• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

حوادث دمشق اليومية (10)

حوادث دمشق اليومية (10)
د. محمد مطيع الحافظ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2015 ميلادي - 8/11/1436 هجري

الزيارات: 7150

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوادث دمشق اليومية

(10)


الأربعاء 1 أيلول 1909م

[الاحتفال بليلة النصف من شعبان] [ص1]

صادف ليلة أمس ليلة النِّصف من شهر شعبان المكرَّم، فزُيِّنَت الجوامع وقُرِئت الأدعية، وعُطِّلَت الملاهي وبطلت الألعاب في القهاوي؛ احترامًا لهذه الليلة المبارَكة.


صحن جامع بني أميَّة الكبير

في أواخر القرن التاسع عشر


الجامع الأموي المدخل الغربي


الجامع الأموي


[تقصير النافعة في إصلاح الطرق] [ص2]

إنَّنا نستغرب بُطءَ إدارة النَّافعة في الولاية في إتمام الطُّرُق التي بدأَت فيها منذ سنين، وتركَتها بسائق الإهمال ليس إلاَّ، فقد ملأَت النَّافعة العالَم صياحًا وتمجيدًا بفتحها الطريقَ من دمشق إلى صيدنايا، وإلى الآن لم تُعط النَّافعة للمتعهِّد بالطريق مالَه عليها فيما بلغَنا ليتمِّم طريقَه، فإذا كان هذا الطريق المختصَر البسيط لا يهم النَّافعة إنجازه بعد تِلك الطَّنطنة والجلبَة، فكيف نطالبها بإنجاز سائر طُرق الولاية؟ ولا سيَّما طريق حِمص الذي صرفت عليه البدرُ من الأموال، وهو لا يزال على حاله منذ زهاء عشرين سنة؛ جسُورٌ متقطِّعة، وحَصًى مبعثَر، وتراب مَركوم، وإنَّ النافعة لديها المال مَوفور كثير لتحسِن صنعًا إذا أحبَّت القيامَ بوظيفتها أن تُكمل طريقَ صيدنايا الآن، وبعد ذلك يسهل جعل الطريق من صيدنايا إلى معلولا وإلى يبرود طريقًا تسير عليه العربات، وهو سَهل المأخَذ جدًّا فيعمر به الإقليمُ الفوقاني من جبل قلمون كما يَعمر بطريق حِمص الإقليمُ التحتاني.


[انتظار تعيين واليَيْنِ لسورية وبيروت] [ص3]

وردَت على ناظم باشا والِي سورية عدَّة رسائل برقيَّة من بعض الموظفين في رودس[1]، يهنِّئونه فيها بتوسيد ولاية جزائر بحر سفيد[2] عليه، وعلى هذا سيغادرنا حضرته، أمَّا خَلَفه فلم يعيَّن بعد، ويقال: إنَّ المرشَّحين لولاية سورية خَمسة بينهم: حازم بك، ورحمي بك.


حسين ناظم باشا


[الدعوة لجمع التبرعات لبحرية الأسطول العثماني] [ص3]

أتانا من المركز العام لجمعية الاتِّحاد والترقِّي أنَّ على الوطنيِّين من الدِّمشقيين أن يحضروا الساعةَ العاشرة إلى سَاحة الاتِّحاد في مساء السَّبت القادِم الواقع في اليوم الحادي والعشرين من آب الحالي على الحساب الشَّرقي، للتفكُّر في جمع إعانة بحريَّة للأسطول العثماني، ولا شكَّ أنَّ كلَّ غيور لا يقصِّر في إعطاء ما في وسعه عن طِيب خاطرٍ حتى تقرَّ عيونُنا ببحريَّتنا، كما قرَّت ببرِّيَّتنا.


[مغادرة داود باشا وعودة شاهين باشا] [ص3]

غادر دمشق إلى الآستانة داود باشا الموظَّف في نظارة الحربيَّة، وعاد إليها شاهين باشا قائد درك رودس سابقًا.


[حوادث] [ص3]

• سَرقَت فاطمة القبطيَّة كثيرًا من الملابس وما شاكَل ذلك من بيت عائشة بنت عثمان أفندي من سكَّان محلَّة المهاجرين، فأُلقي القبض عليها.


• قُبض على ابن علي الراس من محلَّة باب السلام المتَّهَم بأمرٍ قبيح.


• أُلقي القبض على يوسف بن خليل من محلَّة التيامنة بباب المصلَّى لدخوله أحدَ البيوت هناك بقصد مسِّ زوجة صاحبه.


• هجم ليان المعلولي على خليل بن ميخائيل حلبي في جنينة دار الدَّرب فجرحَه بمديَة في ساعده الأيسر جرحين وفرَّ هاربًا.


• تشاجرَت الفاحشتان زكية وعفيفة ابنتا عبدالأحد مع مريم بنت جرجي بركات وتقلا بنت مخائيل بحربةٍ من باب توما، فأَسفرَت المشاجرة عن جرح مريم برأسِها وأُصيبَت تقلا بضربة على بطنها.


[كيف تكون الحريَّة والإخاء والمساواة في دمشق؟ وهي شعار الاتحاد والترقِّي؟!] [ص3]

حريَّة إخاء مساواة، لقد كذبك من اتَّهم دمشقَ بالارتجاع [الرجعية]، وكلُّ مَن قال بأنَّ ليس فيها حريَّة ولا إخاء ولا مساواة، ومَن أراد أن يتأكَّد صحَّةَ قولي فليمرَّ في الأسواق فيرى أنَّ الحريَّة ضاربة أطنابَها بين جميع الطبقات، والإخاء والمساواة سائدين في كلِّ الأنحاء؛ إذ تمرُّ الجِمال في الأسواق وتنهش هذا، وتأتي البِغال سائرة (وتدفش) [أي: تصدم] ذاك، رافعين لواءَ الحريَّة ومستندين بمبدئها العجيب (عندنا)، ونرى الحميرَ والبشر تسير جنبًا لجنب تظلِّلهم راية الإخاء ويحميهم علَمُ المساواة، كيف لا؟ وقد رأيتُ غريبًا أتى دمشقَ مع امرأته، وبينا هو سائر أمام خان أسعد باشا في البزورية (أيضًا) تأخَّرَت عنه امرأتُه وسبقها بدون انتباه، وبينا هو كذلك أتاه من خلفه حِمار بلدي (من أضخم شكل) يسير الهوينا بخلاف العادة، وبعد أن اقترب مِن وراء الغريب كثيرًا مدَّ جمجمتَه النحيفة من فوق كتفِه (أي: كتف الغريب)، فظنَّ هذا بأنَّ قرينته اقتربَت منه لتكلمه فحوَّل وجهه (ليوَشوشها) [أي: ليهمس في أذنها] فإذا بأنف الحِمار قد التطمَ بأنفه (والحمار لسوء الحظ ذو رشحٍ وافد)، وهناك البكاء وصرير الأسنان.. وهذا مثال للإخاء.


الدكتور محمد حرفوش.


باب خان أسعد باشا بريشة فنان أوروبي زار المنطقة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

(الصورة من كتاب سورية اليوم المطبوع في باريز عام 1884م)


الخميس 2 أيلول 1909م

[العفو عن مساجين] [ص2]

بلغ عدد الذين يُخرجهم قانون العَفو من المتَّهَمين بالجُنَح 18، خرج منهم بالأمس 14، والباقون لم يَخرجوا لأنَّهم متهمون بجرائم ارتكبوها بعد 10 تموز 1324هـ، وبلغ عدد الجناة الذين خرجوا بالأمس من السجن 130، منهم واحد محكومٌ عليه بالإعدام، وقد أُلقِيَت عليهم النصائحُ اللازمة حتى لا يعودوا إلى سابق أعمالهم، ولا يسعنا في هذا المقام إلاَّ أن نطلب من أهل الإرشاد، مِن الذين يُمكنهم أن تصلَ أموالهم إلى هؤلاء الذين أُخلِي سبيلُهم أن يفهِّموهم بأن لا يأتوا من الأعمال ما يوقِعهم تحتَ طائلة القانون؛ لأنَّ عقابهم يكون شديدًا كما يظهر لكلِّ من طالَع القانون الذي نشرناه بالأمس، وإنَّ الحكومة الدستوريَّة التي أخرجَتهم من السجن قادرة أن تُعيدهم إليه، وإنَّها لم تُقْدم على هذا العمل إلاَّ وهي عالِمة من نفسها الكفاءةَ لتأديب مَن لم يرتدِع منهم.


الفسحة الداخلية للقلعة وإلى اليمين في العمق الجامع الأموي


[منع بيع الأسلحة إلاَّبرخصة ورسم] [ص2]

جاء من نظارة الدَّاخلية كتابٌ مؤرَّخ في 21 تموز 1325هـ، جاء فيه أنَّ كثيرًا من التجَّار يبيعون الأسلحةَ دون أن تكون تجارتهم بَيع السِّلاح، وفي ذلك ما فيه من سوء التأثير من أمور الضَّبط والرَّبط، فلا يجوز من الآن وصاعدًا بيعُ الأسلحة في مِثل هذه المحالِّ، كما أنَّه لا يجوز لتجار الأسلحة أن يبيعوا لأحدٍ سلاحًا دون أن يكون معه تَذكرة تُجيز له حملَ السِّلاح، ومَن أقدَمَ على ذلك يُقفل محلُّه، وقد جعل رَسم تذكرة حملِ السلاح أربعين قرشًا للآستانة، وعشرين قرشًا للولايات والقصبات، وخمسة قروش للنواحي والقرى، وإذا فقدَت التذكرة يُعطى لحاملها بدلاً منها مقابل نِصف رسمها.


[حوادث] [ص2]

هجَم خالد العلبي وزكي الغول ومحمد العبدة على أحمد بن بكري خلف في مِئذنة الشحم فضربوه بالخناجر وجرحوه وركنوا إلى الفِرار.


[الدعوة إلى الحضور بشأن التبرُّع للبحرية] [ص3]

أتانا من المركز العام لجمعيَّة الاتحاد والترقِّي أنَّ على الوطنيِّين من الدمشقيِّين أن يَحضروا الساعةَ العاشرة في ساحَة الاتِّحاد من مساء الجمعة (لا السبت كما ذكرنا سهوًا في عدد الأمس) القادِم الواقع في اليوم الحادي والعشرين من آب الحاليِّ على الحساب الشرقِي، للتفكُّر في جَمع إعانة بحريَّة للأسطول العثمانِي، ولا شكَّ أنَّ كلَّ غيور لا يقصِّر في إعطاء ما في وسعه عن طِيب خاطِر حتى تقرَّ عيوننا ببحريَّتنا كما قرَّت ببريَّتنا.


[تخريج 45 طالبًا بالمكتب الملكي بمكتب عنبر] [ص3]

نال شهادةَ الدراسة هذه السنة من المكتب الملكي[3] خمسةٌ وأربعون طالبًا بينهم ستة من أولاد سورية؛ وهم الأمير عارف الشهابي[4] ومظهر أفندي، وصبحي أفندي ومحمد أفندي، وعوني أفندي وعادل أفندي، فنهنِّئهم بل نهنِّئ البلادَ بهم.


[شكوى على مستشفى الغرباء] [ص3]

جاء من القوميسير ضيا بك وأمين بك أنَّ الدوريَّة عثرَت على شابٍّ غريب اسمُه ابن المقابري في نحو العشرين من عمره في حالَة من الضَّعف الكثير، فحُمِل إلى مستشفى الغرباء[5]، فأبى مأمورُه قبولَه فيه، فأُلقِي المسكينُ في جامع يلبغا فتوفِّي بعد حين من الإهمال وقِلَّة العناية.


قال الكاتبان: وهذه المعاملة قد تكرَّرَت فأبدى المستشفى هذه الخشونة مرارًا، على أنَّ هذا لا يجري في المستشفى الفرنسي ولا في المستشفى الإنكليزي في هذه الحاضرة، فلمَن مستشفى الغرباء إذا كان لا يقبل فيه من أُنشئ لأجله؟!

جزء من الفسحة الداخليَّة (مكتب عنبر)، ويبدو في الصورة تباين كبير بين الطابق الأرضي المزخرَف بعناية فائقة، ومن المحتمل أنَّه الجزء الذي شيَّده صاحبُه الأصلي - وبين الطابق العلوي الخالي من الزَّخرفة، ومن المحتمل أيضًا أنَّه القِسم الذي أكملَته الدولةُ العثمانيَّة بعد انتقال مِلكيَّة البناء إليها


منمنات (الروكوكو) الزخرفيَّة تتناثر في أقواس باب ونوافذ إحدى القاعات في مبنى (مكتب عنبر) خلال الربع الأول من القرن العشرين وهو حقبة التقاط الصورة


السبت 4 أيلول 1909م

[الدعوة إلى جمع التبرعات للبحرية العثمانية] [ص3]

اجتمع أمس وفي المساء جمهورٌ كبير في سَاحة الاتحاد يحملون الأعلامَ العثمانيَّة، فتَلا فيهم بعضُ الأدباء خطبًا وقصائد لدعوة أهل دمشق إلى إنشاء طراد من إعانة أهلها، وممَّن تكلَّم الشيخ عبدالرحمن القصار[6]، وبكري أفندي اللوجي، والبكباشي جميل بك، ووجيه أفندي الأيوبي، ويحيى أفندي كاظم، وكان التحمُّس شديدًا، وقد تقرَّر أن تُجمع الإعانات من الحارات بواسطة بعض الوجوه، ولا شك أنَّ الدماشقة سيظهرون آثار السَّخاء المحمود على ما عُرف فيهم في كلِّ مشروع خيري.


[غربلة المبعوثين] [ص3]

قرأتُ في المقتبس الأغرِّ مقالتين بهذا العنوان، لكاتبين فاضلين، شممتُ منهما رائحة الغيرة الوطنيَّة، وقد استصوبتُ الأولى واستحسنتُ الرأي في الثانية، فأردتُ أن أعزِّزهما بثالثة تعضيدًا لطلبهما وخِدمة للوطن فأقول:

إنَّ ما أبداه هذان الفاضِلان من الرَّأي، وما نشرَته الجرائدُ منذ افتتاح المجلس حتى اليوم لهو الدَّليل الكافي والحجَّة القاطِعة على عدم كفاءة الكثيرين من المبعوثين، ولا شكَّ في أنَّ الرأي العام يؤيِّد ذلك، وعليه فقد صار من الواجب على الأمَّة أن تَنظر في مصالحها، وتُظهر ما هي عليه اليوم من التيقُّظ والانتباه، وأنَّها جديرة بأن تَحكم نفسها بنفسها، وإلاَّ فما هي فائدة الدستور؟


قضية مُسَلَّمة أنَّ المبعوث هو ممثِّل الأمَّة، فهل يليق بنا أيها الدمشقيون أن يكون ممثِّلونا أو بعضهم ممَّن يُنسبون إلى العجز وعدمِ الكفاءة؟ وهل يَقبل الوجدان والدم الوطني أن يُقال عنا: إنَّه لو وجد فينا مَنْ هو أرقى درجة من هؤلاء لما تقاعسنا عن انتخابهم؟ كلا، بل يجب علينا أن ننفي عنَّا كلَّ ما قيل وما يقال، بتقديم الرجال الأكْفاء الأحرار، الذين يهمهم مَصالح وطنهم وخِدمة أمَّتهم على غيرهم ممَّن لا كفاءة لهم، أقول هذا ولا ألتمس عُذرًا لمعتذر اليوم؛ إذ قد جاء الحقُّ وزَهق الباطِل، وظهر الصبح لذِي عينين ولم يَبق لنا عُذر إذا نحن أهملنا وتقاعدنا عن النَّظر في مصالحنا، وإذا أهملنا شؤونَنا فمن يا ترى يهتم بها غيرنا؟! فالنهضةَ النَّهضة أيُّها الدمشقيُّون الغيورون على أوطانكم، انتبهوا يا رعاكم الله لما فيه مَصلحة البلاد وراحة العباد، ولا تأخذكم في إقامة الحقِّ لومة لائم، فقد مضى دور التزلُّف والمحاباة بأهله، وجاء زمنُ النُّور بالعدل والمساواة، فعليكم أيها الوطنيون بانتقاء ممثِّلين تفتخرون بهم بين الأمم، وتعتمدون عليهم في مصالحكم، ولا تستهوكم الأهواء فتميلوا، ولا تغركم الهيئات فتسقُطوا.


لا تظنُّوا يا قوم أنَّ مبعوثيكم يأبون التنازلَ عن منصَّاتهم، أو يتأخرون عن إرادتكم، كَلاَّ، فإنَّهم يعلمون علم اليقين أنهم ليسوا بأكفاء، ولا ينكرون أنَّ فوق كلِّ ذي علم عليم، سيما وقد مضى عليهم ردح من الزَّمن بين أولئك القوم الذين ظهر لهم من أعمالهم ما يدهش الرَّائي فضلاً عن السَّامع، ولا هم ممَّن يغترُّون بأنفسهم فيوقعونها في هاوية التنديد والتفنيد، ولو فرضنا أنَّهم رضوا بذلك فهل يساعدهم شرفهم وناموسهم على هذه الخطَّة؟ وهل تطاوعهم غيرتُهم الوطنيَّة ودمهم الحرُّ على ارتكابهم هذه الجريمة نحو وطنهم وأمَّتهم؟ كلاَّ، هذا ما لا يظنُّه عاقلٌ، ولا يقول به جاهل، بل الأمل بهم وطيد أنَّهم يبذلون النفسَ والنَّفيس دون الشرَف ومصلحة الوطن، وهذا هو فخرهم وشرفهم ورِفعتهم، وكأنِّي بهم وقد تنازلوا عمَّا عُهِد إليهم به لأول كلمة يسمعونها أو مقالةٍ يقرؤونها؛ لعلمِهم أنَّ الموكَّل له الحق في مَنع الوكيل إذا لم يكن أهلاً لوظيفته، وكيف يقبل الوجدان التربُّع على مقعد يقول بلسان حاله: تنحَّ عنِّي أيها المغتصِب، فقد أثقلتَ كاهِلي، وخلِّ المناصبَ لأهلها وأعطِ القوسَ باريها؟ أم كيف يليق بذي الشرف التعرُّض لما يدنِّس شرفَه ويحطُّ من قدره بين أهله وجيرانه وأقرانه؟


حاشا وكلاَّ أن يتعرَّض حرٌّ أبيٌّ لمثل هذه الإهانات، ولو بلغَت به أعلى الدَّرجات، فما علينا أيُّها الإخوان إلاَّ أن نسعى لما فيه نفع الوطن بدون محاباة ولا مراعاة، ولا تهتموا في أمر مَبعوثيكم فإنَّ نفعكم نفعهم، ورضاكم رضاهم، وهذا ما رأيته، والسلام.


ميداني

الأحد 5 أيلول 1909م

[انتخاب مجلس للشركة الصناعية والزراعية والتجارية] [ص3]

فاتنا أن نقول بأنَّ الشَّركة المالية الوطنيةَ المشروع بتأسيسها في دِمشق برأس مالٍ قَدره مائة ألفِ ليرة لإنشاء مشاريع صناعيَّة زراعية تجاريَّة واستحضار أوائل (آلات) فنيَّة وإنشاء مكاتب زراعيَّة وتجارية قد انتخَب بالاقتراع محمد باشا العظم[7] رئيسًا للشركة، وغالب أفندي شاول مدير البنك العثماني نائبَ رئيس، وانتَخب لجنةً لتدقيق النظام مؤلَّفَة من خمسة أشخاص تحت نظارة الرئيس أو نائبِه، والأشخاص الخمسة هم: سليم أفندي قصاب حسن[8]، وجبران أفندي لويس، ومصطفى أفندي دياب، وخليل أفندي جرجي نحاس، وخليل أفندي إبراهيم عبسي، قلنا: وبالنظر لما نعلمه من نَشاط هؤلاء الجماعة وغيرتهم نتمنَّى لهذه الشركة النَّجاح والإقبال، ولا نشك بأنَّ أبناء الوطن العزيز يقصدون هذا المشروع الهام لخدمة الوطَن وترقية مَصلحته، فيضمنون لأنفسهم وبلادهم خيرًا ماديًّا ومعنويًّا.


[إعادة بعض المساجين بعد خروجهم] [ص3]

بينا كان مأمورو العدليَّة نهار الأربعاء الماضي يخلُون سبيلَ الذين شملَهم العفوُ، خرج بينهم سهوًا ثلاثة أشخاص ممَّن لم يشملهم العفو، وهم محمود برغش وحبش جمعة وعثمان بن علي، المحكوم عليهم بالسجن خمسة عشر عامًا، وقد أُلقي القبض عليهم بناءً على مذكِّرة من رئيس الاستئناف لدائرة الشرطة، وأُعيدوا إلى السجن.


[عودة سامي مردم بك] [ص3]

عاد إلى دمشق من بيروت سامي[9] باشا مردم بك.


[المضحك المبكي في اتهام محمد كرد علي بالرجعية] [ص3]

قالت جريدة أبابيل الفكاهيَّة تحت عنوان (المضحك المبكي):

المضحك: دَعوة الداعين وتبجُّح المتبجِّحين بأنَّ زمن الاستبداد مات، والحقيقة أنَّه (حيٌّ يُرزَق)، والدليل على ذلك تَفتيش بيت ومطبعة محمد كرد علي صاحب المقتبس الحر، إذ وشى عليه (ناظم) عقد الاستبداد، وناثر بذور الفساد بين العباد، بأنَّه من نصراء جمعيَّة ولقان الحميدية، ولكنْ والحمدُ لله رد كيده في نحره.


المبكي: أنَّ صاحب المقتبس محمد كرد علي خُلِق حرًّا، وعاش حرًّا، وسيموت بعد (عمر طويل) حرًّا؛ أي: بعد أن يموت أعداءُ الأحرار والحريَّة.


المضحك المبكي معًا: احتجاج جمهورٍ من الأحرار الدمشقيِّين على ذلك وإشراف ناظم باشا من النافذة ووعده بأنَّه سيَجري طبق مرغوبه.


الاثنين 6 أيلول 1909م

[بعض الأشقياء يعيثون فسادًا في الغوطة] [ص2]

أتانا من دوما وبعضِ قرى الغوطة أنَّ يحيى محفوظ لم يزل وعصابته يختلف بين طاحون تلِّ الذَّهَب وزبدين وبيت نائم وبالا والمحمدية وغيرها من قرى الغوطة، يأخذون خوة من بعض الأهالي، ويسلبون من تَصِل إليه أيديهم، وأنَّ مركزهم في زور بردى في الغالب، فإلى متى هزل الحكومة بتقرير الأمن في هذه الغوطة؛ فإن كانت عاجزة عن القبض على بضعة أشخاص في هذه الأنحاء القريبة، فكيف بها في القاصية؟


[أخبار البوليس] [ص3]

• ضرب أحمد بن صالح شردماني من زقاق الحلواني ديب قدور الحلبي فجرحه وفرَّ هاربًا، والحكومة تتأثَّره.


• قُبض على عبدالله بن سعيد حبوب من باب توما لدخوله إلى إصطبل باش كزعور من الشاغور بقصد سرقة الحيوانات.


باب توما من خارج السور في العشرينيات إبان وجود المئذنة التي أُزيلَت في عهد الانتداب الفرنسي كما هدمَت البيوت التي بُنيَت فوقه والسوق عنده


• أُلقي القبض على صادق بن محمود الخياط من محلَّة القيمرية لاتِّهامه بضرب الأونباشي حمدان بن أحمد من بلوك الاستحكام على بطنه.


• نمي إلى دائرة البوليس أنَّ خالد بن رشيد السيروان جريح لا يخرج من بيته، ولدى سؤاله علمت منه أنَّه بينا كان مارًّا في باب السلام هجم عليه رجلٌ لا يعرف اسمه وطعنَه بخَنجر في ظهره، والتحقيق السِّرِّي جارٍ لمعرفة الفاعل.

 

• بينا كان محمد بن يوسف حمزة أحد أنفار الدرك المشاة مارًّا في الليل في جهة سيدي خمار، اعترضه شمسي أفندي الحضرة وخادمه سليم وبعض رفقائه المجهولة أسماؤهم، وكلُّهم من الذين اعتادوا على قطع الطريق المذكور، فأطلقوا عليه عيارات نارية، فنجا منهم وأخبر مخفر باب السريجة فأُلقي القبضُ على شمسي وسليم، والتحقيق جارٍ.


[قدوم عثمان سلطاني] [ص3]

قدم دمشق عثمان أفندي سلطاني من متخرِّجي مكتب الحقوق.


[مفتشو الترام يتحرَّشون بالنساء] [ص3]

وردتنا رسالةٌ بإمضاء (شاهد)، يندِّد كاتبها بأعمال مفتِّشي الترام في هذه الحاضرة، وأنَّ كثيرًا من ربَّات الخدور ممَّن يركبنَ فيه يصبحن عرضةً لهمز هؤلاء ولَمزِهم، دون أن يراعوا إحساسهنَّ الشريف، فنلفِتُ أنظارَ من بيَدِهم الحلُّ والرَّبط مِن موظَّفي الشركة لتلافي هذا الخطر الأدبي، الذي هو ولا شك أشد تأثيرًا من الخطر المادِّي، ولئلا يتعدَّى إنسان حدودَ وظيفته وأدبه في هذا العصر المجيد.


الترام بدمشق


[تمثيلية خلع السلطان عبدالحميد] [ص3]

يقوم نادي تلاميذ المدرسة الطبيَّة بدمشق مساء الأربعاء الواقع في 26 آب على الحساب الغربي بتمثيل رِواية تركيَّة اسمها (حرص سلطنت) أو خلع عبدالحميد، المشروع يحبس ريعها لإعانة الأسطول العثماني، وإنَّنا ندعو أهلَ الغيرة من مواطنينا الكرام أن يحضروا تمثيلَ هذه الرواية تنشيطًا لهذا المشروع المفيد.


[الدكاكين السيارة في دمشق] [ص3]

لما سمع بعضُ عشَّاق الاقتصاد بما آلَت إليه أجور المخازن من الارتفاع السَّريع عمد كلٌّ منهم ليشتري دكانًا دعيت (بسيارة) ترافقه في الحلِّ والترحال، وثمن الواحدة من هذه الدَّكاكين زهيد بالنسبة لارتفاع الأجور، ويختلف ثمنها بين الأربعمائة والخمسمائة (إن كانت من الحيوان المسكين)، وما بين الخمسين والستين إن كانت من الجماد المنشور والمنجور، ومَن لم يصدِّق ما أقول فليسرح نظرَه في أسواق دمشق فيرى الخيارَ بالقناطير، واللفت على ظهور الحمير، وباعة السكاكير تدفش العجلات بلا حمارٍ ولا بعير من سوقٍ إلى سوق بلا مُعارض ولا منازع، ولا إيجار أو أجير ولا شريك ولا خفير، وأهل العبور والمرور يلتصقون على الجدران نساءً ورجالاً وكبارًا وصغارًا، ولسان الحال يقول: حاضر طور راحت طور...


الدكتور ف غ حرفوش

الأربعاء 8 أيلول 1909م

[مقال لرشدي الشمعة] [ص3]

ينشر المقتبس غدًا بحثًا ضافيًا من قلم رشدي بك الشمعة مبعوث دمشق في أعماله وأعمال رفقائه في مجلس النوَّاب.


[حوادث] [ص3]

• ضرب أبو نايف الكلاس، وكامل الأحنف، وأبو السعود الجروري: مصطفى النجار حارس خان الباشا، فشجُّوا رأسَه وفرُّوا.


• ظهر حريق في بيت أبي خليل أفندي، قواس دولة إيطاليا بالقرب من باب الجابية، فأُطفِئت النارُ دون أن تتعدَّاه.


• تجمهر جمعٌ غفير من المغارِبة للفتك بمحمد فائق أفندي شيخ الأرض المدرِّس في جامع يلبغا بداعي أنَّه علَّق إعلانًا فيه قذف بحقِّ الشيخ صالح التونسي وجميل أفندي الصلاحي وبعض المغاربة، وقد سكنَت تِلك الفتنة بفضل التدابير التي اتُّخذَت.


(غرائب البوسطة "البريد" بوسطة بشوالات في البزورية) [ص3]

شعبة البزورية في الشام اسم بلا جِسم؛ فإن أسعدك الحظُّ وأتيتَ إليها (أو توصَّلتَ لاجتياز الطريق المؤدِّي إليها من شِدة ازدحام الحمير) ترى بعضَ عوارض خشبية نُصبَت في داخلها، وقطعتها إلى شطرين، في الشطر الداخلي طاولة... وعليها (بدل أوراق البول والتحارير) أكداس من الشوالات الفارعة وإلى جانبها كثير من صناديق الكاز، ويقول الخبيرون من التجار بأنَّه لا ينقص تِلك الشُّعبة من الأثاث (الحواصل والبوايك) إلاَّ كم مدّ شعير، ولقد أكَّد الأخصائيُّون بأنَّ دَخل هذه الشُّعبة السنوي لا يقل عن العشرة آلاف شوال والخمسة آلاف صندوق كاف، فينتج عن ذلك (اقتصادٌ في الأرباح) التي لا توازي ثمنَ الختم الذي عُهد به إلى المأمور المحترم.


تعيين في محله: عُيِّن لإدارة توزيع التحارير (المسوكرة) [المسجلة] حضرة الأخصائي يوغوس (أفندي) (قهوجي في سوق الحميدية)، فمن أراد أن يعامِلَه أو يوكِّله في التقاط تحاريره في الشوارع، فما عليه إلاَّ أن يواجه المذكور، ويَدفع له نصفَ بشلك عن كلِّ تحرير يلتقط في شوارع دمشق من فضلات بعض الموزِّعين المنتبهين، ومَنْ شرَّف محلَّه في السوق المذكور يسر من براعته في أمور البريد.

سوق البزورية في بدايات القرن العشرين


[تمثيلية] [ص3]

يمثِّل مساء اليوم طلبةُ المدرسة الطبيَّة في مسرح زهرة دمشق رواية (حرص سلطنت أو خلع عبدالحميد) ويخصص ريعها لمساعدة الأسطول.


محلُّ بيع التذاكر: في نادي طلبة المدرسة الطبيَّة، وفي صيدلية الغرباء في ساحة الاتحاد، وفي نادي حبِّ الوطن في الميدان، وفي صيدلية الصداقة في العمارة، وفي صيدلية الشرق في السنجقدار، وفي المساء بباب المسرح.


الخميس 9 أيلول 1909م

[زيارة سليمان جوخدار ومحمد العجلاني لزحلة] [ص4]

زار زحلةَ كلٌّ من سليمان أفندي جوخدار ومحمد أفندي العجلاني مبعوثي دمشق، فخطب في وداعِهما أحدُ الأدباء فقال: إنَّ الجرائد سارت على خطَّة تقصد من منفعتها منفعة الوطن، فجاوبه سليمان أفندي المومأ إليه: إنَّنا قد سعينا وفكَّرنا في هذا، ونلنا امتيازًا باسم جريدة (ديدبان) وسنصدرها قريبًا بالخطَّة التي تنفع البلاد، وإنَّنا لَم نأتِ للبلاد إلاَّ للوقوف على حالتها لا للراحة.


[ص4]

لم يحدث ما يكدِّر في هذه المدينة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.


[عودة بعض الأعيان] [ص4]

♦ عاد إلى الحاضرة مسلم أفندي العمري، صاحب امتياز معمل الزُّجاج والبلور.

♦ وعاد سليمان أفندي جوخدار، مبعوث دمشق.

♦ وعاد من باريز ميشيل أفندي بيطار، مكاتبنا في تلك العاصمة.

♦ قدم دمشق السيد عبدالقادر أفندي، مبعوث المدينة المنورة.

♦ وعاد من بعلبك محمد أفندي العجلاني، مبعوث دمشق.


السبت 11 أيلول 1909م

[جمع الإعانات للأسطول] [ص2]

كانت ليلة الخميس في مسرح زهرة دِمشق من أبهج اللَّيالي، قام فيها نادي المدرسة الطبيَّة بدمشق، الذي ما زال يرينا من آثار الوطنيَّة الحقيقيَّة والنهضة الصَّحيحة ما تقرُّ له العيون، وما يشكره عليه كلُّ محبٍّ لوطنه بتمثيل رِواية (حرص سلطنت) أو خلع عبدالحميد، كانت في الحقيقة درسًا في الوطنيَّة، وقد أجاد الممثِّلون ما أمكن، وكانت خلال الفصول تطرب موسيقا مدرسة الصَّنائع بألحانها المطربة، وتلقى الخطَب في دعوة القوم إلى تَعزيز الأسطول العثماني بما يجودون به عن طِيب خاطر، وقد حُبس ريعُ هذه الليلة لهذه الغاية الشريفة؛ كما أشرنا إلى ذلك في عدد من أعدادنا الماضية، وقد فُتح في تلك الليلة صندوق ما تبرَّع به أهل الغيرة من أهالي حاضرتنا لهذا السبيل بحضور الهيئة المركزيَّة العامَّة فوجد فيه مبلغ 8705 قرشًا صحيحة، سلمَت إلى موسى أفندي طوطح، وأَعطى بها وصلاً لهيئة النادي، بارك الله في غيرة هذه الشبيبة الناهضة.


[حوادث] [ص2]

كبَس أمين بك وفخري أفندي من رجال البوليس قهوةَ الدرويشيَّة الواقعة بجانب الجامع الشهير بمدرسة القبَّة التي تجري فيها المقامرة، فلم يريا أحدًا يلعب فيها، ولكنَّه تبيَّن من حالة الحاضرين أنَّهم كانوا يقامرون، ففتَّش الموجودين فوجد مع عبدالرزاق البرغش الشارات (ماركات) المختصَّة بلعب القمار، فقبض عليه وعلى صالح أبي العكاكيز الشَّقي المشهور، وتفرَّق الباقون.

سوق الدرويشية من الشمال إلى الجنوب في حقبة العشرينيات حيث يمتد الرصيف الأيمن للصورة لينتهي عند جامع (درويش باشا)، في مقدمة هذا الرصيف مقهًى شعبي، احتلَّ رواده بمقاعدهم القشِّية القصيرة بعضًا من مواقع باعة اللَّحم المشوي فيه، أمَّا الرصيف الأيسر ففيه سلسلة من البيوت التي شغلَت إحداها فيما بعد سينما (راديو النصر) وحولها مطاعم شعبية تخصصت (بالفتَّات) وبعضِ الأطعمة الشامية الأخرى، وينتهي بجامع (السيَّاس)

جامع درويش باشا


[إلقاء القبض على بعض المقامرين في حي باب توما] [ص2]

أخبرنا أحدُ الثِّقات من محلَّة باب توما أنَّ فيها شِرذمة من الأوباش الذين لا عمل لهم إلاَّ القعود في القهاوي نهارًا والتجوال في الليل في القهاوي والمسارح وغير ذلك من المحالِّ العامَّة، دون أن يقوى أحد على منعهم من الدخول، فيأتون فيها من الأعمال التي يشمئزُّ منها كلُّ أديب، ويطيلون ألسنتَهم على أهل العرض، فعسى أن يَضرب من بيدهم الأمر على أيدي هؤلاء الأشرار، حبًّا براحة الأهلين.

الواجهة الخارجية لباب توما المطلَّة على حي القصاع حوالي 1888م، وعندها السوق (الباشورة) والمئذنة التي أُزيلَت في ثلاثينيات هذا القرن، وإلى اليمين (مجلخ السكاكين)

 

[الاعتداء على موظف] [ص2]

بينا كان مارسل بن أوسكار الموظف بإدارة حصر الدخان ذاهبًا إلى بيت النَّاظر في الصالحية، هجم عليه ثلاثةُ أشخاص لا يَعرف أسماءهم، فمسكه أحدُهم فقطع له أزرار صدرته، والثاني ضربه بخنجر فأصاب ثيابه ولم يجرحه، وسبب تعرُّضهم له عدم تأديته أُجرتَهم عندما كانوا يشتغلون في ماء عين الفيجة مع والده.


[تعيين ناظم باشا واليًا على بيروت] [ص3]

عين إسماعيل فاضل باشا قومندان فرقة إزمير واليًا على سورية، وناظم باشا والي سورية واليًا على بيروت.


[صور متحركة بخلع السلطان عبدالحميد وتنصيب محمد رشاد] [ص3]

يقوم هذا المساء داغر سامني وشركاؤه بعرض صورٍ متحرِّكة في مسرح دار الإصلاح، وفي الصور الجديدة التي تستعرضها هذه الشركة خَلع السلطان عبدالحميد وتنصيب السلطان محمد [رشاد] الخامس.

الطغراء العثمانية (الطرَّة) التي يشكِّلها توقيع السلطان عبدالحميد الثاني، ولقب الغازي الممنوح له، والمنقوشة فوق العمود التذكاري أمام مبنى السرايا

السلطان محمد رشاد


الأحد 12 أيلول 1909م

[ص3]

ثبت أنَّ الحكومة تنوي إقالة معظم كِبار الموظَّفين من هذه الولاية، لتتألَّف حكومة جديدة سداها ولُحمتها التأنِّي في خدمة الحقِّ والعدل، حقَّق الله ذلك.


[درس لعز الدين التنوخي (شيخ السروجية)] [ص3]

جاءنا من الهيئة المركزيَّة لجمعية الاتحاد والترقِّي في سورية ما تعريبه: شاع أنَّ الدرس الذي يُلقيه عز الدين أفندي السروجي [شيخ السروجية التنوخي] في الجامع الأموي بمعرفة جمعية الاتحاد والترقي، على أنَّ المومأ إليه ليس في الجمعيَّة وليس لها خبر بهذا الشأن، وأنَّ المسؤولية التي تقع عائدة على شخصه.


[مديح لمحمد كرد علي] [ص3]

كتب الشيخ إسكندر العازار من مشاهير الكُتَّاب في جريدة الوطن تحت عنوان (من حواضر البيت محمد كرد علي):

قامت قيامة زمرة في الشام على هذا الفقير إلى الله، ولَيتَها يوم القيامة الموعود فيحضرون لدى جناب الحقِّ حفاةً عراةً يدانون، وفيهم ناظم باشا الرَّجل الحرُّ المقيم في الصالحية، والصالحية جنة والصالحون بها أقاموا.


يعرف الإخوان أنَّ حزني على أخي قَطعني عن الكتابة كلَّ هذه المدَّة، غير أنَّ الحزن لا يُنسينا الإخوان الذين منهم هذا الكرد علي.


يسوءني أنَّ دولة النَّاظم لكلِّ حال مقالاً لا يقول لدار السعادة (ولو بالشيفرة): إنَّ هذا الرجل المسكين من خُلصاء الأحرار، وإنَّه هو بذاته تولَّى يومًا ما أمرَ تغريبه عن أهله وبلده، فلا وجه للنزول على بيته ومكتبه ومطبعتِه، بتهمة أنَّه من الجمعيَّة الولقانية في زمنٍ ديست فيه الوشاية، وشدخ رأسها الدستور، إلى أن قال: إنِّي تعزَّيتُ بما صنعه الإخوان تكرمةً وإجلالاً لمحمد كرد علي صاحب المقتبس وعزَّيتُ روحَه، فأجابني:

قُل للأُلى يبغون سدَّ قريحتي ♦♦♦ مهلاً فليس يَهون سدُّ فراتِ


الاثنين 13 أيلول 1909م

[شيخ الكتاب يعاقب طفلاً] [ص2]

من المعلوم أنَّ تربية الأطفال من أدقِّ التربيات؛ لذلك لا تفوِّض المدارس الراقية أمرَ تعليمهم إلاَّ لمن كانت بيدهم الشَّهادات العالية، على أن قَضى سوء الطالع على هذه الدِّيار أنه يكون جلُّ معلمي أطفالها من الجاهلين بأصول التربية، ومن ذلك ما كاشفنا به العقلاء، من أنَّه رأى غلامًا برِجله قَيد يجول في الشوارع، ومن خلفه المئات من الأولاد يهزؤون به، ولمَّا سأل عن السبَب علم أنَّ ذلك إحدى العقوبات التي عاقبه بها شيخُ الكتَّاب، انظر يا رعاك الله، ألا ينشأ بعد ذلك هذا التلميذ على الذُّلِّ؟



[1] جزيرة في البحر الأبيض المتوسِّط، وفيها يوجد تمثال (أبولو رودوس) أحد عجائب الدُّنيا السبع، وهي على السواحل الجنوبية التركيَّة، في منتصف المسافة بين جزر اليونان وقبرص، تبعد عن غرب تركية 18كم.

[2] بحر سفيد: باللغة التركية العثمانية هو بحر إيجة، وربَّما يُطلق على البحر الأبيض المتوسط.

[3] المكتب الملكي هو: مكتب عنبر: وهي تسمية لدار شيَّدها ثرِيٌّ في دمشق يُدعى يوسف عنبر، ويقع شمال الشارع المستقيم (شارع مدحت باشا) بالقربِ من زقاق القاري، وبدأ البناء سنة 1284هـ، في عهد محمد راشد باشا، ولم يستطع عنبر إتمامَ البناء فوقعَت في مِلك الدَّولة العثمانيَّة لِدَين لها كان على صاحبها، فصيَّروا منها أول مدرسة إعداديَّة حكومية (مكتب) سنة 1304هـ/ 1886م، عُرفَت باسم المدرسة الملكية الإعدادية، وكان مديرها تركيًّا، وكذلك أكثر معلِّميها، وذلك في عهد الوالي نظيف باشا، وقد تخرَّج في هذا المكتب عددٌ كبير من الشخصيَّات العلميَّة والسياسيَّة؛ (للتوسُّع انظر مكتب عنبر للأستاذ ظافر القاسمي، وكذلك كتاب: نور ونار للأستاذ مطيع المرابط، ودمشق: تاريخ وصور 296).

[4] عارف الشهابي: مجاهد من شهداء السادس من أيار سنة 1334هـ/ 1916م أعدم شنقًا في بيروت، أديب، خريج مكتب عنبر، درّس التاريخ في المدرسة العثمانية بدمشق التي كان الشيخ محمد كامل القصاب مديرها.

[5] مستشفى الغرباء (الوطني): تمَّ إنشاؤها سنة 1317هـ/ 1899م في عهد الوالي حسين ناظم باشا في عهد السلطان عبدالحميد ضمن الأرض التي كانت تشغلها مقابر الصوفيَّة، وبملاصقة بستان الأعجام من جِهة الغرب في منطقة الشرف الأدنى، وقد أُنشئت بديلاً عن البيمارستان النوري، في معالجة الفقراءِ والأغراب، ومن هنا كانت التسمية مستشفى الغرباء، وبُنيَت عند مدخل المستشفى بِركة ماء تَبرَّع بنفقَتها رئيس المجلس الطبِّي العسكري الفريق عثمان باشا من ماله الخاص صدَقَة عن روح ابنته فاطمة خانم. عُرف هذا المستشفى في أوائل عهده باسم: المستشفى السلطاني أو الحميدي، ثمَّ مستشفى الغرباء ،وصار في عهد الحكومة العربية 1918 - 1920م المستشفى الوطني، وكان مكتب الطبِّ أو كليَّة الطبِّ خلفه إلى الجنوب؛ (دمشق: تاريخ وصور للشهابي 171).

[6] عبدالرحمن بن عبدالحميد القصار: عالم، أديب شاعر، صوفيٌّ شاذلي درَّس في مدرسة عبدالله العظم، وكان نديمًا لأحمد باشا الشمعة، له قصائد صوفية، وقصائد وطنية ضد الفرنسيين سُجن لأجلها، توفِّي سنة 1348هـ/ 1929م؛ (المعجم الجامع لتاريخ الأسر الدمشقية).

[7] تقدَّمَت ترجمته.

[8] محمد سليم بن أنيس قصاب حسن: شاعر صوفي، رعاه محمد فوزي العظم، توفي 133هـ/ 1916م. (تاريخ علماء دمشق 1 /292).

[9] سامي باشا ابن حكمت باشا: من أعيان دمشق، عضو مجلس الولاية، وعضو مجلس الأمة في الآستانة، أسس سوقًا باسمه، وهو السوق المتفرع من سوق الحميدية، وهو السوق الذي بعد العصرونية والمحاذي له توفي 1376هـ/ 1956م. (المعجم الجامع لتاريخ الأسر الدمشقية).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حوادث دمشق اليومية (4)
  • حوادث دمشق اليومية (6)
  • حوادث دمشق اليومية (5)
  • حوادث دمشق اليومية (7)
  • حوادث دمشق اليومية (8)
  • حوادث دمشق اليومية (9)
  • حوادث دمشق اليومية (11)
  • حوادث دمشق اليومية (12)
  • حوادث دمشق اليومية (13)
  • حوادث دمشق اليومية (14)

مختارات من الشبكة

  • حوادث دمشق اليومية (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوادث دمشق اليومية (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإيمان وأثره في الوقاية من حوادث السير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أحكام حوادث الطائرات في الفقه الإسلامي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حوادث الدهور(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • صياغة شرعية لأحكام ضمان المتلفات في حوادث السير(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • مخطوطة العقيق اليماني في حوادث ووفيات المخلاف السليماني(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • حوادث الطرقات.. وقفة للتأمل والمحاسبة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب