• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض كتاب: الثعلب ( التاريخ الطبيعي والثقافي )

عرض كتاب ( الثعلب: التاريخ الطبيعي والثقافي )
محمود ثروت أبو الفضل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/1/2014 ميلادي - 28/3/1435 هجري

الزيارات: 19143

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرض كتاب

الثعلب التاريخ الطبيعي والثقافي

 

• اسم الكتاب: الثعلب: التاريخ الطبيعي والثقافي.

• العنوان بالإنجليزية: Fox by Martin Wallen.

• المؤلف: مارتن والن.

• ترجمة: ريم الذوادي.

• مراجعة: أسامة المنزلجي.

• سنة النشر: 1431هـ /2010م.

• دار النشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (مشروع كلمة).

ا• لطبعة: الأولى.

• صفحات الكتاب: 204.

 

في كتابه: "التاريخ الطبيعي، بعموميته وحيثيَّاته"- Natural History, General and Particular يَصِف الكونت "جورج لويس بوفون" الثعلبَ، فيقول:

"يشتهر الثعلب بذكائه، وهو يَستَحِق هذه السُّمعة التي اكتسبها، وما يقوم به الذئب مستخدِمًا القوة البحتةَ، يقوم به الثعلب بحذاقة، ليُحقِّق في كثير من الأحيان نجاحًا أكبر من الذئب، وهو يَعتمِد على الذكاء أكثر من الحركة، ويَحتفِظ بموارده كلها داخل نفسه؛ ولأنه حاد الذهن ومتأنٍّ، وذكي وحكيم، يقوم الثعلب بتنويع سلوكه، محتفظًا دائمًا ببعض الحيل للظروف الطارئة".

 

صدر عن "المجمع الثقافي - كلمة" لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، الطبعة الأولى من كتاب "الثعلب" للكاتب "مارتن والن": وهذا الكتاب أحد أجزاء "سلسلة الحيوانات - Animal Series"؛ وتبحث تلك السلسلة العلميَّة في التاريخ الطبيعي للحيوان - موضع الدراسة - حيث تُبرِز أنواعَ سلالاته المختلفة، وأماكن وجوده وتكاثُره، ودورة حياته الطبيعية، وصفاته البيئية الحياتية، كما تهتم تلك السلسلة أيضًا بالتاريخ الثقافي للحيوان؛ حيث تُلقي الضوءَ على أهم المعتقدات والأساطير والخرافات، التي مثَّلَ فيها الحيوان عنصرًا رئيسًا في تكوينها وانتشارها، وأيضًا يُبرِز التاريخ الثقافي تداخُلَ الحيوان في النِّتاج الأدبي والفني لأشهر الأدباء والفنانين والشعراء... وغيرهم.

 

يَستعرِض "مارتن والن" في فصول كتابه كيف ارتبط الثعلب تاريخيًّا بصفات الحُنْكة والذكاء مع كثير من الخِداع والمكر؛ والذي صبَغ "الطابَع العام" للثعلب بمدلول "الشر" في التراث الثقافي لكثير من الشعوب، التي شكَّلَ الثعلبُ عنصرًا مؤثِّرًا في أساطيرها وحكاياتها "الفلكلورية" الشعبية، ويبحث هذا الكتاب في طبيعة الثعلب الخاصة، والتي جعلته مخلوقًا بغيضًا لكثير من المخلوقات الأخرى، وعلى رأسها الإنسان؛ حيث يرى الكاتب أن كلَّ هذه التسميات والتصنيفات الذامَّة للثعلب تعود "إلى مَيل الثعلب للإخلال بالنظام السائد، ورفْضه الانصياع إلى تعريفنا المنهجي للطبيعة، وتعود أيضًا إلى تقليد قديم ينظر إلى الثعلب ككائن خبيث وشرير.

 

قد يبدو الثعلب سهلَ الدراسة والبحث كأي حيوان آخر، لكنه يشتهر بظهوره في أمكنة غير متوقَّعة، أو بوجوده حيث لا يجب أن يكون، وبتغييره للسلوك والعلامات التي تُميِّزه للتكيف مع المواقف المختلفة واستغلالها، وعلى الرغم من شيوع وجوده في جميع أنحاء الأرض، ما زال ما نعرفه عن الثعلب بعيدًا عن اليقين العلمي، وما محاولات علماء الطبيعة المتكررة لكبْح جِماح هذا الحيوان وفَهْمه إلا دَلالة على هَوَسهم وميلهم لمحاولة تعريف ماهية الطبيعة نفسها، التي تُشابِه الثعلب في غموضها وقُدرتها على التملص، وفي جوهر محاولتنا لفَهْم الطرق التي استخدمها علماء الطبيعة لتعريف الثعلب وتصنيفه قد نرى المبادئ الرئيسة التي تَمَّ تعريف الطبيعة على أساسها..."؛ (ص: 9).

 

ويجري هذا الكتاب - فضلاً عن إبراز الأدوار التي لَعِبتها الثعالب في الثقافات المختلفة - دراسة رائعة حول طبيعة هذه الحيوانات البيئية التي تعيش على هامش حياتنا وثقافتنا، وأنواعها المختلفة، وسلالاتها وما تمتاز به كلُّ سلالة من صفات خاصة متفرِّدة بها، حيث إن الثعلب يمتاز بتكيُّفه مع كثير من البيئات المختلفة، واكتسابه الصفات التي تؤهِّله للمقاومة في تلك البيئة، والتعايش معها.

 

 

وقد ضمَّن الكاتبُ كتابَه ستةَ فصول مختصَرة سريعة، تناوَلَ فيها التاريخ الطبيعي للثعلب، وبعض الصفات البيولوجية والبيئية له، ثم استعرَض في بقية الفصول الجوانبَ الثقافية والتاريخية التي تعلَّقت بالثعلب، وما مثَّله للبشر من أهمية أسطورية وملحمية، بل وثقافية مقابلة لأفكار البشر بشأنه في بعض الأحيان.

 

وجاءت عناوين تلك الفصول على النحو التالي:

1- الثعلب في الطبيعة.

2- الثعلب في الأساطير والحكايات الفولكلورية والمجازات.

3- الثعلب لغويًّا.

4- صيد الثعالب.

5- الثعلب في التجارة.

6- ثعلب القرن العشرين - السينما.

 

تَضمَّن الفصل الأول بعنوان "الثعلب في الطبيعة" تركيزَ تسميات العلم الحديثة للثعالب بأصنافها الحادية والعشرين وأجناسها الثمانية على مصطلحات وتقسيمات علميَّة قديمة، بداية من تصنيف "أرسطو" و"لوكريتيوس" و"بليني الأكبر" و"بوفون" و"جي. دافيد هنري"، والتي اعتبرت الثعلبَ مخلوقًا ناقصًا ومزيفًا وغامضًا؛ نظرًا لاتجاه علماء الطبيعة القدامى من الإغريق لاتباع تصنيفات للحيوانات تَعتمِد على المقارنة بين الحيوانات المختلفة تَبَعًا لصفاتها الجسدية والوراثية؛ حيث جاء الثعلب في مؤخرة تلك التصنيفات كمخلوق سيئ ناقص التكوين!

 

وقد امتدت هذه النظرة طوال العصر المسيحي، حيث كان يُنظَر إلى الثعلب كمخلوق مرتبط بقوى الشرِّ؛ بسبب سُكناه في الأرض، وذكائه غير المشروع، ولصوصيته، ولم يتخلَّص العلماء من هذه النظرة سوى في عصر التنوير الأوروبي، حيث أعادوا تصنيفَ الثعالب بواسطة فحْصها العلمي، والربط بين أصنافها من خلال تكوينها وعلاقاتها مع بعضها البعض.

 

كما تَناوَل هذا الفصل التاريخَ الجيولوجي للثعالب، حيث اعتقد العلماء أن أقدم ظهور للثعلب كان منذ قُرابة 55 مليون سنة قبل الميلاد، حينما بدأت (الثعلبيات) بالظهور بشكل مختلف عن بقية (الكلبيات)، مُحافِظةً على الكثير من المميزات غير الكلبية التي كانت وراء شَبَهها المبهم بالقطط.

 

ويرى الكاتب أن الثعلب يَبرُز من بين جميع الحيوانات بشكل خاص؛ نتيجة اعتماده على غموضه وتعدديَّة خواصه وأنواعه، وتكيفه مع العيش في كثير من البيئات؛ مما يُشكِّل مَيزته الأقوى، والصعوبة التي يُواجِهها العلماء في تصنيف الثعلب.

 

 

أما الفصل الثاني بعنوان "الثعلب في الأساطير والحكايات الفولكلورية والمجازات"، فبيَّن فيه الكاتب انحياز التاريخ الثقافي ضد الثعلب؛ والذي دومًا كان يُنظَر إليه كلصٍّ ماكر وخبيث، وتسود معظمَ الثقافات الشعبية فكرةٌ عامة عن الثعلب، تَرمُز إليه كتجسيد لقوى بدائية تكون خيِّرة أحيانًا، وشريرة في أحايين أخرى، وتتمحور معظم الأساطير والمجازات حول صِنف واحد، وهو "الثعلب الأحمر" Vulpes.

 

 

وتَذكُر القصص الأسطورية للثعلب تَمثُّلَه في هيئات متعدِّدة؛ تُشير إلى القوى المختلفة لهذا الحيوان المُدهِش، فقد يكون الثعلب هو الوسيط المهدي الذي يُساعد الرجل الشاب على العبور إلى مرحلة جديدة من حياته، أو لديه قدرة على التحول إلى شكل بشري؛ حيث يُغيِّر شكله الخارجي كما يَرغَب في بعض الأحيان ليُجاوِر البشرَ، أو تجسيد حيواني لقوة غامضة ومخيفة ذات صِلة حميمية مع "النار المقدسة التي تَنبُع من أرضنا الأزليَّة"، كما في ثقافات الشعوب الآسيوية، وهناك بعض القصص التي استغلَّ فيها القاصُّ الثعلبَ كعنصر مساعد لإضفاء حكمة ما في نهاية القصة كما في قصص "أيسوب" الشهيرة، وهناك بعض القصص التي تكتفي بمحاولاتها لوصف وشرح ظواهر طبيعية عن الثعلب، مثل: القصة الخرافية الروسيَّة (الثعلب كراعٍ للأغنام)، والتي تشرح سببَ حصول الثعلب على طرف ذيله الأبيض.

 

 

وقد اشتركتْ مُعظم هذه الأساطير في نظرتها إلى الثعلب، كقوة مُخيفة يجب ردْعها والتخلص منها؛ كي يتمكَّن المجتمع الإنساني من البقاء والاستمرار، إلى جانب غموض هذه القوة التي يمكن لها بأن تظهر بوجه خيِّر في ثقافة "الإنكا"، وبشكل سلبي في أساطير أوروبا الغربية، بينما معظم الثقافات الآسيوية تبلورت أساطيرها حول الثعلب كقوة فوق طبيعية؛ كأحد المعبودات الجديرة بالاحترام والرهبة في ذات الوقت.

 

أما في الفصل الثالث بعنوان "الثعلب لغويًّا"، فيُعطينا الكاتبُ قائمةً ممتعة بالدلالات اللغوية المصاحبة لكلمة "ثعلب"

في الثقافات المختلفة، حيث تشير كلمة (Fox) إلى نِطاق واسع من السلوكيات والمظاهر، وكذلك إلى معانٍ ورموز ودَلالات دينية وأسطورية، تَجذَّرت في الذاكرة اللسانية لكثير من الشعوب؛ لتُنتِج عددًا من المصطلحات التي ظلَّ فيها الثعلب عنصرًا حاضرًا وبقوة طوال عصور عدة، بل وتَمَّ الترابط أيضًا بين الثعلب وغيره من الكائنات من خلال الأوصاف اللغويَّة، من حيث الاعتماد على عدد من التشابهات بينه وبين الكائنات الأخرى، فنَجِد أن بعض الكلاب تُوصَف أنها ثعلبية عندما يكون لها وجه مثلث وأنف طويل ومستدق، كما هو الحال مع "كلاب شيبيرك"، وأيضًا نجد العصفور الدوري - الثعلب، والثعلب - الشبوط البحري، والخفاش الثعلب.. وغيرها... وامتدَّ ذلك إلى بعض النباتات التي تَمَّ ربطها أو تسميتها بالثعلب أيضًا.

 

كما سرَد الكاتبُ في هذا الفصل قائمةً بالعديد من الأشخاص والعائلات الذين حازوا لقبَ "فوكس" ذا العديد من الدَّلالات؛ ويأتي على رأسهم القائد الألماني "روميل" الذي اشتهر بلقب "ثعلب الصحراء".

 

ويَعتقِد كثير من القبائل السلتية أن تسمية أبنائها باسم أو لقب "ثعلب"، يجعل الشخص يحمل قوةً سحرية أو بدائية تُمكِّنه من سيادة قومه.

 

 

غير أن الدَّلالة الأبرز للثعلب لغويًّا كانت في ذيله، حيث يَرمُز دومًا للمراوغين والمخادعين (Fools) الذين يتلاعبون بالألفاظ ضمنيًّا برمز "الذيل"، يقول "رابيليه": "أي شخص يَعتمِد على صورة ما للتعبير عن المعنى الضمني لشعاره في استخدام مُبتذَل للتورية، بدلاً من الإشارة المباشرة إلى ما يَرغَب في التعبير عنه، يَستَحِق أن يُربَط ذيل ثعلب إلى ياقته".

 

وفي أغلب الأحيان نجد أنه في أوروبا وآسيا يَعكِس الاستخدام اللغوي لكلمة ثعلب التقاليدَ الأدبيَّة التي قامت بإلصاق الهفوات الأخلاقية إلى هذا الحيوان؛ والذي تَمَّ ربْطه بالسلوك البشري غير المُحبَّذ!

 

أما الفصل الرابع بعنوان "صيد الثعالب"، فتناول نظرةَ الثقافة الغربية منذ القرن السابع عشر للثعلب هذه المرة في صورة طريدة غير مرغوب فيها، وتَمثَّل ذلك في الطرق التي تَعامَل الناس فيها مع الثعلب، عن طريق الصيد والتجارة والسَّلخ، وحيازة أجزاء من جسده كتمائم وتعاويذ، حيث نجد أن رياضة صيد الثعالب كانت من الرياضات المفضَّلة للملوك والنبلاء في أوروبا في القرون الوسطى وما تلاها، بغير غرضٍ جدي في البداية، فلحم الثعالب غير مُستساغ لا يُحبَّذ أكله، ولم يكن ثمة استفادة حقيقية من صيده سوى تحجيم وجوده؛ وذلك لحماية الدواجن وقُطعان الماشية التي اعتاد السطو عليها في المزارع، وأيضًا بغرض الاستمتاع بمطاردات صيد حماسية ممتعة بين الطبقات المُترَفة.

 

وعلى الرغم من اعتبار الثعلب واحدًا من أهم ثلاثة حيوانات في بريطانيا من ناحية حملات الصيد؛ إلا أن صيدها كان يعتمد كليًّا على النظرة الدونية إليها من جانب السكان، ولم يتوقَّف هذا فقط عند حدِّ القتل والاصطياد، بل تَعدَّاه إلى تجارة الثعالب المسلوخة التي انتشرت بعد ذلك، وهو ما يُعرِّج عليه الكاتب في فصله الخامس.

 

 

حمل الفصل الخامس عُنوانَ "الثعلب في التجارة"، حيث بدأ الثعلب في اكتساب قيمة تِجارية لم يَحصُل عليها في بداية حملات الصيد الممنهجة عليه؛ نظرًا لكونه حيوانًا يستحيل ترويضه، وقد بدأ استغلال الثعلب بصورة عمليَّة من أجل فَروِه، الذي أُعيد تصنيعه واستغلاله في كثير من أزياء "الموضة"، منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى وقتنا الحالي، إلى جانب التوسع في استخدام فروه كعنصر تجميلي في صناعة العديد من المصنوعات الجلدية: كالأحذية، والحقائب... وغيرها.

 

 

كذلك استُغِلَّ الثعلب كعلامة تِجارية مُحبَّبة لبعض الشركات والسلع الصناعية؛ كما نرى في رمز "أستوديو فوكس" للتصوير، الذي صُوِّرَ على شكل ثعلب جارٍ، وكما برز في إنتاج شركة "أودي" لسيارة جديدة في شمال أمريكا، أسمتها "فوكس"؛ دَلالة على سرعتها.

 

 

ونجد أعجبَ استخدام للثعالب هو ما ترَكه سكان العصر الحجري الحديث، الذين عاشوا بين بحيرات الألب في سويسرا، من آثار وبقايا تَدُل على أن الثعالب الحمراء شكَّلت جزءًا من حميتهم الغذائية! وكذلك بعض القبائل في أمريكا الجنوبية، والتي كانت تبيع الثعالب لبعضها البعض كوجبة غذائية!

 

أما عن محاولة استئناس الثعالب التي حاوَل تَجرِبتها الكثير عبر العصور المختلفة، فيقول الكاتب: "كحيوانات غير قابلة للترويض، وكحيوانات أليفة لا يُمكِن الوثوق بها، ستبقى الثعالب دائمًا خارج نِطاق الثقافة الإنسانية، وستبقى دائمًا خارجة عن القانون"؛ (ص: 158).

 

أما الفصل السادس، فحمل عُنوان "ثعلب القرن العشرين - السينما"، حيث عكست السينما ووسائل الميديا في العصر الحديث صورةً مختلفة للثعلب، حيث تُعَد شاشة السينما أحد الوسائط الحديثة التي أعادت تصديرَ الأساطير الرمزية القديمة للشعوب من جديد؛ ومن ضِمنها الأساطير المتعلِّقة بالثعالب، حيث نجد في أغلب الأحيان الثعالب السينمائية تظهر بشكل رمزي أو مجازي، وهناك بعض المحاولات القليلة في مجال السينما التي مثَّل فيها الثعلب البطل الرئيسي خلال القصة؛ وذلك لصعوبة استئناس الثعالب كما أوضحنا آنفًا، ومن أهم تلك المحاولات فيلم The Besltone Fox (ثعلب بيلستون)، والذي أُنتِج في عام 1973، وبطله ثعلب لا يُمكِن الإمساك به، يقود مجموعة من كلاب الصيد عبر مطاردات درامية لا تُنسى!

 

ونجد مزيدًا من الاهتمام في الأفلام الآسيوية بأسطورة "الثعالب الروحية"، التي تتقمَّص أشكالاً بشرية، وتعيش بين البشر في محاولة لنسيان طبْعها السيئ المخادع.

 

وفي بعض الأفلام السينمائية كان يتم الربط بين الثعلب والدافع الجنسي المكبوت في تحليلات نفسية غامضة المعنى، في محاولات مستمرة من مخرجي السينما لتقديم مضمون روحاني مُعقَّد؛ ولعل من أبرز هؤلاء المخرجين "ألفريد هيتشكوك"، الذي حملت العديد من تجارِبه السينمائية الطابَع النفسي التأثيري.

 

وتشير "رانيا هانتينجتون" في دراستها لحكايات الثعالب الرُّوحية في آسيا بأن "الجنس هو أحد الجوانب الممكنة للتواصل مع عالم الأرواح" في تلك الحكايات، وتشير كذلك إلى استعارة تقليدية نصَّت على أن أكثر الناس شهوة هن بائعات الهوى، أما أشد الحيوانات شهوة فهي الثعالب؛ (ص: 176).

 

 

ويرى الكاتب أن الثعالب بمضامينها ودلالاتها العديدة قد أَثْرَت الجانبَ الفني للسينما، رغم الحضور الضعيف لها، وتوظيفها كرمز ضمني عاكس لعديدٍ من المعاني الإنسانية في ذاتها.

 

ووضع الكاتب في الخاتمة جدولاً زمنيًّا لأحداث "تدرج" الثعلب، وتَطوُّر سَير تاريخه الطبيعي والثقافي، حسب ما ورد في فصول الكتاب، وذلك من باب الربط بين المعلومات العديدة التي تناولت حياة الثعلب والتدرج الزمني لهذه المعلومات، وكذلك وضع الكاتب قائمة بعناوين بعض الجمعيات والمواقع الإلكترونية المتخصصة في دراسة وحماية سلالات الثعالب المختلفة، ولم ينسَ الكاتب أن يُقدِّم في النهاية كلماتِ شكرٍ لكل الأشخاص والمؤسسات والجمعيات المتخصصة في دراسة الثعالب ومتابعة دورة حياتها، والتي ساعدته في إنجاز كتابه العلمي.

 

وقد قام الكاتب بوضع مُلحَق شائق بعد فصول كتابه؛ عبارة عن حصر ببليوغرافي بأجناس وأصناف الثعالب عبر العالم، وأهم صفاتها الجسدية والبيئية، وطريقة تناسُلها، وانتشارها المكاني والزمني، قام فيه بحصر قرابة ثمانية أجناس رئيسة يَندرِج تحتها العديد من الفصائل والأنواع الداخلية التي قام العلماء بحصرها وتصنيفها.

 

 

وقد وضع الكاتب في نهاية الكتاب لكل فصل من فصول دراسته ثبتًا بهوامش المراجع والمصادر العلمية والأدبية التي اعتمد عليها ورجع إليها في تصنيف معلومات الفصل، إلى جانب قائمة مجملة بنهاية الكتاب تَضمَّنت الكتب المرجعية التي تُعَد العمدة في دراسة الثعالب والاهتمام بتاريخها، هذا إلى جانب أن فصول الكتاب تَضمَّنت العديد من الرسوم التوضيحية لمعلومات الكتاب، وصلت إلى 107 رسومات توضيحية، منها 75 رسمًا ملوَّنًا؛ لربط المعلومات المنوَّعة بالكتاب بصورتها المرئية، في ذهْن القارئ.

 

و"مارتن والن" مؤلف الكتاب يَشغَل وظيفة "بروفيسور" في مادة اللغة الإنجليزية، في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة أوكلاهوما، في ستيل ووتر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: تقدم الأمة الإسلامية‏..‏ تقدم للإنسانية للأستاذ الدكتور: ‏عبدالحليم عويس
  • عرض كتاب: " البنك الدولي وإفريقيا " .. تكوين الدول التي يمكن أن تحكم
  • عرض كتاب " الصقر " لهيلين ماكدونالد
  • عرض كتاب : المكتبة في الليل
  • عرض كتاب: موجز تاريخ الجنون لروي بورتر
  • دراسة عن كتاب: الإنسان ذلك المجهول - ألكسيس كاريل
  • مشجرات في علوم القرآن لمشاعل العصيمي
  • (رجال صدقوا.. رثاء ووفاء) كتاب للشيخ صالح بن حميد
  • كيف تبنى عاداتك الإيجابية لمشعل عبد العزيز الفلاحي
  • عرض كتاب: البيئة والأوبئة في التراث الطبي العربي الإسلامي تأليف محمود الحاج قاسم
  • دفع الحيض واستجلابه واضطراباته (دراسة فقهية)
  • الثعلب والديك

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب (النمل: التاريخ الطبيعي والثقافي) لشارلوت سلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: الجرذ التاريخ الطبيعي والثقافي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: الغراب ( التاريخ الطبيعي والثقافي )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض كتاب: الجمل ( التاريخ الطبيعي والثقافي )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تلخيص وعرض هام لكتاب: نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الطاووس .. التاريخ الطبيعي والثقافي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المد الطبيعي (الأصلي) تعريفه وأقسامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عرض كتاب: التاريخ الإجرامي للمسيحية(مقالة - المترجمات)
  • (التعليم بالترفيه) كيف تمكن المعلمة المد الطبيعي مع الأولاد؟ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • عرض كتاب "رعاية الأسرة المسلمة للأبناء: شواهد تطبيقية من تاريخ الأمة للدكتور عبدالحكيم الأنيس"(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب