• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

دور ذرية المعز ابن باديس في مواجهة الحملات الصليبية النورمانية

دور ذرية المعز ابن باديس في مواجهة الحملات الصليبية النورمانية
أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/6/2014 ميلادي - 12/8/1435 هجري

الزيارات: 8904

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دور ذُرِّيَّة المُعِزِّ ابن بادِيْس في مواجهة الحَملات الصَّلِيْبِيَّة النُّورْمانِيَّة

أُمَمٌ نَشَرت نورَ الإسلام في العالَمِيْن (5)

 

لما خَلَف تَمِيْمُ بن المُعِزِّ بن باديس رحمه الله تعالى[1] أباه في المُلْك، قام بإرسال أُسْطول إلى صِقِلِّيَّة؛ لإغاثة المسلمين فيها بعد الأسطول الأول الذي أرسله أباه، وغرق أكثر أهله، فنزل أسطول تَمِيْم بالجزيرة، وجَرَت لهم حروب وأمور طويلة، آلت إلى رجوعهم عنها سنة461هـ، وقد صَحِبَهم طائفة من أعيان أهل صِقِلِّيَّة في رجوعهم، فاستولى النُّورْمان على الجزيرة[2]، وجعلوا من مدينة بلرم (باليرمو) عاصمة لهم[3].

 

وكان تميم بن المعز رحمه الله تعالى يُكْثِر من غَزْو بلاد الروم[4] في البحر، حتى أَرْهَقهم، فاجتمع الروم، وأهل جمهوريتي بيزة، وجنوة الإيطاليتين البحريتين[5]، ومَكثوا أربع سنوات يُجَهِّزون أُسْطولًا بحريًا لغَزْو مدينة المَهْدِيَّة عاصمة مُلْك تَميم - وهي تقع بتونس حاليًا - فجاؤوا بأساطيلهم في عام 481هـ[6]، فأراد تميمٌ أن يَحُول بينهم وبين نزول شواطئ إفريقية، ولكن بعض قادته كان بينهم خلاف، جعل أحدهم يُمانع في إرسال الأُسْطول لحَجْز الحَمْلة المهاجِمة عن نزول السواحل، فنزل العَدُو إلى البَرِّ، ونَهبوا، وخَرَّبوا، وأَحْرَقوا، ودخلوا مدينة زَوِيْلة[7]، ونَهَبوها، وكانت جيوش السلطان تَمِيْم غائبة عن زَوِيْلة في قتال بعض الخارجين عن طاعته، ثم صالح تَمِيْم الرومَ على ثلاثين ألف دينار، ورَدَّ جميعَ ما حَوَوْه من السَّبْي[8].

 

وقد أَطْمَع نُزُول الروم بالمَهْدِيَّة وزَوِيْلة النُّوْرمانَ المُتَمَلِّكِيْن لجزيرة صِقِلِّيَّة وجنوب إيطاليا، فجاؤوا بأسطول نُوْرماني إلى المَهْدِيَّة في سنة 498هـ؛ لعلهم يَظْفَروا بأهلها كما ظَفَر الروم بهم غَدْرًا قبل ذلك بثمانية عشر عامًا، ولكن أُسْطول المَهْدِيَّة هزمهم، وقتل منهم خلقًا كثيرًا.[9]


ولما تَوَلَّى ولدُه يحيى بن تَمِيْم[10]، كان شجاعًا، مُحِبُّا للفَتْح، فبَنى أُسْطولًا ضخمًا، غزا به مدينة جَنَوة الإيطالية، وجزيرة سَرْدانِيَة[11]، وضَرَب على أَهْلَيْهِما الجِزْيَة، فكانت تأتيته من وراء البحر[12]، وكان قد أخرج في سنة 503هـ أُسْطولًا للغَزْو في بلاد الروم، فأُصيب بعضُه، وعاد البَقِيَّة إلى المَهْدِيَّة[13]، ولكن أُسْطولًا آخر خرج، ثم رجع إلى المَهْدِيَّة في سنة 507 هـ بسَبْيٍ كثير من بلاد الروم، فسُرَّ بذلك يحيى بن تَمِيْم والمسلمون.[14]


وكان يسكن جزيرة جَرَبَّة[15] قومٌ من الخَوارج، يقطعون الطريق، ويأخذون التجار, فلما استقر ولدُه علي بن يحيى بن تَمِيْم[16] في المُلْك بعد أبيه، جَهَّز أُسْطولاً إلى الجزيرة في سنة 509هـ، وحاصرها، وضَيَّق عليها, فدخلوا تحت حُكْمه, والتزموا تَرْكَ الفَساد, وضَمِنوا صلاح الطريق.[17]


وكان علي بن يحيى قد عَزَم على غَزْو صِقِلِّيَّة بعد احْتِدام الوَحْشة بينه وبين ملكها روجر الثاني، فقام بتجديد الأسطول البحري، وكاتبَ عليَّ بن يوسف بن تاشفين أمير المرابطين في التحالف معه لغزو صِقِلِّيَّة، فكَفَّ روجر شَرَّه عنه، وتوفي علي بن يحيى قبل أن يُتِمَّ ما اتفق مع المرابطين عليه من غَزْو صِقِلِّيَّة[18]، فلما غَزا المُرابِطون جزيرة صِقِلِّيَّة سنة 516هـ[19]، لم يَشُك مَلِك صِقِلِّيَّة النُّورْمانِي روجر الثاني أن الحَسَن بن علي ابن يحيى وراء ذلك؛ لما كان بين روجر وبين والد الحَسَن من الوَحْشة[20]، فاستنفر النَّصارى، واجتمعت له الجيوش، فعَلِم بذلك الحَسَن بن علي، فأمر بتشييد الأَسْوار، واتِّخاذ الأَسْلِحة، وحَشْد القَبائل، واسْتِقْدام العَرَب، وتَأَهَّب المسلمون لما يَطْرُقُهم، فلما أَرْسَل روجر أُسْطوله البَحْرِي إلى المهدية في سنة 517هـ، نزل في جزيرة الأحاسي القريبة من ساحل المهدية[21]، وهُزِم شَرَّ هزيمة، وأَعْمَل المسلمون فيهم السيوف[22]، ولكن النُّورْمان عادوا لمهاجمة المدينة مرة أخرى بعد نحو ست وعشرين عامًا.[23]



[1] قال عنه ابن خلكان رحمه الله تعالى: كان حسن السيرة، محمود الآثار، محبًا للعلماء، معظمًا لأرباب الفضائل. وانظر ترجمته في: وفيات الأعيان (1/304-306)، والبيان المغرب (1/298-304)، وسير أعلام النبلاء (19/264،263)، وتاريخ الإسلام (35/43-45)، والبداية والنهاية لابن كثير (12/210)، وتاريخ ابن خلدون (6/160،159)، وشذرات الذهب (4/3،2)، وأعلام الزركلي (2/88).

[2] انظر: الكامل في التاريخ لابن الأثير (8/474،473).

[3] لم تقف أطماع النورمان عند ذلك، وإنما جلعوا من صقلية قاعدة لهم ومنطلقًا، فاستولوا على جزيرة مالطة، وجزيرة جربة سنة 529هـ، وكانتا بأيدي المسلمين مدة، وأكثروا من مهاجمة سواحل شمال إفريقية، ونجحوا في الاستيلاء على بعض مدنها الساحلية لسنوات، فهاجموا المهدية سنة 498هـ، و517 هـ كما سيأتي، ودحرهم المسلمون، ثم هاجموا مرسى المهدية مرة أخرى سنة 536هـ، وأخذوا جميع المراكب التي كانت فيه، وهاجموا طرابلس - الواقعة في ليبيا حاليًا - في العام الذي يليه، فلم يظفروا بشيء، وهاجموا سفاقس - وهي بتونس حاليًا - سنة 538هـ، واستولوا عليها، ثم أعادوا الكرة على المهدية في سنة 543هـ، فاستولوا عليها، وفر منها ملكها الحسن بن علي آخر ملوك بني باديس في إفريقية بحاشيته، وفر أهلها أيضًا، وبقيت في أيدي النورمان النصارى، إلى أن أخرجهم عنها أول حكام دولة الموحدين عبد المؤمن بن علي سنة 555هـ بعد عدة محاولات كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، واستولوا على بعض موانئ مدينة برقة الليبية، وهددوا القيروان في نفس العام، وهاجم النورمان مدينة عنابة - وهي بشرق الجزائر حاليًا وكانت تُسَمَّى بونة - واستولوا عليها في سنة 548هـ، واستولوا على زويلة إفريقية في سنة 553هـ، وعاودوا مهاجمة المهدية سنة 558هـ، وأخذوا مدينة سوسة بتونس في نفس العام، ثم خرجوا منها، وهاجموا الإسكندرية بمصر في سنة 570هـ. انظر: معجم البلدان (5/231)، والكامل لابن الأثير (9/404،403،286)، ووفيات الأعيان (6/217)، وتاريخ الإسلام (37/17،7)، والعبر في خبر من عبر للذهبي (2/464،394)، وتاريخ ابن الوردي (2/46)، والبداية والنهاية (12/278)، وتاريخ ابن خلدون (1/255)، (5/201-206)، (6/374،169،168،162،161،122)، ومآثر الإنافة للقلقشندي (1/179)، والروض المعطار (ص562،390،365،158)، والاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى (2/135)، وتاريخ غزوات العرب للأمير شكيب أرسلان (ص302،301)، وأعلام الزركلي (2/203)، وأطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (294،293)، وتاريخ الفتح العربي في ليبيا للطاهر الزاوي (ص305-307).

[4] هكذا ذكر ابن الأثير في الكامل (8/455)، ولم يذكر ما يشير إلى المراد بالروم هنا، وربما يكون المراد بهم ممتلكات النورمان في صقلية، وجنوب إيطاليا قبل أن يتملكوا صقلية بأكملها، وربما يكون مراده البيزنطيون، الذين كانوا لا يزالون يسيطرون على بعض أجزاء من إيطاليا، فالله أعلم.

[5] تقع مدينتا بيزة، وجنوة في شمال غرب إيطاليا، وقد تعرضتا لغزوات صادرة من الشمال الإفريقي، وجزيرة صقلية في القرن الرابع الهجري أيام سيطرة العبيديين عليهما، وقد كونت المدينتين - لاسيما الثانية - فيما بعد إمبراطوريتين بحريتين تجاريتين عسكريتين، ونافس جنوة في ذلك المضمار- وربما غلبها - مدينة إيطالية أخرى هي البندقية، التي كانت من أقوى الدول الأوروبية في العصور الوسطى، وقد كان لهذه الجمهوريات البحرية الثلاث دور كبير في الحروب الصليبية التي شهدها العالم الإسلامي أواخر القرن الخامس، ومطلع القرن السادس، كما كان لبيزة، وجنوة دور كبير في مواجهة الغزوات الإسلامية في البحر المتوسط؛ فقد كونتا تحالفًا صليبيًا، دخلت فيه بعض المدن الإيطالية في بعض الفترات، وهذا التحالف هو الذي واجه حملة مجاهد العامري على جزيرة سردانية في مطلع القرن الخامس، وشارك في الهجوم على جزر البليار التي كانت خاصعة للمسلمين، كما شارك في بعض الحملات الصليبية على شرق الأندلس. انظر: الكامل لابن الأثير (7/115)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (15/158)، وتاريخ ابن الوردي (1/259)، ونهاية الأرب في فنون الأدب للشهاب النويري (24/201)، والتاريخ المنصوري لأبي الفضائل الحموي (ص66،65)، والبداية والنهاية (11/206)، وتاريخ ابن خلدون (4/208،40)، وصبح الأعشى للقلقشندي (5/388)، والروض المعطار (ص120)، والاستقصا للناصري (2/244)، وتاريخ الدولة العلية العثمانية لفريد بك المحامي (ص162)، (ص241-245)، وتاريخ أوروبا في العصور الوسطى لهنري بيرين (ص34،33،11)، والمسلمون في أوروبا وأمريكا للكتاني (ص156)، والقوى البحرية والتجارية لأرشيبالد لويس (ص314)، وأطلس تاريخ الإسلام لحسين مؤنس (ص292،291) تاريخ الأدب الأندلسي للدكتور إحسان عباس (ص29)، وحاشيته على وفيات الأعيان (3/107).

[6] كذا ذكره ابن الأثير في الكامل، وفي البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري (1/301) أن ذلك كان في سنة 480هـ.

[7] في الموضع السابق من البيان المغرب أنهم نزلوا المهدية أيضًا، وذكر أنهم جاؤوا في ثلاثين ألف مقاتل، على ظهور ثلاثمائة مركب حربية، وأن عسكر السلطان كان غائبًا عنها، وأن الروم أتوا فجأة قبل أن يأخذ المسلمون الأهبة للقائهم، وأن كافة الناس كانوا من غير أسلحة ولا عُدَد، وأن أسوار المدينة كانت قصيرة، مُهَدَّمة، فضلًا عما ذكر أعلاه من خلاف بين القادة، وكان نزول العدو كارثة على المدينة، ظلت آثارها باقية لفترة طويلة من الزمن؛ حيث قام الروم بقتل الناس، وإحراقهم بالنار بصورة مروعة، ونظم الشاعر أبو الحسن الحداد تلك المصيبة في قصيدة طويلة أوردها ابن عذاري في الموضع المذكور.

ومدينة زويلة هذه ليست هي زويلة التي تقع في جنوب ليبيا، والتي فتحها عقبة بن نافع رحمه الله تعالى، وكانوا يسمونها بزويلة السودان؛ لأنها في إقليم فزان على أطراف بلاد السودان جنوب الشمال الإفريقي، تمييزًا لها عن المدينة التي بناها عبيد الله الشيعي الملقب بالمهدي، وكانت تسمى زويلة إفريقية، وكان عبيد الله قد بنى مدينة المهدية، وحصنها تحصينًا شديدًا، وجعلها عاصمة لملك العبيديين، يسكنها الملقب بالخلافة، وخاصته، وجنوده، ومدينة المهدية تقع على الآن في تونس على الخليج المسمى بخليج قابس، بين مدينتي سوسة وصفاقس، ثم بنى مدينة أخرى باسم زويلة، جعلها لسكن عموم الناس، والأسواق، وقد خربت زويلة هذه منذ مدة، ولم يبق لها أثر، وكان بين المدينتين مسافة قصيرة. انظر: فتوح البلدان للبلاذري (1/265،264)، وفتوح مصر لابن عبد الحكم (ص212،186)، ومعجم البلدان (3/160،159)، (5/231)، والروض المعطار للحميري (ص173،172،562،561،296،295).

[8] قال ابن الأثير رحمه الله تعالى في الموضع السابق تعليقًا على إنفاق تميم الأموال الطائلة لفكاك الأسرى: كان تميم يبذل المال الكثير في الغرض الحقير، فكيف في الغرض الكبير؟ حكي عنه أنه بذل للعرب، لما استولوا على حصن له يسمى قناطة ليس بالعظيم، اثني عشر ألف دينار حتى هدمه، فقيل له: هذا سرف في المال، فقال: هو شرف في الحال.

[9] انظر: البيان المغرب (1/303،302).

[10] انظر ترجمته في الكامل في التاريخ لابن الأثير (9/161،160)، ووفيات الأعيان (6/211-215)، والبيان المغرب (1/304-306)، وسير أعلام النبلاء (19/412-414)، وتاريخ ابن الوردي (2/23)، والبداية والنهاية (12/221)، وتاريخ ابن خلدون (6/160)، وشذرات الذهب لابن العماد (4/26)، والتذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار لابن غلبون (ص39)، والأعلام للزركلي (8/140،139)، وتاريخ الفتح العربي في ليبيا للطاهر الزاوي (ص303). قال عنه ابن خلكان: وكان يحيى عادلًا في دولته، ضابطًا لأمور رعيته، عارفًا بخرجه ودخله، مدبرًا في جميع ذلك على ما يوجبه النظر العقلي، ويقتضيه الرأي الحكمي، وكان كثير المطالعة لكتب الأخبار والسير، عارفًا بها، رحيمًا للضعفاء، شفيقًا على الفقراء، يطعمهم في الشدائد، فيرفق بهم، ويقرب أهل العلم والفضل من نفسه، وساس العرب في بلاده، فهابوه، وانكفت أطماعهم، انتهى بتصرف يسير. ووصف ابن الأثير يحيى بن تميم بقوله: لم يزل مظفرًا، منصورًا، لم يهزم له جيش، وقال ابن خلدون في تاريخه: وكان قد صرف همه إلى غزو النصارى، والأساطيل البحرية، فاستكثر منها، واستبلغ في اقتنائها، وردد البعوث إلى دار الحرب فيها، حتى لقيته أمم النصرانية بالجزية من وراء البحر من بلاد إفريقية، وجنوة، وسردانية، وكان له في ذلك آثار ظاهرة عزيزة، انتهى. وفي المطبوع من تاريخ ابن خلدون شيء من التصحيف أو التحريف.

[11] تقع جزيرة سردانية في البحر المتوسط بين تونس جنوبها، وإيطاليا شرقها، وصقلية جنوب شرقها، وجزيرة كورسيكا التابعة لفرنسا شمالها، وإسبانيا غربها. وقد غزاها المسلمون عدة غزوات، وحاول الأمير مجاهد العامري رحمه الله تعالى أن يسيطر عليها في مطلع القرن الخامس الهجري. وقد سبق للموقع أن نشر مقالًا بعنوان صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في جزيرة سَرْدانِيَة على هذا الرابط: http://www.alukah.net/Culture/0/23492/

[12] انظر: تاريخ ابن خلدون (6/160)، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة للقلقشندي (1/175)، والأعلام للزركلي (8/140،139).

[13] هكذا ذكر ابن عذاري في البيان المغرب (1/305) مختصرًا، وذكر ابن الأثير في الكامل (9/138) أن يحيى بن تميم جهز في سنة 503هـ خمسة عشر شينيًا، وسيرها إلى بلاد الروم، فلقيها أسطول الروم، وهو كبير، فقاتلوهم، وأخذوا ست قطع من شواني المسلمين، قال ابن الأثير: ولم ينهزم بعد ذلك ليحيى جيش في البحر والبر. وقد تقدم وصف ابن الأثير ليحيى بقوله: لم يزل مظفرًا، منصورًا، لم يهزم له جيش.

[14] انظر: الموضع السابق من البيان المغرب لابن عذاري.

[15] هكذا ضبطها السمعاني في الأنساب (2/39)، وابن الأثير في اللباب في تهذيب الأنساب (1/269)، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (3/235)، وضبطها ياقوت بفتح الجيم، وسكون الراء، وفتح الباء المخففة، وذكر أن الجيم فيها تكسر في رواية. وجزيرة جربة تقع على ساحل تونس شرقي مدينة قابس التي تقع جنوب المهدية، وهي في الخليج الذي يسمى باسم هذه المدينة، والجزيرة وافرة الخيرات، وكان أهلها من قبائل بربرية عدة، منها قبيلة تدعى جربة، سميت بها الجزيرة، ووجود الخوراج بها متأصل منذ زمن، ولا زالت بقاياهم إلى يومنا هذا، وقد سقطت هذه الجزيرة في يد النورمان سنة 529هـ، أو 530هـ بعد قتال شديد، ثم أخرجوهم منها سنة 548هـ، فغزاهم أهل صقلية مرة أخرى، وبقيت مدة طويلة يتناوب المسلمون والنصارى السيطرة عليها. انظر: معجم البلدان لياقوت (2/118)، وتاريخ ابن الوردي (2/39)، وتاريخ ابن خلدون (5/202،201)، (6/123،122)، (6/373-375،386،385)، والروض المعطار (ص159،158)، والعرب في صقلية لإحسان عباس (ص139).

[16] قال ابن الأثير في الكامل (9/207): قد تقدم من حروبه وأعماله ما يستدل به على علو همته، ولكن ابن عذاري قد وصفه بقوله: وكان كريمًا جوادًا، يركن إلى الراحة واللذات، واتكل على قوم فوض إليهم تدبير دولته، انتهى. وانظر ترجمته في: البيان المغرب (1/306-308)، وتاريخ ابن الوردي (2/27)، وتاريخ ابن خلدون (6/161)، وأعلام الزركلي (5/32،31).

[17] انظر: الكامل لابن الأثير (9/161)، والبيان المغرب (1/306)، وتاريخ ابن خلدون (6/374).

[18] انظر: الكامل لابن الأثير (9/222،170،169)، والبيان المغرب (1/307)، وتاريخ ابن خلدون (6/161)، وأعلام الزركلي (5/32).

[19] انظر: البيان المغرب (1/308)، وتاريخ ابن خلدون (6/161). وفي الكامل لابن الأثير (9/222) أنهم فتحوا نقوطرة بساحل بلاد قلورية، وقلورية هو الإقليم الجنوبي لإيطاليا، وقد كان تابعًا أيضًا لمملكة النورمان المسماة بمملكة الصقليتين، وكان مركزها في باليرمو في صقلية. والذي عند ابن عذاري أنه افتتح مدينة نقوطرة من عمل رجار صاحب صقلية، ولم يذكر أهي في صقلية، أم قلورية؟

[20] قال ابن خلدون في تاريخه (6/161): كان أبوه - أي علي بن يحيى - أصدر المكاتبة إلى رجار عند الوحشة، يهدده بالمرابطين ملوك المغرب، ولما كان بينهما وبينهم المكاتبة، واتفق أن غزا أحمد بن ميمون قائد أسطول المرابطين صقلية، وافتتح قرية منها، فسباها، وقتل أهلها سنة ست عشرة - أي وخمسمائة - فلم يشك رجار أن ذلك بإملاء الحسن، انتهى. وانظر: البيان المغرب (1/308).

[21] هي على نحو عشرة أميال من المهدية، ذات أحساء، بينها وبين البر مجاز قريب. انظر: الروض المعطار (ص14).

[22] عاود النورمان الهجوم على المهدية سنة 543هـ، واغتنموا ما مرت به بلاد الشمال الإفريقي من القحط والغلاء على مدار نحو ست سنوات، فهاجموا المدينة على حين غرة في أسطول كبير بلغ نحو المائتين والخمسين شينيًا مملوءة رجالًا وسلاحًا وقوتًا، وجمع الحسن بن علي الفقهاء، والأعيان، وشاورهم، وكان من رأيه أنه لا طاقة لهم بمواجهة الغزاة، ولا بالصبر على الحصار؛ نظرًا لقلة الأقوات جراء القحط والغلاء، ففر هو وأهله وحاشيته منها، وأمر الناس بالرحيل طلبًا للسلامة، وقال: سلامة المسلمين من الأسر والقتل خيرًا من الملك، وترك خلفه في خزائن قصوره ما لا يوصف كثرة، وخرج بما خف حمله، فنزل على بعض زعماء العرب، ودخل النورمان المهدية دون ممانع، ولا مدافع، وحازوا ما في خزائن قصورها، ثم رحل إلى ملك بني حماد صاحب بجاية، ودخل ثم التحق بعبد المؤمن بن علي لما ضم ممالك بني حماد، وحرضه على غزو المهدية، وصحبه في فتحها، وطرد النورمان منها، وأنزله بها عبد المؤمن، وأمر واليه عليها بالإحسان إليه، وبه انقطعت دولة بني زيري، وكان عدد حكامها تسعة ملوك، ومكثت مائتي عام وثمانية أعوام. انظر ترجمة الحسن، وأخبار دخول النورمان المهدية في: الكامل لابن الأثير (9/350-352)، ومعجم البلدان (5/231)، ووفيات الأعيان (6/218،217)، والبيان المغرب (1/308-313)، وتاريخ الإسلام (37/17)، والعبر للذهبي (2/464)، وتاريخ ابن الوردي (2/46)، والبداية والنهاية (12/278)، وتاريخ ابن خلدون (5/204،203)، (6/162،161)، والروض المعطار (ص562،129)، وأعلام الزركلي (2/203،202)، وموسوعة المغرب العربي (4/83،82).

[23] انظر: الكامل لابن الأثير (9/223،222)، والبيان المغرب (1/309)، وتاريخ ابن خلدون (6/161)، وذكر الحميري في الروض المعطار (ص14) خبر المعركة، وأورد الكتاب الذي أرسله الحسن بن علي إلى بعض الجهات، معلمًا بما وقع من هزيمة للعدو، وفيه تفصيل ما وقع، وهو كتاب طويل قد أحسن سبكه، وذكر الدكتور إحسان عباس أن مادة الرسالة المذكورة قام بنشرها المستشرق رتزيتانو مع ما نشره من مواد متصلة بصقلية. وذكر ابن خلدون في تاريخه (6/162) خبر المعركة، ثم قال: وأقلعوا راجعين إلى صقلية بعد أن استمر القتل فيهم، ووصل بأثر ذلك محمد بن ميمون قائد المرابطين بأسطوله، فعاث في نواحى صقلية، واعتزم رجار على إعادة الغزو إلى المهدية، انتهى. فهذا يفيد إعادة ابن ميمون المرابطي غزو صقلية؛ ثأرًا النورمان سواحل شمال إفريقية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العربية والأمازيغية في الجزائر
  • الفتوح الإسلامية في ديار الأمة الأمازيغية
  • دور القبائل الأمازيغية في إكمال الفتوح الإسلامية
  • دور بني زيري الصنهاجيين في نصرة الإسلام
  • أطفال أوروبا قادوا حملات صليبية!
  • هكذا تكلم ابن باديس

مختارات من الشبكة

  • سنان باشا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مسؤولية الطالب الجامعي.. رؤية في واقع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دور الأدب في الحروب الصليبية(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • دور اليهود في الحروب الصليبية.. دراسة بحثية تاريخية(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • دور العلماء في التصدي للفكر التكفيري: تحليل شرعي وأدوات المواجهة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الأسر في مواجهة التحديات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • العقل ودوره في مواجهة الأزمة الحضارية القائمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ألبانيا: ندوة عن دور الأئمة في مواجهة تحديات العصر الحديث(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دور جمعية علماء سريلانكا في مواجهة التحديات المعاصرة(مقالة - المترجمات)
  • الهند: حملة للتعريف بدور المسلمات التاريخي(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وسؤال
محمد يسري - مصر 14-06-2014 07:55 PM

جزاكم الله خيرا على هذا المجهود الكبير والرائع وعلى هذه السلاسل القيمة بأسلوب سهل ممتنع ممتع جميل ونود من حضراتكم الإجابة عن هذا السؤال وهو لماذا ينعت البربر بالهمجية والوحشية والتترية وعلى حد علمي أن هذه الصفات أطلقها الرومان على البربر وعلى غيرهم من الجرمان والقوط وغيرهم من الأمم التي شكلت خطرا كبيرا على الإمبراطورية الرومانية فلماذا إلى يومنا هذا ينعت البربر بهذه الصفات الشريرة ولكم جزيل الشكر أخوكم محمد يسري من دمياط مصر ؟؟؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب