• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

منشأ الحسن البصري وصفة أحواله وأفعاله (2)

د. أحمد عبدالوهاب الشرقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/8/2014 ميلادي - 29/10/1435 هجري

الزيارات: 15029

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في ذكر منشأ الحسن البصري وصفة أحواله وأفعاله (2)


قال مالك بن دينار: دخلت يومًا على الحسن وهو يأكل، فقال: كُلْ يا ابن أخي، فقلت: أكلتُ، فقال: وإن فعلتَ، فأسعدني، فقلت: والله لقد شبعتُ، فقال الحسن: يا سبحان الله! ما كنتُ إخال أن مؤمنًا يأكل حتى يشبَع، فلا يقدر أن يُساعِد أخاه![1]

 

وقيل: حضر الحسن وليمةً، وحضرها رجل من المتقشِّفين، فلما قُدِّمت الحلواء، رفع يده رياءً وتصنُّعًا، فأكل الحسن، وقال: كلْ يا لُكع، فلَنعمةُ الله عليك في الماء البارد أعظمُ من نعمته عليك في الحلواء.[2]

 

وقيل: إن الرجل كان اختزل من الطعام دجاجةً، فقال الحسن: ردَّ ما هو عليك حرام، وكلْ إن شئتَ ما هو لك حلال، واحذر الرياء والتصنُّع؛ فإن الله تعالى يمقُت فاعلهما.[3]

 

وقيل: رأى الحسن شيخًا في جنازة، فلما فرغ من الدفن قال له الحسن: يا شيخ، أسألك بربك: أتظن أن هذا الميت يودُّ أن يردَّ إلى الدنيا، فيزيد من عمله الصالح، ويستغفر الله من ذنوبه السالفة؟ فقال الشيخ: اللهم نعم! فقال الحسن: فما بالُنا لا نكون كلنا كهذا الميت؟! ثم انصرف وهو يقول: أي موعظة؟ ما أبلغها لو كان بالقلوب حياة! ولكن لا حياة لمن تنادي.[4]

 

ولقيه رجل - وهو يريد المسجد في ليلة مظلمة ذات ردغ - فقال: أفي مثل هذه الليلة تَخرُج يا أبا سعيد؟! فقال: يا بن أخي، هو التسديد أو الهلكة[5] [6].

 

وكان - رحمه الله - صاحبَ ليل.

 

وكان يقول: ما رأيت شيئًا من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل، وإنها لمِن أفعال المتقين.[7]

 

وكان يقول: صلاة الليل فرض على المسلمين، ولو قَدْرَ حلبِ شاة أو فُواق ناقة.[8]

 

وكان يقول: إذا لم تقدر على قيام الليل، ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم؛ قد كبَّلتْك الخطايا والذنوب.

 

وكان يقول: منعَ البرُّ النومَ، ومن خاف الفوات أدلج.[9] [10]

 

وقال له رجل: يا أبا سعيد، أعياني قيام الليل فما أطيقه! فقال: يا بن أخي، استغفر الله، وتب إليه، فإنها علامة سوء.

 

وكان يقول: إن الرجل ليذنب الذنب فيُحرَم به قيام الليل.

 

وقيل: حاول الحسن الصلاة ليلةً، فلم تُطاوعه نفسه، فجلس سائر الليلة لم ينَم فيها حتى أصبح، فقيل له في ذلك، فقال: غلبتني نفسي على ترك الصلاة، فغلبتُها على ترك النوم، وايم الله، لا أزال بها كذلك حتى تذلَّ وتُطاوع.

 

وكان يقول: إن النفس أمَّارة بالسوء، فإن عصتْك في الطاعة، فاعصِها أنت في المعصية.

 

وقيل لعبدالواحد صاحب الحسن: أي شيء بلغ الحسن فيكم إلى ما بلَغ، وكان فيكم علماء وفقهاء؟ فقال: إن شئتَ عرفتك بواحدة، أو اثنتين، فقلت: عرفني بالاثنتين، فقال: كان إذا أمر بشيء أعمل الناس به، وإذا نهى عن شيء أترك الناس له، قلت: فما الواحدة؟ قال: لم أر أحدًا قط سريرته أشبه بعلانيتِه منه.[11]

 

وقيل للحسن في شيء قاله: ما سمعنا أحدًا من الفقهاء يقول هذا، فقال: وهل رأيتم فقيهًا قطُّ؟! إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب على العبادة، الذي لا يُداري ولا يماري، ينشر حكمةَ الله، إن قُبلت منه حمد الله، وإن رُدَّت عليه حمد الله.[12]

 

وقيل: خطب إليه رجل ابنته، وبذل لها مائة ألف درهم، فقالت أمها: زوِّجه؛ فقد أرغبها في الصداق، وبذل لها ما ترى، فقال الحسن: إن رجلاً بذل في صداق امرأة مائة ألف لجاهلٌ مغرور يجب ألا يُرغَب في مُناكحتِه، ولا يُحرص على مصاهرته، وترك تزويجه، وزوَّجَها من رجل صالح.

 

وقيل: شاوَرَه رجل فقال: يا أبا سعيد، لي ابنة أحبها، وقد خطبها رجال من أهل الدنيا، فمن ترى لي أن أزوجها؟ فقال: زوجها مِن تقيٍّ؛ إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغَضَها لم يَظلِمها.

 

وقيل ليوسف بن عبيد: هل تعرف رجلاً يعمل بعمل الحسن؟ فقال: رحم الله الحسن، والله ما أعلم أحدًا يقول بقوله، فكيف يعمل بعمله؟! كان - والله - إذا ذُكرت النار عنده كأنه لم يُخلق إلا لها، وما رئي قط إلا وكأن النار والجنة بين عينيه خشيةً ورجاءً، لا يَغلب أحدهما صاحبه[13].

 

وقال حميد خادم الحسن: دخلنا على الحسن في بعض عِلَله نعوده، فقال: مرحبًا وأهلاً بكم، حياكم الله بالسلام، وأحلنا وإياكم دار المقام.

 

فقلنا: عِظنا يرحمك الله؛ فإنا نرجو الانتفاع بما نسمع منك.

 

فقال: هذه علانية حسنة إن صدقتم وصبرتم واتقيتم، معاشر إخواني، لا يكن حظكم من الخير سماعه بأذن، وخروجه من أذن، فإنه مَن رأى محمدًا صلى الله عليه وسلم رآه غاديًا ورائحًا، لم يضع لبنةً على لبنة، ولا قصبةً على قصبة، بل رفع له صلى الله عليه وسلم علَم الهداية، فشمر إليه، فهنيئًا لمن اتبع سببه، واقتفى أثره، الوحا الوحا، ثم النجاء النجاء، علام تفرحون ولا تحزنون؟ أتيتم - ورب الكعبة - كأنكم والله والأمر قد جاء معًا، والسعيد من اعتدَّ له[14] [15].

 

قال أبو عبدالرحمن: دخلنا على الحسن وهو عليل، فأحضر كاتبًا ليَكتُب وصيةً، ثم قال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد؛ فإن الحسن عبدالله وابن أَمَته، يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، من لقي الله بها صادقًا لسانه، مخلصًا قلبه، أدخله الله الجنة.

 

ثم قال: سمعت معاذًا يقول ذلك، ويُوصي به أهله، ثم قال معاذ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك، ويوصي به أهله.[16]

 

وقيل: لما احتضر الحسن، جزع جزعًا شديدًا، فقال له ولده: لقد أفزعتنا بجزعك هذا يا أبت، فقال: يا بُني، قد جاء الحق وزهق الباطل، وهأنا أصاب بنفسي التي لم أُصَب بمثلها.

 

وقال مالك بن دينار: رأيت الحسن - رحمة الله عليه - في منامي - بعد أن مات - مسرورًا، شديد البياض، تبرق مجاري دموعه، فقلت: ألست من الموتى؟ فقال: بلى! قلت: فماذا صرت إليه بعد الموت، فلعمري لقد طال حزنك في الدنيا؟ فقال: رفع - والله - لنا ذلك الحزن علم الهداية إلى منازل الأبرار، فحللنا بثوابه مساكن المتقين، وايم الله، إنْ ذلك إلا مِن فضل الله علينا، قلت: فما تأمرنا به يا أبا سعيد؟ قال: وما عسى؟ إنَّ أطوَلَ الناس حزنًا في الدنيا أطولهم فرحًا في الآخرة.

 

وقال صالح المري: دخلتُ على الحسن يومًا، فسمعتُه يُنشِد:[17]

ليس من مات فاستراح بمَيْت
إنما الميْت ميِّتُ الأحياءِ
إنما الميْت من تراه كئيبًا
كاسفًا بالُه قليل الرجاء[18]

 

وكان إذا أصبح وفرغ من تسبيحه، أنشد:

وما الدنيا بباقية لحيٍّ
ولا حي على الدنيا بباقي[19]

 

وإذا أمسى، بكى وتمثَّل:

يسُر الفتى ما كان قدَّم مِن تقًى
إذا عرف الداء الذي هو قاتله[20]

 

قال حميد: دخلنا على الحسن يومًا، فوجدناه يبكي وينشد:

دعُوه لا تلوموه دعوهُ
فقد علم الذي لم تعلموهُ
رأى علَمَ الهُدى فسما إليه
وطالب مطلبًا لم تَطلُبوهُ
أجاب دعاءه لما دعاه
وقام بأمرِهِ وأضعتُموهُ
بنفسي ذاك مِن فَطِن لبيب
تذوَّق مطعمًا لم تطعَموهُ[21]

 

قال: وسمعته يومًا آخر يبكي ويقول: أي ربِّ، متى أؤدي شكر نعمتك التي لا تؤدى إلا بنعمة محدَثة، ومعونة مجددة؟! ما أخسر صفقة من صُرف عن بابك، وضُرب دونه حجابك! ثم أنشد:

إذا أنا لم أشكرْكَ جهدي وطاقتي
ولم أصف من قلبي لك الودَّ أجمَعَا
فلا سلمَتْ نفسي من السقم ساعةً
ولا أبصرَتْ عَيني من الشمس مطلَعَا

 

ثم استغفر وبكى، وقال: القلب الذي يحبُّ اللهَ يحب التعب، ويؤْثِر النصَب، هيهات! لا يَنال الجنة من يؤثر الراحة، من أحب سَخا، من أحب سخا بنفسه إن صدق، وترك الأماني؛ فإنها سلاح النوكى.[22]

 

وقال له رجل يومًا: يا أبا سعيد، ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهًا؟! قال: لأنهم خلوا بالرحمن، فألبسَهم مِن نوره، فهو يبدو على وجوههم.[23]

 

وقيل له: يا أبا سعيد، كيف ترى في الرجل يُذنب، ثم يتوب، ثم يعود؟! فقال: ما أعرف هذا من أخلاق المؤمنين.

 

وذُكر بحضرته الصحابة - رضوان الله عليهم - فقال: قدَّس الله أرواحهم، شهدوا وغِبْنا، وعلموا وجهلنا، فما أجمعوا عليه اتَّبعْنا، وما اختلفوا فيه وقَفْنا.

 

وكان يقول: كنس المساجد وعمارتها بالذكر نقودُ الحور العين.

 

وكان يقول: حقيق على من عرف أن الموت مورده، والقيامة موعده، والوقوف بين يدي الجبار مشهده: أن تطول في الدنيا حسرته، وفي العمل الصالح رغبتُه.

 

واتصل به أن رجلاً اغتابه، فبعث إليه بطبق فيه رطب وقال: أهديتَ إليَّ باغتيابك لي حسناتك، فكافأتك عليها، فاستحيا الرجل، ولم يعد لذِكره بسوء.

 

وكان إذا رأى أن رجلاً كثير البطالة غير مشتغل بما يَعنيه من أمر دينه، أنشده:

يسرُّك أن تكون رفيقَ قوم
لهم زادٌ وأنت بغير زاد؟![24]

 

وكان يقول: يا بن آدم، نهارك ضيفك، فأحسن إليه؛ فإنك إن أحسنتَ إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمك، وكذلك ليلتك.

 

ووُلد له غلام فهنأه جلساؤه، وقالوا: بارك الله لك في هيبته، وزادك من نعمته، فقال: الحمد لله على كل حسنة، ونسأل الله الزيادة من كل نعمة، ولا مرحبًا بمَن إن كنتُ عائلاً أنصبني، وإن كنت غنيًّا أذهلني، وبمن لا أرضى بسعيي له سعيًا، ولا بكدِّي له في الحياة كدًّا، حتى أُشفقَ عليه من الفاقة بعد وفاتي، وأنا في حالٍ لا يَصِل إلي من همه حزن، ولا من فرحه سرور.

 

وكان يقول: إن خوفك حتى تلقى الأمن، خير من أَمنِكَ حتى تَلقى الخوف.

 

وكان يقول: ما رأيتُ شيئًا لا شك فيه أصبح شكًّا لا يَقين فيه، من يقيننا بالموت، وعَملِنا لغيره.

 

وكان يقول: رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما مِن صدقة أفضل من صدقة اللسان))، قيل: يا رسول الله، وما صدقة اللسان؟ قال: ((الشفاعة الحسنة، يُخفي الله بها الذميمة، ويقضي الحاجة، ويفرِّج الكربة)).[25]



[1] مالك بن دينار (000 - 131 ه‍ = 000 - 748 م) مالك بن دينار البصري، أبو يحيى: من رواة الحديث، كان وَرِعًا، يأكل من كسبه، ويَكتب المصاحف بالأجرة، توفي في البصرة؛ انظر، الزركلي: الأعلام، 11 / 419.

[2] اللكع: اللئيم، والعبد والأحمق، ومَن لا يتجه لمنطق ولا غيره، والمهر، والصغير، والوسخ، ويقال في النداء: يا لكع، وللاثنين: يا ذوي لكع، ويقال في النداء: يا خبث، كما يقال: يا لكع، تريد: يا خبيث؛ انظر، الفيروزابادي: القاموس المحيط، الأزهري: تهذيب اللغة، ابن منظور: لسان العرب.

[3] اختزل: عرج، وبرأيه انفرد، والشيء اقتطعه، وفي حديث الأنصار: "وقد دفت دافة منكم يريدون أن يختزلونا من أصلنا"، ويقال: اختزل العامل المال الذي جباه: إذا اقتطعه؛ انظر: المعجم الوسيط، الأزهري: تهذيب اللغة.

[4] شطر بيت من الأبيات السائرة لبشار بن برد يقول فيه:

لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا
ولكن لا حياة لمن تُنادي

[5] ردغ: الردغة، بالتحريك: الماء والطين، والوحل الشديد، وكذلك الردغة بالتسكين، والجمع: ردغ ورداغ؛ انظر: الصحاح: الجوهري، الفيروزابادي: القاموس المحيط.

[6] التسديد: التوفيق للسداد، وهو: الصواب والقصد من القول والعمل، ورجل مسدَّد: إذا كان يعمل بالسداد والقصد، والمسدَّد: المقوَّم؛ انظر: الصحاح: الجوهري.

[7] التقوى في اللغة بمعنى الاتقاء، وهو: اتخاذ الوقاية، وعند أهل الحقيقة: هو الاحتراز بطاعة الله عن عقوبته، وهو صيانة النفس عما تستحق به العقوبة من فعل أو ترك، والتقوى في الطاعة يراد بها: الإخلاص، وفي المعصية يراد بها: الترك والحذر، وقيل: أن يتَّقي العبد ما سوى الله تعالى، وقيل: المحافظة على آداب الشريعة، وقيل: مجانبة كل ما يُبعدك عن الله تعالى، وقيل: ترك حظوظ النفس ومباينة النهى، وقيل: ألا ترى في نفسك شيئًا سوى الله، وقيل: ألا ترى نفسك خيرًا من أحد، وقيل: ترك ما دون الله، والمتبع عندهم هو الذي اتقى متابعة الهوى، وقيل: الاهتداء بالنبي عليه السلام قولاً وفعلاً؛ انظر: الجرجاني: التعريفات.

[8] قال الليث: فواق الناقة: رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها؛ تقول العرب: ما أقام عندي فواق ناقة، وقد أفاقت الناقة واستفاقها أهلها، إذا نفسوا حلبها حتى تجتمع درتها، وبعضٌ يقول: فواق ناقة بمعنى الإفاقة، كإفاقة المغشي عليه؛ تقول: أفاق يفيق إفاقةً وفواقًا، فواق ناقة، وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة، تُضمُّ فاؤه وتُفتَح؛ انظر: الأزهري: تهذيب اللغة، ابن منظور: لسان العرب.

[9] (فوت) الفوت: الفوات، فاتني كذا؛ أي: سبقني، وفُتُّه أنا، وقال أعرابي: الحمد لله الذي لا يُفات ولا يلات، وفاتني الأمر فوتًا وفواتًا: ذهب عني، وموت الفوات: موت الفجأة؛ انظر: ابن منظور: لسان العرب.

[10] (دلج): الدلجة: سير السحَر، والدلجة: سير الليل كله، والدلج والدلجان والدلجة: الساعة من آخر الليل، والفعل الإدلاج، وأدلجوا: ساروا من آخر الليل، وأدلجوا: ساروا الليل كله؛ انظر: ابن منظور: لسان العرب.

[11] عبدالواحد بن زيد: قال الحارث بن عبيد: كان عبدالواحد بن زيد يجلس إلى جانبي عند مالك بن دينار، فكنتُ لا أفهم كثيرًا من موعظة مالك؛ لكثرة بكاء عبدالواحد، قال أبو نعيم: عبدالواحد بن زيد كان عابدًا زاهدًا، وواعظًا، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: قال لي أبو سليمان الداراني: أصاب عبدالواحد بن زيد الفالج، فسأل الله أن يُطلقه في وقت الوضوء، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق، وإذا رجع إلى سريره عاد عليه الفالج؛ انظر: ابن الجوزي (عبدالرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج بن الجوزي): صفة الصفوة، تحقيق: محمود فاخوري، محمد رواس قلعه جي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 - 1979، 3 / 321؛ أبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء، 3 / 28.

[12] "لا يُشاري ولا يماري ولا يداري": لا يُشاري من الشر، قلت: كأنه أراد لا يشار، فقلب إحدى الراءين ياءً، ولا يماري: لا يُخاصم في شيء له فيه منفعة، وقوله: ولا يداري؛ أي: لا يدفع ذا الحق عن حقه؛ انظر: الأزهري: تهذيب اللغة.

[13] لم أجد له ترجمة.

[14] أي: من أدرك ولحق، وفي التنزيل في صفة ذي القرنين: ﴿ ثم اتَّبَعَ سببًا ﴾ [الكهف: 89]، بتشديد التاء، ومعناها: تبع، وكان الكسائي يقرؤها: ﴿ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾، بقطع الألف، أي لحق وأدرك؛ انظر، ابن منظور: لسان العرب.

[15] العرب تقول: الوحاء الوحاء، والوحا الوحا، ممدودًا ومقصورًا، وربما أدخلوا الكاف مع الألف فقالوا: الوحاك الوحاك، ورَوى سلمة عن الفراء، قال: العرب تقول: النجاء النجاء، والنجا النجا، والنجاءك النجاءك، والنجاك النجاك؛ انظر: الأزهري: تهذيب اللغة.

[16] معاذ بن جبل (20 ق هـ - 18هـ / 603 - 639م): معاذبنجبل، أبو عبدالرحمن، صحابي أنصاري جليل، ينتسبلقبيلة الخزرج من المدينة، أسلم على يد الصحابي مصعببنعمير رضي الله عنه، ثمجاءمعاذرضي اللهعنه إلى مكة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، آخى الرسول بينه وبين جعفر بن أبي طالب رضيالله عنه.

لزممعاذرضيالله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبح جنديًّا من جنود الدعوة الإسلامية قولاً وعملاً، شهدبدرًا، وكان من فريق الهجوم، وتابع جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أُحُد والخندق والغزواتكلها، إلى أن تمَّ فتح مكة، فأسند له الرسول صلى الله عليه وسلم مهمَّة تعليم الدين للناس فيها، بقيمعاذرضي الله عنهفي مكة إلى أن استنفر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس إلى تبوك فكان في طليعة الملبِّين.

بعد تبوك جاءت وفود من اليمن تعلن إسلامها، فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم معاذًا لتعليمهموالقضاء في أمورهم، كانت لمعاذ جولات في حمص والشام يعلم الناس، ثم استقر به المقام في فلسطين،وحدث الطاعون في تلك الديار، وتولى معاذ رضي الله عنه القيادة بعد ذلك حتى أصابه الطاعون، فتُوفيوله من العمر 38 عامًا، رُوي عنمعاذفي كتب الحديث 157 حديثًا؛ (انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).

[17] صالح المري: أبو بشير صالح بن بشير القارئ المعروف بالمري؛ من أهل البصرة، حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وبكر بن عبدالله وغيرهم، رَوى عنه شجاع بن أبي نصر البلخي، وسريج بن النعمان الجوهري، وعفان بن مسلم وغيرهم، كان عبدًا صالحًا، وقال عفان بن مسلم: كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقصُّ، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، وكان مملوكًا لامرأة من بني مرة بن الحارث بن عبدالقيس، ومات سنة ست وسبعين ومائة، رحمه الله تعالى؛ انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 2 / 494، وانظر ترجمته أيضًا في: تاريخ بغداد 9: 305، وميزان الاعتدال 2: 289، وذكر أن وفاته سنة: 173، وقال في العبر 1 / 262: فيها أو في 176، وقال البخاري: مُنكَر الحديث.

[18] البيت لعدي بن رعلاء الغساني، وقبله:

ربما ضربة بسيف صقيل
دون بُصرى وطعنةٍ نجلاءِ
وغموس تضلُّ فيها يدُ الآ
سي ويَعيا طبيبها بالدواءِ
رفعوا راية الضِّراب وآلوا
ليذودنَّ سامر الملحاءِ

انظر: الأصمعي: الأصمعيات.

[19] قال الزمخشري في "ربيع الأبرار": كان الحسن يتمثَّل كثيرًا بقول نهشل بن حري:

وما الدنيا بباقية لحيٍّ
ولا حي على الحدثان باقي

[20] البيت مذكور في كتاب "الجليس الصالح والأنيس الناصح"؛ للمعافى بن زكريا، و"الحيوان"؛ للجاحظ، و"عقلاء المجانين"؛ لابن حبيب، وكلهم بدون عزوٍ، والأخير ذكر القصيدة ضمن سياق قصة عن حيان بن خيثم المجنون، قال عطاء السلمي: مررتُ ببعض أصدقائي ظاهر البلد، فناداني وسألني أن أبر قسمه، وناولني سكرًا وسمنًا ونشاءً، وقال: أصلحه لي، فأمرت من أصلحه، ثم أخذته تحت كسائي أمرُّ به إليه، إذا أنا بحيان بن خيثم المجنون، فقال: ما معك؟ فقلتُ: شيء أصلحته لبعض رفقائي، فقال: اكشف عنه، فكشفت، فقال: ارفعه؛ فإن نفوسنا نفرت من أن تأكله، قلت: فما تريد؟ قال: فالوذج العارفين! قلت: وما هو؟! قال: خذ قند الصفا، وسمن البها، وزعفران الرضا، وماء المراقبة، وانصب طنجير القلق، وأوقد تحتها حطب الحرق، واعقده باصطلام الحياء، ونار الشوق، حتى يزيد زبد الصبر، وترغو رغوة التوكل، ثم ابسط على صحاف الأنس، ثم كُلْه.

قلت: فإذا أكلته؟! قال: تضج أوجاع القلوب إلى مُداويها، وتشكو ألم الضمير إلى مبليها، وتبكي العيون عن محبة مبكيها شوقًا إلى تأنُّسه محبتها، ثم أنشد فقال:

فهام بحب الله في القفر سابحًا
وحطَّت على سوق القدوم رواحلُهْ
نهاه النهى فارتاح للخوف باطنه
وخاف وعيدَ الله فالحق شاغله
فلما جرى في القلب ماء يَقينِه
فأنبت زرعًا لم تجفَّ سَنابلُه
طوى دهره بالصوم حتى كأنما
عليه يمينٌ إنه لا يُزايلُه
فعاد بحزن قد جرى في ضميره
تَنوح به أعضاؤه ومفاصِلُه
يسرُّ الفتى ما كان قدم مِن تُقى
إذا عرف الداء الذي هو قاتلُه

[21] لم أجد هذه الأبيات فيما لدي من كتب الأدب والوعظ والزهد، ولعلها من شعر الحسن البصري رضي الله عنه.

[22] قال الليث: النوك: الحمق، والأنوك: الأحمق، وجمعه: النوكي؛ انظر: الأزهري: تهذيب اللغة.

[23] التهجد: صلاة الليل، وهجد وتهجَّد؛ أي: نام ليلاً، وهجد وتهجد؛ أي: سهر، وهو من الأضداد، ومنه قيل لصلاة الليل: التهجد؛ انظر: المعجم الوسيط، الجوهري: الصحاح.

[24] من الأبيات السائرة على ألسنة الناس، ولا يُعلم له قائل.

[25] جاء في كتاب علل الحديث لابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح، عن حجاج بن محمد، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله: ((ما من صدقة أفضل من صدقة اللسان))، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: ((الشفاعة؛ يُحقَن بها الدم، وتُجَرُّ بها المنفعة إلى أحد، وتُدفع بها الغرامة عن أحد))، قال أبي: أرى بين حجاج وبين أبي بكر رجلاً، وهذا حديث منكر.

وقال محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة: وأبو بكر الهذلي متروك الحديث.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منشأ الحسن البصري وصفة أحواله وأفعاله (1)
  • من أقوال الحسن البصري في الحكم والمواعظ
  • مكاتبة الحسن البصري للخلفاء ومعاملاته مع الأمراء

مختارات من الشبكة

  • ترجمة الإمامين الحسن البصري ويحيى بن آدم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة رسالة الحسن البصري إلى عبدالرحمن بن أنس الرمادي يرغبه في المقام بمكة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مفهوم العزة عند الحسن البصري وعلاقته بحال أهل العري(مقالة - ملفات خاصة)
  • صفات الحسن البصري الخَلقية والخُلقية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • درر مختصرة من أقوال الحسن البصري رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسألة في سماع الحسن البصري من سمرة بن جندب (WORD) و (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مع الإمام الحسن البصري(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • سيرة الحسن البصري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سير أعلام النبلاء: سيرة الحسن البصري(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • من أقوال الحسن البصري عند تلاوة القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب