• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الطلبة المسلمون: التأثير والتأثر
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    سبل تحقيق التوافق بين مهارات خريجات الجامعات وسوق ...
    د. عالية حسن عمر العمودي
  •  
    قصة الذبيح الثاني: زمزم والفداء
    د. محمد محمود النجار
  •  
    الفلسفة الاقتصادية لملكية الإنسان في منظور ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    المعاني الاقتصادية للحج
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف
علامة باركود

الشهور العربية: أسماؤها ومعانيها وصلتها بالإسلام (3)

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/12/2012 ميلادي - 11/2/1434 هجري

الزيارات: 5112

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشهور العربية
أسماؤها ومعانيها وصلتها بالإسلام
(الحلقة الثالثة)


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.


وبعد:
فإننا خلال كل العام نتقلَّب في طاعة الله وعبادته، من طاعة إلى طاعة، ومن عبادة إلى عبادة، فلا ينفك شهرٌ إلا بطاعة، ولا يمرُّ هلال إلا بعبادة، ولقد سبق شرحُ معاني الشهور العربية، وبيان ما فيها من عبادات مخصوصة، وها أنا ذا أكمل بعبادات وطاعات عامة، لا تختص بشهر معين، على مدار العام، وذلك إتماماً للفائدة، وبالله التوفيق:


أولاً: عند رؤية الهلال نقول:

"اللهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ". رواه أحمد(3/ 17، رقم 1397)، وانظر الصحيحة (1816).


ثانياً: العمل عند الحيض والنفاس والاستحاضة:
فالحيض: هو دم يرخيه رحمُ المرأةِ البالغةِ صحيحةَ الجسم كلَّ شهرٍ مرَّة، وتسمَّى الدورة الشهرية، أو العادة الشهرية، وقد تزيد مدَّةُ الدورة إلى أن تصل أكثر من شهر، وقد تنقص حتى تصلَ إلى أقلَّ من خمسةٍ وعشرين يوماً.


أما مدةُ الحيض؛ فأقلُّها لحظة، وأكثرها أسبوعاً فيما أميل إليه. وقيل أسبوعين والله تعالى أعلم.


والنفاس: هو ما ينزل من دماءِ بسبب الولادة، وأقلُّه لحظة، وأكثره أربعون يوماً. انظر المغني لابن قدامة (1/ 359).


والاستحاضة: هي عبارةٌ عن استمرار ِنزول الدم من المرأة، وهو ما يسمى بالنزيف.


والدليل على ما سبق؛ ما حدث مع إحدى الصحابيات - رضي الله عنه -ن، فعن حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً، فَمَا تَرَى فِيهَا؟ قَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ). فَقَالَ: "أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ، -وهو القُطن- فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ". قَالَتْ: (هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ). قَالَ: "فَاتَّخِذِي ثَوْبًا". فَقَالَتْ: (هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ؛ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا). قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ؛ أَيَّهُمَا فَعَلْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ مِنَ الْآخَرِ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ". قَالَ لَهَا: "إِنَّمَا هَذِهِ رَكْضَةٌ مِنْ رَكَضَاتِ الشَّيْطَانِ، فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ، وَاسْتَنْقَأْتِ فَصَلِّي ثَلَاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا وَصُومِي، فَإِنَّ ذَلِكَ يَجْزِيكِ، وَكَذَلِكَ فَافْعَلِي فِي كُلِّ شَهْرٍ كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ، وَكَمَا يَطْهُرْنَ مِيقَاتُ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ، وَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ فَتَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَتُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَافْعَلِي، وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الْفَجْرِ فَافْعَلِي، وَصُومِي إِنْ قَدِرْتِ عَلَى ذَلِكَ"... سنن أبي داود (287)، والترمذي (128)، صحيح الجامع برقم: (3585)، وحسنه إرواء الغليل (1/ 202، رقم 188) وفي حديث آخر: "لِتَدَعِ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ شَهْرٍ أَيَّامَ قُرُوئِهَا، ثُمَّ تَتَوَضَّأْ لِكُلِّ صَلَاةٍ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ". المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 69، رقم 6908)، صحيح الجامع برقم: (5066).


ثالثاً: مدة حلق العانة وقص الشارب وغيرها:

عن انس - رضي الله عنه - قال: "وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً". رواه مسلم في صحيحه (258)، انظر: شرح النووي (3/ 146).


رابعاً: عِدَّة الطلاق:

أ- المطلقة الحائل: عدَّتُها كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة 228]، وهذه عدة المدخول بها، أما إن طلِّقت قبل الدخول فقد قال الله تعالى: ﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴾ [الأحزاب: 49].


ب- المطلقة الحامل: عدتها الوضع كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 4].


ج- المطلقةُ المسنَّة والصغيرةُ التي لا تحيض: عدتهن ثلاثة أشهر، قال سبحانه: ﴿ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ﴾ [الطلاق: 4].


د- عدة المتوفي عنها زوجها: قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [البقرة: 234]، وهذه سواء دخل بها أو لم يدخل فالعدة أربعة أشهر وعشر، فإن كانت حاملا فالعدة تنتهي بوضع الحمل.


هـ- الإيلاء: لو آلى الرجل من امرأته؛ أي حلف ألا يقرب زوجته لمدة طويلة، فلا يجوز أن تتجاوز هذه المدة أربعة أشهر، قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 226].


خامسا: الكفارات:

الكفارات المرتبطة بأشهر كثيرة منها:

أ- كفارة الوطء في نهار رمضان شهران: ففي الحديث: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: "مَا لَكَ؟" قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟" قَالَ: لاَ، قَالَ: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ"،قَالَ: لاَ، فَقَالَ: "فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا". قَالَ: لاَ، قَالَ: فَمَكَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ - وَالعَرَقُ المِكْتَلُ - قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ؟" فَقَالَ: أَنَا، قَالَ: "خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ بِهِ" فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا - يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ - أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ" البخاري (1936)، صحيح مسلم (1111).


ب- كفارة الظهار شهران: من قال لزوجته: (أنت عليَّ كظهر أمِّي)، فعليه أن يعتق رقبة من قبل أن يقربَها، وإلاَّ صام شهرين متتابعين، فإن لم يقدر أطعم ستين مسكيناً، قال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 3-4].


ج- كفارة القتل: يصوم شهرين متتابعين إذا لم يقدر على عتق الرقبة المؤمنة، قال سبحانه: ﴿ ... وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 92].


سادساً: الصيام:
الصوم مستحب في الأشهر كلِّها، منها الأيام التي لياليها بيضٌ مقمرة، ففي الحديث: "إِذَا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ". صحيح الجامع برقم:  (673).


وفي حديث آخر: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ". سنن النسائي (2385)، صحيح الجامع برقم: (2608). قال الشيخ الخطابي: [الوحرة دويبة وجمعها وحر، ومنه قيل: فلان وحر الصدر؛ إذا دبت العداوة في قلبه كدبيب الوحر]. معالم السنن (3/ 271)، وقال العيني: [والوَحَر، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة: الغل]. عمدة القاري (11/ 96)، وقال المناوي: [(وحر الصدر) محركا غشه أو حقده، أو غيظه أو نفاقه، بحيث لا يبقى فيه رين، أو العداوة أو أشد الغضب] فيض القدير (4/ 211).


وفي حديث ثالث: "صوموا الشهرَ وسَرَرَه". صحيح الجامع برقم: (3808)، [(وسَرَرَه) بفتحات أي آخره كما صوبه الخطابي وغيره وجرى عليه النووي]. فيض القدير (4/ 213).


وفي حديث رابعٍ موقوفٍ على عائشة رضي الله تعالى عنها: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ، وَالأَحَدَ، وَالِاثْنَيْنِ، وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ الثُّلَاثَاءَ، وَالأَرْبِعَاءَ، وَالخَمِيسَ". صحيح الجامع (4971) ومختصر الشمائل (ص: 161، رقم 260).


سابعاً: الذبائح:
ليس هناك في الشرع اختصاص شهر بالذبائح سوى الأضحى، ولكن ورد عموم فيمن شاء أن يذبح لله، وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اذْبَحُوا لِلَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ كَانَ، وَبَرُّوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَطْعِمُوا" سنن أبي داود (2830) صحيح الجامع برقم: (848)، والإرواء (1156).


ثامناً: الحجامة:

من المستحب أن يحتجمَ الإنسان، وذلك لقوة جسمه وسلامة صحته، والحجامة تكون بسحب الدم من ظهر الرجل، ففي الحديث: "مَنْ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ، كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ". سنن أبي داود (3861) صحيح الجامع برقم: (5968) والصحيحة (622).


تاسعاً: قراءة القرآن:

ورد في الحديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "اقْرَإِ القُرْآنَ فِي شَهْرٍ" قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، حَتَّى قَالَ: "فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلاَ تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ". صحيح البخاري (5054) ومسلم (1159) وانظر صحيح الجامع برقم: (1157)، و (1158).


عاشراً: النصر بالرعب مسيرة شهر:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ،..". صحيح البخاري (335) ومسلم (521). [الرعب: الْفَزع. وَالْمعْنَى؛ أَنه يَقع فِي قُلُوب الْأَعْدَاء من مسيرَة شهر]. كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي (3/ 41)، [قال المهلب قوله: (نصرت بالرعب)؛ هو شيء خصَّه الله وفضله به، لم يؤته أحدًا غيرَه، ورأينا ذلك عيانًا، أخبرنا أبو محمد الأصيلى قال: افتتحنا برشلونة مع ابن أبى عامر، ثم صحَّ عندنا بعد ذلك عمَّن أتى من القسطنطينية؛ أنه لما اتصل بأهلها افتتاحُنا برشلونة، بلغ بهم الرعبُ إلى أن غلَّقوا أبوابَ القسطنطينيةِ ساعةَ بلوغِهم الخبر بها نهارًا، وصاروا على سورها، وهى على أكثر من شهرين]. شرح صحيح البخاري لابن بطال (5/ 142).


حادي عشر: الرباط في سبيل الله:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رِباطُ شَهْرٍ خَيْرٌ مِنْ صِيامِ دَهْرٍ، وَمَنْ ماتَ مُرابِطاً فِي سَبِيلِ الله أمِنَ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ، وَرِيحَ مِنَ الجَنَّةِ، وَيَجْرِي عَلَيْهِ أَجْرُ المُرابِطِ حَتَّى يَبْعَثَهُ الله". صحيح الجامع برقم: (3479) وعزاه جماعة للطبراني ولم أجده بهذا اللفظ في معاجمه؟!!

ثاني عشر: سرعة الريح:

﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ﴾ [سبأ: 12] فمن فضائل الله سبحانه على سليمان عليه السلام أن [سخر له الريح تجري بأمره، وتحمله، وتحمل جميع ما معه، وتقطع المسافة البعيدة جدا، في مدة يسيرة، فتسير في اليوم، مسيرة شهرين. ﴿ غُدُوُّهَا شَهْرٌ ﴾ أي: أول النهار إلى الزوال، ﴿ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ﴾ من الزوال إلى آخر النهار]. تفسير السعدي (ص: 676).

ثالث عشر: الشهر في آخر الزمان كالجمعة:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ". سنن الترمذي (2332) صحيح الجامع برقم: (7422).



رابع عشر: حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -:

قد يُذكر الشهر، ويراد منه المسافة كما حُدِّد حوضه - صلى الله عليه وسلم - فقد قال: "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلاَ يَظْمَأُ أَبَدًا" صحيح البخاري (6579)، ومسلم (2292).

وعن عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَوْضِ، وَذَكَرَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ! وَفِيهَا شَجَرَةٌ تُدْعَى طُوبَى"، فَذَكَرَ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ قَالَ: أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ؟ قَالَ: "لَيْسَتْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِكَ". فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَيْتَ الشَّامَ؟" فَقَالَ: لَا! قَالَ: "تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى الْجَوْزَةُ، تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ، وَيَنْفَرِشُ أَعْلَاهَا"، قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ: "لَوْ ارْتَحَلَتْ جَذَعَةٌ مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ، مَا أَحَاطَتْ بِأَصْلِهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ تَرْقُوَتُهَا هَرَمًا"، قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ!" قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْعُنْقُودِ؟ قَالَ: "مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ الْأَبْقَعِ، وَلَا يَفْتُرُ"، قَالَ: فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ؟ قَالَ: "هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟" قَالَ: نَعَمْ! قَالَ: "فَسَلَخَ إِهَابَهُ فَأَعْطَاهُ أُمَّكَ، قَالَ: اتَّخِذِي لَنَا مِنْهُ دَلْوًا؟" قَالَ: نَعَمْ! قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: فَإِنَّ تِلْكَ الْحَبَّةَ لَتُشْبِعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِي؟ قَالَ: "نَعَمْ! وَعَامَّةَ عَشِيرَتِكَ". مسند أحمد (29/ 191، رقم 17642) وصححه لغيره في صحيح الترغيب (3/ 263، رقم 3729).


هذا ما تيسر لي جمعه حول الشهور العربية.

والحمد لله رب العالمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشهور العربية: أسماؤها ومعانيها وعلاقتها بالإسلام (1)
  • الشهور العربية: أسماؤها ومعانيها وعلاقتها بالإسلام (2)

مختارات من الشبكة

  • شهر رمضان شهر مبارك وشهر عظيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • هل لشهر رجب فضيلة على غيره من الشهور؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شهر الصيام سيد الشهور(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • إيه يا شهر الشهور!(مقالة - ملفات خاصة)
  • من روائع الماضي بمجلة الأزهر .. شهر الله المحرم(مقالة - ملفات خاصة)
  • في رحاب شهر الخيرات(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل شهر رمضان في القرآن والسنة: رمضان شهر الرحمة والغفران والعتق من النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وأقبل شهر رمضان شهر القرآن(مقالة - ملفات خاصة)
  • استقبلوا شهر رمضان بالصلح مع الله(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/12/1446هـ - الساعة: 10:11
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب