• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

حوار مع البروفيسور كريستيان لانج حول الجنة والنار في القرآن الكريم

د. عبدالرحمن أبو المجد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/1/2016 ميلادي - 3/4/1437 هجري

الزيارات: 9656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع البروفيسور كريستيان لانج

حول الجنة والنار في القرآن الكريم


 

لدينا فرصة جديدة للتَّفكير حول الجنَّة في هذا الحوار مع البروفيسور كريستيان لانج؛ بصفته الباحِث الرَّئيس في مشروع (هنا والآخرة في التقاليد الإسلامية HHIT)، وهو مشروع بَحثي مدَّته أربع سنوات بتمويل من مجلس البحوث الأوربي، من عام 2011 إلى عام 2015، لن يتكلَّم عن وجهات نظره عن الجنَّة وحدها في القرآن، لكنَّه يتحدَّث أيضًا عن النَّار.

 

البروفيسور كريستيان لانج: الأستاذ بقسم الفلسفة والدراسات الدينية ودراسة الإسلام واللغة العربية بمعهد البحوث للفلسفة والدراسات الدينية (OFR).

 

كتابه الأول: "العدل والعقاب لدى مسلمي العصور الوسطى، 2008"، هو دراسة عن دولة السلاجقة (11 - 13)، كما أنَّه يشارك في تحرير مجموعة من المقالات حول موضوع العنف العامِّ في المجتمعات الإسلامية 2009، فضلًا عن دراسات متنوعة التأليفِ عن دولة السلاجقة 2011.

 

والآن إلى الحوار معه عن كتابه التاريخ العام للجنَّة والنَّار في سياق مشروع (HHIT)، الذي تم تحريره كمرجع حول الجنَّة والنَّار في التقاليد الإسلامية.

 

 

الحوار:

س: أولًا وقبل كل شيء، أعلم أنَّك متخصص في الدراسات الإسلاميَّة، أتساءل ما الذي جعلك تركز على الدراسات الإسلاميَّة؟

كريستيان لانج: عندما بدأَت دراسة الدراسات الإسلاميَّة في تسعينيات القرن الماضي، كنت أولًا وقبل كلِّ شيء مفتتنًا باللغات الشرقية؛ اللغة العربية، واللغة الفارسية على وجه الخصوص، واستمتعتُ بتعلُّم تلك اللغات كثيرًا، واهتمامي بالتاريخ الإسلامي السياسي والاجتماعي والفكري وضعني هناك، وكنتُ أيضًا محظوظًا لأنَّه كان لدينا عدد من المعلِّمين الملهمين في جامعة توبنغن في ألمانيا، وفي سنة 1990 كانت توبنغن واحدةً من أهمِّ مراكز البحوث والدراسات الإسلاميَّة في ألمانيا، وإن تمَّ تغيير الوضع اليوم، وأصبح هناك جامعات أخرى؛ منها على سبيل المثال جامعة برلين في الوقت الحاضر التي تلعب دورًا أكبر.

 

س: جامعة برلين في الوقت الحاضر تلعب دورًا أكبر، أتساءل ماذا تعني بذلك؟

كريستيان لانج: في الحقيقة هذا له علاقة بعدما أصبحَت برلين عاصمةَ ألمانيا الموحدة، وبدأَت في جذب الكثير من الطلَّاب والعلماء، وكذلك ضخَّت الأموال العظيمة للأبحاث والدراسات بجامعة برلين الحرَّة؛ فهي على سبيل المثال تقدِّم العديد من المِنَح الدراسيَّة لطلاب الدكتوراه في الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط، وأكاديمية براندنبورغ للعلوم ترعى مشروعًا كبيرًا حول القرآن، يُدعى كوربوس القرآن، مشروع يدرس مخطوطات الفترة المبكِّرة منذ نزول القرآن، ودراسة القراءات من بين الأمور الأخرى التي يستهدفها.

 

س: الآخرة في التقاليد الإسلاميَّة مشروع كبير جدًّا، نعلم أنَّك الباحث الرئيس الذي يقود فريقًا من الباحثين؛ هم الدكتور سيمون أوميرا، والدكتور إيريك فُن ليت، والباحث يونس يلديز، والباحث بيتر كوبنز، خلال الفترة: 2011م - 2015م، من فضلك هل يمكن أن تتوسَّع في توضيح هذا المشروع؟

كريستيان لانج: في معظم أنحاء المجتمع الغَربي، هناك فِكرة أنَّ الإسلام هو الدِّين الذي يتَّجه كثيرًا نحو الآخرة؛ بمعنى أنَّه يخفض قيمة الحياة الدنيا، ويضع كلَّ آمال المرء على احتمال وجود السَّعادة في الآخرة، أردتُ أن أبيِّن أنَّ التقاليد الإسلاميَّة لديها الكثير الذي يمكن أن تقدِّمه في ذلك.

 

نعم؛ التوقُّعات حول نهاية العالم مهمَّة، وأحيانًا تصبح واضحةً في الحركات السياسيَّة، أو حتى في الحركات الراديكالية المتشددة، ولكن الآخرة في الفِكر الإسلامي والممارسة الإسلاميَّة، وفي العديد من المهام هي أكثر من ذلك؛ أولًا وقبل كل شيء: لأنَّها توفِّر المبادئ التوجيهيَّة الأخلاقيَّة في الدنيا، أيضًا نجدُ التفكير في الإسلام حول كيفية تصوُّر "الواقع" (الحق) في العالم الآخر، والمتنوع للغاية.

 

أعرف أنَّني لا يمكنني أن أفعل كلَّ هذا بمفردي، ومن أجل توضيح هذا التنوع الثَّري؛ شكَّلتُ فريقًا من الباحثين للقيام بدراسة مختلِف جوانب تاريخ الجنَّة والنَّار في الإسلام؛ فلدَينا في هذا الفريق باحثٌ يدرس تقاليد الفلسفة، وباحث يَدرس التعليقات الصوفيَّة على القرآن، وباحِث يدرس أقسامَ الجنَّة والنَّار في الكتب المصريَّة، و"كتاب الزهد" لابن المبارك، و"مسند أحمد بن حنبل"، وبعض المسانيد الأخرى، ولدينا أيضًا مؤرِّخ الفنِّ الذي يعمل على فحص العلاقة بين الآخرة والهندسة المعماريَّة العالمية، وأنا شخصيًّا عملتُ في الغالب على الأدب الحديث، ولكن أيضًا على خطب الجنَّة والنَّار، وكذلك على بعض تصوُّرات الصوفيَّة والفلاسفة حول الجنَّة والنار.

 

س: لا شك أنَّك تَدرس القرآن، وترغب في المزيد من المعرفة عن كيفيَّة الجنَّة في القرآن الكريم.

كريستيان لانج: هناك العديد من الجوانب المثيرة للاهتمام التي تَستحقُّ الدِّراسة؛ على سبيل المثال: هل صورة الجنَّة في القرآن على تواصُل مع هذا العالم أم لا؟ وهل لا تتعايش الجنَّة في الوقت الحاضر مع الدنيا (العالم المخلوق)؟

أشيرُ إلى أنَّه وفقًا للقرآن؛ فإنَّ الجنة لا تقع في هذا العالم ولا في العالم الآخر، بدلًا من ذلك؛ فإنه يجتمع فيها هذا العالم والعالم الآخر، إنها حاجة معقدة إلى حد ما، يتطلب من المرء القيام بمقارنة كل الآيات والمقاطع ذاتِ الصلة بالجنة في القرآن الكريم.

 

ثمَّ هناك مسألة: كيف تطوَّرَت الرسالة القرآنية حول الجنَّة في الفترة المكيَّة وفي الفترة المدنية؟ يرى المرءُ - على سبيل المثال - أن هناك أسماء معيَّنة من الجنَّة؛ مثل جنَّة النعيم، يبدو أنَّها ذُكرَت في كثير من الأحيان في الفترة المكيَّة، بينما جنَّة عدن على سبيل المثال هي الأكثر شيوعًا منذ أواخر الفترة المكيَّة، واستمرَّ ذكرها في الفترة المدنيَّة.

 

س: كيف يمكن تفسير ذلك؟

كريستيان لانج: درس المستشرقون الرسالةَ دراسةً صارمة في الفترات السَّابقة، لاحظوا أنَّه من المحتمل وجود "تغييرات" في الرسالة القرآنيَّة حدثت على مرِّ الزمن، أنا أفضِّل أن نتكلَّم عن بلوَرة الرسالة؛ إذ إنَّ جمهور القرآن بعدما أَصبح أكثرَ إيمانًا وأكثر إلمامًا بالجنَّة، أُضيف له المزيدُ والمزيد من العناصر التي تحتويها الجنة.

 

س: أنت تشير إلى أنه وفقًا للقرآن لا تَقع الجنَّة لا في هذا العالم ولا في العالم الآخر، كيف يمكنك إثبات ذلك؟

كريستيان لانج: هناك آيات في القرآن الكريم تشير إلى أنَّ الجنَّة هي في أحد الجبال؛ مثلًا عندما قال الله لآدم: اهبط (اهبط ihbit) إلى الأرض؛ يقول الزمخشري: إنَّ هذا يشير إلى حركة أفقيَّة، كما هو الحال عندما قال الله لبني إسرائيل: ﴿ اهْبِطُوا مِصْرًا ﴾ [البقرة: 61]، ويقول المفسِّرون عادة: إنَّ جنَّة آدم وجنة آخر الزمان هي نفسها، وإنَّ هذه الجنة كانت (ولا تزال) على الأرض.

وفي الوقت نفسه: هناك آيات تتحدَّث عن الجنَّة في السماء، لذلك: أيٌّ من الاثنين هو الصَّحيح؟ لا يمكن لأحد أن يدَّعي أنَّ القرآن يناقِض نفسه، يبدو لي أنَّ الحل الوحيد هو أن نفترض أنَّ الجنة - وفقًا للقرآن - تقع في هذا العالم والعالم الآخر.

 

س: على الرغم من أنَّ هناك سبعة أسماء للجنة في القرآن، إلا أنَّك ذكرتَ اثنين فقط؛ جنَّة النعيم في الفترة المكيَّة، وجنَّة عدن في الفترة المدنيَّة؛ على سبيل المثال: ماذا عن جنَّة الفردوس؟

كريستيان لانج: يُذكر اسم الفردوس للمرَّة الأولى في الآية 11 من سورة "المؤمنون"، العلماء الغربيُّون في هذا الصَّدد في التقاليد الغربيَّة يَذكرون أنَّ السورة تنتمي للـ"فترة المكيَّة الوسطى"، وأعتقد أنَّ معظم العلماء المسلمين يتَّفقون مع هذا، على الرغم من أنَّني على علم بأني يُمكنني تمييز الفترات بصورةٍ قاطعة؛ كما بيَّن الباحثون الغربيُّون - منذ وقت مبكر - آيات الفترة المكيَّة المبكرة، وآيات الفترة المكيَّة المتوسطة، وآيات الفترة المكية المتأخرة؛ وهذه هي جنَّة الفردوس، وتحدَّث في وقتٍ لاحِق من ذِكر جنَّة النَّعيم (أو أيضًا: جنة المأوى و(عليِّين)، وبعد قليل في وقت سابق ذكرت فيه جنَّة عدن، وإذا وضعتَ كلَّ هذا بعضَه بجانب بعض، تَحصُل على نوع من التسلسل الزمني للمصطلحات المفضَّلة للجنَّة في القرآن.

 

س: ماذا عن الحور العين في الجنَّة، يا بروفيسور؟

كريستيان لانج: في مسألة الحور العين، أنا أتَّفق مع الباحث الألماني هوروفيتس، الذي جادَل في وقت مبكِّر من عام 1923 في أنَّ الحور العين (المذكورين أخيرًا في الآية 54 من سورة الدخان، والتي نزلَت في الفترة المكيَّة المتوسطة)، يتمُّ استبدالهم بأزواجٍ مطهَّرة، وحدَث هذا في القرآن تدريجيًّا (في السور المدنية؛ مثل سورة البقرة: 25، سورة آل عمران: 15، إلخ والنساء: 57، وهذه هي: زوجات مطهَّرات للمسلمين، وأعتقد أنَّ هذا هو أيضًا ما بيَّنه "محمد عبده" و"رشيد رضا"، على سبيل المثال، فقد أسهَما في توضيح هذه القضيَّة.

 

س: ماذا عن النار في القرآن الكريم؟

كريستيان لانج: إنها مسألة مثيرة للاهتمام؛ في البحوث والدراسات الغربيَّة؛ لاحظوا أنَّ الجنَّة في القرآن أكثر ذكرًا من النَّار، وقد ادَّعى بعضُ الباحثين الغربيين أنَّ الجنَّة تحتل دورًا أكثر أهميَّة في القرآن من النَّار، أنا لستُ متأكدًا من أنَّ ذلك صحيح؛ لأنَّ بعض الناس قد يَختلفون، ولكن من الناحية الكميَّة؛ فإنَّ في القرآن - على الأقل في حساباتي - يعطي المزيد من الاهتمام للنَّار عن الجنَّة، وعلى أية حال أعتقد أنَّ النَّار في الإسلام موضوع يستحقُّ المزيدَ من اهتمام العلماء، وبالإضافة إلى الكتابة عن ذلك في كتابي، فقد قمتُ أيضًا بتعديل الحجم حول هذا الموضوع، والذي يمكن الوصول إليه في موقع "brill".

 

س: نعم، أنتَ على صواب، تُذكر النَّار أكثر من الجنَّة في القرآن الكريم، ولكن كيف رأى النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم الجنَّةَ والنَّار؟

كريستيان لانج: من وجهة نظري - وهذا من الصعب أن تعرفه بدقَّة - أنَّ معظم علماء الحديث في القرون الوسطى بشأن الحديث المتفق عليه ذكَروا أنَّ معايير الثِّقة في صحة الإسناد isnads في الأحاديث التي ذُكرَت فيها الجنَّة والنَّار كانت أقلَّ ممَّا كانت عليه في جمل الأحاديث؛ على سبيل المثال: الترمذي في كتابه "الجامع الصحيح" يجمع نحو 80 حديثًا من أحاديث الجنَّة والجحيم، أكثر من نصفها يُصنَّف بأنَّه "نادر"، وغريب، وهذا يتناقض بشكلٍّ حاد مع نِسبة الأحاديث (الغريبة)؛ على سبيل المثال: باب الصيام (17٪) أو الميراث (7٪).

 

ووافقَهم علماء في وقت لاحِق - مثل ابن أبي حاتم في القرن (4هـ/ 10م)، والحاكم النيسابوري في القرن (5هـ/ 11م) - في أنَّ الأحاديث في مجال الترغيب والترهيب لا تتطلَّب نقدًا لاذعًا، ما دامَت مفيدة في تَثقيف النَّاس، وكان هناك آخرون بطبيعة الحال لم يوافِقوهم في ذلك، كابن الجوزي على سبيل المثال في القرن (6هـ/ 11م)، وكذلك علماء الحنابلة في وقت لاحِق في دمشق.

 

س: في سنن الترمذي ليتك اخترتَ حديثًا واحدًا من الأحاديث الصَّحيحة؛ مثلًا قال النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: أعددتُ لعِبادي الصَّالحين ما لا عينٌ رأَت، ولا أذن سمعَت، ولا خطر على قلب بشَر، واقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]))؛ حديث صحيح وفقًا للترمذي.

كريستيان لانج: أنت على حقٍّ لتبيِّن هذا الحديثَ الهام، في الواقع أنا أعتقد أنَّ هذا الحديث القدسي هو مركزي جدًّا لحديث كامل، يتمُّ تَكرار ذلك مِرارًا وتَكرارًا، وليس فقط عن طريق الترمذي؛ فقد رواه البخاري ومسلم، ولكن أيضًا في مجموعات لاحِقة من مجموعة أحاديث الجنَّة والنَّار؛ على سبيل المثال: في كتاب "صفة الجنَّة" للأصفهاني، أو كتاب "البدور السافرة" للسيوطي، وأنا من وجهة نظري أقول: إنَّ هناك أشياء في الجنَّة ((ما لا عين رأَت...)) إلخ - يتَناقض بشكلٍ غريب مع حقيقة أنَّ الحديث في الواقع لا يقول لنا الكثيرَ عمَّا ستُشاهده الأعينُ في الجنَّة.

 

 

هذا - كما أعتقد - يتطلَّب تفسيرَ الحديث القدسي، ربَّما المقصود هو أنَّ هناك أشياء معيَّنة في الجنَّة - وربما المزيد من يوم المزيد - أنَّ ((ما لا عين رأَت...)) سيُرى بالعين، بالإضافة إلى غيرها من الأمور التي تَشهدها العيون، ويمكن للقلوب أن تتصوَّرها، كما أنَّها مثيرة للاهتمام، أعتقد أنَّ الحديث القدسي غالبًا ما ينقل ((بلهَ ما أطلعَكم الله عليه))؛ على سبيل المثال في صحيح مسلم: ((أعدَدتُ لعبادي الصَّالحين...)) إلخ، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله عزَّ وجل: أعددتُ لعبادي الصَّالحين ما لا عين رأَت، ولا أذن سمعَت، ولا خطر على قلب بشَر؛ ذخرًا، بلْهَ ما أطلَعَكم الله عليه))، وهذا يبدو وكأنَّه مواصفات تخصيص (takhsis) للمعنى.

 

 

س: أنت وفريقك قمتم بالتحرِّي والتحقيق في التصوُّرات المختلفة للعالَم الآخر في العديد من التقاليد الفكريَّة؛ مثل ما ذُكر في الغيبيات (السمعيات) والتصوُّف والخيال الشعبي، هل يمكنك التوسُّع في تصوُّر الجنَّة والنار في المخيلة الشعبية، من فضلك؟

كريستيان لانج: عن طريق "المخيلة الشعبيَّة" أقصد هذا النوع من الأفكار والصور لا يجده المرء؛ على سبيل المثال: في بعض الإصدارات الطويلة التي ذكرَت حديث معراج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولكن أيضًا في قصص الأنبياء - على سبيل المثال - في قصَّة إدريس، وفي عدد من الأعمال مثل كتاب "العظَمة"، ما يمكن أن أسمِّيه "علم الكون الشعبي".

 

وهناك كتاب يُنسب إلى ابن أبي الدنيا على سبيل المثال، وهناك النصوص الثلاثة المعروفة التي تسمى دقائق الأخبار وقرة العيون، والدرة الفاخرة، كما أناقش في كتابي هذه الأعمال التي تُعتبر غير علميَّة نسبيًّا، وغالبا ما تُعتبر مصنفات رائعة جدًّا للأحاديث بين النَّاس، وتُنسب لمشاهير العلماء؛ كأبي اللَّيث السمرقندي، والغزالي، ومع ذلك لا أعتقد أنَّها يمكن أن تُنسب إليهم باطمئنان، إنَّها على الأرجح - في رأيي - أنَّ هذه النصوص كانت مَنسوبة في وقت لاحِق فقط لأسماء هؤلاء الأعلام؛ من أجل تَعزيز وَضعها، فهذه النصوص مليئة بتفاصيل رائعة.

 

في كثير من الأحيان كانت تلك الكتب الشعبيَّة رائعة جدًّا؛ من وجهة نظر أدبيَّة: واحدة من السِّمات المتكرِّرة في هذه الكتب الشعبيَّة هي أنَّ حجم الجنَّة وأنواعها، وطبَقات النَّار تتجاوز ما ذُكر في الكتب الصَّحيحة.

 

س: يقال: إنَّه تبيَّن لك أنَّ الأدب الدِّيني الإسلامي ضد الافتراضات الفلسفيَّة المتعالية، وعلى العكس من ذلك، غالبًا ما يصوِّر الحدودَ بين عالم الدنيا وعالم الآخرة بأنَّها رقيقة بشكل مَلحوظ، أو بما يمكِّن لاختراقه، أريد أن أعرف كيف تبيَّن ذلك؟

كريستيان لانج: هذه هي الحجَّة الأساسيَّة في كتابي، ويؤكِّد على ما ورد في كلام الحديث أنَّ هذا العالم والعالم الآخر منفصلان تمامًا، ولكن هناك أحاديث أخرى يَبدو أنها تُشير إلى أنَّ البشر يمكن بلَمحة من الكمال، أو بتجربةٍ من البؤس أن يكونوا في نهاية المطاف، وبالفعل خلال حياتهم على الأرض، وأنا لا أعتقد في الصوفيَّة الذين كتبوا عن الجنَّة والجحيم كأشياء موجودة في روح المرء، أو بعض الفلاسفة (مثل السهروردي)؛ الذي جادل في أنَّ النُّخبة الفكريَّة في بعض الأحيان قادرة على التواصل مع العالم الآخَر عن طريق الأحلام والرُّؤى، حتى في الحديث النَّبوي يجد المرء في بعض الأحيان فكرة أنَّ هذا العالم والعالم الآخر هما قريبان جدًّا من بعضهما البعض، ربَّما أنَّ واقع العالم الآخر "يخترق" في الواقع هذا العالم، والحديث المفضَّل لديَّ في هذا الصدد هو حديث في صحيح البخاري: ((الجنَّة أَقرب إلى أحدكم من شِراك نَعله، والنَّار مثل ذلك)).

 

عبدالرحمن: شكرًا جزيلًا لك، يا بروفيسور كريستيان لانج.

كريستيان لانج: إنَّه لَمن دواعي سروري، أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي؛ لأقول للقرَّاء كلماتٍ عن كتابي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل لإسرائيل مستقبل؟ حوار مع "كونستانس هيليارد"
  • حوار مع برانون ويلر حول مخطوطات القرآن الكريم
  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين
  • حوار مع الدكتور يوسف إبراهيم - مدير مركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر

مختارات من الشبكة

  • حوار مع البروفيسور إدريس توفيق ورحلته من الفاتيكان إلى الأزهر(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار البروفيسور جون ويلينسكي حول مستقبل النشر العلمي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع فاطمة عشري مستشارة الصحة النفسية حول كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار حول التعامل الإسلامي مع ذوي الاحتياجات الخاصة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حوار مع سحر حجازي مختصة التربية الخاصة، حول التحديات والمشكلات التي تواجه ذوي الإعاقة في مصر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الأستاذة همت أحمد - ماجستير الصحة النفسية - حول مشاكل واحتياجات ذوي الإعاقة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع ثلاثة من مسلمي سيدني الشباب حول اعتناقهم للإسلام(مقالة - المترجمات)
  • حوار مع داستون بارتو حول أخطر القضايا التي تواجه الأمة في الولايات المتحدة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع مدير مدرسة حول أهمية الإذاعات المدرسية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حوار مع الدكتور صالح السامرائي حول العمل الدعوي باليابان(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب