معاملة الزوج القاسي

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فحقيقة في مثل هذه الشكوى أفضِّل أن أسمع مِن الطرفين؛ فوجهةُ النظر من طرف واحد لا تساعد في وضع الحلول، فمثلًا أنت تشتكين من زوج يضربك ولا يتحدث معك لمدة طويلة، وينام بعيدًا عنك، و... و...، فلماذا يفعل ذلك؟! لا بدَّ من معرفة الأسباب!

أما مسألة تدخل والدته في حياتكم، فذلك أمر طبيعي يَحْصُل كثيرًا، وليس القصد منه كما وصفتِ بأنه (تدخلٌ في الخصوصيات)، وإنما هي علاقة بين الوالدة والابن تدل على الأريحية والبساطة وعدم التكلُّف، ولتدركي بساطة الأمر لك أن تتخيليه مع والدتك.

يا بنية، اكتشفنا من خلال بعض الشكاوى أن سوء خلق وتصرف الزوجة كان سببًا فيما كانت تشتكي منه؛ لذلك تفقَّدي علاقتك بزوجك وتساءلي: هل أنت في تعاملك معه تُشعرينه بالراحة، وبالثقة، وبالاحترام، وبالمحبة؟!

لا أظن أن هناك زوجة تجتهد في ذلك، ثم تشكو أن زوجها يعاملها بسوء!

المطلوب هو أن تبدئي في التغيير، ومن ذلك مثلًا: عدم مخالفة الزوج فيما يحبُّ ويكره، واستخدام الأسلوب الأمثل في النقاش إذا استحقَّ الأمر؛ حيث إن العناد والإلحاح والجدال لا يأتي بخير.

أما صفة الكسل فإنها ستتغيَّر مع الأيام بفضل الله، خصوصًا بعد إنجاب الأطفال؛ حيث الشعور بالمسؤولية، فكلُّ شابٍّ كان قد تعود على نمط حياة قبل الزواج ويَحتاج إلى وقتٍ كي يتبدل حاله، والمرأة الذكيةُ هي من تُعين زوجها على ذلك، ليس بالشدة أو النقد، وإنما بالطريقة الحكيمة الهادئة.

قد يكون من أسباب سوء التعامل شعورُ زوجك بعدم رغبتك فيما ذكرتِ مِن أمر المعاشرة، وهذا من أقوى أسباب سوء العشرة بين الزوجين، فليتك تتنبَّهين.

لا تُفكِّري في الانفصال بسبب بعض الصفات أو التصرفات التي لم تَرُقْ لك، وإنما فكري في كيفية تحسين العلاقة مع زوجك حتى لو اضطرَّك الأمر للكذب والمجاملة.

استعيني بربك على كل حال، وتضرَّعي إليه بأن يُصلح حالكم، وأن يلهمك رشدك

ويوفقك لأحسن الأعمال والأخلاق