• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / ثقافة عامة وأرشيف
علامة باركود

جولات استطلاعية وسياحية في اليابان

جولات استطلاعية وسياحية
عبدالله بن حمد الحقيل

المصدر: من كتاب "رحلتي إلى اليابان" لعبدالله بن حمد الحقيل
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/1/2012 ميلادي - 26/2/1433 هجري

الزيارات: 7344

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وفي صباح هذا اليوم الأحد الموافق 12/2/1422 هـ، توجهنا لزيارة بعض المعالم السياحية والأسواق والتجوال بالقطار لمشاهدة معالم المدينة التي يسكنها ستة عشر مليوناً أحس بينهم بما قاله المتنبي:

ولكن الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسان

 

وصادف هذا اليوم الأحد عطلة ومررنا بعشرات الأماكن والمنتزهات وشاهدنا أجناساً متعددة من العالم فنجد الصينيين والهنود والباكستانيين واليابانيين وشتى الألوان والأجناس ثم ذهبنا إلى سوق «الإلكترونيات» بأدواره المتعددة حيث توجد به التحف والمصنوعات والتلفزيونات والراديوهات والآلات الكهربائية المتنوعة والمخترعات الحديثة وكل ما يخطر على البال.

 

ثم أخدنا سفينة تجولنا فيها وسط نهر طوكيو استغرقت أكثر من ساعتين شاهدنا المدينة ومعالمها ومبانيها الشاهقة ومصانع السيارات وغيرها، لقد كان يوماً حافلاً بالفائدة والمتعة والتنقل في تلك الربوع ورغم أنها كانت متعبة حيث كنا مواصلين السير إلا أنها ممتعة في تجدد المناظر والمرور على مناطق مختلفة ومشاهدة كل جديد من المطارحات الشعرية والمفاكهات الأدبية وإيراد القصص الطريفة والذكريات الجميلة وإنشاد الأشعار وأقوال الحكماء ونـزلنا من السفينة ومشينا على الأقدام لمدة نصف ساعة حتى وصلنا إلى محطات القطار وامتطينا القطار إلى منطقة الفندق وكنا نشاهد ناطحات السحاب وبها الأحياء المختلفة وشاهدنا برج طوكيو الشاهق ومررنا ببعض الجامعات وكان الأخ إبراهيم الجردان وعبدالله القحطاني من الطلبة السعوديين يرافقاننا ويشرحان لنا تلك المعالم والمناظر ثم سرنا في جو غائم ظليل إلى منطقة «أساكوسا» ثم منطقة «أكواستي» وميدان سباق الخيل الكبير. وبعد جولة طويلة في أنحاء ومعالم طوكيو، انصرفنا نحو إحدى المقاهي المطلة على النهر لتناول الشاي والمرطبات وكان الشاي بارداً جداً ثم غادرنا المكان قاصدين الفندق عبر عدة محطات للقطار السريع الذي يتسع للآلاف من البشر ولقد بدأ تشغيل أول خط حديدي عام 1873م بين مدينة طوكيو ويوكوهاما والقطار الياباني من أجمل قطارات العالم وأطولها وأكثرها راحة وأناقة، ولبثنا فترة ليست طويلة نسير في طرق مدينة طوكيو ذات الملايين الستة عشر وكان بجواري مندوب جريدة الشرق الأوسط الأخ إمام محمد إمام وقد قدم من لندن لتغطية أخبار الحفل وكانت الرحلة لعمل مقارنة بين لندن وطوكيو من حيث المواصلات ومظهر الناس الحسن وكذا مظهر القطارات من حيث النظافة والطلاء والترتيب، وقال إن لندن أفضل بمراحل من طوكيو فقلت له هذه الأفضلية لا يستطيع الإنسان أن يؤكد صحتها وعمقها إلا بعد دراسات وإحصاءات، ورغم أن طوكيو مكتظة بالسكان غير أن المرء يلاحظ قلة بل ندرة ظاهرة الغبار والتلوث ولعل جوها الندي وخاصة في هذا الشهر مايو الذي يغسل مطره الأشياء ويلبد نداه ليبعد عنها الغبار والأتربة - وخرجنا من محطات القطار نتبادل الأحاديث والانطباعات مع الإخوة الدكاترة - محمد السالم - عدنان الوزان - خالد الحمودي - إبراهيم الزكري - عبدالملك الشلهوب - محمد المقيطيب - سمير عبدالحميد - عبدالله اليحيى - ووصلنا الفندق والتقينا ببعض الزملاء ممن ذهبوا لمناطق أخرى وقد حدثنا الدكتور/ أنور عشقي والأستاذ/ صالح السالم بانطباعاتهما للمناطق التي قاموا بزيارتها.

 

وذهبنا في رحلة سياحية لزيارة «هاكوني» وهي تبعد عن طوكيو ساعة ونصف الساعة وهي من أشهر الأماكن السياحية في اليابان وبها ينابيع المياه المعدنية الساخنة، حيث يستحم بها السياح ومحاطة بنخيل «فوجي» وتحتوي على مجموعة من المطاعم والفنادق والملاهي وجبل فوجي هو أعلى جبل في البلاد وارتفاعه 3776 متراً وفي اليابان يوجد عشر مجموع البراكين في العالم بأسره ومعظم اليابان عبارة عن جبال شاهقة بينها وديان ضيقة والواقع أن 68% من اليابان هي مناطق جبلية وأغلب السكان يختارون السكن في المناطق المستوية أو المرتفعة ارتفاعاً بسيطاً حيث تكون الزراعة ونقل البضائع أسهل بكثير، ولقد لاحظت أن البيئة الطبيعية في اليابان جميلة ولكن البراكين والزلازل كثيراً ما تسبب لهم المشاق التي تعلم اليابانيون أن يتعايشوا معها. لقد لاحظت أن البحار تحيط بهذه البلاد من كل جانب. المحيط الهادي في الشرق وبحر اليابان في الغرب وبحر شرق الصين في الجنوب وبحر أوكوتسك في الشمال وما أعظم قدرة الله ولقد لاحظت الاهتمام بالنظافة والحرص على التنسيق والجمال بأبدع صوره وكثرة الورود والزهور، ولقد استهواني جمال الحديقة المجاورة للفندق وهي تحتوي على شلالات متعددة وبحيرة يعوم فيها البط وصنابير المياه العذبة منتشرة في كل أنحاء الحديقة وباعة المشروبات ومجموعة من المطاعم وأسراب الطيور والحمام تحوم في جوانب الحديقة وشاهدت أطفالاً ينثرون لها الحب مما ذكرني بقول الشاعر العربي:

تسقط الطير حيث يلتقط الحب
وتغشى منازل الكرماء

 

إنها حديقة تستحق الزيارة فإضافة إلى ما فيها من أنواع النباتات والأشجار فإنها منسقة تنسيقاً يسر الناظرين إلى جانب أشجار مختلفة الألوان كثيرة الأنواع ذات رائحة عطرية كما تحتوي على غابة من الأشجار والزهور الجميلة.

وفي الحديقة التقيت بأحد أبناء الجالية الإسلامية من أبناء الباكستان فحكى لي عما تتميز به هذه البلاد من وجود حيوانات فريدة حيث يوجد بها طيور وحيوانات لا توجد في أي مكان في العالم وصار يعدد أنواعها كما أنها موطن ما يتراوح بين 6000 نوع من النباتات المحلية كما أن لبعض النباتات معاني رمزية فمثلاً تعبر زهور الكرز عن الجمال قصير العمر وأشجار الصنوبر ترمز لصناعة الأدوية والملابس والورق والأدوات المختلفة.

 

ومن الحديقة خرجت لمحطة القطار وهي أشبه بخلية النحل وأعداد البشر بالملايين ولكنهم في غاية الترتيب والتنظيم. ورغم أن الأشكال متشابهة والأجسام متماثلة إلا أنهم في حركة دائبة ونشاط متواصل وإدمان على العمل.

 

لقد أمضينا يومين كاملين في جولات استطلاعية منذ بلغنا هذه المدينة متنقلين بين ضواحيها ومبانيها الحديثة وأسواقها وشوارعها وحدائقها التي تنتشر فيها وسفوح جبالها الخضراء وكل ما فيها يوحي إليك بالقوة والنشاط والعمل.

 

جامعاتنا السعودية ودورها الثقافي الرائد:

لجامعاتنا أنشطة متنوعة تحاول من خلالها تحقيق الكثير من الغايات والأهداف في الإطار الثقافي وذلك لتحقيق أهداف رسالتها العلمية بحيث تصل إلى مختلف أرجاء العالم ولجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برامج علمية تتميز بها في الداخل والخارج فقد أوجدت معاهد للجامعة في بعض الدول خارج المملكة في واشنطن وأندونيسيا واليابان وموريتانيا والإمارات العربية المتحدة بهدف نشر رسالة الإسلام وتعميق الحوار والتفاهم والتعاون والتبادل الثقافي - وفي إطار توثيق أواصر التعاون والتبادل الثقافي - بين المملكة واليابان ولإتاحة الفرصة للراغبين من الشعب الياباني في تعلم اللغة العربية والتعرف على الحضارة الإسلامية قامت المملكة ممثلة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإنشاء المعهد العربي الإسلامي في طوكيو عام 1402هـ، ومنذ ذلك التاريخ ساهم المعهد في تحقيق هذا الهدف من خلال البرامج التعليمية والثقافية المتنوعة التي قام بها وتحقيقاً لرسالة المعهد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على تنظيم ندوة العلاقات الثقافية السعودية في طوكيو خلال الفترة 13 - 15 صفر 1422هـ وقام بافتتاحها معالي الأستاذ الدكتور محمد بن سعد السالم مدير الجامعة.

 

ولقد كانت ندوة رحبة خصبة موفقة حضرها عدد من الشخصيات السعودية واليابانية ونخبة من المثقفين والمؤرخين السعوديين واليابانيين الذين تناولوا العلاقات الثقافية بين البلدين من خلال 19 بحثاً علمياً ثم عرضها في خمس جلسات خلال أيام الندوة وتبع ذلك عدداً من الفعاليات والنشاطات المصاحبة على النحو التالي - معرض للصور واللوحات عن المملكة العربية السعودية... وعرض فيلم وثائقي عن المملكة وغيرها. لقد كانت بحق ندوة لتفعيل الحوار الثقافي بين السعودية واليابان وتعميق الحوار والتفاهم والتبادل الثقافي وشارك في الندوة منظمات يابانية إسلامية وحضر افتتاحها عدد كبير من الضيوف وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي وفي مقدمة الجميع ابن عم الإمبراطور «أكيهتيو» الذي وصف المعهد بأنه نافذة لانفتاح اليابان على الثقافة الإسلامية وتعزيز الحوار مع المسلمين وفي الكلمة الافتتاحية أكد سفير المملكة لدى اليابان العميد محمد كردي اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بدعم هذا الصرح - والمعهد كمنارة للمعرفة والثقافة والعلم جعل كل ذلك متاحاً للمسلمين في اليابان لترويج التبادل العلمي والتعريف بالحضارة الإسلامية وقال إن الندوة تمثل تظاهرة سعودية إسلامية أبرزت دور المملكة المركزي في بناء جسر بين طرفي آسيا يدعمه التفهم للدين والقيم والحضارة الإسلامية ومدى الأهمية التي تعلقها المملكة على اليابان في تعزيز الحوار بين الحضارات كما أن مدير الجامعة الدكتور محمد السالم أكد على اهتمام الجامعات السعودية بدعم العلاقات الوطيدة والتعاون بين العالم الإسلامي والشعب الياباني وأن هذه الندوة تعتبر محوراً للعلاقات بين السعودية واليابان والإسلام في ميادين البحث ومجالات الترجمة وتأمين تطلعات الباحثين.

 

لقد حظيت جلسات هذه الندوة بحضور متميز وتقديم بحوث بناءة وحوارات مفيدة تحقق بفضل الله من خلالها الهدف المنشود من تنظيم هذه الندوة وهو إنجاز مرحلة أخرى في مسيرة المعهد لتقوية أواصر التعاون الثقافي بين المملكة واليابان واستشراف ما يمكن إنجازه من مراحل في المستقبل وهذا ما أكد عليه الباحثون بأهمية تطوير العلاقات بين الدولتين في المجال الثقافي إضافة للمجال الاقتصادي.

 

زيارة السفارة السعودية:

وفي صباح يوم الاثنين 13/2/1422هـ، وكان أول ما فكرنا فيه زيارة السفارة السعودية حيث كنا على موعد مع سعادة السفير الأستاذ/محمد بشير كردي، فبعد أن قاربت الساعة العاشرة خرجنا من الفندق ومضينا نحو السفارة حتى وقفنا على بابها وإذا بأحد الحراس يستقبلنا بكل بشاشة ولطف يفسح الطريق لنـزول سيارتنا إلى «المرآب» وصعدنا إلى الدور الرابع حيث مكتب سعادة السفير الذي وجدناه في الانتظار ومرحباً بهذه الزيارة ولقد كان استقبالاً حسناً وترحيباً كريماً وأخذ في الحديث عن هذه البلاد وثقافتها وعاداتها وتقاليدها وأحضر لنا القهوة العربية والتمور السعودية والشاي الساخن وأكواباً من الشاي الياباني وألح بالدعوة للضيافة كما أطلعنا على مجموعة من الكتب وصور السفراء الذين كانوا قبله في هذه السفارة وطوال بقائنا في طوكيو كنا نلتقي به في كل ليلة لمسامرة سعادته في الأدب والشعر والدبلوماسية والتاريخ وكان حريصاً على حضور جلسات الندوة الثقافية ودعانا في أكثر من أمسية لتناول العشاء والشاي بمنـزله فقلت له إنك تذكرني بقول الشاعر:

حبيب إلى الزوار غشيان داره
كريم المحيا شب وهو أديب

 

وألقيت عدة قصائد حين كنا في مسامرة سعادته بمنـزله وما قيل في مكارم الأخلاق والنخوة والشهامة والمروءة.. ولقد كانت فرصة طيبة للاجتماع بالإخوة السعوديين الذين منهم العاملون في السفارة ومنهم الدارسون في الجامعات والمعاهد اليابانية وكانت جلسات جيدة اكتمل الأنس لأن الكلفة فيها بين الجالسين قد رفعت ولأن المودة والأخوَّة كانت سمة الجميع، وكانت جلسات مفعمة بالأحاديث الأدبية والثقافية وحافلة بالنقاش العلمي والتاريخي.

 

المعهد العربي الإسلامي يستأنف نشاطه العلمي:

في مساء يوم الاثنين الموافق 13/2/1422هـ، توجهنا صوب المعهد العربي الإسلامي الذي يقع بالقرب من مقر السفارة السعودية وقد وجهت الدعوات إلى الجامعات والسفراء العرب والمسلمين والمراكز والهيئات الإسلامية لحضور هذا الحفل الإسلامي وبحضور الأمير «تاكامادو فوهيا» وكان الحفل بمناسبة افتتاح مباني المعهد الجديدة واستئناف نشاطه العلمي.

 

وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ألقى معالي مدير جامعة الإمام الأستاذ الدكتور/محمد السالم كلمة استعرض فيها دور المعهد في دعم العلاقات السعودية اليابانية وتنميتها في جميع المجالات، وكذلك دعم التعاون بين الشعوب العربية والإسلامية والشعب الياباني مشيراً إلى أن افتتاح المعهد يمثل استجابة كريمة من الحكومة السعودية لطلب المسلمين في اليابان لسد حاجاتهم من العلوم الشرعية والعربية، ورعاية شئونهم في مختلف النواحي، وقال: إن المعهد روعي عند تصميمه أن يكون شكله دالاً على وظيفته، وأن يكون رسالة تراثية تهدف إلى تعريف المجتمع حوله بالتراث المعماري والحضاري والثقافي لبلادنا العربية والإسلامية وقيمنا الاجتماعية، كما تمت الاستفادة القصوى من أرض الموقع في حدود ما تسمح به الأنظمة، وأن المبنى أنجز واستأنف نشاطه بحمد الله وتوفيقه شاهداً من شواهد العصر، وعلامة مضيئة يسير على هداها الساري، وحسنة من حسنات خادم الحرمين الشريفين وعملاً من أعماله لا ينقطع.

 

وأوضح الدكتور/ السالم أن ندوة العلاقات الثقافية السعودية اليابانية: الواقع وآفاق المستقبل تأتي من منطلق الرغبة المتبادلة بين الحكومة السعودية واليابان في دعم التعاون فيما بينهما لمصلحة الطرفين، واستجابة لحرص خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء لتلبية احتياجات المسلمين والأصدقاء في اليابان، كما أنها تأتي استشعاراً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمسئولياتها تجاه تحقيق هذه الرغبة السامية.. وقد حرصت الجامعة على أن تشمل محاور الندوة كل الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثقافية السعودية - اليابانية، وقد استكتب لهذه الندوة عدد من الأكاديميين والمختصين من الجامعة ومن خارجها لتأتي بالشكل المطلوب ووفق التطلعات.

 

وألقى الأستاذ محمد بشير كردي، سفير المملكة العربية السعودية في اليابان، كلمة أعرب فيها عن سعادته لاستئناف المعهد العربي الإسلامي نشاطه العلمي والثقافي في اليابان، مشيراً إلى أهمية العلاقات اليابانية - السعودية وضرورة تمتينها وتطويرها لما تلعبه اليابان من دور مهم في العالم الصناعي اليوم، وقال: إن المعهد يخدم قضايا الجاليات المسلمة في اليابان، لا سيما في مجال الدعوة والتعليم، كما أنه يساهم في التعريف بالعقيدة الإسلامية الصافية والمحافظة على الهوية الدينية الإسلامية، ودعا إلى ضرورة تضافر جهود المؤسسات والمنظمات والمراكز الإسلامية في سبيل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما رحب بالمشاركين من الأكاديميين المختصين في أعمال ندوة «العلاقات الثقافية السعودية - اليابانية، متمنياً للمؤتمرين نجاح هذا الملتقى العلمي الطيب الذي يؤصل لمستقبل العلاقات السعودية - اليابانية، ومن ثم العلاقات اليابانية - العربية الإسلامية».

 

وقال الدكتور عبدالله السهلي، مدير المعهد العربي الإسلامي في طوكيو أن المعهد أدرك أهمية تهيئة بيئة إسلامية صالحة لأبناء الجالية الإسلامية وربطهم بمجتمعهم وثقافتهم الإسلامية، لذلك ثم استحداث برنامج أسبوعي لتعليم أبناء الجالية الإسلامية اللغة العربية والدين الإسلامي، على أمل تعميم هذا البرنامج بحيث يشمل أيام الأسبوع كلها، كما نظم المعهد برنامجاً خاصاً لأسر الجالية المسلمة، يشمل ذلك تدريس القرآن الكريم وتجويده.

 

وأضاف الدكتور السهلي: إن ندوة العلاقات الثقافية السعودية - اليابانية التي تنظمها الجامعة ممثلة في المعهد حالياً تمثل أحد المناشط التي اضطلعت بها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، من خلال المعهد العربي الإسلامي في طوكيو، وتعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق أهدافه التي رسمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن المؤمل أن تخرج هذه الندوة بتوصيات ونتائج علمية تعزز من نشاط المعهد والجامعة وعلاقتها بالمؤسسات العلمية في أنحاء اليابان.

 

وألقى البروفيسور كاتاكورا كونيو، الأستاذ في جامعة دايتو اليابانية، كلمة عبر خلالها عن سروره لهذا اللقاء الطيب في رحاب بلاده، مشيداً بدور المعهد الثقافي والإسلامي وأثره الطيب في تحسين العلاقات اليابانية السعودية وتطويرها في مختلف المجالات.

 

وتحدث في الحفل هيقوشي ميماساكا، المسئول في جمعية مسلمي اليابان، معرباً عن فرحته لاستئناف المعهد لنشاطه العلمي والثقافي والديني، داعياً إلى تضامن الجاليات المسلمة في اليابان لخدمة الإسلام والمسلمين والعمل للحفاظ على الهوية الدينية الإسلامية للمجتمع المسلم في اليابان.

 

وذكر أن المعهد الإسلامي قد أنشئ في عام 1398هـ في طوكيو، وقام بنشاط واسع في مجال تعليم اللغة العربية والدعوة الإسلامية، وخدمة الجالية العربية والإسلامية في اليابان، وتطوير العلاقات الثقافية والعلمية بين السعودية واليابان.

 

ندوة العلاقات الثقافية السعودية اليابانية:

بعنوان: «العلاقات الثقافية السعودية اليابانية رسالة ثقافية» في صباح يوم الثلاثاء الموافق 14/2/1422هـ، افتتح الدكتور محمد بن سعد بن عبدالعزيز السالم، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض أعمال الندوة.. وتتضمن الندوة ستة محاور تناقش قضايا العلاقات الثقافية السعودية - اليابانية: التاريخ والتطور، والإسلام في اليابان: التاريخ الانتشار، والمؤسسات القائمة هناك. ودراسة اللغة العربية والثقافة والحضارة الإسلامية في اليابان: الماضي والحاضر، والتأليف والترجمة من اللغة اليابانية وإليها في مواضيع اللغة العربية والدين الإسلامي، والمعهد العربي الإسلامي في طوكيو: النشأة والمنجزات، وجمعية الصداقة السعودية - اليابانية: النشأة والمنجزات، وتشتمل الندوة على فعاليات مصاحبة نظمتها اللجنة التحضيرية للندوة، منها: معرض لمطبوعات الجامعة، ومعرض لصور ولوحات ورسوم بيانية عن الجامعة بصفة خاصة، وعن السعودية بصفة عامة، وعرض أفلام تعريفية عن الجامعات السعودية.

 

ولقد أكد الأمير الإمبراطور (تاكا مادو نوميا نوريهيتو) أن العلاقات السعودية اليابانية تتمتع بقوة ومتانة كبيرة حرصت كلتا الدولتين على دعمها وإرساء قواعدها، وقال سموه إن البعد الجغرافي بين الدولتين حال دون تبادل ثقافي غني بينهما، لذلك نجد عدداً كبيراً من اليابانيين لا يعرفون الكثير عن المملكة وعن الحضارتين العربية والإسلامية.

 

وأوضح الأمير تاكامادو نوميا نوريهيتو أننا عندما نتحدث عن العلاقات السعودية اليابانية فإن تفكيرنا يجب ألا ينحصر على العلاقات السياسية والاقتصادية فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل النواحي الثقافية، وقال أن الندوة تطرقت لواقع العلاقات الثقافية السعودية اليابانية، وكيف يمكن أن نرتقي بهذه العلاقة ونستثمرها في المستقبل، ومن وجهة نظري أعتقد أن إيصال الصورة الحقيقة والمعلومة الصحيحة عن الإسلام والعالم العربي إلى أفراد الشعب الياباني هي الخطوة الأهم في الوقت الحاضر، وفي نفس الوقت العمل على زيادة معرفة أفراد الشعب السعودي باليابان وآسيا وسوف يسهم هذا في تعميق التفاهم والحوار بين الشعبين، وهذا بدوره سيكون خطوة مهمة في دعم العلاقات وتعزيز التعاون في مجالات جديدة.

 

المعهد العربي الإسلامي في طوكيو صرح حضاري ومفخرة سعودية:

إن هذا المعهد الإسلامي في هذه البلاد هو منارة عربية إسلامية امتدت لجسر التواصل والعلاقات الحضارية والثقافية بين المملكة واليابان التي بدأها الملك عبدالعزيز يرحمه الله قبل ما يزيد على سبعين عاماً منذ زيارة القنصل الياباني في مصر للملك عبدالعزيز في جدة بهدف إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

 

ولقد قام خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بزيارة للمعهد والتقائه بأبنائه الطلبة السعوديين الدارسين في اليابان خلال زيارته لليابان عام 1419هـ، بداية انطلاقة المعهد بعد تسلم الجامعة لمبناه الجديد، وأعطته دفعة قوية لممارسة نشاطه، والقيام بالدور المناط به حيث تم افتتاح المصلى للمصلين، واستأنف نشاطه في الدعوة والإرشاد والدروس العلمية.

 

كما سبق للمعهد أن شرف باستقبال عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء في سنوات مضت.. منهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله وغيرهم.

 

أهداف المعهد: نشر الإسلام وتعليم العربية:

أنشئ المعهد لتحقيق غايات وأهداف نبيلة من أهمها:

1- التعريف بالإسلام ومساعدة الراغبين في الاطلاع على الثقافة العربية والإسلامية.

2- توثيق روابط الصداقة بين الشعب الياباني والشعوب العربية وتوطيد العلاقة بين اليابان والمملكة العربية السعودية خاصة والعالم العربي والإسلامي بعامة.

3- نشر اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها.

4- مساعدة المسلمين اليابانيين وغيرهم للتعرف على أمور دينهم على مقربة من إقامتهم.

5- ترجمة الأبحاث الإسلامية والعربية المناسبة من اللغة اليابانية وإليها.

6- العناية بأبناء العاملين في السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي والجاليات الإسلامية وذلك بتعليمهم اللغة العربية والدين الإسلامي وربطهم بهويتهم الثقافية.

 

مركز البحوث والترجمة والعلاقات الثقافية:

ويضم هذا القسم مكتبة متخصصة في العلوم العربية والإسلامية، وذلك لخدمة الباحثين وطلاب العلم وتزويدهم بالمصادر الموثوقة، وتسهيل الطرق أمامهم للاطلاع على الثقافة العربية والإسلامية ويهدف هذا القسم إلى:

1- إجراء البحوث والدراسات اللغوية والتربوية الخاصة بتعليم اللغة العربية لغير العرب والإشراف على التخطيط لها.

2- بحث المشكلات اللغوية والتربوية والتعليمية التي تعاني منها المدراس العربية والإسلامية في اليابان.

3- المشاركة في وضع أسس علمية لتأليف الكتب الدراسية وإعداد الوسائل المعينة المناسبة.

4- إصدار النشرات ونشر البحوث الخاصة في هذا الميدان.

5- تنظيم الدورات والحلقات الخاصة في المجالات السابقة.

6- إجراء البحوث التي تساعد على التعريف بالإسلام ومساعدة الراغبين في الاطلاع على الثقافة الإسلامية.

7- ترجمة الأبحاث العربية والإسلامية المناسبة من اللغة اليابانية وإليها.

8- تقوية العلاقات الثقافية بين المعهد والمؤسسات التربوية المماثلة داخل اليابان، وكذلك تبادل الخبرات في مجال اللغة العربية لغير العرب، وفي مجال الدراسات الإسلامية.

9- تنظيم المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية.

10- إصدار مجلة دورية خاصة بالمعهد تعمل على تحقيق أهدافه.

11- تقديم الثقافة العربية والإسلامية بمختلف صورها بالطرق المسموعة والمرئية والمكتوبة لأبناء اليابان بكل الوسائل الممكنة.

 

بالإضافة إلى الخدمات التعليمية، للمعهد إسهامات عديدة من أهمها:

1- مصلى المعهد:

وتعتبر هذه الخدمة من أجل الخدمات التي تقدم للمجتمع وخاصة القطاع الإسلامي في اليابان فقد انتقلت صلاة الجمعة إلى مصلى المعهد منذ مدة طويلة وصارت إمامة هذا المصلى وإعداد الخطب وترجمتها إلى اليابانية والإنجليزية والأردية من صميم أعمال المعهد، ومثل هذا الأمر في إقامة صلاة العيدين، والمصلى مفتوح لاستقبال المسلمين في أي وقت.

 

2- مكتبة المعهد:

وتقدم خدماتها للباحثين في شتى المجالات كما تزود المسلمين اليابانيين بنسخ من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية.

 

3- أصدر المعهد بالاشتراك مع المركز الإسلامي (دليل المسلم في اليابان).

 

4- شكل المعهد بالاشتراك مع المركز الإسلامي لجنتين: إحداهما لجمع الزكاة وتوزيعها على مستحقيها والثانية لرؤية الهلال.

 

5- ينظم المعهد نشاطات للطلاب السعوديين في اليابان ويقدم لهم التسهيلات ويرسل إليهم الصحف والمطبوعات والكتب لربطهم بوطنهم وهويتهم الدينية والثقافية.

 

الشعر السعودي يصدح في سماء طوكيو:

خلال حفل العشاء الذي أقامه سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان في نادي طوكيو السيد/محمد بشير كردي تكريماً للمشاركين في الندوة الثقافية وكان حفلاً شائقاً تبودلت فيه الأحاديث والمناقشات العامة ثم أقيمت أمسية شعرية سعودية شاركت فيها بإلقاء مختارات من قصائد ديواني «شعاع في الأفق» كما شارك الدكتور/أنور عشقي بإلقاء مجموعة من القصائد وقد أدار هذه الأمسية الشعرية الأستاذ/د. عبدالملك الشلهوب أستاذ الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وقد وجدت صدى طيباً من الحاضرين حيث صدح الشعر السعودي في هذا النادي العريق وهذه البلاد الممتلئة بالورود والزهور والخضرة والنضرة والأشجار فهي بلاد الشعر لمن أراد أن يتغنى بالشعر وينشده، فالفنون بمختلف أنواعها تتمتع بشعبية كبيرة وتجذب أعداداً غفيرة من الجمهور في المهرجانات الشعبية كما يتمتع المسرح الحديث بشعبية كبيرة ويعرض في مسارح طوكيو مسرحيات أدبية كثيرة من بينها أعمال لشكسبير وغيره من مشاهير الكتاب والأدباء. وقد حدثنا بعض الإخوة أن هناك ثلاثة أشكال تقليدية للمسرح الياباني ويرتدي الممثلون أقنعة وملابس على الطراز القديم وينشدون أشعارهم وهم يتحركون ببطء شديد، وقلت لأحد الأصدقاء اليابانيين لسنا نعرف في الثقافة العربية شيئاً عن الأدب الياباني وعن شعراء اليابان، فحدثني عن مجموعة من شعراء اليابان الذين ذاع صيتهم من شعراء «الهايكاي» من العصور السابقة ومن أهم الشعراء «ماتسوباشو 1644م» و«بيجما» 1661م و«يوسانو» 1766م و«شيكي» وقصيدة الهايكو هي درة الشعر الياباني وتعد من أكثر أشكاله شهرة وأهمية.

 

زيارة المركز الإسلامي في طوكيو:

ذهبت مع جمع من الزملاء لزيارة المركز الإسلامي في طوكيو ويقع في محافظة سيتاجابا وطوكيو مكونة من 23 محافظة بناء على دعوة من رئيسه الدكتور صالح السامرائي الذي زارنا في الفندق وشارك معنا في الندوة ببحث عن الإسلام في اليابان، ولحسن الحظ كان الجو غائماً مما يغري بالخروج والتجول وقد حضر سعادته إلى المعهد وبعد انتهاء برنامج الندوة الصباحي ركبنا سيارة المعهد التي انطلقت بنا مخترقة شوارع طوكيو وميادينها وكان سعادته يشرح لنا بعض المعالم حتى وصلنا إلى المنطقة التي يقع فيها المركز وهي منطقة لا تتميز بالسعة لكثرة المباني وصادف مرورنا خروج التلاميذ من مدارسهم فرأيناهم بملابس نظيفة وأجسام تظهر عليها الصحة والعافية ووجدنا في الاستقبال في المركز مجموعة من الإخوة العرب واليابانيين وقد شرح لنا الدكتور صالح ما يقوم به المركز من عمل ونشاط وقد كتب اسم المركز على مدخله في لافتة كبيرة وهو يتكون من خمسة أدوار تجولنا في مختلف نواحيه، وقد حدثنا رئيس المركز الإسلامي في اليابان عن تاريخ الإسلام في اليابان وانتشاره الذي استغرق زماناً وامتد مكاناً وتأخر وصول الإسلام إلى اليابان إلى أواخر القرن التاسع عشر ويعبر اليابانيون عن أسفهم واستغرابهم من هذا التأخير في الوقت الذي وصل فيه الإسلام إلى الصين والفلبين في وقت مبكر - لقد عاش الدكتور صالح أربعين سنة في هذه الديار وكان قبلها أستاذاً في جامعة الملك سعود في الرياض وقد تحدث عن بداية دخول الإسلام إلى اليابان على الباخرة «آل طغرك» وعلى ظهرها أكثر من ستمائة ضابط وجندي عثماني (ترك وعرب وألبان وبوسنيون.. الخ) يقودهم الأمير عثمان باشا وذلك عام 1890م، وبعد أن أدت البعثة مهمتها في اليابان وقابل رئيسها الإمبراطور عادت أدراجها، إلا أنها وهي لا تزال على الشواطئ اليابانية ليس بعيداً عن أوساكا هب عليها إعصار شديد، أدى إلى تحطمها واستشهد أكثر من خمسمائة وخمسين شخصاً وفيهم أخو السلطان ومعهم عثمان باشا.

 

ولقد هزت الحادثة الطرفين ونقل الناجون على باخرتين يابانيتين إلى استانبول ودفن الشهداء عند الموقع وعمل متحف بجانبهم ويحتفل اليابانيون والأتراك إلى يومنا هذا كل خمس سنوات بهذا الحادث في نفس الموقع.

 

وبعد سنة من الحادث تبرع صحفي ياباني شاب (أوشاتارو ونودا) وجمع تبرعات من اليابانيين لعوائل الشهداء وذهب إلى استانبول عام 1891م، وسلم التبرعات للسلطات العثمانية وقابل السلطان عبدالحميد، وأثناء إقامته في استانبول لقي أول مسلم إنجليزي وهو «عبدالله غليام» وهو من مدينة ليفربول، وبعد التحادث معه، قبل دين الإسلام وتسمى «عبدالحليم» ويمكن اعتبار «عبدالحليم نودا» أول مسلم ياباني، تبعه بعد ذلك يامادا الذي وصل استانبول عام 1893م يحمل التبرعات وطلب منه السلطان عبدالحميد تدريس اللغة اليابانية للضباط العثمانيين واتخذ اسم خليل أو عبدالخليل، فبذا يمكن اعتباره ثاني مسلم ياباني.

 

أما الشخص الثالث فهو أحمد أريجا وكان مسيحياً يعمل في التجارة، زار مدينة بومبي عام 1900م، ولفت نظره مسجد فيها فدخله وأسلم هناك، وعاد داعية وشارك في إحدى ترجمات معاني القرآن الكريم اليابانية، وفي هذه المرحلة سكن تجار من الهند في كل مكان من طوكيو ويوكوهاما وكوبي، وبذا يعتبرون أول جالية إسلامية تقيم في اليابان.

 

تردد على اليابان مبعوث للسلطان عبدالحميد يدعى «محمد علي» وذكرت الوثائق أنه كان يخطط لإقامة مسجد في يوكوهاما. كما زار اليابان الضابط برتو شابا مبعوث السلطان عبدالحميد كمراقب للحرب اليابانية الروسية 1904 - 1905م، وأقام سنتين وقابل الإمبراطور وألف كتاباً من جزئين باللغة التركية.

 

وبعد الحرب اليابانية الروسية سربت اليابان أنباء عالمية عن اهتمامها بالإسلام والعالم الإسلامي مما حفز المسلمين في كل مكان للاهتمام بنشر الإسلام في اليابان فقد ذكر العقاد أن ضباطاً مصريين بهرتهم انتصارات اليابان وتطوعوا في الجيش الياباني وتزوجوا يابانيات وخلفوا منهن ومنهم من عاد إلى مصر ومنهم من بقي كما زار الداعية الهندي سرفراز حسين اليابان عام 1905م وأوائل 1906م، وألقى محاضرات عن الإسلام.

 

وأقيم أول مسجد في أوساكا للأسرى المسلمين الروس بعد الحرب وذلك عام 1905م.

 

ولقد نشرت الأخبار في العالم الإسلامي أن مؤتمراً يعقد في طوكيو عام 1906م، يقارن اليابانيون فيه بين مختلف الأديان لاختيار الدين الصحيح، هكذا وصلت الأخبار المبالغ فيها، فتحمس المسلمون في كل مكان لحضور المؤتمر، وذكر السيد علي أحمد الجرجاوي وهو محام شرعي أزهري أنه ذهب لحضور المؤتمر وألف كتاباً أسماه «الرحلة اليابانية» يقول أنه وداعية صيني يسمى سليمان الصيني وروسي يدعى مخلص محمود وهندي اسمه حسين عبدالمنعم كونوا جمعية طوكيو للدعوة الإسلامية وأسلم على أيديهم اثنا عشر ألف يابانياً. وقد استهجن هذا الكلام بعد سنتين أو ثلاث رحالة وداعية مسلم من روسيا زار اليابان، استهجن هذا الادعاء واستهجن كذلك ادعاء الجرجاوي الداعية، والمفكر الهندي محمد بركة الله الذي أقام في اليابان خمس سنوات مابين 1909 - 1914م.

 

كما جاء الداعية عبدالرشيد إبراهيم إلى اليابان عام 1909م وأقام ستة شهور، قابل فيها رجالات اليابان من الوزراء إلى الفلاحين، وأسلم على يديه نخبة من المفكرين والصحفيين والضباط الشباب كما زار الصين وكوريا والهند والحجاز وألف كتاباً من ألف صفحة باللغة العثمانية.

 

وعبدالرشيد.. رحالة وداعية وسياسي وأديب وعالم وقال عن كتابه المرحوم عبدالوهاب عزام إنه أهم من كتاب ابن بطوطة.

 

كما زار اليابان محمد بركة الله من الهند وهو أول من علم الأوردية في جامعة اللغات الأجنبية في طوكيو وأصدر لثلاث سنوات مجلة الإخوة الإسلامية ما بين 1910 - 1912م، وأسلم على يديه عدد من اليابانيين.

 

ولقد زاد اهتمام اليابان بالعالم الإسلامي لأغراض متعددة توسعية اقتصادية، ثقافية، كما تمت ترجمات لمعاني القرآن الكريم وشكلت الجمعيات وألفت الكتب الإسلامية والاستشراقية.

 

وبدأ المهاجرون من المسلمين التتار يفدون إلى اليابان فراراً من الحكم الشيوعي في روسيا وستقر أكثرهم في طوكيو وناغويا وكوبي. كما أدى ثاني مسلم ياباني فريضة الحج وهو نور أبي تاناكا الذي أسلم في الصين.. كما أسلم في الصين عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم , وزار عمر ياما أوكا مصر وذهب إلى الأزهر عام 1924م.

 

وفي عام 1973م، أرسل الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الدكتور السامرائي للدعوة الإسلامية في اليابان ومعه ستة آخرون وهم (خالد كيبا - ياباني - أسعد قربان علي ابن مؤسس مسجد طوكيو عبدالحي قربان علي وعبدالباسط السباعي - مصري - وعلي الزعبي - سوري - وعبدالرحمن صديقي - باكستاني - وموسى محمد عمر - سوداني -) وهم ممن درسوا في جامعات اليابان ولهم سابقة بالعمل الإسلامي فيها - أسس هذا الفريق أول مركز إسلامي متكامل في اليابان بالتعاون مع الآخرين يابانيين ومقيمين من أمثال عمر ميتا مترجم معاني القرآن الكريم لليابانية وعبدالكريم سايتو ومصطفى كومورا وتميم دار محيط وعبدالمنير وأطانابا وعمر دراز خان وعلي حسن السمني ومطلوب علي وعينان صفا...

 

ولقد أوضح الدكتور صالح السامرائي مدير المركز خلال الحديث معه عن العمل الإسلامي أنه جاء تشكيل المركز الإسلامي بالآحاد والعشرات بل المئات من اليابانيين ودخلوا في الإسلام أفواجاً. وقام المركز بإصدار أعداد كبيرة من الكتب والكتيبات عن الإسلام باللغة اليابانية وأصدر مجلة السلام باللغة اليابانية وغطى البلاد من أقصى الشمال وفتح الفروع في مدن عدة وأرسل الطلبة إلى المملكة العربية السعدية ومصر للدراسات الإسلامية وأسس أول مجلس للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية وعددها حينذاك اثنتي عشرة جمعية تضم التجمعات الإسلامية اليابانية في عدة مدن والجالية الاندونيسية وجمعية الطلبة المسلمين وذلك في عام 1976م.

 

ولقد سألته عن عدد المسلمين في اليابان فأجاب: كنا نعد المسلمين اليابانيين قبل هذه الفترة ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف. وبدأنا فيها نعد المسلمين بعشرات الآلاف. انتشر الوعي الإسلامي لدى الشعب الياباني فبعد أن كان الدين الإسلامي يدعى (كاي كيو) أصبح يدعى (أسرام) لعدم وجود حرف اللام باللغة اليابانية ويستبدلونه بالراء وسألته عن أول ندوة عن الشريعة الإسلامية فقال: عملت أول ندوة عن الشريعة الإسلامية أقامها المركز بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي وجامعة شو أو CHUO وكان محركها الأستاذ خالد كيبا وحضرها عم الإمبراطور الحالي واستمرت لثلاثة أيام، وكان من نتيجة هذه الندوة عمل دراسات مستمرة حتى يومنا هذا عن الشريعة الإسلامية في اليابان. كما عقدت ندوات ثقافية حضرها الآلاف في طوكيو والمدن الأخرى برعاية كبريات الصحف اليابانية التي تصدر الملايين لكل صحيفة بالتعاون بين المركز الإسلامي وجامعة الملك سعود.

 

وسألت الدكتور صالح عن توفير الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية، فقال (إن المركز الإسلامي منذ تأسيسه قبل أكثر من عشرين سنة حرص على توفير الكتاب الإسلامي باللغة اليابانية، ويكاد المركز الإسلامي يكون هو المؤسسة الوحيدة في اليابان التي تزود بالكتاب الإسلامي جميع الهيئات والجمعيات الإسلامية في اليابان والمؤسسات والأفراد داخل اليابان وخارجه.


ولقد أصدر المركز حتى الآن أكثر من أربعين كتاباً وكتيباً باللغة اليابانية أعيد طبع معظمها مرات عديدة... ولدى المركز الآن كتب بعضها معد للترجمة والبعض الآخر نفدت نسخه ويحتاج لإعادة طباعة.

 

(إننا نرجو من إخواننا المسلمين في كل مكان المساهمة في دعم هذا العمل الخيري وهو علم ينتفع به وصدقة جارية. والله يجزي الجميع عن الإسلام خير الجزاء).


ثم سألته عن أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم؟

فقال: (إن أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم يقوم بها مسلم وهو المرحوم عمر ميتا نشرت في هذه الفترة وخصص لها الملك فيصل رحمه الله مبلغاً محترماً أودع بسفارة المملكة العربية السعودية يصرف منه على طبع الترجمة كلما نفدت نسخها).

 

وفي عام 1980م، تبرع الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله بأرض من أجل إقامة مقر شامخ للمركز الإسلامي، وقام الأميران الكريمان نايف بن عبدالعزيز وأحمد بن عبدالعزيز بتشييد البناء وبذلك أصبح المركز الإسلامي معلماً إسلامياً يقصده الأساتذة والطالبة والصحافيون والتلفزيون وعامة الناس. منهم من يعلن إسلامه ومنهم من يستعلم عن الإسلام، ولا يزال هذا المقر يؤدي دوره بتطور وتحسن مستمر. وانتهت زيارتنا لهذا المركز الإسلامي ونحمد الله فها هو الإسلام في اليابان في أفضل حالاته حيث تتابعت الجهود الخيرة الواعية التي وجدت رعاية واهتماماً بما يتفق مع مصالح المسلمين وآمالهم وترسيخ التعاون بينهم وارتفعت اليوم منارات شاهقة وصروح باسقة للإسلام في طوكيو وخارجها.

 

ورأينا مساجد تعمر وأفراد يدخلون في دين الله وها هي المساجد والجوامع والمعهد العربي الإسلامي كل ذلك يساعد بدفع موكب الدعوة وعجلة التعريف بالإسلام وحضارته التي رأيناها مزدهرة ومنتشرة بين مختلف الطبقات وأن مستقبل الدعوة سيكون مشرقاً في هذه البلاد بإذن الله.

 

ثم اصطحبنا الإخوة لزيارة جامع طوكيو ووصلنا بعد صلاة الظهر وأدينا الصلاة في هذا الجامع الرحب الفسيح وهو واسع وذو باحات متسعة وفرش نظيف وقد رحب بنا المشرف على الجامع ثم استأذن لوجود طائفة من الزوار ممن جاءوا للتعرف على الإسلام وممن جاء يعلن إسلامه، وفي جانب آخر كان إجراء عقد زواج ثم غادرنا الجامع وزرنا مشروع مقر المدرسة الإسلامية حيث يجمعون التبرعات لبنائها، نسأل الله أن يكون في عونهم لأهمية وجود مدرسة تعلم أبناء المسلمين ويشع نورها بتعاليم الإسلام فالتعليم الإسلامي أساس المحافظة على هوية أبناء الأمة الإسلامية وهي محاضن لتربية الأجيال الصاعدة من أبنائها ونظراً للغلاء الرهيب في اليابان فقد اشترى المسلمون هذه القطعة الصغيرة من الأرض بأكثر من ثلاثة ملايين دولار.

 

ثم اخترقنا شوارع العاصمة وكان الجو ممطراً والزحام شديداً حيث عدنا للفندق في انتظار أن يحين موعد الذهاب للمعهد فهذا اليوم هو آخر أيام الندوة الثقافية.

 

مشاعر متعاطفة مع الإسلام:

ولقد سمعنا الكثير من الروايات عن الإسلام والمسلمين في هذه البلاد ومن ذلك أنه في كل عام يقوم ممثلو الأديان المختلفة بالاجتماع سنوياً في جامعة Showa Joshi Daigaku يحضره المواطنون في المحافظة يتقدمهم المحافظ.

 

وأن المنظمين للاجتماع يضعون المسلمين في أغلب السنين في أول البرنامج، رغم أنهم أقل الأديان أتباعاً.. وفي هذا العام وضعوهم في أول القائمة، على المسرح وقد أذن الشيخ نعمة الله وصلى الدكتور صالح السامرائي بالمسلمين ركعتي نفل، وقرأ آيات من القرآن الكريم ووقف الشيخ نعمت الله ورددت معه جموع المواطنين اليابانيين الذين حضروا الاحتفال «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وكانت بأيدي الجميع ورقة مكتوب عليها باليابانية لفظ الأذان وشرحه ولفظ الشهادة وشرحها والصلاة وكل حركاتها وألفاظها ومعانيها باليابانية إنها أحد وسائل التعريف والدعوة.

 

ويقولون إن المنظم الرئيسي هو رئيس لفرقة بوذية كبرى قال: ذهب إلى أندونيسيا وكانت من قبل غير مسلمة والآن أهلها مسلمون، ولأول مرة عرف أن عدد المسلمين في العالم يزيد على عدد النصارى وعدد البوذيين، وهذا يظهر أيضاً احترام الشعب الياباني للإسلام.. هذه حقائق يذكرها الإخوة وفقهم الله في نشر الدعوة الإسلامية في هذه البلاد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خواطر اليابان والعقول الجديدة
  • اليابان لؤلؤة الشرق وبلاد الشمس المشرقة
  • مشاهد من الحياة في اليابان
  • العلاقات العربية اليابانية من خلال الرحلات المتبادلة
  • لمحة عن التاريخ الثقافي الياباني
  • حوار مع مدير المركز الإسلامي في طوكيو
  • جولة في المناطق السياحية اليابانية
  • الصحافة والعربية والدراسات الإسلامية باليابان
  • قراءة مختصرة لكتاب: النهضة بين الحداثة والتحديث - قراءة في تاريخ اليابان ومصر الحديث (1)
  • وباء كاروشي القاتل يجتاح اليابان ويقتل الناجحين فقط

مختارات من الشبكة

  • غانا: جولات وندوات وقوافل دعوية على الحدود(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جولات بين حجرات النبي صلى الله عليه وسلم(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الندوة العالمية للشباب الإسلامي تنفذ (49) ملتقى و(74) دورة شرعية وتأهيلية و(9) جولات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جولة دعوية في الباراجواي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جولتان دعويتان في بروندي تسفر عن إسلام 104 أشخاص(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بروندي: جولة دعوية تسفر عن إسلام أكثر من 350 شخصا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بوروندي: جولة دعوية تسفر عن إسلام 290 شخصا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • هولندا: المسلمون الخضر ينظمون جولة سير على الأقدام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جولة في كتب ابن حبان رحمه الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشعر في ديوان جولة في عربات الحزن(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب