• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلاج سبب للشفاء، وتطييب لنفس العليل
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    العقول تغير العالم... لا الشهادات
    سيد السقا
  •  
    من وجوه الالتقاء وصناعة الكراهية (منهج حسن الخلق)
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    قراءات اقتصادية (58): سيكولوجية المال
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    ابن قرقول الحمزي (ت 569 هـ) وكتابه "مطالع الأنوار ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    موجة الإلحاد الجديد: تحديات وحلول
    محمد ذيشان أحمد القاسمي
  •  
    كتاب النبات للأصمعي طبعة درة الغواص
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مصطلحات لها معنى آخر (الوعي واليقظة الذهنية)
    مريم رضا ضيف
  •  
    ربنا أفرغ علينا صبرا
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    قراءات اقتصادية (57): الاقتصاد في درس واحد
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    الإسلام يدعو إلى التكافل
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    الجاليات المسلمة: التأثير والتأثر
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    عبدالفتاح محمد حبيب... كنز يجب أن تدرك قيمته
    سامح عثمان نواف
  •  
    التحليلات الجغرافية - الجيومكانية بالذكاء ...
    أ. د. مجيد ملوك السامرائي
  •  
    حماية صحة الوجه والرأس في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    ثقافة "الترند" والقرار الشخصي: بين سطوة الجماعة ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / تقارير وحوارات
علامة باركود

كيف تقرأ القرآن؟!.. حوار كارل إرنست

د. عبدالرحمن أبو المجد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/2/2015 ميلادي - 15/4/1436 هجري

الزيارات: 6981

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف تقرأ القرآن؟!..

حوار كارل إرنست


لقاء الأستاذ عبد الرحمن أبي المجد مع البروفيسور "كارل إيرنست" (Carl Ernst) حول كتاب "كيفيَّة قراءة القرآن: دليل جديد مع الترجمات المختارة" How to Read the Qur’an: A New Guide, with Select Translations".

 

في هذه المناسبة الجديدة التي نستغرقها في التأمُّل في كيفية قراءة القرآن، لن يحدثنا البروفيسور "كارل إيرنست" عن آرائه حول قراءة القرآن فحسب، ولكن سيتحدث أيضًا عن كتابه "دليل جديد مع الترجمات المختارة".

 

التعريف بالبروفيسور كارل إيرنست:

يُعد أحد المتخصِّصين في مجال الدراسات الإسلامية حيث ينصبُّ تركيزه على الغرب وجنوب آسيا، يهتم بحثه المنشور - المعنيُّ بدراسة اللغات العربية والفارسية والأردو - في المقام الأول بدراسة ثلاثة مجالات؛ هي: القضايا العامة والنقديَّة في الدراسات الإسلامية، وصوفية ما قبل الحداثة والصوفية المعاصرة، والثقافة الهندية الإسلامية، وتتضمَّن مشروعاته البحثية المعاصرة تأليفَ مجلد حول الإسلاموفوبيا في أمريكا (Islamophobia in America) (إصدار دار النشر Palgrave-Macmillan، 2013).

 

وأحدث مؤلفاته كتاب "كيفية قراءة القرآن: دليل جديد مع الترجمات المختارة (دار النشر UNC Press، 2011)، وتتضمن منشوراتُه الأخرى - والتي حصدت العديد من الجوائز الدولية - تجديد الفكر في الدراسات الإسلامية: "من الاستشراق إلى العالمية" (تأليف مشترك بينه وبين ريتشارد مارتن (Richard Martin)، 2010) (Rethinking Islamic Studies: From Orientalism to Cosmopolitanism)، "على نهج محمد: تجديد الفكر الإسلامي في العالم المعاصر" (Following Muhammad: Rethinking Islam in the Contemporary World)(2003).

 

ويتردَّد بشكل منتظم على دول الخليج وتركيا وإيران وجنوب شرق آسيا، في زياراتٍ يُلقي خلالها المحاضرات، ويشارك في المؤتمرات، وهذا علاوة على أنه أصبح مؤخرًا عضوًا بمجلس إدارة جمعية دراسات الشرق الأوسط (Board of Directors of the Middle East Studies Association).

 

وفي الوقت الحالي انضم إلى قائمة الأساتذة المميزين لدى مؤسسة وليام آر كينان، جيه آر (William R. Kenan, Jr., Distinguished Professor) (2005)، وأصبح المديرَ المشارِكَ في إدارة مركز كارولينا لدراسة الشَّرق الأوسط والحضارة الإسلامية (Carolina Center for the Study of the Middle East and Muslim Civilizations).

 

وقد شارك "بروس لورنس" (Bruce Lawrence) في تأليف "سلسلة الحضارة الإسلامية والأنظمة الإسلامية" (Islamic Civilization and Muslim Networks Series) إصدار مطبعة جامعة كارولينا الشماليَّة.

 

س: في البداية، أعرف أنكم متخصصون في الدراسات الإسلامية، لكن أتساءل: ما الذي دفعَكم للتركيز على القرآن؟

البروفيسور كارل إيرنست: في السنوات الأخيرةِ أصبح من الواضح أنَّ الكثير من الأوروبيِّين الأمريكيين لديهم قدرٌ كبير من القلق تجاه الوجود المجرد للقرآن، وقد لفت هذا الأمر انتباهي بقوة عام 2002 عندما دار جدل كبير حول التكليف بمهمة ترجمة القرآن (وفقًا لاقتراحي) بوصفه الكتاب المطلوب ترجمته في "برنامج القراءة الصيفي" (Summer Reading Program) لجميع الطلاب الجدد بجامعة كارولينا الشمالية.

 

وعندما رأيتُ الصعوبة التي تواجه الأشخاص في قراءة القرآن، قررتُ في نهاية الأمر تأليف كتاب يقدِّم للقارئ مدخلاً أدبيًّا وتاريخيًّا للنص، ومؤخرًا قمتُ أيضًا بتأليف كتاب يَجمع عددًا من المقالات حول "الإسلاموفوبيا في أمريكا".

 

س: إن الأحداث الأخيرة التي تدور حول القرآن تُظهر أن الغرب غالبًا لا يزال عاجزًا عن فَهم دور القرآن في حياة المسلمين، أريد أن أعرف رأيكم حول الكيفية التي يمكنهم من خلالها معرفةُ المزيد عن القرآن.

البروفيسور كارل إيرنست: إنَّ 95% من الأمريكيين ليس لديهم علاقة بأي شخص مسلم، ولا يحصلون على كل المعلومات التي لديهم حول الإسلام إلا عن طريق وسائل الإعلام والأفلام؛ ولذلك يتخيَّلون أن القرآن مصدر الإرهاب، وهذا بعيد تمامًا عن الحقيقة، ولكنها طريقة ملائمةٌ لتحميل نصِّ دين أجنبي مسؤوليةَ المشكلات السياسية المعاصرة.

 

إن كتابي يقدم وجهاتِ نظر حول العديد من الموضوعات المنتقاة والتي تشمل: تسلسُل نزول نص القرآن، وبِنيته الأدبية، وعلاقاته بالمؤلفات الأخرى، وعلاوة على ما سبق، يوجد الكثير مما يمكن تناوله حول تاريخ تفسير القرآن، وطريقة تفاعل المسلمين مع القرآن في صَلاتهم وفي حياتهم المعتادة، ولكن هذه ليست إلا نقطة الانطلاق.

 

س: لا شك أنكم سبَرتُم البِنية المتناسقة والمتوازنة للآيات، علاوة على البنية الثلاثيَّة لبعض السور، فهل يمكن إلقاءُ مَزيد من الضوء على هذا الموضوع؟

البروفيسور كارل إيرنست: أشار العديدُ من الدارسين - مثل الباحثة "أنجيليكا نيوورث" (Angelika Neuwirth) و"ميشيل كيوبيرس" (Michel Cuypers) - إلى أن القرآن مثل المؤلَّفات القديمة يَعتمد على العرض المتناسق؛ حيث تتميَّز بداية النص المحدد (مثل السورة) بالتوافق اللفظي الواضح مع نهاية نفس النص، وتسمى هذه الطريقة في التركيب في بعض الأحيان باسم "البنية الدائرية"؛ حيث غالبًا ما يُشار إلى فقرة رئيسة في النص تكون هي التي تَحمل المعنى البالغ الأهمية.

 

وعلاوة على ما سبق: فإن بعض سور القرآن يَبدو أنها تقوم على بِنية ثلاثية الأجزاء، وهي طبيعة الشِّعر العربي في مرحلةِ ما قبل الإسلام أيضًا، وفي الشكل الأساسي لشعائر عبادات التوحيد بين اليهود والنصارى.

 

إن التعرُّف على المزايا البِنيَوية للقرآن يجعل التعرف بشكل أفضل على أسباب ترتيبه بهذه الطريقة أمرًا ممكنًا، كما أن التعامل مع السورة على أنها وحدة أدبية تتَّسم بالوحدة العضوية والتماسك يوضِّح أن القرآن ليس مجرَّد مجموعة من الآيات المرتبة ترتيبًا عشوائيًّا.

 

ويساعد هذا المنهجُ - في التعامل مع الشكل الأدبي للقرآن - الأفراد على فَهم النص عند التعامل معه كنصٍّ جديد غير مألوف لديهم.

 

س: لقد استمرت مناقشاتُ الدارسين وعلماء أصول الدين حول النصوص القرآنية التي تبدو متعارضةً في الظاهر، ولكنكم طرحتم منهجًا مختلفًا عن مناهج أصول الدين في التعامل مع القرآن باعتباره نصًّا تاريخيًّا؛ حيث تتكشَّف معانيه مع مرور الوقت خلال فترة نبوَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكنتُ أود الاستفسار عن كيفية اختباركم الطريقة الجديدة التي تتبنَّونها.

البروفيسور كارل إيرنست: يمكن أن أعرض لك مثالَين يرتبط كلاهما بفكرة التطور الأسلوبي في القرآن خلال الفترتين المكيَّة والمدنية: أول مثال توضِّحه فكرة أنَّ بعض السُّور الفردية قد تحتوي على أجزاء أو آيات أُدرجت لاحقًا، بوصفها تفسيرًا للنصوص الدقيقة التي تعذَّر فَهمُها على بعض الأفراد ببساطة.

 

يبدو أن هذه الحالة متحقِّقة في (سورة المدَّثر) حيث تبدو الآية 31 تمثل تفسيرًا مطولاً للعدد 19 المذكور في الآية 30، فوسط الآيات القصيرة المتناغمة لهذه السورة تُعدُّ الآية 31 استثناءً من حيث طولُها وشكلُها النَّثري، وربما نناقش كونَ هذه مثالاً للآيات المدنية التي أدرجت في السور المكية.

 

وأما المثال الثاني فموضوع ما يسمِّيه بعضهم "الآيات الشيطانية" أو آيات قصة الغَرانيق والتي حَظِيت بقَبول واسع في السابق، ولكن أصبحَتِ الآن محلَّ رفض من معظم علماء المسلمين وخاصة على أساس عقدي، وأمَّا تحليلي لهذا النص في سورة النجم، فيرفض هذه القصة على أسس أدبية، باعتبارها قصة خياليَّة وضعها بعض المنتسِبين للعلم؛ لبيان جواز نَسخ الآيات اللاحقة للآيات السابقة.

 

وفي الواقع يوجد بعض الفقرات النَّثرية المطوَّلة في نفس الجزء تؤكِّد بالبرهان القوي تحقُّق بعض الإضافات التي حدثَت في العصر المدني، إلا أنَّ التحليل الزمني التسلسليَّ والأسلوبي يؤكِّد أن آيات قصَّة الغرانيق يتعذَّر أن تكون قد شكَّلَت جزءًا من القرآن.

 

س: أتذكر ما حدث عام 2002 عندما أوصيتم القرَّاء بالاطلاع على كتاب "مقاربة القرآن" (Approaching the Qur’an) للمؤلف مايكل سيلز (Michael Sells)، ثم اندلعت حالةٌ من الجدل حيث شعَر كثيرون بالغضب وظنُّوا أنكم تحاولون دعوة الطلاب إلى اعتناق الإسلام، وتعرضَت المطبعة الوطنية للاعتداءات، ورُفعت قضيةٌ تطالب بإجبار مطبعة UNC على التَّنازل عن اختيار طباعة الكتاب، وبالرغم من هذه الأحداث، ساندَتكم الجامعة بقوة، أودُّ معرفة سبب توصية القرَّاء بالاطِّلاع على ترجمة "سيلز" بالرغم من توفُّر العديد من الترجمات الأخرى.

البروفيسور كارل إيرنست: كان لديَّ العديد من الأسباب التي تجعلني أوصي بترجمة "مايكل سيلز"؛ فالترجمة تتميَّز بكتابتها بلغة إنجليزية جميلة؛ خلافًا للعديد من ترجمات القرآن الإنجليزية الأخرى التي للأسف تفتَقد كلَّ مستويات الحسِّ الشعري.

 

وهذا علاوة على قِصَر الكتاب؛ حيث يقتصر في الأساس فقط على آخِر خمس وثلاثين سورةً قصيرة (جزء عمَّ)، علاوة على سورتي الفاتحة والنجم، فهذا الحجم الصغير سهَّل قراءته على الطلاب مقارنة بالترجمة الكاملة، وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه أول جزء يتعلَّمه المسلمون بسبب قِصَر السور وارتباطها بإقامة الصلاة.

 

وإلى جانب ما سبق يَحتوي الكتاب على قُرص مُدمَج يتضمَّن تلاوةً ممتازة للعديد من سور القرآن بالترتيل والتجويد، وهو ما نال إعجاب الطلاب بشدة.

 

لقد اعتمدت على هذا الكتاب مرَّتين في الحلقات الدراسية المتعلِّقة بالإسلام التي كنتُ ألقيها على طلاب الفرقة الأولى، ومن هذا علمت أنه الاختيار المناسب لمستواهم التعليمي، لقد اندهشتُ بشدة عندما ثار هذا القدر من المعارضة، ولكن كما علم كثيرون، دافعَتِ الجامعة عن برنامج القراءة هذا على أساس الحريَّة الأكاديمية.

 

س: أعرف أنَّكم لا تتبنَّون فكرة الدفاع عن القرآن مطلقًا، وأن هدفكم الفَهم والتفسير أكثر من الدفاع أو الهجوم، ولكن معظم الدراسات الإنجليزية المعنيَّة بالقرآن إمَّا أن تسير على التقاليد الفنية المحظورة للدراسات الاستشراقيَّة، وإما أن تخدم الخطط العقدية التي تتسم بالدفاعية أو الجدلية، فما أفضل طريقة لتعريف القرَّاء بالقرآن؟

البروفيسور كارل إيرنست: إن كتابي يبدأ بعرضٍ للمنهج الدراسي الحالي المتعلق بالقرآن، ثم أقترح ثلاثة مناهج مختلفة لقراءة النص؛ حيث تتفادى الدخول في الجدل العقدي، والاقتصار على التركيز على البرهان الأدبي والتاريخي.

 

أولاً: أوصي باتِّباع قراءة النص التي تعتمد على التسلسل الزمني بالتوالي الذي اقترحَته المدرسة الحديثة للعالمين (نولدكه (Nöldeke) ونيوويرث (Neuwirth)): الفترة الأولى للرسالة، فالفترة الوسطى، ثم الفترة المتأخرة للعهد المكي، علاوة على العهد المدني.

 

فهذا يجعل القارئ يعيش تجربة الجماعة الأولى من قرَّاء النص الذين عايَشوا نزوله على مدار ثلاثة وعشرين عامًا، ولكن أنا أركِّز على التطور الأسلوبي قبل تقديس القرآن، أكثرَ من اعتمادي على ما في كتب السيرة النبوية، أو أسباب النزول.

 

ثانيًا: دون الخوض في الجدليات العقدية حول النص، أطرح سؤالاً حول إحالات القرآن الواضحة على العديد من المؤلَّفات المبكرة التي تتضمن الإنجيل العبريَّ، والتلمود، والعهد الجديد، والأدبيات النصرانية القديمة، والنصوص الأخرى؛ فالبرهان يشير إلى أن المخاطَبين بالقرآن كانوا يَعرفون هذه المواد جيدًا جدًّا، حيث كان القرآن يشير إليها كثيرًا من خلال تَكرار بالغ الإيجاز؛ مما يفترض أن النص كان مألوفًا لديهم، وهذا يخلق اتصالاً بديعًا من خلال فَهم القارئ لكيفية إعادة القرآن تفسير المؤلفات المبكرة.

 

ثالثًا: اعتمدتُ على البنية الدائرية أو التأليف المتناسق كطريقةٍ لفَهم بنية القرآن التي تبدو غيرَ منتظمة لدى بعضهم، وهذا يساعد القارئَ على النظر إلى القرآن باعتباره نصًّا يتميَّز بالترتيب الدقيق والواضح، وكذلك تبرز هذه الطريقة الفقرات الرئيسة المهمة التي دائمًا تؤكد أهمية الأوضاع الأخلاقيَّة التي تحظى بأولوية تتقدَّم على مواقف الصراع التاريخي.

 

س: أرجو ألاَّ تشير بأن القرآن بِنيته تتَّسم بعدم الانتظام؛ فالواقع يؤكِّد خلوَّه من البِنى غير المنتظِمة، ولكن ميشيل كيوبيرس (Michel Cuypers) أخبرَني منذ أسبوع أنه طبَّق المنهج بكلِّ ما به من تعقيدٍ على النص القرآني، ووجد سريعًا أنه يمكن بيان أن السور التي تبدو منفصلة في الظاهر تتَّسم فعليًّا بالبناء الذي يتميَّز بالمهارة، وبالرغم من الأعراض الظاهرة، لا يوجد تنافر في القرآن؛ ولكن تماسكٌ حقيقي.

من المعروف من ناحية أن النسخة المطبوعة بمصر عام 1924 تمجد التسلسل الزمني المحدد للسور المكية والمدنية بطريقة لقيت قبولاً واسعًا لدى المسلمين، ومن ناحية أخرى بنى الدارسون الأوربيون أعمالهم على تحاليل "نولدكه" وخلفائه؛ حيث قام على تسلسل زمني مختلِف لترتيب السور، بل والآيات الفردية أيضًا.


فمن وجهة نظركم؛ كيف يَنبغي مواجهة هذه المشكلة بشكل مباشر؟

البروفيسور كارل إيرنست: لا أرى هذا الأمر يمثِّل مشكلةً لدى علماء المسلمين في مواجهة الدارسين الأوربيين، يوجد اتفاق أساسي على مبدأ أن القرآن نزل منجَّمًا، وأن بعض السور تتضمَّن آياتٍ تنتسب لفترات زمنية مختلفة؛ فالسؤال حينئذٍ حول الأساس الذي ينبغي استخدامه لتأسيس منهج تسلسل زمني؛ فالتسلسل الزمني الذي وضع عام 1924 في النسخة المصرية يَعتمد على البرهان المستفاد من بعض روايات السيرة النبوية، وتاريخ النص القرآني.

 

ومع ذلك، يوجد موادُّ تاريخية أخرى متوفرة في المصادر الإسلاميَّة المبكرة والتي تعرض تسلسلاً مختلفًا، وهو ما ينبغي اختبارُه بدقَّة نقدية بالغة ومقارنته بالروايات الأخرى، وتوجد استفسارات أيضًا حول قيمة السيرة الأدبية مما يتعلَّق ببعض القضايا المحددة؛ وذلك بسبب سياقها التأريخي بوصفها تاريخًا للنبي صلى الله عليه وسلم كُتب برعاية دولة الخلافة العباسيَّة.

 

وكذلك ينبغي الاهتمام بجديَّة ببرهان التحليل الأسلوبي الذي يَعتمد على عناصر الفواصل والبنية والتسلسل الزمني، وإذا كان لدى أي شخص حجةٌ مقنِعة تعتمد على البرهان، فينبغي الاستماعُ إليها، ولكن لن تتحقَّق فائدةٌ من ترديد آراء المرجعيات السابقة.

 

س: يمكنكم إضافة ما ترونه مناسبًا سيدي البروفيسور.

البروفيسور كارل إيرنست: لقد زادت حماستي الردودُ الإيجابية التي وردَت على هذا الكتاب من العديد من الزملاء الأكاديميِّين في الولايات المتحدة، والذين يعتمِدون على هذا الكتاب بوصفه نصًّا دراسيًّا في مقرَّراتهم التعليمية أو مع طلابهم من الخريجين، وكذلك أذهلَتني حقيقة أن الكتاب تشكل مادته قيمةً كبيرة للمسلمين؛ ولذلك نظمتُ عددًا من وِرَش العمل للمجموعات المسلمة في أماكنَ تضمَّنَت جامعة الزيتونة، علاوة على بعض المحاضرات المحدودة التي ألقيتُها على الجماهير العامة، وكلي أملٌ أن يستطيع هذا المنهج الأدبي والتاريخي تقديم مسار لكلٍّ من المسلمين وغير المسلمين على السواء؛ ليكون لديهم فهمٌ أفضل للقرآن، باعتباره إرثًا مهمًّا لتاريخ الحضارة.

 

عبد الرحمن: شكرًا جزيلاً، بروفيسور كارل إيرنست.

البروفيسور كارل إيرنست: أشكرك كثيرًا على دعوتي إلى هذه المقابلة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف تقرأ القرآن في رمضان وغيره من شهور العام؟
  • كيف تقرأ القرآن وتنتفع به

مختارات من الشبكة

  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا وكيف أتدبر القرآن الكريم؟ (كلمات في العيش مع القرآن)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصين: حظر القرآن في المدارس بسبب فيديو لطفلة تقرأ القرآن(مقالة - المسلمون في العالم)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتب علوم القرآن والتفسير (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الرابعة: رد دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الثالثة: أصول وقواعد في الدفاع القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الأولى: تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • رحلتي مع القران (76) وعاء القرآن(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/12/1446هـ - الساعة: 21:8
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب