• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

إضاءات على رثاء شوقي لـ (سليمان باشا أباظة)

إسلام أنور المهدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/2/2013 ميلادي - 26/3/1434 هجري

الزيارات: 15898

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ألفٌ وخمسمائة مُجلَّدٍ لا تَشْفَع!!

إضَاءَاتٌ على رِثَاءِ شَوْقِي لِـ "سليمان باشا أباظة"


حين كفَّ المسلمون عن عبادة الأصنام من الحَجَر: تلك التي كانت تسكُنُها شياطينُ الجنِّ فتُحَدِّثُ الناس؛ كهُبل واللاَّت والعُزَّى.. تفنَّنَتْ شياطينُ الإنسِ في صناعة أصنامٍ أُخَر: من لحمٍ ودمٍ وحدَّثوا عنها الناس؛ ليعبدوها من دون الله وليجتالهوم بها عن منهج الله..

 

و من ضمن تلك الأصنام الخادعة ما درج عليه الغربُ من تلميعٍ لرموز فاسِدة ودفعها لتتصدَّر مشاهد قيادةِ الأمَّةِ المسلمة خاصة في أوقاتِ التحوُّل ومَشَارِفِ النُّهوض من سُبات الرُّكودِ.. حتى إذا استقر في قلوب الناس توقيرُ تلك الأصنام أمَرَتْهُم –كما كانت شياطينُ الجِنِّ تأمُرُ عُبَّاد أصنام الجاهلية الأولى- أن يُوَلُّوا وجوهَهُم شَطْرَ الغربِ بدلا من تِجَاهِ الكعبة!!..

 

[ هُبلٌ.. هُبلْ..

 

رمزُ الخيانةِ والعَمَالةِ والدَّجَلْ..

 

صِيغَتْ لَهُ الأمجادُ زائفةً فصدَّقَها الغبيّ..

 

واستنكَرَ الكذبَ الصُّرَاحَ وردَّهُ الحرُّ الأبيّ..

 

لَكِنَّمَا الأحرارُ في هَذَا الزمانِ هُمُ القليلْ..

 

فليدخلوا السجنَ الرهيبَ.. ويَصْبِرُوا الصبرَ الجميلْ..

 

ولْيَشهدوا أقسَى روايةْ.. فلِكُلِّ طاغيةٍ نهايةْ.. ولكلِّ مخلوقٍ أجلْ..

 

هُبلٌ.. هُبلْ..

 

هُبلٌ.. هُبلْ.. ]

 

و كان للغربِ أدَوَاتٌ كثيرة في تلميع تلك الرموز وأهمُّ أدواته الإعلام.. ولكل عصر وسائل إعلامه التي تؤثر في أهلِه وتتوغل في وجدانهم وتقودهم وتسوقهم إلى مبتغى الغرب اللَّئيم!!..

 

فكما أن الناسَ اليوم تسوقهم القنواتُ الإخباريةُ الموجِّهَةُ والبرامجُ الحِوَاريَّةُ المُشكِّلةُ للوجدانِ؛ فقد كانت مصرُ منذ قرنٍ ويزيد تسوسها الجرائدُ الوليدةُ والقصائدُ العصماءُ ومحافلُ الخطابةِ الرنَّانة..

 

و دومًا تجدُ الأبواق التي يستغلُّها الغربُ في الترويج له وتَوْليةِ الناس شَطْرَ قبلَتِه.. تجدهم على صِنفين: فالأول مُروِّجٌ مُستَغْفَل والثاني عميلٌ مَأجُور.. والمُتابع لحياة أمير الشعراء "أحمد شوقي" رحمه الله يجده كان من الصنف الأول المُستغفل باقتدار حتى وإن قَبَضَ أجرًا عن كثيرٍ مما أنشد!!.. فقد أسَرَهُ القصرُ بإنعامه وصَوْلجَانه.. بل لقد عاش في كنفِ سطوته حيث نشأ في حِجر جدَّتِه "تِمراز" التي كانت رَقِيقَةً يونانيَّة فأعتقها "إبراهيم باشا بن محمد علي" وزوجها من أحد بَكَوَاتِه كما سيأتي في رثائها.. فَدَارَ "شوقي" في فَلَكِ القَصْرِ عُقُودًا حتى عاد في آخر أيامه نادِمًا واعيًا بكثيرٍ مما طاش فيه من تضليل قديم!!..

 

و المراثي أخطرُ في صناعةِ الأصنامِ من المدائح!!.. فالمدائحُ ربَّما تعلل الناقدُ لأهلها بأنها كانت حال حياة الممدوح وأنه قد تغيَّر بعدَهَا وطرأ عليه الافتتنان.. لكن المراثِي أشبه بصَكِّ الغُفران!!.. وكأن المرثيّ قد خُتِم له بخيرٍ بشهادة من يرثيه وأنه قد صار عَلَمًا في التاريخ مهما تعاقبَت لياليه!!..

 

و نحن إذ نُقلِّبُ في عذب أشجانِ "شوقي" حين نطالع مراثيه متباعدة الأزمان عن بعضها فإننا لا ينبغي أن يفوتنا ما تلبَّس به رحمهُ اللهُ من تأييدٍ للباطل وتلميعٍ لأصنامه وكذلك من مخالفات شرعيةٍ جُلِّها عقائدية وقع فيها نتيجة نوع التديُّن السائد في عصره وهو التصوُّف والطُّرقيِّة واتِّباعِ الاستحسان والرأي وفَرْنَجَةِ الإسلام..

 

و سيأتي علينا في المراثي قصائد نظمها "شوقي" فيمن يستحقها من أهل الحق حقًّا.. بل فيمن لم يوفِّه غير "شوقي" حقه فيما أعلم!!.. ولكن هذا أيضًا من الخَطَر حيث يُمدح الصالح والطالح فيُصحَّح الباطلُ بزهوةِ الحقِّ ويُحاكِي ظلامُ السُّوء نور الحُسْنِ فيخيل على الناس.. فلزم التنبيه!!..


و قد أسميتُ هذه السلسلة: (إضاءاتٍ على رثاء شوقِي لـ"فلان") لكثرةِ ما فيها من ظلامٍ لابدَّ وأن نُضِيئَه بشمسِ الحقيقة، وسأُتبِعُ اسمَ السلسلة في كل حلقةٍ باسم المرثيِّ مع وضع عُنوانِ سابق قبل اسم السلسة في كل مرة.. واللهَ أسألُ التوفيقَ والهُدى والرشادَ..

 

و ستكون التعليقاتُ في حلقاتٍ مُتتابعة.. وستكونُ مختصرةً على متنِ القصيدةِ دون تعديلٍ في بنيتها ولا حذف ولا إخلال.. حفاظًا على تصوُّر القاريء عن فِكر "شوقي" ولفظِه واعتقاده.. فليس الهدف تعديل ما نَظَمَهُ رحمه الله ولكن الهدف هو: استخدام نَظْمِهِ في تسليط الضوء كاشِفًا على أصنام ذلك العصر، وتبيين طرفًا من سِماتِ ذلك العصر السياسية والعقدية والاجتماعية؛ فهمًا لسُنّن الله في تدافع الأُمم ومُجريات الدَّهر وتصاريفه.. والله الهادي سواء السبيل..

 

سليمان باشا أباظة[1]

مَن ظنَّ بعدَكَ أَن يقولَ رِثاءَ
فلْيَرْثِ من هذا الورىَ مَن شاءَ
فَجع المكارمَ فاجعٌ في رَبِّها
والمجدَ في بانيهِ، والعلياءَ
ونعَى النعاةُ إلى المروءَة كنزَها
وإلى الفضائل نجمَها الوضَّاءَ
أَأَبا محمدٍ،[2] اتَّئِدْ في ذا النَّوى[3]
وارفُقْ بآلك، وارحمِ الأَبناءَ[4]
واستبق عِزَّهمُ (بطهراءَ) التي
كانوا النجومَ بها وكنتَ سماءَ[5]
أَدجى بها ليلُ الخطوبِ، وطالما
مُلِئتْ منازلُها سَنًى وسَناءَ
وإِذا سليمان استقلّ محلَّةً
كانت بساطًا للندى ورجاءَ
فانظر من الأَعواد حولك هل ترى
من بعدِ طبِّك للعُفاة دواءَ
سارت جنازةُ كلِّ فضلٍ في الورى[6]
لما ركبتَ الآلة الحَدْباءَ
وتيتَّمَ الأَيتامُ أَوّلَ مرَّةٍ
ورمى الزمانُ بِصَرفه الفقراءَ
ولقد عَهدتُكَ لا تُضيِّع راجيًا
واليومَ ضاع الكلُّ فيك رجاءَ
وعلمْتُ أَنك مَنْ يَوَدُّ ومَنْ يَفِي
فقف الغداةَ لو استطعتَ وفاءَ
وذكرتُ سعيَكَ لي مريضًا فانيًا
فجعلتُ سَعْيِيَ بالرثاءِ جزاءَ
والمرءُ يُذْكَر بالجمائل بعدَه
فارفع لذِكْرِك بالجميل بِناءَ
واعلمْ بأَنك سوف تُذْكَر مَرةً
فيقالُ: أَحسنَ، أَو يقالُ: أَساءَ
أَبَنِيه، كونوا للعِدَى مِن بَعده
كيدًا، وكونوا للْوَلِيِّ عَزَاءَ
وتجلَّدُوا لِلخطْب مثلَ ثَباته
أَيامَ كان يُدافع الأَرْزاءَ
والله ما مات الوزيرُ وكنتمُ
فوقَ الترابِ أَعزَّةً أَحياءَ


[1] سليمان باشا أباظة : أحد سُرَاة مصر الكبار ، تولى نظارة المعارف (٢ يونيو ١٨٨٢ - ٢٧ أغسطس ١٨٨٢) في وزارة إسماعيل راغب باشا قصيرة العُمر جدًّا و التي خلفت وزارة البارودي و كانت موالية للخديو توفيق و كانت تحميها و تحمي الخديو الأساطيل الأجنبيه الرابضة أمام الإسكندرية؛ و هي التي مهَّدَت لتمكين الاحتلال الإنجليزي من مصر؛ و الذي بدأ عمليًّا في نفس شهر تشكيل الوزارة (يونيو 1882) ، و قد خلَّف المرثيُّ وراءه مكتبة فيها قرابة الألف و خمسمائة مُجلَّد تضمَّنت قرابة الألف مخطوطة جلُّها بخطِّ أكابر النسَّاخ كابن مقلة و بن هلال و منها مئة مخطوطة بخطِّ مؤلفيها كما أخبر بذلك محمد رشيد رضا في مجلة المنار (1/ 481) مادحًا الباشا بحرصه على جمع الكُتُب و الإنفاق في سبيل ذلك بعد أن تبرَّع ورثتُه بها كلها للجامع الأزهر .. و لكن هل تشفع ألف و خمسمائة كتاب في ثلاثة أشهر أسس فيها لتمكين الانجليز من أرض مصر و من عقول أبنائها عبر وزارته "المعارف" تمكينا استمر أربعًا و سبعين سنة منها ثلاث و خمسون سنة بعد وفاة الباشا ؟ فأقول : لا و الله لا يشفع و لا ألف ألف ألف كتاب في ضياع عقل مُسلمٍ واحِد و تدجينه لعَدُوِّه فضلا عن ملايين المسلمين !!.. فبينما كان المرثيُّ يتخبَّط في إقرار جدوى تعليم مفهوم الوطنية الجديد للناشئة في المدارس كما صاغة "المرصفيُّ" في كتابه "رسالة الكَلِمِِ الثمان" الذي شكَّل أساسًا لفلسفة الثورة العرابية و أساسًا لمفهوم الوطنية الجديدة .. و بينما كان المرثيُّ منشغلا بهدم ما أعلنه عُرابي من غاية لثورته و هو "توسيع نطاق التهذيب" و بيان "فائدة و ضرورة التربية الجيدة" كوسيلة لتعديل وعي المصريين .. و بينما كانت حكومة إسماعيل راغب باشا كلها تفتخر بإنجازها قوانين جديدة لتنظيم الزراعة في مصر !!.. بينما كانت تلك الحكومة التخديرية التي أبقَت على عُرابي صورةً في وزارة الحربية بعد عزله عن البارودي و سائر شركائِه في ثورته تصنع ذلك ؛ كانت بريطانيا قد قرَّت عينُها بضمان احتلال مصر بعد اعتمادها على أحدث سلاح حربي و هو "مدفع جاتلينج سريع الطلقات" و ضمان التواصل بين جيوشها عبر إشارات التلغراف و قد "اتخُذت الترتيبات لتقديم الخيام ، و الخشب للوقود لعشرين ألف رجل لمدة ستين يومًا من قُبرص ، و الاستعداد لشراء البغال . و تم التوصل إلى قرار بشأن تشكيل فرقة مهندسين لإنشاء الخطوط الحديدية ، و تنظيم سلاح للشرطة العسكرية ، و وضع قواعد لمراسلي الصحف . و كان لابد من دراسة إنشاء مستشفيات في جوزو (مالطة) و قبرص ، و الإمداد بالمياه ، و المسدسات ، و العربات ، و مد خدمة الرجال الذين كانوا يخدمون في الفصائل من ست سنوات إلى سبع سنوات . و تم التوصل إلى قرار بشأن إنشاء سلاح للبريد صُمِّمَ نظام له . و تقرر الترتيب مع الحكومة الهندية لإرسال قوات من هناك . كانت كل هذه النقاط قد حُسِمَت و دُرست التفاصيل في الإدارات ، بحلول العاشر من يوليو" [استعمار مصر ، 218] .. و لربما التبسَ على كثيرٍ من الناس في كل عصرٍ فساد أقوامٍ فظنوهم أهل صلاح بسبب خيراتٍ ظاهرة و سمات صالحة و سجايا كريمة يتمتعون بها !!.. و لربما هذا ما غرَّ شوقي فقال ما قال في سائر القصيدة مما يُبدي فيه حُزنه و تأسفه على غياب المكرمات و المجد بموت المرثيِّ !!.. يُعجب الناس بما ينفعهم من الشخص و يتناسون ما يضر الأمة بأسرها !!.. و يعظِّمون الرجل لإحسانه إليهم و يغفلون عن موالاته لأعداء الله العظيم و سيبقى الأصنامٌ أصنامًا ما لم يكُن مقياس تقدير الناس هو الشرعُ الحنيف لا المنفعة الزائلة .. قال ابنُ عقيل الحنبليّ رحمه الله: ‹إذا أردت أن تنظر إلى مَحِلِّ الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، و لا ضجيجهم في الموقِفِ بِلَبَّيْك ، و إنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة‹ [الآداب الشرعية، ابن مفلح، 1/210] ، توفي سنة (1901) .

[2] "أبو محمد" هي كُنية المرثيّ ، و محمدٌ هو "محمد بك أباظة" نجل الباشا الأكبر ، و هو الذي زار الجامع الأزهر بتاريخ (10 ربيع الآخر سنة 1316) على إثر وفاة أبيه فأهدى إليهم مكتبته و استقبله شيخُ الأزهر بنفسه و أنجز له الإجراءات محمد عبدُه بيده –حيث كان لا يزال عُضوا عاملا في إدارة الأزهر- و كتبوا له خِطاب شُكر فخم تضمَّن الدعاءٍ له و لأبيه المتوفىَّ و لسائر الأسرة الأباظية.

[3] النَّوى : الرحيل . و الشطرةُ فيها رجاءٌ من الميت أن يتروَّى و لا يموت !! و هذا هو الـمُحال بعينه ؛ و لا يجوز ذلك القول و لو على سبيل التشبيه أو الكناية ؛ فإنما الأجل بيد الله – تبارك و تعالى – وحده ؛ ﴿ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الـمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [ آل عمران : 168] . و لربما قيل أن هذه استعاراتٌ لا يعنيها شوقي و لكن سيظهر جليا في مُستقبل المراثي أن الاعتدء على الغيب من سماتِ نظمِه رحمه الله –و البرزخُ الذي فيه المرثيَّ حين خاطبه شوقي بل و فيه شوقي نفسه الآن من الغيب- و ستأتي أمثلة كثيرة لا تقبل التأويل و اللهَ أسألُ أن يغفر لنا و له.

[4] يظن شوقي أن موت العائل ليس فيه رفق بالآل و لا رحمة بالأبناء !! و هذا باطلٌ ؛ فقضاء الله عاقبته الخبر و لوكرهته النفوس ؛ ﴿ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ﴾ [ النساء : 19 ] .

[5] طهراء : بلد المرثيّ ، وهي في محافظة الشرقية بمصر .

[6] أما غلوّ شوقي في المرثيِّ بتقريره انقطاع كل فضل في الناس بموته فهذا لا يُقال و لا حتى في الأنبياء !! فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ» فهذا نهيٌ عن مثل قوله (سارت جنازةُ كلِّ فضلٍ في الورى) بل يبقى في الناس أفضالٌ كثيرة على كل حال يقوم بها أهلُ الفضل و إن عمَّ الفسادُ و طَمَّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رثاء طفلي يمان (قصيدة تفعيلة)
  • في رثاء الشيخ عبد الله بن جبرين (قصيدة)
  • رثاء الشيخ بكر أبو زيد (قصيدة)
  • رثاء الوالد الكريم (قصيدة)
  • إضاءات على رثاء شوقي لـ " مصطفى باشا فهمي "
  • إضاءات واستشكالات في الحداثة
  • إضاءات للمستلفين

مختارات من الشبكة

  • إضاءات من قوله تعالى (فاذكروني أذكركم)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مصابيح الدجي: إضاءات دعوية من قصص أولي العزم من الرسل ويوسف عليهم السلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إضاءات حول قضية الرزق من مشكاة الكتاب والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءات في ظلال السيرة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءات نبوية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءات من سيرة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضاءات في صعيد عرفات (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • إضاءات كاشفة عن معاني سورة الفاتحة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إضاءات على القراءة والكتابة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إضاءات زوجية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- رائع جدا
إيهاب يوسف - مصر 08-02-2013 10:06 PM

بارك الله فيك يا أبا سهيل رائع كالعادة في اختيار الموضوع ولا يخفي على اللبيب ارتباط ذلك في واقعنا ورائع طبعا في الصياغة والتسلسل البديع ...أسأل الله أن ينفع بك المسلمين وأن يزيدك فهما وعلما وحكمة يا رب

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب