• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الوعي الصحي عند الإمام الشافعي

الوعي الصحي عند الإمام الشافعي
أ.د. عبدالحكيم الأنيس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/5/2014 ميلادي - 7/7/1435 هجري

الزيارات: 124638

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوعيُ الصحيُّ عند الإمام الشافعي

 

يُعرَفُ الإمام محمد بن إدريس الشافعي بإمامته في علوم الدين، والواقعُ أنه كانت له مشاركة في علوم أخرى، ومنها الطبُّ، وكان الوعيُ الصحيُّ عنده عالياً جداً، ويتجلى هذا في مظاهرَ، منها:

المظهر الأول: تقديرُه لعلم الطب:

ومن ذلك قولُه: "العلم علمان: علم فقه الأديان، وعلم طب الأبدان"[1].

 

نعمْ إنك تحتاج إلى فقهٍ تصحِّح به عبادتك ومعاملتك، وإلى طبٍّ تصحِّح به جسمك، وتستديم عافيتك.

 

وما الموقف من سواهما؟

 

الشافعي يقول: "علم الفقه للأديان، وعلم الطب للأبدان، وما سوى ذلك فبُلْغة مجلس"[2]

 

وما يَقصد بقوله "ما سوى ذلك" أهو على إطلاقه؟

الجواب: لا، فقد جاء مقيداً في رواية أخرى: "وما سوى ذلك من الشعر ونحوه فهو عناءٌ وعبث"[3] أي تتعب في تحصيله، ثم لا تفيد منه كثيراً سوى تزجية وقت، وملء مجلس.

 

المظهر الثاني: اشتراطه شروطاً للبلد الصالح:

يُوجز الشافعي مقومات البلد الصالح للعيش والسكنى فيه بأربعة أمور فيقول:

"إذا دخلتَ بلدةً ولا تجد فيها حاكماً عدلاً، ولا ماء جارياً، وطبيباً رفيقاً فلا تسكنها"[4]

هذه ثلاثةُ أمور، وجاء الرابع في رواية أخرى، وهي قوله: "لا تسكنْ بلدة لا يكون فيها عالمٌ ينبئُك عن دينك، ولا طبيب ينبئُك عن أمر بدنك"[5] وأظن أننا سعداء جداً إذا وجدنا بلداً على شاطئ نهر أو بحر، يسوسه حاكمٌ ليس عادلاً فحسب، بل أصبح عدلاً مجسَّداً، وفيه علماء وأطباء يحفظون لنا دنيانا وأخرانا...

 

رحم الله الشافعي على هذه الصورة الجميلة التي يرسمها لمدينةٍ فاضلةٍ[6].

 

المظهر الثالث: تأسفه على التقصير في علم الطب:

أعظم ما يمثِّل وعي الشافعي الصحي، وتقديره لحفظ الصحة ودوام القوة قوله متأسفاً: "اثنان أغفلهما الناس: الطب والعربية"[7]

 

وما أقسى أن يضيِّع الناسُ ألسنتَهم وأجسامَهم !

 

هذا الأمر كان يشغل الشافعي كثيراً إلى درجة التلهف...

 

يقول تلميذُهُ حرملة بن يحيى: كان الشافعي يتلهَّفُ على ما ضيَّع المسلمون من الطب، ويقول: ضيَّعوا ثلثَ العلم، ووكلوه إلى اليهود والنصارى.[8]

 

بل جاء من رواية أخرى أنه قال: ضيَّعوا نصفَ العلم. وهذا ينسجم مع ما قدمناه من قوله: العلم علمان: علم فقه الأديان، وعلم طب الأبدان.

 

وقال تلميذه الربيع: سمعتُ الشافعي يقول: لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبلَ من الطب، إلا أن أهل الكتاب غلبونا عليه.[9]

 

المظهر الرابع: التحذير من التهاون في أمر المرض وإن كان يسيراً:

وفي ذلك يقول: أربعة أشياء قليلها كثير: العلة، والفقر، والعداوة، والنار.[10]

 

المظهر الخامس: التحذير من كتمان شيء عن الطبيب:

وفي ذلك يقول: ثلاث خصال من كتمها ظلم نفسه: العلة من الطبيب، والفاقة من الصديق، والنصيحة للإمام.[11]

 

المظهر السادس: معرفة الدواء قبل استعماله:

وقد نعجب مِنْ مبلغ وعيه الصحي حين نقرأ قوله: "احذرْ أنْ تشربَ لهؤلاء الأطباء إلا دواء تعرفه"[12]

وهو قولٌ عجيبٌ حقاً، يدل على رقيٍّ كبيرٍ في طريقة تعاطي العلاج، التي ينبغي للناس الوصولُ إليها، والعملُ بها.

لا تسلم قيادَك كلَّه أيها الإنسان، اسمعْ واقرأْ وابحثْ، وليكن لك مشاركةٌ جيدة في خصائص الأدوية وتركيبها ومنافعها ومضارِّها.

ومِنْ طرفٍ خفيٍّ يشير الشافعيُّ إلى مسألة جوهرية وهي الثقة بمَنْ تسلم نفسك له !

 

المظهر السابع: مدارته لصحته:

وكان هو يداري صحته، ومن ذلك تبكيرُه بالفطور، وتناولُه غذاء سليماً، حتى لفتَ نظر الخليفة الرشيد، فقال له: يا محمد بلغني أنك تباكر الغداء؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: ولم ذاك؟ قال: يا أمير المؤمنين لأربع خصال. قال: وما هي؟ قال: برد الماء، وطيب الهواء، وقلة الذُّباب، ثم أحسمُ طمعي عن موائد غيري. قال الرشيد: هذا بيت القصيد.[13]

 

ومِن مداراته لصحته ما قاله ابنُهُ محمد: كان أبي إذا أخذته الحمَّى طلب أترجَّة يعصر ماءها ويشربه خوفاً على لسانه.[14]

 

وكان مقتصِداً في طعامه، لا يُشبع نفسه من الطعام، وذكر أنه قال: ما شبعتُ منذ سبع عشرة سنة إلا شبعة، ثم أدخلتُ يدي فتقايأته.[15]

 

بل مقتصداً كذلك في أمور أخرى من حاجات الجسد، فقد جاء عن محمد بن الوزير قوله: ما شرب الشافعيُّ من كوزٍ مرتين، ولا عاود جماعَ جاريةٍ مرتين.[16] والفقرة الثانية واضحة، أما الأولى فتحتاج إلى تعليل.

 

وكان معجباً بقصب السُّكَّر حتى قال لأهل مصر: لولا قصب السُّكر ما أقمتُ ببلادكم.[17] وذلك لأنه يرى فيه فوائدَ صحية عالية إذ جاء عنه أنه قال: ثلاثة أشياء دواءُ الذي لا دواء له، وأعيا الأطباءَ أن تداويه: العنب، ولبن الّلقاح، وقصب السُّكر.[18]

 

المظهر الثامن: أخذه بالحمية:

كان مع مدارته لصحته يأخذ بالحمية، ويدل على ذلك قول تلميذه أبي ثور: "كان الشافعي من أجود الناس، وأسخاهم كفاً، كان يشتري الجارية الصَّناع التي تطبخ وتعمل الحلوى، ويشترط عليها أن لا يقربها، لأنه كان عليلاً لا يمكنه أن يقرب النساء في وقته ذلك، لباصور به كان به، وكان يقول لنا: تشهوا ما أحببتم، فقد اشتريت جارية تحسن أن تعمل ما تريدون..."[19].


وما قيل: إن قوله: "إني لآتي الخطأ وأنا أعرفه" يقصد منه ترك الحمية غير صحيح، فإن سياق الخبر يشير إلى التعامل مع الآخرين، لا مع النفس:

قال تلميذه محمد بن عبد الحكم: كان الشافعي قد مرض من هذا الناسور مرضاً شديداً حتى ساء خلقه، فسمعته يقول: إني لآتي الخطأ وأنا أعرفه.


قال البيهقي: "قد قيل: أراد به تركَ الحمية وتناول ما لا يصلحه.


وقيل: أراد به فيما كان يتحفَّظه قبل ذلك من مكارم الأخلاق"[20].


و"ساءَ خلقه" تعني: اشتدَّ خلقه بسبب نزيف الدم، وشدةُ الخلق تنعكس على الآخرين، ولا علاقة لها بترك الحمية.

 

المظهر التاسع: تنفيره من السُّمنة:

كان يُوصي بقلة الأكل.[21]

وكأنه كان يُكَرِّه السُّمنةَ إلى الناس وينفِّرهم منها حين يقول: لا يَسكن العقلُ في الجسم الغليظ. وحين يقول: ما أفلحَ سمينٌ قط...[22]

 

المظهر العاشر: معرفته بخصائص أطعمة وأشربة وأدوية:

للشافعي كلامٌ على بعض الأطعمة والأشربة والأدوية والأعمال والعادات، وقد يُحذِّر مِنْ بعضها، أو مِنْ تناولها في وقتٍ معين، ومن أقوالهِ في الأطعمة:

• الفول يزيد في الدِّماغ، والدماغ يزيد في العقل.[23]
• أكلُ اللحم يزيد في العقل.[24]
• لا تأكلنَّ بيضاً مسلوقاً بليل أبداً، فقلَّ مَنْ أكله بليلٍ فسلِمَ.[25]
• وقال تلميذُه حرملة: رأيتُ الشافعي ينهى عن أكل الباذنجان بالليل.[26]
• من أكل الأترج ثم نام، لم آمنْ أن تصيبه ذبحة.[27]
• ما تخلَّل الإنسانُ بالخلال مِنْ بين أسنانه فليقذفه، وما أخرجَهُ بأصابعه فليأكله.[28]

 

ومن أقواله في الأشربة:

• الناس يقولون: ماء العراق (أو: ماء الفرات)، وما في الدنيا مثلُ مصر للرجال، لقد قدمتُ مصر وأنا مثل الخصيّ ما أتحرك، فما برحتُ مِنْ مصر حتى وُلِدَ لي من جاريتي "دنانير" أبو الحسن.[29]

 

ومنها في الأدوية:

• لم أر شيئاً أنفعَ للوباء مِنْ دهن البنفسج، يدّهن به ويشرب.[30]
• أخذت اللُبان -وهو الكُنْدُرُ- سنةً للحفظ، فأعقبني صبَّ الدم سنة.[31]
• كان لي غلام أعشى لم يكن يبصر باب الدار، فأخذت له زيادة الكبد فكحلتهُ بها فأبصر.[32]

 

ومن أقواله في بعض الأعمال والعادات والأعراف:

• ما اغتسلتُ في شتاءٍ قط ولا صيفٍ مِنْ جنابة إلا بالماء الحارِّ.[33]


• عجباً لِمَنْ يخرج من الحمّام ثم لا يأكل كيف يعيش ! وعجباً لمن يحتجم ثم يأكل _يعني من ساعته_ كيف يعيش !.[34]


• أيما قوم لم تخرج نساؤُهم إلى رجال غيرهم، ورجالهم إلى نساء غيرهم إلا خرج أولادهم حمقى[35].


• الورّاق إنما يأكل مِنْ ديةِ عينيه.[36]

 

ومعنى كلامه: أن الذي يشتغلُ بنسخ الكتب يضعفُ بصرُه وقد يفقدُه، فما يأخذه مِنْ أجرةٍ على النسخ كأنها الدِّية التي يأخذها مَنْ أُذهبتْ عيناهُ باعتداءٍ.

 

وله كلام في الثقافة الصحية عامة إذ يقول: أربعة تقوي البدن، وأربعة توهن البدن، وأربعة تقوي البصر، وأربعة توهن البصر، وأربعة تزيد في الجماع، وأربعة تزيد في العقل، وتفصيل هذا في قوله[37]:

• أربعة تقوي البدن: أكل اللحم، وشم الطيب، وكثرة الغسل من غير جماع، ولبس الكتان.

• وأربعة توهن البدن: كثرة الجماع، وكثرة الهم، وكثرة شرب الماء على الريق، وكثرة أكل الحموضة.

• وأربعة تقوي البصر: الجلوس حيال الكعبة[38]، والكحل عند النوم، والنظر إلى الخضرة، وتنظيف المجلس.

• وأربعة توهن البصر: النظر إلى القذر[39]، والنظر إلى المصلوب، والنظر إلى فرج المرأة، والقعود مستدبر القبلة.

• وأربعة تزيد في الجماع: أكل العصافير، وأكل الإطريفل الكبير، وأكل الفستق، والجرجير.

• وأربعة تزيد في العقل: ترك الفضول من الكلام، والسواك، ومجالسة الصالحين والعلماء[40].

 

هذا ما نُقِلَ، وقد يكون للطبِّ المعاصر في ذلك رأيٌ أو مناقشةٌ، وحبذا أن يُثار هذا.

 

ويذكر هنا أنه قد ابتغى العذر للأطباء في بعض الأمراض، فقال: ثلاثة أشياء ليس لطبيب فيها حيلة: الحماقة والطاعون والهرم[41].

 

المظهر الحادي عشر: قربه من الأطباء:

من وعي الإمام الصحي قربُه من أهل الاختصاص:

ومما يُشير إلى أُنسهِ وصلته بكتب الطب والأطباء ما جاء عنه أنه قال: كنتُ ألزمُ الرميَ حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أنْ يصيبك السلُّ مِنْ كثرة وقوفك في الحرِّ.[42]

 

وما جاء عن طبيبٍ بمصر حاذقٍ أنه قال: ورد الشافعيُّ مصر وقعد إليَّ، فما زال يذاكرني بالطب حتى ظننت أن طبيب العراق ورد علينا. فقلت: أقرأُ عليك شيئاً من كتب بقراط؟ فأشار إلى الجامع وقال: إن هؤلاء لا يتركونني لك.[43]

 

وفي إحدى مرضاته أُدْخِلَ عليه طبيبٌ يفحصه، فاكتشف الشافعيُّ في الطبيب مرضاً، والخبر يرويه تلميذه المزني فيقول: دخلت على الشافعي في بعض علله، فقلت له: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت بين أمر ونهي، أصبحت آكل رزقي وأنتظر أجلي.

 

فقلت: ألا أدخل عليك طبيباً؟ فقال: افعلْ. فأَدخلت عليه طبيباً نصرانياً، فجسَّ يده، فحس الشافعيُّ بالعلة في يد الطبيب، والطبيب لا يَعلم، فجعل الشافعي يقول:

جاء الطبيبُ يجسّني فجسستُهُ
فإذا الطبيبُ لما به مِنْحالُ[44]
وغدا يُعالجني بطولِ سقامهِ
ومِنَ العجائبِ أعمشٌ كحّالُ

 

قال المزني: فما مضت الأيام والليالي حتى ماتَ المتطبِّبُ، فقيل للشافعي: قد ماتَ الطبيب، فجعل يقول:

إنَّ الطبيبَ بطبهِ ودوائهِ
لا يستطيعُ دفاعَ مقدور القضا
ما للطبيب يموتُ بالداء الذي
قد كان يُبرئ مثلَه فيما مضى؟!
هلكَ المُداوي والمُداوى والذي
جَلَبَ الدواءَ وباعه ومَن اشترى[45]

 

وأخيراً فلا بد من سؤال: من أين اكتسب الشافعي علمَهُ بالطب وتدبير الصحة؟

الجواب: أنا لا نجد في تراجمه ما يجيب على هذا السؤال، وقد ذُكِرَ أنَّ الرشيد سأله عن علمه بالطب فقال: أعرف ما قالت الروم مثل أرسطاطاليس، ومنهواريس، وقرقوريس، وجالينوس، وبقراط، وأبندقيليس، بلغاتها.

 

وما نقلت أطباء العرب، وما فتقته فلاسفة الهند، ونمقه علماء الفرس مثل خاماشف وشاهم دويهم وبَزْرجمهر[46]. إلا أنَّ في سياق الخبر ما يدل على نكارته.

 

وفي قوله هنا أنه (يعرِفُ ما قالته الرومُ بلغاتها) ما يدلُّ على نكارته أيضاً، فلم يُنْقلْ عن الشافعي معرفته تلك اللغات.

 

ويبقى الاحتمالُ المعهود وهو قراءته كتبَ الطب المنقولة إلى اللسان العربي، وتلقيه تجارب طبية عن أهل عصره وبيئته، ومخالطته الأطباء، وهذا عدا إمامته في علوم الدين التي فيها للطبِّ وحفظِ الصحة مكانٌ معلومٌ.

 

ثم إنه ابتُلِيَ بالبواسير[47]، ومَنْ عرَضَ له مرضٌ دفعه إلى تطلُّب العلاج، ومثلُ هذا يزيد العلم بهذه الجوانب.

 

رحم الله الشافعي ورضي عنه.

 


[1] مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 114)، وسأذكره بعد باسم "المناقب".

[2] المناقب (2/ 114).

[3] المناقب (2/ 114). وسير أعلام النبلاء (10/ 41).

[4] المناقب (2/ 115).

[5] المناقب (2/ 115).

[6] جاء في "لقط المنافع" (1/ 86): "قال ابن بزرجمهر: لا ينبغي للإنسان أن يسكن بلداً ليس فيه خمسة: سلطان صارم، وقاضٍ عادل، وسوق قائمة، ونهر جارٍ، وطبيب فاره"، فإن صح هذا، كان الشافعي مسبوقاً إلى ما قاله.

[7] المناقب (2/ 116).

[8] المناقب (2/ 116)، وسير أعلام النبلاء (10/ 57).

[9] سير أعلام النبلاء (10/ 57).

[10] الانتقاء، ص 158.

[11] الانتقاء، ص 158.

[12] المناقب للبيهقي (2/ 117).

[13] المناقب (2/ 122).

[14] المناقب(2/ 118).

[15] المناقب (2/ 167). وسير أعلام النبلاء (10/ 36).

[16] المناقب (2/ 167)

[17] المناقب (2/ 122)، وفيه: "ما أقمتم". والتصحيح من "تاريخ دمشق" (54/ 218)، و"سير أعلام النبلاء" (10/ 56).

[18] المناقب للبيهقي (2/ 122)، وسير أعلام النبلاء ( 10/ 56).

[19] المناقب (2/ 122). )، وسير أعلام النبلاء ( 10/ 39).

[20] المناقب (2/ 2920)

[21] انظر: سير أعلام النبلاء (10/ 98).

[22] المناقب (2/ 120).

[23] المناقب (2/ 118)، وسير أعلام النبلاء (10/ 56).

[24] المناقب (2/ 120)، وفي الانتقاء (140): "أكل الفول يزيد في الدِّماغ، وأكل اللحم يزيد في العقل".

[25] المناقب (2/ 118)، وسير أعلام النبلاء (10/ 56)، والنص فيه: "عجباً لمن تعشى البيضَ المسلوقَ فنام، كيف لا يموت!!".

[26] المناقب (2/ 119).

[27] سير أعلام النبلاء (10/ 56).

[28] المناقب (2/ 123_ 124) وهذا مأخوذ من حديث نبوي.

[29] المناقب (2/ 119) و(2/ 308_ 309)، وسير أعلام النبلاء (10/ 91).

[30] المناقب (2/ 118)، وسير أعلام النبلاء (10/ 57).

[31] المناقب (2/ 119) و(2/ 150)، وسير أعلام النبلاء (10/ 15) و(10/ 45).

[32] المناقب (2/ 122)، وسير أعلام النبلاء (10/ 56).

[33] المناقب (2/ 123).

[34] المناقب (2/ 119) وجاء في (2/ 122) أن الشافعي قال: "رأيت في كتاب الطب" وذكر مثل هذا القول. وهذا وإن دل على أنه ليس من قوله إلا أنه في موضع آخر ذكره متبنياً له.

[35] المناقب (2/ 201)

[36] المناقب (2/ 123).

[37] لقط المنافع (2/ 423) ونصه: "روى ابن خزيمة عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول...".

[38] في نسخة: القبلة.

[39] في نسخة: القبل.

[40] قال محقق لقط المنافع: انظر: آداب الشافعي 323، والآداب الشرعية 2/ 390، والطب النبوي لابن القيم 375-376.

[41] الانتقاء، ص 157.

[42] المناقب (2/ 128)، وسير أعلام النبلاء (10/ 11).

[43] الماقب (2/ 124).

[44] في الأصل: من حال. ولعل الصواب ما أثبته. ومنحال صيغة مبالغة من النحول. وبذلك يستقيم المبنى والمعنى. وجاء الشطر في "الأمالي الشجرية": فإذا الطبيب لما يجس يحال!

[45] المناقب للبيهقي (2/ 296)، وأضفت على النص مما جاء فيه في (2/ 110).

[46] المناقب (1/ 133).

[47] انظر: المناقب (1/ 177) و(1/ 240) و(2/ 119) و(2/ 222) و(2/ 293) وذُكِرَ هنا الناسور - بالنون-، وسير أعلام النبلاء (10/ 39) و(10/ 83).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موقف الإمام الشافعي من مدرسة العراق
  • اللغة عند الإمام الشافعي ممثلة للغة الأصوليين (1/ 2)
  • الفكر المقاصدي عند الإمام الشافعي
  • الإمام الشافعي
  • تصحيح نسبة أبيات وصفت أنها من قول الإمام الشافعي
  • مأدبة الأدباء للحسن بن مظفر النيسابوري
  • التعايش بين أئمة المذاهب الفقهية ( الإمام الشافعي نموذجا )
  • الإمام الشافعي ودوره التجديدي في عصره
  • الإمام الشافعي ناصر السنة (1)
  • عين ثالثة لم يفصح عنها الإمام الشافعي

مختارات من الشبكة

  • الوعي الصحي الرعاية الأولية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • المحطة الثانية: الوعي الذاتي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمات في الوعي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قناة تليفزيونية جديدة لزيادة الوعي الإسلامي في كازاخستان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كتاب تعميق الوعي بمخاطر التدخين والمخدرات (PDF)(كتاب - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • قلة الوعي في الوضع الراهن (كورونا)(استشارة - الاستشارات)
  • الوعي الموحد في كتابات الرافعي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المثقف العربي وبناء الوعي الجماهيري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وسائل التواصل و(الوعي) المزيف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسبوع الوعي الإسلامي بمدينة مونتريال الكندية(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- سبيكة عسجد
عمار الجعفري - العراق 24-05-2014 02:17 PM

هذا البحث وليس المقالة هي شذرات جمعت في سبيكة عسجد أو در منضد جمعها عقل نبيه وصاغها قلم فصيح فجاء ليكشف لنا جانبا برع فيه الإمام الشافعي فجزاك الله كل الخير شيخنا المفضال

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب