• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

رسالة الإمام سعود الكبير التي وافقه عليها أهل مكة (2)

رسالة الإمام سعود الكبير التي وافقه عليها أهل مكة (2)
محمد أحمد عثمان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/12/2012 ميلادي - 11/2/1434 هجري

الزيارات: 15310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رسالة الإمام سعود الكبير التي وافقه عليها أهل مكة (2)


كتبه الإمام سعود الكبير بن عبدالعزيز عند دخوله إلى مكة المكرمة في سنة 1225هـ ردًا على ما كتبه إليه سليمان باشا والي الشام من قبل الحكومة العثمانية وفي آخر المنشور كتب علماء مكة وأعيانها وعلى رأسهم الشريف غالب بالموافقة على ما في هذا المنشور، وكذلك كتب تحت كتابة أهل مكة أهل المدينة المنورة من علماء وأعيان ووقع الجميع بأختامهم وخطوطهم بالموافقة وقد أخذت صورة هذا المنشور بآلة التصوير من أصله الذي كان عند الوجيه الفاضل الشيخ محمد نصيف: وتابعنا جزء من المنشور في الحلقة السابقة؛ ومع الجزء الثاني منه:

وأما قولكم فنحن مسلمون حقاً وأجمع على ذلك أئمتنا أئمة المذاهب الأربعة ومجتهدو الدين والملة المحمدية فنقول:

قد بينا من كلام الله وكلام رسوله وكلام أتباع الأئمة الأربعة ما يدحض حجتكم الواهية، ويبطل دعواكم الباطلة. وليس كل من ادعى دعوى صدقها بفعله، فما استغنى فقير بقوله ألف دينار، ولا احترق لسان بقوله نار، فإن اليهود أعداء الرسول - صلى الله عليه وسلم - قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، لما دعاهم إلى الإسلام: نحن مسلمون، إلا إن كنت تريد أن نعبدك كما عبدت النصارى المسيح. وقالت النصارى مثل ذلك. وكذلك قال فرعون لقومه ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾  [غافر: 29] وقد كذب وافترى في قوله ذلك.

 

وحالكم وحال أئمتكم وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك. وقد رأينا لما فتحنا الحجرة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام اثنين وعشرين رسالة لسلطانكم سليم أرسلها ... إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستغيث به ويسأله النصر على الأعداء من النصارى وغيرهم. وفيها من الذل والخضوع والعبادة والخشوع ما يشهد بكذبكم وأولها "من عُبيدك السلطان سليم وبعد يا رسول الله قد نالنا الضر ونزل بنا من المكروه ما لا نقدر على دفعه، واستولى عباد الصلبان على عباد الرحمن. نسألك النصر عليهم والعون عليهم وأن تكسرهم عنا" وذكر كلاماً كثيرا هذا معناه وحاصله.

 

فانظر إلى هذا الشرك العظيم، والكفر بالله الواحد العليم. فما سأل المشركون من آلهتهم العزى واللات، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد أخلصوا لخالق البريات. فإذا كان هذا حال خاصتكم فما الظن بفعل عامتكم؟ وقد رأينا من جنس كلام سلطانكم كتباً كثيرة في الحجرة للعامة والخاصة، فيها من سؤال الحاجات، وتفريج الكربات ما لا نقدر على ضبطه. وقد ورد في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر "أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي"فأهل السنة والجماعة هم أتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل زمان ومكان، وهم الفرقة الناجية، كالصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.

 

وقد بعث الله جميع رسله بتوحيده ورفع مناره وطمس الشرك ومحو آثاره.

 

ومن أعظم الشرك والضلال ما وقع في هذه الأمة من البناء على القبور ومخاطبة أصحابها بقضاء الأمور، وصرف كثير لها من العبادات والنذور، فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم -، هل تجد في عصره بناء على قبر صالح أو ولي أو شهيد أو نبي؟ بل نهى عن البناء على القبور كما ثبت في صحيح مسلم وغيره. وكذلك أصحابه من بعده فتحوا الشام والعراق وغالب أقطار الأرض، فهل تجدون أحداً منهم بنى على قبر أو دعاه أو استغاث به أو نذر له، أو ذبح له أو وقف عليه وقفاً أو أسرج عليه؟ بل ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - النهي عن ذلك والتغليظ فيه، ولعن من فعله، كما ثبت عنه أنه بعث علي بن أبي طالب: أن لا يدع تمثالا إلا طمسه ولا قبراً مشرفاً إلا سواه. رواه مسلم. وكذلك لم يكن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان يقول إذا نزلت به ترة، أو عرضت له حاجة لميت: يا سيدي فلان، أنا في حسبك، أو اقض حاجتي كما يقوله بعض هؤلاء المشركين لمن يدعونهم من الموتى والغائبين. ولا أحد من الصحابة استغاث بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته ولا بغيره من الأنبياء لا عند قبورهم ولا إذا بعدوا عنها، ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء ولا الصلاة عندها بل لما قحط الناس في زمان عمر بن الخطاب استسقى بالعباس وتوسل بدعائه وقال "اللهم إنا كنا نتوسل إليك إذا أجدبنا بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا"فيسقون. فهذا توسل بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وشفاعته في حياته ولهذا توسلوا بعد وفاته بدعاء العباس.

 

وهذا كله تحقيقا لما بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من إخلاص العبادة بجميع أنواعها لله وحده الذي هو حقيقة معنى لا إله إلا الله. فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده، ولا يدعى معه إله آخر، لا دعاء عبادة ولا دعاء مسألة. وقد قال تعالى ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ﴾ [النساء: 171] وقال تعالى ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 31] فاتخاذ الأحبار والرهبان أربابا هو من فعل اليهود والنصارى. وقال غير واحد من العلماء: إن من أسباب الكفر والشرك الغلو في الصالحين كعبدالقادر وأمثاله بل الغلو في علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، بل الغلو في الأنبياء كالمسيح وغيره. فمن غلا في نبي أو ولي أو جعل فيه نوعا من الإلهية، مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغثني أو انصرني، أو أنا في حسبك. فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل. قال ابن القيم رحمه الله في شرح المنازل: ومن أنواع الشرك طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم - إلى أن قال: وما نجا من شرك هذا الشريك الأكبر إلا من جرد التوحيد لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله. قال: وما أعز من تخلص من هذا، بل ما أعز من لا يعادي من أنكره.

 

وأما قولكم: وأما ما اعترانا وما ابتلينا به من الذنوب فليست أول قارورة كسرت في الإسلام ولا يخرجنا من دائرة الإسلام، كما زعمت الخوارج من الفرق الضالة الذين عقيدتهم على خلاف عقيدة أهل السنة والجماعة فنقول:

نحن بحمد الله لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب، وإنما نكفرهم بما نص الله ورسوله وأجمع عليه علماء الأمة المحمدية الذين لهم لسان صدق في الأمة أنه كفر، كالشرك في عبادة الله غيره. من دعاء ونذر وذبح، وكبغض الدين وأهله والاستهزاء به وأما الذنوب كالزنا والسرقة وقتل النفس وشرب الخمر والظلم ونحو ذلك فلا نكفر من فعله إذا كان مؤمنا بالله ورسوله، إلا إن فعله مستحلا له. فما كان من ذلك فيه حد شرعي أقمناه على من فعله، وإلا عزرنا الفاعل بما يردعه وأمثاله عن ارتكاب المحرمات وقد جرت المعاصي والكبائر في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ولم يكفروا بها. وهذا مما رد به أهل السنة والجماعة على الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، وعلى المعتزلة الذين يحكمون بتخليده في النار، وإن لم يسموه كافرا، ويقولون: ننزله منزلة بين المنزلتين. فلا نسميه كافرا ولا مؤمنا بل فاسقا. وينكرون شفاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ويقولون: لا يخرج من النار أحد دخلها بشفاعة ولا غيرها.

 

ونحن بحمد الله برآء من هذين المذهبين: مذهب الخوارج ومذهب المعتزلة. فنثبت شفاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيره من الأنبياء والصالحين ولكنها لا تكون إلا لأهل التوحيد خاصة. ولا تكون إلا بإذن الله، كما قال تعالى ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28] وقال تعالى ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255] فذكر في الشفاعة شرطين: أحدهما أنها لا تكون إلا بعد الإذن من الله للشافع، لا كما يظنه المشركون الذين يسألونها من غير الله في الدنيا. وقال تعالى ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ [سبأ: 22-23].

 

قال ابن القيم رحمه الله تعالى، في الكلام على هذه الآية:

وقد قطع الله سبحانه الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها قطعا يعلم من تأمله وعرفه أن من اتخذ من دون الله وليا أو شفيعا فمثله ﴿ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ﴾ [العنكبوت: 41]. فالمشرك إنما يتخذ معبوده لما يحصل له به من النفع، والنفع لا يكون إلا لمن له خصلة من هذه الأربع: إما مالك لما يريد عابده منه، فإن لم يكن مالكاً كان شريكا للمالك، فإن لم يكن شريكا كان معينا أو ظهيرا. فإن لم يكن معينا ولا ظهيرا كان شفيعا عنده. فنفى سبحانه المراتب الأربع نفيا مرتبا منتقلا من الأعلى إلى ما دونه. فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك. وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك، وهي الشفاعة بإذنه. فكفى بهذه الآية نورا وبرهاناً ونجاة وتجريدا للتوحيد، وقطعا لأصول الشرك ومواده لمن عقلها والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها. ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له، ويظنه في نوع وقوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا. وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن. ولعمر الله إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم وشر منهم ودونهم، وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك، ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية" أي لأنه إذا لم يعرف الجاهلية والشرك وما عابه القرآن وذمه وقع فيه وأقره ودعا إليه وصوبه وحسنه، وهو لا يعرف أنه هو الذي كان عليه الجاهلية أو نظيره أو شر منه أو دونه فتنقض بذلك عرى الإسلام، ويعود المعروف منكرا والمنكر معروفا، والبدعة سنة والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بتجريد متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومفارقة الأهواء والبدع. ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عيانا. وبالله التوفيق. انتهى كلامه.

 

وهذا الذي ذكره غير واحد من أئمة العلم من تغير الإسلام وغربته قد أخبر به الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه كما ثبت عنه في صحيح مسلم أنه قال "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ" وفي حديث ثوبان الذي في صحيح مسلم وغيره "ولا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من أمتي الأوثان" وفي حديث العرباض بن سارية أنه - صلى الله عليه وسلم - قال "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة ضلالة" أخرجه أبو داود وغيره. وفي صحيح البخاري عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال "لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس حول ذي الخلصة".

 

هذا الذي تقدم ذكره من أهل العلم من حديث الشرك وغيره ومن البدع في هذه الأمة وكثرته هو مصداق ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأحاديث وغيرها.

 

وأما قولكم: فكيف التجري بالغفلة على إيقاظ الفتنة بتكفير المسلمين وأهل القبلة، ومقاتلة قوم يؤمنون بالله واليوم الآخر، واستباحة أموالهم وأعراضهم وعقر مواشيهم وحرق أقواتهم من نواحي الشام الخ.

فنقول: قدمنا أننا لا نفكر بالذنوب وإنما نقاتل ونكفر من أشرك بالله وجعل لله ندا يدعوه كما يدعو الله، ويذبح له كما يذبح لله، وينذر له كما ينذر لله، ويخافه كما يخاف الله، ويستغيث به عند الشدائد وجلب الفوائد، ويقاتل دون الأوثان والقباب المبنية على القبور التي اتخذت أوثانا تعبد من دون الله. فإن كنتم صادقين في دعواكم أنكم على ملة الإسلام. ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاهدموا تلك الأوثان كلها وسووها بالأرض، وتوبوا إلى الله من جميع الشرك والبدع وحققوا قول لا إله إلا الله محمد رسول الله. ومن صرف من أنواع العبادة شيئا لغير الله من الأحياء والأموات فانهوه عن ذلك وعرفوه أن هذه مناقض لدين الإسلام، ومشابهة لدين عباد الأصنام، فإن لم ينته عن ذلك إلا بالمقاتلة وجب قتاله حتى يجعل الدين كله لله. وقوموا على رعاياكم بالتزام شعائر الإسلام وأركانه من إقامة الصلوات جماعة في المساجد، فإن تخلف أحد فأدبوه. وكذلك الزكاة التي فرض الله تؤخذ من الأغنياء وترد على أهلها الذين أمر الله بصرفها إليهم. فإذا فعلتم ذلك فانتم إخواننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا يحرم علينا دماؤكم وأموالكم. وأما إن دمتم على حالكم هذه ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا دين الله الذي بعث به رسوله وتتركوا الشرك والبدع والمحدثات لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم وتسلكوا صراطه المستقيم كما أمرنا الله بذلك حيث يقول ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كله لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39] وقال تعالى ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ﴾ [التوبة: 5].

 

ونسأل الله العظيم أن يهدينا وسائر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى دينه القويم ويجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

حرر في اليوم الرابع عشر من شهر ذي القعدة سنة خمس وعشرين (ومائتين وألف).

 

صورة ما كتبه الشريف غالب بن مساعد والي مكة من قبل الدولة العثمانية عندما فتحها الإمام سعود: الحمد لله رب العالمين. أشهد بأن هذا الدين الذي قام به أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعانا إليه إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز من توحيد الله عز وجل ونفي الشريك له هو الدين الحق (الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -). وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقاً والشام ومصر وغيرها من البلدان من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنه الكفر المبيح للدم والمال. وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل بمقتضاه كما ذكر في هذا الكتاب فهو كافر بالله واليوم الآخر. وكتبه الشريف غالب بن مساعد غفر الله له آمين (ختم).

 

صورة ما كتبه مفتي مكة وعلماء المذاهب الأربعة فيها:

الحمد لله رب العالمين. نشهد ونحن علماء مكة الواضعون خطوطنا وشهاداتنا وأختامنا في هذا الرقيم أن هذا الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، ودعا إليه إمام المسلمين سعود بن عبدالعزيز من توحيد الله ونفي الشرك الذي ذكره في هذا الكتاب أنه هو الدين الحق الذي لا شك فيه ولا ريب. وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقا ومصر والشام وغيرها من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكور في هذا الكتاب أنه الكفر المبيح للدم والمال والموجب للخلود في النار. ومن لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويوالي أهله ويعادي أعداءه فهو عندنا كافر بالله وباليوم الآخر واجب على إمام المسلمين والمسلمين جهاده وقتاله حتى يتوب إلى الله مما هو عليه ويعمل بهذا الدين.

 

أشهد بذلك. وكتبه الفقير إلى الله تعالى عبد الملك بن عبد المنعم القلعي الحنفي مفتي مكة المكرمة عفي عنه وغفر له آمين (ختم). أشهد بذلك وأنا الفقير إليه سبحانه محمد صالح بن إبراهيم مفتي الشافعية بمكة تاب الله عليه (ختم). أشهد بذلك وأنا الفقير إلى الله تعالى محمد بن محمد عربي البناني مفتي المالكية بمكة عفا الله عنه وأصلح شانه (ختم). شهد بذلك الفقير إلى الله محمد بن أحمد المالكي عفا الله عنه (ختم). أشهد بذلك وأنا الفقير إلى الله تعالى محمد بن يحيى مفتي الحنابلة بمكة المكرمة عفا الله عنه آمين (ختم). أشهد بذلك وأنا الفقير إليه تعالى عبد الحفيظ بن درويش العجيمي عفا الله عنه (ختم). شهد بذلك زين العابدين جمل الليل (ختم). شهد بذلك علي بن محمد البيتي (ختم). أشهد بذلك وأنا الفقير إلى الله تعالى عبد الرحمن جمال عفا الله عنه (ختم). شهد بذلك الفقير إلى الله سبحانه وتعالى بشر بن هاشم الشافعي عفا الله عنه (ختم).

 

صورة ما كتبه علماء المدينة المنورة:

بسم الله الرحمن الرحيم. ما حرر في هذا الجواب من بديع النطق وفصل الخطاب وما فيه من الأدلة الصحيحة الصريحة المستنبطة من الكتاب المبين وسنة سيد المرسلين نشهد بذلك ونعتقده، ونحن علماء المدينة المنورة وندين الله به، ونسأله تعالى الموت عليه. ونقول: الحمد لله رب العالمين. نشهد بأن هذا الذي قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعانا إليه إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز من توحيد الله عز وجل ونفي الشرك هو الدين الحق الذي لا شك فيه ولا ريب وأن ما وقع في مكة والمدينة سابقا ومصر والشام وغيرها من البلاد إلى الآن من أنواع الشرك المذكورة في هذا الكتاب أنها الكفر المبيح للدم والمال وكل من لم يدخل في هذا الدين ويعمل به ويعتقده كما ذكر في هذا إمام الكتاب فهو كافر بالله واليوم الآخر والواجب على المسلمين وكافة المسلمين القيام بفرض الجهاد وقتال أهل الشرك والعناد[1].



[1] من هنا إلى آخر الكلام لم تظهر الحروف والكلمات في الصورة الفتوغرافية. وكذلك أسماء أهل المدينة وأختامهم وهم خمسة لم يمكن قراءتها. والحمد لله أولا وآخرا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رسالة الإمام سعود الكبير التي وافقه عليها أهل مكة (1)

مختارات من الشبكة

  • إحكام الدلالة لأحكام الرسالة: أدلة مسائل رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه الإمام مالك (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رسالة إلى أختي المسلمة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمة (رسالة أو الرسالة) - تأملات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أربع رسائل في الاجتهاد والتجديد للإمام السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رسائل إلى المواهب الصاعدة: رسالة إلى حنان(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مجموع الرسائل لابن القيم ( الرسالة التبوكية ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الرسالة السينية والرسالة الشينية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • رسالة قديمة من دفتر الرسائل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مجموع فيه ثلاث رسائل أولها رسالة في الرسم(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- رسالة الإمام سعود الكبير
وليد - الجزائر 27-09-2015 04:22 PM

رحم الله الإمام سعود الكبير رحمة واسعة على الرد على كل من ابتدع في الدين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب