الإذاعة المدرسية والمنابر الإعلامية (2)

الإذاعة المدرسية والمنابر الإعلامية (2)

قد تصدق أولا تصدق بأن تفوق منبر الإذاعة المدرسية يفوق عددًا من المنابر الإعلامية الأخرى باختلافها، لكن ما دأبنا عليه في بداية البحث هو أن نقوم بتبسيط الفكرة، وتدويرها لنجعلها بين يديك، تنظر إليها بعينيك، وتلمسها بيديك؛ عندها سوف تدرك بأن الأمر واقع بين يديك لا خيال في ذهنك.

في البداية سوف أضرب لك أمثلة على ثلاثة من أهم المنابر الإعلامية ثم أختار من كل منبر إعلامي نموذجًا واحدًا وهي على النحو الآتي:

أولاً: مواقع الشبكة العنكبوتية: وقد اخترت منها (موقع الإسلام اليوم).

ثانيًا: الصحف اليومية: وقد اخترت منها (جريدة الجزيرة).

ثالثًا: المجلات الدورية: وقد اخترت منها (مجلة اليمامة).

بعد ذلك قمت بعرض كل نموذج من هذه النماذج الإعلامية على عدد من المحاور الرئيسة وهي على النحو التالي:

أولاً: الفئة المستهدفة:

وأقصد بذلك الفئة التي تريد تلك الوسيلة الإعلامية التأثير فيها وتوجيه الرسائل إليها، هل هي محددة لفئة معينة، من عمر كذا إلى كذا أم لا.

وقد جعلت هناك خيارين هما:

(1) محددة (يعني أن الفئة المستهدفة محددة بعمر معين).

(2) غير محددة (يعني أن الفئة المستهدفة غير محددة بعمر معين).

ثانيًا: البرامج المطروحة:

بحيث، هل برامج تلك الوسيلة الإعلامية (خاصة) مثلاً: دينية، اجتماعية، رياضية، ترفيهية، أم أنها (عامة) بحيث تكون متنوعة في كل ما سبق وغيره.

ثالثًا: إمكانية المشاركة في الطرح فعليًا:

بحيث، هل تستطيع أن تذهب لتلك الوسيلة الإعلامية وأن تطرح موضوعك الذي تريده، هل يتم لك ذلك، أم أنه لا يتم. لذا جعلتها على ثلاثة اختيارات وهي:

• ضعيف: (تستطيع المشاركة ولكن بصعوبة، وتحفظات كبيرة).

• قوي: (تستطيع المشاركة بكل أريحية، بل تشكر على ذلك).

• غير ممكن: (لا يمكنك المشاركة في الطرح بل تقف مشاهدًا أو مستمعًا صامتًا فقط).

رابعًا: خصوصية المواضيع لكلا الجنسين وإمكانية طرح كل جنس مواضيعه بشكل مستقل 100%:

وهذا محور مهم وهو هل المواضيع المقدمة تخدم قضايا الشباب والفتيات أم أنها تقتصر على أحدهما دون الآخر؟

وكذلك هل يقوم بطرح مواضيع الذكور هم أنفسهم، وكذلك الإناث هل يقمن بطرح مواضيعهن بأنفسهن، أم أن العملية مخلوطة في تلك الوسيلة الإعلامية؟.

وقد جعلت هناك خيارين هما:

1- موجودة: (يعني أن خصوصية المواضيع لكلا الجنسين موجودة في هذه الوسيلة الإعلامية، وكذلك طرح كل جنس مواضيعه بنفسه).

2- غير موجودة: (يعني أن خصوصية المواضيع لكلا الجنسين غير موجودة فقد يشاهد الرجال مواضيع النساء، وقد تشاهد النساء مواضيع الرجال، وكذلك قد تلقي النساء مواضيع الرجال، وقد يلقي الرجال مواضيع النساء).

خامسًا: عدد المتابعين لهذه الوسيلة الإعلامية:

وأنا أعلم أن هذا المحور هو محل اهتمام من جميع وسائل الإعلام بلا استثناء، بل هو أحد أقوى معايير النجاح لديهم، هذا إن لم يكن الأقوى عندهم على الإطلاق.

لذا جعلته أحد المحاور الرئيسة في هذه الدراسة وقد اقتصرت على عدد المتابعين لتلك الوسائل من المملكة العربية السعودية فقط، لأنني سوف أقارنها بعدد المتابعين للإذاعة المدرسية في المملكة فقط.

مع العلم بأن تلك الوسائل الإعلامية الثلاث الموجودة تبث إلى جميع أنحاء العالم؛ لذا قمت بأخذ نسبة عدد متابعي تلك الوسيلة الإعلامية وطرح نسبة للمتابعين من السعودية.

مثلاً: إذا كان عدد مستمعي إذاعة القرآن الكريم هو (2 مليون مستمع) من أكثر من 20دولة في العالم؛ فإن أعطينا نسبة (50%) للمستمعين من السعودية يعني ذلك أن هناك (مليون) مستمع لإذاعة القرآن من السعودية، وهكذا اجتهدت مع البقية وقد ذكرت في صفحة مستقلة جميع هذه التفاصيل ولكل وسيلة على حدة.

وقد طابقت كل محور من هذه المحاور على كل وسيلة من تلك الوسائل الإعلامية الخمس وجعلتها في جدول مستقل وأتت النتائج كالتالي:

بعد هذه النتيجة لهذه الوسائل الإعلامية الثلاثة، نقوم بعمل مقارنة أيضًا بين تلك المحاور الخمسة والإذاعة المدرسية وهي على النحو التالي في الجدول:

بعد هذه الدراسة وتلك النتائج نقول قضي الأمر الذي فيه تستفتيان؛ فهذه النتائج أمامكم تبرهن على تفوق منبر الإذاعة في كل المحاور التي طبقناها عليها، ولبيان ذلك سوف أشرح مدى مطابقة كل محور من المحاور الخمسة على منبر الإذاعة المدرسية وهي على النحو التالي:

أولاً: الفئة المستهدفة:

محددة؛ بحيث تستهدف الإذاعة المدرسية ثلاث فئات عمرية مهمة جدًّا ومحددة؛ ألا وهي المراحل العمرية الثلاثة التي يمر بها الطالب خلال فترة دراسته وهي:

• المرحلة الابتدائية: من عمر (6-12) سنة.

• المرحلة المتوسطة: من عمر (12-15) سنة.

• المرحلة الثانوية: من عمر (15-18) سنة.

وأهمية هذه المراحل تكمن أيضًا في كونها تمثل مراحل عمرية مهمة من حياة الإنسان وهي مرحلة الطفولة (الابتدائية) مرحلة البلوغ (المتوسطة) مرحلة المراهقة (الثانوية).

فاستهداف منبر الإذاعة المدرسية لهذه الفئات الثلاثة بشكل محدد يجعل فرصة الاتصال بهم أكبر، وأكثر فعالية وتأثيرًا، إضافةً إلى إِضافة مسؤوليات عظيمة على منبر الإذاعة المدرسية في استغلال هذه الفرصة الإعلامية العظيمة وعدم التفريط بها.

ثانيًا: البرامج المطروحة:

ليس هناك أية تحديد لبرامج الإذاعة فهي برامج عامة منها الدينية، ومنها الاجتماعية، ومنها التمثيلية... إلخ.

ولهذا يجب على مشرف الإذاعة الاهتمام بهذا الجانب؛ بحيث يقوم بتنويع برامج الإذاعة وعدم الاقتصار على برنامج أو برامج بعينها دون غيرها.

ثالثًا: إمكانية المشاركة في الطرح فعليًا:

وهذه من أبرز مميزات هذا المنبر منبر الإذاعة المدرسية، بحيث يستطيع أية طالب المشاركة فيه؛ بل يشجع على ذلك، ويُدعى إليه.

رابعًا: خصوصية المواضيع لكلا الجنسين، وإمكانية طرح كل جنس مواضيعه بشكل مستقل 100%:

وهذا موجود ومعمول به في منابر الإذاعة المدرسية في المملكة العربية السعودية ولله الحمد، وذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل استقلالية وانفصال مدارس البنين عن مدارس البنات.

الأمر الذي ساهم وساعد على استقلالية مواضيع الجنسين وكذلك طرحهم؛ فالشباب في مدارس البنين هم من يختارون مواضيعهم وكذلك هم من يلقونها، والفتيات في مدارس البنات هن من يخترن مواضيعهن وكذلك هن من يقمن بإلقائها.

خامسًا: عدد المتابعين:

وقد تفوقت منابر الإذاعة بعدد ضخم من المتابعين ولله الحمد، ولهذا يجب العناية والاهتمام بهذا الجمهور الكبير من المتابعين من قبل المدارس كافة الحكومية والخاصة بهذا البلد الكريم، وكذلك كافة البلدان الإسلامية.

وقبل الختام:

أود التنبيه على أهمية جميع وسائل الإعلام بما فيها وسائل الإعلام الثلاثة التي ذكرتها وقد اخترتها بسبب تأثيرها الإعلامي الكبير في المجتمع وأهميتها، فوفق الله جميع العاملين عليها لما فيه الخير والصلاح وسدد خطاهم.

وهذا بيان لكل وسيلة إعلامية تم ذكرها، بشأن التفاصيل المذكورة في المحاور، وكيفية حساب نسبة المتابعين من المملكة، وهي على النحو التالي:

(1) موقع الإسلام اليوم: استضاف منذ انطلاقته وحتى الآن- أكثر من ثلاثة مليارات زيارة، بمعدل يومي يصل إلى (2. 000. 000) زيارة، ويحتوي موقع (الإسلام اليوم) على عدد من النوافذ الصحفية المختلفة التصنيفات بين مواضيع فكرية وسياسية وإدارية وأدبية واقتصادية وأسرية واجتماعية، يتم تناولها بمختلف القوالب الصحفية، من حوارات وتحقيقات ولقاءات متنوعة، إضافة إلى إصداره عددًا من الملفات المتخصصة في عدد من الشؤون الدولية، والقضايا الاجتماعية والمصاحبة لعدد كبير من المناسبات الإعلامية. (المصدر: موقع الإسلام اليوم)

(2) جريدة الجزيرة:

عدد الخميس الماضي: بتاريخ: 2/7/1430ه

• إجمالي المطبوع: 125. 451

• المبيعات والاشتراكات: 103. 072

• النسخ المرتجعة: 22. 379

• المصدر الشركة الوطنية الموحدة للتوزيع. (المصدر: موقع جريدة الجزيرة).

(3) مجلة اليمامة: تعتبر اليمامة أول مطبوعة صحفية تصدر في المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية، إذ أصدرها علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر في ذي الحجة 1372ه كمجلة شهرية من 42 صفحة ثم تحولت إلى جريدة أسبوعية تصدر في 4 صفحات في صفر 1375ه.

وبعد صدور نظام المؤسسات الصحفية صدر العدد الأول من مجلة اليمامة الأسبوعية في ثوبها الجديد في 7 ذي الحجة 1383ه كإحدى مطبوعات مؤسسة اليمامة الصحفية.

لقد حققت مجلة اليمامة عبر مسيرتها التي امتدت لأكثر من 45 عامًا قفزات كبيرة وخطت خطوات جبارة على طريق تطويرها تحريرًا وإخراجًا وطباعة، واليمامة نافذة صحفية وإعلامية وثقافية يطل منها القارئ السعودي والعربي على قضايا الأمة المعاصرة وهمومها. وتميز طرح اليمامة بالجرأة والشفافية مع التزام المعايير التي تمليها خصوصية النهج الإعلامي السعودي وضوابطه المهنية والأخلاقية.

وحاليًا تطبع اليمامة ما بين (45 -50) ألف نسخة على مطابع ألمانية حديثة. (المصدر: موقع جريدة الرياض).

(4) الإذاعة المدرسية: يبلغ عدد طلاب المدارس الأهلية في السعودية قرابة 120 ألف طالب وطالبة، يتوزعون على 3 آلاف مدرسة، فيما يبلغ عدد الطلاب المنتسبين للمدارس الحكومية 5 ملايين. (المصدر: موقع الأسواق العربية).