• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

من أسر العلم في دمشق : آل المبارك وآل الحسني

من أسر العلم في دمشق : آل المبارك وآل الحسني
د. محمد مطيع الحافظ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/7/2014 ميلادي - 14/9/1435 هجري

الزيارات: 13435

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العلم رحم بين أهله

(مِن أُسر العِلم في دمشق: آل المبارك وآل الحسني)


أُسرة المبارك أسرة عِلم ونسب شريف، وهم من سادات الجزائر المعروفين الذين يتصل نسبهم بسيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما.

 

واشتهرت هذه الأسرة بجدها الأكبر العلامة محمد المبارك (ت1269هـ/ 1852م)، وهو العالم المرشد الذي ذاع صِيته في الأقطار، وتخرَّج على يديه عدد كثير من الطلبة في الجزائر، وأصبحوا علماء أعلامًا، ولَمَّا احتلَّت فرنسا الجزائر جمع جموعًا، وسار للجهاد، فلمَّا ظهرت فرنسا عليهم هاجر بأهله وأقربائه إلى دمشق في الهجرة الأولى سنة 1263هـ مع شيخه السكلاوي، وهي الهجرة المعروفة بهجرة العلماء[1]، وفي دمشق تابع الشيخ محمد المبارك نشاطه العِلمي والتوجيهي والإرشادي.

 

واشتهر من بعده ابناه بدمشق: محمد الطيب (ت1313هـ/ 1895م)، ومحمد المبارك (ت1330هـ/ 1912م) الذي أعقب الأستاذ عبدالقادر المبارك (ت1365هـ/ 1945م) والد الأساتذة محمد (ت1402هـ/ 1981م) وممدوح وعدنان وهاني ومازن - وهو أستاذنا الجليل - وعبدالهادي.

 

وقد كان لهذه الأسرة المباركة أثرٌ كبير في دمشق عِلمًا وإرشادًا وجهادًا؛ إذ نشأ منهم علماء في اللغة والأدب والحديث والتصوُّف، فأقاموا حلقات العِلم في المساجد، وأنشأ بعضهم المدارس للطلبة، ودرَّس كثير منهم في الجامعات، وأصبح منهم أعضاء في المجامع العِلمية العربية.

 

ومع هذا النشاط العلمي الكبير في هذه الأسرة نشأت صلاتٌ وثيقة وطيبة مع عددٍ من الأُسر العلمية في دمشق، يجمعهم في ذلك رحِم العلم والفضل، من هذه الأُسر: آل السكلاوي، والجزائري، واليعقوبي، والحسني وغيرهم.

 

وسيكون حديثنا عن الصلات الطيبة مع أسرة الحسني؛ نظرًا لعُمق هذه الصلة واستمرارها من الأجداد إلى الأبناء فالأحفاد.

 

بدأت هذه الصلات بين الجدَّين الكبيرين للأسرتين: الشيخ يوسف المغربي الحسني، والد الشيخ محمد بدر الدين الحسني، والشيخ محمد المبارك والد الأستاذ عبدالقادر؛ إذ كانا صديقينِ تجمعهما مجالس الأمير عبدالقادر الجزائري ونشاطه العِلمي والاجتماعي.

 

وقد تعمَّقت هذه الصلة في تلمذة الأستاذ عبدالقادر ابن الشيخ محمد المبارك على الشيخ محمد بدر الدين الحسني، ثم تلمذة الأستاذ محمد ابن الأستاذ عبدالقادر للشيخ الحسني.

 

وتوضيحًا لهذه الصلة التي أصبحت صلة عِلم، وقرب، وتلمذة من آل المبارك للشيخ بدر الدين، ولِما انطوت عليه العلاقة بين آل المبارك وآل الحسني من مودة ووفاء ترجمتُ بدايةً للمحدث الشيخ بدر الدين لأبيِّن فضله ومنزلته العِلمية، ثم ترجمت أيضًا للشيخ عبدالقادر المبارك مبينًا صلته بشيخه الحسني ومنزلته عنده، ثم أتبعها ببيان لتلمذة الأستاذ محمد بن الأستاذ عبدالقادر على شيخه الحسني، الذي تلقى عنه عددًا من العلوم، وخاصة علوم الرياضيات والفَلَك.

 

ثم أتبع ذلك ببعض الذِّكريات والمواقف التي رواها أستاذنا الدكتور مازن المبارك مع الشيخ المحدِّث محمد بدر الدين الحسني.

 

أولًا: الشيخ محمد بدر الدين الحسني محدِّث ديار الشام:

هو محمد بدر الدين ابن العلامة يوسف بن بدر الدين بن عبدالرحمن الحسني، المغربي المراكشي السَّبتي الأصل، الدِّمشقي مولدًا ونشأة، ينتهي نسبه إلى الشيخ عبدالعزيز التباع الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

 

وُلِد بدار والده المجاورة لدار الحديث الأشرفية سنة 1267هـ، فأخذ عن والده العالم الشاعر الفقيه المالكي، المحدِّث: مبادئَ الكتابة والحساب، وحفِظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنوات تقريبًا، وانقطع للعلم، فلمَّا توفي والده وهو ابن اثنتي عشرة سنة تولت والدتُه وخاله الشيخ صالح الكزبري رعايته، وانقطع في غرفة أبيه بدار الحديث يطالع كتبه بهمَّة، ويحفظ المتون، وأرشده الشيخ أبو الخير الخطيب فحفِظ ما يقرب من اثني عشر ألف بيت شعري في العلوم والأدب واللغة والنحو، ثم شغله بقراءة شروحها وفهمها، ثم مال إلى العزلة والخَلوة التي استمرت سبع سنوات أو تزيد منقطعًا للعِلم والعبادة في غرفته، فأولى اهتمامه علم الحديث فحفِظ الصحيحين مع أسانيدهما، وقيل: حفِظ الكتب الستة، وقد ساعده على ذلك ذكاءٌ فِطري وحافظة عجيبة، وبعد انتهاء خَلْوته بدأ دروسه الخاصة، ثم توسعت حتى أصبحت عامة تحت قبة النسر في المسجد الأموي حتى آخر حياته.

 

ولَمَّا دخل الخامسة والعشرين من عمره رحل إلى مصر، فالتقى بكبار علمائها كالشيخ الأشموني، والشيخ إبراهيم السقا، وأخَذ عنهما وأجازاه.

 

في سنة 1295م تزوج من السيدة رقية بنت الشيخ محيي الدين العاني، العالم الصالح، ورُزق منها ثمانية أولاد، ابنان، أكبرهما: إبراهيم عصام الدين الذي جمع العِلم والصلاح والذكاء وتوفي في حياة والده، وثانيهما: الشيخ تاج الدين الذي تولى رئاسة الجمهورية السورية.

 

وكان الشيخ ورِعًا شديد الورع، لا يرى لنفسه فضلًا على أحد في عِلم أو خُلُق، صان لسانه عن الغِيبة حتى ألزم جالسيه ذلك، وأخذ نفسه بالصراحة، لا يخشى في الحق لومةَ لائم، قليل الكلام، دائم الصمت والتفكير، فلم يكن يتكلم فيما عدا التعليم والإرشاد إلا ما دعت إليه الضرورة، وكان غاية ما يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله يابا).

 

يؤنس الفقراء والمساكين ويزورهم، ويعطف على الأرامل والأيتام ويسألهم الدعاء، وكان متواضعًا فلم يكن يمكِّن أحدًا من تقبيل يده رغم حرص طلابه على تقبيلها، يذكر الله كثيرًا، ويصلي على نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان يشتغل بالعلم والذِّكر والصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في آن معًا.

 

وكان زاهدًا، أقبلت عليه الدنيا فنفَر منها مبتعدًا عن الوظائف والمناصب والجاه، فلا يزور الحكام، بل يزورونه، وكان في بيته كما قال الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي)).

 

وكان يعامل الناس كلاًّ بما يليق به ويناسبه، حكيمًا يضع الأمور في مواضعها، ويغَار على الأمة والعالَم الإسلامي، فيكتب إلى الملوك والأمراء يحثُّهم على العدل وإقامة الحق، وقد هيَّأ النفوس للثَّورة السورية، فتنقَّل بين المدن السورية يحضُّ على الجهاد قائلًا بصراحة: الجهاد فرضُ عين على كل مَن يستطيع حمل السلاح، ونجحت الثورة وآتت أُكلها بنصرها على المستعمرين الفرنسيين.

 

أمَّا دروسه فخاصة وعامة، فالخاص منها كان في غرفته بدار الحديث، يفِدُ عليه من الطلاب أجناسٌ وطبقات ودرجات وأعمار مختلفة، بعضهم علماء البلد وشيوخه، وآخرون من النشء الجديد، تخرُج جماعة وتدخل غيرها، ابتداءً من بعد ضحوة النهار إلى ما بعد العصر، وهو صائم.

 

وهذه الدروس الخاصة متنوِّعة ما بين الحديث والتفسير والمصطلح وأصول الفقه والتوحيد والمنطق، وعلوم العربية، والتصوف، والحساب والجبر والهندسة والفَلَك والكيمياء، وسواها.

 

وهو يشجِّع العلومَ الحديثة والثقافة الجديدة والعلوم، في الوقت الذي كان فيه العالَم الإسلامي يستريب فيما يأتي من أوربا؛ ولهذا كان يزور المدارس الرسمية ويحضُر بعض دروسها في الطبيعيات والجبر والمقابلة والحساب، ويناقش الأساتذة، ويسأل الطلاب.

 

وفي مناقشاته مع طلابه كان مرِنًا كل المرونة، يُصغي إليهم ويسمع آراءهم بإدراك واسع يكتنفه تحقيقٌ وذهنية عِلمية عجيبة، ومحاكمة منطقية سديدة متأملة، وكذلك كان يقرِّب إليه الشباب، ويشجِّعهم على العلم ويُدْنيهم من مجلسه.

 

أمَّا النوع الثاني من دروسه وهو الدروس العامَّة، فبدأه في جامع السادات بشرح (صحيح البخاري)، ثم انتقل إلى جامع سنان باشا، وفي سنة 1298هـ أوكل إليه تدريس الحديث الشريف بالجامع الأموي، فابتدأ الدرس بالحديث الأول من (صحيح البخاري) فأجاد فيه حتى بلغ الغاية، فملك على السامعين نفوسَهم، وكان من الحاضرين الوالي العثماني، فلم يترك عِلمًا من العلوم المنقولة والمعقولة إلا وذكر شيئًا منه، غير معتمد على كتاب ولا ورقة، ينطق بفصاحة لهجة وحُسن بيان وأسلوب عَذْب مشرِق جذاب، في كلام سهل قريب المأخذ، وصوت جَهْوري يسمعه الحضور كلُّهم حتى قيل: إن الداخل من باب الجامع يسمعه على سَعته، وظل كذلك حتى وفاته.

 

ودرسه العام هذا مع تشعُّب موضوعاته وكثرة استطراداته مرتبط الأجزاء، متسلسل الأفكار، تجمعه وَحْدة الموضوع، وقد وصفه الشيخ رشيد رضا بأنه دائرة معارف سيَّارة، وهو ينتخب الدرسَ ممَّا له علاقة بحال الناس في وقته، يلتفت إلى اليمين واليسار والخلف حتى يلائم موضوع الدرس وحال الحاضرين.

 

رُوِي أنه حضر درسه مرة مفتي مصر الشيخ محمد بخيت المطيعي، فلما كان آخر الدرس خرج مع المحدث قائلًا له: (يا شيخنا، أنت ضائعٌ في الشام)، وقال للناس: (لو كان في مِصرَ لحمَلوه على الأعناق، ولَمَا تركوه يمشي على الأقدام).

 

ترك المحدِّث عددًا من المؤلَّفات ألَّفها في عُزلته، عُرف من أسمائها أربعون كتابًا.

 

قضى عمره المديد دائبًا بين العِلم والتعليم، والتربية والتهذيب، وهذه الأخلاق وهذا العلم الذي هو من قبس النبوة لفَّ حوله الناس وحبَّبه إليهم وأثَّر فيهم، وخصوصًا طلاب العلم الذين لازَموه، وليس في دمشق في عصره عالمٌ إلا وهو من طلابه، أو تلميذٌ لطلابه؛ فهو شيخ العلماء بلا منازع.

 

وقبل وفاته بأربعة أشهر لزم بيتَه لم يخرج إلا لصلاةِ الجمعة، ثم اشتكى من بعض الآلام، ودبَّ الضعفُ إلى جسمه، وزاد من تعبه الإجهادُ؛ لأنه لم ينقطع عن دروسه في المنزل إلا في اليوم السابق لوفاته.

 

توفي رحمه الله صباح الجمعة 27 ربيع الأول 1354هـ، وصُلِّي عليه العصر في الجامع الأُموي، وأُقيم له حفل تأبيني بعد أربعين يومًا على مدرج الجامعة السورية بدمشق، تكلَّم فيه الخطباء عن مآثرِ المحدِّث الأكبر وفضائله وعلمه[2].

 

ثانيًا: الشيخ عبدالقادر المبارك:

هو العلامة عبدالقادر بن محمد بن محمد المبارك، ولد سنة 1295هـ بدمشق، ونشأ في رعاية والده الأديب الصوفي الشاعر المرشد، وحضر مجالسه الأدبيَّة والوعظيَّة، وتلقى عنه كثيرًا من المعارف الأدبيَّة واللغويَّة، وتلقى على شيوخِ عصره؛ كالشيخ أمين سويد، والشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ عطا الكسم، وغيرهم.

 

ثم عكف على دراسة اللغة والنحو بنفسه، صارفًا طويلًا من شبابه في ذلك، واشتهر باطِّلاعه الواسع وتفوُّقه، حتى عُرف بأنه (القاموس السيَّار)، وكان له وَلَعٌ خاص بالشعر الجاهلي وغريب اللغة، وكان يستدرك على كتب اللغة والمؤلِّفين، وأصحاب المعاجم، حتى أصبح حجَّة، لا يسأل عن لفظةٍ حتى يجيب عن معناها وما ورد فيها من شواهدَ وغير ذلك.

 

كما كان راوية حافظًا لكتب الأخبار والتراجم والتاريخ، أما ثقافته الدِّينية فهي ما تلقَّاه عن شيوخِه في الفقه والحديث والأصول، وأخَذ نفسه بثقافة حديثة هي من نتاج مطالعتِه الخاصة ومجالسته لأهل عصره من الأدباء والعلماء.

 

افتتح مدرسة خاصة في زقاق النقيب سنة 1323هـ/ 1905م، ثم عُيِّن أستاذًا للغة العربية في المدرسة السلطانية الأولى (مكتب عنبر)، ثم كُلِّف بتدريس الدِّين أيضًا، ثم عُيِّن أستاذًا للُّغة والدِّين والتاريخ في المدرسة الحربية في عهد الملك فيصل، كما عُيِّن عضوًا في لجنة التعريب للمصطلحات الإدارية والعسكرية، وبعد إغلاق المدرسة الحربية بزوال العهد الفيصلي، عاد إلى مدرسة التجهيز، ثم كُلِّف بتدريس اللغة في مدرسة الأدب العليا سنة 1349هـ/ 1930م، ثم أُحيل على التقاعد سنة 1359هـ/ 1940م، وعهد إليه بعد التقاعد بتدريس اللغة في دار المعلِّمين العليا التي أحدثت سنة 1361هـ/ 1942م.

 

كان من أعضاء المجمع العِلمي العربي العاملين منذ تأسيسه سنة 1338هـ/ 1919م، وقد شارك في أعماله، فاشترك في كثيرٍ من لجان التصحيح والتعريب وترجمة المصطلحات العسكرية، وشارك في إلقاء المحاضرات بقاعة المجمع.

 

ترك عدَّة مؤلفات، منها:

♦ شرح مقصورة ابن دُرَيد في اللغة.

♦ فرائد الأدبيات العربية.

 

وله قصائد كثيرة.

 

كانت له منزلة شعبية كبيرة، ونفوذ عند الناس، وكان مفزعًا يلجؤون إليه لحلِّ مشكلاتهم، وكثيرًا ما انتدب لإصلاح ذات البَيْن.

 

كما كان محدِّثًا بارعًا، حاضر البديهة، متوقِّد الذهن، ظاهر النشاط، جَهْوري الصوت، فصيح اللسان.

 

قال عنه تلميذه ظافر القاسمي: كان أعلمَ أهل زمانه بالمفردات حتَّى قيل عنه: (إنه نسخة حيَّة مِن القاموس)؛ فقد عرف عنه أنه كان يحفظ (فقه اللغة)، و(الألفاظ الكتابية) و(القاموس المحيط) عن ظهر قلب، وكان له غَرام بالمترادف، يقصف به لسانه كالرعد دون توقُّف ولا تلعثم، فإذا ما اعترضته لفظة غريبة رأى وجوب شرحها للطلاب...، كذلك كان رحمه الله مولَعًا بأمثال العرب، وكان مكتب عنبر في أيام العهد الفيصلي وأول أيام الانتداب يستعمل بعض الألفاظ التركية فمحاها واستبدل بها ألفاظًا عربيةً فصيحة.

 

توفي رحمه الله في سنة 1365هـ/ 1945م.

 

كان الأستاذ عبدالقادر المبارك من كبار تلامذة الشيخ الحسني الملازمين لحلقاته الخاصَّة، ودروسه العامَّة: في دار الحديث الأشرفية، وفي الجامع الأموي تحت قبة النسر، وفي بيت الشيخ.

 

تلقَّى عليه عددًا من العلوم، وقرأ وسمع الكثير من الكتب الكِبار في دروسه الخاصَّة، منها: (كنز العمَّال)، و(تفسير الكشَّاف)، و(تفسير البيضاوي)، وغيرها.

 

وفي دروسه العامَّة سمع منه (صحيح البخاري) و(مسلم)، وغيرها من الكتب الحديثية.

 

أحبَّ الشيخ بدر الدين تلميذَه الشيخ عبدالقادر وقرَّبه إليه، فكان مِن أكثر الناس دالة وقُربًا وجرأة عند الشيخ، لم يحظَ بهذه المنزلة إلا القلة من تلاميذه، فكان الشيخ عبدالقادر يوجِّه للشيخ الأسئلةَ التي لا يستطيع غيرُه أن يطرحها عليه، فيسأله عن أشياء تخصُّ العصر والمعاصرين ليعرف الناس جوابها، وليصلوا إلى رأي الشيخ فيها، سواء كانت عِلمية أم اجتماعية أم سياسية.

 

وكثيرًا ما كان الشيخ عبدالقادر يجلس إلى الشيخ ويسارُّه في أمور المسلمين وأحوالهم عامَّة، وفي دمشق خاصَّة من بطش المستعمرين وظُلمهم واعتداءاتهم على البلدان الإسلامية، فكان الشيخ يُصغي إليه ويستفسر بكلمات قليلة مستوضحًا عن بعض الأمور، وكان هذا يؤدِّي إلى ألَم الشيخ وحُزنه وبكائه.

 

وهذا الأمر دفع السيد محمد فخر الدين الحسني حفيد الشيخ بدر الدين أن يأتي في صباح أحد الأيام بعد صلاة الفجر متلهِّفًا متألِّمًا قائلًا للشيخ عبدالقادر: إن زوجة الشيخ تُقرئك السلام، وترجوك ألاَّ تحدِّث الشيخ بأخبار المسلمين المؤلِمة؛ لأنه - في هذه السن - عندما يسمع منك ما تخبره به يبقى طوال الليل يبكي ويدعو للمسلمين ويفكِّر في السبيل إلى مساعدتهم، فلا يهدأ له بالٌ، ولا يستطيع النوم.

 

وكانت للأستاذ عبدالقادر منزلة خاصَّة عند الشيخ بدر الدين - كما ذكرنا - فكان يأنَسُ لحديثه ويحبُّه ويتفقَّد أحواله وأحوال أسرته، مستفسرًا عنهم متمنِّيًا لهم الخير، داعيًا لهم بالتوفيق.

 

من ذلك أنه كان من عادة الشيخ بدر الدين أنه إذا أراد دخول المسجد الأموي فإنه يدخل من بابٍ ويخرج من آخر، فإذا دخل من الباب الشرقي يخرج من باب الكلاسة، أو بالعكس.

 

وفي طريقه كان يمرُّ من أمام بيت المبارك مقابل المدرسة التجارية - دخلة العطار - فيدخل إليهم في بعض الأحيان، ويسلِّم عليهم ويدعو لهم، فتكون من سعادة الأسرة وبهجتها بهذاه الزيارة كبيرة.

 

ولقد كان الأستاذ عبدالقادر وفيًّا لشيخه حيًّا وميتًا، بارًّا به، ممتثلاً لِما يقول، بارًّا بأسرة الشيخ يزُورُهم ويتفقَّد أحوالهم.

 

وبعد وفاة الشيخ بدر الدين نظَم الأستاذ عبدالقادر قصيدةَ رثاء، ألقاها في الجامعة السورية في حفلة التأبين التي أُقيمت للشيخ، فكان لها أثرُها؛ لِما حَوَتْ من صِدق العاطفة، وحُسن البيان لحال الشيخ وصفاته[3].

 

وعن هذه القصيدة حدثنا الدكتور مازن، ما كان من الرؤيا التي رآها الشيخ عبدالقادر فقال:

إنها ضمَّت ذِكرَ عدد من أهل الحديث النبوي، الذين كانوا قدوة للشيخ بدر الدين في منهجه وسيره على خطاهم في العلم والزهد والتقوى، أمثال: شُعبة والزُّهري، وجاء في البيت الثاني عشر قولُه:

أعرينتي ليث له غيرةٌ على
حِمى كل حق لا حِمى زيد أو عمرو

 

كان الوالد يقصد في هذا البيت عرين الأسد، ولم يخطر بباله الليث بن سعد المحدِّث المشهور، فبعد إنشاده القصيدة رأى في منامه أنه ينظُرُ إلى جمعٍ غفير من الناس، جلَسوا في حلقة درس يستمعون فيها إلى شيخٍ كبير الشأن يحدِّثهم، فسأل: من هذا الشيخ؟ فقيل له: إنه الليث بن سعد، فالتفت فإذا الشيخ بدر الدين بجانبه يقول له: يابا، هذا؛ أي ليس عرين الأسد، فقام منتبهًا إلى أن الشيخ بدر الدين رحمه الله فسَّر له البيت على غير ما شبَّهه هو به.

 

وأراد تلاميذ الشيخ أن يؤرِّخوا لوفاة الشيخ بأبيات شعرية فنظم الشيخ عبدالقادر ذلك بقوله:

تاريخ وفاة الشيخ بدر الدين الحسني[4].

 

هذا ضريحُ البدرِ، بل هو روضة
مِن جنَّةِ الفِرْدوس في قبرِ
هو من بني الحسَن بنِ فاطمة الز
زهراء أمِّ الأنجم الزُّهرِ
الشيخ بدر الدين قُطب الأوليا
بحرُ الشَّريعة حافظُ العصرِ
يا رحمةَ الله، اسقِه سحب الرِّضا
واللُّطفِ والغُفرانِ والأجرِ
فالدين لما أرخوه بكى على
دار الحديث وقبة النسر
32 110 205
553 113 341

1354هـ


ثالثًا: الأستاذ محمد المبارك:

أما الأستاذ[5] محمد ابن الأستاذ عبدالقادر المبارك (ت1382هـ)، الذي كان عالِمًا ووزيرًا ومربِّيًا، فقد تتلمذ على المحدِّث الأكبر الشيخ بدر الدين، وقد كتَب في ذلك مقالينِ مطوَّلين بعنوان: شيخنا العظيم نورد فيما يلي مختصرًا عنهما:

الشيخ محمد بدر الدين البيباني المغربي الحسني كان لي شرَفُ ملازمته والقراءة عليه سنوات من حياتي، كان لها أعظمُ الأثَر في نفسي.

 

كان الشيخ رحمه الله تعالى عظيمًا في نواحٍ كثيرة، تُغنينا عن تصفُّح كثير من أخبار رجالات المسلِمين في الأعصر الغابرة، وهو عدا ذلك نموذج قريبُ العهد بنا، أدركناه حيًّا، وعرفناه وسمعنا منه.

 

فلعلِّي أستطيع أن أوضِّح ناحيةً من نواحي الشيخ، أذكُرُ فيها بعضَ خصائصه ومميزاته العِلمية وطرفًا من معلوماتِه في الرِّياضيات والطبيعيات.

 

لقد انكبَّ الشيخ على المطالَعة، وأُولع بها كثيرًا منذ كان صغيرًا، ومما ساعَده على حياته العِلمية المشبعة اختلاؤه نحوَ تسع سنين في غرفته في مدرسة دار الحديث، وقد أورَثه شغفُه في البحث تطلعه إلى معرفة ما دوَّن الأوائل ولوعًا في جمع الكتب على اختلاف أنواعها ليدرسها وليقرأَها ويستخرج ما فيها، فخرج الشيخُ من ذلك كلِّه بمجموعة عظيمة من العلوم والمعارف.

 

ولكن الأمر الذي ربما يجدُ فيه الناس غرابة وطرافة هو أن هذا المحدِّثَ الكبير كان يدرِّسُ في دار الحديث العلومَ الرياضية على اختلاف أنواعها: يدرِّس عملياتِ الحساب ونظريات الهندسة، ومعادلات الجبر، كما كان يدرس الحديثَ والتفسيرَ وغيرهما.

 

وكنتَ ترى أمامه إلى جانب تلك الأسفار الضخمة المختلفة أشكالَ الهندسة من كرة وأسطوانة ومخروط وهرم وموشور.

 

وقد قرأت عليه قسمًا كبيرًا من نظريات الحساب مقرونةً بإثباتاتها وتعليلاتها في كتاب: (خلاصة الحساب) للعاملي، ودرست عليه جزءًا كبيرًا من نظريات الهندسة المسطحة، والمجسمة، وذلك في كتاب: (إقليدس) المشهور، الذي حرَّره الطوسي، فكان الشيخ يتلو علينا النظريةَ أولًا، فنرسم شكلَها على الورَقِ، ثم يشرَعُ في سردِ إثباتها، ونحن في أثناء ذلك نطبِّقُ الإثبات على الشكل، ونناقش الشيخ أحيانًا في بعض الأمور التي تعرِضُ لنا فيناقشنا فيها، وربما يتردَّد في قَبول ما جاء في الكتاب فيحاكم المسألة طويلًا، إلى أن يصل إلى شيء يستقرُّ عليه رأيه، وكذلك كان شأننا في دراسة الجبر، وكنا ندخل أحيانًا على شيخنا رحمه الله فنجده قد أعدَّ لنا بعض مباحثَ في الكيمياء والتجارِب الطبيعية من بعض الكتب القديمة فيتلوها علينا، ليتحقَّق من أمور تدل على سَعة إدراكه العِلمي وجَودةِ تحقيقه ومحاكمته.

 

رابعًا: الدكتور مازن المبارك والشيخ الحسني:

كان من عادة الشيخ عبدالقادر إذا رُزق بولد أن يحمله إلى الشيخ أو يدعوه إلى بيته لتحنيك مولوده والأذان له والدعاء.

 

ولَمَّا حنَّك الشيخ المولود الجديد - الدكتور مازن حفظه الله - سمَّاه عبدالرحمن، وكان لهذه التسمية قصة يرويها لنا الدكتور مازن بقوله:

(كان والدي - الشيخ عبدالقادر - يتيمَ الأم، فربَّتْه جدَّته لأمِّه، وكان لها ولد اسمه عبدالرحمن، فلمَّا علمت أن حفيدها أخذ اسم ولدها غضِبت، وكان الشيخ عبدالقادر بارًّا بها، فقال لزوجته: هذه المرأة كبيرةُ السن ويجب أن نرضيَها، ولا بأس أن تنادوه باسم مازن، وبعد وفاتها نُعيد له اسمه عبدالرحمن، ولكن وفاتها تأخَّرت، وبقي الاسمُ مازنًا).

 

ولما كبِر كان والده يصحَبُه معه في بعض زياراته للشيخ، وإلى دروسه الخاصة، فكان الشيخ يُكرِمه ويقدِّم له بعض الفواكه أو البسكويت.

 

ويقول الدكتور مازن: (وكثيرًا ما كنت أترقَّبُ مرور الشيخ أمام دارنا لأسرع إليه وأقبِّل يده، وكان الشيخ لا يعطي يده لمن يريد أن يقبِّلها، ويلجأ إلى إدخال يده في كمِّ جبَّته، أمَّا الأولاد الصغار فكان يتركها لهم، فكنت أقبِّلها، وكانت يدًا بيضاء ناحلةً ناعمة كالحرير.

♦ ♦ ♦ ♦ ♦


المصادر والمراجع:

1 - مقابلة مع الدكتور مازن المبارك، ومقابلة أخرى مع الأستاذ المهندس محمد بدر الدين الحسني.

2 - علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.

3 - تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر.

4 - أعيان دمشق للشيخ محمد جميل الشطي.

5 - مجلة المجمع العِلمي العربي، مج 21/-81-84.



[1] انظر كتاب الأمة العربية في معركة تحقيق الذات للأستاذ محمد بن عبدالقادر المبارك، ص5.

[2] انظر في ترجمته: المحدث الأكبر ليسري الدركزلي، وعالم الأمة وزاهد العصر لمحمد رياض المالح، والمحدث الأكبر وإمام العصر كما عرفته للعلامة محمد صالح الفرفور، ومحدث الشام العلامة السيد بدر الدين الحسني بأقلام تلامذتِه وعارفيه، جمعها محمد بن عبدالله آل الرشيد، وتاريخ علماء دمشق 1/473.

[3] مطلع القصيدة:

هل الفَلَك الأعلى من الشَّمس والبدر
خلا أم خَلَتْ دارُ الحديث من البدر

وتقع في أربعة وستين بيتًا.

[4] مجموعة الكلمات والمراثي جمعها السيد محمد فخر الدين الحسني، الجزء الأول، ص121.

[5] للتوسُّع في ترجمته انظر: تاريخ علماء دمشق، الجزء الثالث، ص421.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإصلاح الديني في دمشق مطلع القرن الرابع عشر
  • القراءات وكبار القراء في دمشق .. من القرن الأول الهجري حتى العصر الحاضر
  • اشتباه في ترجمة عالمين دمشقيين: إسماعيل الحايك وإسماعيل العجلوني
  • تقديم كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر

مختارات من الشبكة

  • لماذا نكرر العلم؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نصف العلم لطالب العلم: بحث في علم الفرائض يشتمل على فقه المواريث وحساب المواريث (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • طبيعة العلم من المنظور الإسلامي(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • نصائح مهمة للمبتدئين في طلب العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أهمية السؤال وآدابه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرف العلم وفضيلته في القرآن الكريم ودلالته الدينية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حث الطلاب على الجمع بين علم التفسير والحديث والفقه(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • احذر أسر العشق (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • 55 مسلما جديدا بقرية أسري شمال بنين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تفسير: (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب