• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

أثر المنطق على العقيدة الإسلامية

أثر المنطق على العقيدة الإسلامية
إيمان بنت إبراهيم الرشيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2016 ميلادي - 9/4/1437 هجري

الزيارات: 53318

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر المنطق على العقيدة الإسلامية

 

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين، وعلى آله الطيِّبين، وأصحابه الغرِّ الميامين، ومَن تبعَهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

وبعد، فقد اعتُبر المنطق منذ زمن أرسطو إلى اليوم جزءًا لا يتجزأ مِن الفلسَفة، بل هو جُزؤها الأهم، وكانت عندها الفلسفة هي أم العلوم، كما كانت أولى المعارف التي وصلت إلى المجال المعرفي العربي عبر عمليات الترجمة التي أنجزها نصارى السريان، ولما كانت الفلسفة مزوَّدة بآليات المنطق وأشكاله الاستدلالية، اعتُبرت عند بعض مُتلقِّيها في المجال العربي بمثابة "قوانين الفكر" و"بديهيات البُرهان الأساسية".

 

أما العلماء الآخرون، فلم يتقبَّلوا الفلسفة والمنطق بقَبول حسَن، بدعوى أنَّ طريقها نظريٌّ، ويختلف تمامًا عن روح الأبحاث العربية ذات المَنحى التجريبيِّ، إضافةً إلى أنَّ علماء المسلمين كانوا يرون أن الفلسفة اليونانية في نشأتها إنما صدَرت عن روح ديني مخالف لرؤيتهم الدينية الإسلامية، وأنَّ ميتافيزيقاهم مخالف في جوهره لميتافيزيقا اليونان، ولكنَّ طيف الفلسفة والمنطق امتد على مختلف العلوم، خصوصًا من حيث منهج المُحاججة والجدل والمغالطة، ولم يفلت من تأثيرهما، سلبًا أو إيجابًا، حتى العلوم الإسلامية الأصيلة، خاصة الفقه والأصول - العقيدة الإسلامية - حيث يفترض فيهما أن يكونا بعيدَين عن المؤثرات الخارجية، بل إن الأفلاطونية المحدثة دخلت في علمٍ مِن أشدِّ العلوم الإسلامية أصالةً؛ وهو علم الحديث، عبر الأحاديث القدسية الموضوعة مثل حديث: ((أول ما خلق الله العقل، فقال له: أَقبِل، فأقبَلَ، ثم قال له: أدبِر، فأدبَرَ.)) الحديث، وغيره من الأحاديث التي تصدَّى لها علماء الحديث، وقاوموا كل الأفلاطونيات مقاومةً عنيفة، وعليه اشتهرت مذاهب اليونان وأحكامهم في المجال العربي من خلال الفلسفة والمنطق، واختلط الفكر الهيليني بالفكر العربي، وكثُرتْ كتب البرهان والخَطابة والشِّعر والجدل والسفسطة والمَنطِق، ولما كانت هذه الكتُب تَحمل في جَوهرِها روح حضارة اليونان وعِلمهم وفلسفتَهم، ثار نقاش حادٌّ في الوسط المعرفي الإسلامي عن هذا الوافد الجديد، وعن صلاحيتِه وإمكانية إدماجه في المجال العربي من خلال عمليات تداخليَّة مُثمرة.


وهذا ما خلَّف آراءً مُتضاربة حول وجود الفلسفة والمنطق، إلى جانب المعارف الإسلامية الأصيلة، وفي مقدمتها: العقيدة الإسلامية، إلى درجة اعتبرت الفلسفة والمنطق اليونانيين فتنةً حقيقيَّة بين علماء الإسلام.

ودونك باختصار أثر المنطق على عقيدتنا الإسلامية:

المنطق لغةً:

نَطَقَ: نطق الناطق يَنطِق نُطقًا: تكلَّم.


والمنطق: الكلام، والمنطيق: البليغ، أنشد ثعلب:

والنَّوم يَنتزع العصا مِن ربِّها ♦♦♦ ويَلوك ثِنْيَ لسانه المِنطيقُ


وقد أنطَقه الله واستنطقه؛ أي: كلمه وناطَقه، وكتاب ناطق بيِّن على المثل: كأنه يَنطق؛ قال لبيد:

أو مُذْهَبٌ جُدَدٌ على ألواحِه ♦♦♦ الناطِق المَبروز والمَختوم


وكلام كل شيء: منطقُه؛ ومنه قوله تعالى: ﴿ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ﴾ [النمل: 16]، قال ابن سيده: وقد يُستعمل المنطق في غير الإنسان؛ كقوله تعالى: ﴿ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ﴾ [النمل: 16]، وأنشد سيبويه:

لم يَمنع الشربَ منها غير أن نطقتْ ♦♦♦ حمامةٌ في غصونٍ ذات أَوْقَالِ


المنطق اصطلاحًا:

لا نُريد أن نعرِّف المنطق تعريفًا دقيقًا - أعني جامعًا ومانعًا - لأنه ليس بإمكاننا أن نعرف العلوم تعريفًا لا يشذُّ عنه شيءٌ؛ ذلك لأن العلوم هي مسائل مختلفة يَجمعها محورٌ واحدٌ، وهو الموضوع، أو مسائل تنصبُّ في أمرٍ واحد، هو الغاية.


فكل مَن يريد تعريف العلم، يُحاول أن يأتي بقولٍ يشتمل على ذلك المحور، أو يَنتهي إلى تلك الغاية، فنراه لا محالة يزلُّ في بعض الجوانب ويُخطئ، فلا يكون تعريفه شاملًا ومستوعبًا لكل مسائل العلم، أو مانعًا ومُخرجًا للأمور البعيدة عن ذلك العلم.


ومن هنا نقول: إن التعاريف التي ذكرها القوم - رغم الملاحظات الواردة عليها من حيث الاطراد والانعكاس - كلها تستهدف حقيقةً واحدة، وهي أن المنطق هو:

"قانون التفكير الصحيح".


فإذا أراد الإنسان أن يفكِّر تفكيرًا صحيحًا، لا بدَّ أن يُراعي هذا القانون، وإلا فسوف يزلُّ ويَنحرف في تفكيره، فيحسب ما ليس بنتيجةٍ نتيجةً، أو ما ليس بحجةٍ حجَّةً.


وقد عرِّف علم المنطق أيضًا بأنه:

"علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح".


فهو يبحث عن القواعد المتعلِّقة بجَميع حقول التفكير الإنساني في مُختلف مجالات الحياة، لا ما يخصُّ جانبًا معينًا؛ إذ إن هناك قواعد يحتاج إليها في علم خاصٍّ؛ كعلم النحو، أو البلاغة، أو الأصول، أو التفسير، فلا علاقة للمنطق بها بما هي قواعد ذلك العلم.


نعم، للمنطق إشراف دقيق على مدى صحتها أو سقمها.


فهو إذًا وسيلةٌ للتفكير الصحيح في كافة مجالات العلوم على اختلافها؛ ولهذا سُمي بالآلة، وعرف بأنه:

"آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهنَ عن الخطأ في الفكر".


فهو معدود من العلوم الآلية لا العلوم الذاتية؛ لأنه ليس علمًا مستقلًّا في مقابل العلوم الأخرى، بل هو خادم جميع العلوم، فلا يتمكن الإنسان أن يفكر في أي علم كان إلا مع مراعاة قوانين المنطق وملاحظة قواعده بدقَّة، فحينئذٍ سوف يعتصم ذهنه عن الخطأ في التفكير في تلك العلوم، بل حتَّى في المجالات العرفية والمُحادثات يحتاج الإنسان إلى معرفة المنطق وتطبيق قواعده.


من هذا المُنطلق يسمى هذا العِلم بعلم القسطاس والميزان، فهو ميزانٌ دقيقٌ مختصٌّ بأمورٍ عقليةٍ ومفاهيم علمية، يُقيم به وزن المعلومات التي يكتسبها الإنسان، ويميز به صحة المعلومات وسقمها، وهو المعيار الذي يُمكن بواسطته ضمان النتائج السليمة للتفكير.


العقيدة لغة:

العقيدة في اللغة: من العقْد، وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسُك، والمراصَّة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم.


والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقدًا، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ﴾ [المائدة: 89].


العقيدة اصطلاحًا:

والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى مُعتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل، والجمع: عقائد.


وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازمًا به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقًّا، أم باطلًا.

• • •


آثار ومفاسد إدخال المنطق اليوناني في علوم العقيدة الإسلامية:

من المفاسد الناتجة عن إدخال كتب اليونان في أصول الدين أن شوهت العقيدة السليمة بلوازمَ فاسدة، فيها تكذيب صريح للقرآن، وصحيح العقل؛ كالقول بقِدَم العالم؛ لأنَّ الإله لم يسبق العالم في الوجود الزمني، وإن كان يسبقه في الوجود الفكري، مثلما تسبق المقدمة النتيجة في الوجود، ومن أعظم إساءة الظن برب العالمين قصرُ علمه سبحانه بالأمور الكليَّة دون الجزئية، ويُبرِّرون إنكارهم لعلم الله بالجزئيات بأن الجزئيات في تغيُّر وتجدُّد، فلو تعلق علم الله بها للزمَه التغير بتغير المعلوم وتجدُّده.


ومن ضلالهم إنكار الصفات الثبوتية لله تعالى، ويصفونه بالسلوب المحض؛ لأن الواحد لا يَصدُر عنه إلا واحد؛ إذ لو صدر عنه اثنان لكان ذلك مخالفًا للوحدة، وبذلك نفوا أن يكون الله فاعلًا مختارًا، ونفوا الصفات عن الله تعالى؛ فرارًا مِن تَشبيهِه بالنفوس الفلكيَّة أو الإنسانية، ثم شبَّهوه بالجمادات، فكان ضلال الفلاسفة في الإلهيات ظاهرًا لأكثر الناس، ولهذا كفَّرهم فيها نُظَّار المسلمين قاطبةً.


ومِن مَفاسد اعتقادهم إنكارُهم للنبوات، واعتبارُها أمرًا مكتسبًا تستعدُّ له النفوس بأنواع الرياضات، وليست النُّبوة - عندهم - هبةً من الله ومنَّته على بعض عباده، وكذا الأخبار المتواتِرة عند المناطقة احتمالية الصدق، وتختصُّ بها من علمها، ولا تكون حجَّةً على غيره.


فهذا غيض مِن فَيض ما يُسبِّبه المنطق الأرسطي من تفريق كلمة المسلمين، وتذبذب معتقدهم، وشق عصاهم، ونبذ جماعتهم، فالاضطراب والشك والنزاع والحيرة عالق بأهل المنطق والمشتغلين به، فلا يكاد يوجد اثنان منهم يتَّفقان على مسألةٍ ما، حتى تلك التي يطلقون عليها اسم " البدهيات" أو "اليقينيات".


وقد وصَف ابن تيمية - رحمه الله - المشتغلين بهذه الصناعة بقوله: "إنَّ الخائضين في العلوم من أهل هذه الصناعة أكثر الناس شكًّا واضطرابًا، وأقلهم علمًا وتحقيقًا، وأبعدهم عن تحقيق علم موزون، وإن كان فيهم من قد يُحقِّق شيئًا من العلم؛ فذلك لصحَّة المادة والأدلة التي ينظر فيها، وصحة ذهنه وإدراكه، لا لأجل المنطق، بل إدخاله صناعة المنطق في العلوم الصحيحة يطوِّل العبارة، ويبعد الإشارة، ويجعل القريب من العلم بعيدًا، واليسير منه عسيرًا؛ ولهذا تجد من أدخله في الخلاف، والكلام، وأصول الفقه، وغير ذلك - لم يفد إلا كثرة الكلام والتشقيق، مع قلَّة العلم والتحقيق، فعلم أنه من أعظم حشو الكلام، وأبعد الأشياء عن طريق ذوي الأحلام".

• • •

 

أثر المنطق على عقيدة المسلم خصوصًا:

ومن آثار جناية المنطق على عقيدة المسلم ضعفُ توقير الكتاب والسنة في نفوس المُعجبين بعلم الكلام؛ اغترارًا بالأدلة العقلية الموزونة بميزان المنطق وتقديمها على أدلة الشرع، ولم تعد لأدلة الوحيين قيمة ذاتية إلا على وجه الاستئناس بها والمعاضَدة للأدلة العقلية عند التوافُق معها، أما في حالة التعارض، فإن نصوص الوحي مِن الكتاب والسنَّة تُرَدُّ ردًّا كليًّا بإلغاء مدلولَيهما، وتأويلهما على وجه يتوافق - في زعمهم - مع العقل المشفوع بالمنطق؛ لقطعيته وظنَّيتهما، والقطعي لا يُعارضه الظني ولا يُقاومه.


الأمر الذي أدى إلى الاستغناء عن نصوص الوحيين بآراء الرجال، وأقيسة المناطقة، وهرطقات الفلاسفة، وأبعدهم عن مُقتضى وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهذه الأمة بما يَكفل لها النَّجاة والهدى إذا اعتصمَت بالكتاب والسنَّة، وتحاكمت إليهما في موارِد النزاع، وتباعدتْ عن وجوه الضلالات والبدع.


قال ابن تيمية - رحمه الله -: "فكان من الأصول المتَّفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان: أنه لا يقبل من أحد قطُّ أن يعارض القرآن، لا برأيه، ولا ذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجْدِه؛ فإنهم ثبَت عندهم بالبراهين القطعيات، والآيات البيِّنات: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاء بالهدى ودين الحق، وأنَّ القرآن يهدي للتي هي أقوم".

• • •


وأخيرًا.

أختم بمقولة للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في كتاب: "فتح رب البرية بتلخيص الحموية"، الباب الثاني والعشرون؛ حيث قال: علم الكلام: هو ما أحدَثه المتكلِّمون في أصول الدين من إثبات العقائد بالطرق التي ابتَكروها، وأعرَضوا بها عما جاء الكتاب والسنَّة به، وقد تنوَّعت عبارات السلف في التحذير عن الكلام وأهله؛ لما يُفضي إليه من الشبهات والشكوك، حتَّى قال الإمام أحمد: "لا يُفلِح صاحب كلام أبدًا".


وقال الشافعي: "حُكمي في أهل الكلام أن يُضرَبوا بالجريد والنِّعال، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام".


وهم مُستحقُّون لما قاله الإمام الشافعي من وجه؛ ليَتوبوا إلى الله، ويرتدع غيرهم عن اتباع مذهبهم، وإذا نظرنا إليهم من وجه آخر، وقد استولت عليهم الحيرة، واستحوذ عليهم الشيطان، فإننا نَرحمهم ونرقُّ لهم، ونحمد الله الذي عافانا مما ابتلاهم به.


فلنا فيهم نظران: نظر مِن جهة الشرع: نؤدِّبهم ونمنعهم به من نشر مذهبهم.


ونظر مِن جهة القدر: نَرحمهم، ونسأل الله لهم العافية، ونحمد الله الذي عافانا من حالهم، وأكثر من يخاف عليهم الضلال هم الذين دخلوا في علم الكلام ولم يَصِلوا إلى غايته.


ووجه ذلك أن من لم يدخل فيه، فهو في عافية، ومن وصل إلى غايته، فقد تبيَّن له فساده، ورجع إلى الكتاب والسنَّة، كما جرى لبعض كبارهم، فيبقى الخطر على من خرج عن الصراط المستقيم، ولم يتبين له حقيقة الأمر.

• • •

 

المصادر:

1. تحذير العلماء من دراسة الفلسفة والمنطق؛ المنبر الإسلامي العام، على موقع libyanyouths.

2. حقائق عن المنطق؛ على موقع ahlalhdeeth.

3. لسان العرب؛ لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ابن منظور)، دار صادر، 2003م، مادة "نطق"، " نحا"، (ج: 14).

4. المجلس العلمي "الألوكة"، ينظر الرابط الآتي:

http://majles.alukah.net/t4966

5. مقال "أثر الفلسفة والمنطق في العلوم الإسلامية"؛ للدكتور: محمد همام.

 

تم بحمد الله





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ربط عناصر البيئة بالعقيدة الإسلامية
  • العقيدة الإسلامية في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
  • خلاصة آراء الغرب في العقيدة الإسلامية والإسلام
  • حاجتنا إلى معرفة العقيدة الإسلامية
  • اكتشاف المؤلف الحقيقي لكتاب (نصيحة المسلم المشفق لمن ابتلي بحب المنطق)
  • سلسلة آيات العقيدة المتوهم إشكالها (1)
  • العقيدة الإسلامية وأثرها التربوي
  • سلسلة العقيدة الإسلامية الصحيحة: الحلقة الأولى
  • تربية الشباب على العقيدة الصحيحة
  • الخصائص الفريدة للعقيدة الإسلامية وآثارها العجيبة في الفرد والمجتمع

مختارات من الشبكة

  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في حفظ الحقوق وأداء الأمانات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في الشوق إلى دار السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في توجيه السلوك (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في تحقيق الأمن النفسي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اترك أثرا إيجابيا (10) حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اترك أثرا إيجابيا: عشر حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب