• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية
علامة باركود

الإعلام الإسلامي والتحديات التي تواجهها الأمة (1)

أحمد عبدالوهاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/11/2012 ميلادي - 19/12/1433 هجري

الزيارات: 17931

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإعلام الإسلامي والتحديات التي تواجهها الأمة (1)


لَم يعُد الإعلام أو الاتِّصال علمًا قائمًا بذاته، ونظامًا متكاملاً له أصولُه ونظرياته ومِنهاجه فحسب، وإنما انتقل العالَم المعاصر بأسْرِه من عصر الصناعة إلى عصر الاتصال والمعلوماتية، وقد ازداد الاهتمامُ به نظرًا لما يقدمه من وظائفَ؛ سواء للأنظمة السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، أو بمعنى أدق للمُرْسِل وللمستقبل.

 

ويمكن حصر هذه الوظائف في الآتي:

1- وظيفة إخبارية معرفية:

حيث يعمل المرسِل على نقل المعلومات والوقائع والأفكار إلى المتلقي، وإعلامه بما يجري في العالم من أحداث، وذلك يؤدي إلى فَهم ما يحدث من ظواهر.

 

2 - وظيفة تعليمية تنموية:

بتدريب المتلقِّين عن طريق تزويدِهم بالمعلومات والمهارات، التي تؤهلهم للقيام بأعمالهم، وتطوير إمكانيتهم العلمية وَفْقَ ما تتطلبه ظروفُهم الوظيفية، وبذلك يتعلم المتلقي مهاراتٍ وخبرات جديدة، وتنمية الإنسان علميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا.

 

3 - وظيفة إقناعية تغييرية:

بإحداث تحوُّلاتٍ في وجهات نظر الآخرين ما يدفع المتلقي للحصول على معلوماتٍ جديدة تساعده في اتخاذ القرارات، والتصرف بشكل مقبول اجتماعيًّا وتُعَدُّ هذه أهم الوظائف؛ إذ تساعد النظامَ الاجتماعي والسياسي في تحقيق الاتفاق، أو الإجماع بين أفراد المجتمع وفئاتِه المختلفة، وهي تهدف إلى إحداث التحولات أو التغيرات المطلوبة في وجهات نظر المجتمع حول حَدَثٍ مُعَيَّن، أو فكرة مُعَينة تساعد النظام الاجتماعي والسياسي على تحقيق أهدافه.

 

4 - وظيفة ترفيهية:

بالترويح عن نفوس أفراد المجتمع وتسليتِهم، فيجد المتلقي الراحةَ والمتعة والتسلية.

 

5- وظيفة إعلانية:

والتي باتتْ إحدى أهم وأبرز وظائف الإعلام وأخطرها أيضًا، فمع تحول الإعلام إلى صناعةٍ وسلعة، أصبح الإعلامُ جزءًا من الحركة الاقتصادية والتجارية، وهكذا راحت تبحث عن مصادر التمويل، فوضعت لنفسها وظيفةً أساسية هي الإعلان، وقد باتت الصحف تحسِّن كلَّ وظائفها الأخرى لترفعَ مستوى الإعلانات، فتمويل أكثر الصحف هو كالآتي :25% قراء - 75% إعلانات، وبعضها 100 % إعلانات.

 

تعريف الإعلام:

الإعلام لغةً: من أَعْلَمَ؛ أي: قام بالتعريف والإخبار لغيره، وأعـلمَ أي أخبـرَ، لذلك تقول العربُ: أعلمَ فلانًا الخبرَ؛ أي: أخبرَهُ به.

 

واصطلاحًا: هو "انتقال معلومة بين الأفراد بواسطة فردٍ أو جماعة؛ بحيث تنتشر فتصبح لهم لغةً للتَّفاهُم، واصطلاحًا للتعامل، ووسيلةً للمشاركة".

 

وأمَّا الإعلام عند المعاصرين: هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبِّر هذا الرأيُ تعبيرًا موضوعيًّا عن عقلية الجماهير واتجاههم وميولهم.

 

أو: هو نقل المعلومات والحاجات والمشاعر والمعرفة والتَّجارِب بشكل شفوي، أو باستخدام وسائلَ أخرى بغرض الإقناع، أو التأثير على السلوك.

 

تعريف الإعلام الإسلامي:

من الممكن أن نتبنَّى أيَّ تعريفٍ سابق للإعلام مع تقييده بمُراعاة الضَّوابط الشرعية.

 

فمثلاً الإعلام الإسلامي:

هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، أو المعلومات السليمة والحقائق الثابتة عن الدين الإسلامي، والتي تساعدُهم على تكوين رأيٍ صائب في واقعة من الوقائع بغرض الإقناع والتأثير على السلوك.

 

حكم الإعلام الإسلامي:

حكم الإعلام باعتباره منظومةً كاملة متخصِّصة، هو فرضٌ كِفائي لو قام بعض الناس به سقط التكليف عن الآخرين، على أنَّ هذا الفرض يصبح عينيًّا على المسلم الذي يتصدر للعمل في المؤسسات الإعلامية، وكذلك على الذي أكمل الدراسة الإعلامية كليةً أو معهدًا، أو من خلال الدورات الإعلامية، كما أنه من الواجب على الدول الإسلامية أن تتبنى الإعلامَ الإسلامي في مؤسساتها الإعلامية، على أننا نؤكد أنَّ هذا التَّبني لا يعني التَّبَعية والانقياد للحاكم ذاته، فالإعلام الإسلامي يتَّسم بالاستقلالية والحرية، ويبتعد تمامًا عن الـمُداهنة والتحيُّز، ولا يمكن أنْ يكون في يد السلطة للتحكم في الناس، أو التمويهِ عليهم أو تسخيرِهم واللعب بعقولهم، على نحو ما يحدث من دعاياتٍ في النظم السياسية الضاغطة التي تجعل الإعلام أداةً للضغط والقسر والإلزام، وهو ما يسمى بالإعلام الاستمالي أو التطويعي؛ لتسخير الجماهير لتنفيذ سياسات معينة، ومنه يمكن أن نشبِّه النظام الإعلامي بالنظام القضائي يستمد قوَّتَه وصلاحيته من التَّشريع الإسلامي مباشرةً، وإن كان تنظيمه الإداري ومصادره المالية من السلطة الحاكِمَة، ومن هنا يطلق عليه السلطة الرابعة.

 

وظائف الإعلام الإسلامي:

وظيفة دعوية:

حيث يسعى الإعلام الإسلامي إلى نشر عقيدة التوحيد، كما يتبنى الدعوةَ إلى العبودية الخالصة لله وحده دون سواه، ونبذ كل مظاهر الشرك وكشف الطواغيت، وتحرير العقيدة من مُفتريات أعداء الإسلام وما عَلِقَ بها من مخالفات، وكشف العقائد الباطلة والضالة، فكل الإعلام دعوة.

 

وظيفية إخبارية:

حيث ينقل الأخبارَ والمعلومات والأحداث والوقائع، ويتبنى قضايا المسلمين ويبرزها ويحللها، ويقدم الحلول المناسبة لها وَفْقَ المنظور الإسلامي، مع الاهتمام بقضايا الأقليَّات المسلمة في العالم.

 

وظيفة علمية وتربوية:

ترمي إلى الارتقاء باهتمامات الناس، والسمو بعقولهم ووجدانهم وسلوكهم، وتزويدهم بعلوم الشريعة وغيرها من العلوم النافعة، وإشاعة المفاهيم الإسلامية بمبادئها السامية وقِيَمِها الرفيعة، وغرس المعاني التربوية والأخلاقية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية لبناء جيلٍ إيمانيٍّ قادر على النهوض برسالة الإسلام.

 

وظيفة اجتماعية:

تعمل على بناء الشخصية الإسلامية المتوازنة المفكِّرة والمبدعة والقوية، وبناءِ المجتمع المتماسك والمتكامل، وتعميقِ الشعور الإنساني تجاه الآخرين، مع بثِّ رُوح الألفة والمودة والتعارُف والتآلف والانسجام بين سائر المسلمين، وتقويةِ الروابط الاجتماعية بينهم، ومناصرة المستضعفين والعمل على إنصافهم؛ فالاهتمام بشؤون المسلمين أصلٌ عظيم، فمَن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، والتأكيد على أنَّ كرامة الإنسان مُصانةٌ، وحرية الفرد مكفولة، وحماية المجتمع الإسلامي من إفرازات المجتمعات الغربية، وذلك بتعرية الحضارة الغربية بمفاهيمِها المنافية للإنسانية، والمبنية على الأنانية والعلمانية الناتجة عن فصل الدين عن سائر مجالات الحياة، وفصل الأخلاق عن التربية، والتي وإن حاولت إثباتَ نجاحها، فإنَّ الواقع يشير إلى تراكُم الأزمات النفسية والأخلاقية وحتى السياسية والاقتصادية بسبب هذه المفاهيم، وهذه الوظيفة تُراعي أيضًا الجانبَ الترفيهي في الوسائل الإعلامية بما يتوافَق مع الضوابط الشرعيَّة.

 

أهمية الإعلام المقاوِم:

لو تأملنا طبيعةَ المعارك الجهادية مع العدو اليوم، لوجدناها تقوم على حرب العصابات، والتي تعتمد على المجموعات الصغيرة والأسلحة الخفيفة - كما في العراق - ولو تأملنا أكثرَ لوجدنا أنَّ هذه المجموعات حتى تكون مقاتلةً نموذجية في هذا الزمن - زمن التكنولوجيا عابرة الحدود والإنترنت والفضائيات - باتت تحتاج - بالإضافة إلى الأسلحة الخفيفة والقنابل - أسلحة لا تقلُّ أهميةً عنها، إنها الكاميرا والحاسوب وشبكة الإنترنت؛ لتسجيل وتصوير العمليات الجِهادية، ورسائل القادة الجهاديين، وبثِّها على الرأي العام، فتوثيق هذه العمليات وكذا خسائر العدوِّ بات بحد ذاته عملاً لا يقل أهمية عن القيام بهذه العمليات وإحداث هذه الخسائر؛ فكم من عملية بطولية ضد العدو الأمريكي الصهيوني في العراق أو فلسطين أو أفغانستان أو الشيشان، لم يُستفد منها كما ينبغي سياسيًّا وإعلاميًّا؛ لأنها لم تُوثَّقْ كما ينبغي! وهذا تَرَكَ العدوَّ الأمريكي الصهيوني حرًّا بالكذب بشأنها والتغطية عليها، بحكم سيطرته ونفوذه في وسائل الإعلام العالمية والعربية، الرسمية وغير الرسمية!

 

يقول أحد الباحثين:

المهم في هذا الزمن الذي أصبح صناعة الرأي العام على يد الدول الكبرى، التي تريد أن تحتم سيطرتَها متعديةً الحدود، وعلى يد الطرف الأمريكي الصهيوني يترابط العمل المقاوِم بالمقاومة الإعلامية أكثر من أي وقتٍ مضى، فاليوم أصبح المقاتِلُ إعلاميًّا، والإعلاميُّ مقاتِلاً، بقدر ما تمددتْ رُقعة الميدان وساحة المعركة من الأرض إلى الفضائيات إلى الفضاء الافتراضي على الإنترنت، يقول المحلل الصحفي إبراهيم علوش: لا ينتصر المقاوم إنْ لم يكن إعلاميًّا فعَّالاً؛ فالبندقية لا تحتاج لغصن زيتونٍ - كما زعموا - بل لكاميرا فيديو، ولموقعٍ على الإنترنت ولفضائية مقاومة، فإذا كان مخطئًا من يظن أنَّ المعركة يمكن كسبها بالإعلام وحده، فإنه يخطئ أيضًا من لا يجعل إلى جانب بندقيته كاميرا فيديو وجهاز حاسوب، خاصةً أنَّ العدو يهاجمنا على عدة صُعُدٍ، وليس فقط عسكريًّا، ولذلك يجب أن نقاوم على عدة صعد، وليس فقط عسكريًّا، ولذا ينبغي أن يترسَّخ في ذهن المجاهد الإعلامي مفهوم البندقية المقاتلة والحاسوب المحارب.

 

تعريف الإعلام الجهادي:

يمكن أن نعرِّف الإعلام الجهادي: بأنه تزويد الجماهير بحقائق الجهاد ومقاصده وآثاره، ونقلُ الأخبار والوقائع والمعلومات المتعلقة به بصورة صحيحة ومنضبطة وموثقة داخل الأمة الإسلامية وخارجِها، وكذلك ردّ الشبهات والافتراءات والشائعات التي تُثار حوله للطعن فيه وفي أهله، وتحفيز المسلمين لأدائه أو دعمِه.

 

قواسم مشتركة:

مِنَ الـمُسلَّم به أن الإعلام والجهاد والمقاومة كلاهما ما شُرِعا إلا ليحقِّقا مقاصدَ الشريعة الإسلامية المبنية على جلب المصالح ودَرْء المفاسد، وهما وسيلتان من أهم وسائل تحقيق ذلك، وإنَّ أحدهما يكامِلُ الآخر.

 

وكذلك يتبنى أحدُهما مفاهيم الآخر، ولذا فإنهما يشتركان في قواسمَ عدة منها:

1 - في كل مغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يحارب المسلمون أمةً أو شعبًا أو جماعةً، وإنما حاربوا قوى الشر التي كانت تَحُول دون وصول رسالة الإسلام إلى تلك الأمم من شعوب وجماعات، فقد حارب المسلمون أئِمة الكفر في مكة، ولم يحاربوا أهلَ مكة؛ ولذا عُدَّ الجهادُ في سبيل الله من أهم وسائل الإعلام الإسلامي؛ ذلك أنَّ الجهاد يزيل قوى الكفر والطغيان التي تحول دون وصول الهدي الإسلامي إلى بلدانها، وهذا ما يمهِّد الطريقَ للإعلام الإسلامي ليقول كلمته عبر الوسائل الإعلامية المختلفة.

 

فالجهادُ في سبيل الله أمرٌ لازم لنشر الدعوة الإسلامية وإقامة الشريعة؛ ولذلك جعله الله تعالى مِن فرائض الدين وشعائره؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

 

2 - من الثَّابت أنَّ الإعلامَ الإسلامي والدعوة إلى سبيل الله هما الغايةُ العليا والهدف الأسمى لجهاد المؤمنين، كما أنَّ توفير مناخ الحرية وعدم الإكراه كان الشغل الشاغل للإسلام والمسلمين، وما كان الجهاد إلاَّ سبيلاً لبلوغ تلك الغاية السامية بإتاحة جو ملائم لحرية الإعلام، ولم يكن للإكراه على اعتناق الإسلام، قال تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ [البقرة: 256]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 99]، بل على العكس كان قتالاً لِمَنْع الإكراه على البقاء على الكفر، ومنع الظلم والعدوان وإتاحة الفرصة لتبليغ الرِّسالة مهما كلَّف الأمرُ ذلك من جهد، ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الأنفال: 39]، فالأصل في الجهاد أنه يمهِّد الطريقَ لحرية الإعلام الإسلامي وحرية الاتصال بالناس؛ ليسمعوا كلام الله، ويتيحَ الفرصة أمام الدعاة؛ ليبلِّغوا الرسالةَ ويؤدُّوا الأمانة.

 

3 - الجهاد يفتح الطريقَ أمام دعوةٍ مشروعة من النبيين والصديقين؛ لأنَّ الحقَّ ليس سلبيًّا صامتًا، بل هو ناطق مبين ولا بد لبيانه من إعلامٍ يصل به إلى نفوس الناس كافة، بحيث تُتاح لهم الفرصةُ لمعرفته وإدراك مهمته؛ توطئة للإقناع والإيمان عن بينة، ومن العبث القولُ بأن الحق يظهر وحده دون جَهْدٍ إعلامي أو دعوة شارحة ومفسِّرة، لذلك كان الإعلام الإسلامي ضرورةً حتمية تمثل جانبًا مهمًّا من جوانب الدعوة الإسلامية.

 

4 - لا سبيلَ لإقامة الوحدة الإسلامية العالمية إلا بالجهاد بالبيان والسِّنان على حدٍّ سواء؛ لأن الجهاد في سبيل الله يهيئ السبيل للإعلام الإسلامي أن يقولَ كلمتَه؛ ولأنَّ هذا الإعلام لا يقوم إلا في مجتمع مسلم وفوق أرض يحكمها الإسلام، كما يعمل الإعلامُ الإسلامي على إشاعة رُوح التماسك بين أبناء الأمة، ويدعوهم للاعتصام بحبل الله جميعًا فلا فرضَ ولا انقسام، بل معاونة على الخير والتقوى والبناء الحضاري للأمة.

 

5 - يعمل الإعلام الإسلامي على تقوية الرُّوحِ المقاوِمَةِ بين المسلمين، ويحثُّهم على الدفاع عن حقوقهم الإنسانية وحرياتهم وكراماتهم، ويحرِّضهم على ذلك ويقدم رسالتهم إلى العالم أجمعَ، ولذلك عدَّه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جهادًا بقوله: ((قاتلوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))؛ رواه أحمد وأبو داود.

 

6 - إفشال مخططات العدو تكون بعدة صور؛ أهمها الجهادُ والإعلام، فالمعركة بيننا وبين العدو تدور على كسب العقول والقلوب والمواقف، كما تدور على كسب الأرض والخيرات والموارد والأسواق، وهذا يعني تنوُّع صور المقاومة، ويعني أيضًا أننا نستطيع جميعًا أن نشترك بالمقاومة الجهادية حتى عندما يكون الجهاد في البلاد الإسلامية المحتلة غير متاح، فعندما نعمم أخبارَ المجاهدين في بلادنا وفي العالم أجمع باللغة العربية أو بالإنكليزية أو غيرِهما من اللغات، فإننا نُسْهِمُ بالجهاد الإعلامي ونصبح مرآةً حية للجهاد على الأرض، وعندما نحاجج وندحض من يشكِّكون في المقاومة الجهادية وجودًا وعملاً، ندعم المجاهدين على الأرض ونمنع العدو من محاصرتهم سياسيًّا وإعلاميًّا، وعندما نرفض الاعترافَ بما يُسمَّى المقاومة السلمية (العملية السياسية) في ظل الاحتلال، فإننا نخلق أفضل الظروف السياسية والإعلامية لاستمرار المقاومة الجهادية ودعمها، ولتحقيق مقاصد الجهاد.

 

تفعيل الإعلام المقاوم:

إن إرادة تفعيل الإعلام - أي إعلام - يستلزم إدراك المشكلة الرئيسة أمام هذا الإعلام، وهذا الإدراك حتى يكون علميًّا وعمليًّا ودقيقًا لا بد له من تخطيط يستند إلى خطط مدروسة لتحديد المشكلة، وتحرِّي أسبابها وصياغة الحلول اللازمة لها، ووسائل إعمالها وصولاً إلى تحقيق النجاح.

 

وإنَّ أيةَ خطة تُوضع لتفعيل الإعلام تشمل أربعةَ عناصر: هي فهم الواقع، ثم تحديد الأهداف، ثم اختيار أنسب الوسائل، ثم المتابعة والتقييم.

 

إنَّ فهم الواقع وتحديد الأهداف يشكل الرسالة الإعلامية التي تحتاج إلى مرسِلٍ يقدمها عبر وسائل مناسبة ومتعددة إلى متلقٍّ تكون متابعة استجابته هي معيار التقييم، ومن هذه المعاني تتشكل عناصر العملية الإعلامية وأركانها التي تقوم عليها، ويكون تفعيلها بإدراك مقوماتها، ومن ثَمَّ تنشيطها.

 

يتبع،،





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإعلام الإسلامي والمرحلة الراهنة
  • الإعلام الإسلامي ضرورة
  • ما أحوجنا إلى الإعلام الإسلامي!
  • الإعلام الإسلامي بين المعوقات الخارجية والانتكاسات الداخلية
  • الإعلام الإسلامي والتحديات التي تواجهها الأمة (2)

مختارات من الشبكة

  • أين "أمة الإعلام" من الإعلام؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الإعلام الإسلامي في خدمة قضايا الأمة (مؤتمر)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإعلام الإسلامي بديل للإعلام الغربي(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • ملخص بحث: إعلام الأطفال واقعه وسبل النهوض به (بحث ثاني)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • مفهوم الإعلام والأسس المشتركة بين الإعلامين الإنساني والإسلامي(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • ملخص بحث: الإعلام الجديد نشأته، آفاقه، تحدياته، خصائصه، المدونات نموذجا(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: الإعلام الجديد " أنواعه - خصائصه وتحدياتها المجتمعية "(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث: آفاق وتحديات الإعلام الجديد في المجتمع العربي(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • دور الإعلام في نهضة الأمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأمة والتحديات المعاصرة في موروثها وأخلاقها(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
1- اضافة
عمر 04-11-2012 09:22 PM

لكن الإعلام مفتوح نسبيا لأن هناك حقوق إعلام وحرية

لكن إذا منعت يكون الجهاد أوجب مما كان ( أي يزداد وجوبه لأنه واجب )

لا يشترط ان يبدأ نشر دين الله بعد الجهاد فقط بل هو مطلوب قبله وبعده

فالإعلام حتى لو لم يكن هناك أحد يمنع الدعوة فلا بد من العمل والبداية بالدعوة الناس إلى التوحيد

والإسلام يعني لابد من وجود من يعمل بالدعوة بشكل مكثف ومدروس للوصول إلى أكبر تغطية ممكنة

( مركز اعلامي اسلامي )  مثال بسيط المواقع العلمية أو الإذعات الدينية

تفيدنا كثيرا جدا مع أننا مسلمون وندرس بالكتب مع ذلك تفيدنا فكيف بمن لم يصل اليه شيء من الإسلام

فكثير من الناس لم يصل إليهم مفهوم التوحيد والإسلام

وإنشاء مركز إعلامي قريب من مفهوم انشاء جامعة إسلامية أو دمج مركز إعلامي بجامعة غسلامية موجودة سابقا مثلا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب