رسالة في الوعظ والإرشاد للعلامة محمد عبدالعظيم الزرقاني

لأول مرة

رسالة في الوعظ والإرشاد

للعلامة محمد عبدالعظيم الزرقاني صاحب مناهل العرفان

الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات صدر تحقيق كتاب:

"رسالة في الوعظ والإرشاد" للعلامة محمد عبد العظيم الزرقاني صاحب مناهل العرفان بتحقيقي له على نسخة خطية للمؤلف رحمه الله والكتاب ينشر لأول مرة.. وقد طبع بالإدارة الثقافية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت سلسلة روافد الاصدار رقم (55) نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.

والرسالة تقع في (197) صفحة من القطع المتوسط وهي تشتمل على مقدمة التحقيق في (40) صفحة مشتملة على تعريف بالمؤلف وإشارة إلى العلماء الذين نادوا بالإصلاح والحركات الإصلاحية التي كانت الدعوة و( إصلاح الوعظ والخطابة) منطلقا لها....

وبالله تعالى التوفيق، والهداية لأقوم طريق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43] ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182] وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

سبب تأليف الرسالة ومنهج المؤلف رحمه الله

من أفضل التعريفات في بيان الأسباب الحاملة على التأليف والمنهج فيما يؤلف، هو ما يكتبه المؤلف نفسه وعن الحامل له والمنهج الذي يتبعه فيما يكتب، والشيخ رحمه الله يفصح عن ذلك فيقول: " لما أنشئ التخصص بالأزهر الشريف، وجعل منه نوع في التاريخ والأخلاق وطرق الوعظ والخطابة، لم تتوجه نفسي إلا لاختيار هذا النوع لما شرح الله تعالى له صدري من حب الوعظ والتعلق بأهدابه الشريفة.

فاخترت أن أكتب رسالتي في الوعظ والإرشاد وطرقهما فشرعت مستعينا بالله سبحانه وتعالى.

ولما كان من أكبر عدة الواعظ التحلي بالأمانة توخيت أخذ كل شيء من مصدره الحقيقي، ناسباً كل ما تصح نسبته لقائله، وجعلت عمدتي في رسالتي هذه كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وآثار سلفه الصالح، مستأنساً بما صح من التفاسير وكتب الحديث وما يوثق به من غير ذلك[1].

وقد بدأها المؤلف بتمهيد بين فيه الباعث على تأليف رسالته، ثم تحدث في المقصد الأول في الحاجة إليها وتاريخها، ومراتبها.

ثم تحدث في المقصد الثاني -عن الجانب التأريخي للدعوة-:

عن الدعاة وعلماء الوعظ والإرشاد في الصدر الأول، وأردف ذلك بالحديث عن القص والقصاص أنواع القصص.

وسلط الضوء عن انحطاط الدعوة إلى الله تعالى وانتعاشها، وتاريخ إنشاء قسم الوعظ الحديث.

وفي المقصد الثاني: تحدث عن مبادئ الوعظ والإرشاد معرفا للوعظ والإرشاد ولموضوعه - غايته - ثمرته فضله - حكمه استمداده أنواعه.

وفي المقصد الثالث: تحدث عن آداب الواعظ والمرشد وقسمه لأنواع تحدث في النوع الأول:

عن الآداب التي ترجع إلى تكوينه العلمي وقسمها إلى: ضرورية - كمالية والضرورية تبتني على خمس أسس هي:

(1) التمكن من العلوم الدينية.

(2) البعد عن العقائد الزائفة.

(3) عدم الخروج عن الكتاب والسنة والآثار وما يوافقها.

(4) العلم بالبدع الشائعة.

(5) عدم صرف ألفاظ الشرع عن ظاهرها.

وفي المبحث الثاني - وهو نوعان- تحدث عن آداب الواعظ والمرشد الكمالية وهي:-

(1) الإحاطة بالعلوم الكونية

(2) حفظ القرآن الكريم وشيء من السنة والآثار

(3) سعة الاطلاع والقدرة على التصرف في دائرة الشرع

وفي النوع الثاني تحدث عن: ما يرجع إلى أوصافه النفسية ضرورية - كمالية.

والضرورية لها آداب هي:

(1) العمل بعلمه.

(2) الحلم وسعة الصدر.

(3) الشجاعة.

(4) العفة واليأس مما في أيدي الناس.

(5) القناعة والرضاء باليسير.

(6) العلم بأحوال الناس.

(7) قوة الثقة مع الرجاء في الفائدة مهما طال به العلاج.

(8) التواضع والبعد عن الخيلاء.

(9) عدم البخل بالتعليم.

(10) الحياء والإمساك عن الفضول.

(11) كبر الهمة وعلو النفس.

(12) التقوى والأمانة والتحرز بطاعة الله تعالى.

(13) اللين في غير ضعف مع استشعار المحبة لمن يريد إرشاده والحرص على مصلحته، وطيب الكلام ولينه وطلاقة الوجه..

(14) ألا يكون همه ثناء الناس عليه.

وأما الآداب الكمالية فهي:

(1) الورع.

(2) استشعار محبة من يريد إرشاده والحرص على مصلحته.

(3) محبة الإصلاح والتفاني في خدمة الدين.

(4) الإخلاص في العمل لله تعالى.

(5) سداد الرأي.

(6) توطيد العلاقات بينه وبين الناس والتودد إليهم.

(7) ما يرفع إلى آدابه حالة التأدية.

وأما النوع الثالث: ما يرجع إلى آدابه حال التأدية وهي ضرورية – كمالية

الآداب الضرورية حال التأدية: وهي:

(1) قوة البيان.

(2) الاقتصار بالناس على قدر عقولهم.

(3) سرعة البديهة والقدرة على الانتقال من موضوع لآخر.

(4) الابتعاد عن الجدال وعدم الخوض مع أهله في مجلس الوعظ.

(5) تنوع الأساليب.

وأما الكمالية فهي:

(1) البداءة بصوت معتدل مألوف.

(2) السكوت المناسب بعد اعتلاء مكان الخطابة الوعظية.

(3) أن يسلك التعريض والإشارة ما أمكن.

(4) عدم الاسترسال في الاستطراد.

(5) كمال هيئته الدينية.

(6) أن يرى على ملامح وجهه الغضب والفرح عند داعيهما.

(7) عدم الاعتماد على الكتابة.

(8) سكون الجوارح وعدم الالتفات إلا لحاجة وعدم الانتقال من مكان لآخر.

(9) ترتيب نقط الموعظة ترتيباً حسناً.

(10) النطق باللغة الصحيحة بحالة تتناسب مع استعداد السامعين.

(11) التحلي بالرزانة وعدم الخوف والخفة.

وفي المقصد الرابع تحدث عن: طرق الوعظ والإرشاد. وهي الترغيب والترهيب والترغيب ضربان:

(1) الضرب الأول الترغيب في جنس الطاعات بما جاء في الكتاب والسنة.

(2) الضرب الثاني الترغيب في أنواع الطاعات.

الترهيب وهو خمسة أضرب:

"الضرب الأول: أن يذكر الواعظ ما في القرآن الكريم من الآيات المخوفة للمذنبين.

الضرب الثاني حكايات الأنبياء والصالحين وما جري عليهم من المصائب والبلايا بسبب هفواتهم.

الضرب الثالث أن يقرر عند السامعين أن تعجيل العقوبة في الدنيا متوقع على الذنوب.

الضرب الرابع: يكون بذكر ما ورد من العقوبات على آحاد الذنوب.

الضرب الخامس: أن يحذر الناس من المعاصي بالخوف من الله تعالى.

وبعد ذلك تحدث فضل الخوف، ما يورث الخوف، أحوال الأنبياء والملائكة في الخوف، وأحوال الصحابة والتابعين والسلف الصالح في شدة الخوف، وتكلم عن الحث على المسارعة إلى صالح العمل والتحذير من التأخير.

وألقى الضوء عن سنة الله تعالى في الهداية والإضلال.

وجعل الخاتمة في النثر والسجع والشعر.