حوادث دمشق اليومية (12)

حوادث دمشق اليومية 12

السبت 4 كانون أول 1909م

[انتخاب البلدية] [ص2]

كلٌّ يعلم ما كان من أمر البلدية وانحلال هيئتها الحاضرة؛ لأن انتخابها لم يكن موافقًا للشروط القانونية، واتصل بنا أخيرًا أن الدفاتر التي أخذت دوائر الويركو والنفوس بتنظيمها على وشك الانتهاء، وأن لجنة الانتخاب ستشرع في عملها، وتدعو إليها مَن لهم حق الانتخاب من الأهلين لينتخبوا هيئة جديدة، ويجدر بنا أن نأتي هنا على ما صرح به والينا الغيور في مجلس عام، من أن المجالس البلدية[1] في الولايات تمثل شأن أهل تلك الولاية، ومبلغهم من الرقي والعمران، ومَن نظر بعين الحقيقة يجدها أكثر من القوة الإجرائية عظمة وأهمية، وليست دون مجلس الأمة في ذلك، بنسبة مركز كلٍّ منهما، فيجب على مَن يهمه أمر الوطن والوطنية ألا يلتفت إلى ترهات المشوقين إلى انتخاب زيد أو عمرو، وألا ينخدع بالرتب والأوسمة والألقاب، بل عليه أن ينتخب من يعتقد فيهم النزاهة، وطهارة الوجدان، والإخلاص والصدق في القول والعمل.

مبنى البريد والبرق والعدلية في ساحة الشهداء سنة 1924م

ساحة الشهداء المرجة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري

وفي أقصى اليمين بناء البلدية، وفي أقصى اليسار شارع رامي، وبناء العابد

[محاضرة للوالي الجديد] [ص2]

قام حضرة الوالي ليلة الخميس العابر في نادي جمعية الاتحاد والترقي بمحاضرة تاريخية عمرانية، استهل كلامه بجملة أعرب فيها عن تواضعٍ ومكارم أخلاق، وأن نفسه كثيرًا ما كانت تتوق للاختلاط مع أفراد الأمة، وعقد مثل هذه الاجتماعات؛ ليتيسر تبادل الأفكار وتبادل المنفعة بين الطرفين، ثم أتى على لمحة من تاريخ دولتنا الماضي، وما آلت إليه حالها من الإشراف على التمزق والانقراض حينما كانت حكومتها استبدادية مطلقة، وذكر شيئًا مما وصل إليه جيشها وبَحْريتها من الانتظام والعزة، حتى صارت تذكر في الصحف الأجنبية، بعد أن كانت لا تذكر، وكذلك ماليتها وما أحرزته من ثقة المصارف بها، وكان يأتي في كل مسألة يذكرها بشواهد تاريخية، يقايس بين الماضي والحاضر، وبَيَّن الفرق بينهما، ثم فاهَ بشيء من ترجمة عبدالحميد، وما فُطر عليه من اللؤم والظلم، ما لو وزن بكل من أتى قبله من الظالمين لرجحت كفته، وكيف كان يخدع العالم الإسلامي ويموِّه عليه باسم الدين[2]، وبعد ذلك أبان عن وجوب أحكام الإخاء والوئام بين العناصر التي تتألف منها العثمانية، وحمل على المنافقين الذين يتخذون القومية والجنسيات وإلقاء بذور الشقاق بينها وسائل لبلوغ مآربهم السافلة،وعطف على ذكر المعارف وما صارت إليه من الانحطاط على حين أنها مصدر الترقي، ومنبع الثروة، وأساس كل نجاح، واستفز عواطف الحضور إلى الاعتناء بنشرها، ولو بإنشاء مدرسة ابتدائية واحدة على طراز راقٍ يُعنى هو بوضعه، وحينئذ هزت الأريحية عواطف الوطني الغيور عبدالرحمن بك اليوسف، فتعهد بإنشاء مدرسة يقوم بنفقاتها من جيبه الخاص؛ فشكره العموم بارك الله فيه، وبعد ذلك انثنى فأطرى جمعية الاتحاد والترقي، وما بذله رجالها الصادقون من الهمة في استحصال الشورى، واستشهد ببعض ما كانوا يقاسونه من المحن والمشاق في هذا السبيل، مما يسطره لهم التاريخ بمداد الفخر إلى الأبد، وكان الحضور يشاهدون[3] فيه الحمية والإخلاص والغيرة على الوطن وذويه، طبقًا لما قاله من أنه عاشق الوطن وإصلاحه، ومما يذكر لحضرته أنه بينا كان يلقي خطابه أمطرت السماء، فكلفه بعض الحاضرين إلى الجلوس تحت السقف؛ اتقاءً منها، فأجابه بأنه يرغب في مساواة مجالسيه، فبارك الله فيه، وعسى أن يكون جوابه هذا درسًا لبعض رجال معيَّته ممن أَلِفوا العظمة والكبرياء.

منظر عام لدمشق

[إلقاء القبض على قتلة] [ص3]

نهار الخميس صباحًا ألقى القبض قوميسير الصالحية عمر بك إبان وقوع الجرم على عطا الجبة وأخيه رشيد قاتلي حسين الحوت بن غنام وجارحي يوسف غنام جرحًا بليغًا، وكلُّهم من محلة الجركسية[4]، أما سبب القتل والجرح فهو منازعة حصلت بين الفريقين من أجل ماء طاحونة المسلخ الكائنة في المحلة المذكورة.

منظر عام لدمشق مأخوذ من الصالحية

التربة العادلية البرانية - حواكير الصبارة بالمهاجرين سنة 1923م

[إلقاء القبض على مسلم بندقجي] [ص4]

في الساعة التاسعة من ليلة الجمعة قبض مأمور الدورية راغب أفندي قوميسير باب البريد على مسلم بن عبده بندقجي من محلة باب السريجة[5]؛ لأنه كان يتصدى للسرقة في سوق النسوان[6].

[الاعتداء على عيد الخطيب وسرقته] [ص4]

بينا كان عيد بن إبراهيم الخطيب من أهالي قرية دربخت من قرى حوران آتيًا من قرية داريا ليلة الجمعة، فاجأه قبل وصوله دمشق بساعة مسعود اللحام الشقي المشهور ومعه ثلاثة أشخاص، فسلبوه 20 ليرة عثمانية ثمن حنطة باعها بالقرب من داريا.

[وفاة علي بوظو] [ص4]

توفي إلى رحمة الله تعالى علي بك بوظو أحد أعضاء بلدية دمشق، وهو من الشبان المهذبين، فأسف عليه جميع من عرفه.

[تعيين مأمور للزراعة] [ص4]

عين آغوب سنانونيان أفندي مأمورًا للزراعة في مركز الولاية؛ ليتفقد أحوالها وشؤونها الزراعية، ويقوم بوسائل ترقيتها.

[وصول المطرب المصري حامد إلى دمشق] [ص4]

وافى الحاضرة المطرب الشهير الشيخ حامد أفندي المصري ومعه نخبة من الشبان المطربين، وهو يبدأ بالشغل من الساعة الثانية إلى الساعة السادسة ليلًا بمسرح دار الإصلاح.

الأحد 5 كانون أول 1909م

[انتخاب البلدية] [ص2]

كتبنا في عدد الأمس شيئًا في هذا الموضوع، وذكرنا للقراء ما صرح به حضرة الوالي بأن ينتخب المنتخِبون بكسر الخاء أهل الذمة والكفاءة، دون أن ينظروا إلى رتبهم أو ما شاكل ذلك، وقد آلينا على أنفسنا ألا ندع يومًا يمر إلا ونكتب في هذا الموضوع، منتقدين كل ما نراه من تداخل أصحاب الأغراض في أمر الانتخاب؛ لأنه كفانا ما وصلت إليه حال طرق هذه البلدة وغيرها من المرافق العمومية من الخراب والقذارة مما يضر بالصحة، حتى إن من سكن في البلاد المتمدنة وأتى إلى هذه الحاضرة يعجب منا كيف أننا باقون في قيد الحياة، وحالتنا على ما نرى، نعم إن هيئة البلدية الحاضرة لم تكن السبب في ذلك كله، ولكن قضي الأمر، وأطلقت الألسن من عقالها، وتنبه بعض أفراد الأمة إلى المطالبة بحقوقها، فقضي عليها أن تحاسب عن نفسها وعن جميع الهيئات التي سبقتها؛ لأنها هي وشقيقتها كانت على منصات المجلس البلدي، بعد أن منَّ الله علينا بنعمة الكلام،كل من جاز الخامسة والعشرين من أهالي هذه الحاضرة، وكان يدفع لصندوق الحكومة أموالًا أميرية ويركو تبلغ خمسين قرشًا صحيحًا في السنة - له حق الانتخاب، وهذا حق خوَّله إياه القانون، لا يمكن أن ينازعه فيه أحد، وعليه فإننا نرجو من مواطنينا الكرام ألا ينتخِبوا بكسر الخاء إلا أصحاب الذمة والنزاهة، ممن يعتقدون بهم الكفاءة على تطبيق مفاصل قانون البلدية، وإيجاد موارد للبلدية يمكن بواسطتها أن يعمروا البلدة ويطهروها من الأدران؛ لتكون صالحة للسكنى؛ رحمة بأنفسهم وأولادهم، وألا يَدَعوا لأصحاب الأغراض سبيلًا يدخلون منه عليهم لابتياع أصواتهم، على أن حضرة الوالي الذي هو كما قال حارس القانون على ما علمنا، عازم عزمًا أكيدًا على الضرب على يد هؤلاء؛ حتى يكون هذا الانتخاب من خير الانتخابات التي سبقته،حقق الله الآمال!

[ليلة طرب وتوجيه بمدرسة الصنائع] [ص2]

أقيمت ليلة أمس ليلة طرب تحت رئاسة مدير مدرسة الصنائع في نادي جمعية الاتحاد والترقي، حبس ريعها للمدرسة المذكورة، تلا خلالها وجيهي بك قول آغاسي أركان حرب محاضرة في التفرقة، تحت رعاية حضرة الوالي شرح فيها هذا الموضوع شرحًا وافيًا، وأنه ما من يوم اتحد العثمانيون إلا كان النصر حليفهم، وما من يوم تفرقت كلمتهم إلا كانوا يغلبون على أمرهم، وقد نصح الحاضرين بالاعتصام بحبل الاتحاد الذي به نحيا ونسعد، وكان يأتي على ذلك بالأدلة التاريخية، ومما جاء في محاضرته أنه ينبغي علينا معشر العثمانيين أن نُعنى بإصلاح أنفسنا؛ ليتسنى لنا الاستفادة من الدستور؛ لأنه أعلن والأدمغة القديمة هي لم تتغير، فبإصلاحها نرقى،مما دل على سعة اطلاعه، وقد استشهد على ذلك أيضًا بجمعية الاتحاد والترقي؛ فإنها ما قويت على إعلان الدستور إلا لما ضمت في عداد أعضائها العناصر كافة، وقد قوبلت هذه المحاضرة بتصفيق الاستحسان،أكثر الله من أمثال هؤلاء الناشئين الذين يخدمون الوطن بأفكارهم، ووفقهم لعقد مثل هذه الاجتماعات النافعة.

[إلقاء القبض على معتدين] [ص3]

بينا كان خليل بن علي ديركي وعلي بن خالد ديركي من محلة الأكراد[7] مارين في الزقاق، هجم عليهما محمد بن خالد ديركي وابنه محمود، وأطلقا عليهما عدة عيارات نارية، فأصاب خليل بجرح في يده اليمنى؛ وذلك لوجود عداوة قديمة بين الفريقين، فألقي القبض على محمد وابنه محمود، وتسلمهما مع أوراقهما إلى العدلية.

[إلقاء القبض على سارقَينِ]

قبض بوليس سوق القطن[8] كامل أفندي على محمد نيازي بن علي بهجت، ورفيقه
عبدالله بن رشيد من أهالي الآستانة، أثناء دخولهما لدار شريف أفندي الخياط أحد كتبة دائرة اللوازم في العسكرية؛ لأجل سرقة داره، فأخذا تحت النظارة، والتحقيقات جارية بحقهم.

[الاعتداء على رجال الشرطة]

في الساعة السابعة من ليلة أمس حصلت منازعة وإشهار سلاح بين بعض أشخاص مجهولي الأسامي في محلة باب الجابية[9]، فتوجه بوليسا النقطة عبدالقادر أفندي وأحمد أفندي المرادي ومعهما بعض أنفار الدرك، وعند وصولهم إلى محل المنازعة اتفق المتنازعون وهجموا جميعهم على المأمورين، وأشهروا عليهم السلاح بقصد القتل، وبناءً على التدابير المأخوذة ألقي القبض على برهان بن عبدالله، وفهمي بن حسن إزانه، من محلة سوق القطن، ومحمد بن يوسف البغدادي، من محلة القنوات[10]، بدون أن يحصل وقوعات، وتودعوا مع أوراقهم التحقيقية لجهة العدلية.

[إلقاء القبض على معتدين]

ألقى عبدالله أفندي العجة القوميسير القبض على راشد بن محمد أبو اللبن من محلة باب الجابية، ضارب بدوي بن عبدالله أبو زيدي من محلة السويقة، وجارحه في يده اليمنى، وأخذ تحت النظارة، والتحقيقات جارية بحقه.

الاثنين 6 كانون أول 1909م

[تعيين أعضاء إدارة غرفة التجارة] [ص3]

جاءنا من أحد الأفاضل ما يأتي: لقد كان لنبأ تعيين رجالٍ من أولي الجد والنشاط لغرفة تجارة الشام أحسن تأثير لدى العموم، وأضحى الكل يرجون منهم أعمالًا تعود على التجارة بالفلاح، وتنسيهم ما مضى من حصر الأعمال في منفعة شخص واحد، ونكرر الشكر لملاذ الولاية.

[تنظيم أثمان[11] دمشق] [ص3]

علمنا أن حضرة الوالي ينوي تنظيم كل ثمن من أثمان البلد حتى الأزقة والمنعطفات، ثم يعين لكل ثمن مقدارًا كافيًا من رجال الشرطة والدرك، وأما موظفو البلدية فيعهد إليهم بتوطيد دعائم الأمن فيه، وتنظيم شؤونه العامة، بحيث إذا بدر من أحدهم قصور في وظيفته جوزي بما يوجبه القانون.

جامع الدرويشية

باب الجابية ومئذنة المدرسة السيبانية سنة 1933م

جادة الدرويشية وجامع الدرويش باشا سنة 1941م

[مدير المعارف الجديد] [ص3]

عين هاشم بك معاون مدير معارف ولاية سورية السابق مديرًا للمعارف فيها، وهو من المعروفين بالفضل والحرية وطيب الأخلاق.

[مدير البوليس الجديد] [ص3]

ورد أمر إلى الولاية بإقالة ثروت بك مدير البوليس في هذه الولاية، وتعيين روحي أفندي من المتخرجين من مدرسة الحقوق، ومأمور المتفرقة في مديرية بوليس الآستانة خلفًا له، وقد عرف أهل هذه البلدة المدير السابق بطهارة الذمة.

السنانية - دمشق

جامع الصابونية في باب مصلى بحي الميدان سنة 1933م

[تعيينات في الشرطة] [ص3]

عُين بالامتحان في سلك البوليس الأفندية الآتية أسماؤهم:

عثمان فريد من موظفي الأملاك المدورة قوميسير ثاني،محمد صادق التونسي كاتب محاسب النافعة قوميسير ثالث،محمد حسن ابن رضا المستقيل من معاونية كتابة الطابور قوميسير ثالث،صالح عجلوني قوميسير ثالث.

وقد عين معاون قوميسير:

عون الرفيف الأيوبي،نعيم ابن أسعد بك،نوري بن شاهين،محمد شلبي الداغستاني،صبحي العجة،محمد طاهر المفتي،جلال حمودة.

وقد عين في رتبة بوليس:

عثمان مير خان،محمد سعيد ابن شيخ أسعد،محمد مخلص الجابي،إبراهيم خليل،حامد الخطيب،محمد كامل أفندي الكواكبي،محمد علي مصاحب،محمود ملاطية لي،مصطفى فوزي شكر زاده،رضا بن محمود،محمد سليم برازي،ولي بن محمد،محمد خلف الأنطاكي،توفيق بن عبدالقادر،محمد بن عمر الأورفه لي،أحمد رديف راغب فارس النابلسي،زكريا طرطوسي،أيوب أورفلي،محمد نوري عبدالفتاح،حقي بن إبراهيم ضياء زكريا،محمد عزت النابلسي،بكري جركس،محمد ياسين رحماني،إبراهيم حقي،محمود حمصي،إبراهيم خضر،حسن فؤاد،محمد أمين.

[حوادث] [ص3]

بينما كان مصطفى بن خليل فلاحة، وصياح بن إبراهيم آغا زنبركي مارين من زقاق المزرعة الكائن في محلة باب المصلى[12]، تأخر الأول عن الثاني وأطلق عليه عيارات نارية فأصاب صلبه، وجرحه جرحًا بليغًا، وفر هاربًا، والتعقبات جارية لأجل إلقاء القبض على المتجاسر.

[ص3]

دخل أحمد الأفيوني وسليم وأخوه كامل، وكلهم من قرية جوبر، لدار الصيدلي جريس أفندي الكائن بمحلة باب توما[13]، وسرقوا أربع سجادات بقيمة خمسين ليرة، ولدى التعقب ألقي القبض على سليم وكامل، والتحقيقات جارية بحق أحمد.

شارع الزينبية شارع القصاع، وتبدو مئذنة باب توما سنة 1929م

باب شرقي من خارج السور تبدو البحرة بجانبه سنة 1918م

[حِكم]

• لا تجني في خريف حياتك إلا ما تزرعه كل يوم.

• لا تلم رجلًا أثناء غضبه؛ فإنك تكون كمن يريد الانتقام منه، لا كمن يبغي الإصلاح من شأنه.

الثلاثاء 7 كانون أول 1909م

[المطالبة بتحويل المبالغ المطلوبة لإعمار البيت الحرام] [ص2]

كتب خليل باشا حمادة ناظر الأوقاف إلى نظارة المالية يطلب إليها الإسراع بدفع المبلغ المقتضي لإعمار البيت الحرام في مكة المكرمة.

[اهتمام الخارجية بجمع تقارير عن التجارة من القناصل] [ص2]

تهتم نظارة الخارجية بجمع التقارير التي يبعث بها القناصل العثمانيون في البلاد الأجنبية عن حركة التجارة والاقتصاد في البلاد التي يعينون فيها.

[حوادث محلية]: [المخافر والتلفون] [ص3]

اتصل بنا أن حضرة الوالي يفكر في إنشاء مخافر على الطراز الحديث، يكون في أعلى كل واحد منها قنديل أحمر يهتدي الناس به في الليل، وذلك في نقط متناسبة من المدينة، وستكون على درجتين من حيث الاتساع، بحسب أهمية النقطة التي يؤسس فيها المخفر، ويفكر أيضًا في تمديد أسلاك التلفون بين دوائر الحكومة ودائرة البوليس والمخافر، وأنه باذل جهده لإخراج هذين الفكرين من القول إلى الفعل - وفقه الله.

[تعيينات في الشرطة] [ص3]

عين قوميسيور التنسيقات في مأمورية البوليس بالامتحان حسب القانون الأفندية الآتية أسماؤهم: سليمان فوزي بن كاظم،عثمان نوري بن إبراهيم بغدادي زاده،محمد علي بن سليم جميل،وكدانيان حسبكلي.

[طلب إلى وظيفة مدعي عام] [ص3]

جاءنا من مدعي عمومي الولاية أن العضوية الدائمة في محكمة تجارة الشام ورواتبها ألف قرش منحلة، فمن له رغبة بها من رؤساء كتاب محاكم البداية وكتاب ضبط الاستئناف والألوية وغيرهم من منتسبي الحقوق، فليراجع لجنة انجمن العدلية يوم الخميس الواقع في 26 تشرين الثاني 1325.

الأربعاء 8 كانون أول 1909م

[إلفات نظر] [ص2]

روت تصوير أفكار أن الحاخام باشي في الآستانة أشعر المراجح الاختصاصية بأن بعضهم يستدعي الفتيات الموسويات إلى حفلات الختان، حيث يرقصن بين إدارة الأقداح، مما يوجب حدوث أعمال تخل بالآداب العامة، وبما أن مثل هذه الأمور تعد من المنكرات العلنية التي يحظرها القانون، بقدر ما ينهى عنها الدين والأخلاق، فقد كتب إلى عامة المخافر بمنعها،الأمة: يرى القارئ مما تقدم أن حكومة الآستانة منعت الأمور المذكورة من مجتمعات هي أقرب إلى المجتمعات الخاصة منها إلى المجتمعات العامة، على حين أننا نرى أمثال هذه الراقصات على المسارح العامة، ولا يخفى ما تعمله أمثال هذه المجتمعات في إفساد أخلاق الناشئة من شبابنا، واستنزاف أموالهم، فإلى ذلك نلفت أنظار أولياء الأمور.

الخميس 9 كانون 1999م

[المفتي السابق: انفصاله عن عمله] [ص2]

أبلغت الولاية بالأمس رسميًّا صالح أفندي قطنا مفتي دمشق السابق انفصاله من مأموريته.

[المفتي الجديد] [تعيين الشيخ سليمان جوخدار مفتيًا لدمشق] [ص2]

ثبت ما كان شاع من أنه عُين الشيخ سليمان أفندي الجوخة دار مفتيًا لدمشق، فنسأل الله له التوفيق.

الشيخ سليمان بن محمد الجوخدار

[أخبار البوليس] [ص3]

• لا يزال رجال البوليس يتأثرون علي بن أحمد شوا المتهم بجرح أخيه.

• ألقي القبض على راشد بازر باشي من محلة مسجد الأقصاب[14] المتهم بمادة جرح، وكان فارًّا.

[تأسيس مستوصف بالدرويسية] [ص3]

أتتنا نشرة تعلن عن تشكيل مستوصف طبي وطني في شارع الدرويشية، وموعدنا في نشرها العدد القادم، فنلفت الأنظار إليها.

[التمرين العسكري] [ص3]

صباح أمس خرج للتمرين جند الحامية في دمشق من مدفعية وفرسان ومشاة إلى حوش بلاس، وكانوا مؤلفين من محارب ومعاون محارب - وهم السقاة ونقلة الذخائر ومأمورو المخابرة إلخ - فانقسموا إلى قسمين، مهاجم للاستيلاء على دمشق، وهو القسم الأعظم، ومدافع عنها، فلم يثبت الثاني أمام المهاجم، فاضطر إلى الرجوع، وظفر المهاجم.

وأطلق أثناء ذلك مائة وعشرون مدفعًا من البارود.

وهذا ما يدل على أن حكومة الدستور تعنى بأمر التعليم العسكري وتنظيم الجيش، على عكس الحكومة البائدة التي كادت تزهق روح الجندية من العثمانيين.

بردى والسراي والبلدية في مطلع القرن العشرين

[دعوة لاجتماع التجار] [ص4]

بناءً على لزوم انتخاب ذاتَين من التجار للنظر في تعديل ما يدعى بوقوعه من الخطأ بتوزيع ويركو التمتع، فغرفة التجارة في دمشق، ترجو حضرات التجار الكرام أن يجتمعوا يوم الأحد القادم الواقع في 29 تشرين ثاني سنة 1909، وفي 29 ذي القعدة سنة 1327 الساعة التاسعة عربية في المنتدى التجاري للمداولة في الأمر المذكور وانتخاب الذاتين المطلوبين.

دمشق 25 تشرين الثاني سنة 1909م

رئيس الغرفة التجارية: شفيق

[1] المجلس البلدي: تم تشكيل هذا المجلس سنة 1288هـ/ 1871م، وقد تألف من رئيس ومعاون وستة أعضاء رئيسيين، وأعضاء استشاريين، ومدة انتخاب الأعضاء سنتان، ويتم تغيير نصفهم كل سنة،والشروط التي يجب توافرها في العضو المنتخب هي:

1 -أن يكون من أصحاب الأملاك والنفوذ والقدرة في البلدة.

2 -ألا يكون من المحكوم عليه بجناية أو جنحة.

3 - لا يجوز الجمع بين عضوية المجلس ووظيفة أخرى في الدولة.

4 -لا يحق لمن كان في الخدمة العسكرية ترشيح نفسه لعضوية المجلس.

5 - يشترط في العضو ألا يقل عمره عن عشرين سنة،تاريخ دمشق في عهد السلطان عبدالحميد 200 - 201.

[2] هذا خطأ وتزوير للحقائق؛ فالسلطان عبدالحميد كان صادقًا ومخلصًا وديِّنًا،وقد أثبت التاريخ حقيقة صدقه وإخلاصه لدينه وأمته.

[3] والي دمشق الجديد: هو كاظم باشا العسكري، تولى دمشق بعد حسين ناظم باشا، وكان كاظم باشا مشير السكة الحجازية، وكان من حزب الائتلاف الذي كان معارضًا لحزب الاتحاد والترقي،ولم يحصل في زمنه شيء بدمشق من الأمور العمرانية والإصلاحية؛ لعدم طول مدة حكمه، وجاء بعده سنة 1331هـ عارف بك المارديني،منتخبات التواريخ لدمشق 1/284.

[4] الجركسية - أو الشركسية -: حي في الصالحية نسبة إلى مدرسة فيه تنسب إلى جهاركس الصلاحي، أحد أمراء الدولة الصلاحية، توفي سنة 608هـ، وتنسب إليه قباب شركس بسفح قاسيون، وبها قبره، وتقع المدرسة في جادة المدارس شمالي حمام ابن المقدم،معالم دمشق التاريخية، ص368.

[5] باب السريجة: حي إلى الجنوب من القنوات، في الطريق المؤدي إلى الميدان، وتسمية هذا الحي بهذا الاسم نشأت في العهد المملوكي،وأما أصل التسمية فلعلها من السرايج، وهي نوع من القفف الكبيرة؛ لنقل ما ثقل وزنه، وأما الباب فقد كان لكل حي باب،معالم دمشق التاريخية للإيبش والشهابي، ص48.

[6] سوق النسوان: وهو سوق صغير يقع داخل باب الجابية إلى جهتي الغرب بسوق السكرية والصباغين، والنسوان: عامية دمشقية تعني النسوة،معالم دمشق التاريخية، ص331.

[7] حي الأكراد: ويسمى الآن حي ركن الدين،وسمي بذلك؛ لأن فيه المدرسة الركنية البرانية التي أنشأها الأمير ركن الدين منكوروس الفلكي، سنة 625هـ، ودفن في المدرسة سنة 631هـ، وكان اسم الحي في العهد العثماني: بستان بصارو، وهو قسم من منطقة كانت تسمى الميطور،ثم لما سكنها الأكراد سميت بحي الأكراد، ثم أصبح اسم الحي حي ركن الدين،معالم دمشق التاريخية 228،وانظر كتاب الأكراد.

[8] سوق القطن: سوق يباع فيه القطن والألبسة المستعملة، ويلتقي من جهة الغرب بسوق النسوان، ومن جهة الشرق بسوق الصوف،وفي منتصفه جامع شركس، الذي كان يؤمه ويخطب ويدرس فيه العلامة الشيخ عبدالوهاب الحافظ دبس وزيت، وبقي فيه حتى وفاته، ومن بعده تولى الخطابة ابنه الشيخ الحافظ لكتاب الله محمد زهير حتى استقال سنة 1436هـ/ 2015م.

[9] باب الجابية: من أبواب دمشق الرومانية في الطرف الغربي لمدينة دمشق،ومن هذا الباب دخل أبو عبيدة بن الجراح صلحًا عند فتح دمشق سنة 14هـ، وجدده نور الدين الشهيد، وعمل له باشورة سنة 560هـ، ثم جدد أيضًا أيام الناصر داود الأيوبي،وأطلق على المنطقة التي تجاوره من جهة الغرب: الجابية،معجم دمشق التاريخي 1/20.

[10] حي القنوات: حي كبير إلى الغرب من منطقة الدرويشية،سمي بذلك؛ لوجود قنوات ماء رومانية تمر فيه، والحي هو ثمن من أثمان دمشق الثمانية حسب التقسيم العثماني للمدينة.

[11] تقدم تعريف الأثمان بدمشق.

[12] باب المصلى: من أحياء الميدان التحتاني، نسبة إلى جامع المصلى، أو مصلى العيدين بين حي السويقة وساحة باب المصلى.

[13] حي باب توما: محلة سكنية واقعة جنوبي الباب الأثري، وعلى طرفيه امتداد جادة باب توما الغربي والشرقي داخل السور.

[14] حي مسجد الأقصاب: بين العمارة البرانية والقصاع، ويعرف أيضًا بحي السادات أومز القصب، كما هو على ألسنة الناس.