فعالية استخدام البرمجية الحاسوبية في حفظ القرآن الكريم

ملخص الرسالة

فعالية استخدام البرمجية الحاسوبية

في حفظ القرآن الكريم والاحتفاظ بالتعلم

لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي

مستخلص

يهدف هذا البحث إلى التعرف على فعاليَّة برامج تحفيظ القرآن الكريم الحاسوبية على تفادي اللَّحن وإتقان التجويد والترتيل والانطِلاق في حِفظ القرآن الكريم، كذلك بقاء هذا الحفظ لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي.

وقد استخدم الباحثُ المنهجَ التجريبي لإجراء البحث، وتكونَت عيِّنة البحث من ٥٠ طالبًا من طلاب الصف السادس الابتدائي، التي اختيرت بطريقةٍ عشوائيَّة؛ حيث قسمَت العيِّنة بالتساوي إلى مجموعتين؛ ضابطة تدرس المحتوى بالطريقة التقليديَّة، وأخرى تجريبيَّة تدرس المحتوى ذاته عن طريق البرمجيَّات الحاسوبية، وقد أُجري البحث في مدرسة جبل الرحمة الابتدائية الرائدة بالرياض.

المقدمة

الحمد لله القائل: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، والصَّلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل: ((تركتُ فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلُّوا بعدي أبدًا: كتاب الله، وسنَّتي))؛ رواه الحاكم.

ثم أمَّا بعد:

فإنَّ القرآن الكريم هو دستور البشريَّة، الذي إن تمسَّكَت به عزَّت في الدنيا وفازَت في الآخرة، وإنَّه الدستور الخالِد الذي جعله الله هدًى للنَّاس، ودستورًا لنجاحهم، وسرًّا لنجاحهم، وفيه بيان طبيعة علاقتهم بربِّهم وعلاقتهم بعضهم ببعض.

فكان ولا يزال القرآن الكريم هو الهداية والحجَّة، الذي ما لبث أنْ ملَكَ على الناس ألبابَهم، وتملَّك عليهم مشاعرهم؛ (الذهبي ٤، ١٣٩٦)، قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42]، من ابتغى الهدَى في غيره فقد أضلَّه الله، ومن ولي هذا الأمر من جبارٍ فحكم بغيره قصَمه الله، هو الذِّكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، فيه خبَر مَن قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحُكم ما بينكم، وهو الفَصل ليس بالهزل، وهو الذي سمعَته الجنُّ فلم تَتناهَ أن قالوا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ﴾ [الجن: 1، 2]، ولا يَخلق عن كثرة الردِّ، ولا تنقضي عِبَره، ولا تفنى عجائبُه))؛ رواه الدارميُّ.

له المنزلة الرَّفيعة، والمكانة العالية، والأهمية العظيمة، كيف لا وقد قال الله تعالى عنه: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، وقال: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ [فصلت: 42]؟ ولذلك فقد اعتنى المسلمون بتعلُّمه وتعلميه مستمدِّين من الله العونَ الذي تكفَّل به، فحفظوه في صدورهم، وكتبوه في وسائلهم، ينقله جِيلٌ عن جيل، مهما اختلف أو تنوَّعَت الوسائل والطُّرق، حتى وصل إلى ما وصل إلينا اليوم غضًّا طريًّا دون أن يَطرأ عليه أيُّ تحريف أو تبديل أو تغيير، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

ولقد تعدَّدَت الجهودُ من الدول والأفراد في تعليم كتاب الله، والمملكة العربية السعودية رائدةٌ في هذا المجال، لا غرو وفيها مهبط الرسالة ومنبع الوحي، فاهتمامها بالقرآن الكريم متنوِّع؛ طباعة ومسابقات، وندوات ومؤتمرات، بل ونصَّت السياسة العامَّة للتعليم على: "الاهتمام بمدارس تَحفيظ القرآن الكريم، والعمل على نَشرها في جميع أنحاء المملكة، والمملكة إذ تهتمُّ بنَشر مدارس تَحفيظ القرآن الكريم فإنَّما تَسعى لتخريج شباب مسلِم حافظ لكتاب الله الذي يُعتبر دستور الأمَّة"؛ (الحقيل: ١١٠،١٤٢٠).

وقد وجَّهَت الدولة بمختلف أنظمتها عنايتَها الفائقة للتعليم بصفة عامَّة، والابتدائي بصفة خاصَّة؛ حتى يسير مع التقدُّم الاجتماعي والاقتصادي جنبًا إلى جنب، وعملَت على نَشره وفتح مدارسه في كلِّ مدينة وقرية وهجرة؛ ذلك لأنَّه هو القاعدة الأساسيَّة التي يُبنى عليها كلُّ تقدُّم وكل خبرة وكل مهارة، ومع افتتاحها للمدارس حرصَت على المناهج، فحدَّدَتها، ووضعَت أركانها؛ ومن ذلك مناهج مقرَّر القرآن الكريم، الذي يعدُّ أساسًا في جميع مراحل التعليم وأقسامه: الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي، بكافَّة التخصُّصات؛ وذلك حرصًا من الدولة على إشاعة حِفظ القرآن والمحافظة على الوحي.

ومع الازدياد المعلوماتي والمعرفي أصبحَت التقنية بشتَّى أشكالها قاسمًا مشتركًا لكل مجالات الحياة من حولنا؛ لذلك أصبحَت التقنية التعليميَّة من ضروريات العمليَّة التعليمية، وأسلوبًا في العمل، وطريقة في التفكير، ولعلَّ من أهم التقنيات تَقنية الحاسب الآلي؛ الذي مِن استخداماته البرمجيات التعليمية، التي تلعب دورًا فاعلاً في تسهيل العمليَّة التعليمية، وتبسيط مفاهيم المواد الدراسية للمتعلِّمين، وتقديم المعلومات بأسلوبٍ لا يمكن تحقيقه من خلال الكتاب المدرسي، مثل: توفير الوسائل المساعدة كالصورة الثابتة والمتحرِّكة والصوت إلى جانب النص، وتمكِّن الطالب من تكرار العَرض أكثر من مرَّة حسب الحاجة، وحفظ سجل تطور الطالب؛ (فودة، ١٤٢٠ هـ، ٢١٠).

ولقد تكونَت الرسالة من ستة فصول، وهي على النحو التالي:

الفصل الأول: يعرض مشكلة البحث وخطة دراستها:

وقد حاول البحث اختبار صحَّة الفروض التالية:

١- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين متوسط درجات طلاَّب المجموعة التجريبيَّة ومتوسِّط درجات طلاَّب المجموعة الضابطة في الاختبار البعدي في مهارات الحفظ الأربع إجمالاً وتفصيلاً.

٢- لا توجد فروق ذات دلاله إحصائيَّة بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة في الاختبار البعدي المؤجل في مهارات الحفظ الأربع إجمالاً وتفصيلاً لاختبار الاحتفاظ بالتعليم.

الفصل الثاني: ويعرض الدِّراسات السابقة ذات العلاقة بهذا البحث، مبينًا هدف كلِّ دراسة، وأهم نتائجها، ثمَّ تعليق عام على هذه الدراسات.

الفصل الثالث: ويعرض الإطار النَّظري، وقد تضمن:

أولاً: البرمجيَّة الحاسوبية.

ثانيًا: القرآن الكريم.

ثالثًا: المرحلة الابتدائية.

الفصل الرابع: ويعرض إجراءات البحث، ومنهج البحث، وخطواته وتطبيقه، وتفريغ المعلومات والأساليب الإحصائية.

الفصل الخامس: ويعرض نتائج البحث ومناقشتها وتفسيرها.

الفصل السادس: ويعرض خلاصة نتائج البحث والتوصيات والمقترحات.

وقد توصَّل البحث الحالي إلى نتائج، وهي:

١- رفض الفرض الأول؛ وهو عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة في الاختبار البعدي في مهارات الحفظ الأربع إجمالاً وتفصيلاً؛ (اللحن، التجويد، الترتيل، الانطلاق).

٢- رفض الفرض الثاني؛ وهو عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيَّة بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبيَّة ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضَّابطة في الاختبار البعدي المؤجل في مهارات الحفظ الأربع؛ (اللحن، التجويد، الترتيل، الانطلاق) لاختبار الاحتفاظ بالتعلم.

فهرس المحتويات