• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر / الاستشراق والمستشرقون – دراسات ومقالات
علامة باركود

من المستشرقين المنصفين والمهتدين

ياسر تاج الدين حامد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/10/2015 ميلادي - 19/12/1436 هجري

الزيارات: 53638

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من المستشرقين المنصفين والمهتدين


كثير من المستشرقين قد مال إلى الإسلام؛ باعتباره دينًا إلهيًّا، ورسالة سماوية، وإلى محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره رسولًا مرسلًا من قِبَل الله ونبيًّا مُوحى إليه، ورغم أن الفصول السابقة قد حوت شيئًا من هذا - حين جاءت شهادات الكثير في حق الإسلام ورسوله بالإنصاف - فإننا آثرنا أن نستعرض بعضًا من هؤلاء الذين أنصفوا الإسلام، وقد كان منهم:

• الذين عرَفوا الإسلام معرفة خاصة، فكانوا له منصفين.

• الذين اتَّبعوا دين الإسلام عن قناعة، فكانوا به مسلمين.


أ- المنصفون:

وهم الذين عرفوا الإسلام معرفة خاصة، من خلال معايشة المسلمين، أو من خلال دراسة مصادره وتاريخه، وأبرزوا عواطف الود الصادق تجاه الإسلام باعتباره دينًا، والمسلمين باعتبارهم أمة، وهي العواطف التي نبعت من أعماق نبيلة، وثاروا لَمَّا قرَؤوا عن العداء المسيحي أو الغربي للإسلام، فحملوا لواء الدفاع عن ملامح حياة المسلمين التي عرفوها بحق.

 

والملاحظ أن كل مستشرق من هذه الطائفة قد اختص بالرد على آراء المستشرقين الحاقدين على الإسلام، وبيان مواضع خطئهم أو تحامُلهم[1]، ومن هؤلاء المنصفون:

1- لورا فيشيا فاغليري[2]:

تُعتبر المستشرقة الإيطالية (لورا فاغليري) من أوائل المستشرقين المتعاطفين ظهورًا على مسرح الفكر الاستشراقي المعاصر، وقد درست الإسلام بروح متفتحة، وحرَّكتها عواطف الإعجاب الشديد بالأصول والأخلاق الإسلامية، كما هالتها الآراء التي تمتلئ بها كتب المستشرقين، والتي تعبِّر عن جهل بالغ أو تجاهُل مقصود لقِيَم الإسلام وحقيقة النبوة المحمدية، وتَنطلق من مواقف عاطفية ذاتية حاقدة، لتحاول بعد ذلك أن تصب الآراء التي تشكَّلت عن هذا الحقد في الكتب، وتبعًا لهذا عمَدت (لورا فاغليري) إلى التأليف عن الإسلام في جملته لتوضِّح مواقفه، واختصت في الوقت نفسه بالرد على جميع الاتهامات الاستشراقية الرائجة في سوقه، فكتبت مؤلفها الشهير (دفاع عن الإسلام) الذي يدل عنوانه بوضوح عن موقفها المبدئي من هذا الدين وهدفها من الكتابة فيه[3].

 

وقد ابتدأت (لورا فاغليري) كتابها بنقد الآراء الرائجة في زمانها وزماننا، وقد فسَّرت نجاحات الإسلام بالظروف المادية المحيطة به، وراحت تُثبت النبوة الحقيقية لمحمد صلى الله عليه وسلم؛ قالت: "وأزعج هذا التحول السياسي والديني العميق طائفةً من الناس...، ولكن كثيرًا منهم كانوا عُميًا،أو كانوا يُغمضون أعينهم عمدًا...

 

إنهم لم يستطيعوا أن يدركوا أن القوة الإلهية وحدها كان في ميسورها أن تُقدِّم الحافز الأول لمثل هذه الحركة الواسعة.

 

إنهم لم يريدوا أن يعتقدوا أن حكمة الله وحدها كانت مسؤولة عن رسالة محمد - آخر الأنبياء الكبار حَمَلَةِ الشرائع - الذي ختَم سلسلتهم إلى الأبد"[4].

 

وقد ناقشت (لورا فاغليري) اتهام الإسلام بالحسية، ومن المعروف أنها تهمة شائعة لدى جمهور المستشرقين، ولكن اختص بها بشكل واضح المستشرق اليهودي المعاصر (إينياس جولدزيهر) الذي جعلها إحدى أسباب كرهه الشخصي للإسلام، فقالت: "ومن الضروري أن ندحض هنا اتهامًا آخر يوجِّهه غير المؤمنين إلى الإسلام، وهو أنه وعد أصحابه بجنة حسية ذات حور عين وأنهار من لبن وعسل...، والواقع أن مثل هذه الاتهامات تَنسى أنه لم يكن في ميسور أبناء الصحراء أن يفهموا وعودًا بمكافآت روحية مُرهفة إلى أبعد الحدود، لقد كان من الضروري إعطاؤهم وصفًا واقعيًّا للجنة، وصفًا يكاد يكون ملموسًا، وفي كلمات يسيرة، وما كان ممكنًا - إلا فيما بعدُ عندما بلغوا مستويات روحية أسمى - أن يخاطب البدو بلغة التعبد لله في ضعة وحب، بيد أنه لمن البهتان البالغ القول: إن محمدًا وأتباعه فهِموا هذه الأوصاف الواقعية فهمًا حرفيًّا؛ لأنهم منذ البَدء وجدوا فيها معنى أعمق من ذلك الذي يستطيع الوصف إظهاره"[5].

 

ولم تترك هذه المستشرقة موضوع اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالشهوانية يمر دون أن تخصِّصه بدراسةٍ، وتبدي فيه أفكارها التي نفت فيها عنه صلى الله عليه وسلم هذا التشنيع، ولكننا نرجئ رأيها في هذا الموضوع إلى حديثنا عن محمد في ميزان الغرب.

 

2- روجيه دو باسكويه:

يعتبر المستشرق السويسري (روجيه دو باسكويه) أحسن مثال يعبِّر عن أقوام تعلَّقوا بالإسلام، وانفتحوا على ثقافته لإحساسهم العميق بالأزمة المتعددة الجوانب التي يمر بها المجتمع الغربي المعاصر؛ يقول هو نفسه في وصف تلك الحضارة الغربية: "خلصت هذه الحضارة إلى نظام يحط من قيمة المرء، ويخدعه ليدمره في النهاية، إنها تحط من قدره؛ لأنها تَختزله إلى مجرد مادة ووظائف كمية...، وتخدعه بجعْله يعتقد أنه بفضل التقدم ونظام اجتماعي أفضل، والتحرر من آخر القيود المفروضة من الماضي - سيتم استقباله يومًا في دولة النعيم، والانتصار على المعاناة، برغم أن المعاناة لازمة من لوازم الحالة الإنسانية"[6].

 

وفي مقابل ذلك يشير (دو باسكويه) إلى أن الدين الإسلامي هو عامل توازن ضروري للحضارة الغربية، ودليل حيٌّ على إمكانية أن يعيش الإنسان في القرن العشرين دون أن يفقد إيمانه، وقد صرح بذلك حين كتب: "يساعد الإسلام المرءَ على العيش في هذه المرحلة من التاريخ دون أن يفقد نفسه، وتقدِّم الحلقة النبوية الخاتمة وسائلَ مقاومة الفوضى الحاضرة، ويخاطب الإسلام الإنسانَ مُعرفًا إياه منزلته بين الخلق وأمام الله"[7].

 

وقد كانت هذه الأهداف الإنقاذية - إن جاز التعبير - واضحة في ذهن هذا المستشرق تمامًا، ولذلك ألَّف (إظهار الإسلام) الذي كتبه "لشرح رسالة الإسلام بطريقةٍ تناسب القراء أصحاب الخلفية أو التعليم الأوروبي".

 

فالقارئ مدعوٌّ لاكتشاف عالم ما زال محكومًا بما أنزل الله، يختلف أساسًا من حيث المبدأ مع الحضارة العصرية... ثم إن إظهار الإسلام يعني إثبات الدليل على إمكان العيش في ظلال الحقيقة"[8].

 

وقد كان (دو باسكويه) حين تأليف كتابه السابق مسيحيًّا متعلقًا بدينه، صادقًا في الإيمان به، ولكن هذا لم يَمنعه من أن يعمل في مجمل كتابه على تصوير أصول الإسلام بموضوعية تامة، بل بحب واضح، وعلى رَد شُبَه المبشرين والمستشرقين، وفضح أكاذيبهم، وتقديم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب قشيب.

 

3– موريس بوكاي[9]:

عاش المستشرق الفرنسي (موريس بوكاي) مرحلة طويلة من حياته في بلاد الإسلام، تعلَّم فيها حب المسلمين، كما كانت هذه المرحلة كافية في تخليصه إلى حد كبير من آثار الثقافة الكتابية والاستعمارية التي ظلت ملازمة للتكوين الاستشراقي حتى اليوم.

 

هذا إضافة إلى أنه أخذ الوقت الكافي لدراسة المصادر الإسلامية دراسة علمية واعية؛ سواء من حيث الشكل، أم من حيث موضوعاتها، ثم مقارنة ذلك بما أثبته أهل الكتاب في العهدين القديم والجديد.

 

إنه كان المستشرق الوحيد الذي اعتمد على منهج مقارنة الأديان عند بحثه للأديان الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام، وذلك من أجل هدف واضح ومحدد منذ البدء، وهو معرفة أي كتب هذه الديانات تنقل الوحي الإلهي حقيقةً...، ولولا ميله العاطفي للمسلمين، وتخلُّصه من عقدة الرجل الغربي تجاه الإسلام، لَما استطاع أن يرى أسرار صحة وتميُّز وتفوُّق الوحي الإسلامي.

 

وقد اخترنا من عمل هذا الباحث نصًّا يوضح هذا الميل؛ يقول (بوكاي): "ولا مَفَرَّ من الاعتراف بأن الحقائق الإسلامية حول الأديان السابقة مجهولة تمامًا في بلادنا الغربية.

 

وقد يعجب البعض من هذا ولكن سَرعان ما يزول ذلك إذا ذكرنا الطريقة التي لُقِّنَ بها العديدُ من الأجيال قضايا الإنسانية الدينية، والجهالة التي تُرِكوا فيها تُجاه كل ما يخص الإسلام.

 

أليس هدف إطلاق التسميات (الدين المحمدي)، و(المحمديين) - حتى في أيامنا هذه - غرس الاعتقاد الخاطئ في الأذهان بأنها عقائد منتشرة بفعل إنسان...، وإن كثيرًا من مثقفينا المعاصرين يعنون بمقومات الإسلام الفلسفية والاجتماعية والسياسية، ثم لا يتساءلون - كما هو واجب - عن ماهية الوحي الإسلامي.

 

إنهم يطرحون - كقاعدة ثابتة - استناد (محمد) على ما سبق؛ ليبعدوا بهذه الطريقة عن الذهن كلَّ اتصال له بمسألة الوحي بالذات"[10].

 

4- آنا ماري شيمل:

وهي من مواليد مدينة "إيرفورت" الألمانية عام 1922، حاصلة على دكتوراه في الاستشراق عن رسالة: "القضاء الإسلامي في مصر في القرون الوسطى" في أوائل الأربعينيات، ثم درجة الأستاذية "بروفيسور" في منتصف الأربعينيات، ثم دكتوراه ثانية في أوائل الخمسينيات، وعملت في تدريس الشريعة الإسلامية في جامعة أنقرة بتركيا، وجامعة هارفارد بالولايات المتحدة، ثم احتلت كرسي الأستاذية في قسم العلوم الإسلامية واللغات الشرقية بجامعة بون أعرق الجامعات الألمانية...، وهي حاصلة على عشرات الأوسمة والجوائز العلمية من مختلف أنحاء العالم، وقد أصبحت رئيسًا للجمعية الدولية لعلم الأديان المقارن من سنة 1980 حتى سنة 1990، ورئيسًا للمنتدى الألماني - الباكستاني، ورئيسًا لجمعية إقبال في أوروبا، ولها من الكتابات أكثر من ثمانين مجلدًا عن تاريخ الشرق والإسلام، بجانب ترجمتها لكثير من النثر والشعر من اللغات العربية والفارسية والتركية إلى اللغة الألمانية، فهي لها دور كبير في الدفاع عن الإسلام، باعتباره دينَ السماحة والاعتدال، والأُخوَّة بين البشر، بلا تفرقة بسبب اللون أو الجنس أو الدين، وبراءة الإسلام من التعصب، والعنف، والإرهاب، وهي التُّهم التي يحاول أعداء الإسلام أن يُلصقوها به في العقل الغربي.

 

وحين سُئِلت عن أوهام الغرب عن الإسلام، والادعاء بأن العقيدة الإسلامية عقيدة منحرفة، وأنها تحمل تحريفًا متعمدًا للحقائق - قالت: "هذا اتهام خاطئ وجَّهه مسيحيو القرون الوسطى إلى الإسلام، فمسيحيو العصور الوسطى اعتبروا الإسلام هرطقة مسيحية، بل إن بعض أساطير القرون الوسطى تحكي أن محمدًا كان كاردينالاً استاء لعدم تعيينه بابا، فقام بالانفصال عن الكنيسة، وأسَّس ديانة جديدة، هذه الروايات موجودة في كتابات القرون الوسطى.

 

ولا غَرْوَ أن تتسم ردود فعل مسيحيي القرون الوسطى على هذه الهرطقة المزعومة بالذعر والفزع؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنه لا يمكن أن تأتي ديانة أخرى جديدة بعد المسيحية، وهذا الرأي ما زال شائعًا في الكثير من الأوساط المسيحية حتى يومنا هذا، وحتى Adolf von Harnack (أدولف فون هارناك)[11] الذي يكاد يكون معاصرًا لنا لم يعترف بالإسلام، واعتبره نوعًا من الهرطقة المسيحية، وسعى إلى الطعن فيه في مناسبات شتى...، فهذه الأفكار من ميراث القرون الوسطى، ومن المؤسف أن مثل هذه التصورات الخاطئة تبقى لوقت طويل في ذاكرة الأفراد، بل في "اللاوعي الجماعي"، أو "اللاشعور الجماعي" للأمة؛ حيث يتم إحياؤها في الوقت المناسب"[12].

 

وحين سُئِلت عن تقييمها لادِّعاء بعض الغربيين بأن الإسلام هو دين الشهوات، قالت: "يعود هذا القول إلى الترجمات الأوروبية في القرون الوسطى لبعض الآيات القرآنية التي تصف الجنة كحديقة كبيرة للشهوات الحسية، مملوءة بالحور العين، وشتى أصناف الْمُتَع الجسمانية، وقد صدمت هذه الترجمات في المقام الأول الأوساط المسيحية المتنسكة في العصور الوسطى إلى حد بعيد، كذلك فإن هذه الأوساط قد صدمها أن نبي الإسلام محمد لم يكن عزبًا مثل المسيح عليه السلام، ولكنه مارَس حياة زوجية طبيعية، وكان المتدينون من مسيحيي القرون الوسطى يعتبرون مثل هذه الأمور غير لائقة بالإنسان الكامل المؤمن المحب لله، ناهيك بالطبع عن نبي مرسل، وقد أسهم هذان العاملان في نشر صورة الإسلام "الشهواني" في القرون الوسطى، وحتى عصرنا هذا.

 

وبعد نشر أول ترجمة فرنسية لـ "ألف ليلة وليلة" بقلم (جالان Galland) في القرن الثامن عشر، أسهم الجو الخيالي لهذه القصص في نشر صورة الإسلام (الشهواني) أيضًا في الكتابات والفنون الغربية، ويظهر هذا بجلاء في الفنون التشكيلية الخاصة بالقرن التاسع عشر، من خلال كيفية تصوير المرأة الشرقية والحريم وخلافه، وهناك مراجع أوروبية كثيرة عن صورة الشرق في هذه الفنون الغربية، والتي أبرزت بصورة خاصة المناظر الجنسية الشهوانية التي لم يرها الرسامون في معظم الأحوال على الإطلاق، وكثير من المناظر التي لم يكن مسموحًا لهم برسمها في لوحات تعبر عن البيئة الأوروبية، رسموها في لوحات صوَّروا بها الشرق الإسلامي، فصارت بذلك محللة غير محرَّمة، ولا شك أن هذا قد أسهم بدور فعَّال في تثبيت ونشْر صورة الإسلام (الشهواني) في الغرب، ولعلي هنا أتَّفق مع (إدوارد سعيد) وآخرين في مسألة تشويه هذه الرسومات صورةَ الإسلام في الغرب"[13].

 

ب- المهتدون:

وهم الذين درسوا علوم الإسلام دراسة مستوعبة، ففُتِحت قلوبهم، وشَرح الله صدورَهم للإسلام.

 

وقبل أن نتحدث عن هؤلاء المستشرقين أو الغربيين الملتحقين بالإسلام والمتبعين له، علينا أن نسأل أنفسنا أسئلة مهمة وضرورية، وهي:

• هل هؤلاء المستشرقون عندهم من العقل ما يجعلهم قادرين على التمييز بين دين وآخر؟ وهل لديهم من العلم والثقافة ما يستطيعون من خلاله أن يقارنوا بين الأديان؛ ليتبعوا أحقهم بالاتباع؟

 

• هل كان سبب اتباع هؤلاء المستشرقين للإسلام البحث عن مراكز اجتماعية أو مكاسب مادية؟ أم كان سبب ذلك اللهث خلف امرأة جميلة ذات قوام ملفوف ومقام مرموق؟

 

والجواب نجده في قول (إيتيان دينيه): "نرى أن نفرًا كثيرًا قد دانوا بالإسلام، ويَكثُر عددهم على مر الأيام، وأن هؤلاء المسلمين الجدد من خاصة الناس ومثقفيهم وعلمائهم، كما أن إخلاصهم في ذلك لا شك فيه؛ لأنهم أبعد ما يكونون عن الأغراض المادية"[14].

 

ونجد الجواب أيضًا في قول الفرنسي (المنصور بالله الشافعي) - الأستاذ بجامعة باريس - حين قال: "ولقد اخترت الإسلام دينًا لأسباب شتى؛ منها: الأسباب الدينية والأخلاقية، والاجتماعية والثقافية والعاطفية.

 

لقد اخترتُ دين الفطرة - وهو الإسلام - وكنت فيما مضى كاثوليكيًّا، وهو مذهب فيه اعتماد على (أسرار) و(قربان)، و(وسيط لدى الله)، وكثير من هذه الأمور لم أفهمها، ولم أستطع الإيمان بها.

 

المسيحيون الأوائل لم يكونوا بعيدين عن المفهوم الإسلامي، ولم يكن المسيح إلهًا إلا في مَجمع نيقية"[15].



[1] نبوة محمد ص202.

[2] إيطالية مختصة في العربية وآدابها، من مؤلفاتها: الإسلام، ودفاع عن الإسلام.

[3] المرجع السابق.

[4] نبوة محمد، ص203،202 - نقلاً عن ( دفاع عن الإسلام؛ لورا فيشيا فاغلي).

[5] نبوة محمد، ص203،202 - نقلاً عن ( دفاع عن الإسلام؛ لورا فيشيا فاغلي).

[6] نبوة محمد، ص208 - نقلاً عن (إظهار الإسلام؛ روجيه دو باسكويه).

[7] المرجع السابق

[8] المرجع السابق.

[9] جراح فرنسي، شغلته المقارنة بين الأديان عن مهنة الطب والجراحة.

[10] نبوة محمد، ص214 - نقلاً عن ( التوراة والإنجيل والقرآن والعلم؛ موريس بوكاي).

[11] عالم أديان بروتستانتي توفِّي سنة 1930م.

[12] حوار صحفي بينها وبين د. ثابت عيد، نُشِر في (مجلة أكتوبر ) في عدد10 مارس1996م.

[13] حوار صحفي بينها وبين د. ثابت عيد، نُشِر في (مجلة أكتوبر ) في عدد 10 مارس 1996م.

[14] نبوة محمد، ص 163 نقلًا عن (أشعة خاصة بنور الإسلام؛ نصر الدين دينيه).

[15] نبوة محمد، ص162 نقلًا عن (من عالم الشهرة إلى عالم الإيمان؛ أسماء أبو بكر الجهيني).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مستشرقون منصفون .. جوته " Goethe "
  • مستشرقون منصفون .. توماس كارلايل " Th. Carlyle "
  • مستشرقون منصفون .. سيجريد هونكه وواشنطن إرفنج
  • مستشرقون منصفون .. العلامة عبدالكريم جرمانوس
  • مستشرقون منصفون .. لامارتين " Lamartin "
  • إنصاف العربية في كتابات المستشرقين
  • دفاع المنصفين الغربيين عن تعدد الزوجات
  • التراجم: نماذج من المستشرقين المنصرين (1)

مختارات من الشبكة

  • تصنيف المستشرقين(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • من أساليب المستشرقين في حروبهم الفكرية: التزهيد في العربية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • وقفة مع المغالين في تقدير المستشرقين(مقالة - ملفات خاصة)
  • المستشرقون وعلوم المسلمين.. (الرد على المستشرقين)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المستشرقون من الانعتاق إلى الاعتناق: دراسة في "إعلان" بعض المستشرقين إسلامهم (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • دعاوي المستشرقين حول حجية السنة النبوية: آراء المستشرق "جوزيف شاخت" أنموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المستشرقون والتنصير: دراسة للعلاقة بين ظاهرتين مع نماذج من المستشرقين المنصرين (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • أسرار دخول المستشرقين الإسلام (مستشرقون أسلموا)(مقالة - ملفات خاصة)
  • كشاف المستشرقين .. المستشرقون الروس(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • كشاف المستشرقين .. المستشرقون الأمريكان(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
محمد السيد هديب - مصر 22-02-2021 06:16 PM

استفدت كثيرا ومرجع هام وتنسيق محترم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب