• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / كتب / كتب العقيدة والتوحيد
علامة باركود

التحذير من مركز تكوين القائم على التشكيك في ثوابت الدين (PDF)

وائل بن علي بن أحمد آل عبدالجليل الأثري

عدد الصفحات:15
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 15/5/2024 ميلادي - 7/11/1445 هجري

الزيارات: 3200

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

فإن من صور تحالف أهل الضلال في عصرنا الآن؛ ما رأيناه في الأيام الماضية من إنشاء ما يسمى بمركز تكوين، وقد انتشرت أخبار هذا المركز عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وهو مركز يدعو إلى الإلحاد والتشكيك في ثوابت الدين، وقد قام عليه جملة من أهل الضلال والبدع، وهؤلاء القائمون عليه معروفون من قديم بجهلهم وبغضهم لهذا الدين العظيم، فجدير بنا أن نحذر ونحذر من مثل هذه الأشياء حتى لا ينخدع أحد من الناس بمثل هذه المسميات، فإن هؤلاء يسمون أنفسهم بالمفكرين، ويسمون أنفسهم أيضاً بالتنويريين، ويزعمون تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم! وكل هذه المصطلحات ينادون بها ليخدعوا الناس بها، فالواجب على كل مسلم أن يعلم خطر هؤلاء، فإن هؤلاء قد أتوا من كل مكان لمحاربة هذا الدين، وهم ليسوا من مصر فقط بل من دول شتى، قد اجتمع أهل الضلال من كل مكان، فلا رفع الله لهم راية، ولا حقق لهم غاية.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً وبعد:

فإن من صور تحالف أهل الضلال في عصرنا الآن؛ ما رأيناه في الأيام الماضية من إنشاء ما يسمى بمركز تكوين، وقد انتشرت أخبار هذا المركز عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وهو مركز يدعو إلى الإلحاد والتشكيك في ثوابت الدين، وقد قام عليه جملة من أهل الضلال والبدع، وهؤلاء القائمون عليه معروفون من قديم بجهلهم وبغضهم لهذا الدين العظيم، فجدير بنا أن نحذر ونحذر من مثل هذه الأشياء حتى لا ينخدع أحد من الناس بمثل هذه المسميات، فإن هؤلاء يسمون أنفسهم بالمفكرين، ويسمون أنفسهم أيضاً بالتنويريين، ويزعمون تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم! وكل هذه المصطلحات ينادون بها ليخدعوا الناس بها، فالواجب على كل مسلم أن يعلم خطر هؤلاء، فإن هؤلاء قد أتوا من كل مكان لمحاربة هذا الدين، وهم ليسوا من مصر فقط بل من دول شتى، قد اجتمع أهل الضلال من كل مكان، فلا رفع الله لهم راية، ولا حقق لهم غاية.

 

وهؤلاء الضلال معروفون بتشكيكهم وإنكارهم لكثير من ثوابت الدين، بل إن بعضهم له مقاطع في الاستهزاء ببعض آيات القرآن الكريم! وهذا كفر مبين.

 

ومن مكر هؤلاء الضلال أنهم يشككون في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون نأخذ بما في القرآن، وكذبوا في دعواهم، فهم لا يعملون بما في القرآن والذي من جملته الأمر بالتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى:﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ فإذا ما واجهوا اعتراضات كبيرة من علماء المسلمين على كلامهم الباطل؛ خرجوا على استحياء بطريق آخر وهو التشكيك في روايات في صحيح البخاري مثلاً، وصحيح البخاري قد تلقته الأمة جميعاً بالقبول، وأن كل أحاديثه صحيحة ولا مطعن فيها، فيبتدئ هؤلاء بالتشكيك في بعض الأحاديث ليتدرجوا بذلك إلى إنكار السنة جميعها، وهم في الحقيقة لا يريدون القرآن والسنة، ولكنهم يجبنون أن يصرحوا بذلك.

 

ومن منهج هؤلاء أيضاً الطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى سبيل المثال يطعنون مثلاً في الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- وهم بفعلهم هذا يريدون الطعن في الإسلام، لأنه إذا قُبِل منهم الطعن في هذا الصحابي فمعنى ذلك سقوط جميع رواياته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- روى وحده أكثر من خمسة آلاف حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أكثر صحابي روى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال قديماً بعض أئمة السلف الصالح -رحمهم الله-: الإسلام دار، والصحابة الباب، فمن أراد الصحابة بشيء فقد أراد الإسلام، وقد قال بعض أئمة السلف أيضاً: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، والزنديق هو المنافق الذي يظهر للناس الإسلام ويبطن الكفر عياذا بالله تعالى، وهذا هو حال هؤلاء.

 

ومن منهج هؤلاء الضالين أيضاً أنهم ينكرون بعض ثوابت الدين، مثل إنكارهم لعذاب القبر ونعيمه، وهو ثابت في القرآن والسنة وأجمع عليه أهل العلم، بل قال بعضهم في تصريح له أنه لا يوجد حياة بعد الموت وأن الجنة والنار مسائل رمزية فقط! وهذا إنكار للبعث بعد الموت وكل أمور اليوم الآخر، وهذا ضلال مبين.

 

كذلك أيضاً فإن هؤلاء ينكرون فرضية الحجاب في الإسلام على النساء، وهؤلاء يريدون أن تخرج النساء من بيوتهن وهن سافرات ومتبرجات، لتنتشر الفواحش والمعاصي والدياثة بين الناس، فهذا ما يريده هؤلاء الضالون.

 

كذلك أنكر هؤلاء حديث الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو ثابت في القرآن الكريم، وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم المتواترة، ومما انعقد عليه إجماع أهل العلم.

 

كذلك أنكر هؤلاء حد الردة في الإسلام، وذلك من خلال إنكارهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» وهو في صحيح البخاري، وادعوا أن هذا كلام الخوارج والإرهابيين! وهذا ضلال مبين.

 

كذلك أنكر هؤلاء حد الرجم في الإسلام للزاني المحصن، وأحاديثه متواترة في البخاري ومسلم وغيرهما، ومما انعقد عليه إجماع الصحابة -رضي الله عنهم- وأهل العلم قاطبة بعدهم، وأنه كان في كتاب الله فنسخ تلاوة وبقي حكماً.

 

ومن جملة الأفكار الضالة لهؤلاء أنهم يشككون في أحكام الميراث في الشريعة الإسلام ويردون قول الله تعالى:﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾وينادون بمساواة المرأة للرجل في ذلك! وهذا ضلال مبين.

 

ومن جملة الأفكار الضالة لهؤلاء أنهم يعتبرون الأذان الشرعي للصلاة من الأمور المزعجة! وكأنهم يفصحون عن أنفسهم أنهم كالشياطين تفر وتنزعج من صوت الأذان.

 

ومن جملة الأفكار الضالة لهؤلاء التشكيك في السيرة النبوية، وذلك من خلال الطعن في أوائل مصنفاتها كالسيرة النبوية لابن إسحاق، والسيرة النبوية لابن هشام وهي تهذيب للكتاب السابق، وقد ابتدأوا بذلك في أوائل حلقاتهم لهذا المركز الضال.

 

ومن منهج هؤلاء الضالين أيضاً الطعن في كثير من أئمة الإسلام وأهل العلم والاستهزاء بهم، ليتدرجوا بذلك إلى إنكار أحكام الشريعة الإسلامية، وهكذا إذا أردت أن تعدد الأفكار الضالة لهؤلاء فإنها كثيرة جداً.

 

فالواجب علينا أن نعلم خطورة ما عليه هؤلاء، فإنهم لا يكلون ولا يملون، بل ينطلقون من كل الجهات، فمرة يطعنون في الصحابة، ومرة يطعنون في بعض الآيات القرآنية، ومرة يطعنون في بعض ثوابت الدين، ومرة يطعنون في الأئمة وأهل العلم، وهكذا.

 

وقد كان من آخر فعلهم التشكيك في السيرة النبوية كما ذكرت، زعماً منهم أنها لم تكتب في عصر الصحابة -رضي الله عنهم-، ولا شك أن كلامهم هذا باطل، فإن الصحابة -رضي الله عنهم- وإن كانوا لم يكتبوا كتاباً خاصاً في السيرة النبوية إلا أن منهم من كتب أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل العلم بداية من الصحابة -رضي الله عنهم- إلى زمان وقت التأليف والتصنيف كانوا يتناقلون العلم ويروي الرجل عن الآخر، ويأخذ اللاحق عن السابق بقواعد وضوابط معروفة عند أهل العلم، وهكذا حتى دونوا ذلك في كتبهم.

 

وقد شكك أحدهم في السيرة النبوية للإمام محمد بن إسحاق-رحمه الله تعالى- فادعى أنه لا يوجد لها أي أصل ولا نص ولا وثيقة ولا مخطوطة لهذه السيرة أبداً! وكلامه هذا باطل ويدل على كذبه، فإن السيرة النبوية لابن إسحاق معروفة عند أهل العلم وينقلون منها، وقد طبع قطعة منها أكثر من طبعة، كطبعة دار الفكر تحقيق سهيل زكار، وطبعة معهد الدراسات والأبحاث والتعريب بالمغرب تحقيق محمد حميد الله، وطبعة دار الكتب العلمية تحقيق أحمد فريد المزيدي، وقد ذكر المحققون اعتمادهم على وجود قطعتين مخطوطتين منها.

 

وكذلك ادعى هذا الكذوب أن السيرة النبوية لابن هشام -رحمه الله تعالى- لا يوجد لها أي مخطوط في الدول العربية والإسلامية وإنما يوجد لها مخطوطتان فقط في بعض الدول الأجنبية! وهذا كذب واضح، فإن السيرة النبوية لابن هشام لها مخطوطات كثيرة جداً، وقد ذكر بعض أهل العلم من المشتغلين بالمخطوطات أن مخطوطاتها زاد على مائة وخمسين نسخة، فهؤلاء يكذبون ويخدعون عامة المسلمين لأن عامتهم لا يقرأون ولا يبحثون، فإذا سمع الواحد منهم مثل هذا الكلام فإنه يصدقه، ومن ثم تثبت الشبهة في قلبه فيضل عياذا بالله تعالى.

 

فالواجب علينا يا عباد الله أن نحذر من هذه المراكز الضالة، ومن أمثال هؤلاء الأشخاص الذين يهدمون في الدين، وأن نقبل على تعلم أحكام الشريعة الإسلامية، فنتعلم القرآن الكريم الذي هجره الكبير والصغير، فلابد أن نقبل على القرآن الكريم وأن نحفظه ونحفظه أولادنا وأهالينا، فهذا من جملة الدفاع عن الدين، كذلك أيضاً نتعلم السنة النبوية، والعقيدة الصحيحة، والفقه، والتفسير، والسيرة، بحيث إذا ظهر أحد من أمثال هؤلاء الضلال في أي مكان فإنه يجد من يرد عليه شبهته ويقصم ظهره، وإلا فإن هذه الشبه مع انتشار الجهل بين الناس تنتشر بكثرة كبيرة، فإن إحياء السنة وظهورها يميت البدع، كما أن ظهور البدع وعدم ردها يميت السنة.

 

وهؤلاء الضلال لهم أنظار بعيدة فيما يتعلق بترويج باطلهم، فإنهم لا يستعجلون تحصيل النتائج، فهم يعلمون أن بداية ظهور أفكارهم الباطلة ستواجه ردوداً كبيرة، ولكنهم لا يملون، فيستمرون في نشر هذه الكفريات والضلالات بحيث تتأثر الأجيال الحالية من الأطفال والشباب بهذه الأفكار، فإذا ماتت الطبقة الكبيرة المعارضة لهم؛ بقي هؤلاء الذين تأثروا بهذه الأفكار الباطلة، فمن ثم يعتقدون هذه الأفكار.

 

فالواجب علينا أن نكون على حذر من ذلك وأن نعلم أننا مسئولون عن أنفسنا وعن أولادنا وأهل بيتنا، فإن الله تعالى قال في كتابه الكريم: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ وقد قال بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية: علموا أهليكم وأنفسكم الخير، وقال بعضهم: أدبوهم وعلموهم، أي أدبوهم بآداب الإسلام وأخلاقه، وعلموهم الأحكام الشرعية، فإن العبد إذا تأدب بآداب الإسلام وأخلاقه وتعلم الأحكام الشرعية؛ فحينئذ يكون على يقين بهذا الدين، ويكون عنده القدرة على نسف شبهات المبطلين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا».


فحري بنا أن نكون على علم بذلك، فإن هؤلاء الضلال يحاربون الدين ليل نهار، وهذا المشروع الأخير الذي سموه بتكوين قد صرفت عليه الملايين، وهذا من أعجب العجاب، كيف حصل هؤلاء هذه الأموال الكبيرة؟! وانظر كيف يوجهونها لمحاربة الدين؟! ولكن نبشر الجميع بأن الله تعالى قد حفظ هذا الدين، فإن الله تعالى قال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ والذكر هو القرآن الكريم، وهذا يستلزم أيضاً حفظ الشريعة الإسلامية بأكملها، فيدخل في ذلك السنة النبوية، فالله عز وجل يسخر أفراداً من عباده للدفاع عن هذا الدين والرد على هؤلاء المبطلين، فطوبى لعبد كان ممن سخره الله للدفاع عن دينه والرد على هؤلاء الضالين.

 

وهذا الأمر يجعلنا نقف مع أنفسنا ونسألها: إذا كان أهل الضلال يجمعون المال ويسخرونه لمحاربة الدين وترويج العقائد الباطلة والتشكيك في ثوابت الدين؛ فلماذا أهل الحق لا يجمعون المال ويسخرونه للدعوة إلى الله عز وجل؟! فهذا مما يقصر فيه كثير من الناس، فالدعوة إلى الله تعالى أبوابها كثيرة جداً، وبعض الناس ليس عنده علم ولكن الله أعطاه المال، فمثل هذا إذا أراد الخير عليه أن يسأل أهل العلم الثقات عما يحتاجونه في الدعوة إلى الله، وبهذا يحصل على نفس الأجر العظيم، فهذا مما ينبغي أن نتأمله.

 

ومهما حاول هؤلاء الضلال من التشكيك في ثوابت الدين فإنهم مخذولون وتبوء أعمالهم بالفشل والخسران، فإن الله عز وجل قال في القرآن الكريم: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا﴾ وقال تعالى: ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ وقال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

 

وقد قال الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله-: لا يهولنك الباطل، فإن للباطل جولة ثم يتلاشى. وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

والحق منصور وممتحن فلا=تعجب فهذي سنة الرحمن

فينبغي علينا أن نجد ونجتهد في تعلم أحكام ديننا وتعليم أبنائنا وأهالينا، لنصد أي شبهة تصدر عن أمثال هؤلاء، فإنه من العيب أن يجد أهل الباطل على باطلهم، ولا يجد أهل الحق وهم على الحق.

 

وأخيراً:

فإذا كان حال هؤلاء القائمين على مركز تكوين بهذه الصورة التي بينتها وأنهم ضلال؛ فهل مثل هؤلاء يسمع لهم في دين الله تعالى؟! وهل مثل هؤلاء يجددون الخطاب الديني ويؤتمنون على الدين؟! كلا والله، فالحذر الحذر من السماع لهؤلاء فإن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة، وكم من رجل دفعه الفضول وحب الاستطلاع فسمع هؤلاء فتأثر بهم وضل عن الصراط المستقيم عياذاً بالله تعالى، قال تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ وقال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.

 

وقد حذر أئمة السلف الصالح من مجالسة أهل الأهواء والبدع والاستماع إليهم، ومن جملة أقوالهم:

قال أبو قلابة -رحمه الله-: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم. وفي رواية عنه: ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون.

 

وقال الحسن البصري-رحمه الله-: لا تجالسوا أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب.

 

وقال أيضاً: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم.

 

وقال إبراهيم النخعي -رحمه الله-: لا تجالسوا أهل الأهواء، فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين.

 

وقال عمرو بن قيس الملائي -رحمه الله-: كان يقال: لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك.

 

وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: صاحب البدعة لا تأمنه على دينك، ولا تشاوره في أمرك، ولا تجلس إليه، فمن جلس إلى صاحب بدعة ورثه الله العمى، يعني في قلبه. وغير ذلك من كلامهم.

 

قال الإمام ابن بطة -رحمه الله-: (فالله الله معشر المسلمين، لا يحملن أحداً منكم حسن ظنه بنفسه وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أداخله لأناظره، أو لأستخرج منه مذهبه، فإنهم أشد فتنة من الدجال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم، فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم.)اهـ

 

ومما يجدر التنبيه عليه أن مثل هؤلاء الضلال لا يجوز توقيرهم ولا الثناء عليهم حتى لا ينخدع أحد بهم، لأن في توقيرهم والثناء عليهم تغرير للناس بما هم عليه من معتقدات وأفكار باطلة، ولذلك قال بعض أئمة السلف تحذيراً من ذلك: من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.

 

وحق لنا أن نتمثل قول القائل:

تصدر للتدريس كل مهوس
بليد تسمَّى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا
ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كلاها وحتى سامها كل مفلس

 

ولذلك ينبغي علينا أن نعلم أن الذي يقوم على تجديد الخطاب الديني؛ هم أهل العلم وحملته في كل زمان ومكان، وليس هؤلاء الضلال أو غيرهم ممن ليس بمتخصص في الشريعة الإسلامية، والحمد لله فإن أهل العلم قاموا بذلك، مما يبين أن كلام هؤلاء الضلال كذب وادعاء للطعن في الشريعة الإسلامية، ولكن هيهات هيهات فأهل العلم لهم بالمرصاد.

 

وبهذه المناسبة فإنني أذكر الجميع أننا مقبلون على الإجازة الصيفية، وبدلاً من أن تشغل فيها أبناءك باللهو واللعب؛ ينبغي عليك أن تشغلهم بحفظ القرآن الكريم، والمحافظة على الصلوات، وتعلم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعية.

 

نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينصر دينه، ويمكن لعباده المؤمنين، ويهزم أعداءه، فلا يحقق لهم غاية، ولا يرفع لهم راية.

 

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

كتبه

د. أبو عبد الله

وائل بن علي بن أحمد آل عبد الجليل الأثري

الجمعة: 2/ ذو القعدة/ 1445هـ

10/ مايو/ 2024م

alsalafy1433@hotmail.com



(سورة الحشر آية: 7).

صحيح: رواه البخاري (6922).

وتعرف عند أهل العلم باسم: (السير والمغازي) وباسم: (المبتدأ والمبعث والمغازي).

(سورة النساء آية: 11).

(سورة التحريم آية: 6).

متفق عليه: رواه البخاري (893، 5188، 5200، 7138) ومسلم (1829).

(سورة الحجر آية: 9).

(سورة الكهف آية: 103-106).

(سورة الأنفال آية: 8).

(سورة الأنفال آية: 30).

(سورة الأنفال آية: 36-37).

(سورة التوبة آية: 32-33).

(سورة يونس آية: 82).

(سورة النحل آية: 116-117).

(سورة الحج آية: 8-9).

(سورة الصف آية: 8-9).

الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/ 342).

(سورة النساء آية: 140).

(سورة الأنعام آية: 68).

انظر: سنن الدارمي (403) والشريعة للآجري (129) والإبانة الكبرى لابن بطة (394، 395، 399، 636) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (231).

انظر: الإبانة الكبرى لابن بطة (404).

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (228) وذكره الدارمي في سننه (413) عن الحسن ومحمد بن سيرين وكذلك ابن بطة في الإبانة الكبرى (426، 485).

انظر: الإبانة الكبرى لابن بطة (406).

انظر: الإبانة الكبرى لابن بطة (397، 421).

انظر: الإبانة الكبرى لابن بطة (469) وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (247) .

انظر: الإبانة الكبرى لابن بطة (1/ 216).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • التحذير من كتابي: التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 4/3/1433 هـ - التحذير من ضياع الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من البدع في الدين ومخالطة المبتدعين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الغلو في الدين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الغلو في الدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الافتراق في الدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من التساهل في الديون (خطبة)(مقالة - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • التحذير من عمل قوم لوط(مقالة - موقع الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي)
  • الأربعون حديثا في فضل التوحيد، ويليه: الأربعون حديثا في التحذير من الشرك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بحوث ومقالات في التحذير من الإرهاب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
abdalla - egypt 16-05-2024 09:07 PM

سلمت يداك..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب