• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (10)

نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (10)
أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/2/2012 ميلادي - 12/3/1433 هجري

الزيارات: 6456

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (10)

 

يقول الدكتور المسيري عن إشكالية تعريف اليهودي في العصر الحاضر: ومع ظهور حركة التَّنْوير، وضَعْف اليهودية الحاخامِيَّة، ترك كثير من اليهود عقيدتهم الدينية، واستمروا في تَسْمِية أنفسهم (يهودًا)، وهذا ما يُطلَق عليه (اليهودي غير اليهودي)، وبين هؤلاء نجد (اليهودي المُلْحِد)، و(اليهودي العلْماني)، و(اليهودي الإثني)[1]، ممن نُطْلِق عليهم نحن (اليهود الجدد).

 

وغَنِيٌ عن القول: أنه حينما كان مصطلح (يهودي) يُستخدَم للإشارة إلى هؤلاء، فإن مُحيطه الدّلالي كان يختلف تمامًا عن مُحيطه الدّلالي حتى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، حيث كان الانتماء اليهودي يعني الإيمان بالعقيدة اليهودية، أما هؤلاء، فإنهم لا يتبعون تعاليم دينهم، بل ويرفضها بعضُهم تمامًا، ويُسَمِّي نفسه يهوديًا؛ استنادًا إلى ما يَتَصَوَّر أنه مَوْرُوثه الثَّقافِي.

 

ويوجد الآن تعريفان لليهودي: أحدهما ديني، يعتمد الشريعة، ويأخذ به نحو 18% من يهود العالم، والآخر علْماني، ويأخذ به نحو 61%، والباقون مُتَرَدِّدون، مُتضارِبون في الرأي، فإن شعر أحدهم في قَرارة نفسه بأنه يهودي، فإنه يمكن اعتباره يهوديًا.

 

وقد حاول جان بول سارتر تعريف اليهودي، فأخذ بهذا التُّعْريف الذَّاتي، وقال: إن اليهودي يكون يهوديًا أصيلًا حينما يُصْبِح واعيًا بحالته كيهودي، ويشعر بالتَّضامُن مع سائر اليهود، ولكن سارتر نفسه كان قد عَرَّف اليهودي من قبل، بأنه من يراه الأَغْيار[2] كذلك، وفي كلتا الحالتين، لا يُوجَد معيار مَوْضُوعي للتَّعْريف، وقد انتهى الأمر به إلى القول بأن اليهودي هو رجل يبحث عن هويته، وهذا ليس بتعريف أيضًا، وإنما إشارة إلى حالة عَقْلِيَّة، وقد عَلَّق أحد المُثَقَّفِين الفَرَنْسِيِّين على الوَضْع قائلًا: إنني مثل جميع اليهود الفرنسيين، فأنا يهودي من الناحية الخَيالية، ولكني فَرَنِسي من الناحية الفِعْلِيَّة.

 

ويمكن القول بأن كلمة يهودي في الوقت الحالي لها معنيان:

1- يهودي بالمعني الدِّيْنِي الإثْنِي.

2- يهودي بالمعنى الإثْنِي المَحْض.

 

فهي تُشير إذًا إلى الكُتَل اليهودية الثلاث الأساسية، وهي: الإشكناز[3]، والسفارد[4]، ويهود العالم الإسلامي، وإلى الجماعات اليهودية الأخرى التي انفصلت عن الكُتَل الثلاث الكبرى، مثل: الفلاشاه[5]، ويهود الهند[6].

 

وهي تُشير أيضًا إلى اليهود من شَتَّى الفِرَق التي نشأت في العالم الغربي: الإصلاحيين[7]، والمحافظين[8]، والأرثوذكسيين[9]، والتجديديين[10]، حتى ولو كَفَّر أعضاءُ هذه الفِرَق بعضُهم بعضًا.

 

ويُستخدَم المُصْطَلح للإشارة إلى المُسْتَوْطِنين الصَّهايِنة، مع أن مَسألة: مَنْ هو اليهودي؟ لا تزال دون إجابة داخل الدولة الصِّهْيَوْنِيَّة، أي أنها كلمة ذات مجال دلالي مُختلَط وغير محدَّد، انتهى.



[1] اليهودي الإثني: هو اليهودي الذي يرى أن يهوديته لا تنبع من إيمانه بالقيم الدينية، والأخلاقية اليهودية، وإنما من الإثنية اليهودية، أي من موروثه الثقافي، وربما كان هذا ما يعنيه إسحق دويتشر بمصطلح (اليهودي غير اليهودي)، وكلمة الإثنية مأخوذة من الكلمة اليونانية (إثنوس) بمعنى: قوم، أو جماعة لها صفات مشتركة. وتُستخدَم كلمة إثنية للإشارة إلى الجماعة الإنسانية، التي قد لا يربطها بالضرورة رباط عرْقي، ولكنها جماعة تشعر بأن لها هوية مشتركة، تستند إلى تراث تاريخي مشترك، ومعجم حضاري واحد، وكلمة حضارة هنا تستخدم في أوسع دلالاتها، فهي تشير إلى كل فعل إنساني، وكل ما هو ليس بطبيعة، مثل: الأزياء، وطرق حلاقة الشعر، وطريقة تنظيم المجتمع، والرقص، ومن أهم العناصر الإثنية: اللغة والأدب، ويمكن أن يكون الدين عنصرًا من بين هذه العناصر الإثنية، فينظر المرء ـ دون أن يؤمن بالإله ـ إلى الشعائر الدينية بوصفها تعبيرًا عن الهوية، تمامًا مثل الرقص، والطعام، وتجب التفرقة بين الإثني والعرْقي، فالوحدة على أساس عرْقي تعني وحدة الدم والجنس (العرْق)، أما الوحدة على أساس إثني، فتعني وحدة التاريخ والثقافة.

ومعظم يهود العالم في الوقت الحالي يهود إثنيون، أي أن يهوديتهم لا تنبع من الإيمان بالعقيدة الدينية، وإنما من إثنيتهم اليهودية، وهي تنبع من اليهودية لا باعتبارها نسقًا دينيًا، وإنما باعتبارها فلكلورًا.

[2] الأغيار هم غير اليهود من سائر الملل والطوائف، فكل من لك يكن يهوديًا، فهو من الأغيار.

[3] اليهود الإشكناز: هم اليهود الغربيون.

[4] اليهود السفارد: هم اليهود الشرقيون. ويرد على هذا المصطلح وسابقه إشكالات كثيرة، تناولها الدكتور المسيري في موسوعته.

[5] يهود الفلاشاه: جماعة إثنية إفريقية، تدين بشكل من أشكال اليهودية، ولا تنتمى إلى أى من الكتل اليهودية الكبرى الثلاث: الإشكناز، والسفارد، ويهود العالم الإسلامى، وهم يشيرون إلى أنفسهم بوصفهم بيت إسرائيل، وكلمة الفلاشاه تعني المنفيين، وغريب الأطوار، والهائم على وجهه، وأصول الفلاشاه تعود إلى مجموعة من القبائل التي جاءت من جنوب الجزيرة العربية، ويقال: إن اليهودية انتشرت بينهم من خلال يهود الجزيرة العربية قبل الإسلام، ويقال: إن عبد الله بن سبأ من أصل فلاشى، وربما وصلتهم اليهودية عن طريق مصر، وهم يعودون بأصولهم إلى منليك ابن سليمان عليه السلام من ملكة سبأ حسب التراث اليهودي، والذى عاد إلى أمة بلقيس ليعتلى عرش إثيوبيا، والذى يقولون إنه عاد يومًا لزيارة أبيه سليمان عليه السلام، فأكرم وفادته، وأمر بعض رجال حاشيته وبلاطه الملكى بمرافقته عند عودته، ويزعمون أن منليك قد سرق سفينة العهد، وعبر نهرًا يوم السبت الذى يحرم فيه السفر والسير لمسافات طويلة، وتبعه بعض الخاطئين ـ يقصدون نصارى إثيوبيا ـ أما الأتقياء الذين امتنعوا عن عبور النهر، فهم يهودها، أى الفلاشاه.

ويقال: إن عدد الفلاشاه كان كبيرًا قبل أن تعتنق أسرة أكسوم الحاكمة الديانة النصرانية فى القرن الرابع الميلادي، فنشبت صراعات حادة بينهم وبين الفلاشاه، وتُعَرِّف الموسوعة اليهودية الفلاشاه تعريفًا يلقى كثيرًا من ظلال الشك على انتمائهم الدينى، إذ جاء فيه ما يلى: الفلاشاه جماعة إثنية فى إثيوبيا، تزعم أنها من أصل يهودى، ومرتبطة بنوع من أنواع الديانة اليهودية، يستند إلى العهد القديم، والكتب الخارجية (أبو كريفا)، أى الكتب غير المعتمدة، والكتب الدينية الأخرى التى ظهرت بعد الانتهاء من تدوين العهد القديم،انتهى. ومن الجدير بالذكر أن التلمود لم يصل إلى الفلاشاه، وغنى عن الذكر أن التلمود هو عمود اليهودية الحاخامية الفقرى وعصبها، وعدم الاعتراف به ينطوى على عدم اعتراف بها.

ومن الملاحظ جدًا تأثر الفلاشاه بالنصرانية في كثير من أمورهم؛ فليس لديهم حاخامات، وإنما قساوسة يُطلق على واحدهم لفظة (قس)، ويقدم الكهنة القرابين فى المناسبات الدينية المختلفة، ويعيش بعض هؤلاء الكهنة فى الأديرة على هيئة رهبان وراهبات على النمط النصرانى، ويطلق عليهم لقب (ناذير) وهى لفظة عبرية تعنى: الذى نذر نفسه للشعائر الدينية، وانقطع لها. كما أن البعض الآخر يعيش على طريقة الرهبان فى الغابات، والصحارى، وعلى حواف القرى، بل إن الاعتراف النصراني موجود عندهم، فهم يدلون باعترافاتهم إلى الكاهن من آونة إلى أخرى، وعند نهاية اليوم.

وبسبب تأثرهم بالنصرانية، نصحهم أحد المسئولين فى الوكالة اليهودية فى أوائل الخمسينيات بالتَّنَصُّر لحل مشكلتهم، بدلًا من الهجرة إلى إسرائيل، ولم يتغير ذلك الموقف إلا ابتداء من عام 1973م، حين أعلن الحاخام شلومو غورن أن أعضاء هذه الجماعة اليهودية هم فى الواقع من أحفاد قبيلة دان، ومن ثم فهم يهود حقيقيون، وقد طبق عليهم قانون العودة، فتم تهجيرهم باسم الهوية اليهودية العالمية.

[6] توجد عدة جماعات يهودية في الهند، منها جماعة بني إسرائيل في بومباي، ويهود كوشين على ساحل مالابار في ولاية كيرالا، واليهود البغدادية في بومباي أيضًا، ويهود مانيبور على الحدود مع بورما، وقد بلغ عددهم عام 1961م إن صحت الإحصاءات 14.608 في الهند ذاتها، إضافة إلى 23 ألفًا في الدولة المسماة بإسرائيل، و2000 في إنجلترا حسب إحصاءات عام 1968، وهو ما يعني ـ على فرض صحة الإحصاءات ـ أن نسبة التكاثر بين يهود الهند من أعلى النسب بين الجماعات اليهودية، وقد تأثرت كل هذه الجماعات اليهودية بالبيئة الهندية، وبنظام الطوائف المغلقة، وهي لا تنتمي إلى أيٍّ من الكتل اليهودية الثلاث الكبرى: الإشكناز، والسفارد، ويهود العالم الإسلامي؛ ولذا، فهم يُعَدُّون ضمن الجماعات الهامشية مثلهم مثل الفلاشاه، ويعيش القسم الأكبر من يهود الهند الذين هاجروا إلى الدولة المسماة بإسرائيل في مدن التنمية، كبئر سبع وعسقلان، ويعيش قسم آخر في المدن الكبرى الثلاث: القدس، وتل أبيب، وحيفا.

[7]اليهودية الإصلاحية: فرقة دينية يهودية حديثة، ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر في ألمانيا، وانتشرت منها إلى بقية أنحاء العالم، وخصوصًا الولايات المتحدة، ويعود ظهور الحركات الإصلاحية في اليهودية إلى أزمة اليهودية الحاخامية أو التلمودية، التي ارتبطت بوضع اليهود في أوربا قبل الثورة الصناعية، وقد استفاد اليهود الإصلاحيون من فكر الفيلسوف الألماني اليهودي التنويري موسى مندلسون، ولكنهم استفادوا بدرجة أكبر من الأفكار والممارسات البروتستانتية في ألمانيا، وقد بدأت محاولات الإصلاح حين لاحَظ كثير من قيادات اليهود انصراف الشباب تدريجيًا عن المعبد، وعن الشعائر اليهودية؛ بسبب جمودها، وأشكالها التي اعتبروها بدائية متخلفة، فأخذوا في إدخال بعض التعديلات ذات الطابع الجمالي، ومن الجدير ذكره أن اليهودية الإصلاحية، في محاولتها تطوير اليهودية، انتهى بها الأمر إلى أن خلعت النسبية على كل العقائد، ونزعت القداسة عن كل شيء، أي أنها في محاولتها إدخال عنصر النسبية الإنسانية، والتهرب من الحلولية المستشرية في الفكر اليهودي الحاخامي، سقطت في نسبية تاريخية كاملة؛ بحيث أسقطت كل الشعائر، وكل العقائد تقريبًا، أي أنها هربت من وحدة الوجود الروحية إلى وحدة الوجود المادية، وقد كان تيودور هرتزل من اليهود الألمان الذين تأثروا بتلك الحركات التنويرية الإصلاحية، وكانت اليهودية الإصلاحية جزءًا من الاستجابة إلى نداء الدولة القومية الحديثة.

[8]اليهودية المحافظة: فرقة دينية يهودية حديثة، نشأت في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، كمحاولة من جانب اليهودية للاستجابة لوضع اليهود في العصر الحديث في العالم الجديد، وهي أهم وأكبر حركة دينية يهودية في العالم، وأهم مفكريها سولومون شختر، واليهودية المحافظة جزء من الفكر الرومانسي الغربي، وخصوصاً الألماني، وهي ليست مدرسة فكرية، ولا حتى فرقة دينية محددة المعالم، بقدر ما هي اتجاه ديني عام، وإطار تنظيمي، يضم أبرشيات، وحاخامات، يسمون أنفسهم محافظين، ويسميهم الآخرون كذلك، فالمفكرون المحافظون يختلفون فيما بينهم حول أمور مبدئية، مثل الوحي، وفكرة الإله، كما يختلفون بشأن الأمور الشعائرية، ولم ينجحوا في التوصل إلى برنامج محدَّد موحَّد، وهم يرفضون ذلك بحجة أنهم ورثة اليهودية الحاخامية ككل، وبالتالي فلابد أن تُترَك الأمور لتتطور بشكل عضوي طبيعي، وفكرة التطور العضوي من الداخل إحدى الأفكار الرومانسية الأساسية.

وتُشكِّل هذه الفرقة رد فعل لليهودية الإصلاحية أكثر من كونها رد فعل لليهودية الأرثوذكسية، وترى اليهودية المحافظة أن هدفها الأساسي هو الحفاظ على استمرارية التراث اليهودي، باعتباره الجوهر، أما ما عدا ذلك من العبادات والعقائد، فهو يظهر بشكل عضوي، وتلقائي متجدد، ومن هنا، فقد ظهرت اليهودية التجديدية من صلب اليهودية المحافظة، فهي ترى أن اليهودية حضارة، يُشكِّل الدين جزءًا منها وحسب، ومعظم اليهود المحافظين يأتون من بين صفوف اليهود الأمريكيين، الذين أتوا من خلفيات دينية أرثوذكسية، ولذلك يجدون أن اليهودية الإصلاحية متطرفة. وقد أخذ الإصلاحيون في الآونة الأخيرة في التشدد بشأن بعض الشعائر الدينية، في حين أخذ المحافظون في التساهل في كثير منها.

[9] اليهودية الأرثوذكسية: فرقة دينية يهودية حديثة، ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر، وجاءت كرد فعل للتيارت التنويرية والإصلاحية بين اليهود، وتُعتبر الأرثوذكسية الامتداد الحديث لليهودية الحاخامية التلمودية، ومصطلح (أرثوذكس) مصطلح نصراني يعني (الاعتقاد الصحيح)، وقد استُخدم لأول مرة في إحدى المجلات الألمانية عام 1795م، للإشارة إلى اليهود المتمسكين بالشريعة، وقد تزعَّم الحركة اليهودية الحاخام سمسون هيرش، والتوراة حسب تصوُّر الأرثوذكس كلام الإله، كتبها حرفًا حرفًا، وأوحى بها إلى موسى عليه السلام، فهم يؤمنون بعقيدة الوحي الإلهي، وأن التوراة منزَّلة من الإله؛ ولذا فهي وحدها مصدر الشريعة، وقيمها خالدة أزلية، تنطبق على كل العصور، ولولا التوراة لما تحقَّق وجود جماعة يسرائيل، وعلى الشعب اليهودي اتّباع هذا الكتاب المقدَّس إلى أن يأتي وحي جديد، وقد نادى الأرثوذكس بعدم التغيير، أو التبديل، أو التطوير؛ لأن عقل الإنسان ضعيف، لا يمكنه أن يعلو على ما أرسله الإله، ولأن التطور سيودي حتمًا باليهودية.

ولكن الأرثوذكس يختلفون حول تحديد أجزاء التوراة التي أوحي بها الإله مباشرة، ولكن ثمة إجماع على أن أسفار موسى الخمسة مرسلة من الإله، وبعضهم يوسع نطاق القداسة؛ لتشمل كتبًا أخرى من العهد القديم، وهناك من يوسع نطاق القداسة؛ ليشمل كل كتب الشريعة الشفوية، والأرثوذكس لا يؤمنون بالتوراة وحدها باعتبارها مستودع الكشف الإلهي، وإنما يؤمنون أيضاً بالتوراة الشفوية، أو الشريعة الشفوية، وبكل كتب اليهودية الحاخامية، مثل التلمود، والتفسيرات التي همَّشت النص التوراتي، باعتبار أن الشريعة الشفوية تجعل الاجتهاد البشري الحاخامي أكثر أهمية وإلزامًا من النص الإلهي.

ويعتقد الأرثوذكس اعتقادًا حرفيًا بصحة العقائد اليهودية الحلولية، مثل: الإيمان بالعودة الشخصية للماشيَّح، وبالعودة إلى فلسطين، وبأن اليهود هم الشعب المختار الذي يجب أن يعيش منعزلًا عن الناس لتحقيق رسالته. وبسبب قداسة هذا الشعب عندهم، نجد أن الأرثوذكس يعارضون أية أنشطة تبشيرية، فالاختيار هو نتيجة للحلول الإلهي، ومن ثم فهو أمر يُتوارث. ومن هنا، تتمسك اليهودية الأرثوذكسية بالتعريف الحاخامي لليهودي باعتبار أنه من وُلد لأم يهودية أو تهوَّد حسب الشريعة أي على يد حاخام أرثوذكسي، وتعبِّر الحلولية عن نفسها دائمًا من خلال تَزايُد مفرط في الشعائر التي تفصل الشعب المقدَّس عن الأغيار، واليهودية الأرثوذكسية تؤمن بأن الأوامر والنواهي مُلزمة لليهودي الذي يجب أن يعيد صياغة حياته بحيث تُجسِّد هذه الأوامر والنواهي، وهي في إيمانها هذا لا تقبل أيَّ تمييز بين الشرائع الخاصة بالعقائد وتلك الخاصة بالشعائر، ومن هنا التزامها الكامل في التمسك بالشعائر، فبعض الأرثوذكس يطالبون بعدم تغيير الطريقة التي يرتدي بها اليهود ملابسهم، أو يقصون شعرهم، ولا تزال النساء في بعض الفرق الأرثوذكسية يحلقن شعورهن تمامًا عند الزواج، ويلبسن شعرًا مستعارًا بدلًا منه، وهناك من يستخدمون العبرية في صلواتهم، ولا يسمحون باختلاط الجنسين في العبادات، ويحاول الأرثوذكس كمجموعة دينية الانفصال عن بقية الفرق اليهودية الأخرى، حتى يمكنهم الحفاظ على جوهر اليهودية الحقيقي بزعمهم، دون أن تشوبه شوائب، وقد ظهرت فيما بعد الأرثوذكسية الجديدة التي تقبل مقولات اليهودية الأرثوذكسية الدينية والأخلاقية، ولكنها تأخذ موقفًا وسطًا في بعض المسائل التفصيلية، مثل ارتداء الأزياء الحديثة، وحلاقة الذقن، وقص السوالف، ويُلاحَظ أن عدد اليهود الأرثوذكس في الولايات المتحدة ضئيل للغاية، إذ لا يزيد على 9% من يهود أمريكا.

[10] اليهودية التجديدية: مذهب ديني يهودي حديث، يشبه في كثير من الوجوه اليهودية المحافظة، أسسها الحاخام مردخاي كابلان عام 1922م في الولايات المتحدة عند تأسيس جمعية تطوير اليهودية، وقد اكتسبت اليهودية التجديدية معالمها التنظيمية بشكل أكثر تحديدًا عام 1934، حين نشر كابلان مجلة التجديدي التي التفت حولها مجموعة من المفكرين اليهود، ورغم أن اليهودية التجديدية حاولت أن تظل من ناحية الأساس اتجاهًا دينيًا وحسب، فإنها تحولت تدريجيًا إلى فرقة دينية، فنشر كابلان الهاجاداه الجديدة عام 1941، كما نشر دليلاً للشعائر اليهودية في العام نفسه، وتحاول اليهودية التجديدية الوصول إلى صيغة للدين اليهودي، تلائم أوضاع الأمريكيين الذين يعيشون داخل حضارة علمانية برجماتية، وقد تأثر مؤسسها بأفكار الفيلسوف الأمريكي جون ديوي، وتَصدُر اليهودية التجديدية عن الإيمان بأن إعتاق اليهود ـ أي خروجهم من عزلتهم واندماجهم في مجتمعاتهم ـ وضع فريد تمامًا في تجربتهم التاريخية، عليهم التكيف معه، وعلى اليهودية أن تُعدِّل هويتها بشكل يتفق مع المعطيات الجديدة، ويرى كابلان أن الدنيا مكتفية بذاتها؛ إذ أن الإنسان يتضمن من القدرات ما يؤهله للوصول إلى الخلاص بمفرده دون عون خارجي، كما أن الطبيعة المادية يوجد فيها من المصادر ما يجعل هذه العملية ممكنة، والإله داخل هذا الإطار المنغلق على نفسه، ليس كائنًا أسمى، خلق العالم وتَحكَّم فيه، وإنما هو مجرد عملية كونية، تقترن في الواقع بذلك الجانب الذي يزيد قيمة الفرد والوحدة الاجتماعية، وهو القوة التي تدفع نحو الخلاص، وهو التقدم العلمي، وليس من المستغرب أن ينكر كابلان بعد هذا تمامًا فكرة الوحي الرباني، وفكرة البعث والآخرة في صياغتهما اليهودية، والإله عند كابلان كيان مجرد، يشبه النظريات الهندسية، أو المعادلات الرياضية، وأكثر الأشياء قداسة في نسق كابلان هو اليهود وتراثهم، وليس دينهم، فالدين اختراع إنساني، وتعبير حضاري عن روح الشعب، ولا يوجد فارق كبير بين التوراة والكتب الأخرى للشعب، فكلها منتجات حضارية يلتحم فيها الدين بالموروث الحضاري، وروح الشعب اليهودي هي المطلقة الأزلية عنده بخلاف الإيمان بالإله أو الدين، فهو يرى أن اليهودية إنما وجدت من أجل اليهود، ولم يوجد اليهود من أجل اليهودية، وقد صار معيار الإيمان باليهودية عنده ليس الإيمان بهذه العقيدة أو تلك، أو ممارسة هذه الشعائر أو تلك، وإنما مدى التزام اليهودي ببقاء شعبه.

وتجدر الإشارة إلى أن أثر كابلان في الحياة اليهودية في الولايات المتحدة عميق إلى أبعد حد، ويُعَدُّ فكره من أهم المؤثرات في اليهودية المحافظة التي تضم أغلبية يهود الولايات المتحدة الذين يعرِّفون انتماءهم تعريفًا دينيًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (5)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (6)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (7)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (8)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (9)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (12)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (13)

مختارات من الشبكة

  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (11)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (4)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (3)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نحن أولى بإسرائيل عليه السلام منهم (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخليل عليه السلام (6) {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • المرحلة الأولى في قصة إبراهيم عليه الصلاة السلام(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب