• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

قراءة في كتاب: الدراسات النفسية عند الإمام ابن تيمية ( العقل عند شيخ الإسلام ابن تيمية .. )

قراءة في كتاب: الدراسات النفسية عند الإمام ابن تيمية ( العقل عند شيخ الإسلام ابن تيمية .. )
د. فهمي قطب الدين النجار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/12/2013 ميلادي - 7/2/1435 هجري

الزيارات: 36694

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قراءة في كتاب

الدراسات النفسية عند الإمام ابن تيمية

دراسة علمية موثقة لمفهوم العقل عند شيخ الإسلام

ابن تيمية وعلاقته بالإنسان

ماديًّا ومعرفيًّا وأخلاقيًّا

 

المقدمة

إن الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

فإن الدراسات النفسية المعاصرة هي دراساتٌ غربية في أصول فلسفتها وفي منهجها، ونعني بالغربية أنها نابعةٌ من تصورات المجتمع الغربي للإنسان والكون والحياة.

 

ومن أبرز أسسِ هذا التصور الروحُ المادية المسيطِرة على المجتمع الغربي وعلى فكره وحياته كلها؛ لذلك كانت التفسيراتُ جميعُها تفسيراتٍ مادية في العلوم الإنسانية، مثل علم النفس وعلم الاجتماع.

 

ويتجلَّى هذا الاتجاهُ المادي في تفسير الظواهر النفسية، في (الداروينية) التي تَعُدُّ الإنسانَ من أصل حيواني، وفي (الفرويدية) التي تَعُدُّ الجنس أساسَ الدوافع السلوكية للإنسان، وفي (البرجماتية) وفلسفة المنفعة، التي تَعُدُّ المنفعة هي أساس العَلاقات الاجتماعية بين البشر.

 

وأصحاب الاتجاه المادي يُهمِلون أثر الدين والقيم الروحية في توجيه سلوك الإنسان، وفي تحقيق صحته النفسية البعيدة عن القلق والضياع الذينِ يعاني منهما الإنسان المعاصر في المجتمع الغربي.

 

ومما يؤسَف له أن جامعاتِنا الإسلامية ما زالت حتى الآن تُدرِّس علم النفس وَفْق التصور الغربي له، وسبب ذلك يرجع أولاً إلى تلاميذ علماء النفس الغربيين الذين وضعوا مناهج هذه العلوم في الجامعات الإسلامية، وسبب آخر مهم في هذا المجال هو خلوُّ الساحة العلمية من الدراسات النفسية النابعة من التصور الإسلامي الصحيح.

 

ومن هنا نبعَت فكرة التأصيل الإسلامي للدراسات النفسية والاجتماعية، ونادَى المفكِّرون المخلصون في العالم الإسلامي بأن التصوُّر الإسلامي للإنسان والكون والحياة يجبُ أن يكون هو الأساسَ لجميع العلوم الإنسانية، ومنها علم النفس والدراسات النفسية.

 

وإن دراسة ما خلَّفه علماءُ الإسلام في مجال الدراسات النفسية الخُطوة الأولى على طريق التأصيل المطلوب، على الرغم من تأثُّر بعض هؤلاء العلماء بالفكر اليوناني، ومحاولتهم التوفيق بين الفكر اليوناني والفكر الإسلامي، فهم - وإن جانبهم الصواب في كثير مما قدَّموا - نستفيد من تراثهم في مجال المصطلحات، ونزن آراءهم بميزان الإسلام.

 

وهؤلاء العلماء والمفكِّرون يختلفون من حيث درجةُ التأثر بالفكر اليوناني؛ فمنهم مَن ذاب في بوتقة الفكر اليوناني تمامًا كالفارابي (م: 905م)، الذي أُطلق عليه اسم المعلم الثاني بعد أرسطو، الذي أطلقوا عليه المعلم الأول، ومنهم مَن تأثر في جانب من الفكر اليوناني، وخاصة جانب المنطق الصوري والبحث في جوهر النفس؛ كأبي حامد الغزالي (م: 505هـ)، ومنهم مَن لم يتأثر مطلقًا بالفكر اليوناني، بل وقف موقفَ الناقد له المبيِّن لانحرافه عقلاً ونقلاً، ويقف على رأس هؤلاء الإمام ابن تيمية - يرحمه الله - الذي يُعَدُّ بحقٍّ أوَّلَ مَن نقد المنطق الصوري الأرسطي نقدًا علميًّا في كتابيه: (نقض المنطق) و(الرد على المنطقيين)، ونقَدَ الفكر اليوناني وفكر تلاميذه من المسلمين في كتابه القيِّم: (درء تعارض العقل والنقل).

 

وشمل هذا النقدُ أولئك الذين أُطلق عليهم "فلاسفة الإسلام"، وهم الذين تأثروا بالفلسفة اليونانية، أمثال ابن سينا (م: 1037م)، والفارابي، وابن مسكويه (م: 1030م)، والكندي (م: 873م)، وعدَّهم مقلِّدين للفلسفة اليونانية في أفكارهم وآرائهم حول الدراسات النفسية وما إليها.

 

ولهذا يُعدُّ ابن تيمية - رحمه الله - مفكرًا إسلاميًّا أصيلاً في دراساته النفسية، لاعتماده على الكتاب والسنة في كل ما كتبه، وما استقرأه بشأن النفس البشرية، وما يتبع ذلك من دراسة للسلوك البشري ودوافعه، والعقل وقُوَاه الفائقة، والمنطق والطريق الصحيح للمعرفة.

 

وما قدَّمه ابن تيمية عن النفس البشرية والفطرة الإنسانية، بخاصةٍ في كتابه: (درء تعارض العقل والنقل)، يُعدُّ أفضلَ ما كُتِب في هذا الموضوع في التراث البشري كله.

 

وابن تيمية - رحمه الله - في دراستِه العميقة للنفس البشرية يقف عملاقًا أمام علماء النفس في الوقت الحاضر وأصحاب الاتجاه المادي بخاصة، فقد حصروا اهتمامهم بالظواهر النفسية، ولم يتوصَّلوا إلا إلى حدوسٍ لم تصل إلى درجة اليقين العلمي، ومنهم مَن أخضع علم النفس للتجارب المعملية، وتوصَّل إلى نتائج مضحكة؛ لأن الناس لدى الكثير منهم مادة أو آلة خاضعة للتجارب المعملية، واستخلاص النتائج من هذه التجارب.

 

وقضية العقل من القضايا الشائكة التي تناولَتْها الفلسفة اليونانية والفلسفة الحديثة، فقد تساءل الفلاسفة في القديم والحديث عن ماهية العقل ودلالات معانيه المتعددة.

 

فالعقل في اللغة العربية - كما سنرى - يحمل معنى معياريًّا أخلاقيًّا، فهو مشتقٌّ من الفعل الثلاثي عقَل، يقال: "عقل البعير" إذا جمع قوائمه، وهكذا فقد سمِّي العقل عقلاً؛ لأنه يعقِل صاحبه عن التورُّط في المهالك.

 

أما في المصطلح الغربي، فإن العقل يأخذ معنى تجريديًّا، فالكلمة اليونانية لوغوس Logos تحمل بين معانيها العَلاقةَ الرياضة والدراسة، والكلمة اللاتينية Ratio تعني التفكير والحساب، وكلمة Raison بالفرنسية تعني النسبة الرياضية بين عددينِ، وتعني مَلَكة التفكير.

 

والفلاسفة في العصر اليوناني والوسيط والعصر الإسلامي لا يبتعِدون كثيرًا عن المصطلح المعجمي العربي والغربي.

 

فالفلاسفة المسلمون - أمثال الفارابي، والكندي، وابن سينا، وغيرهم - الذين اقتبسوا الفلسفة اليونانية وألبسوها ثوبًا إسلاميًّا، أعطَوا العقل مفهومًا وجوديًّا، فقد عدُّوه جوهرًا قائمًا بنفسه من حيث طبيعته وأصله، ولكنهم في الوقت نفسه يميزون - من حيث وظيفته - بين العقل الموهوب والعقل المكسوب، أو بتعبير آخر: بين العقل بالقوة والعقل بالفعل، فالأول يفيد الاستعداد الفطري لتحصيل المعرفة، والثاني يفيد المعرفة المكتسبة، وسنجد أن ابن تيمية من معاني العقل عنده أنه غريزة؛ (أي فطري)، والعلم الذي يحصل بالغريزة.

 

وفي الفلسفة الحديثة نجد (لالاند) صاحبَ المعجم الفلسفي يميِّز بين معينين للعقل: العقل المكوِّن، والعقل المكوَّن:

أما الأول، فالمقصود منه الفكر الذاتي أو النشاط الذي يقوم به كل مفكر.

وأما الثاني، فهو مجموع المعارف السائدة في عصر من العصور.

 

وهذا المعنى يقتربُ من المعنى الذي أعطاه ابن تيمية للعقل، فالنشاط الذي يقوم به المفكر والذي قال به (لالاند)، هو أن العقل عَرَضٌ أو صفة في الذات العاقلة أو العلم.

 

ويؤكِّد اقتراب الفلسفة الحديثة من المعاني التي أعطاها ابن تيمية للعقل معناه عن ديكارت - الفيلسوف الفرنسي - والذي يعدُّونه في الفلسفة الأبَ الروحي للفلسفة الحديثة - ورائد الاتجاه العقلاني؛ حيث يَعُد العقل فطرةً في الإنسان، وهو ما يفصل الإنسان عن الحيوان، وابن تيمية يقول بأن العقل غريزة.

 

وهكذا نجد أن الفلسفة الحديثة تبتعِدُ عن أوهام الفلسفة اليونانية، وعند أرسطو بخاصة عندما قال: إن العقل جوهر، وقوله بالعقول العشرة، وغيرها من الأوهام التي عند بقية الفلاسفة اليونانيين من أمثال (هرقليطس)، الذي يقول بالعقل الكلي المطلق المسؤول عن صيرورة العالم، والفيلسوف (أناكساغورس) الذي يرى أن العقل الكلي مفارِق للعالم غير مندمج فيه، وغير ذلك من المقولات التي يعبِّر عنها ابن تيمية بأنها موجودة في الأذهان لا في الأعيان؛ أي: أوهام خيالية لا حقيقة لها.

 

في هذه الدراسة بعد عرضِنا نبذةً من حياة ابن تيمية وجهاده وأخلاقه ومؤلفاته وتأثيره في الفكر الإسلامي المعاصر، بيَّنا في التمهيد منهجَ ابن تيمية في دراساته النفسية، وكيف أنه سلفيُّ المنهج، باعتمادِه على الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح المشهودِ لهم بالعلم والفضل، ويضم المنهج أيضًا التوفيقَ بين العقل والنقل، والتحليل اللُّغَوي لإثبات أفكاره ودراساته النفسية.

 

أما الفصل الأول، فيتضمن البحث في ماهية العقل في اللغة وعند الفلاسفة منذ العصر اليوناني وحتى العصر الحديث، وكذلك عند علماء المسلمين، وفي القرآن والسنة.

 

أما الفصل الثاني، فيتحدَّث عن الإدراك الحسي لدى الإنسان وحواسِّه الظاهرة الخمسة والحواس الباطنة، ومنها الخيال، والوهم، والتصور، والتفكير.

 

ويتحدَّث الفصل أيضًا عن الإدراك العقلي، وهو إدراك المفاهيم العامة أو الكلية.

 

ثم يتحدَّث عن معاني العقل وصلته الجسم، ومن معاني العقل أنه عَرَض أو صفة بالذات العاقلة، أو أنه غريزة، أو علم يحصل بالغريزة، أو عمل بهذا العلم.

 

ويتبيَّن لنا في هذا الفصل أن ابن تيمية أعطى مفاهيم للعقل لا تخرج عن آراء الحارث المحاسبي والإمام أحمد بن حنبل بأنه قوَّة الفهم والإدراك من حيث طبيعته، وفطري من حيث وجوده لدى الإنسان، رادًّا في الوقت نفسِه على مفهومه لدى أرسطو ومَن تبِعه من الفلاسفة المسلمين، بأنه جوهر قائم بذاته، وكذلك ردَّ كل أوهام الفلسفة اليونانية في هذا المجال.

 

ويتحدَّث الفصل عن صلةِ العقل بالقلب، الذي ورد في القرآن الكريم كثيرًا بأنه أساس الفهم والفقه، وكذلك صلة العقل بالدماغ الإنساني، وكيف أن ابن تيمية سبق (برغسون) الفيلسوف الفرنسي بستة قرون لتقريرِ حقيقة أن الدماغ واسطة للإدراك، وليس هو العقل.

 

ويتحدَّث الفصل أيضًا عن العقل والشرع، وفَضْل العقل، وأنه مناطُ التكليف، والعقل والنقل، وأن صريح المعقول لا يتعارض مع صحيح المنقول، والعقل والغيب؛ حيث إنه لا يمكن للعقل أن يدرك الغيب، والله وحدَه هو عالم الغيب والشهادة.

 

وكذلك يتحدث الفصل الثاني عن العقل والتأويل الذي شغل الفكر الإسلامي لقرون عدة، وكيف أن ابن تيمية أعاد التصور الإسلامي إلى مفهوم التأويل الأصلي وهو المعنى اللُّغوي له، وأن هذا اللفظ في القرآن يرادُ به ما يَؤُول الأمر إليه كما يرادُ به تفسير الكلام وبيان معناه، وأن هذا المعنى للتأويل يتخلَّف عن المعنى الاصطلاحي له وهو صرفُ اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى مرجوح يحتمله لدليلٍ دلَّ على ذلك.

 

وكذلك يتحدَّث الفصل عن العقل والذكاء، وفيه مفهوم الزمان، والذكاء، والسعادة، والفروق الفردية، وكيف أن ابن تيمية تحدَّث عن الفروق الفردية في الذكاء قبل علم النفس الحديث بقرون عدة.

 

أما الفصل الثالث، فيحدثنا عن العقل والمعرفة، وأردت في هذا الفصل إعطاءَ تصوُّر موجز لنظرية المعرفة لدى ابن تيمية، وإن كنتُ سأُفرِد له كتابًا خاصًّا - بإذن الله - بعد كتابي عن النفس الإنسانية لدى شيخ الإسلام.

 

ومن فقرات هذا الفصل أيضًا الحديث عن الاستعداد الفطري للمعرفة، وبهذا الاستعداد يتميز الإنسان عن الحيوان، وبه يتفاوتُ الناس في قدراتهم العقلية.

 

ومن الفقرات أيضًا نقد ابن تيمية للمنطق الأرسطي الصوري، وأنه لا يوصل إلى المعرفة، بينما نجد فلاسفة المسلمين - أمثال ابن سينا، والفارابي، والكندي - يَعُدُّونه السبيل الوحيد للمعرفة، وبهذا النقد يتحرَّر ابن تيمية من أَسْر الفلسفة اليونانية التي بقيت مسيطرةً على عقول الفلاسفة المسلمين قرونًا عدَّة.

 

ويَعُدُّ ابن تيمية أن الاستقراء هو الطريقُ للوصول إلى اليقين العلمي، وهذا في الأمور المادية الواقعية، وكذلك الاستدلال الذي يعدُّه ابن تيمية من الأدلة العقلية على صحة الشرع، ويتحدث الفصل عن طرق الاستدلال، والتي هي طرق شرعية وعقلية بالوقت نفسه، مثل الاستدلال بالآيات القرآنية، والاستدلال بطريق الأولى في القرآن.

 

ويتحدَّث الفصل عن الإلهام، وأنه من طرق المعرفة أيضًا، وكيف غلا المتصوِّفة في هذا الأمر، وبيَّن ابن تيمية معنى الإلهام الرباني والإلقاء الشيطاني.

 

أما الفصل الرابع، فيتحدَّث عن صلة العقل بالإرادة والأخلاق وصلته بالعاطفة.

• أما عن صلته بالإرادة، فبيَّن ابن تيمية أن للعقل أهميةً في الإرادة؛ حيث هو المرحلة الأولى في العمل الإرادي؛ إذ لا بدَّ للعمل من وَعْي لدى الإنسان قبل الإرادة والتصور والهمة، وتنفيذ العمل يكون في آخر مرحلةٍ من مراحل العمل الإرادي.

 

• وأما عن صلة الإرادة بالأخلاق، فيَعُدُّ ابنُ تيمية أثرَ العقل في السلوك الأخلاقي، ويتحدث الفصل عن الإلزام الخلقي ومصدره، والسلوك الأخلاقي ودوافعه، وأن وجود هذه الدوافع الفطرية للسلوك الأخلاقي عند الإنسان بعامَّة يُقوِّم هذا السلوك بالميزان الإسلامي العادل المنصف، وأن العقل قوَّة دافعة للسلوك الأخلاقي، ولا يسمَّى أحدٌ عاقلاً إلا مَن عرَف الخير فطلبه والشر فترَكه.

 

ويتحدَّث الفصل أيضًا عن صلة العقل بالعاطفة التي تضم الحب والكره والهوى.. إلخ، وبيان معنى العاطفة في علم النفس الحديث ولدى ابن تيمية، وكيف أن العاطفة فطرها الله في الإنسان، وأن سيرَها باتِّزان على طريق الهدى والعلم والاستقامة يشكِّلُ المؤمن الصادق المُفْعَم قلبه بالإيمان، أما إذا انحرَفَت كما هي عند أصحاب البدع وعند بعض الصوفية، فإنها تؤدي إلى الضلال المبين.

 

وتخلص هذه الفقرة إلى أن العاطفة وصلتها بالعقل لها آثار مفيدة وآثار ضارة، ومن الآثار الضارة انحرافُ أصحاب الاتجاه المادي العقلاني - كما يدَّعون - عن طريق الإسلام العظيم، وحبُّهم للمدنية الغربية وفلسفتها ومقولاتها الظنية، وتبِع ذلك تأويلُ القرآن حسب قراءات جديدة لا صلة لها بالإسلام ولا بالقرآن، بل صلتها الوثيقة بتصوراتهم وأوهامهم المريضة.

 

وتختتم هذه الدراسة بنقاط موجزة عن الأفكار التي وردت فيها، وتبِع ذلك ملحقٌ بنصوص أخرى لابن تيمية حول موضوع العقل والدراسة عامة، لا تخلو من الفائدة للباحث وطالب العلم.

 

وفهارس للمصطلحات والتعريفات الواردة في الدراسة، وفهرس للأعلام والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وفهرس للمصادر والموضوعات.

 

هذا وسيتأكَّد القارئ الكريم من خلال هذه الدراسة أن ابن تيمية قد أحاط بعلومِ عصره كافة، وأبدى رأيَه الخاص بها، وعرض لنظريات سائر الفلاسفة، أو الذين سبَقوه من المفكرين، معتمدًا في ذلك كله على الكتاب والسنة وأقوال السلف، مع إعمال فكره النفَّاذ ونظره الثاقب.

 

وهو - رحمه الله - يجادِلُ الفلاسفة والمفكرين، وبخاصة أولئك الذين يُدْعَون بفلاسفة الإسلام بتفكير هادئٍ ورَزِين، فكأنه يحاول إقناعهم بكل الوسائل والأدلة العقلية، فهو يغوص في فلسفتهم موضحًا لهم أنها لا تتَّفِق مع العقل الصريح ولا النقل الصحيح في الكتاب والسنَّة.

 

هذه بعض النقاط الرئيسة التي سنبسطها - بإذن الله - في دراستنا هذه بشأن الدراسات النفسية عند الإمام ابن تيمية - رحمه الله.

 

وأظنها - والله أعلم - بأنها الأولى من نوعها - ولا أدَّعي أنني أوفيت الموضوع حقه من البحث والاستقصاء؛ لأن شيخنا الإمام العظيم لا يستطيع فرد مثلي أن يبلغ كل علمه، ويستقصي كل ما كتب في هذا المجال.

 

وأكتفي أن تكون هذه الدراسة مدخلاً لدراسات تالية بإذن الله، وأن تساعد في النهاية على إقامة علم نفس ينبثق من التصور الإسلامي للحياة.

 

وأسأل الله -تعالى- أن يجزي أستاذنا الفاضل عبدالرحمن الباني خيرَ الجزاء لما قدَّمه لي من ملحوظات قيمة عند مراجعته لهذه الدراسة وتفضُّله بكتابة تقديم لها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تقدمة فضيلة الشيخ عبدالرحمن الباني لكتاب "الدراسات النفسية عند الإمام ابن تيمية"
  • العقل والدماغ عند الإمام ابن تيمية
  • قراءة في كتاب: دور الإسلام الإصلاحي في العلوم الإنسانية
  • الانتقاءات العيدانية من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية
  • قراءة في كتاب: عصر القرود
  • أنواع النفوس عند شيخ الإسلام ابن تيمية
  • الإطار العام للسلوك والمعرفة عند ابن تيمية

مختارات من الشبكة

  • قراءة موجزة حول كتاب: قراءة القراءة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ملخص مفاهيم القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أهمية القراءة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التوجيه الصوتي للقراءات القرآنية في كتاب "لطائف الإشارات لفنون القراءات" للقسطلاني، الصوامت نموذجا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • قراءة مختصرة لكتاب: النهضة بين الحداثة والتحديث - قراءة في تاريخ اليابان ومصر الحديث (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإضمار البلاغي في القراءات القرآنية: دراسة تطبيقية في القراءات السبع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقل رب زدني علما(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القراءة المقبولة والمردودة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قياس وتدريبات القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قراءة الإمام بقراءة أخرى(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب