شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | استشارات نفسية استشارات دعوية استشارات اجتماعية استشارات علمية

الأب يأمر ابنَه بالبر وينسى نفسه!!

أ. أريج الطباع

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/3/2008 ميلادي - 16/3/1429 هجري

الزيارات: 7846

السؤال:

السلام عليكم،،،

استشارني أحدُ المتزوجين في شأن حياته، إلا أني احترت في الرد عليه، فطلبت منه أن يُمهلني بعض الوقت للبحث عن إجابة على تساؤله.

الأب مُدخن، والابْنُ ذو ثلاثة أو أربعة أعوام، ويخبرني الأب بأن الابن يرقبه دائمًا، ويتوقَّع من ابنه في أي لحظة سؤالاً عن سَبَبِ تدخينه أوْ شَيْءٍ من هذا القبيل، لأنَّ الابْنَ يقومُ بتقليدِ أبيه أحيانًا في تدخينِه، ويَزْجُرُه والدُه عن مثل هذا العمل.

فما هو الرد الأمثل على الابن؟ ولكيْ يكون السؤال أعمَّ وأنفع للقارئ بعد نشر السؤال: كيف يربِّي الأبُ أبناءَهُ على سلوكٍ حَسَنٍ ويَحثُّهم عليه، بينما الطِّفل يرى أنَّ الأب يعمل بعكس ما يَحُثُّ الأبناء عليه؟

الجواب:

بدايةً نشكر لك تواصُلَك مع الموقِع، وثقتَك به، وحِرْصَك على المشورة.

هلِ الذي استشارك أيضًا يعيش معك بالغرب؟

سيكونُ الوضع أصعب في هذه الحالة؛ إذ التربية تكون من البيت والمجتمع، فلو فقد ولده القدوة بالبيت، ورأى أمامه بالغد تساهلاً من مراهقي الغرب في التدخين، واعتاد المنظر والرائحة - سيكون من الصعب تربيته على غير هذا السلوك!

كون مَنِ استشارك حريصًا على تربية ولده؛ فهذا وحْدَهُ مؤشِّر إيجابي؛ إذ إنَّ كثيرًا من الآباء - للأسف - لا يُبالون بهذه المهمَّة، ولا يدركون خطورة ما يقومون به على أبنائهم.

أيضًا: شعوره أن ما يقوم به ليس سلوكًا يفخر به؛ فهذا أيضًا مؤشِّر إيجابي، وسيساعده أكثر على تجاوز الأمر - بإذن الله.

وننصحه بالتالي:

• التربية: لننجح؛ لا بدَّ لنا أن نكون قادرين أيضًا على تربية أنفسنا بدايةً؛ فالحزم مع النفس وعلاج مشكلاتِها أساسٌ للتربية، ونَحتاجُ أن نقاوم ما نعانيه مَهْمَا أخذ منا ذلك جهدًا ووقتًا، فمُقاوَمَةُ التَّدخينِ والبَدْءُ في علاجٍ جِدِّي هو أهم الأمور التي يجب أن يلجأ لها صاحبك؛ لتعينه على تربية سليمة.

• قد يأخذ علاجه من مشكلته وقتًا، لكن يجب علينا أن ننتبه على ألا نجاهر بسلوك سلبي أمام من نحن لهم قدوة، فعلى صاحبك ألا يدخن أمام ولده؛ ليجنبه الاعتياد على ذلك والاقتداء به! ناهيك عن ضرر الدخان على الطفل أكبر من ضرره على المدخن نفسه!

• التربية بالأفعال أقوى من التربية بالأقوال؛ فعليه أن يُخبر ولده ويكرر له أن هذا الأمر سيئ، وأنه لا يحبه، ويريه إعراضه عنه ومقاومته له!

نَحن بشر، قد نخطئ أحيانًا، لكن المهم أن نعترف بأخطائنا، وألا نصر عليها، وأن نتداركها.. هذا ما يجب أن يربيه في ولده.

• من خلال التربية، يجب أن نحرص منذ الطفولة المبكرة على أن تكون مرجعية الطفل هي ما يرضي الله، لا ما يفعله الوالدانِ إطلاقًا؛ فيجب أن يحرص المربي على غرس مراقبة الله في نفس الطفل، فمن الخطأ أن نربي الطفل على أنَّ الوالد على صواب دومًا! قد يخطئ؛ فهو بشر في النهاية، لكنه يحرص على تفادي ذلك والتوبة حال فعل الخطأ!

• حينما يحرص المربي على تربية الولد أنَّ الخطأ يبقى خطأً أيًّا كان مرتكبه - فإنه أيضًا يجب أن يحرص على تقبُّل النصح، وتدريب الطفل على تقبله أيضًا؛ فيشعر ولده أنه فخور به؛ لأنه ينبهه إلى أخطائه.

• وختامًا: احتساب الأجر، والتركيز على دور الأمانة المناطة بأعناقنا في عملية التربية - يجعلنا لا نغفل عن أثر الدعاء، واللجوء إلى لله لطلب العون منه.

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة