة عن الشيخ الجليل يوسف الدوس - حفظه الله.

4- هل تَعلَمين أنَّنا نَموت كل ليلة؟ ومن دون أن نشعر بالألم؟ كيف ذلك؟ بالنوم يا عزيزتي! أجلْ بالإمكان أن نقول بأن (النوم موت محبب) نستسلم له طواعية، ونطلبه ونطالب بعلاج أنفسنا إذا أرقنا وافتقدنا ساعاته، التي هي في الواقع بضع ساعات من الموت! أتريدين الدليل على ذلك؟

قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام: 60]، قال عكرمة في قوله {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}: يتوفى الأنفس عند منامها، ما من ليلة إلا واللهُ يقبض الأرواحَ كلها، فيسأل كلَّ نفس عما عمل صاحبُها من النهار، ثم يدعو ملكَ الموت فيقول: اقبض هذا اقبض هذا، وما من يوم إلا وملكُ الموت ينظر في كتاب حياة الناس، قائل يقول ثلاثًا، وقائل يقول خمسًا"، ثم ألسنا يا عزيزتي ندعو قبل النوم بهذا الدعاء: "اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت"؟ وكذلك: "باسمك ربي وضعتُ جنبي وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"! إذًا ممَ تخافين وأنت كل ليلة تهربين من الموت إلى الموت بإرادتك؟!!

5- احمدي الله دائمًا على نعمة الحياة، ألسنا بعد الاستيقاظ من النوم ندعو بهذا الدعاء: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"، وكما عرفت نحن نصحو من الموت، فنحمد الله على الحياة، هل فكرتِ مرة في ذلك؟ أجل فكري في ذلك من الآن، واشكريه تعالى على أجمل نعمه... (الـحـيـاة)، هل هناك ما هو أجمل من الحياة؟!

1 - فَكِّري بالموت كنعمة، إذ كثيرًا ما يكون الموت راحة لدى كثير من الناس، اسألي أمهاتنا الفلسطينيات عن فرحة الاستشهاد؟ اسألي الأطباء كيف يكون الموت في كثير من الأحيان خيْرَ دواء لمرضاهم؟! اسألي المُعَذَّبينَ والمحرومينَ كيف يتمنون الموت ويفضلونه على الحياة؟ تذكري مريم ابنة عمران حين عَرَفَت بحملها دون زواج ماذا قالت؟ {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 22، 23]، وَصَدَق الإمام عليّ - رَضيَ الله عنه - حين قال:
جَزَى اللهُ عَنَّا  المَوْتَ  خَيْرًا  فَإِنَّهُ        أَبَرُّ  بِنَا  مِنْ  كُلِّ  شَيءٍ  وَأَرْأَفُ
يُعَجِّلُ تَخْلِيصَ النُّفُوسِ مِنَ الأَذَى        وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ الَّتِي هِيَ أَشْرَفُ
2- أحيانًا يكونُ الخوف منَ الموت بسبب التَّقصير في العمل الصالح، لذلك أعدّي نفسك للآخرة بزراعة الأعمال الصالحة في حياتكِ، احتسبِي الأجْرَ في كلّ شيءٍ حتَّى في مُذاكرتِكِ، وطلبكِ العِلْمَ، وبرّ والديْكِ وصِلَةِ رحِمك؛ كلُّها أمورٌ بسيطة وأجْرُها عظيم متَى ما نويْتِ أن تكونَ هي سلاحك ضدَّ رهاب الموت، وبإِذْن الله تستطيعينَ مواجهة الموت بثقةٍ كما فعل يوسف - عليه السلام - بعد أن أخذَ بكل أسباب الصلاح والدعوة إلى الله دعا الله أن يَتَوَفَّاه، فقد أصبح الآن على أُهبَة الاستعداد لمُوَاجَهَة الموت.

3- للصِّدِّيق أبي بكر - رضيَ الله عنه - كلمة شَهيرةٌ، يقول فيها: "اطلبوا الموت توهب لكم الحياة)!، أما فكَّرت يومًا لِمَ يلجأ بعضُ ضعاف النفوس إلى الانتحار؟! لأنَّهم طلبوا الموت فاستَعْصى عليهم، وطالَت بهم الحياة فاختاروا الموت بإرادتهم..! ولَعَلَّ أشهر مقولة عرفها التاريخ العسكري الإسلامي بهذا الصدد مقولة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - وأرضاه، وهو على فراش الموت: "شهدت مائة زحف أو زهاها، وما بقي في جسدي موضع إلاَّ وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".

4- فَكِّري بالموت على أنَّه البَوَّابة التي تفتح لِلقاء رب العزة والجلال، مَن فينا لا يرغب في لقاء الله ورُؤْيَة وجهه الكريم؛ ولعلَّ من لطائف القصص في هذا الباب ما ورد في تفسير "الدر المنثور"، من أنَّ مَلَك الموت جاء إلى إبراهيم - عليه السلام - ليقبضَ رُوحَه، فقال إبراهيم:
"يا ملك الموت: هل رأيتَ خليلاً يقبض روح خليله؟"
فعرج ملك الموت إلى ربّه فقال: قل له: "هل رأيتَ خليلاً يكره لقاء خليله؟"
فرجع قال: "فاقبض رُوحي الساعة".

بالنِّسبة للتَّركيز والانتباه في الدِّراسة، أنصحك بما يلي:
1 - الوجبة الفقيرة مسؤولَة عن ضعف الذاكرة؛ لذا تناولي وَجَبات خفيفة صحِّيَّة بين الوجبات الرئيسة اليَوميَّة.
2 - مضغ اللبان يساعد على سرعة تَذَكُّر المعلومات واستدعائها، لم يستطع العلماء تفسير السبب المُؤَكَّد وراء ذلك؛ لكن طرحوا احتِمال حدوثه بسبب زيادة مضغ اللبان لقوة تدفق الدم والجلوكوز إلى الدم؛ كما أنَّ مَضغ اللبان كثيرًا يُقَلِّل نسبة هرمون التَّوَتُّر يساعد على (الكورتيزول)؛ مِمَّا يساعد على صفاء الذهن وسهولة التذكر.
3 - تجنبي العادات الغذائيَّة السَّيئة؛ كالإفراط في تناول السُّكَّر، وعدم الانتظام في الوجبات.
4 - إن عملية تنظيف المنزل والمكتب والدواليب باستخدام طرق التصنيف والترتيب والتخلص من الأشياء الزائدة يؤدِّي إلى تنظيف العقل وتصفية الذهن!
5 - الكتابة تُقَوِّي إمكانية التَّذَكُّر؛ لذا قومي بتسجيل الأشياء التي تريدين تذكرها على الوَرَق.

6 - العلاج العطري:
أ- خَففي بضع قطرات من (زيت الليمون) بكمية قليلة من الماء في زجاجة اسبراي ورشي غرفة دراستك.
ب- استنشاق (زيت الياسمين ) أو (زيت الليمون) يؤدي إلى ارتفاع نشاط موجات "بيتا" بمقدمة المخ، وبالتالي إلى زيادة الانتباه والتركيز.
جـ- مزج زيت النعناع بزيت الروزماري (إكليل الجبل- حصا البان) يساعد على زيادة التركيز.
د- وضع نقطة من زيت النعناع بالقرب من فتحة الأنف يساعد على الاستيقاظ والانتباه.

عزيزتي..

أَتَمَنَّى من كل قلبي أن تَتَخَلَّصي من مخاوفك، وأن تركزي حقًّا على دراستك، وتذكري أن الحياة قصيرة؛ بل أقصر من أن نقصرها بالأوهام؛ لذا استمتعي بسنوات عمرك فهي أجمل سنوات العمر، أليس الربيع أجمل الفصول دائمًا؟!!
شفاكِ الله وعافاك ولا تنسَيْني من صالح دعائكِ.

تعليق الألوكة:

اعلمي - رعاكِ الله - أنَّه في كثيرٍ منَ الأحيان يكون الخوف منَ الموت من وسوسة الشيطان ليحزن الذين آمنوا أو يقنّطهم، وعلاج هذا النوع منَ الخوف يكون بدايةً بِمحاولة نسيان الأمر بالكلّيَّة، مع دفع الخطرات عن القلب، وشغل النَّفس بالطاعات ثُمَّ بالمُباحات والحرص على ما ينفع.

ثم الإكثار منَ الاستعاذة والقراءة والذِّكر فهو أبلغ في دَفْع شرّ شياطين الجنّ، لا سيَّما قراءة سورة [ق] مع تَكرارها، فهي نافعةٌ - بإذن الله - في دَفع وَسْوَسة الشيطان عنِ النفس، وكذلك قراءة سورة [الدخان] بِتَدَبُّر.

كما عليكِ الإكثار منَ الدعاء معَ صِدْق اللجأ إلى مَن يُجيب المُضطر إذا دعاه ويكشف السوء، فاطرحي نفسكِ بين يديه على بابه سبحانه مستغيثةً به، مُتَضَرِّعة مستكينة مُتَذَلِّلة إليه، لا سيَّما في الأوقات الفاضلة كوقت السحر، فمتى وُفِّقْتِ لهذا فقد ولجتِ باب التوفيق والقبول وزوال الكرب.

وللفائدة تراجع فتوى: "الرقية النافعة بإذن الله للحسد وغيره"،، والله أعلم.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ما الأفضل للمتوفى: الحج أو الصدقة؟
  • مشروعية وعظ الناس عند تأخر الجنازة
  • حزين على موت صديقي
  • كثرة التفكير بالموت
  • رهاب الخوف من الموت
  • اليأس والموت
  • لماذا خلقنا الله؟
  • وسواس الموت

مختارات من الشبكة

  • لماذا يكره ابن آدم الموت؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا تهاب الموت؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • كلمات موجعة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ذكر الموت وتمنيه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • الاستعداد للموت: لماذا وكيف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الموت في ديوان "تسألني ليلى" للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الموت بوصلة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قلق الموت(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب