• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب (طفل يقرأ: أفكار عملية لتشجيع الأطفال على القراءة)

عرض كتاب (طفل يقرأ: أفكار عملية لتشجيع الأطفال على القراءة)
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/7/2015 ميلادي - 29/9/1436 هجري

الزيارات: 82259

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طفل يقرأ

أفكار عملية لتشجيع الأطفال على القراءة

 

• اسم الكتاب: طفل يقرأ: أفكار عملية لتشجيع الأطفال على القراءة.

• المؤلف: أ.د. عبدالكريم بكار.

• سنة النشر: 1432هـ-2011م.

• دار النشر: دار السلام بالقاهرة.

• الطبعة: الأولى.

• صفحات الكتاب: 150.

 

كيف أجعل طفلي يقرأ؟ كيف أجعله محبًّا للكتاب والقراءة؟ كيف أجذِب طفلي إلى أن يكونَ الكتاب صديقًا عزيزًا لديه؛ يؤنِس أوقاتَه، وينعَم بصحبته خلال سنوات طفولته، وفيما بعدُ من أوقات حياته؟

 

كلُّ تلك الأسئلة - وأكثرُ - يطرحها الأبُ والأمُّ دومًا في سبيل العودة بطفلِهما لعهد "الكتاب الورقيِّ"، بعد أن طغَت وسائل التكنولوجيا الحديثة على حياتنا المعاصرة، وصار الطفل لصيقَ التلفاز والحاسوب أغلبَ وقته، حجمُ استفادته من محتواهما قليلٌ، بل إنَّ هناك من الأطفال من يُؤثِّر هذان الجهازان اللَّدودان على دراستهم وتحصيلهم العلمي؛ بل وفي بعض الأحيان على معدَّلات ذكائهم كذلك.

 

يضعُ الأستاذ الدكتور "عبدالكريم بكار" في كتابه: "طفلٌ يقرأ: أفكار عمليَّة لتشجيع الأطفال على القراءة" - وصفاتٍ حياتيةً من تجارِب الحياة؛ لتحبيب النشءِ في القراءة، وتشجيعهم على التآلُف مع الكتاب منذ الصِّغر، ويبيِّن الكاتب أهمية هذا الأمر اجتماعيًّا في مقدِّمة كتابه؛ فيقول: "إنني أستطيع أن أقول بثقة تامَّة: إن عصرَنا هذا هو عصر العلم والمعرفة والمعلومة و(الكتاب)، وإنَّ من غير الممكن لأيِّ أمَّة أن تكون في مصاف الدُّول الصناعية الكبرى من غير تحسينِ السويَّة المعرفيَّة لدى شعوبها، وإنَّ تنشئة الأجيال الجديدة على حبِّ القراءة هي الخطوةُ الأولى والشاقَّة في هذا السبيل"؛ صـ6.

 

والكتاب هو الجزء السادس من (سلسلة التَّربية الرشيدة) التي يطمَح من خلالها الدُّكتور عبدالكريم بكار إلى تأصيل التربية الإسلاميَّة القويمة في أسَرنا ومجتمعاتنا العربية، وكان الجزء الأوَّل من هذه السلسلة بعنوان: "مسارُ الأسرة"، والجزء الثاني بعنوان: "القواعدُ العشر"، أمَّا الجزء الثَّالث فبعنوان: "التَّواصل الأُسري"، والجزء الرابع بعنوان: "المراهق"، والجزء الخامس حمل عنوانَ: "مشكلات الأطفال".

 

والكاتب هو الدُّكتور عبدالكريم بنُ محمد الحسن بكار، أحدُ المؤلِّفين المرموقين في مجالات التَّربية والفكر الإسلاميِّ، حصل على درجة البكالوريوس من كلية اللُّغة العربية بجامعة الأزهر (1393هـ/1973م)، وعلى الماجستير في عام (1395هـ/1975م)، والدكتوراه عام (1939هـ/1979م) من قسم أصول اللُّغة بالكليَّة نفسِها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: "الأصوات واللهَجات في قراءة الكسائي"، وتركَّزت المسيرة الأكاديمية للدكتور بكار في تدريس اللُّغويات، واللِّسانيات، وفقه اللغة، وعلوم النحو والصرف، حيث تولَّى التدريس في عدد من الجامعات المرموقة، منها: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القَصيم، وجامعة الملك خالد في أبْها، والتي حصل من خلالها على درجة الأستاذية عام (1412هـ/1992م)، والتي بقِي يدرِّس بها حتى استقال عام (1422هـ/2002م) منها؛ ليتفرَّغ للتأليف والعمل الثَّقافي والتربوي، ويقيمُ حاليًّا في العاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية.

 

وللدكتور حصاد فكريٌّ وتربويٌّ يوالي نشره منذ سنوات من خلال مشاركته الواسعة في الصحُف والمجلاَّت المتخصصة، والنَّدوات التي يحضُرها، ومن أهمِّ الصحف والمجلات المتخصصة التي يكتب بها مقالاته: مجلة "البيان" اللندنيَّة، ومجلة "الإسلام اليوم" الشهرية، ومجلة "مهارتي" الصادرة عن جامعة الملك سعود، كما يكتب بصفة دوريَّة في موقع "الإسلام اليوم"، ويقدِّم الدكتور بالإضافة لذلك بَرنامجًا أُسبوعيًّا في قناة "دليل" الإسلامية بعنوان "آفاق حضارية"، وبرنامجًا شهريًّا بقناة "المجد" باسم "معالي"، ومن أهم مؤلَّفاته في مجال التربية: "فصول في التفكير الموضوعي" عام 1994م، و"نحوَ فهمٍ أعمق للواقع الإسلامي" عام 1995م، و"من أجل انطلاقة حضاريَّة شاملة" عام 1995، و"مقدماتٌ للنهوض بالعمل الدعوي" عام 1996م، و"مدخل إلى التنمية المتكاملة" عام 1997م، و"من أجل شباب جديد" عام 1998م، و"حول التربية والتعليم" عام 1999م، و"العولمة" عام 1999م، و"القراءة المثمرة" عام 2000م، و"العيش في الزمن الصعب" عام 2000م.

 

وصف الكتاب:

قام الكاتب بالتَّصدير لكتابه بمدخل تقديمي مختصَر عن سبب وضعه الكتابَ ضمن سلسلته المعنونة بـ"التربية الرشيدة"، التي يهدِف من ورائها لضرورة تنمية الثقافة التربوية عند مجتمعاتنا العربية، ونادى بضرورة الاهتمام بتحبيب الأطفال منذ صِغرهم في القراءة والكتَاب، وتشجيعِهم عليها، ووضَّح الكاتب منهجَه في هذا الكتاب - والكتب التي سبقته - من حيث حرصُه على تقديم وجبةٍ معرفية سهلةِ الهضم والاستيعاب على جمهور القارئين؛ حيث يقول: "حاولتُ في هذا الكتاب - كما هو الشَّأن في باقي أجزاء هذه السلسلة - أنْ أكسِر المعادلة الصعبةَ من خلال تقديم مضمون راقٍ وعميقٍ وموثوق، لكن بصياغة سهلة وميسَّرة قدرَ الإمكان؛ حتى يكون متاحًا لأكبرِ شريحة ممكنةٍ من القرَّاء"؛ صـ6.

 

ثم تبِعه بسبعة فصول وضع فيها بعض الأفكار العمليَّة لبداية تشجيع الطفل على الإمساك بالكتاب ومطالعته؛ حتى تتكوَّن عنده عادة القراءة، وتكون جزءًا من أسلوب حياته.

 

وجاءت عناوين فصول الكتاب على النحو التالي:

1- لماذا نهتم بتشجيع الأطفال على القراءة؟

2- وعيٌ لا بدَّ منه.

3- بيئة حافزة على القراءة.

4- أساليبُ ووسائل لتشجيع الطفل على القراءة.

5- كيف نحكي للطفل؟

6- حكاية ما قبل النوم.

7- تشجيع المراهق على القراءة.

 

وختم الكاتب دراستَه بوضع ملحق لبعض كتب قصص وحكايات الأطفال المفيدة، التي يُستحَسن مطالعتُها وقصُّها على الأطفال، أو تشجيعهم على مطالعتها، وراعى الكاتب في اختياره الفروق العمُرية والعقليَّة، فقسمها حسَب أعمار الأطفال على النحو التالي:

• سنُّ ما قبل المدرسة.

• قصص وحكايات لأطفال الصُّفوف الدنيا من المرحلة الابتدائية.

• قصص وحكايات لأطفال الصُّفوف العُليا من المرحلة الابتدائية.

• قصص وحكايات للمراهقين.

 

ملاحظات على الكتاب:

1- رغم أن الكتاب يصبُّ في معينِ كتب تطوير الذَّات وتنمية الشخصية، إلا أنَّه يختلف عن كتب البرمجة العصبيَّة والتربية التي تحتذي نهجَ مثيلاتها من الكتب الغربيَّة حتى تكادَ تكونُ ترجمة حرفيَّة لبعضها، فالدكتور عبدالكريم بكار له باعٌ واسع في ذلك المجال من الكتب التي تعتمد في مرجعيَّتها على آداب الدين الإسلامي؛ حتى إن وضْعَ اسمه على إحدى تلك الكتب لعلامةٌ على محتواها الطيب الذي يستقي من تجارِب الحياة ودروسها إرشاداتٍ قيمةً تملأ صفحات كتبه.

 

2- رغم أسلوب الكاتب المميز في تقسيم مادته التربوية إلى فصول ونقاط؛ من بابِ ترتيب المادة وسهولة استيعابها من جانب جمهور القارئين، إلا أنَّ كثرة التقسيمات الداخليَّة داخل الفصل الواحد، وتشعُّب النقاط، والاستطراد في العناوين الجانبية تحت عنوان الفصل الواحد - كلُّ ذلك قد يصيب القارئَ بالبلبلة وفِقدان التركيز حول موضوع الفصل، وهذا ما واجهتُه - حقيقةً - عند تلخيص أهمِّ ما جاء بفصول الكتاب.

 

3- وضَع الكاتب أعلى كلِّ صفحة من صفحات الكتاب اقتباساتٍ من بعضٍ مما جاء بفصول الكتاب، أو من منثور الحكَم والفوائد الخاصة بحب القراءة وتربية النَّشء عليها، وذلك تحت عنوان "إضاءة"، وجعل لها رمزًا عبارة عن مصباح مضيء، وأغلبُها جاء متَّسقًا مع محتوى كل صفحة، وأعطى شكلاً خاصًا مميزًا لمادة الكتاب، ومن هذه الإضاءات نقرأ: حين يعلو صوت الرغبة يَخفِت صوت العقل، مَلء وقت الطفل بالقراءة يشغَله عما يضره، الكتاب معلِّم صامت، قطار الإقبال على القراءة لا يفوت أبدًا مهما بلغ سنُّك، اكتشاف الذات أهمُّ من اكتشاف العالم، أحيانًا تكون قراءة الكتب أقوى من أي معركة.

 

4- جاء الإخراج الجيِّد من جانب الدار الناشرة للكتاب ومحتواه وغِلافه من أهم العوامل التي جعلت للكتاب رَونقًا خاصًّا، فنلْمَح حجم الإتقان الفنيِّ في ترتيب فصول الكتاب ومراجعتها، وتلوين العناوين الجانبية والفِقرات المهمَّة الملخِّصة لمحتوى الفصل أو الفقرة بألوان جميلة، مغايرة، غيرِ فجَّة مع اللون الأساسي للنص، إلى جانب وجود "استمارة" استبيان في نهاية الكتاب عن الملاحظات التي لاحظها القارئ بشأن الكتاب، وانطباعِه عنه، وحجم الأخطاء الإملائيَّة التي تعثَّرَ بها القارئ في الكتاب، وتصحيحِها، من باب بناء جسر من التواصل بين القارئ والناشر.

 

وهذا عرض لأهم ما جاء في فصول الكتاب:

1- لماذا نهتم بتشجيع الأطفال على القراءة؟

يرى الكاتب أن اهتمامَنا بتعويد الأطفال وتحبيبهم على القراءة من باب تلبية حاجات العقل والروح، فمن العيب أن نجد أمَّة "اقرأ" لا تقرأ، وأن نهتمَّ بتلبية حاجات الجسد لأطفالِنا ولا نهتمَّ بتنمية مداركِهم وعقولِهم، ويمكن إيجاز المحفِّزات لتحبيب القراءة للأطفال في النِّقاط التالية:

أ- السنوات الستُّ الأولى: هي الحاسمة في تكوين وتشكيل رغبات الطفل وميولِه واتجاهاته، فمن الغريب أن يُنشَّأ الطفل على عدم الاهتمام بالقراءة؛ ظنًّا من الوالديْن أنَّ الرغبة في القراءة أو عدمَ الرغبة تُولَد مع الطفل؛ ومن ثمَّ لا يبذلون أيَّ جُهد يذكر في تحفيز الأبناء، ثمَّ يشتكون في مرحلة المراهقة من بُغض الطفل للقراءة والكتاب!

 

ويورد الكاتبُ حكايةً عن أحد الآباء الذي لم يهتمَّ بتحفيز طفلِه على حبِّ الكتاب حتى بلغ الحادية عشْرة من عمره، وبالطبع وجد الطفل متنفَّسًا في ألعاب الحاسوب وقنوات التِّلْفاز، ولم يستجب لنصائح والدِه المتأخِّرة؛ رغم أنَّ الوالد صار يشكو من أنَّه قد أغراه بكثير من المغريات المادِّية، واشترى له العديد من القصص المشوِّقة، لكن دون جدوى، والآن صار الولد متأخرًا في تحصيله الدراسيِّ أيضًا، وصار ينتقل من صفٍّ إلى صف بصعوبة شديدة.

 

ب- لممارسة القراءة عَلاقةٌ بالتفوُّق الدراسي، فالنُّبوغ والإبداع لا يعتمد في الأساس على دراسة المناهج الدِّراسية؛ بل على المؤثِّرات الخارجيَّة، وتفتُّحِ مدارك الطفل من خلال القراءة الخارجيَّة، ومن ثمَّ الصبر على البحث والاطِّلاع، فالأطفال الذين لا ينجذبون للقراءة، غالبًا ما تكون درجاتهم ضعيفةً، حتى لو درسوا في أفضل المدارس.

 

جـ- حبُّ القراءة يفتح أمام الطفل بابًا واسعًا للرقيِّ العقلي والرُّوحي، ويعطيه قدرة على التخيُّل وسَعة الأفق، ويورد الكاتبُ قصةً من مَعِين تجارِبه عن طفل في الحادية عشْرة كان مغرمًا بالكتب لا يمَلُّ من قراءة المزيد منها، وعلى الأخصِّ قصصُ الصحابة؛ حتى إنه لا يترك الكتاب من بين يديه أغلبَ الوقت، حتى ولو كانت الإضاءةُ ضعيفة، أو نادتْه والدته، واليوم الطفل صار واحدًا من أشهر عشرة أشخاص في تخصُّصه على مستوى العالم.

 

د- تلعب القراءة دور المنقِذ للأطفال الذين يعانون من شظَف العيش، فالفقر يقتل طموحات الإنسان، ويساهم في تدنِّي فكر الطفل؛ نتيجةً لنوعية البيئة الجاهلة أو الفقيرة التي يعيش بها، والتي تؤثِّر في وعيه، ومن هنا يأتي الكتاب ليفتحَ للطفل حياة جديدة تساوي الحياة نفسها التي يفتقدها، كما أنَّها تساهم في شعور الطفل بالثِّقة في نفسه وكيفية التعامل مع من حوله، ويحكي الدكتور بكار قصةً طريفة عن طفل لم يبلغ الخامسة من عمُره محبٍّ للقراءة، وردوده ذكيَّة، أساء إليه أخوه الأكبر، وأحسَّ بخطئه؛ فجاء ليعتذر إليه، فما كان من الصَّغير إلا أن قال له بلهجة واثقة: فاتت الفرصةُ!

 

هـ- أطفالُنا في أمسِّ الحاجة إلى سماع القصص التي تسمو بأرواحهم وأخلاقهم، وتزرع في نفوسهم القيمَ الجميلة؛ كالصِّدق، والرَّحمة، والعطف... وغيرها، ويحكي الكاتب عن أسرة لها ابنةٌ كثيرًا ما كانت تودُّ أن تستحوذ على كل شيء، وابنٌ يدوس أيَّ حشرة أو نملة تتحرك أمامه بتلذُّذ، فحكت لهم الأم قصة عن قطة عمياء فقدت بصرها وهي حامل، ثم واجهتْها صعوبات العمى في تربية أبنائها، وكان للقصة تأثير عظيم في نفوس الطفلين، تقول الأم: سردتُ القصة أكثر من عشْر مرات على أطفالي، وفي كل مرَّة يبكي بعضهم تأثُّرًا بما يسمعون، بل إنَّ الابن اقترح على الأم استضافة تلك القطة العمياء في منزلهم؛ لرعايتها وأطفالِها!

 

و- يكفي تعلُّق الطفل بالكتاب أنَّه يصرِفه عن الجلوس أمام التِّلفاز، والانهماك في ألعاب الحاسوب، فالتِّلفاز صار أداةً خبيثة تبثُّ في عقول أطفالنا ما لا ينفع ولا يُفيد، وأحد الآباء أغلق التلفاز مدَّة أسبوعين عن أبنائه المتعلقين به تعلقًا شديدًا، فوجد أنَّ وقت أطفاله قد اتسع للرسم والقراءة واللعِب بألعاب الذكاء!

 

2- وعي لا بد منه:

ترسيخُ عادة القراءة لدى الأطفال يتطلَّب من الوالدينِ جهدًا ووقتًا وصبرًا، ولا بد أن يسبقَه وعيٌ حسَن بقيمة ما نتعب من أجله من جانب الأسرة، وهذه بعض الأفكار المهمة التي نحتاج لها في تشكيل وعيٍ جديد حول قراءة الأطفال:

أ- استهداف ترسيخ عادة القراءة لدى الطفل:

المطلوبُ من الآباء والأمَّهات أن يجعلوا حبَّ أطفالهم للقراءة واحدًا من أهم أهدافهم التربوية، والمثابرة على ذلك، فالطفل لا يستوعب ما نطلبه منه بالسرعة الكافية، كما أنَّ الأسباب التي تصرِفه عن القراءة كثيرةٌ، ويورد الكاتب قصةً عن أحد الآباء الذي جعل من هذه المَهمة غايةً رئيسية له؛ حيث وجد أنَّ أمِّيتَه هي السبب الرئيسُ وراء حالة العَوَز والضَّنك التي عانى منها في شبابه؛ فحرَص على تعليم ابنه القراءة بصورةٍ أساسية، وذهب إلى إمام المسجد في حيِّه وطلب منه بعض الكتب النافعة للنَّشء من مكتبة المسجد لولدِه، كما كان يطلب من جيرانِه المتعلِّمين أن يشتروا لابنه بعض القصص المناسبة لسنِّ الطفل، ويقومُ بدفع ثمنها لهم مقدَّمًا، بل ويتابع مع مدرسيه تقدُّم الطفل الدراسي، حتى صار جِدُّه في هذا الأمر مثارَ إعجاب كثيرٍ من الآباء ومرجعًا لهم.

 

ب- قطار لا يفوت:

كلما بكَّرْنا بتعويد الطفل على القراءة، كان ذلك أفضل، لكن في بعض الأحيان تتأخر استجابة الأطفال لرغبتنا، ومع ذلك يجب اليقين بأنَّ قطار الإقبال على القراءة لا يفوت، وربما أقبل المرءُ على القراءة وهو في المرحلة المتوسطة أو الثانوية من عمره، أو حتى بعد أن يُتمَّ مرحلة تعليمِه الأساسيةَ بالكامل، فقد تكونُ مناهج التعليم أو المعلمون هم السببَ الرئيسَ في تنفير الطفل من القراءة، أو وجود بعض صعوبات في التعلُّم يعاني منها الطفل؛ لذا يجب تحرِّي الأسلوب الصحيح من الوالدينِ في التربية والتوجيه، وفي المقام الأول لا بدَّ من الصبر على الطفل.

 

جـ- المراحل العمرية والقراءة:

أشارت دراسةٌ إلى أن الطفل يمكن أن يستفيد من القراءة وهو ما يزال جنينًا في بطن أمِّه في الشهر السابع، ونجد أنَّ القراءة للطفل وسردَ الحكايات السهلة على مسامعه هو الشيءُ الوحيد الممكن في بداية حياته، ويمكنُ للأمِّ حين يكون الطفل رضيعًا أن تقصَّ على مسامعه حكاية قصيرة - لا تستغرق دقيقة أو دقيقتين - ذاتَ جمل قصيرة وإيقاعٍ محدَّد، أو تستغنيَ عن القراءة بأهازيج الهدهدة وأغاني المهد؛ حتى تنشط مهارات الإصغاء والاستماع لديه، ويجب أن تكونَ نبرة حكي الأم مختلفةً عن الصوت العادي؛ لجذبِ انتباه الطفل، أما في الثالثة من عمر الطفل، فمدَّة القراءة الشفاهية للطفل تصبح أطولَ قليلاً لتصل إلى خمسِ دقائق، ويجب أن تكونَ الحكايات عن أشياءَ يتعايش معها الطفل ويعرفُها؛ كأن تحكي له الأم عن الوالد الذي يحبُّه ويحضِر له الحلوى، وعن إخوته الذين يعاونونَه في ملبسِه أو مأكله، أو عن بعض الحيوانات الأليفة والرَّحمة والرفق بها، وغير ذلك، أما في سنِّ الخامسة، فدرجة استيعاب الطفل تزداد؛ لذلك يمكن أن يمتدَّ زمن الحكاية إلى عشْر دقائق، ويجب أن تلاحظ الأمُّ اهتمام الطفل بما تقول، وإذا وجدتْ مللاً أو عدمَ صبر على الإصغاء أن تختم حكايتَها، والقصص التي يأنس بها الأطفال في تلك المرحلة قصصٌ يَتحدث فيها الحيوانُ بلسان الإنسان، أمَّا في السادسة، فيكونُ الطفل قادرًا على استماع حكاية طويلة قد تصل لخمسَ عشْرةَ دقيقةً، والواجب على الأبوينِ الاهتمامُ برواية القصص المضحكة التي تسرُّ الطفلَ؛ فالضحِك هو قوت الرُّوح، والطفل حين يستمع إلى ما يُضحك يخفُّ توتُّره، ويمتنُّ لمن يساعده، ويُحبَّذ كذلك تلقينُه بعض مبادئ التوحيد والإيمان، وتوضيحُ فضل الله علينا، وأنه هو خالقُنا ورازقنا، ويجب عبادتُه وطاعتُه، ولكن في إطارٍ محبَّب دون وعظٍ أو تكلُّف أو تخويف.

 

د- أهمية فهم الطفل لِما يقرؤه:

إذا لاحظَت الأمُّ صعوبةً في فهم الطفل لِما يقرؤُه، فهذا يعني أنَّ تلك القصص أعلى من قدرته على الفهم، ولا بأسَ بتغيير تلك القصص واستبدال قصص مصمَّمة لمرحلةٍ عمرية أقلَّ بها؛ فقد يصادف الطفلُ بطئًا في الفهم؛ فلا داعيَ للقلق، فمع القراءة سيتحسَّن مستواه، وتزداد حصيلتُه اللُّغوية والمعرفية بالتراكم، وربما تولَّت الأمُّ شرحَ بعض المفردات الصعبة التي تقابل الطفلَ، ولا تعهدْ بتلك المَهمَّة لإخوته المقاربين عمريًّا؛ لأنه فعل تربويٌّ خاطئ، فالصغير لا يصلح في أغلب الأحوال معلمًا للصغير.

 

هـ- من الطبيعي عدم انتظام الطفل في القراءة:

صبر الأطفال على الاستمرار في الأعمال محدودٌ للغاية؛ فلا داعي لاستعجال الأطفال في القراءة، فقد يشتري بعضُ الآباء الكتب والقصص الكثيرة للأطفال، فينجذبُ إليها الأطفال بادئَ الأمر، ثم يُهملونها زمنًا، فيعزف الأبُ عن شراء المزيد؛ بدعوى أنهم لا يحبُّون القراءة رغم شرائه الكتب الكثيرة من أجلِهم، وهذا غير صحيح؛ لأن عاملَيِ التَّحفيز وشراء الكتب الجديدة يجبُ أن يستمرَّا، بغضِّ النظر عن الواقع الموجود وقتها، فسرعان ما سيتغير هذا الوضع مع الاهتمام المتواصل بالطفل.

 

و- اقرأ للطفل وأنت مرتاح:

حين يطلب منك طفلُك قراءةَ قصةٍ أو حكيَ حكايةٍ له، فاحرص على أن تلبيَ طلبه مرتاحًا مسرورًا بطلبه، فإذا وجدتَ نفسك غيرَ مستعدٍّ أو لديك بعضُ الأعمال المُهمة، فاعتذرْ له وحدِّد موعدًا بعد خمسِ ستِّ ساعاتٍ، واحرص على عدم نسيان ذلك الوعد والوفاء بوعدِك، فالقراءة للطفل وأنت تشعر بالتَّعب أو الملل قليلةُ الجدوى وغيرُ ممتعة، حيث سيلاحظ الطفل ذلك سريعًا، وسيحمل إليه ذلك رسالةً مؤدَّاها أنِ اعتمد على نفسك في القراءة، أو أنَّ نشاط القراءة برمته غيرُ مهمٍّ.

 

ز- الصغار لا يحبون الوعظ:

الوعظ يحمل إشاراتٍ سلبيَّة؛ فالذي يتلقى الوعظ سيشعر بأنه مقصِّر في بعض الأمور، وتفوُّقِ الواعظ عليه وبراءتِه من التَّقصير والخطأ، يحكي أحد الشَّباب عن والده الذي كان دومًا يواليه بقراءة القصص على مسامعه وهو صغير، وفي النِّهاية يسألُه: كيف تلخِّص لي القصة التي سمعتَها؟ وفي بعض الأحيان يكون ذهنُ الصغير غيرَ حاضر، فيعجزُ عن تلخيص القصَّة، فيواليه الأبُ باللَّوم والتَّأنيب والانتباه في المرات القادمة، حتى صارت هذه المهمَّة من أثقلِ المهمات على نفس الصغير، وصارت عَلاقته بالكتاب تتراجعُ، بل يتهرَّب منه؛ لأنه كلما أمسك كتابًا، تذكَّر توبيخ والده!

 

ح- التلفاز خصم الكتاب:

وتلك حقيقة يعرفها كلُّ أبٍ، فالطفل يحب الجلوس أمام التِّلفاز ليس لأنه الخيارُ الأفضل؛ بل لأنه يُفتَن بالصوَر المتحركة والرُّسوم والألوان، ومناسبٌ للطفل أن يخصِّص الوالدان ساعةً للمشاهدة، وساعة للَّعب يوميًّا لمن تجاوز السابعة، وأكثرَ من ذلك لمن هم دونها، فهذا سيجعل الطفلَ يفرُّ من الفراغ الذي يلاقيه إلى الرَّسم، والقراءة، والكتابة، والأشغال الفنيَّة، وغيرِها.

 

ط- فرْط النشاط والقراءة:

يشكو كثير من الآباء والأمَّهات من أن لديهم أطفالاً يعانون من فَرْط الحركة ونقص الانتباه، فلا يستطيع الجلوسَ في مكان واحد عدَّة دقائقَ كاملةٍ، أو حصْرَ تركيزه في أمرٍ ما لمدة ربع ساعةٍ مثلاً، فكيف يمكنُ لمثل هذا الطفل أن يجلس لقراءة أو سماع حكاية نصف ساعة مثلاً؟! ولا ينبغي للوالدينِ أن يقلقا من هذا الأمر، فهو شائعٌ في الأطفال، فالدراسات تشير إلى أن نسبة من يعانون من أحد هذينِ الأمرين في بعض المجتمعات تصل إلى 15%، وكليهما معًا 5%، والطفل يعود لحالته الطبيعية في السابعة أو الثامنة من عُمره، ولا بد من الصَّبر والتدرُّج والاهتمام فقط في متابعة الطفل في القراءة.

 

ي- الصدق مع الأطفال:

بعضُ الآباء يصوِّر للأبناء أنَّه كان يعشق الكتاب منذُ كان في الثامنة، وبعضُهم يقول لأبنائِه: إنه يستغرب جدًّا إذا رأى صغيرًا أو كبيرًا لا يحب القراءة، هؤلاء الآباء يَعمِدون لهذا؛ لأجل ترغيب الأطفال في القراءة من باب: "الغاية تبرر الوسيلة"، وهذا خاطئٌ تمامًا؛ فالصِّدق ضروريٌّ مع الطفل حتى لو كانت الحقيقة مُرَّةً، فالواقع يشهد أنَّ معظم الآباء لا يحبُّون القراءة، ومن الضَّروري أن يكونَ الوالد قدوةً لابنه، ويشرحَ له أهمية القراءة دون تهويلٍ أو مبالغة.

 

ك- نوعية ما يقرؤه الأطفال:

لا بدَّ أن يتسمَ ما يقرؤه الطفل بصفتينِ أساسيتين: المتعة والفائدة؛ لهذا يجب اختيار القصص والحكايات ذاتِ الأسلوب السهل السائغ، التي لا يجد الطفل عناءً في استيعابها، والقصصِ ذاتِ الإثارة والتشويق، ومنها على سبيل المثال: معظمُ القصص العالمية التي تُرجمت للُغاتٍ عديدةٍ، فالطفل هو الطفل، وما يجذب الطفلَ في الصين يجذبه في مصرَ وجنوب إفريقيا وغيرها، ومن المهمِّ الابتعاد عن القصص التي تثير خوفَ الطفل، مثل: قصص الجن والعفاريت، والقصص التي تتحدَّث عن السحر وعُتاة المجرمين، أو فَقْد الأمِّ أو الأبِ أو إصابتِهما بعاهات خطيرة؛ فالطفلُ في أعماره المبكِّرة لا يستطيع التَّفرقة بين الواقع والخيال، وأيضًا يجبُ الابتعاد عن القصص المترجمة التي تحمل بعض الآراء المنافية لأخلاقِنا وديننا الإسلاميِّ، أو بها عباراتٌ قبيحة، ومن الواجب أن نختارَ لهم بعضَ قصص الصَّحابة - رضوان الله عليهم - المبسَّطةِ، وقصص السِّيرة، وكذلك القصص المصوَّرة التي تصوِّر بعض أركان الإسلام، أو تتحدَّث عن بعض الأخلاق الإسلاميَّة؛ كالصدق، والأمانة، والرحمة... وغيرِها.

 

3- بيئة حافزة على القراءة:

أكثر شيئين يؤثِّران في حياتنا، هما: الوراثة والبيئة، و60 بالمائة من إخفاقات ونجاحات الإنسان يعود للبيئة التي يعيش فيها، ومن أهم البيئات المؤثرة في عملية القراءة:

أ- البيئة المنزلية:

وضَّح الكاتب أنَّ الخطوط العميقة لنفسيَّة الطفل وشخصيته تتكوَّن خلال الستة الأعوامٍ الأولى من عمره، والتي تكون داخل المنزل؛ لذا يجب أن يكون لدينا في الأساس بيئةٌ قارئة يتأثَّر بها الطفل، وقد يسأل سائل: لماذا أمَّة "اقرأ" صارت لا تقرأ، بل ولا تكتب أيضًا؟ والواقع أنَّ أمَّتنا الإسلاميَّة شهدت فترة من الانقطاع الحضاري، دامت لمدة ثمانية قرون، وفي هذه الفترة نسِينا ما أسَّسه الإسلام لدى الأجيال الأولى من حبِّ المعرفة وتقدير العلم وأهلِه، وكي نكونَ أسرةً قارئةً؛ فلا بدَّ أن يهتم الوالدانِ بتثقيف عقولِ أبنائهم كما يهتمون بكسوتهم وإطعامهم، ومن الضَّروري تخصيص (5%) من قيمة المصروف الشهري لهذا الجانب؛ من تعليمٍ، وشراءِ كتبٍ، وتكوينِ مكتبةٍ منزليَّة.

 

ومن أهم ملامح البيئة المنزلية القارئة:

أ- الأسرة القارئة تمارس نشاط القراءة على نحوٍ يوْمي، فالطفل حيثما التفت يرى أبًا يمسك كتابًا، أو أخًا يرسم شيئًا، أو أمًّا تدرِّس لأخته ما غمَض عليها من مصطلحات؛ فيتأثر بذلك ويتجه للقراءة، فدور المنزل أكبرُ بكثير من دور المدرسة في تنمية الجانب الثقافي للطفل، وفي استطلاع أجرتْه الرابطة الأمريكية لمجالس الآباء تبين أن (82%) من الأطفال الذين لا يحبُّون القراءة لم يحظَوْا بتشجيع آبائهم وأمَّهاتهم.

 

ب- الإنسان لا يعدُّ قارئًا بحق إلا إذا نظر إلى القراءة على أنها النشاط الطبيعي الذي يسعى المرء إلى ممارسته ما وجد إلى ذلك سبيلاً، ويروي الكاتب حكايةً عن أحد الآباء الذي كان يحرص على زيارة أخته المتزوِّجة مع ابنه كلَّ فترة، والتي يقع منزلها في بلدة بعيدة، وكان يحرص على إعداد طقوسٍ خاصَّة لتلك الزيارة، حيث كان يهيِّئ وجبة متنوعةً لتناولها أثناء رحلة السفَر، وكميَّة من الكتب الطريفة التي يتبادل قراءتها هو وابنه أثناء انتقالهم بالقطار؛ حتى نشأ الولدُ محبًّا للكتب، وصارت القراءة بالنسبة له نشاطًا طبيعيًّا يحرص عليه في أسفاره وانتقالاته أيضًا، وعندما كبِر سأله أبوه: أتعرف لماذا كنت أصرُّ على أن تسافر إلى عمَّتك بالقطار؟ فسأله الابنُ: لِمَ؟، فقال له الوالد: حتى نجد وقتًا للقراءة، وحتى تتذوق حلاوة المطالعة، وكان يمكنني أن أسافر بالطائرة، لكنِّي حرَصت على التنقُّل بالقطار لهذا السبب!

 

جـ- القراءة للطفل ليست سردًا لبعض المعلومات، بل إنها وسيلةٌ لإظهار عطف الأم وحنانِها نحوَ طفلها، فابن الثالثة يشعر بالدفءِ عندما تضعه الأم في حَجرها وتقرأ له، ومن أجمل ما قاله الشَّاعر الإنجليزي في قصيدته "الأم القارئة":

قد تكون لديك ثروة حقيقية مُخفاة

عُلَب جواهر، وصناديق ذهب

لكنَّكَ لن تكون أبدًا أغنى مني

لأنَّ لي أمًا تعلِّمني، وتقرأ لي

 

د- المكتبة المنزلية مهمَّة جدًّا لتحبيب الأطفال في القراءة، مع الحرص على أن يكون في المكتبة ثلاثةُ كتب في كل علم قدرَ الإمكان: مختصَر، ومتوسط، ومطوَّل أو كبير، وضرورة أن يكون للأطفال ركن خاص بهم يضعون فيه قصصهم، والحرص على عدم الاستهتار بذلك الرُّكنِ؛ حتى يحرصَ الطفل على الاهتمام بكتبه، وأنه بالفعل يشارك الأسرة اهتماماتها، ويبني لبنةً في المكتبة المنزلية، وللأسف أغلب الآباء جعلَ المكتبة في البيت أشبه بالديكور، أو المتحف الخاص الذي لا ينبغي دخولُ الصغار إليه؛ خوفًا على الكتب من التمزيق أو المسِّ، وهذا خطأ فادحٌ؛ فالكتاب لا يؤدِّي دوره في المنزل إلا إذا فُتحَ ونَهلنا من معينِه.

 

هـ- الجو الأسَري المريح والمحرِّض على القراءة له جانبٌ كبير في تحبيب الأطفال في القراءة، ولا بدَّ من شعور الطفل بأنه يعيش في أسرة سعيدةٍ متحابَّة يحترم فيها الأبُ الأمَّ والعكس، وتحقيق هذه المعاني يحتاج إلى قليلٍ من المال، وكثيرٍ من الفهم والتضحية والاهتمام.

 

و- لا بدَّ أن ينبعَ حبُّ القراءة من داخل الطفل، فلا يُبالَغ في استخدام المكافآت المادية لتحفيز الأطفال على إنهاء قراءة قِصة أو كتاب، مما يجعل الطفل يظنُّ أن قراءةَ تلك القصة تطوُّع منه، وأنه يستحقُّ أجرًا أو مكافأة على هذا العمل غيرِ المرغوب، وفي هذا امتهانٌ للعلم ولكرامة الإنسان، بل لا بدَّ من إفهام الطفل أنَّ القراءة أمرٌ مهمٌّ، وهو نشاط طبيعيٌّ يوْمي تقوم به الأسرة وتستمتع به؛ حتى نربِّي عند الأطفال الحافز الداخليَّ والاندفاع الذاتيَّ، لا بأس من المكافآت للصغار، ولكنْ ضروريٌّ للغاية عدمُ التوسُّع فيها، وجعلِها فرضًا كما سيظنُّ الطفل ساعتها.

 

ز- لا بدَّ أن يكون هناك نوعٌ من الحوار الثقافيِّ بين أفراد الأسرة، أو أي شكلٍ من أشكال التواصلِ حول الأحداث اليومية التي تمر بها الأسرة، ولا بأس من خلال تلك الاجتماعات التواصُلية أن يحكيَ الطفلُ عما قرأه مؤخَّرًا وتحمَّس له ويريد قصَّهُ على باقي أفراد الأسرة، ولا بدَّ من إتاحة الفرصة له ليتكلمَ بإسهابٍ عما قرأه وأعجَبه، وتشجيعِه على المضيِّ في ذلك، فالحوار حول ما يقرؤه الصغارُ، وإشارةُ الوالدينِ إلى الموقف الصحيح من بعض القضايا - لا يقلُّ أهمية عن وجود الكتب في المنزل.

 

ب- البيئة المدرسية:

حينما يفشل الآباء في تحبيب الأطفال للقراءة والكتاب، يُشيرون دومًا بأصابع الاتهام نحوَ المَدرسة، والمَدرسة بدورِها تلقي باللوم على المنزل والأسرة، ويرى الكاتب أنَّ كلاًّ منهما صادق في نظرته للطرَف الآخر، فالأسرة هي المسؤول الأوَّل عن تحبيب الطفل في القراءة، غيرَ أنَّ المَدرسة تضْطَلع بالجُهد الأكبر المُلزِم من توجيه الطفل نحوَ أهمية القراءة والكتَاب، ولا بدَّ أن يكون بينهم جُهد تكامُليٌّ، بشرط تخلِّي المدارس عن الأسلوب العقيم الذي تلتزم به في التعليم، والذي يقوم على الحفظ والتلقين، ومن المهم للأسَر - بدايةً - ضرورةُ اختيار رياض الأطفال التي تؤمِّن للأطفال جوًّا آمنًا مريحًا في التعلُّم، لا يقوم على التَّرهيب؛ حتى لا يكره الطفلُ الرَّوضة والقراءة معًا، ثم بعد ذلك الاهتمام بنوعية مدارس جيدة في خدماتها التعليميَّة، فهناك بعضُ المدارس التي تعطي للأطفال وقتًا للقراءة الحرَّة مع المتابعة - بالطبع المدرسة الجيِّدة تتكلَّف مالاً أكثرَ، وهو ما يتطلب قدرًا من التضحية من رب الأسرة، مع ضرورة المتابعة مع المدرِّسين لمستوى الطفل ومدى تقدُّمه العلمي، ويقع على معلِّمي المدارس الجهدُ الأعظم في تحبيب الأطفال في القراءة والكتاب، ومن الواجب ألاَّ يجعل المعلِّمُ القراءة جزءًا من أيِّ عقاب يُجريه على طلابه، وأن يحثَّ طلابه على تطوير طرق تحصيلهم الدراسيِّ عن طريق البحث والاطلاع وجلبِ معلوماتٍ جديدة من "الإنترنت"، متيحًا الفرصة لطلابه للشعور بمتعة الاستقلالية في التشبع من المعرفة، مع ضرورة تنحية الحفظ والتَّلقين جانبًا، الذي يعدُّ السببَ الرئيسيَّ في خراب عقول أطفالنا ونفورِهم من القراءة والكتاب.

 

4- أساليب ووسائل لتشجيع الطفل على القراءة:

قدَّم الكاتب عدَّة نقاط أوليَّة تحوي الكثير من النصائح والتجارِب من أجل تحفيز الأطفال على القراءة، ومن أهمها:

أ- الاهتمام أبو الفضائل:

من يرغب في تنشئة أبناء جيِّدين للحياة، فلا بد أن يدفع ثمنًا لذلك، والحقيقة أنَّ أغلب الناس يملكون دفع الثمن، لكن ينقصُهم الاهتمام، وبعضهم ينقصُه الوعي، إحدى الكاتبات المتخصِّصات في كتابة قصص الأطفال كانت تهتم كثيرًا بتربية أبنائها وتعليمهم، ومن خلال القراءة لهم، وتأليف بعض القصص لهم من خيالها، اكتشفت موهبتَها في القصِّ؛ حيث وجدتهم يحبُّون قصصها التي ألَّفتها من أجلهم، ويطلبون سماعها مرات ومرات، فقررت أن تبدأ بكتابة القصص للأطفال، التي لاقت نجاحًا طيبًا!

 

ب- مشاركة الأطفال في القراءة:

من المهم أن يدرك الآباء أهمية مشاركتِهم لأطفالهم في نشاط القراءة، يحكي أحد المثقَّفين النابهين وصف اهتمام أبويه به، واللذان اهتما بتكوينه الثقافي ومشاركته القراءة؛ حيث يقول: "كان أبي كثيرًا ما يُجلسني في حجره وأنا صغير، ويقرأ لي القصص بصوت مرتفع، وكان يتفنَّن في تغيير طبقات صوته، كما أنه يغيِّر في تعبيرات وجهه حسب نوعِ ما يقرؤه: فإذا قرأ مقطعًا فيه سرور أو حزن أو غضب أو حيرة، يظهَر ذلك على وجهه أثناء القراءة"، وكان يحرص على أن يقلب الابنُ صفحة الكتاب بنفسه حين الانتهاء منها، وأن يضعَ يده على الصورة المتعلِّقة بالمقطع الذي يقرؤه، وقد بدأ هذه المَهمة مع ولده حينما كان في الثالثة من عمره، وعندما سأله الابن: لماذا كنت تُتعب نفسك في القراءة لطفل قد لا يعي معنى ما تقول؟ أجابه الأب قائلاً: أردتُ أن أعقِد عَلاقة رُوحية بينك وبين الكتاب!

 

جـ- ترسيخ عادة القراءة هو الأهم:

هذا الأمر يتطلَّب الكثير من الحرص وفهم رغبات الطفل، فالحاصل أنَّ الوالدينِ يريدان من الطفل أن يبدأ البداية الصَّحيحة في قراءة الكتب النافعة والراقية، فيشترون له الكتب الدينية والأدبية والتاريخية، وتكون النتيجةُ تجاهلَ الكتب والإعراض عنها من قِبل الطفل، والواجب أن نغضَّ الطرْف في البداية عن هذه الغاية، ونشتريَ له الكتب والقصص التي يحبُّها، ما لم يكن فيها انحراف عقَدي أو شيءٌ يخدشُ الحياء، ومع الأيام سوف يصبح اختياره للكتب أكثرَ رشدًا.

 

د- الكتاب أجمل هدية:

مع كثرة المناسبات تكثُر الهدايا التي تقدَّم للأطفال، ويحدث هذا أكثرَ لدى الطبقات المتوسطة والموسرة، وإن من الأطفال من يتلقى في السنَة الواحدة ما يزيد على ثلاثين أو أربعين هديةً، خاصَّة مع كثرة الأقارب، وأغلب هذه الهدايا عبارةٌ عن ألعاب وأدوات ترفيه، فلا بد أن ينتبه الأبوانِ إلى تنويع الهدايا، وتقديمِ بعض الكتيِّبات الجذَّابة والشائقة، وبعد تقديمها يرصدون مدى استفادة أبنائهم منها، ويمكنهم الجلوس مع الأبناء للقراءة فيها ومناقشة محتوياتها.

 

هـ- القراءة للطفل كل يوم:

الأطفال الصغار يميلون بفطرتهم إلى الرَّتابة (الروتين)، ويرتاحون إلى تَكرار الأشياء، فمن المهم أن تحرص الأمُّ - وكذلك الأب - على أن تقرأَ لطفلها شيئًا ولو لمدة عشر دقائق يوميًّا، فالقراءة على نحوٍ يومي تُلقي في "العقل الباطن" لدى الطفل الإحساسَ بأهمية القراءة.

 

و- تشجيع بلا ملل:

لدينا طريقتان لتشجيع الأطفال على القراءة: الضغطُ والإكراه والتَّهديد، أو التَّشجيع والتَّحفيز والإغراء، بالطبع أغلبُ الآباء يلجؤون إلى الطَّريقة الأولى؛ لأنَّها أسهل ولا تتطلَّب جهدًا يذكر، ولكنَّها طريقة عقيمة غيرُ مجدِية، فلا بدَّ أن يكون انجذابُ الطفل للقراءة عن حبٍّ؛ فالقيَم لا تُفرَض، لكنها تجذب، ويجب مراعاة أنَّ البدايات دومًا تكون صعبةً، وإذا وجدتَ الطفل يقترب من الكتاب ويبدأ محاولاتِه للقراءة، فلا بدَّ أن تُظهِر ابتهاجَك بذلك الأمر، واستمع إليه وهو يقرأ، وأظهر اهتمامك به، ولا تجابِهه بالقول: منذ متى كنتَ تهتمُّ بالقراءة؟! أو: أخيرًا أدركتَ أنَّ القراءة جيدة! فهذا مما يُحبط الأبناء، وإذا أدركنا أهمية القراءة في حياة الطفل، فلا بدَّ أن نُفسح له الوقت لذلك، ولا نرهقَه بالأعمال الإضافية، يحكي أحد الطلاَّب الجامعيين المتفوقين عن تصرُّفات والدتِه حينما كان يمسك كتابَه للقراءة، حيث كانت تنبِّه على أهل البيت ألاَّ يطلبوا أيَّ شيء منه حينما يكون منهمكًا في القراءة، بل كانت تقوم في بعض الأحيان بجلب بعض الأشياء التي يطلبها الوالد؛ حتى لا ينقطع عن القراءة، وكانت النتيجة ما يقوله الابن: "قد آن الأوان لأن أعترفَ بأني كنت أستغلُّ هذه الوضعية، وذلك بأن أحرصَ دائمًا على أن يكون بيدي كتاب، فإذا طلب أحدٌ مني شيئًا سارعت إلى فتحه والقراءة فيه؛ حتى لا أقوم وأقدِّمَ ما طُلب مني، وبعد مدة صار قلبي متعلقًا بالكتاب إلى أبعدِ الحدود...".

 

ز- اصطحاب الأطفال إلى المكتبة:

أحد الآباء انتبه لهذا الأمر، وكان في بلدٍ كبير مليءٍ بالمكتبات، فكان يحرص كلَّ يوم إجازة على الذهاب دوريًّا إلى المكتبات بصُحبة أسرته، تارةً كلَّ شهر، وتارةً كلَّ نصف شهر، وكان يحرص على الذَّهاب بالأسرة لأوسع مكتبةٍ، وإنشاد الأناشيد هو والزوجة طوال الطريق، وإطلاق النِّكات الجميلة والطُّرَف، وشراء الحلوى في الطريق، والاحتفال به في المنزل بعد الرجوع من المكتبة، أمَّا في المكتبة، فكان هناك قسم كامل للأطفال، وكان الوالدان يتركون للأطفال حريةَ انتقاء ما يحبُّونه والتعامل معه، وكان لهذا تأثيرُه فيما بعدُ؛ فالأبناء صار أحدُهم أستاذًا للتاريخ في إحدى الكليات المرموقة، والابنة صارت طبيبة وباحثة في مجال الطب، أما الابن الثالث، فقد اختار أنْ يدرُس الهندسة.

 

ح- اختيار الكتاب الجيد:

في عصر الألوان والأذواق المترَفة، وعالم السَّعة والبدائل والمقارنات، لا بدَّ من اختيار الكتاب الجيد، ليس فقط في مضمونِه؛ وإنما في شكلِه وإمكانيَّاته، ومقاسه ورسومه وألوانِه، فالطفلُ مثلُ غيره يميل إلى الكتاب الأنيق والمرسوم بغضِّ النظر عن السعر، وكلَّما صغُرت سنُّ الطفل كان من الأفضل أن تكون كلمات الكتب أو القصص كبيرةً وواضحة، ومن الأهمية بمكان تركُ مساحات فارغة بين مقاطع الصفحة الواحدة، لتشكِّل محطات استراحة للطفل، وأيضًا كلما صغُرتْ سنُّ الطفل كان من المهم جعلُ كلمات الصفحة قليلةً، وجعلُ معظم مساحاتها مليئةً بالصُّوَر الجميلة والملوَّنة، وأيضًا يرجى عند اختيار الكتاب مراعاةُ أسماء الكتَّاب الجيدين المشهورين، وجِدَة الكتَاب بحيث لا يكون تاريخُه قديمًا جدًّا، وتعويد الطفل على اختيار كتبه بنفسه بعد ذلك.

 

5- كيف نحكي للأطفال؟

كان "الحكْيُ للأطفال" من الوسائل الجيدة التي اخترعها الوعيُ البشريُّ للتواصل مع الطفل وتوجيهِه وتعريفه على نفسه والعالم من حولِه، ولعلَّنا نتساءل:

أ- لماذا نحكي للطفل؟

• يتذكَّر الكاتب بشغف الذكرياتِ القديمةَ له كطفل حينما كانوا يجتمعون وهم صغار حول ما يسمونه "الحكواتي"، والذي يقوم بسرد قصص الشاطر حسن وعنترة بن شداد، وكيف أثَّر ذلك في جيلِه كلِّه، إلى جانب الحكايات الطريفة التي كانت تقصُّها جَدَّته عليهم - هو وأطفال العائلة - حيث يرى أن هذا كان له أكبر الأثَر في حبِّه لقراءة المزيد من القصص بعد ذلك.

 

يهدِف الحكْيُ للطفل إلى تحقيق أربعة أمور رئيسيَّة:

• إمتاع الطفل، وتسليته، وملء وقت فراغه.

• تقوية الرابطة بين جميع أفراد الأسرة، وتوفير وقت للقاءات المشتركة.

• تنمية الجانب العقلي والانفعالي لدى الطفل وإثراء خبراته.

• توجيه الطفل، وغرس القيم والمبادئ والمفاهيم الإسلاميَّة في نفسه.

 

ب- حكايات مفيدة للقص على الطفل:

1- حكايات للتعرف على البيئة:

يأتي الطفل إلى عالَمنا ويجهل جميع مفردات بيئته المحيطة به، وقد يؤدي به هذا إلى نوعٍ من المخاوف التي تؤثِّر على تركيزه، ويجب على الوالدينِ الاهتمامُ بهذا الجانب عن طريق حكاياتٍ تنتزع الخوف منه، ومن أمثلتِها: حكايةٌ عن طفل اسمه محمود في السنَة الرابعة من عمُره كان جالسًا يقرأ، وفوجئ بعنكبوت يمشي على سطح غرفته ففزِع، ولكنَّ الوالد طمأَنه بأنَّه لن يؤذيَه.

 

فهنا قاطعه الصغير: هل العنكبوت يَعَضُّ يا أبي؟

فيقول له الأبُ: العنكبوت جارُنا، وهو عنكبوتٌ طيِّب لا يؤذي أحدًا.

 

فيسأله الصغير: ولماذا دخل بيتَنا إذًا يا أبي؟

فيُجيبه الأب: جاء ليزورَنا ويسلِّم علينا، وبعدها سيذهب لبيتِه وأسرته؛ لكي يُطعم أولاده الصغار، وهنا انصرف الصغير لإكمال ما كان فيه، وغضَّ الطرف عن العنكبوت وتحرُّكاته.

 

2- حكايات لبناء القيم والمبادئ:

فالأطفال في سنٍّ مبكِّرة يحتاجون لبعض الحكايات البسيطة التي تحضُّهم على بعض القيَم والأمور اللائقة اجتماعيًّا، والتعرفِ على معايير الصواب والخطأ، وتلك قصَّة عن الأمانة ودورِها في حياة الإنسان؛ حيث يُروى أن امرأةً كانت تعيش مع زوجها في مكَّة المكرمة في ضِيقٍ شديد، فقالت المرأة لزوجها: اخرج يا زوجي العزيز للبحث عن عمل لدفع إيجار المنزل، فذهب الرجل للبحث عن عمل دون جَدوى، وعندما ضاقت حيلتُه، ذهب لبيت الله الحرام وصلَّى ركعتين، وجلس يدعو الله أن يفرِّج همَّه، وهنا وجد كيسًا ففتحه ووجد فيه ألف دينارٍ، فذهب به للبيت فرِحًا، فأخبرته زوجتُه أنه لا بد من البحث عن صاحب المال؛ فربما يبحث عنه الآن، فذهب الرجل للكعبة فوجد مناديًا ينادي عن فِقدان كيسٍ به ألف دينار، فأعطاه إياه، وهنا كانت المفاجأة عندما رد المنادي له الكيس وأعطاه فوقه تسعة آلاف أخرى، فسأله الرَّجُل عن سبب ذلك، فأخبره أن رجلاً من أهل الشام أعطاه عشرة آلافِ دينار، وأخبره أن يلقيَ ألفًا منها في بيت الله الحرام، ومَنْ ردَّها كاملة غيرَ منقوصة، يكافئه على أمانته بها وبالتسعة الآلاف دينارٍ الأخرى!

 

ويمكن مناقشة مغزى القصَّة مع الطفل والدروسِ الأخرى المستفادة منها؛ كاللُّجوء إلى الله ساعةَ الضِّيق والشدة، والدورِ العظيم للمرأة في حرصها على اللُّقمة الحلال، وأمانةِ الرجُل في ردِّ المال رغم احتياجه له، وأمانةِ المنادي حينما نفَّذ وصيةَ الشامي بحذافيرها، وأنَّه من ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه.

 

3- حكايات لتنمية الوعي والمنطق السليم:

الحكاياتُ وسيلة ناجِعة لنقل خِبرات وتجارِبِ الأمم السابقة في فَهم الأشياء وفَهم ملامح التَّصرف والحكْم الصحيح، وهو ما يتَّضح في القصص التي تعتمد على الحكْمة والخبرة في التعامل مع البشر وأصنافهم، ومن أهمِّ تلك القصص قصة متخيَّلة عن حوار بين شيئين متضادين، هما: القلمُ والمِمْحاة، وقد اجتمعا داخل مقلمة واحدة، قالت الممحاة: كيف حالك يا صديقي؟

أجاب القلم: لستُ صديقَك!

 

دُهشت المِمحاة، وقالت: لماذا؟

أجاب القلم: لأنِّي أكرهك.

 

قالت المِمحاة بحُزن: ولِمَ تكرهني؟

أجابها القلم: لأنَّك تمحِين ما أكتب.

 

ردت المِمحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء.

 

هنا أبدى القلم انزعاجه، وقال: وما شأنكِ أنتِ بالأخطاء؟! أجابته المِمحاة: أنا ممحاة، وهذا هو العمل الوحيد الذي أُحسن.

 

رد القلم: هذا ليس عملاً.

نظرت المِمحاة إليه طويلاً، وقالت: عملي نافع مثلَ عملك تمامًا.

 

فرد القلم في غضب: أنت مخطئة ومغرورة.

فسألته المِمحاة مستغربة: لِمَ؟

فقال لها القلم: لأن مَنْ يكتب أفضلُ ممَّن يمحو.

 

قالت المِمحاة: إزالة الخطأ تعادل إثباتَ الصواب.

فكَّر القلم طويلاً فيما قالته، ثم قال: صدقتِ يا ممحاة، لن أكره من يمحو أخطائي بعد اليوم.

 

قالت المِمحاة: وأنا لن أمحو ما كان صوابًا.

قال القلم: ولكني أراك تصغُرين يومًا بعد يوم!

أجابت المِمحاة: لأني أضحِّي بشيء من جسمي كلَّما محوتُ خطأً.

 

فقال القلم بلهجة حزينة: وأنا أشعر أني اليوم أقصرُ مما كنت في الماضي!

قالت الممحاة مواسية للقلم: لا نستطيع إفادة الآخرين إلا إذا قدَّمنا تضحيةً من أجلهم.

 

بالطبع يمكن استفادة الكثير من الدروس والحكم من هذه القصَّة خلالَ مناقشةِ الطفل بأسلوب مبسَّط حول مغزاها.

 

جـ- نحكي للطفل أم نقرأ له؟

القراءة للطفل والحكْيُ له: أسلوبانِ ممتازان في تعليم الطفل والتواصل معه، ومشكلتُنا الأساسية مع الآباء الَّذين لا يقومون بهذا ولا ذاك، وتمتازُ القراءة من القصَّة بربط الطفل بالكتاب، وهذا أمر مهمٌّ خلال سنواتِه الأولى، فالغاية قيامُ صلة شعورية جميلة بين الطفل والكتاب، كما أنَّ الطفل قد ينجذب للصُّور الملوَّنة المُرفَقة بقصَّة الكتاب، وتستثيرُ انتباهَه، وتساعده على التخيُّل وفهم معاني الكلام، أما الحكْيُ مباشرةً من فَمِ الوالدين، فمهمٌّ لتوطيد العلاقة الوُديَّة الحميمة التي تنشأ بين القاصِّ والطفل؛ حيث يشعر الطفل بالامتنان للأسلوب الخاصِّ الجميل الذي تستخدمه في سردِك، وقد يُطالبك مرات ومرات بإعادة قصِّها عليه، ولكن إذا وجد اختلافًا، سينتبه له وربما نبَّهك إلى أنك تختلق قصة مغايرة لِمَا سمعه سابقًا، وخاصة إذا كان صغيرًا جدًّا ليس لديه قدرة على الفصل بين الواقع والخيال، وبالطبع الأسلوبانِ (القراءة والحكْيُ المباشِر) يمكن أن يكمِّل كلٌّ منهما الآخر.

 

6- حكاية ما قبل النوم:

حكايةُ ما قبْل النوم جزءٌ من الإرث الشعبيِّ العتيد، وكان في البيوت القديمة الكثيرُ من الجَدَّات والأمَّهات البارعات في قصِّ تلك الحكايات، وينتظر الأطفالُ قدومَ الليل بلهْفة وشغَف؛ حتى يستمتعوا بسماع ما هو مدهش وعجيب، ويمكن إيجازُ أهمِّية حكاية ما قبْل النوم في عدَّة نقاط:

أ- بعض الأمهات كلَّ ليلة يدخلنَ في جدَل عريض مع أطفالهن؛ حتى يذهبوا إلى فرُشهم، وهذا الجدل قد يستمرُّ لساعة أو أكثرَ، وربَّما يشارك فيه الوالد، وفي إمكاننا أن نجعلَ من هذه السَّاعات المهدَرة ساعةً خاصَّة وممتعةً للِقاء الأبوين - أو أحدِهما - مع أطفالهم، بعد نهارٍ طويل حافلٍ بالكثير من الأمور التي لا تطاقُ من الأطفال، والتصرُّفات التي تُغضب الأبوين، والتي ربما قاموا على إثْرها بتوقيع عقاب على الطفل؛ لذلك فإنَّ مُصالحته بقصَّة بسيطة قبْل النوم يعدُّ أمرًا حيويًّا للغاية في شؤون التربية السليمة.

 

ب- حين ينام الإنسان، فإنَّ عقله يظلُّ مشغولاً بالماضي، وشيءٌ جيد أن نجعل آخر ما يسمعه الطفل قبل أن ينامَ شيئًا لطيفًا وممتعًا.

 

جـ- حكايةُ ما قبل النَّوم تجعل الطفلَ يشعرُ بالحنان والأمان والمساندة، وهذا يَدعَم جهاز المناعةِ لديه، وينظِّم الهِرْمونات داخل جسمِه، فينمو بصورةٍ طبيعية وجيِّدة.

 

1- حكاية ما قبل النوم كيف ينبغي أن تكون:

ينبغي أن نراعيَ حاجة الطفل، فالطفل هو الذي يقع عليه القصُّ؛ فكما يقول التُّجار: "الزبون دائمًا على حق"، فيجب علينا أن نحاولَ تجويدَ حكْيِنا، واختيارَ القصص التي تجذبُ انتباه الأطفال وشغفَهم، وهذه بعض الملاحظات السريعة في هندسة حكايةِ ما قبل النوم أَوردها الكاتب:

أ- حكاية مناسبة:

حين يكون الطفل في الثالثة، فقدرتُه على متابعة الحكْيِ تكون محدودةً، وفهمُه الحكاياتِ كذلك؛ لذلك يفضَّل أن تدور الحكايةُ حول عددٍ محدودٍ من الأشخاص: (يفضَّل شخصين)، وألاَّ تزيد مدَّتها عن ثلاث دقائق، وعندما يصبح الطفل في الخامسة نقوم باختيار الحكايات التي تدور حول ثلاثةِ أو أربعةِ أشخاص، وتطول مدَّتها حتى تصلَ لخمسِ دقائقَ، وحين يصبح الطفل في الحاديةَ عشْرةَ يمكن أن تصلَ مدَّة الحكاية إلى ربُع ساعة، وأشخاصُها قد يصلون إلى ستَّة أو سبعة، وحَبْكتها الفنيَّة أكثر طولاً وتعقيدًا... وهكذا حسَب عمُر الطفل وفهمِه وإدراكه.

 

ب- حكاية بسيطة:

حكاياتُ المساء الجيِّدة هي التي تقوم على فلسفةٍ بسيطة لا تعقيدَ فيها، ولا عمق، ولا توسُّع في الاستطراد، أو زيادة حشو، وهذا يتحقَّق حينما نحكي للأطفال حكاياتٍ تشتمل على رسائل محدودة وحول موضوعٍ واحد محدَّد؛ كموضوع: الصِّدق، والأمانة، والتواضع، والشجاعة، وغيرِ ذلك، ويمكن أن تدورَ الحكاية حول الأمِّ العطوف، والابنة الوفيَّة، والأخت المشفقة، والجار الغنيِّ، والسُّلطانِ العادل، والمدرِّس المجِدِّ، والتَّاجر الجشِع...

 

جـ- حكاية مؤثرة:

لدى الصِّغار قابليةٌ للتأثُّر تشبهُ قابليَّة الكبار؛ ولهذا فإنَّ الأمَّ حينما تجد في حكاية من الحكايات معنًى أو موقفًا مؤثرًا ومثيرًا، فإنَّ الطفل سيشعر بما شعَرت به أمُّه بالتوكيد.

 

د- حكاية نهايتها سعيدة:

الأطفال في السنِّ الخامسة وما دونها لا يستطيعون التَّفرقة بين الواقع والخيال؛ لذلك يفرحون بالخاتمات الجميلة من انتصار الخير على الشرِّ، والتي يعطِف فيها القويُّ على الضعيف، وذلك مفيدٌ حتى ينام الطفل نومًا هادئًا مريحًا، وأيضًا لتعلُّق الأطفال في تلك السنِّ بأبطال القصص التي تُروى عليهم، وحبِّهم لهم.

 

هـ- حكاية تحرك الخيال:

نريد لحكاية ما قبل النوم أن تحرِّك ذهنَ الطفل، وتبعثَه للتخيُّل والتفكير والتساؤل والتأمل، وهذا يمكِن من خلال النِّهايات المفتوحة للحكاية؛ كأنْ نحكيَ مثلاً قصَّةً عن بطل في ورطة: كيف يتصرَّف؟ ونترك الفرصةَ للأطفال لاقتراح أشياءَ من عقولهم، وبناءِ باقي القصة عليها، هذا سيجعل الطفلَ واثقًا بنفسه، مشاركًا في القصَّة، وسيولِّد لديه روحَ التعاون والمشاركة، هذا إلى جانب أنَّ هذا سيحثُّه على التخيُّل وتخمين الاحتمالات، وتشغيل آلة التفكير لديه.

 

2- أمور سلبية:

أ- الطفل بطبعه ملولٌ، وبما أن حكاية ما قبل النوم عبارةٌ عن جهد تمهيديٍّ للنوم، فلا بدَّ أن تكون قصيرةً، والدخول مباشرةً في سرد أحداثها، والتخلِّي عن البادئة التقليدية: "كان يا ما كان، في قديم الزمان، نحكي أم ننام؟ نحكي ونبدأ حكايتنا بالصلاة على خير الأنام..."، فالأوْلى أن نقول مباشرةً: "بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، يُحكى أنه كان هناك رجلٌ لديه ابن وابنة..." ونبدأ في سرد أحداث القصَّة، وتُختتم الحكاية بحمد الله ربِّ العالمين، والصلاةِ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

ب- يجب أن تظلَّ عملية الحكْيِ جذابةً إلى آخر كلِمة، وعدمُ تعكير صفوِها بسؤال الطفل خلالها عمَّا فهمَه من الحكاية، وتوبيخِه حين ملاحظة شرودِه، فهذا ما يجعل الحكايةَ أشبهَ بدرسٍ ينبغي للطفل حفظُه.

 

جـ- في مخزون الحكايات التقليديَّة الموروثة نجد أنَّ مؤلف الحكاية قد يُبرز في الشخصية الواحدة صفةً واحدةً، قد تكون الكرمَ، أو الشجاعة، أو اللؤم والدهاء، ويركِّز عليها ويُسدل الستار على باقي الصِّفات، وهذا خطأٌ بيِّن، فالواجب علينا اختيارُ الحكايات بدقَّةٍ، وأن نلمِّح ونصرح للطفل بشكل مبسَّط أنَّ لدى كلِّ إنسان ألوانًا من الخير والشر، والصَّواب والخطأ، لكن قد يغلِب على أحدِهم جانبُ الخير، وقد يغلِب على بعضهم الآخرِ جانبُ الشرِّ.

 

د- كثيرٌ من الحكايات تصوِّر للأطفال ما تمَّ في تاريخنا من تغيير وإصلاح ومدافعةٍ للظُّلم على أنه حدَثَ بسبب دهاءِ بعض المصلحين، أو القادة، أو الوُزراء، أو عن طريق المكر والخداع، أو عن طريق أحداثٍ عجيبة لم تكن في الحُسبان، وهذا يتناسب مع ما كان يراه الناس فعلاً في عهود الانحطاط، وهذا خطأ ومغالطة واضحةٌ؛ فالتَّغيير له أسبابُه، كما أنَّ التغيير يكون متدرِّجًا وبطيئًا، ويجب تعليمُ أبنائنا أنَّ حياتَنا يجب أن تقوم على الصِّدق والشَّفافيَة.

 

هـ- بعض الحكايات الموروثة تنشر الفكرَ التَّصالُحي والحلولَ التي تُرضي جميع الأطراف، وهذا يجعل الأطفالَ يظنُّون أنَّه - دومًا - مع كلِّ طرف شيءٌ من الحق، وهذا غير الواقع؛ ففي أحيانٍ كثيرة يكون هناك معتدٍ ومعتدًى عليه، ويجب توضيح ذلك للأطفال بصورة واضحة لا لبْس فيها.

 

و- نجد في القصص الموروثة دعوةً قويَّة وعريضةً للقناعة والرِّضا والصَّبر حتى تتغيَّر الأحوال، وهذه المعاني ساميةٌ في ذاتها، لكنَّها تستخدم بطريقة خاطئةٍ لتخدير الأمَّة ولعدم فَواقِها من دائرة الذُّل التي تحيط بها، ويجب مقاومة هذا الفكر في الأجيال الجديدة، وتشجيعُها على الإقدام والمغامرة، والعمل من أجل النجاح والتفوُّق ونهوض الأمة.

 

ز- أجمل شيء يختتم به المسلم يومَه هو ذكرُ الله والثَّناء عليه وقراءة الأذكار الواردة في هذا، وإنَّ من المؤسف أنَّ أُسَرًا كثيرة لا تهتمُّ بهذا الأمر بالنسبة لأطفالها؛ لذا يجب محاولةُ تلاوة الأدعية القصيرة السهلة الحفظِ، ومحاولةُ جعل الأطفال يردِّدونها وراء الأبوينِ من باب التَّعويد والشعور بالطُّمأنينة والسكينة، فنعلمُه مثلاً أن يقولَ وهو يحاول النَّوم: الحمد لله، أو سبحان الله، أو لا إله إلا الله، وكلَّما زاد عمره زادت حصيلتُه من أدعية النَّوم كاملةً، وحفظُه لأطولِها، وكذلك يمكنُه ترديدُ سورة الصَّمَد والمعوِّذتين قبل النوم حين يبدأ الحفظ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تلخيص كتاب ( طفل يقرأ ) للدكتور عبدالكريم بكار
  • تنمية روح القراءة لدى الطفل
  • شرح نيل الأرب من قواعد ابن رجب لعبد الله بن أحمد الخولاني
  • كيف نرسخ المحكمات؟ أفكار عملية
  • عرض كتاب (النحو الغريب في مغني اللبيب)

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب (التجديد في الفكر الإسلامي)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تعريف بكتاب: الفضائيات الصفراء عرض الأجساد وامتهان الأفكار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بريطانيا: حملة لتشجيع الأسر المسلمة على كفالة الأطفال(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الفلسفة الوجودية: عرض المذهب ونقد الفكر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تطور الفكر الجغرافي عند العرب والمسلمين (عرض)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • أفكار عملية في كيفية المحافظة على قراءة القرآن بعد رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عرض كتاب (كيف تكتب قصيدة للأطفال؟)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قراءة في كتاب: أفكار على ضفاف الانكسار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أفكار عملية ليكون شهر رمضان مختلفًا(مقالة - ملفات خاصة)
  • أفكار عملية للعناية بالعلماء(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- جزيتم خيراً على الإفادة
أم عبد المؤمن - الكويت 05-04-2016 10:19 AM

كتاب رائع و فريد وأنصح به كل المربين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب