هل أسافر إلى بلدي وأتركه؟

الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله، نشكُركم لتواصُلِكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

أولًا: نحن نَعذِرك تمامًا لانزعاجك وغيرتك على زوجك، وهذا شعورُ أيِّ زوجةٍ سويَّة تُجاه هذا الأمر الذي صدَر مِن زوجك.

ثانيًا: المشكلات عادة تقع بسبب عدم الالتزام بقانون الأسرة الشرعي الذي يضع حدودًا للتعامل مع النساء الأجانب، وأختك تُعتبر أجنبية عن الزوج بالمعنى الفقهي، وإن كانت هناك نوع من القرابة كونها أختَ الزوجة بالنسبة إلى زوجك.

وعليه فإننا ننصحك بالتالي:

1- الجلوس والتفاهم مع الزوج حول الحدود الشرعية في التعامل مع أختك، ومع أنك حاولتِ سابقًا، لكن ليس هناك ما يَمنع من إعادة المحاولة مرةً أخرى، ولو لزِم الأمرُ الاستعانةَ بأشخاص جيدين يثِق بهم زوجُك، ويستجيب لكلامهم.

2- أخبِري زوجك بأنه لو لم يَحترم القانون الشرعي، فعلى الأقل يحترم الناحية النفسية لك زوجةً؛ حيث إنك تغارين من هذه التصرفات، وهذا من حقِّك، وعليه أن يراعي نفسيتك في هذا الجانب، وهذا جزءٌ من العشرة بالمعروف بين الزوجين.

3- حاولي أن توضِّحي الصورة الفقهية العامة لأسرتك، وأُمِّك تحديدًا؛ حتى تفهَم تداعيات مثل هذه الأمور السلبية، فاللمس لا داعي له، والخَلوة أو الجلوس في الغرفة وحدهما لا ينبغي بالتأكيد؛ وكلاهما مدخل للشيطان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما خلا رجلٌ بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهما))، وهذا لا يعني التخوين، وإنما يجب الالتزام بالهدي النبوي الكريم.

4- لا داعي للامتناع عن العلاقة الجنسية، فهذه وسيلةُ عقابٍ غير مناسبة لأمرين:

الأول: أنها لا تَصلُح وسيلةَ عقابٍ أو ضغطٍ؛ لأن هذا مِن حق الزوج، والامتناع عن العلاقة الزوجية يسمى في الاصطلاح الفقهي (نشوز الزوجة).

الثاني: أن هذا الامتناع حتى لو كان جائزًا، فلن يكون مناسبًا في هذه الحالة؛ لأن المطلوب منك أن تُهيِّئي له عواملَ الجذب، وليس عوامل النفور والابتعاد عنك.

5- الشيء نفسه ينطبِق على موضوع سفرك وتركِك زوجَك، فإن كان سيبقى مع أُختك، فلا ننصحك بالسفر، أما إن كانتْ أختك ستسافر معك، فهنا يُمكن التفكير بجعل السفر وسيلةَ ضغطٍ على الزوج، للانصياع للتوجيهات الربانية والقوانين الأسرية المرعية في الشريعة الإسلامية.

6- مع أن الوالدة عصبية ومريضة، لكن إن رأيتِ أن إخبارها سيكون منه فائدةٌ في إقناع أختك، فهذا سيكون أمرًا مفيدًا.

7- ينبغي التركيز على عدم تخوين الزوج أو الأخت، فهذه الأمور تَصدُر منهما بغير قصدٍ، ولكن من باب زيادة التحرُّز والتحوُّط.

8- في ختام الموضوع أقول: لو وقَع خطأٌ من زوجك، فلستِ مسؤولةً عنه، وإنما هو المسؤول عن خطئه، ولكن من المفيد أن تُحاولي تغييرَه بلُطفٍ وحِكمةٍ، وعدم الدخول في مشاجرات ومشكلات.

نسأل الله تعالى أن يُيسِّرَ أمرَك، وأن يَشرَح صدرَك، وأن يُزوِّدَك التقوى.