• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / إدارة واقتصاد
علامة باركود

احذر يا وطني الآن وعاجلا

هشام محمد سعيد قربان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/12/2015 ميلادي - 15/3/1437 هجري

الزيارات: 5877

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

احذر يا وطني الآن وعاجلًا

أسباب حريق مستشفى جيزان

تتكرر بنسبة 99.9999% (مبالغة؟!)

في مباني الوطن العامة


تحية تقدير وإجلال، وامتنانٍ وثناء للأحياء الشرفاء الشجعان المرابطين في الحدِّ الجنوبي، الذين يضحُّون بأرواحهم من أجل الله والدِّين والوطن، الوطن الذي هو: نحن، كلنا، وحياتنا، وفَرحة أبنائنا، وسلامة أهلينا، والحفاظ على زَرع الأمس، وثمر اليوم، وبذور الأمَل.

 

كما أعزِّي نفسي، ووطني، وأهلينا في جازان الحبيبة خاصَّة، فأحسَن أَرحمُ الرَّاحمين عزاءكم، وعظم الله أجرَكم، وتقبَّل الله مَن قضى منا شهداء، وشفى المصاب، وجبر قلب كل أمٍّ وأب، وقريب وبعيد، وصديق ومواطن ومجاور.

 

نعم يا وطني الحبيب، صدِّقني، وصدقوني يا أحبائي كلكم، وإليكم برهاني، فوالله الذي لا إله إلا هو: إنَّ شرر وأسباب حريق مستشفى جيزان - وهو مأساة وطنية - حاضرة وموجودة، وكامِنة ومكتملة، ومتفشية ومشتهرة، ومشهودة ومتكررة في أغلب (اعتراف: نسبة 99.9999 % مبالغة للإثارة في العنوان، مَكشوفة وغير دقيقة) - نعم أغلب - مبانينا العامَّة الحكوميَّة والتجارية في كل أنحاء الوطن، (ومنازلنا كذلك، ولكنَّني سأرجِئ الحديثَ عن هذا الجانب).

 

لا، وألف لا، فأنا لم أُصب بصدمة عقليَّة من جرَّاء هذا المصاب الجلل، إنما أقول الحقيقة - وهي مُرَّةُ المذاق بالمرة، ولا تستساغ أبدًا - وتملؤني رَغبةٌ صادقة في إيقاظ وتحذير وطن، هو وطني، هو أنا، هو أنتم!

 

إنَّ ما نشاهده، أو ما نغفل مشاهدته حولنا كل يوم، يُشير بجلاء وصِدق وعدل إلى تدنٍّ مخجلٍ وخطير وقاتل في الوعي الأمني الوطني (لا أقصد ولا ألمح هنا إلى الجهات المختصَّة)، بشروط ومقومات سلامة النَّفس البشريَّة في المباني العامَّة الحكوميَّة والتجارية والمنشآت.

 

1- مثال على تدنِّي وعي وتطبيق مبادئ السلامة في "الفنادق" ونزل الضيافة:

كنتُ ذات يوم مطمئنًّا، أناجي قهوةً تركيَّة سمراء وحلوة، متكئًا في بَهو نزل فخم وثير (فندق) من فئة الخمسة الأنجم في شرق الوطن، يحوي قرابة مائتي غرفة بها أصحَّاء وعجزة، ونائمون، شباب وشيب، وأطفال ورُضَّع، وفجأة - وبلا مقدمات - خلع قلبي من بين أضلعي صَفير - بل عويل - جرَس إنذار الحريق، فغفلتُ عن قهوتي وكلِّ سابق أمري، وهُرعتُ إلى خارج الفندق أطلب السلامةَ، وأبحث عن العلامات المشيرة لمنطقة التجمُّع، فهذه من أنفع وأفضل العادات الحميدة والمعارف المفيدة، التي علَّمَتنيها خمس وعشرون سنة عمَل بصحبة شركة أرامكو السعوديَّة، والمشهود لها بعلوِّ اهتمامها بالسلامة تعليمًا ووعيًا وتطبيقًا ومتابعة ومحاسبة، فالسَّلامة فيها في كلِّ وقت في المرتبة الأولى بلا منازِع أو منافس أو بديلSAFETY FIRST!، انتظرتُ في منطقة التجمُّع التي كانت علامتها بعيدة جدًّا عن المدخل (هذه مخالَفة)، وعلمتُ أنَّ هذا تمرين تحسُّبي وَهمي لإخلاء كلِّ الفندق في حال الحريق، يا للهول، ويا للكارثة، ويا للفاجعة، ويا للمصيبة، فلقد شهدتُ وتيقَّنتُ مباشرة - وأنا ابن أرامكو "السلامة" - فشَل تمرين الإخلاء فشلًا كبيرًا جدًّا وفاضحًا؛ فعدَد الواقفين في منطقة التجمُّع لم يبلغ أو حتى يقترب من العشرة، ومئات الضيوف ما زالوا في غرفهم في الطوابق العديدة، وقاعات الاجتماعات والمقهى والمطعم والبهو يغصُّ بالمئات من الزوَّار والعاملين، ولم تحضر سيارات الإطفاء والإسعاف، بل إنَّ المشرفين على تمرين الإخلاء - ولقد لاقيتُهم بنفسي - لم يغادروا الفندق أبدًا، ولم أرَ أحدًا على الإطلاق يَحمل ساعةً يوقِّتُ بها زمنَ الإخلاء وزمن حضور فريق الإطفاء والإسعاف، ولم أرَ مَن يحمل سجلًّا وقلمًا ليحصي أسماء وأعداد مَن تمَّ إخلاؤهم من الفندق؛ ليتأكَّد من سلامة الجميع - المقيدين بالسجلات بدقَّة - وخلوِّ الفندق "المحترق وهميًّا" من القتلى والمصابين الذين تعسَّر خروجهم وإخلاؤهم، وبحسابٍ بسيط يعرفه مختصُّو السلامة نعرف عددَ الناجين من الحريق - فهم مَن غادَر وحضر وأُحصِي (ومكث ولم يَختفِ) في منطقة التجمُّع، وفي المقابل فعدَد الأنفس البشريَّة البريئة التي قُتلت في الحريق: كل مَن لم يغادِر الفندق من الضيوف والعاملين خلال الزمن القياسي المنشود لإخلاء الفندق في حال الحريق وما يَصحبه من دُخان خانق ممِيت، التي - كما يخبرنا المختصُّون - تَنتشر بسرعة مَهولة بين الغرف والطوابق؛ وهذا ممَّا يفسِّر هدف سرعة الإخلاء في وقتٍ قياسي، فالتأخير في الإخلاء الكامل ثوانيَ عديدةً - نتحاقرها عادة في حال الأمن - قد يؤدِّي لزيادة عدد القتلى وضحايا حريق الفندق! ولقد قابلتُ المسؤولين وأعلَمتُهم بفشَل تمرين الإخلاء، فاستَمعوا لي مَصدومين، واكتشفتُ غيابَ الوعي والتدريب لدَيهم، وهذه مصيبة عُظمى لها نظائر كثيرة جدًّا في مُدن أخرى.

 

2- مثال على تدنِّي السلامة في قرى ألعاب الأطفال:

رافقتُ أطفالي وزوجتي الفرحين بالعيد عند زيارتهم لمجمَّع شَهير كبير لألعاب وملاهي الأطفال في غَرب الوطن، تركتُهم يلعبون، وذهبتُ أتوضَّأ، ولاحظتُ أمرًا أفزعني، فلم يوجد في كلِّ المبنى الكبير إلَّا علامة مضيئة خضراء واحدة ووحيدة تُرشد للمَخرج الآمن في حال الحريق EXIT، وُضعَت على المخرج مباشرة؛ فلا يراها إلَّا القريب منها ومَن يقصد الحمامات، وبهذا لا يَعرف موضع المخرج مَن كان في الجهات الأخرى من المبنى أو بعيدًا عنها، استفزَّني الفضول ففتحتُ بابَ المخرج لأجد سلَّمًا متفرعًا؛ صاعدًا للطَّابق الأعلى ونازلًا للطوابق السُّفلى، تخيَّلتُ نفسي في حال حريق، لم أعرف أين أذهب، فوالله إنَّني لم أجد أيَّة لوحات إرشاديَّة تحدِّد جهة مَخرج الحريق، اتَّجهتُ بفِطرتي للأسفل، فوجدتُ بابًا حديديًّا مكتوبًا عليه: مخرج، ففرحتُ، ولكنه مكبَّل ومقفل بأقفال ضخمة وسلاسل غليظة (لعلَّكم تذكرون رؤية مثيلاتها في جيزان وغيرها)، حِرتُ قليلًا، ولم أجد إرشادات، ثمَّ واصلتُ نزولي للأسفل، وعندها وجدتُ بابًا مفتوحًا يؤدِّي لمواقف السيارات في قَبو المبنى، صُدمتُ وفزعتُ من هذا الإهمال في مبنًى عام تجاريٍّ يَلعب فيه مئات الأطفال الضعفاء آمنين وغافلين، تذكَّرتُ أطفالي وزوجتي فصعدتُ السلم إلى حيث دخلتُ، قبل أن أهمَّ بالرجوع دفعني الفضول لاكتشاف أعلى السلم المؤدِّي للطبقات العليا؛ مرَّة أخرى لم أجد لوحات إرشاديَّة، وفي أعلاه وجدتُ ممرًّا طويلًا به أبواب عدَّة مغلقة، يؤدِّي أحدها إلى سطح المبنى؛ حيث أجهزة تكييف الهواء، رجعتُ لأطفالي، وبعدها اتجهتُ لمشرفٍ يعمل في مكتب الاستقبال والتذاكر، حدَّثتُه بكل هدوء وأدَب ورقيٍّ عن حاجة المبنى للمزيد من اللوحات المرشدة لمخارج الحريق، أظنُّه ابتَسم متكلِّفًا وعلى عجَل، وأخبرني بأنَّ المبنى تمَّ فحصه من الجهة المسؤولة، فأخبرتُه بأنَّني مواطن وأولادي في المبنى، والنَّقص واضح أمامي وأمامه، فلا عِبرة بكلماتٍ في ورقة هزيلة حين يخالفها واقعٌ مَشهود وملموس ولا يُنكر، ودَّعتُه بعد نصحي اللَّطيف، وانشغلتُ بصحبتي، وبعد دقائق تقدَّم إليَّ مغضبًا شخصٌ آخر - لعلَّه المسؤول الأعلى لهذه المنشأة الترفيهية - يلومني بشدَّة على سؤالي واستِفساري، ويخبرني بأنْ لا حقَّ لي في السؤال، فلايَنتُه الحديث، وأقنَعتُه بأن يرافقني لنرى غياب اللَّوحات الإرشاديَّة في المبنى (ما عدا واحدة فوق المخرج)، وغيابها خَلف باب المخرج في أسفل السلم وأعلاه، فصحبني مشكورًا على مَضَض، وأريتُه ما رأيتُ، ما أدري هل فهم أم لا؟ ولكن ما رأينا لم يُقنعه وواصَلَ لومَه وعتابه، ووبَّخني لتفكيري في مثل هذه الأمور وما فيها من "فألٍ سيِّئ وتمنِّي الشر لأبناء المسلمين"، ثمَّ أخبرني أنَّه سيجلب المشرف الأمني للسوق ليقابلني، فانتظرتُ قليلًا، ولكن تملص المشرف من الحضور، وانتهَت القصَّة الحقيقية، وصاحِبنا غاضب وغير راضٍ، وهذا المثال ليس حالة فرديَّة عابرة، بل إنَّنا قد اعتدنا أن نفجع مرات تلو مرَّات بالإصابات والوفَيَات الموثقة في أحضان الملاهي والألعاب.

 

3- شواهد على تدنِّي السلامة في المجمعات التجارية والشوارع والمساجد وقاعات الأفراح والبرِّ الفسيح:

يا لمرارة الحزن حين يُذكِّر بالحزن، ويَنكأ الجراحَ القديمة، وما أقسى الذكريات المفجِعة المحزنة حين تتداعى مؤيدة وشاهدة لكلِّ ما ذَهبنا إليه فيما سبَق شرحه، فكلُّ الوطن سمع بطفلةٍ جميلة في عمر الزهور قُتلَت في مُجمَّع تجاري في الشرق حين سقطَت في بئر المصعد، التي أُهملَت وتُركَت مَكشوفة لتبتلع بلا رحمة أقدامَ البراءة وأحلامها، وطفلةٍ أخرى قُتلَت غيلة حين صَعقَت قدمَيْها ويدَيْها الرَّقيقة أسلاكٌ كهربائية غير معزولة في مجمَّع تجاري في مركز الوطن، وطفلٍ وأبيه المفجوع قُتلا غرقًا حين ابتلعَتهما فتحات المجاري وقاذورات الصرف الصحِّي المكشوفة والمهملة في مدينتنا العروس، وتلك الأعراس الذي تحولَت في لحظات قصيرة إلى مآتم لكلِّ القرية وفاجعة لقبيلة كاملة، لا أبالِغ إن قلتُ بأنَّ تدنِّي الوعي الوطني بالسلامة أفسَدَ كل ما حولنا، وحتى البر الفسيح والصحراء الرحبة لم تَسلَم من جرائم تدنِّي الوعي، ولن تتوقَّف إلى الأبد صرخات الغالية الطِّفلة المغدورة "لمى" في تلك البئر العميقة المهجورة المهملة في الصَّحراء، يا عجبًا لقوم يَبحثون عن الماء وهو سرُّ الحياة، ثمَّ يخلِّفون وراءهم حُفَر الموت الغادر، فما أجهَلَهم وما أجرَمَهم! لم يَسلم أحد أو مكانٌ من سكِّين الجهل بالسلامة، لعلَّ بعضنا يقول: نحن أحرار (غير صحيح) إن أهملنا السلامة في بيوتنا ومبانينا، ولكن لعلَّنا نَستثني مِن تهمة إهمال السلامة مساجدَنا؛ فهي بيوت الله في أرضه، ومحضن صلواتنا، ورياض ذِكرنا؟ الإجابة المحزنة هي: لا، حتى المساجد لم يَسلم الكثير منها من آثام جَهلنا، وتدنِّي وَعينا بالسلامة وأصولها، ولسوف أرضى بشهادتك حين تزور بعضَ مساجد حيك في الصلاة القادِمة، وستَشهد بأمِّ عينيك تلك التمديدات الكهربائيَّة العشوائيَّة، والمهترئة والمتدلية، والمحمَّلة أكثر من طاقتها، أعاذنا الله من عاقبتها وشرِّها في بيته وفي كلِّ مكان، وهدانا لإصلاح ما خالَف السلامة منها.

 

أصل تدنِّي الوَعي الوطني بالسلامة، وسُبل الارتقاء به:

1- الاستخفاف بحياة وقِيمة الإنسان والنَّفس البشرية هو الأصل الأعظم لتدنِّي الوعي، والعجب أن يَصدر منا هذا الفعل المشين ونحن مسلمون، ألم نَقرأ حديثَ رسولنا الذي رواه البراء بن عازب: ((لَزوال الدنيا أهْوَن على الله من قَتل مؤمنٍ بغير حق))؟ ذكره المحدِّث المنذري في الترغيب والترهيب (3 / 275)، وإسناده حسن، ولقد راجعتُ أحاديث كثيرة في إسنادها لِين تؤكِّد على أنَّ المؤمن أعظم حرمة من الكعبة - أول بيت وُضع للناس - وبحثتُ عمَّا صحَّ منها: روى عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - يتحدَّث مخاطبًا الكعبة؛ كما يشير السياق -: ((ما أطيبَكِ، وما أطيب ريحكِ! وما أعظمك وما أعظم حُرمتكِ! والذي نفسُ محمد بيده، لحُرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منكِ: ماله ودمه ]وأن نظنَّ به إلا خيرًا[))؛ صحيح الترغيب والترهيب (2441)، والحديث صحيح لغيره.

 

2- لم أطَّلع على كامل قوانيننا المتَّبَعة في مجال سلامة المباني العامَّة، ولكنني أظن بها وبأهلها خيرًا، ولقد رأيتُ طرفًا من دليل حرصهم في جازان خاصَّة، ولعلهم أول من يَستبشر ويؤيِّد مقترحًا وطنيًّا عاجلًا بمراجعتها وتحديثها، وتَرجمتها ونشرها، والتوعية المستمرة بها.

 

3- زيادة حجم ورفع كفاءة وتَدريب ومساندة فِرَق الجهات الرسميَّة المختصَّة؛ بمتابعة تطبيق قوانين السَّلامة في المباني العامَّة الحكومية والتجارية، ولعلَّ هذه الفِرَق تفيد من خبرة أرامكو السعوديَّة وسابك وغيرهما في هذا المجال.

 

4- إنشاء معاهد فنيَّة منهجيَّة ومستقلَّة لتدريب وترخيص ومتابعة تَراخيص العاملين في مجال سلامة المباني العامَّة، وإنشاء مراكز أبحاث مسانِدة لها.

 

5- إصدار قرار ملَكي يُلزم المنشآت وَجِهات الإشراف على المباني العامَّة الحكوميَّة والتجارية بتوفير ومتابعة وصِيانة سُبل السلامة المعياريَّة الحديثة، وتجهيز ما يُثبت قانونًا التزامهم بذلك.

 

6- إصدار قانون عقوبات مغلَّظ ورادِع وعادِل؛ بحيث لا يَستوي جُرمُ وحكمُ وعقوبةُ مَن يهمل سلامة مجموعة ويُضِرُّ بهم، وحُكم من يُضِرُّ بفرد واحد.

 

7- تأهيل عدد كافٍ من المقاولين الفنيِّين للعمل في الجهات المحتاجة وإلزامها حكوميًّا بالتعامل معهم، وَفق ضوابط فنيَّة لا مُجاملة فيها على حساب أرواح الأبرياء.

 

8- تخويل جهة الإشراف والمتابعة على تَطبيق أنظِمة السلامة في المباني العامَّة، وإعطاؤها صلاحيات علاجيَّة حازمة ورادعة للمخالف؛ بحيث تشمل إغلاق المباني المخالفة للسلامة وإخلاءها من نزلائها ومستعمليها فورًا، وفق سلم جادٍّ وفاعل للمخالفات والعقوبات.

 

9- إعطاء المواطن حقًّا شرعيًّا مقنَّنًا ومفصَّلًا في مقاضاة الجهات الحكوميَّة والخاصة المفرِّطة والمخالفة لقوانين السلامة العامَّة.

 

10- البدء في مشروع إعلامي وتَوعوي وطني جادٍّ ومستمرٍّ ومتعدِّد الجبهات، يهدف للارتقاء بالوعي الوطني للسلامة.

 

11- إدراج مواد علمية تطبيقيَّة عن السلامة في المناهج التعليميَّة في كلِّ المراحل، وتَهدف إلى بناء المواطن الواعي بمبادئ السَّلامة التطبيقيَّة، وأُحذِّر هنا من الانشغال بالعرض النَّظري المنفصِل عن الواقع عن التطبيق العملي الحياتي.

 

12- من الأمور العاجلة في هذا المجال البدءُ بمشروع وطنيٍّ شامل كامل لاستقصاء ودراسة وتقييم الحالة الآنيَّة ومستوى السلامة في كلِّ المباني العامة الحكومية، وإلزام المباني التجاريَّة العامَّة بالتعاقد على حسابها الخاص مع شركات استشاريَّة متخصصة ومرخَّصة لدراسة وتَقييم وتقويم مستوى السلامة.

 

13- الاعتراف بالمشكلة هو أول وأهمُّ خطوة في رحلة علاجها.

 

14- فلنقيِّم الحاضر بأمانة وتجرُّد، وصراحة ومنهجية معياريَّة، ثمَّ نرسم التصورَ المستقبلي الذي نريد ونأمل، مستفيدين من أفضل التجارب والخبرات العالمية، ثمَّ نقدِّر ونحدِّد مقدار الهوَّة والفجوة بين الواقع والمأمول، وعندها نصارِح أنفسنا، ونُلزمها بما يجب علينا عمله على كلِّ الجبهات للوصول إلى غَدٍ أسلم وأفضل وأوعى.

 

15- ليس هذا بحثًا مستفيضًا يستغرق كلَّ الجوانب، ويسدُّ كلَّ الثغرات، ويقدِّم كل الأجوبة؛ إنَّما هو زفرة متألِّم، وخطوة في درب طويل، نشارِك فيه جميعًا في سلامتنا.

 

16- إنَّ خير ما أَختم به - قبل حمد الله، والصلاة على خاتم رسلِه، والترضِّي على آله وكل صَحبه وصفوة خلقِه - هو التذكيرُ بأهم وأكبر وأَعظم خطوة على الإطلاق في مشروعنا للارتقاء بالوعي الوطني بالسَّلامة على أساسٍ متين من إسلامنا؛ وهي تعليم وبناء وتَوجيه وتفعيل المواطِن الواعي بالسَّلامة، سواء في المباني العامَّة الحكوميَّة والتجارية، وفي منزله الخاص، وكل جزء من الوطن؛ فالسلامة مِحورها الفرد، وبه تَبدأ، وبه تُفعَّل، وبه تستمرُّ، أوشكتُ أن أخطئ وأقول بأنَّ السلامة تَنتهي بالفرد، ولكنَّني سرعان ما استدركتُ خطئي، واعترفتُ به لكم، وأفدتُ منه في صياغة خاتمة قوية ومؤثِّرة، فالسَّلامة - يا وطني - ليسَت مشروعًا عارضًا نبدؤه وننجزه وننهيه، ثمَّ نرتاح منه وننساه زمنًا حتى يوقظنا حريقٌ آخر، فليس للسَّلامة نهاية أبدًا، فحقيقة السَّلامة أنَّها أسلوب وطريقة حياة، ولا غِنى عنها للأحياء في كلِّ مكان وزمان، حتى يرِث الله الأرضَ ومَن عليها، حفظك الله يا وطني وحمَاك، وهَداك ورعاك، وأحسن الله الرحمن الرحيم عاقبتَنا في الأمور كلها، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أنا؟ وأين أنت يا وطني؟
  • وظني فيك جميل.. يا وطني
  • يا وطني البعيد إليك تصبو المهج

مختارات من الشبكة

  • احذري يا أختاه(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: احذروا أيها الآباء لا تخسروا أولادكم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذر تحكم الجن (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • احذر عبادة الذات (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • احذر أسر العشق (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • احذر المكر والخديعة والخيانة (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • احذر ذنوب الخلوات (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • احذري الملابس المجسمة بزيك الشرعي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • احذر أن تهرف بما لا تعرف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احذر مظالم الخلق (خطبة) - باللغة البنغالية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب