• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

النوم: آية من آيات الله

د. محمد السقا عيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/11/2014 ميلادي - 30/1/1436 هجري

الزيارات: 189798

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النوم

آية من آيات الله


النوم نعمة من الله وآية من آياته وهو معيار حقيقة الإنسان وراحته وطاقاته تأتيك كل يوم لتدرك أن لك نومة طويلة لا يقظة بعدها إلا على نفخة البوق وصيحة الحق ونقرة الناقور.

 

والنوم هو رحمة الله بعباده لينسوا آلامهم ويريحوا أجسادهم ويجددوا فكرهم فهو ثلث حياتهم وهو آية من آيات الله العظيم لتذكر الموت الذى لا يقظة بعده إلا يوم العدل العظيم ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 6].

 

ولا شك أن النوم شيء جميل ولذيذ لا يشعر بقيمته إلا الذين يبيتون الليالي يتقلبون فى فراشهم وقد عز عليهم مناله، ولكنه في الوقت نفسه ظاهرة غريبة يحوطها الغموض. فما أجمل أن نستلقي على الفراش ونغمض أعيننا وننتقل من عالم الحقيقة المكفهر إلى عالم الأحلام الوردية حيث يتحقق ما كانت تهفو إليه نفوسنا من آمال لم نحققها في يقظتنا.

 

وفى أحيان أخرى قد نجد أنفسنا في مأزق لا يخرجنا منه سوى استيقاظنا. كذلك نرى ونسمع ونضحك ونبكى ونحن نائمون في فراشنا.

 

فما هو النوم.. ذلك الشيء العجيب الذي لا يمكننا الاستغناء عنه، والذي نكرره كل ليلة؟ وهل تنام الكائنات الحية جميعها كما ننام نحن؟؟.

 

هذه بعض الأسئلة التي تدور في أذهاننا بمجرد ذكر أي معلومات عن النوم أو حتى سماع كلمة النوم.

 

والآن تعال معي - عزيزي القارئ - لأصطحبك في جولة قصيرة لنتعرف على أسرار هذه الظاهرة التي تتكرر لنا يوميا ربما أكثر من مرة.

 

وقبل أن نخوض في هذه الجولة أحب أن أذكرك أخي المسلم أن النوم يعتبر من أهم النعم التي أنعم الله بها على الكائن الحي، وأنه في الواقع دليل لا يقاربه شك على وجود الله، وكذلك نعمة تستحق منا أن نُخضع جباهنا شكرا للمولى سبحانه وإجلالا له.

 

فالنوم عملية تتم دون أن يكون للإنسان دخل بها، ولا سيطرة له عليها، فهو في وقت معين تبدأ قواه في التناقص، وتعتريه حالة من الاستعداد للنوم، ثم لابد بعد ذلك أن ينام سواء أكان بالنهار أم بالليل. ومن هنا يجيء التساؤل عن مراحل أو درجات النوم.

 

الحكمة من النوم

قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 47]. وقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴾ [النبأ: 9].

 

ومعنى النوم سباتاً أي قاطعاً لراحة الأبدان. فإن الأعضاء والجوارح تكل من الحركة في الانتشار بالنهار في المعاش، فإذا جاء الليل وسكن، سكنت الجوارح فاستراحت فحصل النوم الذي هو راحة البدن والروح معاً.

 

فمن هذا المعنى العظيم لحكمة النوم نرى أن من اللازم الحتمي والضروري نوم الإنسان ليعاود نشاطه في كدح النهار.

 

ولذا جاء قوله تعالى بعد ذلك ﴿ وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 47] أي تنتشرون للسعي على الأرزاق وقضاء الحاجات والمصالح فيكون النوم نعمة لا تضاهيها نعمة من نعم الحياة الدنيا وهو آية من آيات الله مقدر الليل والنهار.

 

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾ [الروم: 23].

 

قال القرطبي: قيل في هذه الآية تقديم وتأخير. والمعنى: ومن آياته منامكم بالليل وابتغاؤكم من فضله بالنهار فحذف حرف الجر لاتصاله بالليل وعطفه عليه. والواو تقوم مقام حرف الجر إذا اتصلت بالمعطوف عليه في الاسم الظاهر خاصة فجعل النوم بالليل دليلاً على الموت والتصرف بالنهار دليلاً على البعث، فسبحان مقدر النوم رحمة بعباده وآية من آياته.

 

كيفية حدوث النوم:

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42].

 

وقال تعالى ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ ﴾ [الأنفال: 11].

 

وقال تعالى: ﴿ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ﴾ [آل عمران: 154].

 

إن آية النوم لآية عجيبة ففيها يتوفى الله الإنسان وفاة صغرى (موتة صغرى) يستشعر فيها الإنسان بتبخر حواسه وخمود حركته وكأن الروح قد انفصلت عن الجسد وفاة صغرى مؤقتة.

 

وقد شبه كثير من الفلاسفة هذا الأمر وكأن الروح أثناء النوم تخرج من الجسد ولكن لا تنقطع عنه وتتصل به عبر حبل أثيري أو أنبوب أثيري سرعان ما تنساب خلاله أو عبره عائدة للجسم مرة أخرى عند اليقظة. لذا فإن دعاء المسلم حينما يستيقظ هو: " الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا وإليه النشور ".

 

وإذا تدبرنا قوله تعالى " ﴿ يُغَشِّيكُمُ ﴾" ﴿ يَغْشَى ﴾".

 

نعلم أن النوم من الغشاء أي الغلالة الرقيقة التي يرى من خلالها المرء ولكن رؤية خفيفة لدرجة الغشاوة. لذا نستشعر في نومنا وكأن غشاوة من النايلون الرقيق الأبيض يلفنا لف ملاءة السرير بأجسامنا.

 

وتعبير ﴿ يُغَشِّيكُمُ ﴾ يبين سر عظيم في أمر النوم وهو أن النوم ينساب وكأنه موجات أو دوامات تخدير غير مرئية بحيث يتم التدرج من الوعي إلى اللاوعي بحيث يشعر النائم بغشاوة تغمره بانسيابية تدريجية عبر مراحل النوم مما يؤكد أن الروح وهي الحقيقية تُخلع عن الجسد كالجوارب من القدم أو كانخلاع الثوب من الجسد.

 

وقد تمكن العلماء من دراستهم لعلم وظائف الأعضاء في الجهاز العصبي أن يحددوا الطرق المختلفة لعمل المخ في أمر النوم. فالمخ يعمل بإيقاع مختلف تبعا لنشاط الإنسان. ففي اليقظة يعمل المخ بسرعة (بيتا) 14 دورة في الثانية، وفي حالة أحلام اليقظة (وهي حالة الإنسان وهو يقظ ولكنه مغمض العينين) فإن المخ يعمل بسرعة (ألفا) من 5, إلى 13 دورة في الثانية.

 

وأثناء النوم تبطأ حركة المخ ويتحول إلى موجات (بيتا) من 4 إلى 7 دورات في الثانية ثم (ألفا) من 5, إلى 4 دورات في الثانية أثناء النوم العميق. فسبحان الله حينما يضرب على الأذن ليتم النوم، فإن المخ يتحول إلى مرحلة مغايرة تماماً لمرحلة اليقظة، بما يؤكد أن ثمة علاقة فسيولوجية وثيقة بين الأذن والمخ والروح.

 

إطفاء السراج قبل النوم:

إن من السنة المشرفة العظيمة الحكمة أن يطفأ السراج قبل النوم ليعم الظلام الدامس أرجاء غرفة النوم ظاهرا لحمايته من المخاطر إن كان سراجا من نار لكن الأمر أحكم من ذلك وأشمل. يقول تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71].

 

ولقد اكتشف أخيرا أن الغدة الصنوبرية (Pineal Body ) في الدماغ تقوم بإفراز مادة الميلاتونين ويزداد إفراز هذه المادة في الظلام، بينما يُهبِّط الضوء إفرازها وقد وجد أن للميلاتونين تأثير مباشر على النوم فينبغي لمن يريد النوم هادئا من ضجيج الأضواء أن يطفأ المصباح، ولو كان لابد من ضوء ولو خافت فليكن غير الضوء الأحمر فتيلة مصباح (وناسة) يكون غير الأحمر فكما أن للأصوات ضجيج كذلك للأضواء ضجيج وما أجمل الشاعرية...!!

 

سؤال..... و.... جواب!!

ولعلي أجد نفسي أمام سؤال ملح تتطلبه الكلمات السابقة.... هذا السؤال هو... هل تنام جميع الكائنات الحية و (تحلم) كما يحدث لنا بنى البشر أم أن هناك فرق؟

• إن من دلائل قدرة الله ووجوده أن تشترك الكائنات الحية جميعها في النوم، فالحيوانات تنام وتصحو كالإنسان، وقد ثبت أن الحيوانان تحلم كذلك في منامها. فقد وجد بالتجارب أن بعض الكلاب تنهض من نومها فزعة تتلفت في كل الاتجاهات مما يدل على أنها كانت فريسة حلم مخيف.

 

• وتنام أيضا الحيوانات الدنيا والأسماك والحشرات، ولو أنه من الصعب تميز حالتها بين اليقظة والنوم. وقد أجريت تجارب بأن وضع بقرب الحشرات أو الحيوانات ليلا ما يثيرها ويفزعها، فلم تتحرك حتى الفجر، بينما ظهر عليها بعض الاختلاف بعد الفجر، إذ تصرفت تصرف الخائفة الفزعة.

 

• ومن أرحم آيات الله أن الطير ينام على غصنه، ولا يقع بالرغم من أن قبضه الطائر لابد أن تسترخي كباقي عضلاته حين يغلبه النعاس، إذ أن الأوتار التي تحدث البسط والقبض في مخالب الطائر تلتف حول مفصل ساقه، فحين ينام ويثنى ثقل جسمه هذا المفصل تشد الأوتار مخالبه فيزيد تشبث قبضة الطائر على غصنه، ويتم ذلك دون تفكير أو تدبير بل دون أن يعيها ويحسها الطائر...!!.

 

سبحان الله...؟؟ أليست هذه من آيات الله وإعجاز من إعجازه.. فلنتفكر أخي المسلم في هذه الآيات الواضحة، وليكن لك معها وقفات ووقفات..!!

 

ولنترك عالم الطيور والحشرات والحيوانات ونتأمل عالم النبات...

 

• لقد قرر علماء النبات أنهم بدراسة الأزهار والتطورات التي تشملها في كل وقت، اتضح لهم أن النبات ينام كما ينام كل كائن حي، وأن مشاهد النوم تظهر واضحة جلية في الأزهار.

 

• كثيرا منا يظن أن تفتح الأزهار يحدث نتيجة لتأثرها بالشمس والضوء. والحقيقة غير ذلك حيث ثبت أن تفتح الأزهار لا دخل له بالشمس والضوء وأن ما نراه من قفول الأزهار وتفتحها يرجع إلى نومها واستيقاظها من النوم.

 

فهناك أزهار تختص بها بعض فراشات الليل إذ تفتح أزهارها في الليل، وتكون في تمام تفتحها عند منتصف الليل.. سواء أكانت قمرية أم مظلمة.... وهناك أزهار تقفل أوراقها وتستسلم للنوم العميق ظهرا، حتى أن أولاد الفلاحين في الجهات التي تنمو فيها هذه الأزهار يعرفون ميعاد غذائهم من نومها.... هكذا رأينا أن النبات هو الآخر يحس ويتأثر وأن هناك فترات نشاط وكسل بالنسبة له.

 

والآن لنسأل أنفسنا.. لماذا تنام الكائنات الحية؟

إن النوم يبدو للوهلة الأولى حالة سلبية لدى الإنسان وأن غايته هي إعطاء الإنسان فرصته للراحة وليستعيد قوته من أجل صراعه على البقاء خلال اليقظة. إلا أن النوم ليس حالة من الانعدام التام للنشاط حيث أن الإنسان تتغلب وتتحرك أذرعه وأرجله في بعض مراحله، وعندما تضاف الأحلام إلى ذلك يخبر المرء أحداثا بهيجة أو مفزعة ترتبط أحيانا بخبراته في حالة اليقظة … كل هذه الأشياء تدلنا على أن النوم عملية إيجابية نشطة. ولنرجع إلى سؤالنا المطروح لماذا تنام الكائنات الحية؟

 

الحقيقة أن هناك أراء كثيرة لتفسير أسباب حدوث النوم... من هذه الآراء:

• ما يقال من أن كمية الدم التي تصل إلى المخ تقل فيحدث النوم، ويتم ذلك نتيجة لانقباض الأوعية الدموية فتقل تبعا لذلك كمية الدم المارة بها. ولعل سائلا يسأل: وما هو السبب لحدوث هذا الانقباض في الأوعية الدموية؟

 

المحتمل أنسجة المخ تتراكم فيها المواد السامة الناتجة عن النشاط اليومي فيسبب ذلك انقباض الأوعية الدموية. فيحدث النوم نتيجة لذلك، وتظل الحال هكذا حتى يتخلص الدم من هذه السموم فتتسع الأوعية الدموية. وتزداد كمية الدم الواردة إلى المخ فيصحو الإنسان من نومه. وهذا هو أقرب الأقوال للصواب. ولكن هذا ليس هو التفسير الصحيح [1].

 

وقد تكون هناك أسباب أخرى للنوم تتعلق بكهرباء المخ. فالنوم فترة راحة للمخ لابد منها، وهو أشبه بإعادة شحن بطارية.

 

وهناك تفسيرات واجتهادات أخرى أرى أن لا نخوض فيها حتى لا يحدث هناك بلبلة للقراء الأعزاء وحتى لا تتشعب الموضوعات منا.

 

فترة النوم وعلاقتها بعمر الإنسان:

إذا نظرنا إلى الكائن الحي نجد أنه يحيا كل يوم أربع وعشرون ساعة يفكر أو ينفعل، ينتج أو يدمر، إلا أن الإنسان العادي ينفق ثماني ساعات مستلقيا على ظهره بعيدا عن كل التأثيرات الخارجية غارقا في النوم.

 

وعندما يصل الإنسان إلى سن الستين يكون قد أنفق أكثر من ثلث حياته في النوم، أي ما يقرب من عشرين سنة أو يتجاوزها بقليل.

 

وصدق أمير المؤمنين على - رضي الله عنه - حين قال:

إذا عاش الفتى ستين عاما
فنصف العمر تمحقه الليالي
ونصف النصف ليس يدرى
لغفلته يمينا عن شمال

 

وهناك تنوع واسع المدى في الوقت الذي ينفقه كل شخص في النوم. فمعظم الناس - أقل قليلا من الثلاثين - ينامون من ست إلى ثمان ساعات كل يوم وكذلك أقل من 40% ينامون في المتوسط أقل من ست ساعات.

 

هذا ولا يوجد تميز بين الرجال والنساء فيما يتعلق بطول فترة النوم، إلا أنه كما يلاحظ أنه كلما تقدم الإنسان في العمر قلت ساعات نومه.

 

وقد تبين أنه خلال العام الأول من الحياة ينام الفرد حوالي 14 ساعة يوميا، تصل إلى 12 ساعة حين يصل إلى سن السادسة. وعندما يصل إلى سن التاسعة عشرة ينام 9 ساعات أو يزيد قليلا. وعندما يبلغ سن الرشد تبلغ عدد ساعات نومه حوالي سبع ساعات ونصف.

 

النوم كيفٌ لا كم:

قال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18] إنهم أهل الله وخاصته الذين هم رهبان بالليل فرسان بالنهار.

 

وكما يقول الشاعر الألماني (نوفاليس ):

كلما قلت حاجتنا إلى النوم اقتربنا من الكمال.

 

وكما قال الخيام:

فما أطال النوم عمراً
ولا قصًّر في الأعمار طول السهر

 

النوم على الشق الأيمن … لماذا؟

يرشدنا الرسول الكريم عليه السلام وتوجهنا تعليمات سنته المطهرة إلى الاضطجاع والنوم على الشق لما لهذا الوضع من الفوائد الصحية الي نعلمها – نحن الأطباء - ولفوائد كثيرة لا يعلمها إلا الله ورسوله.

 

فالنوم على الجانب الأيمن يمنع ضغط الكبد على المعدة ويساعد على تفريغ محتوياتها كما يسهل عمل القلب إذ يمنع ضغط المعدة والحجاب الحاجز عليه.

 

أما النوم على الجانب الأيسر فإنه يزيد العبء على القلب نتيجة لوضع المعدة والكبد على القلب في هذا الاضطجاع وكذلك على الرئة اليمنى.

 

وللنوم على الصدر ضرورة إذا يلوى النائم عنقه إلى أحد الجانبين حتى يتنفس. وقد ورد أنها ضجعه يبغضها الله. وبالنسبة للنوم على الظهر فإنه يجعل الأحشاء ترفع الحجاب الحاجز وبدوره يضغط على القفص الصدري فيحس النائم بالضيق ولربما قام من نومه مسرعاً.

 

قال د/ أيفي هو لديه (كي تنام وتستغرق في النوم امنح جسمك الوضع الجيد وامدد أطرافك ولا تنثني فتضغط بذلك بطنك وصدرك وتقلل من حجمهما واستلق على الجانب الأيسر أولاً لدقائق معدودات ثم تمدد على الجهة اليمنى مسترخياً لتستغرق في نوم هادئ عميق ).

 

تقول حكمة عربية: (الملوك ينامون على الجانب الأيمن وكبار القوم ينامون على الجانب الأيسر والمساكين ينامون على ظهورهم أما الشيطان فإنه ينام على بطنه) لهذا فإن النوم على الشق الأيمن هو الطريقة المثلى التي تحقق للإنسان راحته وتقيه شر الأمراض علاوة على اتباع المسلم لتعليمات نبيه الكريم.

 

النوم ميزان الجسم:

نشرت جريدة الأهرام القاهرية مقالاً في عددها الأسبوعي الصادر في 26 /6 /1992 مقالاً بعنوان " النوم مفتاح جمالك " تقول فيه: إن جسم الإنسان يحتاج إلى ساعات نوم معينة تختلف باختلاف السهر والتعود وطبيعة الجسم، فالنوم يزود الجسم بحاجته من الراحة ويمده بالطاقة اللازمة له دون أن يثقل من حركته، لذلك أطلقوا عليه تعبير "ميزان الجسم" ... بمعنى أنه إذا نقص عدد ساعات نومه أصبح قلقاً متوتراً تنقص السرعة في اتخاذ القرارات والتلخبط فيها.

 

النوم سلطان له الغلب:

كذلك نشرت نفس الجريدة "الأهرام القاهرية" في عدد أسبوعي أخر تحقيقاً بعنوان: " حقائق جديدة عن سلطان النوم " وضحت فيه أنه رغم محاولات بعض العلماء والباحثين إيجاد المبررات التي تحرم الإنسان من النوم بحجة أن هذه الساعات التي نقضيها في النوم يمكن الاستفادة منها في أمور نافعة، رغم ذلك لم يستطع أحدهم تطبيق هذه النظرية أو حرمان أي شخص من النوم إلا لساعات محددة قد تمتد إلى يومين أو ثلاثة على الأكثر، فالنوم إذن لا غنى للإنسان عنه بأي حال من الأحوال غير أن كمية الساعات التي يحتاجها الجسم من النوم تختلف من شخص لآخر، لكن كلما قلت ساعات النوم أصبح الشخص عرضة للتوتر والعصبية.

 

ويستطرد المقال في توضيح ضرورة النوم لكل كائن حي وكيف أنه ضروري جداً لراحة الكائن الحى لكى يستعيد نشاط وحيويته ومن ثم يصبح قادراً على متابعة مشواره في الحياة.

 

فإذا لم يأخذ العقل والبدن كفاءتهما من النوم بسبب الأرق فإن النتيجة تكون بلا شك سيئة عندما تظهر علينا بوادر التوتر والعصبية وعدم القدرة على التركيز أو التفكير السليم وسنشعر بالإجهاد والقلق.

 

هل تفارق الروح الجسد أثناء النوم؟

اعتبرت بعض الشعوب البدائية الأحلام أنها تجارب تمر بالروح حيث يظن أنها تترك البدن وتذهب إلى حيث يجرى الحلم. ولدى هؤلاء القوم يكون النوم مفارقة الروح للجسم بشكل مؤقت.

 

• وهناك قاعدة شائعة عند سكان جزيرة فيجي أو (جزر فيجي) تقول أنه لا يجب أن نوقظ شخصا نائما إلا للضرورة القصوى، إذ أن الروح تكون بعيدة وقد لا تتمكن من العودة في الوقت المناسب للجسم، وإذا كان لابد من إيقاظه فلنفعل ذلك بالتدريج حتى نعطي الفرصة للروح للعودة إلى جسمها.

 

يقول القرآن الكريم قبل ذلك بعشرات المئات من السنين موضحا هذا الموضوع في سورة الزمر آية (42):

﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر: 42]..

 

فجعل الحق تبارك وتعالى النوم كالموت، أي أنه طرح روحي.... هذا الطرح يكون دائما حين الموت ومؤقتا في النوم.

 

• وقد وصل العلماء لهذه الحقيقة مؤخرا، واعتبروا ذلك نصرا عظيما، إذ أمكن بهذه الحقيقة تفسير الأحلام التي يراها الإنسان في نومه فيتحقق منها بعد يقظته طالت المدة أو قصرت..... وأمكن من خلالها أيضا تقليل رؤية النائم لأمكنة أو أشخاص لم يسبق له رؤيتهم فإذا ما زار هذه الأمكنة أو التقى بهؤلاء الناس عرفهم فورا، وتعجب من دقة وتطابق الحالتين، حالة الرؤيا فب النوم والمشاهدة في اليقظة.

 

وقد قال هذا الدكتور (هرسون تتل) وأثبته في كتابه "أسرار الروح" فقد قال بانسحاب الروح من الجسد أثناء النوم، والدليل على ذلك ما تقوم به الروح من سياحات أثناء النوم فيراها النائم وكأنها حلم وذكر لذلك مثالا. أن سيدة ولدت عمياء استطاعت في أحلامها أن ترى الأشياء بوضوح وأن تصفها بدقة ولما توفيت وشرحت جثتها عقب ظهر من التشريح أن أعصاب البصر عندها كانت ميتة.

 

يقول الدكتور (جورج لندسى جونسون) أنه أجرى عملية جراحية في عيني فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، ولم تكن قط رأت شيئا البتة ولكنها لما شفيت ورفعت الأربطة تبيت شكل كل فرد في الحجرة وملبسه واستطاعت أن تميز بين الألوان المختلفة مما يؤكد أن روحها كانت تنطلق في منامها فترى ما لم تستطيع أن تراه بعينها.

 

وقد أورد الأستاذ / عبدالرازق نوفل في كتابه " القرآن والعلم الحديث " ما يلي: وقرر كثيرون أنهم قاموا بأروع أعمالهم عندما شاهدوها في أحلامهم، مثل الموسيقار/ آرثر سيمور سوليفان... الذي ألف أغنيته المشهورة (النور الساطع) في نومه، " وجوثيب تارثينى " الذي يقول أنه سمع في نومه كأن الشيطان يغني فما أن صحا من نومه حتى كتب اللحن وسماه " أغنية الشيطان".

 

والرياضي " هنري بوانكاريه " رأى معادلات جبرية أدت إلى استكشافه قانونا رياضيا هاماً (انظر كتاب القرآن والعلم الحديث ص97-98).



[1] قدّم الباحثون فيما مضى عدة نظريات لتفسير ظاهرة النوم والتي بينها تلك النظرية المسماة بالنظرية الكيميائية السابقة الذكر.. ولكن هذه النظريات كلها عجزت في الواقع عن تفسير الحقائق الصحيحة. وقد وصل العلم حديثا إلى أن النوم عبارة عن طرح روحي مؤقت تترك فيه الروح الجسد ساعات خاصة من اليوم والليلة، وقد عد العلماء هذا نصراً ما بعده نصر... وما زالت الأبحاث جادة لتفسير هذه الآية الإلهية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صح النوم!
  • حكايات الأطفال قبل النوم
  • هل هناك علاقة بين الوزن والنوم ؟
  • من آداب النوم
  • الإعصار آية من آيات الجبار (خطبة)
  • وفي النوم علوم ومعارف!
  • النوم على جنابة
  • النوم وهدي الإسلام فيه
  • من علم آية كان له ثوابها ما تليت

مختارات من الشبكة

  • فضل الوضوء قبل النوم: النوم على وضوء سبب من أسباب استجابة الدعاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ترك فضول النوم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يختص الحكم في القيام من نوم الليل أو يشمل كل نوم؟(مقالة - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • قراءة آية الكرسي قبل النوم سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درس تعليم آداب النوم للأطفال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • آداب النوم في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها الصائم(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح سنن النوم(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • قطوف إيمانية في مناهج الدورة الصيفية ( الآداب )(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • النوم واليقظة(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- لا أستطيع النوم
شهد - إيران 07-08-2016 01:18 PM

لا أستطيع النوم هل يوجد دعاء لذلك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب