• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الإنسان بعد الكنيسة

الإنسان بعد الكنيسة
أ. صالح بن أحمد الشامي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/4/2014 ميلادي - 6/6/1435 هجري

الزيارات: 4396

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإنسان بعد الكنيسة

ميادين الجمال في الظاهرة الجمالية في الإسلام


الوضع الجديد:

كان العالم الغربي يرزح تحت كابوسين، كابوس الإقطاع، وكابوس الكنيسة.


ولئن كان الكابوس الأول يلاحق الناس في أمور حاجاتهم المادية من طعام ولباس ومأوى، فيضيق عليهم غاية التضييق.. فإن الكابوس الثاني كان أوسع سلطة وأبعد أثراً، فقد كان في وجه الإنسان حيث ذهب وأنى سار.


ففي ميدان العقيدة والعبادة هو في ظل الكنيسة وتحت هيمنة رجل الدين. فالتعميد، والصلاة الأسبوعية - صلاة الأحد - والزواج، والاعتراف وحتى القداس على جثة الميت.. لا بد فيه من الحصول على رضاها.


وفي ميدان العقل والفكر يحسن بالإنسان أن يسلك سبيله من خلال مسلَّمات الكنيسة، فيفكر بعقلها، وإلا فالنكال له والويل والثبور، والعلم نتاج من نتاج العقل فينبغي ألا يتعارض مع آراء الكنيسة ومقرراتها وإلا.. فالتحريق والتعذيب.. ومن رأى العبرة في غيره فليعتبر.


وحتى ميدان لقمة العيش.. فالكنيسة شريك قوي للإقطاع، بل هي الشريك الذي يملك أكثر الأصوات لأنه يملك أكثر الأسهم، فلم يكن هناك من يزاحمها أو يقف في مصافها. ففي إنكلترا مثلاً "كانت تملك ثلث أراضيها - أي إنكلترا - وتأخذ الضرائب الباهظة على الباقي"[1].


إنه السلطان الذي يملك الحياة الدنيا، كما يملك الحياة الآخرة، ومن يفلت من العقوبة الدنيوية، إذا حصلت منه مخالفة، فلن يفلت من الحرمان من الأبدية..


وصبر الناس ما أتيح لهم أن يصبروا، ولمَ لا يصبرون ما دام التعبير عن عدم الرضى كافياً أن يورد صاحبه حياض الموت..؟.


على أنه منذ القرن الرابع عشر الميلادي بدأت تسمع صيحات الدعوة إلى إصلاح الكنيسة، وكان هؤلاء الدعاة هم بعض رجال الكنيسة الذين ساءهم ما آل إليه حالها، وما حركة "مارتن لوثر" إلا واحدة من هذه الصيحات.. التي طامنت من كبرياء الكنيسة وقلصت من سلطاتها.


وفي عام 1789 كانت الثورة الفرنسية التي كان لها أثرها البعيد في جميع أنحاء أوربا وكانت بداية نهاية الإقطاع، كما كان لها أثرها الكبير على الكنيسة حيث بدأ الناس يتحررون من كل سلطان.

••••


وتحرر الناس من سلطان الكنيسة، وكان أسرعهم إلى ذلك العلماء... الذين ذهبوا يطرحون آراءهم ونظرياتهم وهم آمنون..


وكانت نظيرة (أصل الأنواع) التي وضعها (دارون) [1809 - 1882] من أهم النظريات التي كان لها أثرها العميق في كيان الكنيسة وفي كيان المجتمع بشكل عام.


وخلاصة هذه النظرية: أن "الأحياء الأرضية كلها قد نشأت من أصل واحد، فمن الأحياء المائية نشأت الأحياء البرمائية، ومن هذه الأحياء نشأت الأحياء البرية.. ومن الحيوانات البرية نشأ الإنسان الذي لا يفصله عن القرد سوى حلقة واحدة"[2].


وهكذا تقررت "حيوانية" الإنسان.


وبالتالي نفي وجود الجانب الروحي.


ويلاحظ هنا أن العلم لم يتحرر وحسب، وإنما تمرد ليصبح رد فعل على طغيان الكنيسة، فقد قامت سلطتها على رعاية الجانب الروحي في الإنسان.. وقررت هذه النظرية عدم وجود هذا الجانب.. وبالرغم من أنها (نظرية) وبالرغم من الاعتراف بوجود حلقة مفقودة في هذا التسلسل بين القرد وبين الإنسان.. فقد راجت هذه النظرية.. وأصبحت أساساً في بناء.. وهكذا تطاول العلم حتى وصل في طغيانه إلى مرحلة تجاوز فيها منطق العلم ذاته.

••••


وجاء (فرويد) [1856 - 1939] بنظرية التحليل النفسي، التي قامت في تحليلها للإنسان عن طريق أحلامه، وفسرت كل أنشطة الإنسان من بدء وجوده طفلاً إلى نهاية وجوده.. على أساس أثر الدافع الجنسي.


يقول الأستاذ محمد قطب:

"يقول التاريخ الأوربي: إن نظرية دارون كانت نقطة تحول في تاريخ العلوم، وإنها أثرت في اتجاه التفكير البشري بحيث يمكن تتبع آثارها في كل ما أنتجه العلماء في العهد الأخير.. وهذا صحيح.


"وقد تأثر بها فرويد.. وأول ما يبدو من هذا التأثر هو نظرته إلى الإنسان على أنه مخلوق أرضي، عالمه كله محصور في هذا النطاق الضيق القريب.


ولكن هذا ليس كل شيء، فقد تأثر به من زاوية أخرى حين أزال عن الإنسان ما كان يحوطه من "كرامة" إنسانية، ومن رفعة وشفافية وروحانية وذلك على اعتبار أن "رعاية الله" لهذا المخلوق وتكريمه له، خرافة كبيرة، نتجت عن الخرافة الكبرى المتصلة بخلق آدم!


وتأثر به من زاوية ثالثة حين تابعه في قوله: إن "غرائز" الإنسان هي الامتداد الطبيعي لغرائز الحيوانات السابقة له في سلم الصعود.."[3].


كانت نظرية دارون حكماً بحيوانية الإنسان من خلال علم الأحياء ثم كانت نظرية فرويد حكماً بحيوانيته مرة أخرى من ميدان علم النفس. وهكذا أصبح حيواناً جملة وتفصيلاً.

••••


واكب انتشار هاتين النظريتين، ظهور نظرية اقتصادية تلك هي الماركسية - نسبة إلى ماركس [1818 - 1882] - وقد أدلت هذه النظرية بدلوها في تحدد انتماء هذا الإنسان، وكان واضحاً جداً تأثرها بآراء دارون في نظرتها إلى الإنسان..


تقول النظرية: إن حقيقة العالم تنحصر في ماديته، والإنسان نتاج المادة. والفكر نتاج الدماغ، والدماغ مادة...


وهكذا أضحت المادة هي كل شيء بما في ذلك الإنسان وتفكيره.. وبهذا خطت الماركسية خطوة أخرى أبعد من حيوانية الإنسان، تلك هي ماديته، فهو مادة من المواد تنطبق عليه قوانين المادة..

••••


تلك هي النظريات التي برزت في المجتمع الغربي الحديث، لم تكن مجرد نظريات أخذت مكانها في إطار العلم، ولكنها سيطرت على الواقع فكان لها آثارها في كل زاوية من زواياه.


يقول الأستاذ محمد قطب عن فرويد: "وأيّاً يكن نصيب آرائه من الخطأ أو الصواب، فقد كان لها في المجتمع الغربي أثر كبير عنيف، ولا تكاد توجد نظرية واحدة قد أحدثت ما أحدثته من الانقلاب في سير المجتمعات إلا نظرية دارون من قبل، ونظرية كارل ماركس التي سبقت فرويد في الزمن ولكنها لحقته في التنفيذ"[4].


حدث هذا في المجتمع الغربي الذي ما زالت النفسية الإغريقية الرومانية منسابة في كيانه، فكان في ذلك لقاء "اللُحمة بالسدى" وتكوّن النسيج.


يقول (بريفولت): "إن الحضارة الغربية تنتمي وتنتسب إلى المنهج البرهاني الواضح لليونان".


ويقول أيضاً: "إن علاقة مجتمعنا بالحضارة اليونانية كعلاقة الطفل بأبيه".


ويقول (أرنولد توينبي): "إن الجوهر الأصلي للفكر الغربي هو الحضارة الإغريقية القديمة التي اتخذت الجسم الإنساني مظهراً لها"[5].


وكانت لهذا اللقاء - حيث تأكدت المفاهيم الجديدة بالرواسب القديمة - آثار خطيرة، غيرت المفاهيم والقيم، كما غيرت النظرة إلى الإنسان وإلى الحياة، فكان من ذلك:

• جحود الألوهية وإنكارها.

• إلغاء الجانب الروحي في الإنسان.

• نفي الدين والمثل العليا والقيم الأخلاقية.

• حصر متطلبات الإنسان في: الطعام واللباس والجنس.

• تحرر الإنسان من كل القيود لأنه حيوان وساقته "الماركسية" سوقاً لأنه حيوان بل مادة من المواد..

• وسقطت إنسانية الإنسان.

• وضاع الإنسان أيضاً.


النظرة الجمالية إلى الإنسان:

كانت تلك مقدمة ضرورية، ونحن نحاول أن نبين جمال هذا الإنسان في النظرة المعاصرة.. لنتساءل بعدها:

ماذا بقي للإنسان؟


لقد بقي له جسمه بعيداً عن الروح، بعيداً عن المشاعر، بعيداً عن المثل، بعيداً عن القيم..


كانت تلك شوائب أمكن التخلص منها بفضل النظريات العلمية الحديثة!!


نعم كان "الإنسان" أي "الجسم" نقطة اللقاء بين القديم تمثله "الإغريقية" وبين الحديث ممثلاً في نظرياته..


وقد رأينا كيف اهتم الإغريق بالإنسان. ولكنه اهتمام لم يخرج عن كونه عناية بـ"حيوان عاقل" أو "حيوان ناطق" على حد تعريفه في فلسفتهم..


وضخّم الرومان أمر اللذائذ الحسية لدى الإنسان حيت أضحت هي كلما يحيا له الإنسان أو يسعى إليه..


وجاءت نظريات دارون وفرويد وماركس لتكمل الإنجاز العظيم وتخرج "الإنسان" بعد دخوله مخبر عالم الأحياء ثم مخبر علم النفس.. حاملاً شهادة "حيوان" أو "مادة".


وإذن فموضوع بحثنا الجمالي هنا، هو هذا "الجسم" بعيداً عن كل الشوائب حيث أصبح "مادة" يمكن إخضاعها للمقاييس المادية العلمية. وما الجمال إلا سمة من سمات هذه "المادة" يمكن أن تخضع لما يخضع له.


وهذا ما ذهب إليه "التجريبيون" - أصحاب علم الجمال التجريبي - فقد حاول "فخنر" - أحد دعاة هذه المدرسة - أن يقيس شدة الإحساس ذات الطابع الذاتي الكيفي عن طريق قياس منبهاتها الموضوعية الكمية، فوضع منهجاً يقيس به لذة الشعور بالجمال، وهي لذة داخلية وشخصية بحتة..


"وينتهي (فخنر) بالكشف عما يسميه "القطاع الذهبي" الذي يمثل في نظره حصيلة الكم الإعجابي لأذواق المشاهدين.."[6].


"وقد استغل بعضهم هذا الاتجاه التجريبي في ميدان الدراسات الجمالية لوضع أسس مادية، أو مقاييس كمية، للظاهرات الجمالية بصفة عامة.. ومن المحاولات.. قيام بعض المشتغلين بالفن وبالمسائل العامة بترتيب مسابقات لجمال الأجسام ووضع شروط استقرائية للتحكيم في هذه المباريات.."[7].


وتمت المحاولة ووضعت قواعد ثابتة، وصار "للجمال مقاييس وحسابات متفق عليها ومعترف بها في العالم كله يطبقها حكام مباريات الجمال العالمية بدقائقها وحذافيرها دون الالتفات إلى أي شيء آخر، فهم لا يهتمون بصفاء الوجه أو بسحر العينين... ومواصفات الجمال الحقيقي، بقدر اهتمامهم بتلك الحسابات والمقاييس المتفق عليها والمعترف بها، ومدى انطباقها على الفتيات المتباريات، وهي في العادة (90) سنتيمتراً للصدر و(62) سنتيمتراً للخصر، و(90) سنتيمتراً للفخذ، وأرقام أخرى لسائر أعضاء الجسم، بالإضافة إلى الوزن والطول.."[8].


وإذا ما انتخبت ملكة ما، بغض النظر عن بعض هذه المقاييس، كان ذلك فرصة للصحف لتدلي بنقدها. وهذا ما حدث بالنسبة لملكة جمال إنكلترا (سارة جين هوت) التي انتخبت ملكة لجمال العالم لعام 1983م، فقد أشارت الصحف إلى خوفها على صحة الملكة بسبب نحافتها، "وأشارت إلى أن نموذج الجمال الإنكليزي أنحف قليلاً مما يجب وأن المقاييس المثالية (34 - 21 - 36).."[9].


وإذا توافرت مقاييس مناسبة فليس اللون عثرة في الطريق، فقد حصلت "فانيسيا ويليامز" السمراء اللون على لقب (ملكة جمال أمريكا) لعام 1984 وذلك بعد منافسة شديدة بين المتنافسات.. وذلك أنها ذات قياسات جمالية (86 - 61 - 86) آية في الروعة والكمال[10].

••••


وتحول الجمال إلى مادة تقاس وتحسب.


على أن أثر المادة في الجسم، والجمال الذي هو صفة من صفاته، لا يقف عند هذه الحدود، فلا بد أن يكون لـ(ماركس) دور، فالاقتصاد.. والحتميات ذات علاقة أيضاً بالجمال. فالتي تحصل على عرش الجمال لا بد أن يؤمن لها دخل مادي يتناسب مع المركز المرموق.


فقد فازت (ماريا سيلا) بلقب ملكة جمال العالم لعام 1982 فحصلت بسبب ذلك على شيك بمبلغ خمسة آلاف جنيه إسترليني وعقود عمل بحوالي خمسة وعشرين ألف جنيه[11].


وهذه (فانيسيا ويليامز) الآنفة الذكر، تُسأل.. فتجيب: إن انتخابها كملكة للجمال سيفتح أمامها أبواب الرزق، ويوفر لها الفرصة لكسب الأموال اللازمة من أجل إتمام دراستها الجامعية..[12]

••••


وقد كثرت مسابقات الجمال هذه، حتى غدت مسابقات دورية منتظمة في كثير من بلدان العالم المتقدم[13]؟! وبلدان العالم المقلد.. وتنوعت الأسماء، فبالإضافة إلى ملكات البلدان، كملكة جمال إنكلترا، وملكة جمال فرنسا.. هناك ملكة جمال الربيع.. وملكة جمال الزهور.. وملكة جمال القطن.. و..


على أن هذه المسابقات، ليست مسابقات شكلية، فلا بد للجسم المتسابق من أن يخضع للأضواء ويفحص فحصاً دقيقاً حتى ينال الشهادة التي يسعى إليها.


ويحسن بنا أن ننقل وصفاً موجزاً لواحدة من هذه المسابقات؛ قال محرر مجلة "الوطن العربي" بمناسبة انتخاب ملكة جمال فرنسا لعام 1984:

"كان الاستعراض الأول للملكات يقتضي ظهور كل واحدة منهن بالزي التاريخي والشعبي الذي يمثل المقاطعة التي جاءت منها، وهكذا تخايلت الجميلات الأربعون على المسرح بثياب خبازات.. بائعات لبن.. أميرات.. وكان صعباً للوهلة الأولى وسط ثياب التنكر هذه، والقبعات الكبيرة.. التمييز بين جمال وجمال، فلكل جميلة مذاق.


"لكن الصورة اتضحت حين غابت الملكات وراء الستار، ثم عدن وهن يرتدين ثياب السهرة الطويلة، ثم لتتقدم كل واحدة منهن إلى أول المسرح وتعلن أمام الميكرفون اسمها والمكان الذي انتخبت فيه..


"وغابت الملكات من جديد على أمل العودة بلباس البحر، وبقيت القاعة في ترقب مثير.. كانت المنافسة بين الجميلات شديدة فعلاً، فالمستوى العام للمتباريات كان عالياً، ما بين جمال أشقر وضاء، وجمال أسمر جذاب..


"وحانت لحظة الاستعراض الثالث والأجمل للملكات بثياب البحر.. وتهادت الجميلات في استعراض بديع..


"ويبدو أن حسابات لجنة التحكيم لم تتطابق مع حسابات القاعة...[14]".


أجل!! إن حسابات جمهور القاعة لم تتطابق مع حسابات لجنة التحكيم لأن الجمهور لم يقم بإجراء القياسات وضبطها عن قرب!!


هل رأيت إنساناً وهو يستعرض حصاناً يريد شراءه؟ إنه يستعرضه مقبلاً ومدبراً، ثم يعري ظهره إن كان عليه ما يستره حتى يستطيع فحصه بدقة..


والأمر هنا كذلك.. إنها صورة تشبه صورة، وقد لا يكون الفارق كبيراً، أليس الإنسان حيواناً؟!

••••


هذا هو الجمال في الإنسان: وزن وطول وقياسات، وربح ومادة، وعقود عمل.. وسلعة تباع وتشرى..


ولكن.. ألا يوجد رأي آخر..


جاء في كتاب "فلسفة الجمال":

"وقد لاحظ المحكمون في هذه المباريات، أن تلك المقاييس المادية تعجز عن اختيار الأجمل أو الأكمل، فلم تعد المقاييس المثلى للطول والعرض والصدر والأطراف والعنق واستدارة الثدي والعجز وطول الساق ومحيط الخصر... لم تعد هذه المقاييس وحدها كافية لإصدار الحكم النهائي بهذا الصدد، ومن ثم فقد رأوا أن ثمة عنصراً هاماً أغفلوه، وهو ما يثير الإغراء والفتنة في النفس. فقد تكتمل هذه المقاييس في شخصية فتاة ما، ومع هذا تكون كالتمثال الجامد.. تنقصه الحياة"[15].


إنه نقد للطريقة التجريبية، ولكنه لا يخرج عن مستلزمات "مادية الإنسان" و"حيوانيته" فهو إنما يلفت النظر إلى: الإغراء وفتنة النفس، وهي أمور ذات اتصال وثيق بمقررات دارون وفرويد.

••••


كان ذلك كله عن جمال المرأة.


وهذا لا يعني إهمال الرجل وعدم العناية بجماله، فقد وجدت أندية تربية الأجسام، وكانت هناك - وما تزال - مسابقات لـ"كمال الأجسام".


ولكن الحظ الأوفر في هذا المضمار كان من نصيب المرأة، وإذا سألنا عن سبب هذا التقديم للمرأة أجابنا "نيتشه" (1844 - 1900) بقوله: "إن جماليات الناس كانت جماليات المرأة، طالما أن المتلقين للفن وحدهم هم الذين صاغوا تجربتهم عما هو الجميل"[16].


إنه الاتجاه العام في تقديم جمال المرأة.. وهذا الاتجاه يستطيع أن يفسر لنا: لم كانت "معظم فنون الإنسان الحديث قد نشأت عن الجمال الأنثوي" على حد رأي "نيتشه"[17].

••••


تلك هي نظرة العصر الحديث إلى جمال الإنسان.



[1] مذاهب فكرية معاصرة ص 42 نقلاً عن تاريخ أوربا لـ(فشر).

[2] الإنسان وبناء المجتمع. د. أحمد محمد العسال ص 20 نقلاً عن الطاقة الإنسانية. أحمد حسين.

[3] الإنسان بين المادية والإسلام ط 4 ص 24.

[4] الإنسان بين المادية والإسلام ص 48.

[5] انظر هذه الأقوال في كتاب "الإسلام تشكيل جديد للحضارة" لمحمد تقي الأميني ص 14 - 15.

[6] فلسفة الجمال. د. محمد علي أبو ريان ص 120 - 121.

[7] المصدر السابق ص 124.

[8] المجلة العربية العدد (90) رجب 1405هـ.

[9] مجلة: النهضة السنة 17 ك 1 1983 العدد 841.

[10] مجلة: النهضة السنة 17 تشرين أول 1983 العدد 834.

[11] مجلة النهضة السنة 16 ك 2 1983 العدد 792.

[12] مجلة "النهضة" العدد 834.

[13] ففي أمريكا بدأت هذه المسابقة عام 1921 (النهضة العدد 834),

[14] مجلة "الوطن العربي" العدد (360) ك 2 1984.

[15] فلسفة الجمال. د. محمد علي أبو ريان ص 124 ط 1985.

[16] علم الجمال في الفلسفة المعاصرة ص 57 مجاهد عبد المنعم مجاهد.

[17] مشكلة الفن. د. زكريا إبراهيم ص 115.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإنسان في العالم القديم ( عند الرومان )
  • الإنسان في ظل الكنيسة وبعدها
  • الإنسان في نظر الإسلام

مختارات من الشبكة

  • ظلم الإنسان لأخيه الإنسان(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • تفسير: (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أنت أيها الإنسان؟ (2) بداية خلق الإنسان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)
  • الإنسان ذئب الإنسان خصوصًا في هذا الزمان...(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • ما جاء في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما يفعل الإنسان بالإنسان؟ (بطاقة أدبية)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أصل الإنسان ونظرية الصدفة في فكر علي عزت بيجوفيتش(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإنسان المستثنى(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب